لماذا شنَّت إيران هجومًا مباشرًا على إسرائيل.. الأهداف والدلالات؟

لماذا شنَّت إيران هجومًا مباشرًا على إسرائيل.. الأهداف والدلالات؟

في يوم الاثنين الموافق 1 إبريل 2024م، قام الكيان المحتل بغارة جوية على مبنى القنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق؛ أسفر عنها مقتل 16 شخصًا، بينهم قائد في فيلق القدس العميد “محمد رضا زاهدي”، وهو الهدف الرئيسي لهذه الضربة، وضباط آخرين؛ حيث قام الكيان المحتل، بإرسال طائرات حربيه من طراز (أف 35) متطورة لتنفيذ الهجوم.

وفي محاولة لاستعراض القوة ليس إلا، جاء الرد الإيراني المتواضع على تل أبيب، بعد أن اتهمت إيران الكيان المحتل، بأنه من قام بهذه الضربات، برغم عدم إعلان الكيان المحتل مسؤولياته؛ وتجمعت حشود من المتظاهرين في جميع مدن إيران، تطالب النظام الإيراني بالرد على الهجوم، الذي طال القنصلية في دمشق، الأمر الذي وضع النظام الإيراني والحرس الثوري في مأزِق.

فمَا تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق؟ وكيف كان الرد الإيراني على الهجوم؟ وهل تتجه الأمور بين إيران والكيان المحتل نحو التصعيد؟

يعرض مركز “رواق”، للأبحاث والرؤى والدراسات، عبر تحليلاته ودراساته المختلفة، في هذا التقرير عن؛ تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق، والرد الإيراني، واحتماليه التصعيد بين الجانبين في هذه السطور الآتية:

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق:

سعى الكيان المحتل، من خلال هجومه على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق إلى اغتيال ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وقادة من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية؛ حيث تم انتظار مغادرة القنصل الإيراني مبني القنصلية، ثم تنفيذ الهجوم. (الأهرام).

وفي تغير لطبيعة هجمات الكيان المحتل المعتادة على سوريَا، يُعد هذا الهجوم الأول من نوعه، الذي يتهم الكيان المحتل بتنفيذه على مبنى دبلوماسي إيراني، في تاريخ الصراع بين البلدين، ما قد ينقل التوتر بينهما إلى مستوى جديد ومختلف.

ووفقًا لهذه التهم اكتفى الكيان المحتل في السابق، بقصف أهداف عسكرية أو إستراتيجية واضحة، سواء داخل سوريا أو في لبنان والعراق، وصحيح أن القتلى الذين أسفر عنهم الهجوم الأخير هم قادة في الحرس الثوري الإيراني؛ إلا أن ذلك لا ينفي صحة أن المكان المستهدف هو مقر دبلوماسي، وإلا فكان الأولى أن يتم انتظار خروج تلك الشخصيات، واغتيالهم في مقار سكنهم أو في سياراتهم، كما حدث في حالات مُشابهة من قبل.

ويبدو أن الكيان المحتل سعى من خلال هذا الهجوم إلى إيصال رسالتين لإيران: الأولى: هي التأكيد على أن تعقب أهدافها في سوريَا سوف يشمل أيضًا المقرات الدبلوماسية، والثانية: هي إحراج طِهران من خلال استهداف قنصليتها في دمشق، وذلك في ضوء إدراك تل أبيب، أن طهران ربما لن لا تقدم على الدخول في مواجهة مباشرة معها، وهي الاستراتيجية التي اتبعتها الأخيرة منذ بداية الصراع في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023م.

وتأتي الضربة الإسرائيلية على مبني القنصلية الإيرانية، في وقت تشهد فيه المنطقة، تصعيدًا خطيرًا؛ حيث شهدت الفترة الأخيرة، ارتفاع وتيرة هجمات المليشيات والجماعات الموالية لإيران، ضد الكيان المحتل والقوات الغربية في المنطقة، في تغير واضح في النهج الذي كان تتبعه هذه المليشيات خلال الفترة الماضية.

ويأتي هجوم الكيان المحتل؛ ليؤكد إستراتيجية استهداف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا بدلًا من التركيز خلال السنوات السابقة على استهداف المُعِدَّات ومخازن الأسلحة والذخيرة؛ ففي الشهرين الماضيين أسفرت غارات اتهم الكيان المحتل بشنها، عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري في سوريا.

حيث أدت غارة على مشارف العاصمة دمشق إلى اغتيال القيادي في الحرس الثوري، “رضي موسوي”، وهو مسؤول الإمداد بين الحرس والمليشيات في سوريَا ولبنان، حيث يلقب بالرجل الثاني بعد قائد فيلق القدس السابق، “قاسم سليماني”، الذي اغتيل في غارة أمريكية في العراق مطالع العام 2020م، كما أدت غارة أخرى إلى مقتل قائد استخبارات فيلق القدس في سوريَا، “صادق أوميد زاده”، وغيرهم. (الأهرام).

ويؤكد الهجوم على القنصلية الإيرانية الاستمرار في استهداف قادة الحرس الثوري، سواء وجدوا في مقرات سرية أو مقار دبلوماسية، ومن الملاحظ هنا: أن “محمد رضا زاهدي”، كان يمثل قيادة كبرى ذات خبرة واسعة داخل الحرس الثوري؛ فضلًا عن كونه مسؤول نشاط فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان لعقود طويلة، وكان دائم التنقل بين دمشق وبيروت، وكان على اتصال دائم بالأمين العام لحزب الله اللبناني، “حسن نصر الله”. (الأهرام).

إيران والولايات المتحدة وإسرائيل (بين المصالح والتصارع):

تعرضت إيران في السنوات الأخيرة، لضربات كثيرة جدًّا؛ استهدفت قادتها العسكريين من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان المحتل؛ وكانت البداية بقائد فيلق القدس “قاسم سليماني” في 2020م، مرورًا بالعديد من القادة داخل إيران وخارجها، ووصولًا إلى “محمد رضا زاهدي” ومرافقيه؛ الذين قُتلوا داخل القنصلية الإيرانية في دمشق.

وتسببت هذه العمليات الأمريكية والإسرائيلية، في إحراج كبير للنظام الإيراني أمام الرأي العام الداخلي، وحتى الإقليمي، وَسْط داعمي النظام الإيراني في المنطقة، في ظل حمل النظام الإيراني لشعار، وحدة الساحات ومحور المقاومة؛ ما أخل بصورة النظام الإيراني بين أتباعه والموالين له، إذ تكتفي إيران بالتنديد والوعيد بدلًا من الرد على الضربات المباشرة.

وتجمع الولايات المتحدة وإيران والكيان المحتل؛ العديد من المصالح في المنطقة، بداية بتوسيع النظام الإيراني نفوذه في العالم العربي، وإضعاف الدول العربية المعادية للكيان المحتل، للحد من تأثير السياسة العربية في القضية الفلسطينية وانحرافها إلى صراعات إقليمية أخرى، طائفية ومذهبية، وصولًا إلى التموضع العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وبناء شبكة تحالفات أمريكية في المنطقة؛ إضافة إلى تغيير طبيعة الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، من صراع عربي إسرائيلي، إلى صراع طائفي سني شيعي؛ وتأتي الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، على أهداف ومصالح إيرانية بين حين وأخر؛ لتأكيد هيمنتهم في منطقة الشرق الأوسط، والتحكم في أوراق المنطقة.

ومع تصاعد الضربات وزيادة حدتها، ضد المصالح الإيرانية في الآونة الأخيرة، وزعزعة مكانة النظام الإيراني بين اتباعه؛ أخذ النظام الإيراني في البحث عن مخرج عبر الوصول إلى تسوية مع الكيان المحتل والولايات المتحدة، وكان أبرز الشواهد على ذلك قصف قاعدة عين الأسد العسكرية الأمريكية في العراق في يناير من عام 2020م، من قبل إيران ردًّا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليمان”.

عبر اتفاق مسبق مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ كشف عنه الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب”، إذ صرح ترامب خلال تجمع انتخابي بأن النظام الإيراني قد أطلعه على التخطيط، لقصف قاعدة عين الأسد في العراق في محاولة لإقناعه من قبل إيران، بالسماح بهجمات رمزية، حفاظًا على سمعتها، وللتخلص من ضغوطات الرأي العالم، وهو ما بدا جليًّا، إذ لم يسفر الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد عن أي أضرار تذكر. (نورنيوز).

الهجوم الإيراني على الكيان المحتل:

في ظل التصريحات، والتهديدات، والوعيد الإيراني المتواصل؛ وبعد ما يقارب الأسبوعين، من الهجوم الإسرائيلي على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق؛ ردت طِهران في 14 من أبريل الجاري، بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على الكيان المحتل، لم تحقق من خلالها أي نتائج عسكرية ملموسة، بل يُعد ما فعلته طِهران طبقًا للمراقبين والخبراء هو فشل عسكري للنظام الإيراني من جهة، ولكنه يُعد إجراء ذو منفعة سياسية، تعود على النظام الإيراني من جهة أخرى.

وفي هذا الصدد، وبالنظر إلى الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وتحديدًا في تعاملها مع الكيان المحتل، والتي تجمع ما بين العداء المعلن بهدف استقطاب الداعمين، وبناء قاعدة شعبية وسط شعوب العالم العربي، لتأسيس أذرع وكيانات وأحزاب موالية لها فيمَا بعد.

وبين البراغماتية السياسية النفعية في الخفاء؛ لتحقيق مصالح ومكاسب في العديد من القضايا والملفات، مع الولايات المتحدة والكيان المحتل فيمَا بعد بما يضمن حفظ الأدوار والمصالح، وأية ترتيبات إقليمية؛ فإيران صاحبة الأذرع الممتدة في المنطقة العربية، عملت على تحقيق هدف محدد من وراء هجومها على الكيان المحتل.

فالهجوم الإيراني لم يكن بغرض الانتقام لقصف قنصليتها في دمشق، ولا لمقتل قادة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني خلال القصف، ولا لاستعادة الهيبة الإيرانية، وإنما هو إجراء تم لأجل رفع معنويات مناصري وموالي النظام الإيراني في المنطقة. (الشروق).

كما أن محدودية هذا الرد الإيراني تلقي بظلال الشك عليه، فالكيان المحتل الذي دأب خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن على استهداف مواقع إيرانية في الأراضي السورية، وكذلك عمليات الاغتيال المتكررة للقادة والضباط والعلماء الإيرانيين، جاء الرد عليه كإجراء تمثيلي مسرحي متفق عليه بين أطرافه المعنية: إيران، والولايات المتحدة، والكيان المحتل.

حيث إن واشنطن تعلم جيدًا أن طهران لا تريد الانخراط في حرب مباشرة، وإنما مثل هذا الرد، هو إجراء معنوي لصالح إيران، لحفظ دورها ومكانتها ومصالحها في المنطقة؛ لذا لا يستبعد أن يكون متفقًا عليه، إذ صرَّح الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، عقب تلك العملية الإيرانية قائلًا: “إن الولايات المتحدة الأمريكية، لن تشارك في أي عمل عسكري تقوم به إسرائيل ضد إيران”.

وطهران كذلك لا تريد الانخراط في حرب مباشرة مع تل أبيب، كون ذلك سيدفع بالمنطقة إلى حافَة الهاوية وسيكبدها خسائر فادحة، ولن يحقق أي مكاسب للنظام الإيراني؛ لذا حرصت طِهران منذ البداية على منع حزب الله اللبناني، الذراع الأقوى والاستثمار الإيراني الأكبر في المنطقة، من تجاوز حدود المناوشات مع الكيان المحتل، والذي يترقب له الأخطاء والهفوات لتوجيه ضربة شاملة إلى لبنان. (الشروق).

ما يظهر بوضوح أن مثلث (إيران، الولايات المتحدة، الكيان المحتل) يُدر أوراق المنطقة، انطلاقًا من مصالح براغماتية؛ لتقاسم كعكه المكاسب ومناطق النفوذ والتحالفات، في منطقة الشرق الأوسط، على حساب شعوب العالم العربي، دون انزلاق الأمور نحو صدام بينهم لن يحقق مكاسب لأي من الأطراف.

حسابات الربح والخسارة من جراء الهجوم الإيراني:

بعيدًا عن الجدل المثُار حول محدودية الرد الإيراني؛ إلا أنه من المهم التفكر في تداعيات هذه الرد، حيث إنه على الصعيد الإيراني، وبدراسة وقائع الهجوم فشلت إيران عسكريًّا، ولكن سياسيًّا، كانت هذه المرة الأولى التي توجه فيها طِهران ضربات مباشرة للكيان المحتل دون الاستعانة بوكلائها، ما يعني تغييرات مهمة في المشهد السياسي الإقليمي.

أما على الجانب الإسرائيلي، فإفشال هذه الهجمات جعل جيش الاحتلال يستعيد بعض من مشاعر المفاخرة، خاصة بعدما كشفت حربه على قطاع غزة مُدْي بربريته ووحشيته، في ظل الغضب الشعبي الدولي من جراء هذه الجرائم، واستعانته بمرتزقة لقتل المدنيين الفلسطينيين.

ومن مكاسب الكيان المحتل السياسية أيضًا: التحول مفاجئ في صورة الكيان المحتل من احتلال يرتكب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إلى دولة تدافع عن نفسها ضد العدوان الإيراني، وهذه تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية أمام الرأي العالمي الشعبي لا محالة، كما أظهرت هذه العملية، حجم الحضور الغربي من أجل حماية الكيان المحتل.

والسياسة الإيرانية بشكل عام تترنح ما بين أيديولوجية خمينية متشددة، وبراغماتية سياسية نفعية، وتُثار تلك الجدلية بين حين وآخر، ونظرًا إلى قيام النظام الإيراني بكفاءة على توظيفهما بالتزامن معًا، حيث إنه على الرغم من كون المرشد الأعلى الإيراني لديه نظام من المستشارين والمجالس والأفراد، الذين يساعدون في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية الإيرانية.

ولديه السلطة المطلقة، سياسيًّا ودينيًّا، كما أن خطابه دائمًا ما يعظم الاسترشاد في المقام الأول، بالاعتبارات الأيديولوجية العقائدية؛ إلا أنه في الوقت ذاته، يسمح لخطابات رؤساء الجمهورية، ووزراء الخارجية؛ أن يكون لها التأثير في التصورات الخارجية والمحلية، تجاه سياسة إيران الداخلية والخارجية. (المركز العربي للأبحاث).

ولطالما اتخذت إيران من عداء الكيان المحتل ودعم القضية الفلسطينية؛ شعارًا قويًّا لها لتبرير كيفية وآلية التدخل في دول المنطقة، كما نجد أن سياسة طِهران تجاه تل أبيب، ليست بالعداء المعلن طوال الوقت، كما هو على الساحات، وإن كانت هناك أبعاد أيديولوجية تحكم تلك السياسة أحيانًا؛ إلا أن البراغماتية وسياسة المصالح تسيطر في أحيان أخري كثيرة، فالنظام الإيراني يتقن التحرك على هامش القضايا، وليس داخل متنها، وبخاصة القضية الفلسطينية.

ويُعد الموقف الإيراني من التعامل مع الكيان المحتل والولايات المتحدة، نموذجًا واضحًا للبراغماتية النفعية الإيرانية، وتغليبًا واضحًا لحسابات المصلحة على العقيدة؛ لأن هنالك قواسم مشتركة وأهدافًا متنوعة بين كلٍّ من: طهران وواشنطن وتل أبيب تجاه إقليم الشرق الأوسط عامة، والمنطقة العربية خاصة.

وهذا ما ظهر جليًّا بعد إسقاط حكومة طالبان في أفغانستان في 2001م، والاحتلال الأمريكي المروع للعراق في 2003م، وإسقاط نظام صدام حسين؛ وتغيير موازين القوى المؤثرة في المنطقة العربية، تحديدًا بعد أحداث الربيع العربي في 2011م، وانعكاس الأوضاع الميدانية بحيث لم يبقَ هناك عدو مشترك لكلٍّ من طهران وواشنطن وتل أبيب. (المركز المصري للفكر).

ويُذكر أيضًا: أنه من القواسم المشتركة والتفاهمات المهمة بين الأطراف الثلاث أن المخطط الموضوع للشرق الأوسط، منذ الربع الأخير من القرن العشرين، والذي تشارك فيه الولايات المتحدة، والكيان المحتل، وإيران له أهداف أساسية، أهمها: إزاحة النفوذ العربي السُني عن دول شرقي المتوسط، واستبداله بالنفوذ الإيراني الشيعي.

ولكن يجب ملاحظة أن ذلك المخطط لكي يحدث، لا بد أن يُخدَم على مصالح واشنطن وتل أبيب أولًا، ولا يمكن إنكار أن هنالك مصالح متنافرة على الناحية الأخرى بين أمريكا وكيان المحتل من جهة، وبين إيران من جهة أخري؛ ما يدفع إلى الصراع بالوكالة عن طريق المناوشات والإضرار ببعض المصالح من حين لآخر لأي جهة منهما، دون التورط في مواجهات مباشرة.

ويمكن القول: إن مثلث (إيران، الولايات المتحدة، الكيان المحتل)؛ قد خرجوا جميعًا رابحين، من المناوشات الأخيرة، ومسرحية الهجوم الإيرانية على الكيان المحتل؛ بداية من استعادة مكانة النظام الإيراني بين داعميه، إلى توحيد الصف الغربي للدفاع عن الكيان المحتل، ووصولًا إلى تحول غضب السياسيين الغربيين من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى الموافقة على حزمة دعم جديدة للكيان المحتل في الكونغرس الأمريكي قبل أيام.

الخلاصة:

– لقد أتت الضربة العسكرية الإسرائيلية على مبني القنصلية الإيرانية في دمشق في تغير واضح للإستراتيجية الإسرائيلية التقليدية في الصراع المنظم مع إيران الذي لا يرقى إلى صراع حقيقي؛ إذ سعى الكيان المحتل إلى إيصال رسالة إلى طهران مفادها بأن استهداف إيران في سوريا، سيطال حتى مقراتها الدبلوماسية في أي مكان في محاولة إسرائيلية للتحكم وإدارة الوجود الإيراني في سوريا.

– ولا شك أن استهداف السفارات يمثل انتهاكًا للقانون الدولي بصرف النظر عن أنها تتبع طهران وإحراج للنظام الإيراني الذي فقد 16 من عناصره بما فيهم القائد في فيلق القدس الإيراني العميد “محمد رضا زاهدي”، وشخصيات إيرانية بارزة أخرى في تصعيد للهجمات الإسرائيلية على سوريا، منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

– بالرغم من العداء المعلن بين إيران، والكيان المحتل، والولايات المتحدة؛ إلا أن الدول الثلاث، تجمعهم مصالح مشتركة في منطقة الشرق الأوسط، ويعملون انطلاقًا من تلك المصالح على إدارة الصراع بينهم ببراغماتية سياسية نفعية دون الانجراف نحو مواجهة عسكرية بينهم، وهذا ما كشف عنه الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب” في قصف إيران لقاعدة عين الأسد العسكرية الأمريكية في العراق.

– الرد الإيراني على الكيان المحتل كان دعاية إعلامية فقط، ولم يحقق أي نجاح عسكري يذكر؛ حيث اعتمد النظام الإيراني على توجيه ضربة عسكرية لا تؤدي إلى التصعيد، وجر المنطقة نحو حرب كبرى لتكون ضربة رمزية ترفع من شعبية النظام الإيراني بين أتباعه بعد زيادة السخط الشعبي والتظاهرات في بعض المدن الإيرانية، من جراء الضربات الإسرائيلية على أهداف ومصالح إيرانية في سوريا.

– كما أن زيادة السخط من قبل الأذرع الإيرانية في المنطقة من جراء تصاعد الهجمات الإسرائيلية، واستمرار الحرب في قطاع غزة؛ قد شكل ضغطًا على النظام الإيراني لإظهار أن أذرعه تعمل لدعم غزة في حربها أمام العدو الإسرائيلي.

المصادر:

مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية

بي بي سي عربية

روسيا اليوم

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية

الجزيرة

الشرق الأوسط

الشروق

نورنيوز

إسرائيلإيرانطوفان الأقصىغزةفلسطين