العرب في اختبار صعب.. قراءة في تهديد ترامب للشرق الأوسط وتبعاته على قطاع غزة

العرب في اختبار صعب.. قراءة في تهديد ترامب للشرق الأوسط وتبعاته على قطاع غزة

لقد أثار الوعيد الذي أطلقه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بـ”جحيم في الشرق الأوسط” حالة من الغضب والسخرية، خصوصًا على ما تدعيه الولايات المتحدة من حماية حقوق الإنسان والأبرياء، إذا لم يُطلق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير. وبالرغم من الحديث عن صفقة مرتقبة برعاية مصرية؛ إلا أن ذلك لم يغير في طبيعة النهج الأمريكي في القتل والدمار والإبادة الجماعية للأبرياء، وأنها سياسة واحدة لم تتغير سوى في الأسلوب وحسب طريقة أداء رجل البيت الأبيض.

وبدلًا من أن ينتقد ترامب دولة الاحتلال في المجازر التي قامت بها ولا تزال في غزة، ذهب إلى التهديد والوعيد إذا لم يُطلق سراح المحتجزين في غزة قبل تنصيبه في يناير 2025، وهو ما يشي بتداعيات خطيرة على زيادة القتل والتهجير القسري وزيادة الاستيطان في الضفة، وحصار الفلسطينيين في مساحة ضيقة في ظل توسيع بناء المستوطنات على أنقاض المنازل التي يتم هدمها.

في هذا التقرير لمركز “رواق” للأبحاث والدراسات، سيكون لنا قراءة ووقفة مع السياسة الأمريكية التي تتزعم وتتشدق دوماً بالحديث عن حقوق الإنسان وحماية الأبرياء، وعن الجحيم الذي يجب أن ينتظره الشرق الأوسط في حالة لم يُطلق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتبعات تصريحات ترامب على قطاع غزة وتوسيع الاستيطان في الضفة، وكذلك محاولة تعزيز التفوق اليهودي في الضفة الغربية، وهو ما يضع الدول العربية في “امتحان صعب” وضرورة إعادة النظر في العلاقات من جديد مع الإدارة الأمريكية الداعمة لقتل الأبرياء، لاسيما وأنه يُعد ضوءًا أخضر لدولة الاحتلال في الإمعان في مزيدٍ من القتل والتهجير.

قراءة في تهديدات ترامب للشرق الأوسط:

لقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن الشرق الأوسط سيواجه “الجحيم كلّه” إذا لم يتم إطلاق جميع الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قبل يوم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير / كانون الثاني الجاري، وهو ما يؤكد دعم كل الإدارات الأمريكية لشعب أعزل لا يملك السلاح بعيدًا عن كل القوانين وحقوق الإنسان.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشل”: “إذا لم يُطلق سراح الرهائن قبل 20 كانون الثاني / يناير 2025.. فإن الثمن الذي سيدفع في الشرق الأوسط سيكون باهظًا، وكذلك بالنسبة إلى المسؤولين الذين ارتكبوا تلك الفظائع ضد الإنسانية”.

ثم أكد أن “هؤلاء المسؤولين عن هذا الحادث سيلحق بهم ضرر أكبر من أي ضرر لحق بأي شخص آخر في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل. أطلقوا سراح الرهائن الآن!”.

وجاء تهديد ترامب بعد دعم حثيث للاحتلال في قتل شعب غزة من إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، وفشلت حتى الآن في تأمين اتفاق من شأنه إنهاء حرب إسرائيل في غزة وتحرير الرهائن الذين احتُجزوا قبل 14 شهرًا.

ضوء أخضر للكيان الصهيوني:

لا شك أن تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب لكل الشرق الأوسط ليس رسالة ردع لحماس فقط، ولكن يعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لاستمرار الجرائم الصهيونية تجاه الفلسطينيين ولبنان، ودعمًا غير مشروط من أمريكا، وبلا حدود لدولة الاحتلال.

كما أن تهديدات ترامب تلك قد يترتب عليها عدم استقرار إقليمي في المنطقة بأثرها وتوسيع دائرة الحرب، لا سيما مع تزايد غضب الشعوب العربية وما يحدث في سوريا الذي يغذي عودة انتشار الجماعات المسلحة في بيئة مضطربة، ما يوحي أن ترامب يريد عودة الإرهاب لكي يستطيع تسويق الخوف في المنطقة.

يجب أن لا نغفل أن دونالد ترامب رجل أعمال وهدفه فقط هو جمع المال والاستفادة من الأنظمة العربية على وجه التحديد وبيع السلاح؛ لأن ما يحدث من تهديد ترامب المزعوم يسجل عوائد اقتصادية بالمليارات من خلال بيع السلاح، ما يعني أنها ليست رسالة لحركة حماس فقط بقدر ما هي رسالة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولكي تقوم الكيان المحتل بكل ما يحلو له ويريده ورسم خريطته الجديدة في الشرق الأوسط؛ سواء في غزة، أو لبنان أو في سوريا وتوغله لأكثر من 250 كيلومترًا في العمق السوري.

تصريحات ترامب وتداعياتها على قطاع غزة:

إن تهديد ترامب هو بالطبع موجه لحركة حماس ومن يدعمها، ومكمن الخطر هنا على المدنيين والقطاع المكلوم بأكمله هو في أن هذا التهديد من شأنه تشجيع الكيان المحتل على طرد الفلسطينيين من مساحات شاسعة من غزة ومحاولة كذلك ضم الضفة الغربية المحتلة. (الجزيرة).

حيث إن التصريحات سيكون لها انعكاسات خطيرة على الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، بمعنى أن إسرائيل ستأخذ هذه التصريحات كـ ضوء أخضر تمهيدي من الإدارة الجديدة، لفعل كل ما تراه مناسبًا لتحقيق أهداف نتنياهو الحقيقية من الحرب، وهي استكمال مخطط تهجير سكان القطاع، وضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها.

وبالتالي فقد شكّل وعيد ترامب صدمة لسكان غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتهجير قسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لأنهم بالكاد كانوا يأملون في أن تكون الإدارة الجديدة تحمل انفراجة وحلًّا لما يجري في غزة من خلال وقف العدوان الوحشي الذي لا يعرف شيئًا عن الإنسانية وإنهاء أشهر الحرب المقيتة التي دمرت كل شيء هنا في القطاع، ولكن للأسف على ما يبدو أن الإدارة الأمريكية جاءت متناغمة تمامًا مع الإدارة الصهيونية ومع بنيامين نتنياهو على وجه التحديد، وأن هناك مزيدًا من الإجراءات العقابية على ما يبدو تنتظر قطاع غزة في ظل الإدارة الجديدة. (الجزيرة).

بالطبع فإن الموقف الإسرائيلي من وعيد ترامب كان مختلفًا بالطبع، حيث أشاد وزراء في الحكومة الإسرائيلية بالتهديد الذي أطلقه، ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض الوزراء بحكومته الشكر للرئيس الأمريكي المنتخب.

وقال نتنياهو في بداية اجتماع لحكومته وقتها: “ركز الرئيس ترامب كلماته على مربط الفرس، على حماس، وليس على الحكومة الإسرائيلية، كما هو معتاد (في أماكن أخرى)”. وفي ذات السياق قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن “تصريح ترامب أوضح للجميع من هم على حق ومن هم على باطل”، على حد زعمه. (الجزيرة)

تعنت إسرائيلي ودعم أمريكي:

وبسبب تعنت دولة الاحتلال بقيادة نتنياهو لعدم تمرير صفقة ووقف لإطلاق النار، فقد أعلنت حركة حماس أن 33 أسيرًا إسرائيليًّا محتجزين لديها قُتلوا منذ أكتوبر / تشرين الأول 2023، وأكدت أن معظمهم قضوا بقصف الجيش الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة. (روسيا اليوم).

وقالت الحركة -في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة تليغرام – إن بعض هؤلاء فُقدت آثاره بسبب “المجرم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وتعنته”، حيث حذرت الحركة من أن استمرار العدوان (الإسرائيلي) يرفع حصيلة قتلى أسرى العدو.

وتُقدّر إسرائيل وجود 101 من الأسرى محتجزين في قطاع غزة.

وفي المقابل: تدعو حركة حماس إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع في إطار أي اتفاق للإفراج عن الأسرى المتبقين، وهو ما يرفضه قاتل الأبرياء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زاعمًا أن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس وضمان أنها لا تشكل تهديدًا لإسرائيل. (روسيا اليوم)

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، مجازر وحشية وإبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 12 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

ردود فعل متباينة على وعيد ترامب وتداعياتها الخطيرة:
وبناءً على وعيد ترامب، فقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقول: “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدم كل الجهود التي استهدفت التوصل لصفقة تتضمن تبادل المحتجزين الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية”.

نقول: إن تهديد ترامب الذي جاء موجها لحركة حماس، يعد بالطبع من شأنه تشجيع إسرائيل على طرد الفلسطينيين من مساحات شاسعة من غزة وكذلك ضم الضفة الغربية المحتلة.

وبالتالي، فإن التصريحات لها انعكاسات خطيرة على الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. بمعنى أن إسرائيل ستأخذ هذه التصريحات كضوء أخضر تمهيدي من الإدارة الجديدة، لفعل كل ما تراه مناسبًا لتحقيق أهداف نتنياهو الحقيقية من الحرب، وهي استكمال مخطط تهجير سكان القطاع، وضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها”.

صدمة كبيرة في غزة من تصريحات ترامب:

كان على الرئيس الأمريكي الجديد أن يحُثّ دولة الاحتلال على وقف الحرب والإبادة الجماعية والمجازر خصوصًا ما يحدث مع النساء والأطفال في فصل الشتاء والبرد القارس، ولكن مع الأسف جاء العكس تمامًا؛ حيث شكَّل وعيد ترامب صدمة لسكان غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتهجير قسري من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال مواطن غزي يدعى محمد دحلان، إنه شعر بالصدمة مما قاله ترامب.

وقال محمد، الذي اضطر للنزوح من منزله بسبب الحرب الإسرائيلية مثل مئات الآلاف من سكان غزة، ويتوق بشدة إلى انتهائها: “إن تصريحات ترامب جاءت لتشكل لنا صدمة جديدة هنا في قطاع غزة”.

وأضاف: “كنا نأمل أن تكون الإدارة الجديدة تحمل انفراجة وحلًا لما يجري هنا في غزة من خلال وقف العدوان وإنهاء أشهر الحرب المقيتة التي دمرت كل شيء هنا في القطاع”.

وتابع: “لكن على ما يبدو أن الإدارة الأمريكية جاءت متساوقة تمامًا مع الإدارة الإسرائيلية ومع بنيامين نتنياهو تحديدًا، وأن هناك مزيدًا من الإجراءات العقابية على ما يبدو تنتظر قطاع غزة في ظل الإدارة الجديدة”.

إشادة صهيونية:

بالطبع، إن الموقف الإسرائيلي من وعيد ترامب كان مختلفًا، حيث أشاد وزراء في الحكومة الإسرائيلية بالتهديد الذي أطلقه، ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض الوزراء بحكومته الشكر للرئيس الأمريكي المنتخب.

وقال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش: إن “تصريح ترامب أوضح للجميع من هم على حق ومن هم على باطل”، وفق تعبيره، وهو ما يعني ترحيبًا داخل حكومة الدموي نتنياهو من ضوء أخضر في مزيد من القتل والدماء وانتهاك حقوق الإنسان بدلًا من إنهاء الحرب.

غضب الرأي العام في مصر من تهديدات ترامب للشرق الأوسط:

فقد أغضبت تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الشرق الأوسط بالجحيم إذا لم يتم إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبل 20 يناير المقبل، الشارع المصري وإعلاميين مصريين، حيث ذكرت وسائل إعلام مصرية على لسان نشطاء وسياسيون بالقول: “هل هناك جحيم أكثر من حرب الإبادة التي قتلت وأصابت عشرات الآلاف؟ هذا التهديد لم يعد مجديًا مع الفلسطينيين، راجع نفسك وتوقف عن الهرتلة، هذا شعب الجبارين الذي لا يخاف ولا يبالي”.

وذكر السياسيون: إن تصريح ترامب لا يمكن اعتباره يعبر عن حالة من الرشد، وأن كان من الممكن فهمه لو صدر وقت الحملة الانتخابية وليس بعد فوز ترامب بالانتخابات.

وواصل النشطاء حديثهم: “إيه أهمية وقيمة الإسرائيلي اللي تخلي ترامب يولع في الشرق الأوسط كله”. (روسيا اليوم).

الأورومتوسطي: أمريكا وألمانيا شريكان في الإبادة الجماعية في غزة

لم يعد أحد أو منظمة أو جهة تغفل ما يقوم به الغرب المتذرع بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى رأس هؤلاء أمريكا وألمانيا، فقد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في شمالي قطاع غزة.

وقال المرصد في بيان له منذ وقت قريب، إن الحصيلة الأولية للمجزرة الإسرائيلية في بلدة بيت لاهيا مروعة ويتحمل مسؤولياتها إلى جانب الاحتلال الأطراف التي تزوده بالسلاح والتي تصمت عن جريمة الإبادة الجماعية. (المصري اليوم).

وتابع: “وثقنا قصف الطائرات الإسرائيلية لمبنى سكني مكون من 5 طوابق لعائلة نصر في بيت لاهيا تضم نحو 200 فلسطينيًّا ونازحًا وتدميرها بالكامل على رؤوسهم”.

وأكد البيان أن المعلومات الأولية تشير إلى أن جيش الاحتلال استهدف المبني بقنبلة أمريكية من نوع MK-84 تزن 908 كيلوجرامات، كما يستخدم الاحتلال سلاح الماتدور الألماني في قصف المنازل وإحراقها وقتل الفلسطينيين.

لذا: نقول إن الصمت الحاصل من حكومات الدول يُشكل واحدة من أبشع صور تجسيد العنصرية والفساد السياسي والأخلاقي على المستوى العالمي، وبالتالي فعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، التدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف في شمالي غزة ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي وفرض حظر أسلحة شامل عليها ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها كافة. (المصري اليوم).

رخصة أمريكية جديدة إلى إسرائيل لاستمرار قتل الفلسطينيين:
من المعلوم للجميع، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تساعد الكيان الصهيوني بالمال والسلاح فقط، لكنها تساند إسرائيل أيضًا دبلوماسيًّا في جميع الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية، واشنطن التي تدعي الإنسانية وإعلاء قيم الديمقراطية وحماية حقوق الأقليات، ترى دائمًا أن فلسطين وشعبها ليس له حق العيش والسلام، واستعادة أراضيه المحتلة من قبل العصابة الصهيونية منذ مئات السنين.

نعم، إن هذه المرارة أو هذا الكلام ليس تعاطفًا مع شعبنا الشقيق وأرضنا المحتلة، لكنها حقيقة وأمر واقع. فلا يوجد مشروع قانوني أو إنساني قُدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو أي منظمة دولية أو إقليمية ضد “تل أبيب” إلا ووقفت ضده بلاد “العم سام” التي قامت وأُسست على جثث الأفارقة وغيرهم من الفقراء الذين أُجبروا على العمل لصالح سكان البلاد الجديدة من الأغنياء.

وبالرغم من مرور ما يقرب من 14 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية التي يقودها السفاح بنيامين نتنياهو ضد الأهالي والمدنيين، وفي اليوم الذي تواصل إسرائيل ارتكاب المجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، الأمر الذي يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 150 ألف شهيدًا ومصابًا ومفقودًا، فضلًا عن الآلاف من المفقودين.

إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قانون مقدم من الجزائر لمجلس الأمن الدولي، يدعو فيه إلى وقف إطلاق النار على القطاع وكذلك الاعتراض على أي دعوات لوقف إطلاق النار سوى بالشعارات والتصريحات فقط، يُعد فضيحة كبرى وجريمة ضد الإنسانية لن يمحوها التاريخ.

لا سيما وأن هذه ليست المرة الأولى، لكنها المرة الرابعة أو الخامسة التي تستخدم فيه واشنطن حق “الفيتو” في مجلس الأمن ضد مشاريع قرارات بشأن الحرب الوحشية على غزة، مما يعرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

سياسة التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين:

هناك أهداف خفيّة ومعلنة لما يحدث في غزة، وأهمها التهجير القسري والقضاء على شعب غزة. فهي ليست وليدة اللحظة، وبالتالي فليست فقط الولايات المتحدة الأمريكية هي من تساند إسرائيل في حربها على الفلسطينيين. فقد امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت لعدة قرارات سابقة، وهو ما يعني أنه بمثابة مساندة دبلوماسية للجرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني. (اليوم السابع).

فكل مشروعات القرارات التي ترفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، وتكرر مطالبة جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتجدد دعوتها إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وجميع أنحائه، وتقديم ما يكفي من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين، تقابل بالرفض من قبل واشنطن.

الأمر الذي يؤكد حقًّا أن واشنطن لا ترغب في تنفيذ هذه القوانين لتتمكن إسرائيل وجيشها من تحقيق أهدافها الحربية والوحشية الغاشمة للقضاء على الشعب الفلسطيني وهدم كل منزل ومستشفى في القطاع.

موقف الأمم المتحدة من قرارات إدارة بايدن في قتل الفلسطينيين:

أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة

لقد باتت المشاريع الأممية ليس لها أي قيمة أو فاعلية في ظل التعسف الأمريكي والغربي ضد أهل غزة. فقد سبق أن اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات تحت أرقام 2712 و2720، ولم يحققا أيضًا النتائج المرجوة. ففي نوفمبر 2023، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2712 الذي يدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة، والإفراج الفوري وبدون شروط عن كل الرهائن. اُعتمد القرار في المجلس المكون من 15 عضوًا، بتأييد 12 عضوًا وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة المتحدة عن التصويت. لم يتم تنفيذ أي جزء منه. (اليوم السابع).

وفي ديسمبر 2023، وبتأييد 13 عضوًا وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2720 حول غزة وإسرائيل، الذي يدعو إلى “اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق، ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية”، ولم يتم تنفيذ ذلك أيضًا.

لا شك أن رفض مشروع القرار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وامتناع بريطانيا عن التصويت لصالحه، يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين، ورخصة جديدة يحتمي فيها نتنياهو وعصابته المجرمة القاتلة للاستمرار في قتل وتجويع وتنفيذ الإبادة الجماعية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل المدافع عن أرضه وعرضه. (اليوم السابع).

دعم ترامب لمخطط حصار الفلسطينيين في مساحة ضيقة:

ربما لم يكن الأمريكيون المؤيدون لترامب سعداء بفوزه في الانتخابات الرئاسية، أكثر من المعسكر الإسرائيلي المتطرف والمؤيد للاستيطان، الذي شعر بسعادة غامرة إزاء ما اعتبروه ضوءًا أخضر محتملًا من فريق ترامب المنتظر لمواصلة ضم الضفة الغربية.

وعلى مرِّ التاريخ، فقد كان وجود المستوطنات ونموها يشكلان عقبة أمام التوصل إلى حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خصوصًا وقد أصبح ضم الجزء الذي يعيش فيه أغلب المستوطنين اليهود بالضفة الغربية حقيقة واقعة أثارت غضبًا شديدًا على المستويين الإقليمي والدولي.

وتقوم حكومة نتنياهو منذ عامين وبشكل منهجي، بحسب منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية “يش دين”، باستراتيجية تهدف إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، مع ترسيخ واقع التفوق اليهودي وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة على البقاء في أصغر مساحة جغرافية ممكنة. (القاهرة الإخبارية).

وفي الوقت الذي كان يركز فيه معظم الإسرائيليين على عودة المحتجزين ووقف الحرب في غزة خلال العام الماضي، كانت المستوطنات في الضفة الغربية تتضخم بشكل كبير إلى جانب بناء الطرق والبنية الأساسية الجديدة.

تعزيز التفوق اليهودي في الضفة الغربية:

وبهدف تنفيذ تلك السياسة من قبل حكومة نتنياهو، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، تم القيام بالعديد من الخطوات بنية السيطرة على الضفة الغربية، والتي منها تعيين “سموتريتش” للإشراف على مشروع الاستيطان بسلطة غير مسبوقة.

كما تمت الموافقة على ميزانيات ضخمة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحسين البنية التحتية ونوعية الحياة هناك، بجانب إعلان الأراضي والمحميات الطبيعية هناك ملكًا للدولة، بخلاف الاعتداء على التجمعات الفلسطينية، مما يؤدي إلى طردهم قسرًا من منازلهم.

وترى منظمة إسرائيلية تعمل في حقوق الإنسان أن الحكومة الحالية نزعت قناع الديمقراطية، الذي كانت الحكومات الإسرائيلية ترتديه، والذين ظلوا لسنوات طويلة يصورون إسرائيل باعتبارها نظامًا في الأراضي المحتلة يحترم الالتزامات القانونية. أما الآن، تسعى الحكومة علنًا إلى فرض السيادة وتعزيز التفوق اليهودي في الضفة الغربية.

بناء مستوطنات على أنقاض منازل الفلسطينيين:

إن الارتفاع الأخير في عنف المستوطنين ليس عشوائيًّا، بل يتناسب تمامًا مع خطة لنقل السكان الفلسطينيين مما يعرف باسم “المنطقة ج”، والتي تشكل 60٪ من الضفة الغربية.

وبحكم الأمر الواقع، تحاول دولة الاحتلال ضم الأماكن التي يعيش فيها اليهود، ولهذا السبب فإن القتال مكثف للغاية لإخراج الفلسطينيين الذين يعيشون هناك من هذه الأرض. وبالنسبة لهم، فإن الدولة الفلسطينية ليست تهديدًا أمنيًّا فحسب، بل إنها أيضًا لعنة على المطالبات اليهودية التاريخية.

وفي عهد “سموتريتش”، تم إعلان ما يقرب من 6000 فدان من أراضي الضفة الغربية أراضي دولة، وتم إنشاء 50 بؤرة استيطانية جديدة بدعم تنظيمي وتمويلي من الحكومة، وفقًا لـ”حجيت عفران”، التي تقود قسم مراقبة المستوطنات في حركة “السلام الآن”.

وتقوم مجموعات صغيرة من المستوطنين بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي، وطرد الفلسطينيين من أراضيهم بشكل يومي، ولا تسمح لهم بالذهاب إلى هناك مع قطعانهم أو زراعة أراضيهم. لافتة إلى أنهم يستولون على تلة تلو الأخرى، مشددة على أنه في عهد ترامب سنرى أن طرد الفلسطينيين سيكون أكثر تنظيمًا. (القاهرة الإخبارية).

الخلاصة:

  • السياسة الأمريكية أو النهج واحد في الشرق الأوسط، وخصوصًا في المنطقة العربية، وهي القتل والدمار والإبادة الجماعية للأبرياء. وأنها سياسة لم تتغير سوى في الأسلوب وحسب طريقة أداء رجل البيت الأبيض.
  • إن تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب الموجهة لكل الشرق الأوسط ليس رسالة ردع لحماس فقط، ولكنها تعطي إسرائيل الضوء الأخضر لاستمرار الجرائم الصهيونية تجاه الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا، وكذلك القتل والتهجير في لبنان وسوريا في ظل دعم غير مشروط من أمريكا وبلا حدود لدولة الاحتلال.
  • نعم، لم يكن الأمريكيون المؤيدون لترامب سعداء بفوزه في الانتخابات الرئاسية، أكثر من المعسكر الإسرائيلي المتطرف والمؤيد للاستيطان، الذي شعر بسعادة غامرة إزاء ما اعتبروه ضوءًا أخضر محتملًا من فريق ترامب المنتظر لمواصلة ضم الضفة الغربية وزيادة بناء المستوطنات.
  • تقوم دولة الاحتلال بضخ ميزانيات ضخمة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحسين البنية التحتية، بجانب إعلان الأراضي والمحميات الطبيعية هناك ملكًا للدولة، بخلاف الاعتداء على التجمعات الفلسطينية، وهو ما يؤدي إلى طردهم قسرًا من منازلهم.
  • إن تصريحات ترامب عن الأسرى وتجاهل ما يحدث في غزة يسهم في تعزيز مخطط التفوق اليهودي في الضفة الغربية ودعم لسياسة حكومة نتنياهو، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، والقيام ببعض الخطوات الخبيثة ومنها السيطرة على الضفة الغربية، والتي منها تم تعيين “سموتريتش” للإشراف على مشروع الاستيطان بسلطة غير مسبوقة.
  • كما أن الارتفاع الأخير في عنف المستوطنين مع الفلسطينيين ليس عشوائيًّا، بل يتناسب تمامًا مع خطة لنقل السكان الفلسطينيين؛ مما يعرف باسم “المنطقة ج”، والتي تشكل 60٪ من الضفة الغربية.
  • كذلك من المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تساعد الكيان الصهيوني بالمال والسلاح فقط، بل دبلوماسيًّا وفي جميع الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية. وبالتالي، علينا ألا ننتظر دعمًا في يومٍ ما أو مساندة من واشنطن لأهل غزة، فدعم الشعب الفلسطيني المكلوم لن يتأتى إلا بالاتحاد والاصطفاف والقوة، ومنع التطبيع ومداهنة اليهود أو تبرير ما يفعلونه من جرائم ضد الإسلام والمسلمين.

المصادر:

– الجزيرة

– القاهرة الإخبارية

– روسيا اليوم

– اليوم السابع

– المصري اليوم

الأسرى الإسرائيليينالشرق الأوسطترامبتهديدات ترامبضوء أخضر للاحتلال
Comments (0)
Add Comment