عودة سباق التسليح النووي بين أمريكا وروسيا.. هل بات العالم على مرمى حَجر من اندلاع حرب نووية؟
على خطى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كان الزعيمان: الأمريكي كينيدي والسوفييتي خروتشوف؛ اللذان يمكن أن نطلق عليهما زعيمين تاريخيين، وهذا ليس تمجيدًا فيهما؛ إنما لخبرتهما السياسية وإدراكهما الجيد لخطر انطلاق الشرارة النووية التي يمكنها تدمير الأخضر واليابس، البشر والحجر، حيث جلس الزعيمان: الأمريكي والسوفييتي وتم الاتفاق على سحب كل منهما للصواريخ ذات الرؤوس النووية التي انتشرت آنذاك في بريطانيا وإيطاليا وتركيا من جهة، وسحب الرؤوس النووية الروسية التي زُرعت سرًّا في كوبا لضرب أمريكا من جهةٍ أخرى.
الآن تتجدد أزمة الصواريخ النووية مرة أخرى، بل ربما عادت للواجهة بقوة من جديد، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتصرف خاطئ وغير مدروس البتة بنشر صواريخ نووية سرًّا في الفلبين والدنمارك، وهو ما يهدد روسيا، وردًّا على ذلك قررت موسكو إعادة إنتاج ونشر الصواريخ ذات القدرات النووية في أي مكان يتطلب الأمر ذلك، وهو ما يُعد تهديدًا لأمريكا وفي العمق الأوروبي، بل شرقًا وغربًا.
إن خطر التسليح النووي خطر داهم على البشرية وكوكب الأرض، يحرق الإنسان والأرض، والحيوانات والجمادات، ولنا في قنبلتي: هيروشيما وناجازاكي الأسوة في هذه التصرفات الخاطئة، التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحمق؛ إذ إنها تُعد جريمة في حق البشرية جمعاء لم تُعاقب عليها حتى الآن أو تعتذر.
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره بوضع القوات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى. وبعد عام تقريبًا، وتحديدًا في فبراير 2023، أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في معاهدة “نيو ستارت” مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية، وهي المعاهدة المنوطة بالحد من عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي يمكن للبلدين نشرها. وقد فتح هذا القرار الباب أمام سباق تسلح نووي جديد وغير مقيد انخرطت فيه كلٌّ من موسكو وواشنطن ومعهما بكين.
يركز هذا البحث، في مركز “رواق” للأبحاث والدراسات، على عدة محاور، وهي: أسباب ودوافع روسيا الخطيرة حول استئناف إنتاج صواريخ ذات قدرات نووية، تجدد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، خطر اندلاع حرب نووية مرتقبة باتت تلوح في الأفق، تصرفات واشنطن الخاطئة وغير المدروسة بنشر صواريخ نووية سرًّا في الفلبين والدنمارك، بجانب خطأ انسحاب واشنطن وموسكو من اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي. كما يتناول البحث مسألة التعقل أو التريث بين الرئيسين الحاليين الأمريكي والروسي وأخذ الدروس المستفادة والعِبر من حل أزمة الصواريخ الكوبية. كذلك يتحدث عن تفاصيل معاهدة 1987 النووية، وعندما وقف العالم 13 يومًا على أعتاب اندلاع حرب نووية في عام 1962.
الصواريخ الكوبية.. عندما وقف العالم 13 يومًا على أعتاب حرب نووية:
لقد اشتعلت أزمة الصواريخ الكوبية يوم 16 أكتوبر عام 1962 بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، إثر اكتشاف الأمريكيين نشر صواريخ نووية سوفياتية بشكل سري على الأراضي الكوبية، التي تفصلها مسافة 90 ميلا بحريًا عن سواحل ولاية فلوريدا الأمريكية.
حيث راقب العالم آنذاك، منذ إعلان هذا الاكتشاف، أول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حول ما عُرفت بأزمة الصواريخ الكوبية، التي جعلت العالم يقف 13 يومًا على حافة حرب نووية كانت ستعصف بالبشرية جمعاء، وتدفع بالحياة على الأرض نحو المجهول.
على الرغم من سنوات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، فإن ما حدث يوم 16 أكتوبر 1962 اعتُبر أخطر مواجهة بين قوتين عظميين، تعود جذورها إلى موازين القوى السياسية والعسكرية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية.(الجزيرة).
اللافت للنظر: أن المواجهة كانت بين المعسكرين الشيوعي، الذي يتزعمه الاتحاد السوفييتي، والليبرالي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار الحرب الباردة (1947-1991)، حيث سعت الدولتان إلى التنافس على بسط هيمنتهما الأيديولوجية والعسكرية على العالم بهدف تأمين مجالاتهما الحيوية.
كيف بدأت الأزمة وما علاقتها بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو؟
في الأول من يناير 1959، أطاحت “حركة 26 يوليو” بقيادة فيدل كاسترو بالرئيس الكوبي الجنرال فولغينسيو باتيستا، الذي اعتُبر حليفًا للولايات المتحدة، حيث كانت الولايات المتحدة تمثل سوقًا رئيسية للمنتجات الكوبية في تلك الفترة، التي عرفت انسجامًا سياسيًّا واقتصاديًّا بين الجارتين.
رفض الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، الذي ينتمي للحزب الجمهوري (1953-1961)، وكان يزوّد الجنرال الكوبي باتيستا بالأسلحة لمقاومة الثوار، مقابلة فيدل كاسترو والاعتراف بحكومته، ولم يكتفِ بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، صديق الأمس، بل سعى إلى الإطاحة بكاسترو.
وبالتالي دفعت الأزمة أيزنهاور يوم 17 مارس 1960 إلى الموافقة على مقترح للمخابرات الأمريكية يقوم على دعم المعارضة الكوبية ـ وتجميع وتدريب الكوبيين الفارين من بلدهم إثر سيطرة كاسترو ـ على عمليات الإنزال الجوي وحرب الشوارع والعصابات، وذلك داخل معسكرات سرية أنشأتها في غواتيمالا ونيكاراغوا؛ الأمر الذي دفع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف إلى استقطاب كاسترو -الذي لم يكن شيوعيًّا حتى عام 1960- والاعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة وتقديم الدعم لدولة تعتبر النقطة الأقرب جغرافيًّا من العدو الأمريكي.
وقد جاءت هذه الأزمة بعد أن نشرت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1958 -في محاولة لتطويق الاتحاد السوفييتي- صواريخ “ثور” في بريطانيا ضمن مشروع “أميلي”. (الجزيرة).
احتدام المواجهة بين واشنطن وروسيا الاتحادية:
وفي 14 أكتوبر 1962 اهتزت الإدارة الأمريكية على وقع معلومة استخباراتية من طائرة تجسس تفيد بوجود منصات إطلاق صواريخ سوفياتية في جزيرة كوبا. بعدها بعشرة أيام فقط تقريبًا، أعلن الرئيس الأمريكي جون كينيدي في خطاب متلفز عن الإجراءات التي اتخذها للردِّ على الخطوة السوفييتية، وذلك بفرض حصار بحري على كوبا، وتفتيش السفن المتجهة إليها، وتسيير طلعات جوية استطلاعية فوق مواقع المنصات في كوبا.
وتحسبًا لمواجهة عسكرية نووية باتت شبه أكيدة مع السوفييت، نصبت وزارة الدفاع الأمريكية صواريخ أرض – جو حول العاصمة واشنطن كإجراء احتياطي؛ إضافة إلى أن التخوف الأمريكي فاقمه تقرير عسكري واستخباراتي يفيد بأن المنصات السوفييتية المنصوبة على الأراضي الكوبية ستكون جاهزة للاستخدام في غضون أسبوع فقط على أقصى تقدير؛ مما جعل وزير الدفاع الأمريكي روبرت مكنامرا يفكر بشن هجوم استباقي على كوبا لتدمير المنصات السوفييتية، وهو ما كان سيُدخل العالم في حرب عالمية ثالثة غير مسبوقة، حيث كان من الممكن أن تُستخدم فيها الأسلحة النووية على نطاق واسع. ولكن في الوقت نفسه أشار السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة أدلاي ستيفنسون إلى ضرورة التسريع في النسق الدبلوماسي وفتح قناة اتصال مع الرئيسين السوفيتي والكوبي.
حينها رد الرئيس السوفياتي، ووصلت رسالته إلى نظيره الأمريكي يوم 23 أكتوبر 1962، معلنة مضي الاتحاد السوفياتي قدمًا في تسيير سفنه نحو كوبا، وأعلن أن بلاده غير معنية بالحصار الأمريكي المفروض على كوبا، ولكن رغم هذا الخطاب الصارم، فإن السفن السوفييتية بدأت في التباطؤ للوصول إلى السواحل الكوبية.
وبالفعل، فإن 20 سفينة سوفييتية كانت تقترب من مجال الحصار عادت أدراجها إلى الخلف بعد أن بدت المواجهة حتمية بين القوتين.
كيف تصرف كينيدي وخروتشوف لتجنب حرب نووية؟
في 26 أكتوبر 1962 تلقى كينيدي رسالة من خروتشوف يعد فيها بإزالة مواقع إطلاق الصواريخ إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار ووعدت بعدم غزو كوبا، أعقبها برسالة ثانية يوم 27 أكتوبر 1962 يقول فيها: إن مواقع الإطلاق ستتم إزالتها فقط إذا أزالت الولايات المتحدة الأمريكية صواريخها في تركيا، وهو ما وافق عليه الرئيس الأمريكي جون كينيدي. (الجزيرة).
وتنفيذًا لشروط الاتفاق، وقع تفكيك المنصات والصواريخ السوفييتية ووُضعت على السفن من أجل إرسالها إلى الاتحاد السوفييتي في الفترة ما بين الخامس والتاسع من نوفمبر 1962، لينتهي بعد ذلك الحظر البحري على كوبا بشكل رسمي يوم 20 نوفمبر من العام نفسه.
وبناءً عليه نفذت واشنطن وعدها، حيث قامت بعد قرابة 11 شهرًا من الاتفاق، وتحديدًا في سبتمبر 1963، بسحب صواريخ “جوبيتر” الأمريكية من تركيا.
نتائج أزمة الصواريخ الكوبية:
من الجانب الكوبي، ورغم استياء كاسترو من طريقة إنهاء الأزمة، فإنه حافظ على علاقات جيدة مع الاتحاد السوفييتي، الذي ظل يعتبر كوبا منطقة نفوذ له، وواصل تزويدها بالمعونات العسكرية. أما من الجانب الأمريكي فقد ضمنت كوبا تعهد الولايات المتحدة بعدم غزوها، رغم أن الأخيرة استمرت في التضييق عليها وتمويل المعارضة. (الجزيرة).
بالنسبة لخروتشوف فقد أنقذ النظام الشيوعي في كوبا الذي أصبح يمثل امتدادًا للاتحاد السوفياتي، ونجح في إزالة الترسانة الصاروخية من بريطانيا وإيطاليا وتركيا، والتي كانت تمثل تهديدًا جديًّا لبلاده.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تمكن جون كينيدي من الوفاء بوعده الانتخابي بالوقوف في وجه الاتحاد السوفييتي، وإزالة الخطر النووي المحدق ببلاده من كوبا.
بعد هذه الأزمة أيضًا تم إنشاء خط ساخن (الهاتف الأحمر) يوفر اتصالًا مباشرًا بين البيت الأبيض والكرملين، كما تم توقيع معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية في الخامس من أغسطس 1963. (الجزيرة).
اتفاقية منع انتشار السلاح النووي:
تم إبرام معاهدة الحدِّ أو منع انتشار الأسلحة النووية لعام 1968 بين الدول التي تمتلك الأسلحة النووية ومواصلة المفاوضات بحُسن نية بشأن التدابير الفعالة المتعلقة بوقف سباق التسلح النووي في وقت مبكر ونزع السلاح النووي. ويُقدر عسكريون حجم الأسلحة النووية التي تمتلكها الدول النووية التسع في العالم؛ وهي: الصين، وفرنسا، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية، وباكستان، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والتي تمتلك في المجمل نحو 13 ألف رأس حربي نووي، مع العلم بأن هذا التقدير يستند إلى المعلومات المتاحة فقط للجمهور.
حيث يقع أكثر من 90% من هذا المخزون النووي العالمي في حوزة دولتين فقط؛ هما: روسيا وأمريكا؛ إذ كانت الولايات المتحدة تأمل في الحفاظ على احتكارها لسلاحها الجديد، لكن الأسرار والتكنولوجيا اللازمة لبناء القنبلة الذرية سرعان ما انتشرت؛ فقد أجرت الولايات المتحدة أول تفجير نووي تجريبي لها في يوليو عام 1945، وأسقطت قنبلتين ذريتين على مدينتي: هيروشيما وناغازاكي باليابان في أغسطس من العام نفسه. وبعد أربع سنوات فقط، في عام 1949، أجرى الاتحاد السوفيتي أول تفجير تجريبي نووي له. (روسيا اليوم).
نشر صواريخ نووية سرًّا في الفلبين والدنمارك.. ماذا بعد؟
لقد أعطى الرئيس فلاديمير بوتين أوامره للقوات المسلحة الروسية بتطوير ثالوثها النووي برًّا وبحرًا وجوًّا ضمانًا للردع الإستراتيجي، وتوازن القوى العالمي، وذلك ردًّا على الاستفزازات الأمريكية وتصرفها غير العقلاني بنشر صواريخ نووية سرًّا في دولتي: الفلبين والدنمارك، وهو أمر ينذر بالخطر والسباق نحو التسليح النووي.
إن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من تصرفات خاطئة ينذر بحرب نووية، ولا ننسى أن روسيا هي الدولة الأولى في العالم التي تمتلك الصواريخ والرؤوس النووية؛ كما أن ذلك يتناقض تمامًا مع عقوبات واشنطن على إيران وكوريا الشمالية -على سبيل المثال-؛ فكيف لدولة عظمى تحارب انتشار السلاح النووي وهي في ذات الوقت تقوم بإعادة نشره في دول أوروبية؟
وقال بوتين خلال لقاء في الكرملين مع مجموعة من خريجي الأكاديميات العسكرية: “تخطط روسيا اليوم لمواصلة تطوير ثالوثها النووي باعتباره ضمانًا للردع الإستراتيجي وتوازن القوى في العالم”.
وقال بوتين مؤخرًا: إن الغرب يحاول باستمرار اتهام موسكو بـ”التلويح بالعصا النووية”، فيما هو الذي يؤجج هذه القضية… إنه يتعين على روسيا الرد على تصرفات الولايات المتحدة والبدء في إنتاج أنظمة الهجوم للصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وأشار بوتين خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، إلى أن الولايات المتحدة اليوم لا تنتج أنظمة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى التي تُطلق من الأرض فحسب، بل تجلبها أيضًا إلى أوروبا لإجراء التدريبات عليها، حيث الفلبين والدنمارك. (روسيا اليوم).
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد انسحبت رسميًّا منتصف عام 2019 من معاهدة مهمة للصواريخ النووية كانت قد أبرمتها مع روسيا، وذلك بعد أن رأت أن موسكو “تنتهك” المعاهدة، وهو أمر نفاه الكرملين؛ حيث ألمحت واشنطن إلى عزمها الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى قبل ستة أشهر ما لم تلتزم موسكو بها، لكن روسيا قالت: إنها ذريعة للانسحاب من معاهدة تعتقد الولايات المتحدة أنها تريد التخلي عنها على أي حال بغية تطوير صواريخ جديدة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد تحدث أكثر من مرة عن رد فعل موسكو إزاء نشر واشنطن صواريخ نووية أرضية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا أو منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وعلى إثر ذلك وهذه التصرفات المخيفة على الكوكب، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية مؤخرًا عن تزويد القوات البحرية الروسية بأربع غواصات جديدة دفعة واحدة، بينها “الأمير بوزارسكي”، و”أرخانغيلسك” النوويتان، في وقت تمتلك فيه روسيا أكبر وأحدث ترسانة نووية برية وبحرية وجوية حول العالم. (روسيا اليوم).
روسيا تستأنف إنتاج صواريخ ذات قدرات نووية.
إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت قريب أن بلاده ستستأنف إنتاج صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ذات قدرات نووية، ردًّا على ما وصفها بتحركات من جانب الولايات المتحدة لنشر مثل هذه الصواريخ في كلٍّ من أوروبا وآسيا، يشكل خطرًا داهما على البشرية في ظل أتون الصراعات الحالية وزيادة تجارة السلاح حول العالم الذي يقتل آلاف الأرواح يوميًّا، وفلسطين شاهد عيان على ذلك:
كما أن قرار روسيا البدء بإنتاج هذه المنظومات مجددًا، حيث صواريخ يراوح مداها بين 500 و5 آلاف و500 كيلومتر كانت محظورة بموجب معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (INF) التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، يتطلب الجلوس من القوى الكبرى على مائدة المفاوضات، وإلا فإن البديل سيكون كارثيًّا ليس على هذه الدول الكبرى المتصارعة فحسب؛ بل على العالم أجمع. (الشرق بلومبرج).
لماذا يهدد بوتين بإنتاج صواريخ روسية كانت محظورة سابقًا؟
عندما وجدت روسيا تحليقًا متزايدًا للمسيّرات الأمريكية فوق البحر الأسود، خلال الشهر الماضي، فقد تعهدت بالرد، محذرة من “مواجهة مباشرة” مع حلف شمال الأطلسي، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الوزير أندريه بيلوسوف وجَّه الجيش “بتقديم مقترحات إجراءات من أجل رد عملياتي على الاستفزازات”، وعلى الفور رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول: “على بلاده أن تبدأ سريعًا بإنتاج صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى كانت قد حُظرت سابقًا بموجب معاهدة مع الولايات المتحدة الأمريكية للحد من انتشار الأسلحة”. (اندبندنت).
وعزا بوتين بالقول خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين كبار “يبدو أننا نحتاج إلى البدء بإنتاج هذه المنظومات مجددًا”، في إشارة إلى صواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر كانت محظورة بموجب معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (INF) التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة.
وانسحبت واشنطن من المعاهدة عام 2019 متهمة روسيا بعدم الامتثال لها، وقال الكرملين حينها إنه سيلتزم وقف الإنتاج إذا لم تنشر الولايات المتحدة صواريخ على مسافة قريبة من روسيا.
وفي خطاب متلفز أمام كبار المسؤولين الأمنيين اليوم، أكد بوتين أن الولايات المتحدة بدأت باستخدام مثل هذه الصواريخ خلال تدريبات في الدنمارك، وهو ما يستوجب الرد المباشر على واشنطن. (اندبندنت).
الأمر الذي يعني مفاعيل اتفاقات عدة في شأن الأسلحة التي قد أُبرمت خلال حقبة الحرب الباردة بين البلدين أو أُلغيت خلال الأعوام الأخيرة، وكانت تهدف إلى الحد من سباق التسلح النووي وتهدئة التوترات في ذروة التنافس بين القوتين العظميين، عادت إلى الواجهة من جديد ما قد يؤدي إلى نشوب حرب نووية طاحنة تحرق الأخضر واليابس؛ لا سيما أن روسيا قد علّقت عام 2023 مشاركتها في معاهدة “ستارت” الجديدة، وكانت آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة النووية بين الجانبين، وزوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ قصيرة المدى لدعمها في الحرب ضد روسيا.
خطر الانسحاب من اتفاقية الحدّ من انتشار السلاح النووي:
عندما انسحبت واشنطن من المعاهدة عام 2019 متهمة موسكو بعدم الامتثال لها، فيما قال الكرملين حينها إنه سيلتزم بوقف الإنتاج إذا لم تنشر الولايات المتحدة صواريخ على مسافة قريبة من بلاده، وهو ما أعلنه الرئيس بوتين في نفس العام قائلًا: “إننا لن ننتج هذه الصواريخ، ولن ننشرها حتى تنشر الولايات المتحدة هذه الأنظمة في بعض مناطق العالم”، ولفت إلى أن “واشنطن لا تنتج هذه الأنظمة الصاروخية فحسب، بل جلبتها بالفعل إلى أوروبا لإجراء تدريبات في الدنمارك وهو ما يعدّ تهديدًا للدولة الروسية”.
إن حديث الرئيس بوتين يظهر كثيرًا بأن روسيا مستعدة لوقف نشر وإنتاج السلاح النووي ما دامت واشنطن ملتزمة هي الأخرى بالاتفاقية التي تم الانسحاب منها، وعزا بالقول: “لقد أُعلن في الآونة الأخيرة عن وجودها في الفلبين والدنمارك.. لا نعرف ما إذا كانوا قد أخرجوا الصواريخ من هناك أم لا”، وبالتالي ووفق تصريحات بوتين فإن “روسيا مضطرة إلى الرد بالمثل”.
هذا وقد وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ أشهر قليلة، قانونًا يلغي مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية الحرب في أوكرانيا والأزمة مع الغرب، حيث يرى أن روسيا باتت في حاجة إلى البدء في تصنيع أنظمة توجيه الضربات النووية، وبعد ذلك بناءً على الوضع القائم، سنتخذ قرارات بخصوص أماكن نشرها إذا لزم الأمر لضمان سلامتنا”. (الشرق بلومبرج).
وقد نوهت الخارجية الروسية إلى أن موسكو قد تراجع ما أعلنته سابقًا من وقف لنشر الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وذلك في حال راجعت واشنطن خططها في نشر مثل هذه الأنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ حيث إن روسيا تعتبر خروجها من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى أمرًا لا مفر منه، ولا تستبعد خطوات إضافية في مجال الردع النووي؛ لأن الصواريخ الأمريكية ستكون قادرة على الوصول إلى مواقع القيادة الروسية، ومواقع قواتها النووية.
تفاصيل معاهدة 1987 النووية:
لقد قررت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب رسميًّا من معاهدة الحد من انتشار القوى النووية متوسطة المدى قبل خمسة أعوام، تلك التي أبرمتها مع روسيا في 1987 بعد أن قالت إن الأخيرة انتهكت الاتفاق، وهو اتهام نفاه الكرملين الذي فرض بعد ذلك وقفًا اختياريًا لتطوير الصواريخ التي كانت محظورة سابقًا بموجب المعاهدة.
ووفقًا للمعاهدة التي وقعها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان والزعيم السوفياتي ميخائيل جورباتشوف عام 1987، حيث يتعهد الطرفان “بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي قد تؤدي إلى حرب نووية طاحنة لا يُحمد عقباها”. (الشرق بلومبرج).
بناءً على ذلك، وفي إطار هذه الاتفاقية، فقد رفض الرئيس بوتين قيام واشنطن بنشر صواريخ ذات رؤوس نووية مجددًا، وبالتالي فقد حذر من نشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا.
وفي مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي حينها 1792 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا تطلق من الأرض، كما دمرت الولايات المتحدة 859 صاروخًا، بحسب وكالة “سبوتينك” الروسية.
كما انتهت مفاعيل اتفاقات عديدة بشأن الأسلحة أُبرمت خلال حقبة الحرب الباردة بين البلدين أو تم إلغاؤها في السنوات الأخيرة، وكانت تهدف إلى الحد من سباق التسلح النووي وتهدئة التوترات في ذروة التنافس بين القوتين. وقد علقت روسيا العام الماضي مشاركتها في معاهدة “ستارت الجديدة”، وكانت آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة النووية بين الجانبين. كما زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ قصيرة المدى لدعمها في الحرب ضد روسيا، حيث رفعت واشنطن جزئيًا خلال الشهور الماضية الحظر المفروض على استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة ضد أهداف على الأراضي الروسية، ما أثار تحذيرات من تصعيد خطير محتمل من جانب موسكو. (الشرق بلومبرج)
استفزازات أمريكية غربية ضد روسيا:
حيث اعتبر الكرملين أن تحليق طائرات أمريكية فوق البحر الأسود يعد تهديدًا للدولة الروسية، وهو ما يدعو إلى تقديم مقترحات بشأن كيفية التعامل الفوري مع “استفزازات” الطائرات الأمريكية المسيرة فوق البحر الأسود. وكما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها لاحظت نشاطًا متزايدًا في المنطقة لطائرات أمريكية مسيرة قالت إنها تقوم بعمليات استطلاع وتجمع معلومات حول أهداف محددة، لتمكين أوكرانيا من شن هجمات على منشآت روسية باستخدام أسلحة غربية عالية الدقة؛ الأمر الذي يعني زيادة المواجهة والتدخل المباشر من قبل الإدارة الأمريكية والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في الصراع في أوكرانيا إلى جانب نظام كييف. (اندبندنت).
حيث رأت روسيا أن تضاعف هذه الطلعات الجوية من احتمال وقوع حوادث في المجال الجوي مع الطائرات الروسية، وهذا بدوره سيزيد من خطر نشوب مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الاتحادية.
كذلك يمكن القول بأن هذه التهديدات والتحليق الجوي على البحر الأسود يمكن أن يساعد كييف في زيادة شن هجمات متتالية على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014، لاسيما أن كثيرًا ما تستهدف القوات الأوكرانية منشآت عسكرية روسية في القرم باستخدام صواريخ من بينها صواريخ قدمتها الدول الغربية.
حرب أوكرانيا وتأزم العلاقات الروسية الغربية:
نقول إن ملخص هذه التطورات والتصعيد على الأرض من شأنه أن يدفع روسيا نحو خفض مستوى العلاقات مع الغرب، وذلك بسبب تورط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على نحو أعمق في حرب أوكرانيا، لكن لم يُتخذ أي قرار بعد، بدلاً من التقارب في وجهات النظر وعكس ما صرحت به واشنطن من فتح قنوات اتصال مجددًا مع روسيا. (اندبندنت).
كما أن خفض مستوى العلاقات بين الجانبين، أو حتى قطعها، من شأنه أن يبرز خطورة ما آلت إليه الأمور والمواجهة المرتقبة بين روسيا والغرب في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وبدلاً من الاستماع إلى دول حتى داخل أوروبا ومنها هنغاريا بالتفاوض، بات التوتر يتصاعد من جديد، لاسيما في الأشهر القليلة الماضية.
الشاهد هنا: أن الفترة الراهنة تحتاج إلى مزيد من التريّث بين المعسكرين الغربي الممثل في أمريكا وأوروبا والشرقي الممثل في روسيا حاليًا على الأقل وإن كانت تدعمها الصين وكوريا الشمالية، كما حدث تمامًا بين كل من الرئيس الأمريكي جون كينيدي والزعيم السوفييتي خروتشوف في أزمة الصواريخ الكوبية والتي كانت ستتسبب في حرب نووية، ولكن من خلال المفاوضات وفتح قنوات اتصال مباشرة تحولت المواجهة النووية إلى التهدئة والتفاوض وحل الخلافات العالقة وهو ما نحتاجه في هذه الفترة لتجنيب العالم المتأزم مزيدًا من الصراعات.
صواريخ أمريكية وروسية وكورية شمالية.. ما العلاقة؟
يجب أن نربط هنا بين ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من نشر صواريخ ذات رؤوس نووية في الفلبين والدنمارك مؤخرًا، وقرار روسيا بإعادة إنتاج صواريخ باليستية وذات رؤوس نووية، وما بين البرنامج النووي الكوري الشمالي، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا. فبدلاً من إيجاد حلول مع بيونغ يانغ لتقليل خطر السلاح النووي والتجارب النووية العابرة للقارات، بات الخطر في تزايد؛ لأن روسيا ستدعم كوريا الشمالية وهو ما حدث فعليًا في استخدام حق الفيتو مؤخرًا ضد كوريا الشمالية.
أيضًا سوف يعظم ذلك من العلاقات الروسية الكورية الشمالية، خصوصًا أن الدولتين تتعرضان لعقوبات أمريكية غربية، وهو ما يجعلهما في خندق واحد لمواجهة هذه العقوبات. كما سيفاقم الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، والتي تمثل خطرًا على استقرار المنطقة، ولا سيما في كوريا الجنوبية واليابان. (اندبندنت).
لماذا استخدمت روسيا الفيتو في الملف الكوري الشمالي؟
إن استخدام الفيتو الروسي له عدة دلالات مهمة؛ لا سيما في هذا التوقيت وفي ظل عمق العلاقات الدافئة بين روسيا وبيونغ يانغ، حيث جاء في ظل كثافة نسبية في استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة في مجلس الأمن، وتحديدًا في ملف الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي.
من ثم فإن توجيه اللوم من قبل واشنطن لموسكو على ما قامت به بالنسبة للملف الكوري الشمالي مردود عليه بالنسبة لما تقوم به هي في الملف الفلسطيني. وبالفعل كانت هناك إشارات من قبل الوفد الروسي في مجلس الأمن إلى هذا الأمر صراحة، خاصة وأن واشنطن وحلفائها قد ذهبوا إلى أن القرار الروسي من شأنه تهديد السلم والأمن الدوليين.
كما أنها رسالة من روسيا ومعها الصين مفادها بأنهما لم تعودا توافقان على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية فقط، وإنما تطالبان بضرورة إجراء عملية مراجعة لتلك العقوبات، بحيث يتم تخفيفها. وقد ناقشت الدولتان تلك الأفكار مع الدول المعنية، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن في العام 2019، لكن الأمر لم يصل إلى صياغة مشروع قرار بهذا المعنى. صحيح أن الصين لم تستخدم حق النقض ضد القرار الأخير مثل روسيا، إلا أنها قد امتنعت عن التصويت.
ماذا بعد نشر الناتو أسلحة نووية جديدة في الشرق الأوروبي؟
لقد غيرت الحرب الروسية الأوكرانية البنية الأمنية لأوروبا، حيث أدت الأزمة المتصاعدة بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى تغييرات في سياسات الأسلحة النووية، حيث أظهر التسلح النووي في أوروبا ميلاً إلى التوسع ومن ثم الخطر المرتقب في ظل السياسة الأمريكية الحالية المتخبطة.
إن تصريحات الأمين العام للناتو بشأن بحث إمكانية نشر أسلحة نووية إضافية في دول الحلف، ووضعها في حالة التأهب بزعم حالة الردع النووي حول العالم، يعني أن ترسانة القوات الاستراتيجية التابعة للحلف والموضوعة في المناوبة القتالية سوف تتوسع أكثر، ومن ثم زيادة الاعتماد على الذخائر النووية التكتيكية، خاصة القنابل الجوية الأمريكية B61-12، المخزّنة في ألمانيا وبلجيكا وهولندا. (المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب)
نقول هنا: إن تواجد السلاح النووي يزيد من خطر استخدامه قائماً في أي وقت، ولا يمكن إطلاقًا استبعاد استخدام هذا السلاح، ولو حتى على مستوى محدود في جبهات القتال، لكن يبقى احتمال الحرب النووية قائمًا في كل وقت، خاصة مع زيادة التوترات وفشل المؤسسات الدولية كمجلس الأمن في حل الصراعات وإحلال السلام.
الخلاصة:
– نستخلص من هذا التقرير عودة أو تجدد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، والخطر الداهم من اندلاع حرب نووية مرتقبة باتت تلوح في الأفق، بسبب تصرفات الإدارة الأمريكية الخاطئة وغير المدروسة بنشر صواريخ نووية سرًّا في الفلبين والدنمارك على خلفية حرب أوكرانيا، وهو ما يمثل استفزازًا لروسيا.
– إن تجاوز روسيا للعقوبات الغربية الأمريكية بشأن الأزمة الأوكرانية، وصمودها في المعركة رغم تكلفة الحرب على كلا الطرفين، ساهم في جعل أمريكا تفكر في إجبار روسيا على وقف الحرب، ولو كانت بطرق خاطئة مثل الردع النووي.
– كما أن انسحاب واشنطن وموسكو من اتفاقية الحدّ من انتشار السلاح النووي سيكون لها عواقب وخيمة، ومنها ما نراه الآن في السباق نحو التسليح النووي من جديد. ولا ننسى عندما وقف العالم 13 يومًا على أعتاب اندلاع حرب نووية، فهل ثمّة تعقّل بين الرئيسين الحاليين الأمريكي والروسي وأخذ الدروس المستفادة والعِبَر من أزمة الصواريخ الكوبية، لحل الأزمة الحالية بالتفاوض وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين؟
– لقد نجح كينيدي وخروتشوف في حل أزمة الصواريخ الكوبية، بالرغم من استياء كاسترو من طريقة إنهاء الأزمة، لكنه حافظ على علاقاته الجيدة مع الاتحاد السوفييتي، الذي ظل يعتبر كوبا منطقة نفوذ له، وواصل تزويدها بالمعونات العسكرية. ومن الجانب الأمريكي، فقد ضمنت كوبا تعهد الولايات المتحدة بعدم غزوها، وبالتالي عادت الأمور إلى طبيعتها، وقد تجنب الطرفان اندلاع حرب نووية.
– ما يجري الآن بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بحاجة إلى عقليات حكيمة تمتلك الحِنكة السياسية والدبلوماسية، وعدم العناد والتكبر، والجلوس للمفاوضات لحل الأزمة الأوكرانية؛ بدلاً من استمرار أمريكا في دعم أوكرانيا بالسلاح واستمرار تأجيج الصراعات. كذلك، على واشنطن سحب صواريخها النووية التي نشرتها سرًّا في الفلبين والدنمارك لوقف استفزاز روسيا. وعلى الجانب الروسي يجب وقف إنتاج صواريخ ذات قدرات نووية وإبداء مرونة أكبر في حل الأزمة لتجنيب العالم ويلات الحروب الطاحنة، لاسيما الحروب النووية.
المصادر: