“حماة النيل” … رسالة مصرية على الحدود الإثيوبية!

“حماة النيل” … رسالة مصرية على الحدود الإثيوبية!

ففي تصعيدٍ واضحٍ لسقف خياراتهما في أزمة سد النهضة، مع اقتراب إثيوبيا من الملء الثاني للسدِّ، نظَّمت مصر والسودان مناورة عسكرية تبدو ضخمة تحت اسم: “حماة النيل” ، وتشمل قوات برية، كما لوَّح وزير الخارجية المصري سامح شكري بردِّ فعل مصري رفض أن يحدده في حال تجاوز “أديس أبابا” الخطوط الحمراء في الأزمة.

ومن هنا يأتي السؤال: هل تشفي مناورة “حماة النيل” الغليل؟ خاصة وأن هناك ترقبًا حادًّا بعد وصول قوات عسكرية مصرية برية وبحرية وجوية إلى السودان، ومعظم الخبراء يحرِّضون على القتال، ويؤكِّدون أنها لحظة تاريخية للحسم بلا تردد، وأن المعركة الكبرى “مَن يكسر إرادة مَن” ؟!

إعلان مصر:

أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية: أن عناصر مِن القوات المسلحة المصرية وصلت إلى دولة السودان الشقيقة للمشاركة في التدريب المشترك “حماة النيل“، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين؛ بهدف تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة، وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين، والذي يأتي استمرارًا لسلسلة التدريبات السابقة: (نسور النيل -1، نسور النيل -2)(1).

الترحيب السوداني:

من جانبه رحَّب اللواء ركن مالك الطيب مدير إدارة التدريب بهيئة الأركان السودانية بالقوات المصرية المشاركة، وأشاد بما تتسم به القوات المصرية من كفاءة وجاهزية عالية، وخبرات تدريبية وقتالية متميزة، مؤكدًا: أن التدريب يهدف إلى تبادل الخبرات، وتعزيز سبل التعاون العسكري بين البلدين(2).

حرب التصريحات بعد الإعلان عن المناورة:

الجانب المصري: جاء تصريح شكري الأخير مختلفًا عن تصريح له، أغضب المصريين قبل أيام، قال فيه: إن الملء الثاني يمكن ألا يكون له تأثير على مصر من خلال عملية إعادة تنظيم مواردها المائية، وهو التصريح الذي قابلته أديس أبابا بالترحيب، ولكن سامح شكري خرج في مداخلة هاتفية عبر فضائية mbc مصر، بدأها المذيع المصري عمرو أديب بالقول بأن الهدف منها هو: توضيح التصريحات السابقة التي قيل إنها اجتُزئت، فيما أكَّد شكري: أن إثيوبيا لو بدأت الملء الثاني للسد، فإنها تصبح مخالفة للقانون الدولي، وتحدث عن أنه ليست لها سيادة وحدها على نهر النيل؛ لأنه نهر دولي.

واللافت أيضًا: أنه عندما سأله أديب عن خيارات مصر في حال تخطي أديس أبابا الخطوط الحمراء (التي قد يُفهم منها أنها الملء الثاني لسد النهضة)، أكد أن مصر لديها تصور دقيق لما ستفعله، ولكنه اعتبر أنه مِن غير الملائم الحديث عن هذه الخيارات علنًا.

وهو تصريح بقدر غموضه فيه تهديد مبطن؛ لأن الخيارات التي لا يجوز الحديث عنها عادة هي الخيارات الاستخباراتية والعسكرية.

وما يعطي لمثل هذا التهديد المبطن أهمية خاصة تزامنه مع إجراء مصر والسودان مناورات مشتركة، تبدو أكبر مِن سابقاتها، باسم: “حماة النيل”، والاسم يفسِّر نفسه(3).

الجانب السوداني:

أكد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الطاهر أبو هاجة، أن مناورات “حماة النيل 1” تهدف إلى حماية المصالح الإستراتيجية الحيوية لكلٍّ مِن مصر والسودان.

وأضاف أبو هاجة: “إن الرئيس أكد أننا لا نريد الحرب مع أي جهة، لكننا نستعد بتلك المناورات والتدريبات لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه أو تهدد الأمن القومي للبلدين”.

وأوضح: أن خيار السودان المعلن هو الوصول إلى حلول عبر الحوار، وهو الطريقة المثلى لحل المشاكل، ومهما كانت الخلافات مع إثيوبيا سوف نستمر على نهج الحوار لمعالجة مشاكلنا، وندعو إثيوبيا أن تنظر للمصلحة المائية المشتركة للدول الثلاث، ونسعى بكل السبل ألا يحدث الملء الثاني لسد النهضة(4).

الجانب الإثيوبي:

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، الثلاثاء: “نتابع التطورات في السودان والتدريبات العسكرية مع مصر”.

وأضاف: “من حق الدولتين: (مصر والسودان) إجراء تدريبات عسكرية. لدينا قوات مسلحة قوية وقادرة على حفظ أمن وسيادة إثيوبيا وردع أي عدوان خارجي”(5).

“حماة النيل” دلالة الاسم وأبعاده:

في البداية يلفت الانتباه أن الجيش السوداني قد أعلن في بيانه، وصول أرتال من القوات البرية والمركبات المصرية بحرًا، وعادة يكون النقل البحري للأفراد والمعدات العسكرية مؤشرًا على ضخامة عدد القوات، وأن عملية النقل تم الاستعداد والبدء فيها من فترة أبكر، مقارنة بالنقل الجوي الذي يكون عادةً أقل قدرة على استيعاب كميات كبيرة من الأسلحة والأفراد.

ويشير النقل البحري تحديدًا إلى أن عملية الإعداد لمناورة حماة النيل بدأت منذ فترة، وهو ما قد يطرح تفسيرًا محتملاً لتصريحات شكري السابقة التي تضمنت نبرة تهدئة وقبول بالملء الثاني لسد النهضة، بأنها نوع من التمويه والخداع لإثيوبيا؛ لعدم قيامها بأي تحرك، إلى حين وصول هذه القوات.

ومن الصعب معرفة: هل هذه القوات التي أرسلتها مصر في إطار تمرين حماة النيل وسيلة للضغط المعنوي على إثيوبيا لتأجيل الملء الثاني لسد النهضة، أو أنها يمكن أن تُستخدم بالفعل ضد أديس أبابا، بالتعاون مع السودان، أو أن هدفها حماية السودان من أي رد فعل إثيوبي، في حال توجيه القوات الجوية المصرية ضربة عسكرية لسد النهضة.

ولكن الأكيد: أن هذه الحالة من الغموض وصعوبة تفسير هدف هذه المناورات، في حد ذاتها أداة ضغط على أديس أبابا التي لا تعلم حاليًا: هل تأخذها بمأخذ الجد وتقوم بردٍّ عسكري أو تُوقف ملء السد، أو -على الأقل- تستدعي قوات الاحتياط؟ خاصةً أن وزير الخارجية المصري قال: إن القاهرة تتابع ساعة بساعةٍ تطورات السد، وفي ذلك إشارة إلى أن رد الفعل المصري في أزمة سد النهضة مرتبط بالسلوك الإثيوبي(6).

الأكاديميون والخبراء:

واصل عدد من الخبراء الأكاديميين المصريين التحذير ودق ناقوس الخطر من كارثة السد الإثيوبي الذي بات متأهبًا لملء ثان، يراه خبراء المياه والسدود ضربة قاصمة لكلا البلدين: مصر والسودان!

د. إسماعيل صبري مقلد -أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية- قال: إننا تجاوزنا مع الإثيوبيين مرحلة إمهالهم ومخاطبة العقل فيهم، الي المرحلة التي سقطت معها كل المحاذير والتحفظات بشأن استخدام الخيارات الصلبة أو الخشنة، بعد أن خرجت الدبلوماسية الرشيدة والهادئة نهائيًّا من الصورة، ومعها وصلنا الي المرحلة التي لم تعد فيها خطوط حمراء أو زرقاء حتى نتوقف عندها.

وأضاف مقلد: لم يبقَ سوى الدفاع عن حقنا في الحياة وفي الوجود، والبقاء واجبنا ومسئوليتنا أولًا وأخيرًا، مشيرًا إلى أن العالم لن يتحرك من أجلنا، حتى وان كان في هذا السد الشيطاني الملعون هلاكنا ودمارنا!

وخلص مقلد إلى أنه في مواجهة البلطجة الإثيوبية، وفي مواجهة تحديات الحياة والموت، والفناء أو البقاء، فإن الكلمة الفاصلة الآن لم تعد للدبلوماسية، ولا لمد حبال الصبر إلى ما لا نهاية، وإنما للقوة التي يمكن أن تعيد للنظام الإثيوبي صوابه، وترغمه على التوقف عن حماقاته، وأن يلزم حدوده، ويمتنع عن تهديد حياة الغير بمثل هذه السلوكيات العدوانية المستفزة التي لا يريد أن يتراجع عنها.

وأنهى مقلد مؤكدًا أن هذه لحظة تاريخية للحسم بلا تردد أو تساهل، مشيرًا إلى أن الأمل يبقى معقودًا على عزيمة وجسارة رجالنا الأبطال في مصر والسودان من العسكريين القادرين على إنجاز المهام الصعبة مهما كلفتهم من تضحيات، والتي سوف يدخلون بها التاريخ من أوسع أبوابه.

وأردف قائلًا: “وهم قادرون عليها بعون الله”.

د. حسن علي -أستاذ الإعلام- قال: إن المعركة الآن كسر الإرادة… مَن يكسر إرادة مَن؟

وأضاف على: إن الإثيوبي يقول: إنه ماضٍ في التعبئة الثانية باتفاق أو بدون اتفاق… يعني لا قيمة لمفاوضات، ولا معني للتفاوض، والتعبئة الثانية دون اتفاق تعني خرق واضح لاتفاق المبادئ اللعين؛ فلماذا نستمسك به؟

وقال على: إن مصر أشهدت العالم كله وطال صبرها على تفاوض عبثي مشين، مشيرًا إلى أن الخوف من ردود الأفعال إذا ضربنا الأوغاد جبن لا يليق بنا.

وحذر على من أن الوقت يضيق، ولن ينفعنا التفاوض العبثي، مشيرًا إلى أن الحياة لم تبعث في قضية فلسطين إلا بالسلاح، ولن يلتفت العالم لسد الخراب إلا بقوة السلاح.

وخلص علي إلى أن التعنت الإثيوبي بلغ مداه وقلة أدبهم تزداد يومًا بعد يوم، مؤكدًا أن سد الخراب سيف علي رقاب المصريين(7).

الملء الثاني للسد نقطة اللاعودة:

ولكن يبقى العنصر الزمني ضاغطًا خطيرًا في أزمة سد النهضة، فلقد أكدت إثيوبيا مرارًا، أنها تنوي إجراء الملء الثاني للسد في موعده المقرر في يوليو / تموز المقبل، مما أثار مخاوف مصر والسودان من تراجع حصتهما من المياه.

وهناك اعتقاد واسع بأن أي ضربة عسكرية جوية لسد النهضة شبه مستحيلة، في حال بدء الملء الثاني؛ لأنه من شأن انهيار السد احتمال تعريض السودان وحتى صعيد مصر لموجة من الفيضانات المدمرة، من جرَّاء انطلاق المياه المحتجزة خلف السد بعد الملء.

بل إن خيار قصف السد، قد يصبح صعبًا إلى الأبد؛ لأن الملء الثاني لسد النهضة سيحول النيل الأزرق من نهر شبه موسمي إلى نهر ممتلئ بالمياه على الدوام، مما يجعل خطر تدفق موجة فيضانات قائمًا في كل المواسم(8).

سيناريوهات أزمة سد النهضة:

يعني ذلك أن أزمة سد النهضة قد وصلت إلى مفترق طرق، وهي كلها طرق سلبية، تقريبًا؛ ففي حال عدم تراجع إثيوبيا عن قرار ملء السد، فإن السيناريوهات هي: إما تصعيد مصري سوداني قد يشمل دعمًا للقوى المتمردة في إثيوبيا، أو مناوشات حدودية أو قصف جوي للسد، أو حرب شاملة في أسوأ الأحوال.

وقد يكون هناك خيار آخر، وهو أن تكتفي مصر والسودان بهذه المناورات دون عمل ميداني، وهو أمر قد يحمل أخبارًا إيجابية من حيث احتمال تجنب الحرب، ولكنه قد يعني احتمال تحكُّم إثيوبي كامل في الملف وتضاعُفًا للتعنت والمماطلات إذا لم تترجم هذه التهديدات إلى عمل فعلي.

يظل أفضل سيناريو هو لجوء إثيوبيا إلى إرجاء الملء الثاني لسد النهضة، ولكن الأغرب ليس فقط الموقف الإثيوبي المتعنت، ولا المصري والسوداني المتأخر، ولا الإماراتي المتواطئ مع أديس أبابا، بل الموقف الدولي والعربي والإفريقي، الذي يترك الأمور تصل إلى احتمال وقوع حرب بين ثلاث دول شديدة الأهمية في إفريقيا والشرق الأوسط، وتقع على مفترق طرق التجارة، ويسكنها نحو 250 مليونًا من البشر.

فالقوى الكبرى الإقليمية والدولية تتعامل ببطء مع أزمة قد تكون الأخطر عالميًّا، وهي أزمة باتت أمام سيناريوهين رئيسيين: إما تعطيش ما يقرب من 150 مليون مصري وسوداني، وإما نزاع بين الدول الثلاث لا يستطيع أحدٌ أن يعرف مداه، وكيف سينتهي!

وعلى غرار الحرب في غزة وغيرها يبدو أن القوى المؤثرة في العالم والمنطقة تنتظر أن تُسفك الدماء ويسقط أطفال ونساء، لكي يبدأ البحث عن وقف إطلاق النار؛ لأنه منذ البداية تُركت أسباب النزاعات تتفاقم أمام الجميع؛ لأن هذه القوى لا تستطيع أن تقول كلمة واضحة حول مَن المخطئ ومن بدأ بتصعيد هذه النزاعات، ولم تعاقب يومًا هذا المخطئ!

تحليل السيناريو العسكري المصري:

الأول: دعم الجماعات الانفصالية المسلحة لشن هجمات بالوكالة على الحكومة و«سد النهضة»، ولن يكون إيجاد مثل هذه الجماعات أمرًا صعبًا، فهناك أكثر من 12 جماعة مسلحة في إثيوبيا، بعضهم يعمل على قلب نظام الحكم، والآخر يهدف إلى إقامة دولة مستقلة.

يبدو أن مصر قد سبق وحاولت استخدام هذا الخيار؛ إذ أعلنت إثيوبيا في آذار/ مارس الماضي، عن تصديها لهجوم مسلح استهدف «سد النهضة»، وقالت: إن المسلحين ينتمون إلى «حركة 7 مايو» المعارضة والمحظورة، كما أعلنت أديس أبابا أيضًا في أواخر تموز/ يوليو الماضي عن نجاح السودان في توقيف مجموعة مسلحة قالت إنها تحركت من إريتريا لاستهداف «سد النهضة»، ورغم أن القاهرة لم تُتهم مباشرة بالوقوف وراء هذه التحركات؛ إلا أن اتهامات غير رسمية وُجهت إليها.

الثاني: التدخل العسكري المباشر؛ فإن الجيش المصري يتفوق على نظيره الإثيوبي بوضوح، إذ يحتل الأخير المرتبة 41 من ضمن أقوى 133 جيشًا على مستوى العالم، بينما يحتل الجيش المصري المرتبة 10، ويصلح للخدمة العسكرية في مصر 35.3 مليون نسمة مقابل 24.8 مليون في إثيوبيا، ويصل عدد القوات العاملة في الجيش المصري إلى 454 ألف شخص مقابل 162 ألف جندي في الجيش الإثيوبي، كما تبلغ إجمالي ميزانية الدفاع السنوية للجيش الإثيوبي 340 مليون دولار مقابل 4. 4 مليار دولار للجيش المصري، لكن كيف يمكن للقاهرة أن تشن هجومًا عسكريًّا ضد أديس أبابا؟

هذه بعض السيناريوهات التي قد تحدث:

التدخل البري: لا يوجد لمصر حدود مشتركة مع إثيوبيا، وهو ما يحمي الأخيرة نوعًا ما من خطر الهجوم البري، فهل تستطيع مصر استخدام أراضي الدول المجاورة لإثيوبيا للهجوم على السد؟

تمتلك مصر كذلك علاقات جيدة مع دول أخرى تُكِنُّ العداء لإثيوبيا: كجنوب السودان، وإريتريا، فهل تسمحان لمصر باستخدام أراضيها؟ هذه مخاطرة كبيرة لأنهما ستكونان عرضة لرد فعل إثيوبي عنيف، لكن إن حظيتا بإغراءاتٍ جيدةٍ من القاهرة ربما تسمحان بذلك.

التدخل البحري: تتفوق مصر على إثيوبيا بوضوح في العتاد البحري، فالقاهرة تمتلك 319 قطعة بحرية، في حين لا تمتلك أديس أبابا ولا قطعة بحرية واحدة. سيبدو الأمر منطقيًا إذا علمنا أن إثيوبيا دولة «حبيسة» لا تطل على بحار أو محيطات، وبالتالي: لن تستطيع مصر مهاجمة إثيوبيا عن طريق البحر؛ إلا إذا اقتصر الأمر على إرسال قوات ومعدات إلى إريتريا تمهيدًا للقيام بعمل بري ضد أديس أبابا.

أما استهداف مصر لـ«سد النهضة” بصواريخ من البحر، فهو أمر مستبعد؛ إذ لا تمتلك القاهرة –بحسب المعلومات المتاحة– أي طراز مُتقدم من صواريخ «كروز” بمقدرته الوصول إلى السد، فضلًا عن تدمير 10 مليارات متر مكعب من الخرسانة.

التدخل الجوي: يتفوق سلاح الجو المصري بوضوح على نظيره الإثيوبي، فالقاهرة تمتلك 1132 قطعة جوية متنوعة بين اعتراضية وهجومية ونقل، بينما يتكون سلاح جو أديس أبابا من 80 طائرة فقط، قد يكون استخدام سلاح الجو هو الخيار الأسلم في حال أرادت مصر عدم المخاطرة بتدخل بري في إثيوبيا خشية من عواقبه، أو في حال رفضت دول الجوار الإثيوبي أن تكون قاعدة انطلاق للقوات المصرية.

تبلغ المسافة من مصر إلى «سد النهضة” مرورًا بأجواء السودان 1400 كيلو متر، وهو ما قد يكون عائقًا أمام بعض المقاتلات المصرية، لكن سلاح الجو المصري المتنوع يضمن تذليل هذا العائق، فصفقة السلاح المصرية الأخيرة التي ضمت بمقتضاها 24 طائرة رافال فرنسية إلى أسطولها، قادرة وحدها على إزالة هذا العائق، إذ تستطيع الرافال الطيران لأكثر من 3700 كيلو متر.

تخلصنا من عائق المسافة ليظهر لنا عائق آخر، هو: عائق الحمولة المطلوبة لهدم السد. نحن أمام مبنى خرساني عرضه 1800 متر، وارتفاعه 170 مترًا، وحجمه 10 مليارات متر مكعب من الخرسانة؛ لذا تحتاج مصر لاستخدام عشرات الأطنان من المتفجرات في حال أرادت التخلص من السد.

وفي حال تمت الضربة الجوية بعد عمل السد، لتقليل الخسائر البشرية، فيمكن لمصر استخدام قنبلة مخترقة للتحصينات «بانكر باستر»؛ هذه القنبلة قادرة على الانفجار في عمق المياه، مما يعطيها إمكانية الانفجار عند قاعدة السد، وهي أضعف نقطة فيه، وهي قنبلة يشاع أن مصر تمتلكها، أو يمكن امتلاكها دون صعوبة كبيرة.

في إطار الحديث عن استعدادتها لصد أي هجوم جوي مصري مُحتمل، تواترت الأخبار عن قيام إثيوبيا بنشر بطاريات صواريخ فرنسية الصنع حول السد؛ لم تذكر المصادر نوع بطاريات الصواريخ، ولا مدى كفاءتها وقدرتها على صد هجوم مُباغت من مقاتلات مصرية حديثة كالرفال التي تستطيع المناورة والهروب بشكلٍ جيدٍ للغاية، لكن ما نعرفه عن قاذفات الصواريخ الإثيوبية هو أن عددها: 183 قاذفًا، وبالطبع لن يتم نشرها كلها حول «سد النهضة»؛ لذا فإن صد هجوم مصري جوي كبير احتمال ضعيف(10).

1_ العين الإخبارية

2_ سبوتنك

3_ عربي بوست

4_ سبوتنك

5_مصراوي

6_ عربي بوست

7_ رأي اليوم

8_ سكاي نيوز

9_ عربي بوست

10_ إضاءات