السودان الجريح.. وسيناريوهات الحرب التي تعصف بالشعب المكلوم!

السودان الجريح.. وسيناريوهات الحرب التي تعصف بالشعب المكلوم!

ما زال الصراخ يعلو والبكاء يزداد، والوجع يؤلم، والخطر في تصاعد؛ كل هذه المخاطر على الأراضي السودانية وبين الأشقاء الفرقاء، ربما لم تسعهم مائدة واحدة، ولكن أن يتخطى الأمر إلى هذا الحد فهذا يعني أن الإنسانية في خطر، وأن القوانين والأعراف وفوقهم أحكام الشريعة أصبحت مجرد كلمات يتغنى بها المسئولون وحسب، ومن لا يدرك أن ما يحدث في السودان كارثة بحكم طغيان أخبار غزة على الميديا العالمية  بعام 2023/2024، ستخبره الأرقام التي هي تقريبية، وأقل من الواقع:

1_ أدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص.

2_  تسببت المعارك في نزوح أكثر من ستة ملايين شخص، وتدمير معظم النية الأساسية في السودان.

3_  في مدينة أرداماتا (غرب دارفور)، قتل مسلحون 800 شخص وتم تدمير 100 مأوى في معسكر للنازحين، ما دفع ثمانية آلاف شخص للفرار إلى تشاد المجاورة خلال أسبوع واحد، وفق الأمم المتحدة.

4_  سقوط “حوالي ألف قتيل” في زهاء يومين في أرداماتا فيما يبدو أنها حملة “تطهير عرقي”.

5_  منذ بداية النزاع، أحصت الأمم المتحدة أكثر من 1,5 مليون نازح داخل إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغون 48 مليونًا.

6_ عبر حوالي 1.3 مليون شخص إلى البلدان المجاورة ” تشاد ومصر وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان، 5.3 ملايين شخص نزحوا داخليًّا في 4.473 موقعًا في جميع ولايات البلاد ( 18 ولاية).

7_  أُجبر ما لا يقل عن مليوني طفل على ترك منازلهم.

8_ كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” عن معاناة 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

9_ 14 مليون طفل لا يحصلون على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها للبقاء، بينما يتعرض 3.4 مليون طفل تحت سن الخامسة لخطر الإسهالات الحادة والكوليرا، فضلًا عن عدم تلقي 1.7 مليون طفل اللقاحات.

10_ تقارير عن حالات لا حصر لها من اغتصاب واستغلال جنسي وعبودية واتجار بالبشر قد تكون في بعض الحالات ذات دوافع عنصرية وعرقية وسياسية(1).

ولا شك أن هذه الأرقام تختلف عن أرض الواقع التي ربما تزيد عنها بكثير الكثير، ولكن يبقى الأساس أننا أمام كارثة حقيقية وإنسانية، والمشكلة أنه وبعد حرب طوفان الأقصى 2023 تكشف للعالم كله أنه ليس هناك ما يسمى بالقانون الدولي أو منع الظلم أو العدالة الدولية، فقط كل ما هو هناك هو لسان المصالح لصالح الدول العظمى، وبالتالي لا بد على السودانيين أنفسهم أن يتعلموا الدرس جيدًا، وأن يعلموا أن هذه الأحداث لن تضر بأحد أكثر من السودانيين أنفسهم، وبالتالي لا مجال للخلافات وما شابه، وعليهم أن يتعلموا الدرس جيدًا.

وعلى الرغم من طول أمد المعركة السودانية – السودانية؛ إلا أن الحقيقة لم يحقق أي من الطرفين أهدافه بهزيمة الطرف الآخر هزيمة ساحقة، فرغم التقدم الذي أحرزته قوات الدعم السريع مؤخرًا باستيلائها على كبرى مدن الإقليم الأوسط، فإنها ظلت منكمشة في مناطق كثيرة بالعاصمة ومتراجعة في بعض مدن السودان الغربي، وبدا أن طاقتها في مواصلة القتال على النحو الذي كانت تفعله في الأشهر الماضية قد انحسر، وذلك لبعد خطوط الإمداد من مناطق القتال الجديدة وخسارة كمية هائلة من المقاتلين في العاصمة الخرطوم في أثناء القتال للاستيلاء على المواقع العسكرية المهمة (القيادة العامة والمدرعات).

أسباب رئيسية للحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع:

1_ تزايد هشاشة الدولة السودانية:

 تعتبر السودان دولة هشة وضعيفة بشكل قوي في ظل ضعف المؤسسات سواء الأمنية والعسكرية أو البيروقراطية، وقد مكن ذلك من صعود الدعم السريع واستفحال قوته حتى تعاظم دوره وتجاوز هذه المؤسسات، وصولًا إلى تمرُّده في إبريل 2023.

2_ ضعف تأثير النخبة السودانية:

يعاني السودان من ضعف وفشل نخبته السياسية، وقد ساهم ذلك في استمرار وتصاعد الخلافات بين القوى والأحزاب السياسية؛ سواء قبل ثورة ديسمبر 2018 أو بعدها، وهو ما ساهم في استغلال الدعم السريع وقيادة الجيش؛ هذا الأمر والسيطرة على البلاد وتجاهل مخرجات أي حل سياسي بشأن الأزمات التي يعاني منها السودان.

3_ تمكين نظام البشير للدعم السريع:

 تسبب النظام السابق بقيادة الرئيس السابق عمر البشير في خلق وتأسيس الدعم السريع لمواجهة الحركات المسلحة، وقد تعاظمت قوته العسكرية بسبب هذا الدعم، بجانب منحه شرعية سياسية وقانونية بخلاف قوته الاقتصادية والموارد التي حصل عليها.

4_ تعزيز شرعية الدعم السريع بعد ثورة 2018:

ساهم البرلمان ومجلس السيادة الانتقالي بعد الثورة في تعزيز شرعية الدعم السريع من خلال تقنين قوته العسكرية.

5_ دعم البرهان لصعود حميدتي:

ساهم البرهان في تعزيز صعود حميدتي والدعم السريع بشكل كبير بعد الثورة فقد كانت هناك علاقات قوية بينهم طوال 25 عامًا قبل الثورة، فقد شارك البرهان خلال وجوده في الجيش في تدريب قوات الدعم السريع والعمل معهم، ومع الثورة وتوليه قيادة مجلس السيادة الانتقالي طلب تعيين حميدتي نائبًا له، بل إنه في يوليو 2019 أصدر قرارًا ألغى فيه تبعية الدعم السريع للجيش والرقابة عليه من قبله، وجعل قيادة وأوامر الدعم السريع خاضعة للقائد العام للقوات المسلحة فقط وهو البرهان، هذا بجانب الامتيازات العسكرية والسماح لهم بتوسيع دورهم الاقتصادي وإشراكهم في العديد من المؤسسات الاقتصادية حتى صار الدعم السريع قويًّا لدرجة تجعله لا يبتلع الجيش، بل السودان، وهو ما اتضح في إبريل 2023(2).

ضعف دولي وإرادة شيطانية لما يحدث:

لم يحرز الاتحاد الإفريقي وهيئته الإقليمية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) تقدمًا يذكر في محاولة إنهاء القتال.

كما تحاول كل من جنوب السودان وجيبوتي وإثيوبيا تعيين مبعوث خاص، ولكن حتى لو تمكنوا من اختيار وسيط مناسب، فمن الصعب أن نرى كيف سيحرز هذا المبعوث تقدمًا.

ولم يتم بعد نشر القوة الاحتياطية الإفريقية، والتي أنفق عليها الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي مبالغ ضخمة من المال، وبدلًا من ذلك جرت محادثات السلام الوحيدة القابلة للحياة في جدة، وهو ما يشير إلى أن العالم العربي، وليس الاتحاد الإفريقي، هو الذي يمكن أن يمارس دورًا أكثر أهمية في السودان.

فإنه منذ نحو عشرين عامًا خلت وأثناء الحرب في دارفور كانت أعين العالم تتجه إلى السودان، كما كانت المسألة السودانية على قائمة أولويات الرئيس الأمريكي، وفي نفس الوقت اهتم كثير من مشاهير العالم -مثل جورج كلوني- بأزمة دارفور؛ أما اليوم فإن مآسي الحرب في السودان رغم قساوتها تجاهلها الجميع وكأنها هوت إلى قاع البحر الأحمر مختفية عن الأنظار التي هيمن عليها الصراع في غزة وتهديدات الملاحة الدولية في هذا الممر الملاحي المهم.

ولعل الناظر في أحداث السودان يجد أننا أمام مؤامرة لإهلاك قوى العرب أكثر فأكثر، وبالتالي قد يكون لما يحدث أصول شيطانية متجذرة في الأحداث، وهي حرب بالوكالة من أجل نهب ثروات ومقدرات السودان وأبعاد أخرى كثيرة(3).

ولعله اليوم تغيب أي تحركات دبلوماسية خارجية فعَّالة من طرف الحكومة أو الجيش، وأي فعل سياسي داخلي في الحكومة والجيش المشغولين بقضايا الحرب، وليس في جدول أولوياتهما ترتيب أي عمل سياسي.

وبالتالي ومع فشل جهود الوساطات المتكررة وتحوّل الصراع إلى مواجهة صفرية بين الجانبين، تتنامى أخطار زيادة التدخل الأجنبي وتحول الحرب الأهلية إلى حرب بالوكالة، ونحن هنا أمام سيناريوهات متوقعة للأحداث الجارية في السودان.

السيناريو الأول: حرب أهلية ممتدة:

وذلك لأنه لا توجد أي مؤشرات على التهدئة أو التوصل إلى حل سلمي عما قريب، وتُمثل الخرطوم بؤرة الصراع، حيث فرضت قوات الدعم السريع المدعومة بالميليشيات سيطرتها على عددٍ من المواقع الحيوية، لكن العنف امتد إلى مناطق أخرى، أبرزها: دارفور وجنوب كردفان، وقد أسفر الصراع عن أضرار جسيمة على البنية التحتية، وسقوط عددٍ من الضحايا المدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية(4).

السيناريو الثاني: انتصار البرهان:

يمكن أن تتغير موازين القوى العسكرية وتميل لصالح كفة الجيش، وذلك بعد أن قام بعدة خطوات لاستيراد أسلحة حديثة، وصلت إلى البلاد من إيران التي اشترى منها السودان مسيّرات متطورة أعلنت عنها صحيفة إيران إنترناشيونال في 12 إبريل 2023، إضافةً إلى أسلحة أخرى وصلت إلى البلاد مؤخرًا.

ويمكن الإضافة إلى ذلك الدعم الكبير الذي تلقاه الجيش شعبيًّا من خلال ما عُرف بـ”النفرة المسلحة”، وبدأت نبرة التحدي في خطاب الرئيس البرهان الجمعة الماضي في قاعدة جبيت العسكرية (شرق السودان) لدى مخاطبته لقواته، وهو الخطاب الذي أعلن فيه مواصلة القتال حتى دحر عصابات المتمردين، حسب قوله.

إذا تغير ميزان القوة على الأرض فسيفرض ذلك واقعًا جديدًا على المستوى السياسي والعسكري ويعضد ذلك موقف الجيش في أي مفاوضات مقبلة(5).

السيناريو الثالث: انتصار حميدتي:

يشهد هذا السيناريو خروج قوات الدعم السريع منتصرةً في الصراع، لتعزز بذلك سيطرتها على السودان، حيث ستبرهن قوات الدعم السريع على كونها خصمًا هائلًا للقوات المسلحة، بفضل هيكلتها اللا مركزية وكفاءتها في حرب العصابات، والدعم الخارجي، وستفرض قوات الدعم السريع اليد العليا بفضل سلسلةٍ من الهجمات المنسقة جيدًا، لتستولي على المواقع الإستراتيجية والقواعد العسكرية الرئيسية، وستتوسع الأراضي الخاضعة لسيطرتهم بالتزامن مع فرض هيمنتهم على مختلف مناطق السودان.

ستعزز قوات الدعم السريع نجاحها بتشكيل تحالفات مع الجماعات المسلحة الأخرى، سواءً داخل السودان أو من البلدان المجاورة، وستوفر هذه التحالفات مزيدًا من القدرات العسكرية والموارد والمجندين والتمويل، ما سيُتيح لقوات الدعم السريع الحفاظ على وتيرة عملياتها الهجومية وتصعيدها، وستحظى بدعم خارجي من الجهات أو الدول ذات المصالح المتوافقة معها، بالتزامن مع سيطرة القوات على أراضٍ أكبر، وسيوفر هذا الدعم غطاء الشرعية لتحركات قوات الدعم السريع، وربما يتألف من مساعدات عسكرية أو مشاركة معلومات استخباراتية أو دعم دبلوماسي.

كما ستبسط قوات الدعم السريع نفوذها على مؤسسات الحكومة الرئيسية، بالتزامن مع توطيد سيطرتها على البلاد، لتُهمِّش بذلك الفصائل المعارضة وتؤسس لسلطتها، وسيعزز حميدتي وضعيته كقائد ليصبح شخصية قوية لها قدر كبير من النفوذ والسيطرة، وسيلعب دور الحاكم القوي لفرض المركزية على السلطة وعملية صنع القرار تحت قيادته، حيث سيعيش السودان شكلًا استبداديًّا من أشكال الحكم الذي يتسم بالسيطرة المركزية ومحدودية الحريات السياسية(6).

السيناريو الرابع: تقسيم السودان:

سيأخذ الصراع الجاري بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منعطفًا مروعًا في هذا السيناريو، مما سيؤدي إلى تقسيم السودان، حيث سيؤجج صراع السلطة المتصاعد، الانقسامات العرقية والإقليمية القائمة، ويدفع بالسودان نحو حالة التفكك، وسيتحول صراع السلطة بين حميدتي والبرهان إلى نقطةٍ محورية في الصراع الأكبر، حيث سيتحرك كلاهما مدفوعًا بطموحاته الشخصية ورغبته في السلطة.

كما سيؤدي تنافسهما من أجل السيطرة والهيمنة على السودان إلى تفاقم التوترات، ما سيزيد استقطاب الفصائل والمناطق على حدٍّ سواء، ومع تصعيد الصراع أكثر، ستضعف الحكومة المركزية لتطغى عليها طموحات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بينما سيعطي كلا الفصيلين الأولوية لتعزيز سلطته على المناطق الخاضعة لسيطرته، مما سيسفر عن تفكك الحكومة المركزية وظهور مناطق الحكم الذاتي.

ومع تقسيم السودان ستنفجر الصراعات المسلحة وصراعات السلطة بين المناطق والجماعات العرقية المختلفة التي ستتنافس للسيطرة على الأراضي أو الموارد أو النفوذ السياسي، وستستمر المظالم التاريخية والصراعات التي لم تُحَل بعد مثل صراع دارفور أو انفصال جنوب السودان في تشكيل الديناميات الإقليمية وتحريك مطالبات حق تقرير المصير، ولا شك في أن تفكك الحكومة المركزية سيفاقم الأزمات الإنسانية القائمة، ما سيؤدي إلى زيادة النزوح وتدفق اللاجئين، وتقييد قدرات الاستجابة الإنسانية إقليميًّا ودوليًّا(7).

مواقف دول الجوار:

ولا يمكن أن نذكر هذه الأحداث المشتعلة دون ذكر المواقف الدولية المؤثرة بالداخل السوداني سواء لحماية مصالحها أو استغلال ما يجري لتحقيق المزيد من المكاسب، فقد زاد التدخل الدولي والإقليمي والتكالب على السودان كالتالي:

1_  إثيوبيا:

تعمل أديس أبابا على استغلال الحرب الجارية ودعم قوات الدعم السريع من أجل السيطرة على المناطق الحدودية معها، وخاصة ولاية سنار وولاية القضارف بسبب سد النهضة الذي لا يبعد سوى 2 كم تقريبًا عن ولاية سنار؛ لذا تدعم الدعم السريع للسيطرة عليها بعد دخولها ولاية الجزيرة شرقي السودان.

2_ مصر:

حاول الدعم السريع مع بداية تحركه في 15 إبريل 2023 ابتزاز مصر وتعزيز شعبيته من خلال مهاجمة القوات المصرية التي كانت في قاعدة مروي واحتجاز أفرادها الذين كانوا موجودين بشكل قانوني ضمن اتفاقيات التدريب والتعاون العسكري بين البلدين، إلا أنه تراجع عن موقفه هذا بعد إدراك خطئه، كما أن مصر تهتم بالسودان كثيرًا في الوقت الحالي؛ بسبب تداعيات ما يجري في السودان على أمنها القومي، بخلاف ملف سد النهضة الإثيوبي، كما أنها من الدول القليلة التي استضافت الفارين من هذه الحرب أو قبلها، فقد بلغ عدد السودانيين في مصر حوالي 5 ملايين فرد، وفقًا لأحد التقديرات المتداولة.

3_ روسيا:

تهتم موسكو بشكل كبير بالسودان، فهي كانت على وشك الحصول على قاعدة عسكرية على البحر الأحمر من البشير قبل سقوطه بوقت قصير وسعت لاستكمال هذا المشروع بعد رحيله، لكنها فشلت في هذا الأمر، ومع هذا لعبت من خلال شركة فاجنر دورًا مهمًّا في دعم وتدريب وتقوية قدرات الدعم السريع، وما زالت تريد تعزيز حضورها في السودان.

4_ الولايات المتحدة:

تهتم واشنطن بالسودان بسبب البحر الأحمر بشكل أساسي بجانب عوامل أخرى استراتيجية. ورغم تغاضيها في البداية عن تمرد الدعم السريع؛ إلا أنها دخلت على الخط وانتقدت هذه الانتهاكات، وإن كان بشكل ضعيف، وهي تريد الآن حماية مصالحها في البحر الأحمر، خاصة بعد تصعيد جماعة الحوثي في اليمن بسبب حرب غزة.

5_ فرنسا:

تخشى باريس تداعيات الأوضاع في السودان على مصالحها في إفريقيا، خاصةً في تشاد وإفريقيا الوسطى؛ لهذا تريد التأثير على الوضع في السودان.

6_ إسرائيل:

تريد تل أبيب تعزيز دورها في السودان، وقد أقامت علاقات قوية مع الدعم السريع من خلال جهاز الموساد، فيما تواصلت وزارة الخارجية الإسرائيلية مع البرهان، لتكون على صلة بالطرفين وتستغل التناقضات لتعزيز وجودها في السودان(8).

الخاتمة:

تبقى حقيقة واحدة لا بد للجميع أن يعلمها جيدًا أن الخاسر الوحيد هو السودان أرضًا وشعبًا، وكل يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة، ولكن إذا حشدت القوى المدنية نفسها واتحدت على صعيد واحد، فإن ذلك يمكن أن يجعل صوت المدنيين مسموعًا في المفاوضات القادمة بين الجيش والدعم السريع، أما إذا استمرت حالة الانقسام الحالية فإن تحديد مستقبل الحكم في السودان سيكون بلا شك بيد القوى التي تحمل السلاح، وهي الجيش وقوات الدعم السريع.

يبقى مستقبل السودان منفتحًا على سيناريوهات عدة يصعب ترجيح أحدها الآن على الآخر، ولكن ما يجعل الصورة أكثر قتامة أنه ليس من بين تلك السيناريوهات وقف قريب للحرب، إلا أن تحدث المعجزة ويجد الطرفان سبيلًا لحكمةٍ ما تهديهم سُبل الرشاد لوقفها ليجف نهرٌ من الدماء يتدفق الآن في أرض النيلين.

1_ العربية

2_ الحائط العربي

3_ مركز الأهرام للدراسات والأبحاث

4_ T.R.T  بالعربي

5_ عروبة 22

6_ مركز رع للدراسات

7_ سكاي نيوز

8_ مجلة السياسة والاقتصاد، الحائط العربي

البرهانالدعم السريعالسودانحميدتيمصر