9 أسباب تدفع الناتو إلى إغلاق بابه في وجه السويد وفنلندا

9 أسباب تدفع الناتو إلى إغلاق بابه في وجه السويد وفنلندا

هناك العديد من الأسباب التي تدفع حلف شمال الأطلسي الناتو إلى عدم ضم السويد وفنلندا إلى قائمة أعضائه، على الرغم من مساعي فنلندا والسويد الدولتين الإسكندنافيتين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”؛ إلا أن المخاوف تزداد من ردود الفعل الروسية، بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها موسكو ضد توسيع أراضي الحلف باتجاه الأراضي الروسية.

وتضاعف التأييد للانضمام إلى “الناتو” داخل الدولتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن ابتعدتا عن التحالفات العسكرية لعقود.

وقد بقيت الدولة الإسكندنافية التي يبلغ عدد سكانها 5,5 ملايين نسمة غير منحازة عسكريًّا؛ لأسبابٍ مِن بينها تجنّب استفزاز جارتها الشرقية التي تفصلها عنها حدود يبلغ طولها 1300 كم، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط / فبراير ضاعف نسبة الدعم الشعبي لانضمامها إلى الناتو من 30 إلى 60 في المائة، بحسب سلسلة من استطلاعات الرأي الجديدة.

رغبة الحكومة والشعبين:

تقول فرانس برس: إن تأييد الانضمام للحلف وصل إلى حوالي 50 في المائة في السويد و60 في المائة في فنلندا، وَفْق استطلاعات الرأي.

ظلت السويد محايدة منذ عام 1814، وكذلك فنلندا التي استقلت عن روسيا في 1917، “ولم ترغب أبدًا في أن تكون جزءًا من أي تحالف، كما قال إيفو دالدير، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو لموقع “ياهو نيوز”.

وفي ستوكهولم أصدرت السويد وفنلندا بيانًا مشتركًا مفاده: أنه بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ستدرسان التقدم بطلب للحصول على عضوية “الناتو”.

وقالت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، للصحفيين في إشارة إلى التوغل العسكري الروسي الأخير في أوكرانيا “هناك قبل وبعد 24 فبراير … المشهد الأمني تغيَّر تمامًا”.

ومن جانبها: صرَّحت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين بالقول: “يجب أن نكون مستعدين لجميع أنواع الإجراءات من روسيا”، مضيفة: أن فنلندا ستقرر التقدم بطلب إلى الناتو “أظن أن ذلك سيحدث بسرعة كبيرة، في غضون أسابيع وليس أشهر”(1).

ذكريات حاضرة من الماضي:

أعلنت فنلندا استقلالها في 1917 بعد 150 عاما من الحكم الروسي.، وواجه جيشها غزوا لقوات سوفياتية تفوقه عددًا بكثير خلال الحرب العالمية الثانية، لكنه ألحق خسائر فادحة بالجيش الأحمر، وانتهت الأعمال العدائية باتفاق سلام شهد تنازل فنلندا عن العديد من المناطق الحدودية إلى الاتحاد السوفياتي.

وافق القادة الفنلنديون على البقاء على الحياد خلال الحرب الباردة مقابل ضمانات من موسكو بعدم شن غزو، وعرف هذا الحياد الإجباري للدولة لاسترضاء جارتها الأقوى بـ”الفنلدة”.

ظلت فنلندا خارج التحالف العسكري عبر الأطلسي، وركَّزت على المحافظة على قدرات دفاع وتأهب ممولة بشكل جيد، على الرغم من خفضها هذه المخصصات بعض الشيء بعد الحرب الباردة.  وقال ستاب “نحن قادرون على حشد 280 ألفًا إلى 300 ألف رجل وامرأة في غضون أيام”، مضيفًا: أنه يمكن أيضًا استدعاء 900 ألف من قوات الاحتياط.

ووافقت الحكومة الفنلندية على زيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 40 في المائة بحلول 2026، لتعزيز مكانة البلاد.

وقال النائب عن حزب الوسط يوناس كونتا: “قطعنا شوطًا طويلًا عندما يتعلق الأمر بسياساتنا الأمنية، وقد نجحت حتى الآن”.

وعلى غرار غالبية زملائه البرلمانيين، كان كونتا البالغ من العمر 32 عامًا، يعتقد أن الانضمام إلى الأطلسي “أمر لا نحتاج إليه في الوقت الحالي”، لكن الغزو الروسي “غيَّر شيئًا في أوروبا بطريقة لا يمكن تغييرها مرة أخرى”، كما قال لوكالة فرانس برس، وأعلن كونتا مؤخرًا أنه يعتقد الآن أن الوقت حان للسعي للانضمام إلى الحلف.

كما أعلن عددٌ من أعضاء البرلمان مؤخرًا عن تغييرات مماثلة في مواقفهم في ما يتعلق بـ”مسألة الناتو” الفنلندية، على الرغم من أن العديد منهم لم يعبِّروا عن مواقفهم علنًا في انتظار مناقشات أكثر تفصيلًا(2).

تحذير روسي:

حذر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف: من أن روسيا ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الإسكندنافية في حال قرّرت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وجاء في منشور للرئيس الروسي السابق (2008-2012) ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي على تلغرام، أنه في حال انضم البلدان إلى الحلف الأطلسي؛ فإن هذا الأمر سيزيد بأكثر من الضعف طول الحدود البرية لروسيا مع دول حلف شمال الأطلسي.

وتابع: “من الطبيعي أن يتعين علينا تعزيز حدودنا”.

وأضاف: “في هذه الحالة، يصبح من غير الممكن الحديث من الآن فصاعدًا عن وضعية لا نووية في البلطيق. يجب إعادة إرساء التوازن”، مشيرًا إلى أنه سيكون من حق روسيا أن تنشر أسلحة نووية في المنطقة.

وقال الرئيس الروسي السابق: “إن روسيا ستعزز بشكل كبير قواتها البرية ودفاعاتها الجوية، وستنشر قوات بحرية وازنة في خليج فنلندا”.

وردًّا على سؤال حول تصريحات مدفيديف قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “إن هذا الأمر تم التطرق إليه مرارًا”، وإن الرئيس فلاديمير بوتن أصدر أمرا بـ”تعزيز جناحنا الغربي” ردًّا على التوسع العسكري المحتمل للحلف الأطلسي(3).

رد الناتو على التحذيرات الروسية:

أكدت الولايات المتحدة: أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيحافظ على سياسة «الباب المفتوح» للانضمام إليه، رغم تحذيرات روسيا من «عواقب عسكرية وسياسية» يمكن أن تواجه فنلندا والسويد إذا قررتا تقديم طلب لعضوية الحلف الغربي الذي «لن يشكِّل تهديدًا لأي طرف لا يهاجمه»(4).

أسباب واقعية لتأخير انضمام البلدين للناتو:

فيما يلي تسعة أسباب لإبقاء باب الانضمام إلى حلف الناتو مغلقًا أمام فنلندا والسويد.

1) لا تتعرض فنلندا أو السويد للتهديد؛ فكلاهما يتسلَّحان تسليحًا جيدًا ويقيمان علاقة وديَّة مع الغرب، ولا توجد خلافات كبيرة بينهما وبين موسكو، وفي الواقع: حافظت هلسنكي على استقلالها بوصفها بلدًا محايدًا ضد الاتحاد السوفيتي، ولا يُقدِّم معظم المحلِّلين الذين يخافون من روسيا أي دليل على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُخطِّط لغزو هاتين الدولتين وإضافتهما إلى اتحاد سوفيتي على نطاق واسع.

وإذا حاول بوتين اتخاذ مثل هذا الإجراء، فإن تجربة أوكرانيا تشير إلى أن الدولتين سيكلِّفان موسكو خسائر فادحة.

2) تُعد سياسة «الباب المفتوح» الأسطورية التي وضعها حلف الناتو ضربًا من الخيال الذي تروِّج له البلدان التي تسعى إلى الاستمرار في توسيع نطاق الحلف؛ بغض النظر عن المصالح الأمنية الأمريكية، إذ لا يتمتع أي بلد بحق الانضمام إلى الحلف، أو بحق النظر في عضويته.

وبدلًا من ذلك تنص المادة العاشرة من معاهدة الحلف على ما يلي: «يجوز لأطراف الحلف، من خلال الاتفاق بالإجماع، دعوة أي دولة أوروبية أخرى تكون في وضع يمكِّنُها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والإسهام في تعزيز أمن منطقة شمال الأطلسي للانضمام إلى هذه المعاهدة».

ويدعو حلف الناتو إلى دخول بلدان في قائمة أعضائه حيثما يرى ذلك مناسبًا، فضلًا عن أنه لا يتعين عليه أن ينظر في الطلبات التي تقدمها دول تهدف إلى الانضمام إلى الحلف، ناهيك عن الموافقة على هذه الطلبات، إذ يتمثَّل غرض الحلف في حماية أعضائه وليس حماية دول أخرى.

3) ستضيف فنلندا والسويد التزامات دفاعية أكبر من المزايا التي يضيفها البلدان إلى حلف الناتو، ولن يغير أي بلد من البلدين ميزان القوى مع روسيا تغيُّرًا كبيرًا.

ومن الناحية الجغرافية: تساعد فنلندا والسويد في حماية النرويج من روسيا، ولكن لا يُعد هذا الهجوم الروسي على النرويج واردًا.

وقد تستضيف فنلندا قوات حليفة تستعد لمساعدة دول البلطيق، ولكن بعد ذلك سيكون من المنطقي بصورة أكبر أن تتمركز هذه القوات في دول البلطيق؛ بيد أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو سيوسِّع حدوده مع روسيا بواقع أكثر من 830 ميلًا، ما يتطلب التزام حليف أكبر، وسيكون هذا الحليف أمريكيًّا في الغالب.

4) الالتزام يولد الالتزام، وتطالب دول البلطيق وبولندا بإقامة ثكنات أمريكية دائمة، إذ أدارت العاصمة البولندية وارسو حملة ضغط كبيرة خلال إدارة ترامب، وعرضت تسمية المنشأة الجديدة «كامب ترامب»، وانتقد المدافعون عن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا هذه الفكرة؛ لأنها تخدم أهدافًا سياسية وليست أمنية.

ومن المرجَّح أن يؤدي انضمام مزيد من الدول المتاخمة لروسيا إلى حلف الناتو إلى زيادة الدعوات التي تطالب بمزيد من العمليات غير الضرورية لنشر القوات الأمريكية.

5) إذا كان ضم الدولتين إلى الناتو لن يجابه أي تهديد تشكِّله روسيا للأعضاء الحاليين في الحلف، فستنظر موسكو إلى هذا الإجراء بوصفه تهديدًا لها.

وتقدِّم فنلندا في واقع الأمر طريقًا آخر إلى سانت بطرسبرج، حيث تبعد الحدود الفنلندية عنها بما يزيد قليلًا على 100 ميل.

وكان ديمتري ميدفيديف، حليف بوتين منذ أمد بعيد، قد حذَّر قائلًا: «إذا انضمت السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، فسوف يتضاعف طول حدود الحلف البرية مع الاتحاد الروسي، وبطبيعة الحال: سيتعين تعزيز هذه الحدود»؛ ما يعني أنه من المُرجَّح أن تعتمد موسكو على سياسة الحرب الباردة الأمريكية التي تتمثَّل في «الانتقام الشامل»، من خلال استخدام أسلحة نووية لتغطية نقاط الضعف التقليدية.

6) على الرغم من أن توسيع نطاق حلف الناتو قد يبدو كأنه رد مناسب على غزو موسكو لأوكرانيا، فإن اتخاذ هذا الإجراء سيعزز المخاوف الأمنية التي شجَّعت سياسة روسيا العدوانية ضد جورجيا وأوكرانيا على حدٍّ سواء.

وعلى الرغم من أن واشنطن بلوب أنكرت إنكارًا فاضحًا وجود أي علاقة للسياسة الأمريكية بالإجراءات التي تتخذها روسيا، فإن حلفاء واشنطن انتهكوا بصورة متهوِّرة الضمانات التي قطعوها بأن الناتو لن يوسِّع نطاقه، ونفَّذوا عمليات عسكرية عدوانية أسفرت عن تقويض المصالح الروسية، وعززوا عمليات تغيير النظام ضد الحكومات الصديقة لروسيا، وإذا كانت موسكو قد اتَّخذت إجراءات مماثلة في أمريكا اللاتينية، لكانت الولايات المتحدة هدَّدت بشنِّ حرب.

وسيؤدي تعميق الانقسام الأوروبي مع انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو إلى تفاقم الأعمال العدائية المتفاقمة بالفعل.

7) ليس للولايات المتحدة مصالح أمنية كبيرة في أي دولة من الدولتين، ومن ثمَّ لا يوجد سبب يدعو لخوض الحرب من أجلهما، وعلى الرغم من الخيال المهذَّب الذي يروِّج له حلف الناتو والذي يتمثَّل في أن الولايات المتحدة وأوروبا يتعاونان في مجال دفاعهما المشترَك، فإن واشنطن تدافع عن القارة العجوز في حقيقة الأمر، بحسب الكاتب.

وفي السنوات الأخيرة، توسَّع نطاق الحلف ليشمل بلدان ضعيفة وهامشية وصغيرة، ولا تستطيع الدفاع عنها، بما في ذلك كرواتيا وألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا ودول البلطيق، ولا تقع أي دولة منها في دائرة اهتمام الأمن الأمريكي.

8) تمتلك فنلندا والسويد على حدٍّ سواء جيوشًا قادرة على تعزيز نظام دفاع أوروبي مستقل، ومع ذلك قد يؤدي مزيد من توسُّع نطاق الإعانات الدفاعية الأمريكية في أوروبا إلى تثبيط الجهود التي تبذلها هذه الدول وغيرها في مجال الدفاع.

وفي الوقت الحالي يُخصِّص 19 بلدًا من البلدان الأعضاء في حلف الناتو (بما في ذلك كندا) أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي لقواتها المسلَّحة، ومن بين أكبر الدول الأوروبية، تلقي ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا بمسؤولية الإنفاق والحرب على عاتق الآخرين إلى حدٍّ بعيدٍ، وتنفق البلطيق وبولندا، اللتان تعربان بصوتٍ عالٍ عن مخاوفهما من العدوان الروسي، ما يزيد قليلًا على 2% من الناتج المحلي الإجمالي على دفاعاتهما، وهو مبلغ زهيد إذا كان استقلالهما معرَّضًا لخطر حقيقي مُحدِق.

وعلاوةً على ذلك -بحسب ما يضيف التقرير-: خلُصت دراسات استطلاعية أن الأغلبية الشعبية في عِدَّة دول أوروبية تعارض الدفاع عن بعضها بعضًا.

وعلى الرغم من أن برلين وعِدَّة دول أوروبية أخرى بدأت تتحدث عن مخططات جيدة، فإن الحماسة العامة من أجل الإنفاق على الجيش من المرجَّح أن ينخفض في الوقت الذي تنشر فيه واشنطن مزيدًا من القوات في أوروبا.

ومن المرجَّح ألا تأخذ أوروبا مسألة أمنها على محمل الجد إلا عندما تكفُّ الولايات المتحدة عن سياستها المتمثلة في الاستمرار في «طمأنة» حلفائها بأنها ستتخذ دائمًا الإجراءات اللازمة لحمايتهم؛ بغض النظر عن انخفاض إسهام هؤلاء الحلفاء في حلف الناتو.

9) لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تحمُّل تقديم ضمانات مالية لمجموعة من الدول المبذِّرَة وغير المكترثة بحجم الأوضاع، بحسب الكاتب، وينبغي أن تُقلِّص دولة العمِّ سام إعاناتها في مجال الدفاع وألا توسِّع نطاق هذه الدائرة.

وتجدر الإشارة إلى أن العجز الاتحادي السنوي بلغ نحو 3 تريليونات دولار في عامي: 2020 و2021. وسوف يصل حجم الخسارة هذا العام إلى نحو 1.3 تريليون دولار، على افتراض أن إدارة بايدن لن تتمكَّن من زيادة الإنفاق خلال العام الذي تُجرى فيه الانتخابات الرئاسية(5).

الخلاصة:

يعتمد العالم اليوم لغة القوة في معظم أمور حياته، ولعل هذا واضح ومعلوم من خلال مشاهدة الحرب الروسية الأوكرانية، وبالنظر لموقف الدول العظمى نجد أن لغة القوة هي المسيطرة، مع العلم أننا لا نؤيد ولا نعارض شيئًا، ولكن المتابعة توحي بذلك؛ خاصة وأن الهجوم الروسي على أوكرانيا يقدِّم تذكيرًا واضحًا بأن واشنطن ينبغي أن تكُفَّ عن الإفراط في توزيع الضمانات الأمنية.

ولم يضم حلفاء الولايات المتحدة كييف إلى حلف الناتو؛ نظرًا إلى غياب أسباب الدفاع عنها، ما يؤدي إلى المخاطرة باندلاع الحرب العالمية؛ خاصة الحرب التي قد تصبح نووية.

وينطبق هذا الأساس المنطقي ذاته على فنلندا والسويد؛ ولذلك ينبغي أن تنهي واشنطن توسُّع نطاق حلف الناتو، وأن تبدأ ذلك برفض طلبات ستوكهولم وهلسنكي، وكذلك إعادة الترتيب للأولويات والقواعد الحاكمة والتي تنظم العلاقات بين الدول والأحلاف.

1_ الحرة

2_ مونت كارلو

3_ سكاي نيوز

4_ الشرق الأوسط

5_ ساسة