محطات مهمة في تاريخ المواجهات بين حماس والكيان المحتل

محطات مهمة في تاريخ المواجهات بين حماس والكيان المحتل

يعيش العالم العديد من الصراعات والمعارك والحروب الشديدة التي تعصف بالبلدان، فهناك على الطاولة العالمية العديد من القضايا والمشاكل المطروحة، والحاكم الوحيد فيها هو قانون الغاب، والذي تمارسه الدول العظمى تحت مسمى القانون الدولي ومنظمات وكيانات زائفة، ليس لها رصيد من العدالة المجتمعية أو الإنسانية، فقط هي موجودة للحفاظ على مصالح دول الغرب وأتباعهم، إلا أن العجيب في الأمر أن بعض حكام العرب ورؤساء العالم ما زال يصدق هذه النعرات الكاذبة على الرغم من أنها كل يوم تتكشف عن الذي قبله، ويظهر للمريض فقيد البصر زيف وبهتان هذه الكيانات العالمية، وليس هذا فحسب، بل إن القوة التي تدعيها الدول العظمى هي أوهن من بيت العنكبوت، وتجسد هذا المعنى في (القوى الجبارة التي لا تقهر!) والمسماة: إسرائيل؛ كيف استطاعت مقاومة محاصَرَة تعاني من ويلات الفقر والحصار والحرب والقصف والتشريد، هدم النظرية، والتغلب على الكيان الصهيوني المحتل وإذاقته الويلات، وتجرع مرارة القصف والقتل، هذه حقيقة كان لا بد علينا التنويه لها قبل البدء في هذا التقرير؛ لتوضيح الواقع الذي نعيشه اليوم، ولربط الأحداث بعضها البعض.

القضية الفلسطينية:

في البداية هذه القضية هي أم القضايا وسنام العالم؛ لأنها تمثل أعدل القضايا في الدفاع عن الحق والوطن والعرض، فحينما نسمع عن القضايا نجد أن القضية الفلسطينية من أعدل القضايا الموجودة، فهي الكاشفة لعوار العالم الحديث، والفاضحة لدعاة القوانين، فهذا المصطلح المذكور (القضية الفلسطينية) يشير إلى الصراع السياسي والتاريخي والمشكلة الإنسانية على أرض الفلسطينيين التاريخية، وبدأت هذه المشكلة من العام 1897، منذ الإعلان عن المؤتمر الصهيوني الأول.

المؤتمر الصهيوني الأول 1897:

يعتبر هذا المؤتمر هو نقطة التحول للصهيونية على مستوى العالم، والذي عقد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس 1897، وقتها طرح هرتزل في هذا المؤتمر مشروعه الذي أصبح يحمل اسم: “مشروع بازل”

وفي أحداث هذا المؤتمر جرى انتخاب لجنة تنفيذية مكونة من 15 عضوًا ولجنة إدارية مصغرة مكونة من خمسة أعضاء، حتى إن هرتزل كتب في يومياته: “في بازل وضعت الأساس لدولة اليهود”

والحقيقة تؤكد أن إصرار أهل الباطل على باطلهم أوصلهم للهدف، في وقت وحين كانت الأمة الاسلامية والعربية فيه تشعر بالمرض الشديد وبالخلافات الداخلية؛ وقتها اقتنص الصهاينة هذه الفرصة ومنحوا أنفسهم الحق في تقسيم العالم على هواهم، وتم تجميع التيارات الصهيونية المتفرقة في إطار تنظيمي واحد، والسعي إلى تحويل “القضية اليهودية” إلى قضية عالمية، مع التأكيد على أهمية “السير قدمًا نحو تنظيم عملية بناء الوطن القومي اليهودي مستقبلًا”(1).

ولعل الناظر في المؤتمر لا يتعجب من غطرسة اليهود الحالية، وعجرفتهم وتسلطهم على الضعفاء؛ لأن هذا كان واضحًا وظاهرًا منذ الوهلة الأولى من إعلان وجودهم كباقي البشر، وهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك؛ لأنهم تجردوا من كل معاني الإنسانية والبشرية، وانظر إلى كلام هيرتزل الذي افتتح به المؤتمر قائلًا: “نحن اليهود شأننا في ذلك شأن أي أمة أخرى، لنا الحق في تقرير مصيرنا، وفي المكان الذي يريده الجنس اليهودي حتى يحكم نفسه بنفسه، ويعيد إلى الحياة استقلاله القومي الذي كان في وقت من الأوقات”.

شهادة الميلاد لعديمي النسب:

كما ذكرنا لكم… استغل اليهود وقت ضعف الأمة الإسلامية والعربية، وقاموا بتوحيد صفوفهم، واستلوا سيوفهم لغزو إخواننا الفلسطينيين على أرضنا؛ أرض الإسلام ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، فصدر عن المؤتمر الأول للصهاينة بسويسرا البرنامج الرسمي والتنظيمي للدولة اليهودية، والذي أعده هيرتزل وهو بمثابة شهادة مولد الدولة الصهيونية، وانتقال العمل اليهودي من مرحلة الحنين الديني المزعوم، إلى الاتجاه الاستيطاني، بالتعاون مع القوى الدولية الكبرى، وسمي البرنامج باسم المدينة التي عقد المؤتمر الصهيوني في مدينة بازل بسويسرا(2).

أهداف برنامج بازل:

كان هرتزل والـ 15 عضوًا واللجنة الإدارية المصغرة والمكونة من خمسة أعضاء، قد وضعوا أهدافًا عليا للبرنامج المسمى: (برنامج بازل)، وغايته خلق وطن للشعب اليهودي، في فلسطين، يضمنه القانون العام، أما الوسيلة لذلك، فكانت العمل على استعمار فلسطين، بواسطة العمال الزراعيين، والصناعيين، اليهود.

وفي سبيل ذلك كانت لهم إستراتيجية خاصة في التعامل مع هذا الملف حتى يتمكنوا من ذلك، وتوفير كافة السبل الداعمة للفكرة من الأساس، والعمل على تدعيم المشاعراليهودية، وتقوية الوعي القومي اليهودي، وتنظيم قوى اليهودية العالمية، وربطها بواسطة منظمات محلية، ودولية، بحيث تتلاءم مع القوانين المتبعة في كل دولة.

وهنا كانت الدعوة الرئيسية إلى الصهاينة باتخاذ خطوات تمهيدية، للحصول على التأييد الضروري، لتحقيق حلم الصهيونية، بإقامة الدولة اليهودية، ولعل البرنامج لخصته الجملة الإفتتاحية له والتي تنص على: “إن الصهيونية تستهدف إنشاء وطن للشعب في فلسطين تحت حماية القانون العام”، وفق الوسائل الآتية:

1. تنمية الوسائل المناسبة لتوطين المزارعين والحرفيين اليهود، والعمال اليدويين.

2. تنظيم وتوحيد اليهودية العالمية، عن طريق تنظيمات وهيئات مناسبة، محلية وعالمية، وذلك وفقًا لقوانين كل دولة.

3. تقوية وتنظيم العاطفة “القومية” اليهودية، والوعي “القومي”.

4. اتخاذ خطوات تمهيدية نحو الحصول على موافقة الحكومات، كلما كان ذلك ضروريًّا، من أجل الوصول إلى هدف الصهيونية(3).

وبالفعل منذ ذلك الحين وأخذت الصهيونية على عاتقها تحقيق الحلم والوطن على حساب الغير، ولكنهم استهدفوا الدول الكبرى والعظمى في ذلك الحين، والتفاوض معها لتحقيق هذه الخطة وللاعتراف بحقوق اليهود في إقامة وطن لهم، فلمَ لا وهم بشر بلا وطن! وبالفعل وصل الصهاينة إلى حلمهم بعد مراحل عديدة وتم حصولهم على وعد بلفور عام 1917، وهو وعد مَن لا يملك لمَن لا يستحق!

جذور النزاع:

ومن ذلك الحين ويرتبط النزاع القائم بين الصهاينة والفلسطينيين بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى في أحداث المنطقة، كما تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية بعدة مراحل، وما نتج عن ذلك من ارتكابها للمجازر بحق الفلسطينيين وعمليات المقاومة ضد الدولة العبرية، وصدور قرارات كثيرة للأمم المتحدة، وهذا الكلام الإعلامي المسطر في جميع الصحف والقنوات والدراسات، ولكن الحقيقة تنص على غير ذلك، وهو ما يعرفه الجميع، لكنهم يحاولون تغطية وتغليف هذه الحقيقة بتلك المصطلحات، وهذه الحقيقة أن الحرب بين اليهود والمسلمين على أرض فلسطين هي دينية في المقام الأول، والعداء الديني بين المسلمين واليهود لا يمكن إنكاره، فهم قتلة الأنبياء والرسل ومعادون لكل قيمة ودين وعقيدة، وبالتالي لا يمكن تغليف هذه الحقيقة بأي مصطلح.

تمادى المشروع الصهيوني في التمدد والتغلغل إلى أن نجح في تحقيق حلمهم الذي حتما سيزول بكل إستراتيجياته وافتراضاته وتخطيطاته؛ لأن أصحاب الأرض يمرضون ولا يموتون، وما دامت هناك حياة، فهاك حق وباطل، وكما قال بعض الحكماء: إن الحق سئل يومًا ما: أين كنت حينما علا الباطل؟ فكانت الإجابة: كنت تحته أجتث جذوره!

والحقيقة: أن أصحاب الأرض سينتصرون لا محالة من ذلك؛ خاصة وأنهم لديهم دستور وقانون إلهي ينص على عودة أرضهم إلى أحضانهم.

اتفاقية فيصل وايزمان:

في 3 /1 /1919 وقعت اتفاقية فيصل وايزمان من قبل الأمير فيصل ابن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام سنة 1919م يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور(4).

الثورة الفلسطينية الشعبية:

وقائع الثورة الفلسطينية الشعبية أنها أوشكت على تغيير خريطة المنطقة، وتعيد تصحيح الواقع داخل فلسطين والمنطقة العربية، وقد بدأت أحداثها حينما صمتت مدافع الحرب العالمية الأولى، وكان التخطيط البريطاني وقتها لترتيب أمور الشام وقد انتقل بسرعة كبيرة للتركيز على فلسطين، وبالتحديد للعمل على إقامة وطن لليهود فيها، وهو الدور المنوط به الجيش البريطاني في الاستراتيجية الإستعمارية البريطانية في ذلك التوقيت.

إلا أن هذه الثورة كانت من أضخم الثورات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الاستعمار البريطاني على فلسطين، كثورة عام 1920، 1921 وثورة البراق عام 1929، حيث استمرت ثلاث سنوات متواصلة ابتداءً من عام 1936 – 1939، وقتها أعلن وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية في جنين، وقد أعلن وقتها عن الإضراب العام الذي ضم معظم المدن العربية الفلسطينية(5).

الأمم المتحدة تقسيم أرض فلسطين:

تبادرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية مع تحديد منطقة دولية حول القدس في تقرير لجنة بيل من 1937 وتقرير لجنة وودهد من 1938، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينهما على يد الحكومة البريطانية لبحث قضية فلسطين إثر الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات 1933 و1939.

وقد أوصت الأمم المتحدة هذا الكيان الذي يقع ضمن الكيانات التي تحدثنا عنها في المقدمة هي عوراء تحكم بقانون الغاب، وبالتالي: “بتقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، وبإخضاع القدس والمناطق المحيطة بها لسيطرة دولية، وذلك عقب إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها. واللجنة العربية العليا ترفض قرار التقسيم.”

وفي عام 1948 أعلنت إسرائيل احتلالها بعد انتهاء الانتداب البريطاني، وأخفقت الجيوش العربية في دحرها، وسيطرت الأردن على الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسيطرت مصر على قطاع غزة واحتلت إسرائيل على بقية فلسطين بما فيها القدس الغربية(6).

ومنذ ذلك الحين وغزة هي أرض العزة والكرامة التي لم ترضخ يومًا للاحتلال الصهيوني الغاشم وفي عام 1994 شن المجاهدون هجمات على إسرائيل من قواعدهم في مصر وقطاع غزة، وذلك بتشجيع مصري، أدى بعدها إلى معارك ضارية مع مصر وسوريا، والأردن، وأحداث كثيرة، ومتلاحقة.

الشيخ عز الدين القسام:

هذا الرجل المجاهد لتخوم الاحتلال كما ظهر لنا وعرفنا عنه، هو من مواليد سوريا، وكان من أبرز المقاومين للاحتلال الفرنسي هناك، وقد انتقل إلى الأراضي الفلسطينية وشكل مجموعة جهادية ضد الاحتلال البريطاني الصهيوني، حيث كانت أولى الخلايا السرية لمقاومة الاحتلال والتوطين اليهودي في فلسطين، وذلك بعد انتسابه إلى جمعية الشبان المسلمين عام 1926.

وظل كذلك سائر في دربه لمجابهة العدو في كل النقاط الجهادية حتى توفاه الله وكتب له القتل في أرض المعركة عام 1935 ونحسبه عند الله شهيدًا ولا نزكي على الله أحد، وقد قتل على يد الإنجليز، حتى إن قيادات حماس ينسبون المقولة الشهيرة للمتحدث الإعلامي لكتائب القسام أبو عبيدة: “إنه لجهاد، نصر أو استشهاد”، إلى هذا الرجل المقاوم للاحتلال الصهيوني منذ الوهلة الأولى(7).

وقد ذكرنا ذلك الرجل في التقرير؛ لأنه له علاقة وثيقة بحركة حماس وكتائب القسام الحالية والمسماة على اسمه، وبالتالي لا يمكن سرد التقرير دون إيجاد العلاقة بين حماس وذلك الرجل المجاهد.

غزة في ظل التاريخ الكبير من الظلم لدولة فلسطين المحتلة:

تعتبر غزة من أكبر المدن الفلسطينية المطلة على البحر المتوسط، وهي تبعد 78 كم عن القدس إلى الجنوب الغربي، ويبلغ عدد سكان قطاع غزة 2.5 مليون نسمة على مساحة 360 كم مربع، تجاورها من الشمال والشرق ما يسمى بدولة الكيان المحتل الصهيوني، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب الغربي مصر، وتمثل أكبر تجمع سكاني للفلسطينيين في فلسطين، وواحدة من أكثر المدن كثافة في العالم.

وقد احتلتها إسرائيل عام 1967م وهذا العام هو ما يسمى بـ”عام النكسة”، ثم في عام 1993م جرى التوقيع على اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان المحتل، وفي عام 1994م جرى التوقيع على اتفاق “غزة – أريحا” الذي نقل السلطة المدنية في غزة إلى الفلسطينيين(8).

حركة حماس والتأسيس:

النشأة:

تعود أصول نشأة حركة حماس الفلسطينية في أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث إنها في عام 1935 أقامت الجماعة في مصر بقيادة حسن البنا اتصالات وتواصل في فلسطين وافتتحت في عام 1945 أول فرع لها في القدس، وتم افتتاح المقر الرئيسي لهم في 25 نوفمبر 1946م؛ إلا أن الجماعة لم تشارك بنشاط في المقاومة، وفضلوا التركيز على الإصلاح الاجتماعي والديني واستعادة القيم الإسلامية كما أعلنوا، ولكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة في أوائل الثمانينيات وأصبحت المنظمة الإسلامية أكثر انخراطًا في السياسة الفلسطينية.

إن تغيير هذه النظرة والتحول في الثمانينيات يقف خلفه أحمد ياسين، وهو لاجئ فلسطيني من الجورة، وكان يعاني من شلل رباعي، وثابر ليصبح أحد قادة الإخوان المسلمين في غزة، وفي عام 1973، أسس أحمد ياسين الجمعية الخيرية الدينية الاجتماعية تحت مسمى: المركز الإسلامي، تحت مسمى مؤسسة: (ياسين الخيرية) في غزة كفرع لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي البداية شجعت سلطات الكيان الصهيوني مؤسسة (ياسين الخيرية) على التوسع؛ لأنها رأت أنها تمثل توازنًا مفيدًا لمنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية، وفي عام 1984 اعتقل أحمد ياسين بعد أن اكتشف الصهاينة أن مجموعته جمعت أسلحة، ولكن أطلق سراحه في مايو 1985 كجزء من عملية تبادل أسرى، وواصل توسيع نطاق جمعيته الخيرية في غزة.

وهنا يجب الوقوف مع أفراد مجموعة أحمد ياسين الذي كونها بنشاطه والمنضمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، هم تلامذة الشيخ عز الدين القسام وكانوا نواته الأولى، وهو المربي الأول لهم، وقد تأثروا به تأثرًا شديدًا، وبالتالي فحينما انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين لم تتماشَ أفكارهم مع فكر جماعة الاخوان وقتها، والذي يهدف إلى الانخراط الاجتماعي فقط، بل كانت لهم طموحات جهادية، حتى إن البعض يرجع فكر أحمد ياسين إلى تأثره بالشيخ عز الدين القسام.

تأسيس أول حركة جهادية تابعة لحركة حماس:

عام 1975 نشأت حركة المجد (وهي اختصار لـ”نظام الجهاد والدعوة)؛ وذلك بعد الإفراج عن أحمد ياسين، وذلك برئاسة الزعيم الطلابي السابق يحيى السنوار والذي أصبح بعد ذلك زعيم عملية طوفان الأقصى، وروحي مشتهى، المكلَّف بالتعامل مع الأمن الداخلي ومطاردة المخبرين المحليين.

وفي نفس الوقت تقريبًا أمر القائد الطلابي السابق صلاح شحادة بتنصيب حركة (المجاهدون الفلسطينيون)، لكن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على مسلحيها بسرعة وصادرت أسلحتهم.

الإعلان عن حركة (حماس):

أعلن عن تأسيسها الشيخ أحمد ياسين بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 1987م، حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة العمل الدعوي الإسلامي آن ذاك وفي أماكنهم بالساحة الفلسطينية، وهم: أحمد ياسين، وإبراهيم اليازوري، ومحمد شمعة (ممثلو مدينة غزة)، وعبد الفتاح دخان (ممثل المنطقة الوسطى)، وعبد العزيز الرنتيسي (ممثل خان يونس)، وعيسى النشار (ممثل مدينة رفح)، وصلاح شحادة (ممثل منطقة الشمال)، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري الإسلامي ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة لاحقًا(9).

وبالفعل قام هؤلاء القادة في هذا التوقيت بتوزيع البيان التأسيسي عام 1987م، إبان الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994، ثم صدر ميثاق الحركة 1988م.

العمل العسكري لحركة حماس:

لا شك أن حركة حماس لديها طموحات تحرريه من وطأة الكيان المحتل والمغتصب، لا سيما أن المنهج الإسلامي لا يخلو من الدعوة للخروج من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأن الولاية لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، والموت من أجل الأرض والعرض والدين هو شهادة في سبيل الله يؤجر عليها المسلم، ومن هنا قام هؤلاء الرجال بإعلان البدء في العمل العسكري قبل الإعلان الرسمي عن انطلاق حركة حماس.

 أسس صلاح شحادة أول جهاز عسكري لحركة حماس، والذي كان يُعرف حينها باسم “المجاهدون الفلسطينيون” عام 1984م، وكانت مجموعة صغيرة من الخلايا العسكرية السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد الاحتلال.

وفي عام 1991 غيرت جماعة حماس أسم حركتها المسلحة إلى: “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، والذي ظل إلى يومنا هذا.

ومع بداية انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م، طورت حماس من ذراعها العسكري، فحولته من مجموعات صغيرة إلى جيش حقيقي تحت تشكيلات عسكرية، تبدأ من الفرد والمجموعة، مرورًا بالفصيل والسرية، وانتهاءً بالكتيبة واللواء والركن، وهذه التسميات والتطورات تدل على أن الهدف كبير، وتأتي الإجراءات وفق حجم الأهداف لدى هؤلاء المؤسسين(10).

وفي وقت لاحق أعلنت حركة حماس، فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، ونشرت وثيقة سياسية من 42 بندًا عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت؛ لإعادة التعريف بنفسها، وقد جاء في مقدمة الوثيقة إعادة تعريف الحركة لنفسها على أنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية بمرجعية إسلامية، وهدفها: تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني.

1987 أول تحرك جهادي لحركة حماس:

نفذت الحركة بعد عامين أولى هجماتها على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت خطف وقتل جنديين إسرائيليين.

1993 عمليات نوعية احتجاجًا على اتفاق أوسلو:

بعد سنوات من المواجهة بين الحركات المسلحة والكيان المحتل والمغتصب لأراضي الفلسطينيين، تم توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الصهاينة والفلسطينيين، عارضت حماس الاتفاق وواصلت عملياتها داخل إسرائيل.

من عام 2000 إلى عام 2002:

فشل الكيان المحتل في التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين خلال محادثات سلام استضافتها الولايات المتحدة 2000، حتى إنه وبعد شهرين أوقدت زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون إلى الحرم القدسي شرارة الانتفاضة الثانية.

كذلك قامت حماس بسلسلة تفجيرات فيما يسمى بدولة إسرائيل المحتلة قتل فيها 21 إسرائيليًّا خارج ملهى في تل أبيب في يونيو 2001، و30 آخرون خلال عيد الفصح في نتانيا، وقد جاء الرد الصهيوني بعد 4 أشهر قتلت إسرائيل القائد العسكري لحماس صلاح شحادة في ضربة جوية، ثم بدأت في حصار مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المقاطعة بمدينة رام الله بالضفة الغربية(11).

2004 وداعًا أحمد ياسين… وداعًا يا رنتيسي:

قتلت إسرائيل الزعيم الروحي لحماس الشيخ أحمد ياسين في ضربة جوية، ثم الزعيم السياسي للحركة وأحد مؤسسيها عبد العزيز الرنتيسي في غزة، وتوارت قيادة حماس عن الأنظار، وظل اسم خليفة الرنتيسي سرًّا بعدها(12).

2005 انسحاب الكيان الصهيوني من قطاع غزة:

وفي عام 2005 سحب الكيان المحتل الصهيوني قواته من غزة نبض العزة، فلقد وافقت الحكومة اليهودية المحتلة على خطة الانسحاب من قطاع غزة بأغلبية 17 صوتًا مقابل رفض خمسة أصوات.

ووقتها قدم وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو آنذاك استقالته من حكومة شارون احتجاجا على الانسحاب من قطاع غزة(13).

2006 فوز حماس في الانتخابات الغزاوية وأسر جلعاد شاليط:

فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وردًّا على ذلك: قامت إسرائيل والولايات المتحدة بقطع المساعدات عن الفلسطينيين لرفض حماس التخلي عن مقاومة الاحتلال والاعتراف بإسرائيل.

وفي قامت حماس بأسر المجند الإسرائيلي جلعاد شاليط في غارة عبر الحدود مما دفع الكيان الصهيوني لتوجيه ضربات جوية والتوغل داخل القطاع، وأفرج عن شاليط بعدها بخمس سنوات في عملية تبادل أسرى(14).

2007 حماس تسيطر على قطاع غزة وتطيح بحركة فتح:

سيطرت حماس على قطاع غزة في حرب أهلية استمرت فترة وجيزة، وأطاحت بقوات تابعة لحركة “فتح” الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس(15).

ومن هذا التاريخ بدأت أرض المعركة تتغير من حين لآخر، وبدأت قوات القسام تطورها الكامل، والإرداة الفلسطينية تظهر، والعزم على التحرير يكون واضحًا؛ ولذلك تعتبر العمليات من هذا التاريخ هو مولد جديد للمقاومة والسعي في طريق التحرير، على الرغم من الألم الذي عاناه إخواننا في غزة.

2008 معركة الفرقان وبداية التطور الفعلي:

في عام 2008، شهدت العلاقات بين الكيان المحتل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم حماس في قطاع غزة توترًا وتصعيدًا؛ وذلك رغم التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين الطرفين، وفي نهاية العام، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة على القطاع، وأطلق عليها المحتل الصهيوني: “عملية الرصاص المصبوب” أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من الفلسطينيين.

ومن الممكن تلخيص هذه المعركة من أسمها تخيل العنوان لها عملية الرصاص المسكوب، فقد ارتكب أبناء اليهودية العديد من الانتهاكات لاتفاق التهدئة، مثل: شن غارات جوية وقتل وإصابة واعتقال مئات من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، كما لم تلتزم الشروط المتفق عليها، مثل: رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر.

وقد ردت حماس على الانتهاكات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل، وقد أسمت هذا الرد “معركة الفرقان”؛ مما أثار غضب إسرائيل ودفعها إلى التحضير لشن هجوم على غزة.

حاولت إسرائيل الحصول على الموافقة الدولية لشن الهجوم وفي الحقيقة ما هذا إلا صور ومسلسلات تمثيلية من الكيان والمجتمع الدولي، ولكن الحقيقة أنها فوجئت بالغضب الفلسطيني من قطاع غزة، كما زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية مصروأعلنت عزم إسرائيل تغيير الوضع في غزة.

استخدم الصهاينة العديد من حيل لخداع حماس وإبعاد انتباهها عن التحضيرات الإسرائيلية، ففتحت المعابر مع غزة وأدخلت كميات من الغاز والإغاثة، وأعلنت مهلة 48 ساعة لحركة حماس لوقف إطلاق الصواريخ، وأخبرت الصحفيين أنها ستجتمع لبحث خطة عسكرية محتملة.

وفي نهاية عام 2008، شن الكيان المحتل هجومًا عسكريًّا على قطاع غزة استمر 23 يومًا، توقف في 18 يناير 2009، استخدم فيها الكيان الصهيوني أسلحة محظورة دوليًّا، مثل: الفسفور الأبيض، واليورانيوم المنضب، وأطلقت أكثر من ألف طن من المتفجرات على القطاع.

وردت المقاومة الفلسطينية على الهجوم بإطلاق نحو 750 صاروخًا على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة “نحو 17 كيلومترًا”، وبعضها وصل لأول مرة إلى مدينتي: أسدود وبئر السبع.

خلَّفت هذه الحرب عددًا من الضحايا، ودمارًا كبيرًا في غزة، حيث قتل أكثر من 1430 فلسطينيًّا، بينهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطيًّا، وأصيب أكثر من 5400 آخرين، كما دُمِّر أكثر من 10 آلاف منزل بشكل كامل أو جزئي.

أما الكيان المحتل والغاصب لأرضنا، فاعترف بمقتل 13 من الجنود والمدنيين، وإصابة 300 آخرين.

2012 معركة حجارة السجيل:

شهد قطاع غزة في عام 2012حربًا بين الكيان المحتل والمقاومة الفلسطينية استمرت 8 أيام، وكان اليهود يسمونها بـ”عمود السحاب”، والمقاومة تسميها: “حجارة السجيل”، وبدأت الحرب بقتل الكيان الغاصب لـ”أحمد الجعبري”، قائد كتائب القسام، وكانت تأمل بتدمير مخازن الصواريخ للمقاومة.

وخلال الحرب، قُتل نحو 180 فلسطينيًّا، بينهم 42 طفلًا و11 امرأة، وأصيب نحو 1300 آخرين، وأطلقت المقاومة أكثر من 1500 صاروخ على إسرائيل، بعضها استهدف طائرات وبوارج يهودية، وعلى جانب الكيان المحتل، قُتل جنديان و4 مدنيين، وأصيب 625 آخرون، معظمهم جراء الخوف، وخسر الكيان المحتل أكثر من مليار دولار بسبب الحرب.

2014 معركة العصف المأكول… الحرب الأطول والأكثر فتكًا:

في 2014 وتحديدًا في فصل الصيف، دقت الحرب طبولها ودارت بين المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل معركة من أقوى المعارك على الأرض في قطاع غزة، ولمدة 51 يومًا، وبدأ الكيان المحتل الحرب بقتله لقادة في حركة حماس.

كما قد كان الهدف هو تدمير أنفاق المقاومة؛ إلا أن المقاومة كانت ترد على هذه الغارات الصهيونية بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وبعضها وصل لأول مرة إلى تل أبيب والقدس، وكانت المفاجأة المدوية وقتها هي: استخدام كتائب القسام للطائرات المسيرة، كما أسرت جنديًّا إسرائيليًّا.

وخلفت الحرب ضحايا ودمارًا كبيرين في غزة، حيث قُتل أكثر من 2300 فلسطيني، بينهم 144 عائلة، وأصيب أكثر من 11 ألفًا. وعلى جانب إسرائيل: قتل 68 جنديًا و5 مدنيين، وأصيب أكثر من 2500 آخرين.

وثق فريق المرصد الأورومتوسطي 60،664 هجومًا بريًّا وجويًّا وبحريًّا إسرائيليًّا، أسفر عن مقتل 2147 فلسطينيًا (قتلت أسر بأكملها في بعض الحالات)، وجرح 10870 آخرين، وتضرر 17123 منزلًا، منها 2465 دمِّر بشكل كلي(16).

2019 معركة صيحة الفجر:

هذه المعركة استهدف الكيان المحتل بهاء أبو العطا، القائد العسكري في حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وزوجته في شقتهما بصاروخ، وردت الحركة بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل لعدة أيام في معركة “صيحة الفجر”، كما شن الكيان الصهيوني غارات جوية على غزة، قتلت فيها 34 فلسطينيًّا وجرحت أكثر من 100 آخرين، بينهم مدنيون.

2021 معركة سيف القدس وحي الشيخ جراح بالقدس:

بدأت مواجهات عنيفة بين الكيان المحتل والفلسطينيين في عام 2021، والتي أطلق عليها كل طرف اسمًا مختلفًا؛ إذ سماها الفلسطينيون: “سيف القدس”، وسمتها إسرائيل: “حارس الأسوار”، وكان سبب المواجهات هو تهديد مستوطنين يهود بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس، وكذلك اعتداء الجيش المحتل على المصلين في المسجد الأقصى.

وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق أكثر من 4000 صاروخ تجاه مختلف المناطق المحتلة، بعضها وصل إلى مسافة 250 كيلومترًا، وبعضها استهدف مطار رامون الجديد، وأدى ذلك إلى مقتل 12 شخصًا من اليهود، وإصابة نحو 330 آخرين، حسبما أعلنته وسائل إعلام يهودية.

من جهتها: شن الكيان المغتصب حملة قصف على قطاع غزة، أودت بحياة نحو 250 فلسطيني، وجرح أكثر من 5000 آخرين، كما دمرت دولة الاحتلال عدة مبانٍ سكنية ومؤسسات في غزة، وزعمت أنها قضت على نحو 100 كيلومتر من الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية.

2022 معركة الفجر الصادق:

قتلت إسرائيل قائد سرايا القدس في شمال غزة بطائرة مسيرة داخل شقته في برج فلسطين، وسيق ذلك اعتقال إسرائيل لبسام السعدي، وهو قيادي بارز في حركة الجهاد في جنين بالضفة الغربية، وذلك في عام 2022، وأطلقت إسرائيل على عملية القتل “الفجر الصادق”.

في المقابل: ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق مئات الصواريخ على مدن ومستوطنات إسرائيلية، وأعلنت أنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة وشهداء الأقصى، وذكرت سرايا القدس أنها استهدفت تل أبيب ومطار بن غوريون وعدة مدن أخرى.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن 24 شخصًا قتلوا، من بينهم 6 أطفال، وأصيب 203 آخرون بجروح، جراء الغارات الإسرائيلية على غزة.

2023 معركة “طوفان الأقصى” ردًّا على الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى:

في فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية عسكرية ضخمة ضد الكيان المحتل والغاشم، وتضمنت العملية هجومًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا، وتسللًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، وأطلقت على العملية اسم: “طوفان الأقصى”؛ تعبيرًا عن رفض الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى والمقدَّسات الإسلامية في القدس.

وأعلن محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بدء العملية في رسالة صوتية مسجلة، وقال: إنها أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.

وأضاف: إن المقاومة أطلقت أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة على مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية خلال أول 20 دقيقة من الهجوم، ودعا الضيف جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى “المعركة الكبرى” لإنهاء “الاحتلال الأخير”، بكل ما يملكون من أسلحة نارية وبيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات، كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة بكل أشكال الضغط الشعبي.

وشارك في العملية مجاهدو فصائل المقاومة المختلفة؛ إذ تسلل بعضهم إلى مستوطنات غلاف غزة عبر نفق تحت الحدود أو عبر قارب من سواحل غزة، وآخرون نزلوا بالمظلات من فوج “الصقر” التابع لكتائب القسام.

وردَّت إسرائيل بشكل عنيف على عملية “طوفان الأقصى”، وقال الجيش المحتل: إنه “في حالة حرب”، وانطلقت صافرات الإنذار في جنوب ووسط إسرائيل والقدس، واندلعت معارك بالأسلحة النارية بين المقاومين الفلسطينيين والجيش الصهيوني في بعض المستوطنات القريبة من غزة.

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن حماس تشن “حربًا على دولة إسرائيل”، وتوعّد برد قاس، وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: إن “دولة إسرائيل تمر بوقت عصيب”، ودعا إلى التضامن مع الجيش، وقال رئيس الوزراء للكيان المحتل بنيامين نتنياهو في بيان مصور: “نحن في حرب وسوف ننتصر”.

خلَّفت عملية “طوفان الأقصى” خسائر فادحة في صفوف الصهاينة؛ سواء من المدنيين أو العسكريين، فقُتِل مئات منهم، وأُصِيب آلاف آخرون، وأُسِر العديد.

كما تضرَّرت المطارات والمواقع العسكرية والمستوطنات بشكل كبير، وأُغلِقَت المطارات المحلية في وسط وجنوب الأراضي المحتلة، وأُلغِيَت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب(17).

الخلاصة من هذا السرد للأحداث المتتالية، ليس التسالي، ولكن ما ضاع حق خلفه مطالب، ونحن أمة واحدة وحقوقنا لا يمكن السماح لأحدٍ كائنًا من كان أن يعتدي عليها، وأن يمر اعتداؤه مرور الكرام، والمقاومة عن الأرض والعرض حق مشروع تقره جميع القوانين الوضعية التي يتغنون بها، والفلسطينيون لهم حقوق تاريخية وأبدية في هذه البقعة من الكوكب الأرضي؛ إلا أنه ليس هذا وحسب، بل مما هو معترف به دوليًّا أن اليهود ليس لهم مقر ولا قرار أرضي، ولكن كُتِب عليهم التيه.

ولكنه من العجيب مواقف الدول الغربية التي تدعي حقوق الإنسان والعدل والعرف الدولي، وهم أبعد ما يكون عن العدالة، والحقوق، وتخيل أن جماعة يدافعون عن حقوقهم بأقل الإمكانيات وبأقل السبل للعيش، تصدر بحقهم هذه المواقف، ولكم أن تتخيلوا عدالة المنظمات والمؤسسات الدولية:

– أدرجت المحكمة الأوروبية العليا حماس على لائحة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في 2001.

–  أعلنت محكمة العدل الأوربية حكمًا برفع اسم حماس من قوائم الإرهاب، استنادًا على خطأ في الإجراءات القانونية في 2014.

–  عاود التكتل الأوروبي إجراءاته لرفع الحركة من قوائم الإرهاب؛ لذا تم تعليق القرار في 2015.

–  أوصت المدعية العامة لمحكمة العدل الأوربية إليانور شاربستون، بحذف حركة حماس من قوائم الإرهاب في 2016.

–  عادت القضية للمحكمة الابتدائية لإعادة النظر فيها، بعد قرار محكمة العدل بإبقاء حماس ضمن قوائم الإرهاب في 2017.

–  أعلن محامي حماس خالد الشولي: أن المحكمة الابتدائية ألغت قرارًا بإدراج حماس وكتائب القسام على قوائم الإرهاب في 2019.

– أيدت محكمة العدل الأوروبية قرار المجلس الأوروبي بإبقاء حماس على قوائم الإرهاب، معلنة: أن المحكمة العامة أخطأت في تنفيذ القانون في 2021(18).

الشاهد في هذا التقرير: أن الأرض ملك للفلسطينيين، والدفاع عنها حق مشروع، ولا يمكن أن يمسح دموعك أحد، وأنه يتوجب عليك أن تمسح دموعك بيدك، وأن تطلق العنان للجهاد ضد المستعمر، كما فعل في العصر الحديث عمر المختار في ليبيا، والجزائريون ضد فرنسا، ومصر ضد بريطانيا؛ كل هذا الاحتلال خرج بالمقاومة الصادقة التي تريد أن ترفع الظلم والطغيان عن رقاب الوطن الحقيقي، وكذلك نستلهم الدرس مما فعله الجندي المصري مع الكيان الصهيوني الذي سطر لنا أعظم ملاحم العصر الحديث على أرض سيناء.

1_ مدار

2_ ويكبيديا

3_ المكتبة اليهودية

4_ ويكبديا

5_ الغد

6_ بي بي سي

7_ العربي

8_ TRT

9_ تبيان

10_ مجلة سياسات عربية_ ويكبديا

11_ رويترز

12_ مؤسسة الدراسات الفلسطينية

13_ D.W

14_ سكاي نيوز

15_ الشرق الأوسط

16_ مركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان_ ويكيبيديا

17_ T.R.T

18_ المركز الأوربي لمكافحة الارهاب

حماسطوفان الأقصىغزةفلسطين