أكذوبة وحدة الساحات.. كيف باعت طهران لبنان وغزة مقابل تمرير النووي الإيراني؟

أكذوبة وحدة الساحات.. كيف باعت طهران لبنان وغزة مقابل تمرير النووي الإيراني؟

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر الماضي، وإيران تطلق الوعود بدعم الحركة، لكن دون جدوى أو تحرك فعلي على الأرض، وهو ما تكرر عندما توسع القتال بين دولة الاحتلال وحزب الله قبل وقف إطلاق النار؛ الأمر الذي يؤكد تخلي إيران عن شعار “وحدة الساحات” أملًا في الانفتاح على الغرب، وتمرير اتفاق نووي بأقل الخسائر الممكنة.

“وحدة الساحات” هو مصطلح قديم تم استخدامه في المواجهة ما بين العرب والعدو الصهيوني، ولكن استخدمته إيران مجددًا بزعم توحيد جميع الجبهات مع العدو الإسرائيلي، أو إنشاء ما سمي: “محور المقاومة”؛ الذي يضم من المفترض قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وبعض دول المنطقة؛ إلا أن كل ذلك كان بمثابة خداع إستراتيجي من دولة الفقيه تجاه العرب وخصوصًا السنة، وما حدث في التخلي عن غزة “نموذجًا”.

في مركز “رواق” للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، نسلط الضوء على بعض النقاط وهي: لماذا تخلت إيران عن “وحدة الساحات”؟ كيف ضحت إيران بعملائها وعلى رأسهم حزب الله من أجل برنامجها النووي؟ قراءة في إستراتيجية نتنياهو في تدمير غزة منذ 2005؟ جبهات وحدة الساحات وخيارات إيران الإستراتيجية؟ ماذا عن اتفاق وقف النار في لبنان.. من ربح ومن خسر؟ وأخيرًا: حماس وحزب الله والحوثي ومفهوم وحدة الساحات.. ما العلاقة؟ 

بداية.. لا ننسى ما أكده الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في وقت سابق لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أنه يريد إزالة “الشكوك والغموض” بشأن برنامج بلاده النووي.. “ونحن مستعدون للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة الدولية من أجل إزالة جوانب الغموض والشكوك المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية لبلادنا”. مردفًا بالقول: “العالم أصبح اليوم على قناعة بأن إيران تسعى للسلام والأمن العالمي”.

مفهوم وحدة الساحات وتاريخ النشأة:

إن “وحدة الساحات” أو “محور المقاومة” والذي يتم تداوله في السنوات الأخيرة بين القوى المقاومة في فلسطين ولبنان ودول أخرى، وذلك لكي نفهم أبعاد ومدلولات هذا المفهوم ومدى انطباقه على أرض الواقع عمليًّا، وهل حقًّا إيران ضمن هذا المحور؟ ولا سيما بعد معركة طوفان الأقصى.

لقد راجت في السنوات الأخيرة مصطلحات جديدة تتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي، وتدعو إلى توحيد ساحات المواجهة، أو إلى توحيد جميع الجبهات مع العدو الإسرائيلي، أو إنشاء ما سمي: “محور المقاومة” الذي يضم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وبعض دول المنطقة، حيث يشبه هذا الشعار ما كان يسمى في السبعينيات أو الثمانينيات من القرن الماضي “جبهة الصمود والتصدي” التي تضم عددًا من الدول العربية والقوى الفلسطينية الرافضة لمشروع التسوية مع العدو الإسرائيلي.

نقول هنا: إن مصطلح “وحدة الساحات” تم إطلاقه بعد معركة “سيف القدس” التي أطلقتها حركة “حماس” في شهر أيار / مايو من سنة 2021 دفاعًا عن المسجد الأقصى، وردًّا على الانتهاكات الصهيونية للمسجد والقدس ومحاولة إزالة حي الشيخ جرّاح في القدس.

كيف حافظت إيران على هذا المفهوم في العقدين السابقين؟

نعم، لقد استخدمت إيران أو دولة الملالي بقيادة المرشد علي خامنئي مفهوم “وحدة الساحات”، حيث هو المصطلح الذي يشير إلى الإستراتيجية الإقليمية التي تنتهجها طهران لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي بالمنطقة.

كما استخدمت طهران هذا المصطلح في السابق للتنسيق لتعزيز التواصل والتنسيق بين (حزب الله) في لبنان، و(الحوثيين) في اليمن، وأذرعها التي تدعمها في العراق وسوريا، وقد استطاعت أن تُنشئ شبكة مترابطة من هذه الجماعات بحيث يتم التعامل معها كوحدة متكاملة؛ إلا أن أبرز ما كانت تقصده إيران من إطلاق هذا الشعار هو التأكيد على أن أي هجوم على إحدى الجماعات أو الميليشيات المدعومة منها، سيكون بمثابة هجوم على الجميع، لكننا وجدنا العكس تمامًا؛ لا سيما مع استهداف إسرائيل لحزب الله في لبنان، أن المصطلح قد فقد صلاحيته للاستخدام، وغير متواجد على أرض الواقع.

ليست الضربات التي شنتها يوميًّا إسرائيل على أهداف حزب الله هي الأساس في فقدان المصطلح لمعناه ودلالته، بل هناك الكثير من الأمور التي ساهمت في ذلك؛ منها على سبيل المثال: الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والاضطرابات الداخلية التي أثرت على قدرة إيران على مواصلة تمويل ودعم حلفائها العسكريين بالقدر نفسه الذي كان عليه في السابق.

هذا بجانب الضغوط والعقوبات الدولية على إيران والتي تجعل من الصعب على النظام الإيراني الحفاظ على زخمه الإقليمي.

ولربما وهو احتمال ضعيف، في أن إيران قد أرادت تغيير نهجها الصدامي في المنطقة، ناهيك عن خلافات بين جماعات تدعمها إيران في العراق، ما يؤكد عدم القدرة على تنفيذ إستراتيجية موحدة.

مظاهر تخلي إيران عن مفهوم وحدة الساحات مقابل برنامجها النووي:

إن حديث طهران عن “وحدة الساحات” منذ عملية السابع من أكتوبر كانت بمثابة عض الإصبع أو مناورة مع الغرب، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية من أجل تمرير البرنامج النووي، وهو ما قد صرَّح به صراحة مساعد الرئيس الأمريكي، براناي وادي، في وقت قريب، عندما ذكر بأن الولايات المتحدة تأمل في استئناف العمل الدبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي خلال الأشهر أو السنوات القادمة.

وهذا تجلَّى في مفهوم وحدة الساحات ما بين حزب الله وحركة حماس وسوريا التي تعرضت للقصف وعلى أهداف إيرانية ومقتل دبلوماسيين من طهران، ولم يتم الرد لا من نظام الأسد البائد، ولا من أجهزة وقوات إيران التي تعمل أو تعبث على أراضي الدولة السورية.

وقال وادي، الذي يشغل منصب مدير شؤون الرقابة على الأسلحة ونزع السلاح وعدم الانتشار في مجلس الأمن القومي الأمريكي، في كلمته أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إنه في ظروف تصعيد النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين “من الصعب جدًّا التركيز على أنشطة إيران المتعلقة ببرنامجها النووي”، مما قد تعد رسالة طمأنة إلى حدٍ ما للدولة الإيرانية.

حيث أردف مساعد الرئيس بايدن بالقول: “نأمل في أننا مع انتهاء الأزمة في الأشهر أو السنوات القادمة سنستطيع أن نتعامل بشكل بناء وشامل أكثر بشأن البرنامج النووي الإيراني”. (روسيا اليوم).

حديث إدارة الرئيس جو بايدن ومساعديه عن مشاورات مع إيران حول العودة إلى الاتفاق حول برنامج إيران النووي، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، ثم انسحبت منه واشنطن في عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، كان مقدمة أو خطوة في تخلي طهران عن غزة بعد مغازلة الشعوب العربية، وبالأخص في التخلي عن أذرعها مثل حزب الله في لبنان، لاسيما بعد عدة الاغتيالات لقادتها على يد دولة الاحتلال.

وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني تفضح وحدة الساحات:

إن الحديث الإيراني عن أن هناك تنسيقًا أو تعاونًا حقيقيًّا بينها وبين محور المقاومة، فضحته اتفاقية وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني؛ بالرغم من عدم التزام إسرائيل التي خرقت الهدنة أو الاتفاقية عشرات المرات ولا تزال حتى كتابة هذه السطور. (سكاي نيوز).

نركز هنا أن إيران ابتكرت مفهوم وحدة الساحات بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث حاولت أن تقاتل طهران بالوكيل بعدما دعمته إعلاميًّا فقط وليس بشكل حقيقي على الأرض حيث عملت بمبدأ “إذا خسر يخسر لوحده، وإذا ربح تربح إيران معه”.

نعم، لا شك من أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد حربًا شاملة لإنقاذ نفسه من مستنقع غزة وإشعال حرب شاملة لتغيير المعادلات في المنطقة، وفي المقابل فإن حديث إيران عن اتخاذ قرارات إستراتيجية سيكون لها مردودها على محور المقاومة غير صحيح.

وشدد على رفضه لاستخدام مصطلح “وكلاء إيران”، مؤكدًا أن “إيران تدعم التوجه الاستقلالي للشعوب ومقارعة الاحتلال، والفلسطينيون ليسوا وكلاء إيران وإنما يريدون تحرير أرضهم”. (سكاي نيوز).

هل مشروع إيران في المنطقة مهدد بعد تفكيك “وحدة الساحات”؟ 

في السنوات التي تلت الحرب العراقية – الإيرانية، قررت السلطة العليا في طهران اعتماد إستراتيجية الدفاع المتقدم (Forward Defense)، وذلك بهدف حماية الداخل الإيراني بسبب هشاشته الأمنية المرتفعة، حيث أشرف على هذا المشروع، وخطط له، قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أمريكية في العراق.

فقد ركز سليماني على وكلاء إيران في المنطقة، من العراق إلى سوريا ولبنان ووصولًا إلى اليمن؛ إضافة إلى مدِّ النفوذ في الإقليم، كان الهدف دائمًا خلق درع واقية للأمن القومي الإيراني عن بُعد، كما كان الهدف خلق ستار ضبابي للسلوك الإيراني يعطيه القدرة على النكران والتهرب من المسؤولية.

لقد ابتكرت إيران مفهوم وحدة الساحات بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث حاولت أن تقاتل طهران بالوكيل بعدما دعمته إعلاميًّا فقط وليس بشكل حقيقي على الأرض حيث عملت بمبدأ “إذا خسر يخسر لوحده، وإذا ربح تربح إيران معه”.

إستراتيجية نتنياهو في تدمير غزة منذ 2005:

لقد كان نتنياهو يخطط لغزة منذ عام 2005. ففي ذلك الوقت استقال من حكومة آرييل شارون، لأن هذا الأخير قرر الانسحاب من قطاع غزة من جانب واحد، ويريد نتنياهو الآن حكم غزة عسكريًّا، ومن هنا يأتي تعيينه لمسؤول عسكري في القطاع تحت غطاء مهمة إنسانية. وهو يستغل الفرصة الإستراتيجية التي تلت عملية «طوفان الأقصى»، لتصفية حساباته مع ما يُعرف بـ”محور المقاومة”.

وبعد سنة من تدمير قطاع غزة، ومحاولة عزله عن العالم الخارجي، انتقل نتنياهو فجأة إلى الضفة الغربية لضرب هيكلية مقاومة بدأت تتظهّر وتتمأسس، وكانت إيران تقوم بتهريب السلاح لها من سوريا وعبر الأردن. وبذلك، يكون نتنياهو قد أمّن ظهر الجيش الإسرائيلي الذي بات بإمكانه التوجه إلى جبهة لبنان.

لقد ركز الجيش الإسرائيلي على مراكز الثقل في المثلث الإستراتيجي لحزب الله، والمؤلف من: منطقة جنوب الليطاني، وارتباطها بمنطقة البقاع ككل. (سكاي نيوز).

إن منطقة البقاع الشمالي (الهرمل)، وهي الأبعد عن جنوب الليطاني في هذه المنطقة ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن لـ”حزب الله” فيها مخازن لوجيستية ذات قيمة إستراتيجية. وهي، أي المنطقة، تعد صلة الوصل والتواصل مع الداخل السوري.

وأخيرًا: منطقة الضاحية في جنوب بيروت، حيث مركز القيادة الأساسي لـ”حزب الله”، بكل أبعاده، الاجتماعية والسياسية والعسكرية.

حيث في كل منطقة من هذا المثلث، سعت إسرائيل إلى زرع الفوضى داخل بيئة “حزب الله” وبنيته قبل بدء التصعيد الكبير حاليًّا، إذ فجّرت أجهزة الاتصالات التي يحملها عناصر الحزب وقياداته، ما أدى إلى مقتل وجرح آلاف منهم “ومن المواطنين العاديين أيضًا”، فقد أتبعت إسرائيل هذه التفجيرات بتصعيد استهداف قيادات الحزب الأساسية، حتى وصل الأمر إلى قتل أمينه العام حسن نصر الله في الغارات الضخمة على مقر القيادة الرئيسي في الضاحية الجنوبية. وإذا أضيفت هذه الاغتيالات إلى الاغتيالات التي حصلت على مسرح جنوب الليطاني.

ونتيجة لهذه الأحداث يمكن القول: إن “حزب الله” بات يعاني حاليًا من نقص قيادي إستراتيجي بشكل كبير، لاسيما وأن نتنياهو يستهدف الوكيل الأبرز، والأقوى، ضمن أذرع إيران، فهو يُشكّل جوهرة التاج في المشروع الإيراني الإقليمي، لأنه إذا سقط، فقد ينهار المشروع الذي استثمرت فيه إيران منذ عام 1983.

جبهات وحدة الساحات وخيارات إيران الإستراتيجية:

تعتقد دولة الاحتلال الصهيوني أنها ضربت جبهتين من جبهات “وحدة الساحات”، هما قطاع غزة والضفة الغربية، وكانت تتعامل بقوة مع الجبهة الأهم والأخطر عليها، جبهة لبنان، ولكن ماذا عن المتبقي من وحدة الساحات، أي اليمن والعراق وإيران، بحسب الرواية الإيرانية.

من الممكن أن تكون جبهة العراق خطرًا على إسرائيل كما تشكل جبهة لبنان أيضًا، أما اليمن، فقد يكون مشكلة لإسرائيل، لكنه أيضًا مشكلة إقليمية ودولية نظرًا إلى سلوك الحوثيين في باب المندب وتعطيل ممر التجارة العالمي الذي يمر عبر قناة السويس.

تكمن معضلة إيران الحالية في عدم توفر الخيارات الإستراتيجية المناسبة، لأنها تعاني اليوم من حالة “خاسر – خاسر”، في أي خيار تأخذه، فإن تركت الوكيل، فسوف تفقد مصداقيتها، وسوف تذهب جهودها واستثماراتها سدى، كما سوف يسقط مشروعها الإقليمي وهو ما بدا واضحًا إلى حد كبير أو تخسر كثيرًا مثلما حدث مع حليفها في سوريا. وسوف ينقلب عليها الأصيل لأنها تركته في مهب الريح.

رؤية أخرى مهمة وهي: إذا تدخلت طهران لحماية الوكيل، فسوف تدفع أثمانًا كبيرة وباهظة، وسوف تنقلب عليها إستراتيجيتها الأساسية، وسوف يُضرب الداخل الإيراني بكل أبعاده، خصوصًا السياسية، وهي أبعاد تتعلق بديمومة النظام.

لا سيما أن الأحداث الأخيرة، وما قبلها التي نفذت في الداخل الإيراني، قد كشفت مدى هشاشة الأمن القومي الإيراني، تجلى ذلك في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية المتكررة للعلماء النوويين؛ وأبرزهم بالطبع محسن فخري زاده، كما تظهر أيضًا في سرقة إسرائيل للأرشيف النووي من محيط العاصمة طهران.

كما أن صورة الضعف الكبيرة وربما الأخطر لإيران قد ظهرت عقب مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي، فقد استعانت إيران بقوى خارجية للوصول إلى مكان تحطّم مروحيته، ما سلّط الضوء على حالة سلاح الجوّ الإيراني الكارثية. (الشرق الأوسط).

هجوم إيران الكرتوني على إسرائيل.. ماذا يعني؟ 

هاجمت إيران إسرائيل في 13 و14 أبريل (نيسان) الماضي، بمسيرات وصواريخ باليستية وصواريخ «كروز» وتكتل الغرب، وفي طليعته أمريكا، حول إسرائيل، مما أُسقط ما يقارب من 99% من هذه الوسائل، لكن الرد الإسرائيلي الرمزي والمحدود على الهجوم الإيراني في 19 من الشهر نفسه، عكس ضعف الدفاعات الجوية لإيران وانكشاف أمنها القومي، خصوصًا مشروعها النووي. (الشرق الأوسط).

حيث قد استهدف الطيران الإسرائيلي، ومن فوق الحدود مع العراق كما يبدو، منصات دفاع جوي من طراز «إس – 300» ليدمرها، وهي التي من المفروض أن تحمي المنشآت النووية الإيرانية، فماذا لو وقع سيناريو مواجهة حربية مع إسرائيل؟ وكيف سيكون عليه السلوك الأمريكي؟   

اغتيال نصر الله وتفريغ الحزب من تركيبته الهرمية:

في ظل هذه الأهداف والإستراتيجيات المتصارعة بين إسرائيل ومحور المقاومة، وجّهت الدولة العبرية ضربة كبرى لخصومها باغتيال أمين عام حزب الله.

حيث أتى اغتيال نصر الله بعد محاولة إسرائيل تفريغ الحزب من تركيبته الهرمية في كل الأبعاد؛ في البنية العسكرية والبيئة الحاضنة، وبطريقة متدرجة وسريعة، وبشكل لم يترك للحزب وقتًا كافيًا لالتقاط الأنفاس واسترداد زمام المبادرة، كان الهدف التدمير المادي؛ بالإضافة إلى ضرب كيفية وعي مجتمع حزب الله.

حقًّا إن عملية الاغتيال جاءت ليتحدى مباشرة الدور الإيراني في المنطقة، عبر استهداف مركز ثقل ما يُسمّى وحدة الساحات، خصوصًا أن نصر الله بدأ يلعب دورًا محوريًّا في المشروع الإيراني الإقليمي، خصوصًا في الفترة التي تلت اغتيال قاسم سليماني.

نعم تتمثل معضلة إيران الحالية في انعدام الخيارات الجيدة، فهي “خاسر – خاسر” في كل الحالات، فإن تدخّلت، فسوف يُضرب الداخل الإيراني، وإن تمنّعت وترددت، فسوف تفقد مصداقيتها، وبالتالي يضيع الاستثمار الإيراني الذي بدأ منذ الثمانينات فيما يُسمى محور المقاومة، لتنهار المنظومة.

هل تحاول إيران إدارة بيروت مباشرة بعد إدارتها بالواسطة؟

لا شك أن الوضع الأمني والسياسي الإيراني في حالة يرثى لها، حيث قد يكون على إيران أن تسترجع بعضًا من المصداقية في أوساط مؤيدي وكلائها الذين يخشون أنها تخلت عنهم، سواء كان ذلك حركة وثقت بها كثيرًا مثل “حماس” أو ذراعها مثل: “حزب الله”، وبالتالي ستكون إيران أيضًا بحاجة لاسترجاع مصداقيتها والخوف منها في عيون الأعداء المتربصين بها.

لذلك، وعلى ما يبدو أن وضع إيران الإقليمي ليس جيدًا، ولا يبدو أن لديها خيارات جيدة كثيرة، ولذلك فقد تسعى طهران بعد هذه النكسة إلى محاولة تحسين أو ترتيب أوراقها وعلاقاتها من جديد مع أذرعها في المنطقة، خصوصًا بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وتسلمه السلطة في 20 يناير من عام 2025. (الشرق الأوسط).

وبعد معارك اشتدت إلى حدٍّ كبيرٍ بين قوات الاحتلال وحزب الله، خصوصًا بعد مقتل حسن نصر الله، مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 1701 لعام 2006، وهو ما يطرح سؤالًا حول حسابات الربح والخسارة بعد أكثر من عام من الحرب ومدى صمود الاتفاق.

اتفاق وقف النار في لبنان.. من ربح ومن خسر؟ 

لقد دخل وقف إطلاق النار حيز التطبيق في 26 نوفمبر 2024، واعتبر نتنياهو في تبريره للاتفاق أن إسرائيل أعادت حزب الله عقودًا إلى الوراء بعد القضاء على كل قادته ومعظم بنيته التحتية، وأن الاتفاق سيعزز الأمن في مستوطنات الشمال، ويكفل التفرغ زاعمًا لمواجهة “العدو الأول إيران”، مؤكدًا أنه سيرد بقوة على أي محاولة لحزب الله لإعادة التسلح. (الجزيرة).

إن نتنياهو في خطابه حاول تصوير الاتفاق مع حزب الله على أنه وقف إطلاق نار مؤقت سيتم اختباره، كما أرسل رسالة مفادها أنه يكسب الوقت حتى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي من المفترض أن يمنحه حرية عمل أكبر، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

حيث صادق الكابينت أي “مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر” على الاتفاق، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، لكنه لقي معارضة من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ومن رؤساء البلدات (المستوطنات) الشمالية ومقاتلي جيش الاحتياط، الذين طالبوا بعدم التوقيع على أي اتفاق لا يتضمن منطقة عازلة معقمة على بعد عدة كيلومترات شمال الحدود، واعتبروا -في بيان- أن الاتفاق الذي يعيد حزب الله إلى الحدود بالقرب من منازلنا هو إهمال إجرامي سيظل في الأذهان إلى الأبد.

في المقابل: وعلى الصعيد اللبناني، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن لبنان تمكن من إحباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي، وناشد كل الطوائف والقوى السياسية للحفاظ على لبنان أكثر قوة ووحدة.

العودة إلى اتفاق قديم وانسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية:

وفقًا لبنود الاتفاق الـ13، فإن إسرائيل ستنسحب من جنوب لبنان وهي منطقة جنوب الخط الأزرق في غضون 60 يومًا من دخوله حيز التنفيذ، ليحل محلها الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي ستعمل على إزالة البنية التحتية التابعة لحزب الله حتى نهر الليطاني.

على أن يلتزم حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل، وفي المقابل، لن تقوم إسرائيل بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر، حيث تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

ولكن لا يشير الاتفاق إلى إنشاء منطقة عازلة في الجنوب -التي كانت ضمن المطالب الأولى لإسرائيل-، وسيُسمح لسكان القرى في جنوب البلاد بالعودة إلى قراهم وبيوتهم، كما ينص الاتفاق على تشكيل لجنة دولية برئاسة الولايات المتحدة وفرنسا، لتتولى مراقبة تطبيق الامتثال للاتفاق الذي سيستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701.

كما أن الاتفاق لا يتضمن أيضًا مسألة حرية “عمل” الجيش الإسرائيلي في لبنان التي كان يصر عليها الجانب الإسرائيلي.

هل حققت إسرائيل أهدافها مع “محور المقاومة”؟ 

إن الأهداف المعلنة لإسرائيل التي سعت لتحقيقها بالحرب وقبلها بعمليات التفجير الواسعة واغتيال كبار قادة حزب الله، تتمثل في تأمين المستوطنات الشمالية واحتلال شريط حدودي يتراوح بين 3 و10 كيلومترات ودفع قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وتدمير قدراته القتالية ونزع سلاحه وشل قدرته على ضرب المستوطنات، وكهدف مضمر القضاء على الحزب كتهديد إستراتيجي، وتفكيك بيئته الحاضنة، وتقويض حضوره السياسي في لبنان وضمن “محور المقاومة”.

وتشير تصريحات بنيامين نتنياهو المتكررة -قبل التوصل إلى الاتفاق- أنه كان من أنصار إطالة أمد الحرب، وقد رفض في 21 سبتمبر/أيلول الماضي الموافقة على هدنة، لكن متغيرات ميدانية في أغلبها أدت إلى تغير موقفه، من أهمها أن الجيش الإسرائيلي لم يفلح بشكل كبير في تحقيق إنجاز عسكري حاسم بعد.

كذلك لم يستطع الجيش الإسرائيلي تأمين المستوطنات الشمالية وإعادة سكانها، ولم يتم تقويض القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كامل، بجانب أن اغتيال القيادات السياسية والعسكرية -وبينهم الأمين العام حسن نصر الله- لم يؤثر في الأداء الميداني لحزب الله كما كان يعول عليه.

إن موافقة إسرائيل على الهدنة، مع تغييرات ليست جوهرية ربما لا يمنحها أي نصر عسكري، وإن كان يحقق لها ضمانات أمنية كبيرة في صورة تطبيقه، ويخفف الضغوط عن جيشها المنهك، ويدفع بحزب الله نحو 10 كيلومترات إلى ما وراء الليطاني، كما يحقق الهدف الأهم وهو الفصل بين جبهتي: غزة ولبنان.

وقد منح الاتفاق الجيش الإسرائيلي أيضًا مهلة لالتقاط الأنفاس، وربما تحويل جهده نحو جبهة غزة والضغط على سوريا عسكريًّا واحتلال نحو 240 كيلومترًا من الأراضي السورية بجانب منطقة الجولان التي تغاضى عنها نظام الأسد.

ومن خلال القراءة في الاتفاق الذي تم بين الطرفين، نجد أن تجاوز نتنياهو المبدأ الذي يقول إن كل جيش لا ينتصر ولا يحقق أهدافه فهو مهزوم وكل مقاومة لا تخسر فهي منتصرة، فهو يرى أن حزب الله بات ضعيفًا عسكريًّا، ولم يعد قادرًا على تشكيل تهديد حقيقي بعد دفعه إلى ما وراء نهر الليطاني. (الجزيرة).

حماس وحزب الله والحوثي ومفهوم وحدة الساحات.. ما العلاقة؟

تفككت وحدة الساحات بشكل أو بآخر، خصوصًا بعد ما شعرت إيران بأنها سوف تخسر الاتفاق مع الغرب بسبب النووي الإيراني، وهو ما جعلها تضحي بكل شيء وأي شيء من أجل عودة الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، وكانت النتيجة أن باعت حماس بعد أن أوهمتها بالمساندة ووحدة الساحات، ولما لا وقد باعت حزب الله أقوى حلفائها في المنطقة.

قدرات حزب الله اللبناني:

لقد تركت إيران حزب الله أحد أذرعها البارزة في المنطقة والتي كانت تعول عليه كثيرًا، وأيضًا الدولة اللبنانية لضغوط دولية كبيرة حيث أجبرت على سحب سلاح الحزب، وهو ما يعني تفكيك الاتفاق جزئيًّا أو ما يعرف “بوحدة الساحات”.

لا ننكر ما أبداه حزب الله من الصمود أمام جيش الاحتلال ووجه ضربات كبيرة أرعبت المواطنين الذين كانوا يهربون إلى الأنفاق والملاجئ، ولكن رغم هذه المقاومة والقدرة على الصمود، إلا إنه عمليًّا فقد الكثير من عناصر قوته، وقيادته التاريخية له، بدءًا بأمينه العام حسن نصر الله، وأبرز قادته السياسيين والعسكريين، وجزءًا كبيرًا من سلاحه، يصعب تعويضه، مع الحصار الذي ستفرضه إسرائيل على المنافذ خصوصًا في سوريا.

كما أن القرار 1701- بصيغته الجديدة- سيمنع الحزب من العودة إلى مواقعه في الجنوب وبناء قوته العسكرية هناك، وقد تؤدي سيطرة الجيش اللبناني والتضييقات المالية الممكنة على الحزب هناك، وإعادة الإعمار التي ستتكفل بها الدولة -إن حصلت- إلى واقع جديد يجعل البيئة الحاضنة للحزب أقل ارتباطًا.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس“:

لقد غزّت إيران فكرة المقاومة والجهاد ضد دولة الاحتلال ولكن بشكل صوري أو إعلامي أكثر منه مادي ودعم على الأرض لحركة حماس التي وثقت كثيرًا بإيران، ولكن من المعلوم أن دولة المرشد لها حساباتها الخاصة، سواء مع الإدارة الأمريكية أو الكيان الصهيوني نفسه، فعندما تتعارض مصالح إيران لا يمكنها الاستمرار في دعم الحركة أو حتى أقرب الحركات إليها مثل الحوثي وحزب الله، وإن كان دعمًا محدودًا أو ذا طابع إعلامي وليس حقيقيًّا على أرض الواقع بالنسبة لغزة التي تُباد حرفيًّا ولا تزال.

وللمتابع للمشهد وما ذُكر في الكواليس، فإن ثمّة خلاف كان بين الشهيد يحيى السنوار قائد حماس بالتحديد على “توجيه ضربة واحدة” لدولة الاحتلال، ردًّا على زيادة وتوسع الاستيطان في الضفة والانتهاكات ضد الأقصى الشريف، ولكن لم توافقه إيران على ذلك، وهي رواية منطقية لحسابات إيران في المنطقة وأن عدوها هم أهل السنة والجماعة وليس إسرائيل، وبالتالي وجدنا الآن وقف إطلاق النار دون أي مراعاة لما يحدث في غزة وبين إيران ممثلة في حزب الله مع الكيان المحتل.

مليشيا الحوثي:

لقد خسرت التجارة العالمية والدول الغربية وارتفعت أسعار السلع والنفط وخسارة مصر بالتحديد الأكبر بسبب تعطل الملاحة في قناة السويس، أكثر مما خسرت دولة الاحتلال الصهيوني، فضربات الحوثي أحد أذرع إيران في منطقة البحر الأحمر وباب المندب والمناورات المتبادلة بينها وبين أمريكا ربما تكون مقصودة للإضرار بمصر والشرق الأوسط فقط.

إن ما يقوم به الحوثي في اليمن وتشريد الشعب وتهجيره من مكان لآخر ومحافظة لأخرى ومنع الرواتب عن موظفي الدولة وتجنيد الأطفال في مدارس تابعة للحوثي، تعد جرائم كافية تقوم بها إيران في المنطقة العربية، وليس لتوجيه ضربات حقيقية صوب دولة الاحتلال، والدليل أن ضربات الحوثي لم تفقد إسرائيل شيئًا، بينما نجد أن ضربات الاحتلال على مواقع عسكرية للحوثي تؤتي ثمارها في الحال وهي أسئلة بحاجة إلى تفسير. (الجزيرة).

ختامًا: لماذا تخلت إيران عن “وحدة الساحات”؟ 

– إن حديث دولة المرشد الإيراني عن وحدة الساحات كانت مجرد طعمًا لحركة حماس التي تجاهد عدوًا محتلًا بحق وتدافع عن أرض فلسطينية، كما أن الحديث عنها كان بمثابة مغازلة إيرانية للشعوب العربية والواثقين الواهمين بدولة الفقيه الذين ينتظرون نصرًا على الكيان الصهيوني عبر إيران.

– إيران تلك التي تبحث عن تهدئة مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب خصوصًا بعد عودة ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير المقبل وإعادة التفاوض حول الملف النووي، لن تتمكن من القيام بنفس الدور الذي كانت تلعبه مع حزب الله وضمن “محور المقاومة” بشكل عام، بما قد يقلص أيضًا من نفوذ الحزب وهو ما بات واضحًا هذه المرة في أحداث سوريا وسقوط نظام الأسد بهذه السهولة وعبر تفاهمات للإطاحة به شاركت فيها إيران نفسها.

–  بغض النظر عن كل حسابات الربح والخسارة لإيران أو بعض عملائها في المنطقة، يبدو صمود الاتفاق سيظل ساكنًا خلال الشهرين المقبلين وبحسابات القاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تحاصره أزمات داخلية وخارجية، وكذلك قرار الاعتقال من الجنائية الدولية ورهاناته على ضوء أخضر من الرئيس الأمريكي الجديد لمواصلة سياسة تغيير الشرق الأوسط، قبل أن تعصف الأزمات بمستقبله السياسي، وفي المقابل تهادن إيران لتصل إلى ما تريده لتمرير برنامجها النووي حتى يكون من الصعب مواجهة أو الدخول في حرب مع دولة نووية بعد ذلك.

الخلاصة:

لقد باعت إيران -قولًا واحدًا، وليس مستغربًا!- أذرعها في المنطقة مقابل برنامجها النووي، وأن حديث طهران عن “وحدة الساحات” منذ عملية السابع من أكتوبر كانت بمثابة عض الإصبع، أو مناورة مع الغرب، وعلى رأسهم: الإدارة الأمريكية من أجل تمرير البرنامج النووي.

– إن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لم ولن يتم إلا بإعطاء الضوء الأخضر من إيران للحزب، وبالتالي فإن “وحدة الساحات” فضحتها اتفاقية إيران ممثلة في حزب الله مع دولة الاحتلال برعاية أمريكية، ولا عزاء لما يجري في غزة من مجازر وإبادات جماعية على مرأى ومسمع من مجتمع دولي ظالم وجائر لا يعرف عن “العدالة” سوى اسمها فقط.

–  إن تصريحات مساعد الرئيس الأمريكي، براناي وادي في وقت قريب، بأن الولايات المتحدة تأمل في استئناف العمل الدبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي خلال الأشهر أو السنوات القادمة، يكشف أو ربما يؤكد أن طهران تخلت عن أذرعها ووكلائها في المنطقة، فضلًا عن حركة حماس السُنّية التي تدافع عن غزة في مواجهة الاحتلال.

–  لم تعِ حماس جيدًا أهداف إيران وخصوصًا في الحديث عن وحدة الساحات؛ باستثناء الشهيد يحيى السنوار الذي اختلف معها، إذ كانت مجرد طعمًا لحركة حماس التي تجاهد عدوًا محتلًا بحقٍّ، وتدافع عن أرض فلسطينية، حيث كانت إيران تغازل الشعوب العربية والواثقين الواهمين بدولة الفقيه الذين ينتظرون نصرًا وهميًّا على الكيان الصهيوني عبر إيران.

–  إيران ستهادن وتتراجع للوراء هذا لو اعتبرنا أنها كانت صادقة في عدائها مع دولة الاحتلال من أجل غزة، لكي تصل إلى مبتغاها أو ما تريده لتمرير برنامجها النووي، وحتى لو حساب أقرب الوكلاء إليها مثل الحوثي أو حزب الله، ليكون بعد ذلك من الصعب مواجهة أو الدخول في حرب مع دولة نووية.

– بالأخير: إن دولة الاحتلال استطاعت ولو بشكل كبير، تحقيق أهدافها التي سعت لتحقيقها بالحرب وقبلها بعمليات التفجير الواسعة واغتيال كبار قادة حزب الله، تتمثل في تأمين المستوطنات الشمالية واحتلال شريط حدودي يتراوح بين 3 و10 كيلومترات ودفع قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

–  وكذلك نجح جيش الاحتلال في تدمير قدرات حزب الله القتالية ونزع سلاحه وشل قدرته على ضرب المستوطنات، وتفكيك بيئته الحاضنة، وتقويض حضوره السياسي في لبنان والذي كان من المفترض ضمن “محور المقاومة”.

المصادر:

– سكاي نيوز

– الشرق الأوسط

– الجزيرة

– روسيا اليوم

– العربية

كلمات مفتاحية: تناقضات طهران – عملية السابع من أكتوبر – وحدة الساحات – التخلي عن العملاء

النووي الإيرانيحماسطهرانطوفان الأقصى
Comments (0)
Add Comment