قراءة حول أبرز الحروب الأهلية والصراعات التي ضربت السودان منذ الاستقلال وحتى الأحداث الجارية؟

قراءة حول أبرز الحروب الأهلية والصراعات التي ضربت السودان منذ الاستقلال وحتى الأحداث الجارية؟

بلد كبير تتشابك وتشترك حدوده مع عدة بلدان عربية وإفريقية، غني بالثروات الطبيعية، ذات موقع إستراتيجي، نهرًا وبحرًا، ومساحة شاسعة تقترب من مليوني كم2 قبل تقسيمه إلى شمال وجنوب؛ إنه السودان الشقيق، ذلك الذي يقع في الشمال الشرقي لإفريقيا، تحُده مصر من الشمال وليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وجمهورية إفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي، وجنوب السودان من الجنوب وإثيوبيا من الجنوب الشرقي، وأريتريا من الشرق، والبحر الأحمر من الشمال الشرقي.

بلد قد مزقته الصراعات والحروب الأهلية لهثًا وراء السلطة والمال والجاه، كذلك أدَّت الصراعات إلى تدمير أجزاء كبيرة من البنى التحتية في العاصمة الخرطوم، الخرطوم خصوصًا وباقي الولايات عامةً، إلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقيًّا إلى تشريد أكثر من ثلاثة ملايين سوداني حتى كتابة هذه السطور.

تلك الصراعات التي تشهدها السودان ولا تزال، إلى حروب أهلية عدة أضحت في مجملها إلى جوع ومقتل وتشريد الملايين من أفراد الشعب، كما تسببت في نزاعات لا شك أنها قد أثرت سلبًا على ظروف المعيشة وهوت بالبلاد إلى أزمات اقتصادية واجتماعية حادة، بات يئن منها المواطن السوداني ولايزال حتى اللحظة.

لذا، سنذهب إلى الوراء قليلًا، لنُسلط الضوء معًا في مركز “رواق” للأبحاث، على الأحداث المتتالية التي كانت مُشتعلة وجعلت من السودان مسرحًا للصراعات والحروب الأهلية منذ استقلاله، نتيجة إما لخلافات سياسية تارة، ودينية أو عرقية تارة أخرى، فقد شهد السودان حروبًا أهلية عدة، أدَّت بمجملها إلى مقتل الملايين، في نزاعات أثَّرت على ظروف المعيشة وهوت بالبلاد إلى أزمات اقتصادية حادة رغم تفوقه بالثروات الطبيعية.

ومنذ استقلال السودان عن الاحتلال البريطاني في عام ١٩٥٦ عرفت البلاد أعظم حربين أهليتين كبيرتين، وهما: الحرب الأهلية السودانية الأولى والتي تُعرف باسم أنانيا (أي: سم الأفعى)، أو ما يسمى: تمرد أنانيا، وهو صراع كان دائرًا بين أعوام 1955 إلى 1972 بين الجزء الشمالي من السودان والجنوبي منه التي طالبت بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي.

أما الحرب الأهلية السودانية الثانية، وهي: الحرب الأهلية التي بدأت في عام 1983، بدأت بعد 11 عامًا من الحرب الأهلية السودانية الأولى بين أعوام 1955 إلى 1972، حيث دارت معظمها في الأجزاء الجنوبية من السودان أو في منطقة الحكم الذاتي الذي يعرف بجنوب السودان، بجانب العديد من الصراعات المسلحة التي شهدت معظمها خروقات للمواثيق والقوانين الدولية، وحقوق الإنسان، حيث حصدت أرواح ملايين المدنيين، وانتهت بتقسيم البلاد.

آنذاك وإبان حكم الإنجليز، بدأت مشلكة الجنوب في بلاد السودانيين، حيث كان الشمال أكثر تطورًا وإمكانيات، كما كان أغلب سكانه من المسلمين، في حين كان الجنوب أقل حظًّا من التعليم والتطور وأغلبه من المسيحيين، ولأن بريطانيا دشنت مبدأ حكمها وفق مقولة فرق تسود، والتي انتهت بعد سنوات إلى استقلال السودان ثم إلى انفصال الجنوب السوداني؛ نتيجة الاستفتاء في فبراير عام 2011؛ إذ كانت نتيجتها موافقة أغلبية المصوتين على الانفصال عن السودان الموحد. (بي بي سي عربية).

استقلال السودان وبداية الأزمات:

ظلت نزعة السودانيين نحو الاستقلال قائمة، وناضلوا كثيرًا لتحقيق ذلك، حتى تمكن تنظيم الضباط الأحرار من إنهاء حكم الملكية في مصر، حينها جرت اتفاقات مع الإنجليز يتم بموجبها منح السودانيين حق تقرير المصير، وهذا ما جري لاحقًا في عام 1955م، حين أجرى السودانيون استفتاءً، بموجبه أصبحت دولة مستقلة ورحل عنها الإنجليز. (الجزيرة).

تفاصيل حول الحرب الأهلية السودانية الأولى:

وتعرف الحرب الأهلية السودانية الأولى المعروفة باسم أنانيا (أي: سُمّ الأفعى) أو تمرد أنانيا، كان صراعًا دائرًا بين أعوام 1955 إلى 1972 بين الجزء الشمالي من السودان والجنوبي منه التي طالبت بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي.

ويرجح مراقبون، بأن ضحايا الحرب خلال 17 عامًا أودت بأكثر من نصف مليون شخص، ويمكن تقسيم هذه الحرب إلى ثلاث مراحل: الأولى هي حرب العصابات ثم الأنانيا وحركة تحرير جنوب السودان، حيث كان الاتفاق الذي أنهى القتال في 1972 فشل تمامًا في تبديد التوتر الذي تسبب في نشوب الحرب الأهلية، مما أدى إلى إطلاق شرارة الصراع بين الشمال والجنوب خلال الحرب الأهلية السودانية الثانية (أو حرب أنانيا الثانية) (1983-2005).

وفي عام 1946، أعلنت الحكومة البريطانية، بالتعاون مع الحكومة المصرية تحت سيادة مشتركة، أدارتا جنوب السودان وشمال السودان كمناطق منفصلة عن بعضهما البعض، وفي هذا الوقت تم دمج المنطقتين في منطقة إدارية واحدة كجزء من الإستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط، وتم هذا دون استشارة من القادة الجنوبيين الذين كان لهم شعور بالخوف من انتقال جزء كبير من السلطة إلى نظرائهم الشماليين.

وفي الغالب كان يسكن جنوب السودان المسيحيون والوثنيون، وهو يعتبر ثقافيًّا جزءًا من منطقة جنوب الصحراء الكبرى، أما شمال السودان فأغلب سكانه مسلمون، ويعتبر جغرافيًّا وثقافيًّا جزءًا من المنطقة العربية.

ثم بعد فبراير من عام 1953، تم توقيع اتفاق من قبل المملكة المتحدة ومصر على منح الاستقلال للسودان، لكن هذا ساهم في زيادة التوترات الداخلية في طبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب، ففي 1 يناير 1956 أخد السودان الاستقلال، وبدأ النزاع حول إنشاء الحكم الذاتي للجنوب منفردًا بنفسه.

ووفق محللون، فقد امتدت الحرب بين عامي: 1955 و1972، وعرفت باسم الأنيانيا الذي يعني سمّ الأفعى، ولوقف تلك الحرب الدائرة بين الجزء الشمالي من السودان والجزء الجنوبي، فقد وقعت اتفاقية أديس أبابا في مارس 1972 لتنهي صراعًا استمر سبعة عشر عامًا، من دون أن تنهي التوتر. (الجزيرة).

تفاصيل حرب الجنوب الثانية:

وبعد أعوام، اشتعلت حرب الجنوب الثانية، تحديدًا في مايو 1983، وتعد إحدى أطول وأعنف الحروب في القرن، حيث راح ضحيتها نحو مليون و900 ألف مدني.

وبعد اثنين وعشرين عامًا من الحرب والتناحر والأزمات، انتهى الصراع رسميًّا مع توقيع اتفاق “نيفاشا للسلام” في يناير عام 2005.

الصراع المسلح في دارفور:

لم يهدأ الإقليم الغني بالثروات والمعادن وغيرها من الذهب الأصفر والأسود، حيث هو صراع قائم على أسس عرقية وإثنية، وليس طائفيًّا باعتبار أن طرفي الصراع من المسلمين؛ إذ بدأ في عام 2003 عندما اتهمت حركتي: (العدل والمساواة السودانية وحركة تحرير السودان) بأن الحكومة السودانية بقيادة البشير تقوم بقمع السكان غير العرب في دارفور، وردت الحكومة على ذلك الاتهام بإثباته حيث قامت بجرائم ضد الإنسانية ضد القبائل غير العربية في دارفور.

كما تبلور الصراع في المقام الأول أو بالأساس على طرفين متصارعين: طرف الشرطة والجيش وقبائل (الجنجويد)؛ تلك التي تضم العديد من المرتزقة ذوي الأصول المعربة والبدو، مقابل حركتي: العدل والمساواة وحركة التحرير ذوي الأصول العرقية غير العربية من قبائل الفرو والزغاوة والمساليت، وفق مراقبون.

وبطبيعة الحال في الصراع المسلح والدموي، فقد خلف القتال منذ بدئه وفقًا للأرقام الرسمية آلاف القتلى والجرحى، منهم ما يقرب من ألف قتيل في 2015، حيث حمل المتمردون في دارفور السلاح ضد إهمال الحكومة لمنطقتهم، فردّت الأخيرة بعنف، وأدَّى استمرار الصراع الدموي في المنطقة إلى مقتل ما قدّر بـ300 ألف شخص وتشريد أكثر من مليونين.

وبين الحروب الممتدة والمناوشات المحصورة، تعد معارك اليوم الأكثر اختلافًا، فهي المرة الأولى التي يجري فيها القتال في شوارع العاصمة الخرطوم، وبين طرفين ينتميان نظريا إلى الحكومة نفسها.

الصراعات بين القبائل البدوية في السودان وجنوبه:

وفي لافتة سريعة ومهمة عن هذه الحرب أو أسباب تلك الصراع، حيث هي صراعات موجودة في إقليم السودان، وعند انفصال جنوب السودان انتقل جزءٌ منها إليه، وهي صراعات بين قبائل البدو بسبب الموارد الشحيحة والتصارع عليها، بالأساس في السودان تكون بين قبيلتي: ميزرايا ومعالى والرزيقات وبني حسين القبائل العربية في غرب كردفان ودارفور، وقبائل الدينكا والنويروالمورلي في جنوب السودان.

كما أن تلك الصراعات امتدت من عام 1993، ولكنها توقفت وتصاعدت بعد ذلك بشكل مستمر منذ 2009، وخلفت أكثر من 5 آلاف قتيل.

وبجانب هذه المشكلات؛ فهناك مشكلة أخرى تتعلَّق بالصراعات الأيديولوجية والفكرية، حيث ساد السودان تيارات عدة متناحرة، كان أبرزهم: تيار الصوفيين، ومن يمثلهم وهو حزب الأمة؛ بالإضافة إلى حزب آخر وهو حزب الأشقاء، ولاحقًا أصبح الحزب الوطني الاتحادي، ومعهم اليساريون وما يضمون من قوميين وناصريين وشيوعيين، ولا حقًا سينمو تيار ثالث، هو الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى مكوناته القبلية التي ستفتك به لاحقًا، وهؤلاء جميعًا سيختصمون بعد الاستقلال، ولن ينجحوا في إدارة البلاد. (الجزيرة).

الصراع على السلطة:

وفي نوفمبر من عام 1958م قام الجنرال إبراهيم عبود بالانقضاض على السلطة، الذي لم يكن انقلابه تقليديًّا، فهو غالبًا تسلَّم السلطة من رئيس الوزراء آنذاك، عبد الله خليل بعد أن استعصى جمع شمل الفرقاء، ومع وصول عبود للحكم مباشرة ألغى الجنرال العمل بالدستور، وألغى البرلمان، وجمد الأحزاب السياسية، ولكنه أنجز تحديثات اقتصادية سريعة، جعلت له في السنوات الأولى قبولًا شعبيًّا، قبل أن يتحول إلى ديكتاتور لا يقبل المعارضة، وليرتكب أحد أكبر الخطايا في تاريخ السودان، والمتمثلة في إشعال فتيل الجنوب أكثر؛ حين انتهج سياسة تمثلت في إجبار الجنوبيين على اعتناق الإسلام والتحدث باللغة العربية، ما أحيا نوازع الانفصال لدي الجنوبيين أكثر، وجعل حركات تمرد تؤمن بالقوة تولد، وكان أبرزها: حركة “أنيا نيا”، وذلك مطلع ستينيات القرن العشرين. (المصري اليوم).

مما أدخل البلاد المتأزمة بأزمة، دفعت في العام 1964م إلى ولادة أول ثورة شعبية سلمية في إفريقيا والعالم العربي، أجبرت عبود على التنحي وتسليم السلطة للمدنيين، وعرفت بثورة أكتوبر 1964م، ليقود بعدها شخصية سودانية الحكومة الانتقالية، يدعي: سر الخاتم الخليفة، والذي مهَّد لانتخابات ديموقراطية في السودان. (سكاي نيوز عربية).

تكررت بها مأساة ما قبل الاستقلال، حيث اختلف الجميع ولم يعرفوا سبيلًا للاتفاق، ما أوصل السودان بعد أربعة أعوام إلي مرحلة جديدة العام 1969م، أعادت للجيش السلطة عبر انقلاب أنجزه الجنرال جعفر النميري، والذي سيحكم أطول من سلفه الجنرال عبود.

وخلال سنوات حكمة الأولى، فعل كغيره من حُكَّام السودان، حيث أعلن قربة من الشعب ومن الجنوب حتى حين أعلن العام 1972م اتفاقًا بموجبه سيمنح الجنوب حكمًا ذاتيًّا، لكنه عاد وانقلب عليه العام 1983م، وألغى ترتيبات الحكم الذاتي للجنوب، لتدخل السودان أتون حرب أهلية قاسية بعد إعلان التمرد من قوات الجنوب بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وجناحها المسلح الجيش الشعبي لتحرير السودان.

حيث حربًا ستستمر طيلة 22 عام، ستأتي على كل شيء، ومع بدايتها أيضًا ثار السودانيون مجددًا على النميري، بانتفاضة كاسحة في عام 1985م أجبرت المشير سوار الذهب قائد الجيش آنذاك، للانقلاب على النميري، لكن سوار الذهب بخلاف غيره من الجنرالات أوفي بعهده بنقل السلطة للمدنيين، وفعلًا قد انتقلت بعدها بعام واحد فقط السلطة إلى حكومة حزب الأمة، تحت قيادة الصادق المهدي، لكن ذلك لن يدوم طويلًا أيضًا، حيث حدث أمر لا يتكرر كثيرًا؛ إذ لأول مرة سيتحالف الجيش مع جماعة الإخوان، وينفذون انقلابًا على الديمقراطية في العام 1989م، قاده كلٌّ من: قائد الجيش آنذاك عمر البشير، وزعيم حركة الإخوان حسن الترابي.

ثلاثة أحداث كبرى في تاريخ السودان:

لقد شهد السودان في القرن الحالي فقط، ثلاثة أحداث كبرى اشتملت جميعًا على مواجهات مسلحة؛ واحدا تلو الآخر، كان الحدث الأول هو اندلاع الحرب في دارفور في ٢٠٠٣، وهو الصراع المستمر حتى الآن والمتهم بسببها الرئيس السابق عمر البشير بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة جماعية، ومطلوب مثوله أمام محكمة العدل الدولية، حيث ما زالت هذه الحرب قائمة حتى اللحظة، وتسببت في مقتل نحو ٣٠٠ ألف شخص، وشردت ملايين آخرين وسط احتمال أن يستعر هذا الصراع بسبب الأحداث الجارية!

أما الحدث الثاني: فقد كان انتهاء الحرب الأهلية السودانية الثانية (١٩٨٣ــ٢٠٠٥)، والتي خلفت بدورها ملايين القتلى والمشردين، وانتهت مؤقتًا باتفاق تقاسم السلطة والثروة والسيادة الأمنية بين حكومة البشير وبين السلطة السياسية في الجنوب، ثم انتهت بتقسيم السودان بعد استفتاء سكان السودان الجنوبي في ٢٠١١!

بينما الحدث الثالث: فكان اندلاع الثورة السودانية ضد حكم الرئيس عمر البشير (١٩٨٩ــ٢٠١٩)، والتي بدأت عملية انتقال ديموقراطي في السودان لم يلبث أن تحول سريعًا إلى نزاع على السلطة بين المدنيين والعسكريين، وصل إلى ذروته في أحداث مجزرة القيادة العامة في يونيو ٢٠١٩ والذي خلَّف عشرات القتلى والجرحى، ورغم أن تسليمًا للسلطة من العسكريين إلى المدنيين كان من المفترض أن يتم هذا العام، إلا أنه فشل وتحولت البلاد إلى ساحة معركة جديدة مع اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان الذى يرأس أيضًا مجلس السيادة السوداني المنوط به الإشراف على المرحلة الانتقالية، وبين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ(حميدتي)! (الشروق).

السودان وحكم البشير:

لقد استبد عمر البشر بالحكم، وانقلب على الترابي فيما بعد، واستأثر هو بحكم البلاد وجماعة الإخوان، وليبدأ عصر جديد في السودان، حيث تنبَّه البشير لأخطاء أسلافه من الجنرالات في الحكم، فقام الرجل بوأد أي فكرة انقلابية، كما استمر في إشعال حرب الجنوب، بل وأشعل معها حروبًا أخرى في أطراف أخرى من البلاد، على رأسها: إقليم دارفور.

وهناك اندلعت حرب أهلية أخرى، بدأت جذورها خلال عام 1991م، لكنها اشتعلت رسميًّا في عام 2003م، ومع اندلاعها جَرَت أحداث كثيرة وعديدة، منها سيصبح عمر البشير بحكم المحكمة الدولية مجرم حرب، وسيولد أيضًا فصيل سيكون له تأثير على مستقبل السودان، والحديث هنا عما يعرف بقوات الدعم السريع التي بدأت كميليشيات تقاتل لصالح الحكومة في دارفور، ثم ستتحول بعد الحرب إلى قوات رديفة للجيش، وهدفها البطش بمعارضي البشير.

الحرب الأهلية واستقلال جنوب السودان:

عقب انقلاب عمر البشير وحلفائه من الإخوان على الحكومة المنتخبة، اشتعلت الحرب الأهلية من جديد، بين الحكومة السودانية والجنوب، ليدخل السودان منعطف جديد ونفق أزمة كبيرة، خلَّفت الفرقة والصراعات الداخلية، والتدهور الاقتصادي الذي أدَّى إلى مجاعات في مناطق سودانية عديدة، ووصل حد تحويل السودان لقبله إلى براثن الجماعات المتطرفة.

وعلى رأسها: القاعدة وزعيمها أسامه بن لادن؛ الذي أقام في السودان وجعلها قاعدة لانطلاق عملياته، ما استوجب عقوبات دولية على السودان، ومزيدًا من العزلة، وخلال هذه الفترة من حكم عمر البشير، جرت مفاوضات عديدة مع الجنوب، انتهت أغلبها بتراجع البشير عنها، وبدا أن الرجل يدفع الجنوب لمزيدٍ من التمرد.

بعد ذلك أو في تلك الأثناء، استغلت دول عديدة هذه الظروف، وعلى رأسها: إسرائيل أو الكيان المحتل، لتعميق الهوة بين الشمال والجنوب، وعملت على تسليح المتمردين، ما ساهم في تفاقم معاناة السودانيين، الذين قد سأموا الحرب، ليأتي عام 2005م ويرضخ البشير، ويوقع اتفاقًا نهائيًّا في كينيا مع الحركة الشعبية لتحرير الجنوب، يتضمن حق تقرير المصير لجنوب السودان، وإجراء استفتاء بعد 6 سنوات لهذا الغرض (تقسيم السودان).

وفي عام 2011م ويجري الاستفتاء، وبأغلبية ساحقة من الأصوات اختار الجنوبيون الانفصال عن الشمال، واقتطع من السودان قرابه 28% من مساحته، وخسر الجزء الأكبر من المراعي والحقول، والأراضي الصالحة للزراعة، والغابات الاستوائية، ومياه النيل، كما خسر مع الانفصال حقول النفط في الجنوب، وحدود إستراتيجية مع 5 دول إفريقية قريبة من القرن الإفريقي، وفقد سيطرته على منابع النيل.

كل ذلك، جرى بفعل الاستعمار، والتدخلات الخارجية، وسياسة الحكومات في الشمال التي انغلقت على نفسها في الخرطوم، وراحت تتنازع على السلطة، وأهملت جزءًا كبيرًا من أراضيها؛ الأمر الذي ترتب عليه إعلان انقسام أكبر بلد عربي، وفي القارة الإفريقية دون أن تنتهي معه مشاكل السودان التي ما زال يعيش آثارها حتى الآن، فالعقوبات الدولية ووضع السودان على قوائم الإرهاب، كان ما يزال يشكل عقبة أمام التقدم والتنمية في البلد الذي عاني طويلًا على مدار تاريخية الحديث جراء الانقلابات. (الأهرام).

كوارث ومجاعة بالسودان:

لا بد من التوقف هنا قليلًا، للحديث عما وصل إليه السودان في تلك الفترة، والآثار التي خلفتها السياسة، والتي عصفت باقتصاد البلاد، ونسيجه المجتمعي، ودعونا في البداية نحكي لكم ما خلفته حرب الجنوب؛ فقد أفقدت أرواح قرابة مليون ونصف مليون إنسان من الطرفين، وساهمت في نزوح وتهجير قرابة 4 ملايين، كما استنفذت خسائر الطرفين.

وكانت سبب مباشر في حدوث مجاعة السودان في عام 1993م، وهي المجاعة التي خلّفت عشرات الآلاف من الموتي جوعًا، ولم تكن هذه المجاعة الوحيدة زمن البشير، ففي عام 1998م حدثت مجاعة أخرى هزت العالم كله، وأسفرت عن موت قرابة 70 ألف إنسان من الجوع، ولأن المآسي لا تتوقف في بلد المآسي، فكانت قد جرت حرب دارفور التي خلفت وفق التقديرات ضحايا من 300 ألف إلى 500 ألف إنسان؛ بالإضافة الي أضعافهم من المشردين والمهجرين والجوعي.

أيضًا وبالرغم من هذا كله فقد انفصل الجنوب، وأعلن استقلاله في عام 2011م، وظل البشير حاكم البلاد حتى أنجز السودانيون ثورة شعبية عليه في عام 2019م أطاحت به من الحكم.

أزمة السودان بعد البشير:

معضلة السودان الجديدة بعد البشير، تمثلت في ثنائية الجيش والمدنيين، مضافًا إليها هذه المرة ثنائية جديدة داخل الجيش نفسه، حيث مع إزالة البشير من الحكم، كان المسلحون في البلاد ينقسمون إلى الجيش السوداني التقليدي، وقوات الدعم السريع، وهذان الاثنان انقلبا على المسار الديموقراطي المدني، الذي وُلِد بعد الإطاحة بالبشير.

ثم عادا وانقلبا على أنفسهم، ليضعا البلاد في مفترق طرق جديد، وكأن السودان بات مكتوب عليه ألا يستقر، وألا ينعم أهله بالاطمئنان، وهو البلد الذي ربما قد ولدت منه الحضارة.

وكثيرًا من مُدنه تدرجها اليونيسكو على مدن التراث العالمي، وكان من الممكن أن تكون قبله السياح في العالم، ومصدر جذب لرؤوس الأموال والنقد الأجنبي، لكن ليست هذه الثروة الوحيدة التي قد يبكي عليها السودانيون، والتي بدَّدها سياسيوه.

تمرد قوات الدعم السريع:

وفي 17 إبريل من عام 2023 الجاري، فقد أعلنت وزارة الخارجية السودانية: أن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة على الجيش.

ويأتي ذلك في أعقاب صراع على السلطة ممتد منذ أيام، وأسفر عن مقتل عددٍ من المدنيين، إثر اندلاع اشتباكات بين الجيش والقوات شبه العسكرية في أنحاء البلاد.

وذكر البيان آنذاك، أن كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة قد فشلت بسبب تعنُّت قادتها.

وفي ذات الوقت، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن ما يجري هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيدًا عن التدخلات الدولية. (الأهرام).

ما عدد قوات الدعم السريع؟

– يُقدَّر عدد أفرادها بحوالي 100 ألف فرد، ولها قواعد منتشرة في معظم أرجاء البلاد.

– يركز تواجدها على العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى.

– استولت في وقت سابق على عددٍ مِن المقرات، مثل: جهاز الأمن الوطني، ومبنى لحزب المؤتمر الوطني المنحل، وتتخذ من تلك المقرات تمركزًا لها.

– تنتشر على الحدود مع دول الجوار الإفريقي.

– تعرف نفسها بأنها قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها.

– شكلت قوات الدعم السريع السودانية بشكل رسمي في عام 2013، حيث تم إعادة هيكلتها لتصبح تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالسودان.

إقليم دارفور قاعدة جذابة للمتمردين التشاديين:

يرى محللون: أن مكمن الخطورة من استمرار الصراع المسلح في السودان في أن يصبح إقليم دارفور قاعدة جذابة للمتمردين التشاديين مع تراجع قواعد دعمهم في ليبيا.

أضاف المحللون: كما أنه يمكن للمتمردين تشكيل تحالفات مع قوات الدعم السريع السودانية والانضمام إلى الجنرال حميدتي، أحد المتحاربين الرئيسيين في الصراع على السلطة في السودان. ويمثل قرب دارفور من تشاد وتورطها في الأسواق غير المشروعة، بما في ذلك حقول الذهب وتهريب الأسلحة، عامل جذب للمتمردين.

لاحظ في هذا السياق أنه في عام 2022، بلغت صادرات السودان من الذهب حوالي 2.5 مليار دولار، وقد شكل ذلك ما يقرب من 45٪ من الصادرات الوطنية قبل أن تنقلب الأحوال في العام التالي استجابة للحرب.

ومن المعروف أن مناجم الذهب توجد في مناطق الشمال الشرقي والوسط ودارفور، وهو ما يجعل السودان ثالث أكبر دولة إفريقية -بعد جنوب إفريقيا وغانا- من حيث موارد الذهب المعروفة في القارة.

كما رجح مراقبون، أنه من المحتمل أن يؤدي تدخل المتمردين التشاديين في السودان إلى تكثيف الصراع في دارفور ولا سيما مع وجود الجماعات المسلحة والانقسامات بينها على أسس عرقية وهو ما سيكون له عواقب إنسانية وخيمة، مما يؤدي إلى زيادة تدفقات اللاجئين مع شح الموارد في البلدان المجاورة.

أشار المراقبون إلى أن هذه الأحداث ستعقد التعايش السلمي نسبيًّا بين السودان وتشاد.

لقد حوَّلت الجماعات التشادية المتمردة، المتمركزة في الأصل في دارفور بالسودان، عملياتها إلى ليبيا؛ بسبب اتفاق سلام بين تشاد والسودان حدَّ من أنشطتها، ومع ذلك مع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في ليبيا، تحول المقاتلون المتمردون إلى أنشطة إجرامية مثل التهريب. (سكاي نيوز عربية).

اشتباكات السودان: ما أبرز الأزمات السياسية التي مَرَّت بها البلاد منذ استقلالها؟

يرى رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، بأن السودان يمر بظرف عصيب وأن الوضع كارثي، مشيرًا إلى أن السودان لم يواجه منذ استقلاله أزمة بهذا السوء.

وبعد الحديث بالتفصيل عن الصراعات والحروب التي ضربت السودان، نسرد لكم متابعي “رواق” للأبحاث، التسلسل الزمني لأبرز المشكلات والأزمات السياسية التي تعرض لها السودان منذ استقلاله عام 1956.

حرب أهلية وانقلابات:

1958 – ففي هذا العام تزعم الفريق إبراهيم عبود انقلابًا على الحكومة المدنية التي تم انتخابها في وقت سابق من العام برئاسة عبد الله خليل، في أعقاب تفاقم الخلافات والانقسامات داخل الأحزاب السودانية وفيما بينها.

1962 – وفي هذا العام اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بين الجيش وحركة أنانيا التي كانت تطالب بحكم ذاتي للجنوب.

1964– وفي ذلك العام اندعلت ثورة أكتوبر الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الفريق إبراهيم عبود، الذي اضطر إلى تسليم السلطة لحكومة انتقالية وسط الضغوط الجماهيرية.

1969 – أما في هذا العام، فقد انقلب العقيد أركان حرب جعفر محمد النميري، على حكومة الرئيس إسماعيل الأزهري، ويعلن استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد وتشكيل مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء اللذين مثلا معا السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد.

1971 – وفي انقلاب عقد ُرف باسم حركة “يوليو التصحيحة” العسكرية التي انقلابًا عسكريًّا ضد النميري بزعامة الرائد هشام العطا، وتسلم السلطة لثلاثة أيام فقط، ليعود بعدها النميري للحكم مرة أخرى.

1972 – وفي ذلك العام، انتهت الحرب الأهلية بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا بين حكومة الخرطوم وقادة التمرد في الجنوب، والتي تضمنت مشروع القانون الأساسي لتنظيم حكم ذاتي إقليمي في مديريات السودان الجنوبية.

الاستنتاجات المتوقعة للمشهد في السودان:

أرى وبالقياس على تاريخ السودان المؤلم والمليء بالدم والصراعات المسلحة والحروب الأهلية، كذلك وأخذًا في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وضعف القوى المدنية والسياسية السودانية، لا سيما في ظل عدم احتمال مشاهدة أي تغيير حقيقي في نمط الوساطات الدولية، يمكننا أن نقول أو نتوقع في حالة أو شكل مستقبل الصراع الحالي، بأنها توقعات سلبية في حالة استمرار المشهد على هذه الوتيرة أو النهج المخزي.

لذا، فالاحتمال أو السيناريو الأكبر قد يكمن في أن يستمر النزاع أو الصراع الحالي في التأجج وصولًا إلى حرب أهلية أشمل وأكثر ألمًا ودمًارًا وإهدارًا لما تبقى من مقدرات الشعب المكلوم الذي يعاني ويلات الصراع على السلطة، وأما الاحتمال الأقل؛ فهو أن يشهد الصراع تدخلات دولية أو إقليمية ناجحة قد توقفه مؤقتًا، ولكن ليس من المتوقع أن تنهى أسبابه،  وبالتالى فالسيناريو الأكثر واقعية وترجيحًا هو أننا في كلِّ الأحوال علينا الاعتقاد بأن عملية التحول الديموقراطي التي بدأت في السودان قبل أربع سنوات في طريقها للفشل وقد تنتهي إن لم يكن قد انتهت بالفعل، بلا تسليم حقيقي للسلطة للمدنيين، ويخرج طرفي الصراع من المشهد السياسي تمامًا.

ما النتائج المحتملة؟

يرى مراقبون: أن السودان يذهب إلى المجهول، كذلك إلى أكثر من سيناريو كارثي، حيث من هذه السيناريوهات “انتصار الجيش وقيام البرهان ورفاقه بإعادة تثبيت النظام السابق”، وتجاهلهم الضغط الدولي، كما سبق خلال أعوام الحصار في عهد البشير، أو ربما القيام بتعيين بعض المدنيين المتحالفين مع الجيش لإحداث تغيير شكل المشهد.

وأما السيناريو الثاني وفق المراقبين؛ فهو عدم تسليم قوات الدعم السريع بسهولة، وبالتالي تمكّنها من إطالة أمدّ النزاع من خلال التحالف مع مجموعات مسلّحة أخرى في محافظات بعيدة من الخرطوم، ما ينذر بمزيدٍ من معاناة وآلام السودانيين.

الخلاصة:                            

– إن كثرة الصراعات على الحكم والنزاع الداخلي حوّل دولة قد من الممكن أن تكون من أوائل الدول اقتصاديًا بتوافر مواردها الطبيعية، إلى دولة مُقترضة ومدينة ويعاني بها المواطن معاناة بالغة.

– ليس مستبعدًا بالمرة أن ما يدور في أروقة المجتمع الدولي والطامعين من التخطيط من جديد لتقسيم ثانِ للسودان، وذلك بعد انفصال الجنوب، ولِمَ لا وإقليم دارفور يُعد الملاذ الأخير للثروات النفطية والذهب واليورانيوم لشمال السودان؟!

– كما أن تعدد الانقلابات العسكرية والميليشيات والجماعات المسلحة والتدخلات الخارجية في الشأن السوداني ومحاولات تأجيج الصراعات القبلية والداخلية ستؤدي إلى مزيد من الفوضي العارمة وعدم استقرار السودان لسنوات طويلة.

– وبالرغم من كثرة الموارد والثروات الطبيعية التي يتمتع بها السودان؛ إلا أن الصراع على السلطة وعدم إدارة ثروات البلاد بشكل سليم، تسبب ولا يزال في مزيد من المجاعات التي تعصف بالسودان وتفضي إلى مئات الآلاف؛ بل الملايين من الموتي جوعًا.

-إن لم يُدرك طرفا الصراع في السودان أن حل الأزمة بأيديهم في المقام الأول، وظل كلُّ طرف متمسكًا بطموحاته على حساب الشعب، وعدم الأخذ بعين الاعتبار، طبيعة التنوع الديموغرافي والثقافي في السودان ومحاولة وَأْد الفتنة بين مكونات الشعب السوداني؛ فإن مصير البلد الشقيق سيكون إلى المجهول.

– على المتمسكين بالسلطة أن يعلموا جيدًا أن نهاية المطاف للصراع الدائر، هو مزيد من الانهيار وسرقة مقدرات الشعب التي باتت تُسرق بالفعل حتى في ظل الأزمة الحالية، وتذهب ثرواته عبر طرق التهريب إلى الخارج، ولن يرحمهم التاريخ.

– يجب أن تعلم القوى المتصارعة في السودان: أن القارة التي كانت غنية بالموارد النادرة: كالماس واليورانيوم والذهب، أصبحت الآن منبعًا للصراعات القبلية والدينية، والانقلابات العسكرية، والصراعات المسلحة على الثروات، وقريبًا سيكون هناك العديد من القوى الأجنبية المتواجدة لتقتسم هذه الثروات.

– يجب أن يُدرك الشعب السوداني أيضًا وأطيافه المختلفة: أن غاية القوى الدولية “وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي” في تفكيك السودان وتقسيمه إلى دويلات صغيرة متناحرة، ومِن ثَمَّ تدخل القوات الأجنبية بهدف أو بزعم حفظ الاستقرار، مثلما هو الحال في سوريا والعراق، ونهب الثروات ومقدرات الشعب.

– لا يخفي على أحدٍ أن القارة السمراء تعجّ بالصراعات الدائرة وأصبحت تربة خصبة وممهدة أمام المتربحين والمسلحين، ومع استمرار الصراع في السودان، فمن السهل دخول الجماعات المسلحة والمتمردين تلك التي تنشط في الأزمات الداخلية للدول؛ نظرًا لحدود باتت مفتوحة على مصراعيها، الأمر الذي سيسهم بعد ذلك في مزيد من التناحر والانقسامات الداخلية؛ لا سيما النزاعات التي تُبنى على أسس عرقية، ومنها في دارفور مثلًا، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على الشعب السوداني ومقدراته.

– وبالأخير: إن انهيار الأوضاع في السودان سيكون كارثيًّا على الشعب السوداني نفسه أولا، وعلى دول الجوار ثانيةً، كما يمثل خطرًا داهمًا ودعمًا في نمو الجماعات المتطرفة والمسلحة، لا سيما في قارة مليئة بالجماعات المتطرفة ليس فقط في الشمال الإفريقي؛ بل وأيضًا تهديدًا في منطقة القرن الإفريقي التي تمثل هدفًا إستراتيجيًا ومهمًّا للقوى الدولية على البحر الأحمر، كذلك التهديد في الغرب الإفريقي، وتعاون هذه الجماعات في تهريب وتجارة السلاح، خصوصًا في أماكن مشتعلة ونشطة حاليًا، مثل: مالي، بوركينا فاسو، ونيجيريا.

المصادر:

بي بي سي عربية

سكاي نيوز عربية

الجزيرة

المصري اليوم

الأهرام

أفريقياالبرهانالسودانحميدتي