تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب… دراسة تحليلية للأبعاد السلبية

تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب… دراسة تحليلية للأبعاد السلبية

بالرغم من أن التكنولوجيا تعتبر عاملًا إيجابيًّا في العديد من المجالات؛ إلا أن هناك أيضًا مخاطر وتحديات تواجه الشباب بسبب التكنولوجيا، حيث يوجد ارتباط وثيق بين التكنولوجيا وبين الأثر السلبي على الصحة النفسية للشباب في جوانب ومظاهر عدة، وفي هذا الموضوع يستعرض “رواق” مظاهر تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب، ثم في الأخير نضع الخلاصة التي تتضمن الحلول العملية لتفادي أو على الأقل الحد من هذه التأثيرات.

وفي هذه السطور، نستعرض مظاهر تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب، ثم نوضح كل عنصر بمفرده، وبعدها نقترح الحلول للتعامل بشكل صحيح لا يسبب لك ضررًا نفسيًّا.

  • السلوك العدائي والعنيف.
  • الضغط النفسي والاجتماعي.
  • القلق والاكتئاب.
  • العزلة والانطواء الاجتماعي.

الإدمان على الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي:

إدمان التكنولوجيا هو أحد أهم وأبرز مظاهر التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحية النفسية للشباب؛ إذ يواجه الشباب اليوم تحديًا كبيرًا فيما يتعلق باستخدام الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح الأمر يشكل مخاطر صحية على المستوى النفسي والاجتماعي؛ فالتكنولوجيا الحديثة والألعاب الإلكترونية أصبحت جزءًا أساسيًّا من حياة الأطفال والشباب اليوم، وقد توصلت دراسات عديدة إلى أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية يؤثر على نمط الحياة والصحة النفسية للشباب بشكل سلبي، ويتجلى ذلك في زيادة الوقت الذي يقضيه الشباب في اللعب، حيث يعتبر الشباب الألعاب الإلكترونية وسيلة للتحليق بعيدًا عن الواقع والهروب من المشاكل اليومية.

وتشير الدراسات إلى أن الاعتماد الزائد على الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الإدمان والتأثير السلبي على الصحة النفسية للشباب، فعلى سبيل المثال: هناك دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عام 2018 وجدت أن 3% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا يعانون من إدمان الألعاب الإلكترونية، فيما يقترب 15% منهم من الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الآثار النفسية السلبية يمكن أن يؤدي الإدمان على الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى مخاطر صحية جسدية أيضًا، ووفقًا للدراسة التي أجرتها مؤسسة البحوث الصحية في قطر، فإن نسبة السمنة بين الأطفال الذين يلعبون الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة تزيد بنسبة تصل إلى 37% مقارنةً بالأطفال الذين لا يلعبون الألعاب الإلكترونية(1).

علاوة على ذلك: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا إلى تدهور النظر وجفاف العيون؛ بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأرق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد.

ما حد الإدمان؟ متى يعتبر من يمارس الألعاب الإلكترونية مدمنًا؟

يعتمد مدى إدمان شخص على الألعاب الإلكترونية على العديد من العوامل المختلفة مثل السلوك الشخصي والظروف الاجتماعية والنفسية والجينية، ومع ذلك، فإنه يمكن تحديد بعض العلامات التي تشير إلى وجود إدمان على الألعاب الإلكترونية، مثل:

  1. إهمال الواجبات المنزلية أو الاجتماعية الأخرى للعب الألعاب الإلكترونية.
  2. التفكير المستمر في الألعاب الإلكترونية والتخطيط لها حتى في الأوقات التي لا يتم فيها اللعب.
  3. الشعور بالقلق أو الانزعاج أو الاكتئاب عندما يتعذر عليهم اللعب لفترة طويلة.
  4. اللعب لفترات طويلة دون توقف وعدم القدرة على التوقف عند الطلب.
  5. استمرار اللعب حتى في الأوقات التي يعرض فيها اللعب للمشاكل الصحية أو الاجتماعية.

ومع ذلك، لا يوجد حد دقيق يمكن تحديده لإدمان الألعاب الإلكترونية، ولكن يتم تشخيصها بشكل عام عندما تؤثر على حياة الشخص وعلاقاته الاجتماعية والعملية، لذلك ينصح دائمًا بأنه إذا كان لدى الشخص مخاوف بشأن إدمان الألعاب الإلكترونية، فمن المهم التحدث مع طبيب نفسي أو مستشار في الصحة النفسية(2).

السلوك العدائي والعنيف:

تغذي التكنولوجيا السلوك العدائي والعنيف لدى الشباب بشكل ملحوظ؛ خاصة في ظل وجود العديد من الألعاب الإلكترونية والبرامج التي يستخدمها الشباب وتحتوي على عناصر عنيفة ومؤثرات بصرية قوية يمكن أن تحفز الشباب على العنف والعداء، علاوة على ذلك: تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من التوتر والضغط الاجتماعي، مما يؤدي إلى زيادة العداء والعدوانية.

وفي العام 2018 نشرت دراسة حول علاقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومستويات العدائية لدى الشباب، وأظهرت الدراسة أن الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف يعانون من مستويات أعلى من العدائية والعدوانية، كما يؤكد العديد من الباحثين أيضًا أن التعرض المستمر للعنف والعدائية على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ هذه السلوكيات لدى الشباب، ويزيد من احتمالية السلوك العدائي في حياتهم اليومية، ويشير تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2018 إلى أن نحو 71% من الأطفال المتصلين بالإنترنت في العالم يتعرضون للعنف على الإنترنت، مما يزيد من احتمالية ترسيخ السلوك العدائي لديهم(3).

وفي دراسة أخرى: قامت بها جامعة الملك سعود في السعودية في عام 2018، أفادت النتائج بوجود علاقة إيجابية بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والعنف الشديد، وأشارت الدراسة إلى أن التعرض المتكرر للعنف الإلكتروني يؤدي إلى زيادة خطر السلوك العدائي لدى الشباب، ومن الإحصائيات الرسمية كذلك، ما ذكره مركز مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة بإصدار تقرير أظهرت نتائجه أن الشباب الذين يلجؤون إلى التكنولوجيا بشكل مفرط يواجهون مخاطر أكبر من الوقوع ضحية للعنف الشديد(4).

الضغط النفسي والاجتماعي:

يواجه الكثير من الشباب اليوم ضغوطًا نفسية واجتماعية نتيجة لاستخدام التكنولوجيا بشكل مفرط وغير مسؤول؛ إذ يعتبر الاعتماد الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصةً الاهتمام الزائد بعدد المتابعين والإعجابات والتعليقات، إحدى المظاهر الرئيسية للضغط النفسي؛ فالشباب يعانون من القلق والتوتر والاكتئاب إذا لم يحصلوا على عدد كافٍ من الإعجابات أو التعليقات على منشوراتهم، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، كما أن الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالتكنولوجيا، مثل: الحاجة إلى الاستجابة الفورية للرسائل والإشعارات، يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للشباب؛ فالضغط الذي يتعرضون له للرد على رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل النص الفورية، يمكن أن يؤدي إلى القلق والتوتر والإرهاق.

وتشير الدراسات إلى أن هذه الضغوط النفسية والاجتماعية ليست مجرد مشاعر وانطباعات، وإنما تؤثر بشكل كبير على صحة الشباب؛ ففي دراسة أجريت على عينة من الشباب في السعودية، وجد الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بزيادة معدلات القلق والتوتر والاكتئاب لدى الشباب، وبالإضافة إلى الضغط النفسي، تتسبب التكنولوجيا أيضًا في الضغط الاجتماعي على الشباب، حيث يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة الفورية أن تؤدي إلى انعزال الشخص وعزلته عن المجتمع الحقيقي، وقد تؤثر بشكل سلبي على علاقاته الاجتماعية والعائلية(5).

اضطرابات النوم:

وتعد اضطرابات النوم واحدة من مظاهر التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب؛ إذ يؤثِّر استخدام التكنولوجيا بشكل كبير على جودة النوم والنمط الطبيعي للنوم، كما تتسبب في اضطرابات النوم التي تؤثر على الصحة العامة؛ فعند استخدام الهواتف الذكية أو الحواسيب أو التابلت قبل النوم، فإن ضوء الشاشة يثير الدماغ ويؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعد في تنظيم النوم، وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أنه كلما زاد استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، زادت فرصة الإصابة بالأرق واضطرابات النوم.

ووفقًا لإحصائيات نشرتها مجلة “الأسرة العربية” في عام 2021، فإن 58% من المستخدمين العرب يستخدمون الهواتف الذكية في السرير، مما يزيد من فرص الإصابة بأمراض النوم واضطراباته، فيما أشارت دراسة أجريت عام 2019 في الأردن إلى أن 86% من الشباب الأردني يستخدمون الهواتف الذكية في السرير، وتبيِّن أن هذه العادة تؤدي إلى الإصابة بالأرق بنسبة 62%، واضطرابات النوم بنسبة 46%.؛ لذلك توصي العديد من الدراسات بتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة، وتقليل الإشعاع الذي ينتج عن شاشات الأجهزة الإلكترونية، والتركيز على الاسترخاء والتأمل قبل النوم لتحسين جودة النوم(6).

القلق والاكتئاب:

التكنولوجيا والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، قد أصبحت جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية، ومع ذلك يعاني بعض الناس من مشاكل صحية عقلية نتيجة للاستخدام المفرط لهذه التكنولوجيا، ويعتبر القلق والاكتئاب من بين المشاكل الشائعة التي يمكن أن يتعرض لها الأفراد الذين يستخدمون التكنولوجيا بشكل مفرط.

التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحية النفسية للشباب لم يتوقف عند ما ذكرناه فيما سبق، بل هناك بعض الدراسات التي تدعم فكرة أن استخدام التكنولوجيا الزائد يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب، وقد تبين من خلال دراسة نُشرت في مجلة “كلينيكال بسايكياتري” في عام 2017 أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وكانت الدراسة تشمل أكثر من 5,000 شاب وفتاة في الفترة العمرية بين 14 و 24 عامًا، وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة “ناتشور كوميونيكاشنز” في عام 2018، تم العثور على صلة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والشعور بالوحدة والاكتئاب، وتشير الدراسة إلى أن التفاعل المستمر مع وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى تدهور صحة الشخص العقلية، كما أن هناك دراسات أخرى تشير إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النوم والقلق والتوتر، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن 71٪ من الناس ينامون بجوار هواتفهم الذكية، ويشعرون بالقلق إذا تركوه في مكان آخر(7).

ووفقًا لدراسة أجريت في عام 2017 من قِبَل مركز الرعاية الصحية العالمي، فإن المستخدمين الذين يقضون أكثر من خمس ساعات في اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق بنسبة تتراوح بين 13٪ إلى 66٪ أكثر من غيرهم من المستخدمين، كما أن هناك دراسة أخرى أجريت في عام 2018 من قبل مؤسسة الصحة العالمية أشارت إلى أن استخدام التكنولوجيا لمدة طويلة في الليل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

ويعتقد البعض أن السبب وراء ذلك هو: أن استخدام التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى عدم الراحة والتوتر، والتشتت الذهني، وتقليل النوم الجيد، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق(8).

العزلة والانطواء الاجتماعي:

العزلة والانطواء الاجتماعي هي أهم مخاطر ومظاهر التأثير السلبي للتكنولوجيا، حيث تؤدي التكنولوجيا إلى العزلة والانطواء الاجتماعي بسبب العديد من العوامل، إذ يعتبر الانشغال المفرط بالتكنولوجيا بديلًا عن التواصل الاجتماعي الحقيقي، مما يمكن أن يؤدي إلى تقليل الاحتياجات الاجتماعية لدى الأشخاص وتقليل الفرص الاجتماعية، كما يعتبر التفاعل الافتراضي عبر الإنترنت هو أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في العزلة والانطواء الاجتماعي، فعندما يقضي الأفراد وقتًا طويلًا في التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلًا من الالتقاء بهم والتواصل معهم في الواقع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعورهم بالعزلة والانعزال عن المجتمع(9).

وبخلاف ذلك، فمن الممكن أن يتسبب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا في الشعور بالقلق الاجتماعي، حيث يتم عرض أسلوب حياة واقعي مثالي على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل الأفراد يشعرون بالضغط لتحقيق هذه المعايير؛ بالإضافة إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى التهرب من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتجارب الحقيقية في العالم الخارجي، كما يمكن أن تشجع الشبكات الاجتماعية والألعاب على الإنترنت على التفاعل الظاهري بين الأشخاص بدلاً من التفاعل الواقعي، مما يمكن أن يؤدي إلى عزلة الأشخاص وانعدام التواصل الاجتماعي.

الاستخدام الصحي للتكنولوجيا:

وفيما يلي بعض النصائح للاستخدام الصحي للتكنولوجيا:

  1. لا تسمح للتكنولوجيا بالسيطرة عليك، وحاول التحكم في استخدامك لها بدلًا من العكس.
  2. احرص على الاستراحة والتوقف عن استخدام التكنولوجيا بشكل منتظم، والتفاعل مع الطبيعة والخروج للتمتع بالأنشطة الخارجية والترفيهية.
  3. 3-   تجنب استخدام الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية في وقت النوم أو في الفراش.
  4. 4-   تحديد حدود واضحة للاستخدام في العمل أو الدراسة وعدم العمل لفترات طويلة دون استراحة.
  5. 5-   تجنب التعلق العاطفي بالشبكات الاجتماعية وتحديد وقت محدد لاستخدامها.
  6. 6-   التحدث مع الأصدقاء والعائلة والتفاعل معهم في الحياة الواقعية بدلًا من الاعتماد على التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
  7. 7-   تحقق من وجود توازن في استخدامك للتكنولوجيا وحياتك الحقيقية، لا تجعل الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية يؤثِّر سلبًا على حياتك الاجتماعية والعائلية والصحية.
  8. 8-   تحدث إلى الآخرين بشكل مباشر ودون اللجوء إلى التكنولوجيا دائمًا، حاول التفاعل الشخصي مع الأشخاص في الحياة الحقيقية بدلًا من الاتصال عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
  9. 9-   استخدم التكنولوجيا بشكل مفيد وإيجابي، على سبيل المثال: استخدم تطبيقات التعليم والتدريب الذاتي أو التطبيقات الصحية التي تساعد في تحسين صحتك ورفاهيتك.

الخلاصة:

تمت مناقشة العديد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الشباب نتيجة للاستخدام المفرط للتكنولوجيا، منها الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وزيادة العزلة والانطواء الاجتماعي، وتسبب التكنولوجيا في تعزيز السلوك العدائي والعنيف لدى الشباب، وللتخلص من هذه التأثيرات السلبية يجب أن يتم استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن ومناسب، كما يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح لتحسين الصحة النفسية بدلاً من التأثير عليها.

وتوجد العديد من الحلول العملية التي تم اقتراحها من خلال الأبحاث العلمية ودراسات الحالة لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا، ومن هذه الحلول:

1-  الدعم الاجتماعي: يعتبر الدعم الاجتماعي من أهم العوامل التي يمكن أن تساعد في الخروج من إدمان الألعاب الإلكترونية، فالتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يخفف من الشعور بالوحدة والانعزالية.

2-  العلاج السلوكي المعرفي: يعتمد هذا النوع من العلاج على تغيير السلوكيات والأفكار السلبية التي تؤدي إلى الإدمان، ويستخدم عادة في إدارة الاضطرابات النفسية الأخرى، وهو نوع من العلاج يهدف إلى تغيير السلوكيات السلبية والتفكير السلبي المرتبط بالإدمان واستبدالها بسلوكيات إيجابية وتفكير إيجابي، ويشمل هذا النوع من العلاج تعلم مهارات الحياة الصحية، والتعرف على العوامل المسببة للاستخدام المفرط للمواقع الإلكترونية، وتحديد الأهداف وتنظيم الوقت بشكل فعال.

3-  التدريب على مهارات الحياة: يشمل هذا النوع من العلاج التدريب على مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي وإدارة الوقت وتنظيم النشاطات والأنشطة اليومية، ويساعد على الخروج من دائرة الإدمان.

4-  العلاج النفسي المجموعاتي: يستخدم هذا النوع من العلاج في تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأشخاص المدمنين، ويتم من خلاله توفير فرصة للمشاركة في مجموعات دعم وتبادل الخبرات، ويتضمن هذا النوع من العلاج اللقاءات المجموعية والدعم النفسي المتبادل بين الأفراد الذين يعانون من الإدمان، ويمكن أن يكون فعالًا في توفير الدعم والتشجيع.

5-  العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية للإدمان، مثل: مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، على أن يتم ذلك بمراقبة الأعراض الجانبية والآثار السلبية المحتملة(10).

كما يجب ملاحظة أن كل حالة إدمان تختلف عن الأخرى، ولذلك يتم تحديد العلاج الأنسب وفقًا للحالة الفردية للمريض، وقد يتطلب الأمر توفير علاج متعدد النواحي، وفي العموم، فإن العلاج المبكر والمتكامل يمكن أن يساعد على الخروج من دائرة الإدمان وتحسين الصحة، فمن المهم أن يتم الكشف عن الإدمان على المواقع الإلكترونية في مراحل مبكرة والبحث عن العلاج، كما يجب الإشارة إلى أن هذه الحلول قد تختلف من شخص لآخر، ويمكن للمدمن الاستشارة بطبيب نفساني أو البحث عن دعم ومساعدة من المجتمع المحيط به(11).

مصادر يمكن الاستعانة بها:

  1. موقع “عربي 21 “في مقال بعنوان” إدمان الألعاب الإلكترونية يفاقم أزمة الصحة النفسية للشباب” والذي نشر في 15 يناير 2021.
  2. 2-   “إدمان الألعاب الإلكترونية بين الشباب العرب: دراسة استطلاعية عبر الإنترنت” – عبد الكريم الحمداني وأخرون، منشورة في مجلة الإدمان والسلوكيات السلبية في العام 2020.
  3. 3-   “موقع مجلة سيدتي الإلكترونية، التكنولوجيا وتأثيرها على السلوك العدائي لدى الأطفال”، مقال نشره في 18 ديسمبر 2021.
  4. موقع رؤيا الإخباري، “دراسة تحذر من ارتفاع معدل العنف بين شباب الأردن بسبب الألعاب الإلكترونية”، مقالة منشورة بتاريخ 7 فبراير 2021.
  5. 5-   موقع الجزيرة، “تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال والمراهقين”، 28 يونيو 2019.
  6. مجلة العلوم النفسية في العراق، مقالة علمية بعنوان “النوم والتكنولوجيا: تأثير الإضاءة الزرقاء”، نُشرت في عام 2020.
  7. موقع الحرة، “تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية”، تاريخ النشر 7 أبريل 2022.
  8. موقع المصري اليوم، “تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية… الإيجابيات والسلبيات”، تاريخ النشر: 20 يناير 2022.
  9. موقع العربية نت، “كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية؟”، تم النشر في 25 يوليو 2021.
  10. الدكتور علي الشمالي، “الإدمان على الألعاب الإلكترونية وطرق العلاج”، مجلة الأسرة العربية، العدد 150، تاريخ النشر 2018.
  11. الدكتور حسن السيد، “الإدمان على الألعاب الإلكترونية: أسبابه وعلاجه”، مجلة الطب النفسي والعلوم الاجتماعية، العدد 14، تاريخ النشر 2016.

مصادر أخرى يمكن الرجوع إليها للاستزادة:

– الدكتور عبد العزيز السعدي، “علاج إدمان الألعاب الإلكترونية وتقنيات المعلومات”، مجلة الإدمان والعلاج، العدد 6، تاريخ النشر 2015.

– الدكتور عبد الله السبيعي، “الإدمان على الألعاب الإلكترونية وأثره على الصحة النفسية”، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 8، تاريخ النشر 2014.

– الدكتور سعود الشمري، “إدمان الألعاب الإلكترونية وطرق العلاج الفعالة”، مجلة العلوم النفسية والتربوية، العدد 22، تاريخ النشر 2013.

– الدكتور علي الخزمري، “إدمان الألعاب الإلكترونية: الأسباب والعلاج”، مجلة الصحة النفسية، العدد 4، تاريخ النشر 2012.