النازحون السوريون… المخيمات وجحيم الصقيع والألم

النازحون السوريون… المخيمات وجحيم الصقيع والألم

يكتظ الشمال السوري بملايين النازحين السوريين في مخيمات مهترئة بالية، أرهقتها الأمطار والثلوج، لا تتوفر فيها أدنى الخدمات الأساسية للعيش؛ فلا كهرباء ولا وقود، ولا أي مصدر للطاقة يساعد الأُسَر السورية داخل كل مخيم في إعداد الطعام أو التدفئة من جحيم الصقيع الذي كان سببًا رئيسيًّا في موت مئات السوريين من الرضع والأطفال وحتى الكبار؛ إضافة إلى الجوع والنقص الشديد في المياه، وانتشار الأمراض والسرقة، وانعدام الأمن والتعليم، وخارج سوريا يعيش ملايين اللاجئين السوريين نفس المعاناة والحرمان والعوز، وواقع المخيمات المؤلم؛ ولذا سنحاول معرفة كيف قضى السوريون -سواء كانوا نازحين أو لاجئين- 12 عامًا من المأساة داخل المخيمات، تزامنًا مع دخول الشتاء الثالث عشر من انطلاق الثورة السورية ضد بشار الأسد ونظامه.

جحيم المخيمات:

أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري خارج سوريا 66% منهم من الأطفال والنساء، و6 مليون نازح خارج مناطق سيطرة النظام، منهم 4.5 مليون نازح في الشمال، يعيش منهم 1.9 نازح في المخيمات 80% منهم من الأطفال والنساء ويحتاجون لمساعدة إنسانية مستمرة وفق الأمم المتحدة للطفولة -يونيسف-، وأغلب خيام النازحين في الشمال السوري وحتى اللاجئين على حدود تركيا ولبنان وسوريا غير صالحة للحياة، وأهلكتها الثلوج والأمطار.

وتؤكد الأمم المتحدة: أن المساعدات انخفضت بشكل كبير بسبب انخفاض الدعم وتوجيه المعونات لمناطق الحروب والنزاعات، بجانب الرفض الروسي لفتح المعابر ودخول المساعدات للنازحين، وبات الدعم الأممي يُقدم فقط إلى  2.5 مليون نازح من أصل  5.5 مليون، كما انخفضت المساعدات من وجبتين إلى وجبة واحدة يوميًّا، وقررت الأمم المتحدة إعطاء الأولوية لغير القادرين على البقاء؛ هذا بالإضافة إلى 14 مخيم شمال شرق سوريا غير مدرجين لدى قوائم الأمم المتحدة.

أين؟ وكيف يعيشون؟

يبلغ متوسط سعر الإيجار الشهري للشقة صغيرة الحجم أكثر من 200 دولار شرط دفع 6 أشهر مسبقًا، وأغلب خيام النازحين في الشمال يتم تأجيرها بمتوسط أسعار 130 دولارًا للخيمة الواحدة رغم انعدام الخدمات الأساسية والضرورية للحياة فيها، والبعض لا يستطيع الدفع فينام على الأرض ويبحث في القمامة عن غطاء وطعام، بجانب ارتفاع أسعار الطعام والدواء وحتى المياه، والأمطار والثلوج والسيول كل موسم شتوي تدمر الخيام سواء بشكل كلي أو جزئي، وهنا تبدأ معاناة جديدة وهي محاولات إصلاح الخيام حتى ينتهي موسم الشتاء وتبدأ الصيانة الكلية للخيام المدمرة، ويشار إلى أن كثيرًا من النازحين يعيشون في المدارس والمساجد؛ خاصةً بعد زلزال شرق المتوسط، ويظل أكثر ما يحتاج إليه النازحون: الطعام والدواء، ومواد التدفئة، وهنا يأتي دور الطبيعة حيث يقضي الوالدان وأبناؤهم ساعات طيلة النهار في العمل الشاق لساعات طويلة لكسب مال قليل للغاية، وبعد انتهاء دوام العمل تبدأ رحلة جمع قصاصات الخشب في الغابات والطرقات وحول الأشجار -وهذا لأن الخشب يباع بأسعار كبيرة للغاية- من أجل التدفئة ليلًا.

ونقلت الجارديان تصريحات مارتن جريفيث منسق شئون المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، والتي أكدت فشل الأمم المتحدة في أداء مهمتها تجاه سكان شمال سوريا، قائلًا: “شعب يعاني ويلات حرب ومعدلات غير مسبوقة من الفقر والحرمان، وانهيار البنية التحتية، وانتشار الكوليرا، وجوع وبرد وزلازل وسيول، والمجتمع الدولي يرى في صمت!”.

وقال عبد الرحمن ربوع الكاتب السوري: إن النازحين شمال سوريا واللاجئين على حدود الدول يعيشون ظروفًا قاسية تتحول إلى مأساة كل عام مع دخول الشتاء؛ بسبب البرد والثلوج، لافتًا إلى ندرة الغذاء والدواء، وأزمات الجفاف والبرد، ونقص المحروقات، وأن أكثر من 4 ملايين نازح يعيشون في مساحة لا تتجاوز 10 آلاف كم مربع، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الأممية القليلة للغاية من الطعام والدواء، وأن النازحين واللاجئين في حاجة شديدة للمساعدة والحماية من الظروف المعيشية الكارثية والعصابات وإجرام النظام السوري، وإصرار موسكو على غلق المعابر، مضيفًا: أن مخيمات النزوح  في الشمال كبيرة؛ خاصةً في إدلب، وفي فصل الشتاء لا يأكل النازحون إلَّا وجبة في اليوم، ويجمعون القمامة ويحرقونها، ويبحثون عن الطعام والخشب طوال اليوم، ويؤكد ملهم الخن المعارض السوري، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة سوريا الغد للإغاثة: أن النازحين يعيشون مأساة تزداد وطأتها مع اقتراب كل شتاء؛ بسبب شح الطعام والدفء والدواء، وسط الصقيع والثلوج، وانتشار الأمراض المزمنة، وأن النازحين واللاجئين في المخيمات يجمعون يوميًّا ما يمكن تخزينه من ورق الأشجار والنفايات والقمامة لحرقه وتدفئة الأطفال.

وتقول مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنوفي إحاطتها لمجلس الأمن، إن 5.7 ملايين شخص في جميع أنحاء سوريا يحتاجون إلى دعم خلال أشهر الشتاء الباردة، مؤكدة أنه لا يوجد طعام، و200 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، مشددة على نقص الملابس ومواد التدفئة لتحمي الأطفال أو كبار السن أو المرضى من البرد الشديد، مشددة على أن الافتقار إلى الموارد يؤثر على قدرة الأمم المتحدة على تلبية احتياجات ملايين النازحين، ويقطع المساعدات الغذائية عن 2.5 مليون شخص يحتاجونها، ويوقف خدمات الصحة لما لا يقل عن 2.3 مليون امرأة، ويمنع التطعيمات عن مليون طفل دون سن الخامسة.  

كما كشف مدير منظمة عفرين لحقوق الإنسان إبراهيم شيخو: أن حال المخيمات كالموت البطيء، وحذر من موجات الصقيع والبرد القارس التي تجتاح المخيمات كل شتاء، وسط انتشار الأمراض بين الأطفال والمسنين وندرة الأدوية، وعن التدفئة أشار شيخو إلى ساعات تقنين الكهرباء التي تتخطى 21 ساعة، وعدم توافر الغاز والمازوت إلَّا في السوق السوداء بعشرات الدولارات أو آلاف الليرات السورية -يبلغ ثمن برميل المازوت الواحد أكثر من 3 ملايين ليرة سورية-.   

ويروي مدير منظمة عفرين لحقوق الإنسان، كيف يجمع النازحون كل ما هو قابل للاشتعال من ثياب وأغصان الأشجار وقشور الجوز، ولب الزيتون، ويحرقونها رغم ضررها على الصحة، لكنها أرحم من البرد.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كتس: إن شمال سوريا واحدة من بين أكثر الفئات السكانية ضعفًا في العالم، وخلال الطقس البارد رأينا بالفعل مشاهد مروعة، وأن 2.8 مليون شخص معظمهم في مخيمات، يعيشون في ظروف صعبة للغاية؛ بسبب تساقط المطر بغزارة والعواصف الثلجية.

التعليم:

ما تبقى من بعض مدارس شمال سوريا جاء الزلزال ليقضي عليه أو يعيش فيه آلاف الأسر التي لا مأوى لها، ورغم وجود بعض المتطوعين بتعليم الأطفال داخل الخيام، أو عربات تطوف الشمال لتعليم الأطفال القليل؛ إلا أنها لا تعوض الأطفال عما فاتهم من قطار العلم، وفي شمال غربي سوريا وحدها، يحتاج أكثر من مليون طفل في سنِّ المدرسة إلى دعم تعليمي، وفي عموم سوريا، يحتاج 3,7 مليون طفل لمساعدة إنسانية مستمرة وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي أفادت عن تعطيل تعليم 1,9 مليون طفل جراء الزلزال، في وقت لا تزال مدارس عديدة تُستخدم لإيواء الناس الذين شرَّدهم الزلزال.

اللاجئون:

ثلث اللاجئين في العالم من السوريين، فمنذ عام 2011 فرَّ أكثر من 5.5 ملايين شخص خارج الحدود السورية، توزع  أكثر من 4.8 مليون لاجئ منهم على عدة بلدان، هي تركيا وألمانيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، تستضيف تركيا 2.7 مليون لاجئ منهم، وفي لبنان قرابة 1 مليون لاجئ سوري، بما يعادل حوالي واحد من كل خمسة أشخاص موجودين في البلاد، ويستضيف الأردن قرابة  655.675 لاجئ سوري، بما يعادل حوالي 10% من السكان، ويستضيف العراق، 228.894 لاجئ سوري، وتستضيف مصر 115.204، ووسط معاناة اللاجئين في المخيمات، لجأ البعض إلى بناء بيوت من طين تقيهم برد الشتاء، ولا تغرق بمياه الأمطار ولا تتمايل بفعل الرياح، ويروي بعض اللاجئين أن بناء البيوت من الطين يحتاج إلى جمع الحصى وخلطه مع بقايا حصاد القمح والشعير، وقطع من الحجارة يجمعونها من الجبال ويترك المنزل لأيام تحت أشعة الشمس، وبعد أن يجف يُغطى السطح بأعمدة وشوادر من النايلون لمنع تسريب المياه للداخل، مؤكدين أنه للأسف تحتاج البيوت الطينية إلى ترميم شبه موسمي؛ لأنها لا تتحمل الأمطار الغزيرة والفيضانات لأكثر من عام، كما لجأ بعض اللاجئين إلى ترك خيامهم البالية، وسكنوا في المنازل المتهدمة دون أبواب أو نوافذ أو أي تجهيزات.

ذوو إعاقة:

ثلث سكان سوريا تقريبًا معاقون وأغلبهم في حاجة إلى المساعدة، وبحسب أرقام الأمم المتحدة عام 2021، فإن حوالي 28٪ من سكان سوريا ممن يزيد أعمارهم عن عامين يعانون من نوع من الإعاقة، ويشهد الشمال السوري ارتفاع أعداد ذوي الإعاقة حيث تقول الأمم المتحدة: إن حوالي 37٪ من سكان شمال شرق البلاد يعانون من نوع من الإعاقة، فيما تعد النسبة أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغة حوالي 15 بالمائة، كما يُجبر السوريون ذوو الإعاقة على العمل بأعمال شاقة تؤدي إلى تفاقم إصاباتهم الجسدية القديمة التي تعرضوا خلال الثورة السورية التي بدأت في آذار 2011، وخاصة مع غياب الشخص المعيل البديل في عائلاتهم، ويعاني حوالي 1.5 مليون سوري من إعاقات مستديمة ناجمة عن عدوان نظام بشار وحلفائه، ومنهم 86 ألف شخص أفضت إصابتهم إلى بتر الأطراف، بحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في 2017.

الوباء:

ملايين النازحين شمال سوريا لا يجدون الدواء وحتى ما ترسله الأمم المتحدة تسرقه العصابات، ومع ارتفاع أسعار صرف الدولار والعملات الأجنبية أمام الليرة، باتت أسعار الدواء خيالية بعد الغذاء والخشب، وكثير من المواد التي يحتاجها النازحين، وتقول منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها: “منذ سبتمبر / أيلول من العام 2022، واجهت أجزاء من سوريا تفشيًا كبيرًا للكوليرا، بما في ذلك المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية من البلاد.

وعلى الرغم من أن سبب التفشي ارتبط في بادئ الأمر بتلوث المياه بالقرب من نهر الفرات والنقص الحاد في المياه في شمال سوريا، إلا أن المرض بات منتشرًا في جميع أنحاء سوريا مع بلوغ عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا 13,000 حالة والإبلاغ عن 60 حالة وفاة لغاية أكتوبر تشرين الأول من العام نفسه. وأضافت المنظمة: إن منطقة شمال شرق سوريا لم تشهد أي إصابة بالكوليرا منذ العام 2007 بحسب تقديرات مستشفى الرقَّة.

الزلزال:

في فبراير 2023، ضرب زلزال شرق المتوسط -بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر- شمال سوريا وجنوب تركيا، وخلَّف عشرات الآلاف من القتلى وقرابة مليون شخص بلا مأوى، وفي الشمال السوري ضاعف الزلزال معاناة السوريين وهدم كثيرًا من المنازل المتبقية ومدارس ومساجد، كانت تأوي آلاف النازحين، ويقول فؤاد علوش -وهو طبيب في الشمال السوري-: “إن البنية التحتية في المنطقة لم تكن مجهزة لأي كارثة طبيعية، رأينا نهاية العالم بعد الزلزال، وشعرنا بالهزات الارتدادية، ولم أشعر أنني استطيع ممارسة مهنتي وسط كل هذا الدمار والموت، كان مشهدًا لم يسبق لنا أن رأيناه مع كل سنين الحرب، والمخيَّمات في إدلب باتت موجودة على حافة الطرق”.

الأطفال وكبار السن:

يؤكد الدفاع المدني السوري أن الأمطار والعواصف الثلجية والصقيع القاسي يأكل حياة الأطفال وكبار السن، ويذكر تقرير لمنظمة “كير” الدولية، التي تعتني بالشؤون الإنسانية وتقديم الإغاثة الطارئة: أن الأطفال هم أول الموتى في المخيمات؛ بسبب البرد وتراكم الثلوج، وأنه لا توجد مخيمات لم تشهد ضحايا من الأطفال من البرد أو من حريق في الخيام؛ بسبب اشتعال مواد التدفئة، ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”: أن الطقس شديد البرودة يدمِّر مئات الخيام كل عام، مشيرًا إلى ضرورة دعم الأطفال من أجل البقاء.

الخلاصة:

يواجه النازحون واللاجئون السوريون فاجعة تتكرر كل عام مع دخول موسم الشتاء، فيعيشون البؤس بدرجاته وأنواعه، ومحن وجزع لا ينتهي أمام خيامهم التي تنهار تحت وطأة الأمطار والثلوج والصقيع الذي يأكل أجساد أبنائهم وذويهم، والكدح اليومي لساعات طوال من أجل جمع ما يكفي لشراء وجبة طعام لا تسمن بطون أسرهم ولا تغنيهم من جوع، أو السير حتى منتصف اليوم لتخزين بقايا الخشب وأغصان الأشجار وأكياس القمامة للتدفئة على دخانها ليلًا، وما بين الجوع وأنين الحرمان والأسى من معاناة الأطفال والضعفاء ومخاض الليالي الباردة، يقضي السوريون -نازحون ولاجئون- حياتهم وسط صمت مخزٍ ونسيان عجيب من الجميع، بل والأغرب أن يعيد العالم وعلى رأسه العرب والمسلمون لبشار الأسد شرعيته وصفته الرسمية كرئيس للسوريين بعد ما قتل منهم مئات الآلاف، وشرَّد الملايين، ودمر وطنهم في أرض الشام، وأعطى المدن السورية للأمريكان والروس والإيرانيين يرتعون فيها كما يريدون، وينهبون ثرواتها، ويحاصرون ما تبقى من الشعب السوري في مخيمات الموت دون أدنى فرصة للنجاة.

مصادر:

الجزيرة -لجنة الإنقاذ الدولية: موجات الصقيع القارس تهدد حياة آلاف النازحين السوريين- 21 يناير 2022.

الأمم المتحدة -مفوضية اللاجئين تحذر من صعوبات شديدة ستواجه العائلات النازحة هذا الشتاء- 11 نوفمبر 2022.

هيومان رايتس ووتش -سوريا: الأطفال ذوو الإعاقة متروكون دون حماية- 8 سبتمبر 2022.

دويتش فيلة -مأساة منسية.. مئات آلاف المعاقين بسوريا يكابدون ظروفا صعبة- 8 أغسطس 2023.

بي بي سي -الأزمة السورية: 12 عامًا من الهزات الارتدادية الإنسانية- 15 مارس 2023.

المحيط الإخبارية -5.7 ملايين سوري يحتاجون لدعم في الإيواء خلال الشتاء- 29 نوفمبر 2023.

العربية -موجات صقيع قاتلة.. كيف سيواجه السوريون “كابوس” الشتاء؟- 9 نوفمبر 2023.

العربي الجديد -شتاء السوريين… غلاء وجيوب خاوية- 2 ديسمبر 2023.

الشرق -الشتاء كابوس يلاحق النازحين واللاجئين كل عام- 22 يناير 2022.

TRTعربي -كيف أصبح برد الشتاء عنوانًا لقهر النازحين السوريين؟-1يناير 2021

سكاي نيوز -شتاء قارس ينتظر السوريين.. والمعاناة من الطعام إلى الكهرباء- 14 أكتوبر 2021.

الجزيرة -النازحون السوريون 2021.. أرقام كارثية تكشف حجم المأساة- 5 يناير 2021.

بشار الأسدسوريا