الأورطة الشرقية: ميليشيا جديدة (في السودان) على غرار الدعم السريع
لقد أدى نشر قوات جديدة في شرق السودان تحت مسمى: “الأورطة الشرقية” إلى مزيد من المخاوف في المشهد الأمني المُعقد في ظل الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة؛ كما أنها إعادة مرة أخرى لقوات الدعم السريع التي تمردت على الحكومة الشرعية بدعم إقليمي ودولي، والغريب أنه أول انتشار لميليشيا أنشئت بمناطق لم تصلها الحرب منذ بدء الصراع. والأورطة الشرقية تُعدّ ضمن أربع ميليشيات تلقت تدريبات عسكرية في معسكرات في إريتريا؛ الأمر الذي يثير مخاوف من دخول أطراف مسلّحة جديدة في النزاع الدامي مع غياب أي حل في الأفق حتى الآن.
في هذه الورقة يستعرض مركز “رواق” للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، بعض النقاط المهمة وهي: خطر تكوين ميليشيات جديدة وحتى إن كانت تدعم الحكومة الرسمية في السودان، لماذا ثمّة مخاوف من تدخل دول الجوار في الصراع؟ ما موقف القوى الكبرى وبعض البلدان الإقليمية من الأزمة في السودان؟ ماذا عن احتمالية توسيع الصراع القبلي والدور الإثيوبي في تغذية الصراع؟ الخطر الإثيوبي من دعم التمرد في جارتها السودان مثلما فعلت في الصومال، وأخيرًا: هل يتحول الصراع في الشرق السوداني إلى حرب أهلية؟ وما المطلوب من أبناء الشعب السوداني لإنهاء الصراع ووقف خطر التقسيم؟
هذا وتتزايد أعداد ضحايا القصف الجوي والمواجهات العسكرية في السودان بالتوازي مع احتدام القتال في نحو 70% من مناطق البلاد، وانتشار العديد من الأمراض المعدية مثل الكوليرا. وأطلقت الميليشيا الجديدة تلك -التي تلقّت تدريبات عسكرية في دول مجاورة- على نفسها اسم “الأورطة الشرقية”. وقالت الميليشيا في بيان عقب ظهورها مباشرة: “قواتكم الباسلة بقيادة الجنرال الأمين داود محمود، تنتشر وتنفتح نحو الإقليم الشرقي، بعد عملية مشاورات فنية وعسكرية مع قوات الشعب المسلحة”. وأدَّت موجة العنف في الجزيرة إلى نزوح عشرات الآلاف، مع إحصاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نزوحَ أكثر من 47 ألف شخص إلى ولايتَي كسلا والقضارف قبل كتابة هذا التقرير.
“الأورطة الشرقية” ميليشيا جديدة ومخاوف من تعاظم خطر التقسيم:
لقد اندلعت المعارك في السودان منتصف إبريل (نيسان) 2023 بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضًا رئيس مجلس السيادة، والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع المتمردة، بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، حيث سعت -ولا تزال- في الأرض فسادًا وتهجير المواطنين والمدنيين وتعرض النساء والأطفال إلى القتل والعنف. وخلَّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3,1 مليون نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة، وتسبَّبت وفقًا للأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، لكن الحرب كانت لم تصل بعد إلى منطقة شرق السودان التي تضم ولايات البحر الأحمر، وعاصمتها بورت سودان، التي باتت عاصمة مؤقتة، إضافةً إلى ولايتَي كسلا والقضارف. (الشرق الأوسط).
خطر تكوين ميليشيات جديدة ومخاوف من تدخل دول الجوار:
لقد أثار الإعلان عن “ميليشيا قبلية” مسلحة جديدة في شرق السودان كثير من المخاوف القديمة من تزايد انفجار الأوضاع في الإقليم المضطرب، وانتقال الحرب إلى ولاياته الثلاث: القضارف، وكسلا، والبحر الأحمر، وقد تتدخل فيها بعض دول الجوار مثل إريتريا وإثيوبيا ما يؤدي لزعزعة الأوضاع في كل الإقليم، لا سيما أن المكونات الإثنية ممتدة ومتداخلة في الحدود الجغرافية للبلدان الثلاثة. وأطلقت ميليشيا على نفسها اسم “الأورطة الشرقية” وبالتنسيق مع الجيش، نشرت قواتها في عدد من المناطق بشرقي البلاد، للمشاركة في القتال ضد قوات “الدعم السريع”، وذلك بعد أن تلقت تدريبات في معسكرات الجيش الإريتري داخل الأراضي الإريترية.
يقود الميليشيا الجنرال الأمين داود، وهو أحد قادة شرق السودان، وكان وقّع نيابة عنه في اتفاق سلام السودان في جوبا، بينما رفض الزعيم القبلي الناظر محمد الأمين ترك تمثيله لشرق السودان لأسباب قبلية، حيث يرى بعض السياسيون والأمنيون أنه خطر داهم على البلاد؛ الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة قد تترتب جراء ذلك ونشر مزيد من الفوضى التي يعاني منها النساء والأطفال والشيوخ، بجانب النزوح والتهجير القسري لملايين الأسر، لأن الحركات المسلحة لا تعمل بقوانين الحرب ولا تحكمها أي ضوابط، بل العكس تمامًا.
وذكرت تقارير دولية ووسائل إعلام عن قيام دولة إريتريا داخل أراضيها وتحت إشراف جيشها بتدريب أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان، ويطلق عليها: “الأورطة الشرقية”، “قوات مؤتمر البجا المسلح”، “قوات تحرير شرق السودان”، و”مؤتمر البجا – القيادة الجماعية”، إلى جانب أن حركات دارفورية مسلحة درّبت أنصارها في شرق السودان في دولة إريتريا المجاورة أيضًا. ويتخذ الجيش السوداني من بورتسودان، وهي أكبر مدن شرق السودان عاصمة بديلة، وأصبحت مقرًا لقائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، غداة خروجه من الخرطوم بعد نحو أربعة أشهر من حصار قوات الدعم السريع له هناك. وأدى انتقال الحكومة إلى بورتسودان ونزوح مئات الآلاف للمدينة إلى سخط عام بين بعض مكونات شرق السودان، الذين اعتبروا الحركات المسلحة وحتى إن كانت حليفة للجيش ثقلًا على موارد الإقليم والمدينة.
خطر ظهور الجماعات المسلحة على وحدة السودان:
إن وجود نحو 8 ميليشيات قبلية مسلحة في شرق السودان، وهي: مؤتمر البجا المسلح، بقيادة موسى محمد أحمد، قوات مؤتمر البجا الكفاح المسلح بقيادة الجنرال شيبة ضرار، قوات مؤتمر البجا القيادة الجماعية بقيادة أبو آمنة، الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة الشيخ محمد طاهر سليمان بيتاي، قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داود، قوات تحرير السودان بقيادة إبراهيم دنيا، حركة الأسود الحرة بقيادة مبروك مبارك سليم؛ إضافة إلى قوات المنشق عن الدعم السريع أبو عاقلة كيكل، ما هي إلا جماعات تؤجج الصراع ولا تعمل على إنهائه البتّة الأمر الذي يدفع ثمنه المواطنون.
حيث لا يقتصر وجود الميليشيات المسلحة في شرق السودان على الميليشيات الشرقية وحدها سواء تتبع قوات الدعم السريع أو حتى الجيش الشرعي للدولة والتي في تعاظمها خطر كبير. وفي المقابل هناك أربع ميليشيات دارفورية حليفة للجيش تعمل في الإقليم، وهي: قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قوات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى طمبور، قوات تحرير السودان بقيادة صلاح تور، الأمر الذي قد ينذر بعودة نفس نتاج الدعم السريع نفسها التي تمردت على الدولة.
وتم تكوين هذه القوات في شرق السودان بعد اندلاع الحرب في 15 إبريل (نيسان) 2023 من مقاتلين من أصول دارفورية تم تدريبهم بمعسكرات الجيش، وفي معسكرات الجيش الإريتري. وتقاتل تلك الجماعات مع الجيش ضد قوات الدعم السريع تحت اسم القوات المشتركة، ويقودها مسؤولون كبار في الحكومة التي تتخذ من بورتسودان مقرًّا لها، مثلما توجد جماعات ومرتزقة تقاتل مع قوات محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”.
لا شك أن إنشاء الجماعات المسلحة أو ما حصل من وجود ميليشيات شرق السودان يسهم في تغذية نزاعات المكونات السكانية في الإقليم، وخصوصًا عشائر الهدندوة والبني عامر، وكما تابعنا من تقارير حقوقية أن إحدى هاتين المجموعتين تصنف الأخرى بأنها غير سودانية ولكلتا المجموعتين امتدادات في دولة إريتريا المجاورة لدولة السودان مباشرة.
هل يتحول الصراع في الشرق السوداني إلى حرب أهلية؟
إن تزايد عدد الجماعات المسلحة لا يمثل الاستقرار لدولة السودان أو المواطن، وهو ما ينذر بانفجار النزاعات الكامنة بين هذه المجموعات نفسها، ومن ثم تحولها لحرب عابرة للحدود، والدليل عندما بدأ تمرد دارفور بحركتين، وتشظتا إلى 99 حركة مسلحة، فكيف سيكون الحال في شرق السودان الذي بدأ بأكثر من 8 حركات مسلحة، بالرغم من أن الأوضاع كانت هادئة في هذه المناطق؟
نقول: إن ما يحدث هو مخطط غربي وإقليمي لتفكيك السودان حيث هناك أطراف خارجية تريد تفكيك السودان وجيشه، لذا علينا أن نعترف ونوجه رسالة لأهل السودان بأن المخطط يراد له أن تتحول السودان إلى ضحية للأجندة الإقليمية، مثل تدخلات دولة مجاورة للسودان مثل إثيوبيا التي تدعم وتؤيد قوات الدعم السريع على النظام الشرعي والرسمي للدولة.
كما أن توسع الصراع كما حدث في الأيام القليلة الماضية سوف يغذي انفجار الأوضاع في الولايات الشرقية التي كانت هادئة وبعيدة عن الصراع، وتوجد دول مجاورة لم تتورع عن إقامة معسكرات تدريب وتسليح في أراضيها لمكونات قبلية من شرق السودان، وبالتالي فليس مستبعدًا أن تتحول تلك المناطق إلى أماكن متوترة ومنذرة باندلاع نزاعات تحكمها المصالح المتشابكة والمتعارضة لعدد من الدول الإقليمية.
ووفق تقرير صادر عن “الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية”، فإن شرق السودان يواجه عددًا من التحديات الناتجة عن الأوضاع المعقدة في الإقليم، وتتمثل في انتشار الحركات المسلحة والاستنفار العشوائي، وهشاشة الوضع الأمني، وأخطار العودة إلى القبيلة والعرق، وبروز نخبة جديدة ذات طابع قبلي، والتدخلات الخارجية، والمناوشات بين الجيش وقوات الدعم السريع. (الشرق الأوسط).
ميليشيا “الأورطة الشرقية” ومخاوف من تدخلات عسكرية خارجية:
لقد أثار نشر قوة مسلحة جديدة تحت اسم “الأورطة الشرقية”، مخاوف من تمدد الحرب إلى الإقليم، في وقت حذّرت فيه قيادات بالشرق من أن تصبح الميليشيا الجديدة غطاءً لتدخلات عسكرية خارجية في الحرب السودانية، حيث قد أعلنت ميليشيا جديدة تحمل اسم “الأورطة الشرقية”، على نحو مفاجئ، نشر قواتها في شرق السودان، بالتنسيق مع قوات الجيش، بعد أن تلقت تدريباتها في معسكرات داخل دولة إريتريا المجاورة.
إن قوات “الأورطة الشرقية” هي مجموعة صغيرة شبه عسكرية مرتبطة بقيادة الأمين داود، ضمن الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، وهي إحدى الحركات التي برزت في شرق السودان بعد الحرب. (إرم نيوز)؛ كما أن هذه القوات تدربت في دولة مجاورة، وتدّعي أن هدفها حماية الحدود الشرقية للسودان، ومساندة القوات المسلحة السودانية، وأن البعض يعتبرها تمثل قوة محلية مدعومة خارجيًّا لتمكين جهة معينة من ممارسة نفوذ أكبر في الشرق.
موقف القوى الكبرى وبعض البلدان الإقليمية من الأزمة:
بالرغم من محاولة بعض الدول من التهدئة ورأب الصدع وعلى رأسها الدولة المصرية، إلا أن هناك دولًا أخرى إقليمية ودولية لا تزال تعبث بأمن السودان الشقيق في محاولة إلى استنزاف ثرواته وتقسيمه، والدليل أن اتصالات قد تمت بين حميدتي وسفراء غربيين قبل التمرد بساعات قليلة فقط، وكذلك التواصل بين قائد الدعم السريع وإثيوبيا وإسرائيل.
وحتى قد ذكر الفريق البرهان بالقول: “إنه منذ أكثر من عام، يشهد السودان صراعًا مستمرًّا وتدخلات خارجية من أطراف إقليمية ودولية، وأن تلك التدخلات لم تكن مجرد عوامل جانبية بل لعبت دورًا حاسمًا في تكوين الصراع، وزيادة شدته واستمراره”.
لذلك فإن هذه التدخلات لم تكتفِ بإشعال فتيل الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، بل أصبحت أيضًا أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار النزاع، وتحول السودان إلى ساحة كبيرة لصراعات القوى الكبرى، لتصفية الحسابات دون أي مراعاة لمعاناة الشعب السوداني.
ولا شك أن وجود هذه القوات أو غيرها التي تدعم كلا طرفي الصراع في السودان يثير تساؤلات حول سيادة الدولة ومخاطر التدخل الأجنبي؛ لأن ارتباطاتها مع جهات خارجية قد تُستخدم كوسيلة لتمرير مصالح إقليمية على حساب الأمن السوداني، كما يُخشى أن تصبح هذه القوات أداة لخلق حالة من عدم الاستقرار كما فعلت الدعم السريع، حيث قد تُمكن قوى خارجية من التدخل بفعالية أكبر في الشأن الداخلي السوداني تحت ستار مساعدة مجموعات محلية.
ومن الممكن أن يكون هناك تأثير لهذه القوات على مستقبل الشرق والسودان عمومًا، ولكنه يعتمد على مدى استقلاليتها عن الجهات الخارجية، وقدرتها على الانصهار ضمن القوات النظامية، وعدم تحولها إلى ميليشيا مستقلة تضعف سلطة الدولة ولنا في قوات حميدتي الأسوة كما يحدث الآن في المشهد السوداني. (إرم نيوز).
أخطار توسيع الصراع القبلي والدور الإثيوبي في تغذية الصراع:
إن الارتباط بين أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي مع حميدتي من جهة والدعم الإريتري مع الجيش من جهة أخرى رغم إنه الجيش الشرعي والرسمي للدولة ينذر بالعديد من المخاطر والتدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، حيث تقول تقارير: إن الرئيس الإريتري، أسياسي أفورقي، فتح أربعة معسكرات في بلاده لتدريب المرتزقة وحركات “مصطفى طمبور والأمين داود”، ما قد يُوصف بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للسودان، ويؤدي إلى صراع قبلي في إقليم الشرق الذي يضم أكثر من 7 حركات مسلحة أخرى.
كما أن الدور الإثيوبي بقيادة أبي أحمد في دعم قوات الدعم السريع ليس في مصلحة السودان، بل هو أداة في تغذية الصراع واستمراره ونهب ثرواته من النفط والذهب، على حساب المواطن وكل الشعب السوداني الذي يعاني ويلات هذه الحرب.
ومن المؤسف أن تُنفذ كل هذه المخططات الخطيرة التي تودي بالسودان نحو الهاوية والتمزق والانهيار الشامل، حيث فجَّرت كل الجماعات التي تتبع الدعم السريع أو حتى المجلس السيادي ومنها نشر قوات “الأورطة الشرقية” غضب قومية البجا المنتشرة في إقليم شرق السودان، ووجهت قيادات منها الاتهامات مباشرة إلى دولة إريتريا بأنها تحاول التدخل في السودان، تحت غطاء الميليشيا الجديدة.
وقد استنكر المجلس الأعلى لمؤتمر البجا، في تدوينة على “فيسبوك” بالقول: “والله الذي لا إله إلا هو أن كلمة حق نصدع بها في وجه المخدّم لهي أقوى وأكبر من بعض الجيوش الكرتونية المكممة، ووالله، وبقوة الله، ثم بدمائنا، إنه لن ينتشر جيش مجنسي المعارضة الإريترية في أرض البجا حتى نكون تحت تراب أرضنا، وبيننا الوقت”.
ويرى نشطاء سودانيون، أن الحركات المسلحة في شرق السودان، بعضها صنيعة الدول الداعمة لتأجيج الحرب في السودان، وأخرى أتت نتيجة لتطورات الحرب وتسببها بإيجاد الميليشيات المسلحة، من خلال إحساس البعض بعدم الشعور بالأمان عبر متابعة ما يجري في مناطق الصراع. وأن هذه الحركات المسلحة نشأت على الحدود مع إريتريا، وأغلب هذه الميليشيات ما زال موجودًا هناك، حيث طالب النشطاء بالقول: “نحن الشعب الإريتري إلى الاستمرار في موقف الحياد، وعدم الانخراط في الحرب، لأن الشرق ليس له علاقة بالصراع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وغير مستفيد منه، بل هو متضرر من الحرب، وليس له مصلحة في الانحياز لأي طرف من أطرافها”. (إرم نيوز).
وذكر نشطاء: “ليس هنالك من سبب يجعل أهل الشرق يموتون في حروب عبثية، بينما هم في الأصل ظلوا لعقود يعانون الظلم والفقر وجاءت الحرب بين الجيش وقوات الدعم المتمردة لتكمل المعاناة التي ظلت لسنوات مضت، وتردي الأوضاع، وكل معاني التهميش من الدولة، وندعو قادة هذه الحركات في شرق السودان إلى التعقل، وألا يزجّوا أهل الإقليم في معارك ليس لهم فيها مصلحة”.
الأمم المتحدة تحذر من خطر تشكيل الميليشيات واستمرار الحرب:
وصفت الأمم المتحدة الأزمة المستمرة في السودان، البلد الإفريقي المهم، بأنها من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، لا سيما في ظل تزايد الجماعات المسلحة وحمل السلاح الذي يهدد الاستقرار ويزيد من أحداث العنف بحق المدنيين على حد وصفها. (سكاي نيوز).
لذلك فإن انتشار ميليشيات جديدة سوف يزيد من تعقيد المشهد الأمني، ويهدد بتوسيع دائرة النزاع، ما قد يهدد استقرار المنطقة ويزيد من صعوبة جهود إحلال السلام في السودان. وقد تم الإعلان عن هذه الخطوة مؤخرًا من قبل تنظيم حركة “التحرير والعدالة”، الذي يُعتبر فصيلًا مسلحًا ويشكل جنوده العدد الأكبر من أفراد الأورطة، التي تقدر قواتها بأقل من 10 آلاف عنصر.
كما أن هناك صعوبة في إجراء إحصاءات دقيقة في ظل الفوضى الكبيرة التي تعيشها البلاد، ودفن العديد من القتلى دون سجلات، أو ترك أعداد كبيرة من الجثث في الطرقات بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة. ولا يخفى على أحد ما تسببته الحرب السودانية في أزمة إنسانية عميقة صاحبتها أعمال عنف وتطهير عرقي واسعة وحالات نزوح جماعي ونقص كبير في الغذاء، وتزايد الأمور تعقيدًا في ظل الانتشار المخيف للأمراض والأوبئة التي طالت الرجال والنساء لا سيما الأطفال. (سكاي نيوز).
انضمت هذه الحركة إلى العملية السياسية في البلاد بعد توقيعها على اتفاقية جوبا للسلام، التي تمت بين الحكومة الانتقالية المعزولة التي يقودها المدنيون والحركات المتمردة ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير (يونيو 1989 – أبريل 2019)، حيث أصبح التنظيم جزءًا من الاتفاقية ضمن ما يُعرف بمسار شرق السودان، الذي يواجه معارضة كبيرة من المكونات الرئيسية في الإقليم الذي يضم العاصمة الجديدة المؤقتة، الواقعة في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر. (أخبار السودان).
لقد ذكر بيان عن الأورطة الشرقية أن إنشاءها يأتي في إطار إستراتيجية قوات حماية الوطن والممتلكات بالتعاون مع المنظومة الأمنية في البلاد، ولكن لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش بخصوص نشر هذه القوات، مما يشير إلى موافقته الضمنية على هذه الخطوة، وهو ما يشي بأمرين: مساعدة الجيش في دحر التمرد، والثاني أن تكون لها مطامع جانبية في الدولة والحكم. ويعزز ذلك إعلان الجنرال عبد الفتاح البرهان في وقت سابق عن حالة التعبئة والاستنفار بين المواطنين لدعم الجيش في مواجهة تمدد الميليشيات. خلال فترة 19 شهرًا من النزاع الدموي، فقد اضطر حوالي 11.7 مليون سوداني لمغادرة منازلهم بشكل قسري هروبًا من مناطق النزاع.
عدد الضحايا منذ بدء الصراع في السودان:
وبحسب تقارير دولية فإن عدد السودانيين الذين قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر خلال الحرب الحالية المستمرة منذ 18 شهرًا بنحو 130 ألفًا. لذلك نقول ووفق ما تسبب به للمواطنين، فإن الصراع الحالي في السودان يُعدّ واحدًا من أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم، لكنه الأقل حظًا من حيث التغطية الإعلامية بسبب ما يحدث من عدوان وحشي في غزة ومعها الآن في لبنان، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مقلق.
وقد استند نشطاء في الطب والصحة العامة في جامعات نبراسكا وكاليفورنيا ولوفين وأوريغون، في تقارير على تقديرات نقابة أطباء السودان ومنظمات دولية، حوالي 19 ألف قتلوا بشكل مباشر، مضافًا إليهم نحو 111 ألف فقدوا حياتهم بسبب عدم القدرة على الحصول على الغذاء والعلاج أو لأسباب أخرى ناجمة عن تداعيات الحرب. (أخبار السودان).
وبالرغم من خطورة هذه الأرقام، فإنها لا تتضمن الجرائم الأخيرة التي ارتكبها عناصر “الدعم السريع” ضد سكان ولاية الجزيرة في أكتوبر 2023، والتي أدت إلى مقتل المئات وتهجير سكان أكثر من 120 قرية، وفقًا لمرصد نداء الوسط.
يمكن القول: إن المصدر الرئيسي للخوف من إنشاء قوات الأورطة الشرقية مرتبط بالتجربة القاسية التي خضعت لها البلاد أثناء تشكيل الميليشيات والكيانات المسلحة في فترة حكم الرئيس المعزول البشير ولا تزال حتى الآن تلك التي قادت البلاد كالدعم السريع إلى نزيف من الحرب والعنف ضد المدنيين. كذلك لا شك أن من أبرز الأحداث القاسية لهذه الظاهرة كان تأسيس ميليشيا الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” في عام 2013، تحت إشراف الجيش، لمواجهة المتمردين على النظام القائم آنذاك، وبعد انتهاء فترة التناغم بين الجيش والدعم السريع، أصبحت علاقتهما من شراكة في الحكم ومحاربة المتمردين إلى حرب عنيفة، يدفع ثمنها المواطن العادي.
إنشاء ميليشيات مسلحة وخطر عودتها في ثوب الدعم السريع:
إن الاستمرار في تكوين الميليشيات وحتى إن كانت تدعم الجيش الرسمي للدولة إلا أنه يمثل خطرًا كبيرًا، إذ كان لا بد من وضع ما قامت به الدعم السريع في عين الاعتبار، حيث تُعتبر الدعم السريع استمرارًا طبيعيًّا لميليشيا الجنجويد التي ارتكبت فظائع ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور، غرب السودان، وبعض المناطق الأخرى، وهو ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس المعزول البشير وأربعة من كبار قادة نظامه في عام 2009.
وبالتالي، فعلينا أن نقول: إن الأورطة الشرقية تمثل تتويجًا للميليشيات التي أُسست تحت شعارات جذابة مثل حماية الوطن والعرض، بالرغم من تأكيدات مشددة بالتقيد بأوامر الجيش، لكنها سرعان ما تتمرد على الدولة أو تستخدم سلاحها لخوض حروب مدمرة ضد المجتمعات المحلية.
ظهور صراعات قبلية مدمرة والخلافات بين قبيلة البجا:
إن تشكيل الأورطة الشرقية، ينذر بعواقب وخيمة وظهور صراعات قبلية مدمرة في المنطقة، مشابهة لما حدث في دارفور بين المجموعات العربية والمجموعات ذات الأصول الإفريقية، كما أن تشكيل الأورطة الشرقية يُعد رفضًا قاطعًا لعمليات تسليح القبائل ولسياسات إنشاء ميليشيات قبلية في هذا الإقليم المتوتر أصلًا، نتيجة لنفس السياسات التي تهدف إلى إشعال الفتنة بين مكونات الشرق واستغلال النزاعات الإقليمية للسيطرة على السلطة المركزية في السودان.
لقد تسببت الخلافات بين قبيلة البجا وهي واحدة من أكبر مكونات شرق السودان والمعنيين بمسار شرق السودان في احتقان قبلي أسفر عن سقوط ضحايا خلال فترة الانتقال التي قادها المدنيون منذ أغسطس 2019 إلى أكتوبر 2021. حيث ينذر انتشار السلاح في أنحاء البلاد وتشكيل الميليشيا الشرقية بعودة التوتر إلى المنطقة، مع احتمالية كبيرة للانزلاق إلى أتون الحرب القبلية التي تؤثر على كامل المنطقة، بسبب التداخل القبلي البارز بين السودان وجيرانه الشرقيين، حيث تُطرح العديد من الادعاءات بأن أفراد الأورطة تلقوا تدريباتهم داخل العمق الإريتري.
هل يتحول الصراع في الشرق السوداني إلى حرب أهلية؟
لا ننكر أن تشكيل الجماعات المسلحة ولو كان بهدف حماية الدولة؛ إلا أنه مشكلة وأزمة يدفع ثمنها المواطن السوداني حتى الآن ومع ذلك، ولكن لا يمكن الجزم بأن يتحول الصراع في الشرق إلى حرب أهلية، وكذلك من إمكانية تدخل إريتريا في الصراع العسكري القائم بين الجيش والدعم السريع. (أخبار السودان).
لا سيما أن قادة الأورطة أكدوا في عدة مناسبات ووفق بيانات تم نشرها مؤخرًا أنهم على تواصل مع قائد المجلس الأعلى للبجا، ليطمئنوا جميع المكونات المحلية بأن التحركات الأخيرة تهدف إلى تعزيز الجيش، وليست موجهة ضد أي فصيل سوداني، وأوضحت الحركة أنها تفهمت ترك هذه الرسالة، خاصة أن الدعم السريع أعلنت في أكثر من مناسبة أن من بين أهدافها الرئيسية في اجتياح شرق السودان هو إنهاء الدولة القديمة في البلاد.
لذلك نقول: يبقى التزام هذه الجماعة بتعليمات الجيش وتوجيهاته في حفظ الأمن والاستقرار والقضاء على التمرد وليس ثمة رغبة من الحركة في إنشاء تمرد جديد بعد القضاء على قوات حميدتي التي أرهقت البلاد وعانى منها جرائمها المدنيون. أما بالنسبة لإريتريا، فقد ذكرت أن رئيسها أسياس أفورقي يدرك تمامًا أن دخوله في حرب بالسودان سيؤدي إلى زيادة الضغوط عليه من القوى التي تترصده، وعلى رأسها خصومه السياسيون الذين يسعون إلى الإطاحة به من الحكم الذي استبد به بقوة السلاح والنار لمدة ثلاثين عامًا.
من وجهة نظر أخرى، وفي حال تدخلت إريتريا في حرب السودان، فمن الممكن أن تقوم جبهة تحرير تيغراي الإثيوبية بالتحرك للانتقام من الأذى الذي تعرضت له على يد الجيش الإريتري أثناء قمع ثورتهم ضد حكم الرئيس آبي أحمد في عام 2020.
إن أبناء الشعب السوداني باتت عليهم مسؤولية وطنية كبيرة ومهمة الآن وهي في التخلي عن الخلافات، ومنع ميليشيا حميدتي من إشعال نار الفتنة لتحقيق مخططاتها لإنشاء دولة لعرب الشتات، لا سيما في ظل اندلاع العمق العربي لقوات الدعم السريع في دول غرب إفريقيا كتشاد والنيجر ومالي. كما أن محاولة تشكيل الأورطة الشرقية قد تؤدي إلى نتائج غير واضحة تمامًا. (أخبار السودان).
ختامًا: ما المطلوب من أبناء السودان لإنقاذ الوطن من خطر التقسيم؟
في الختام: يجب أن نُؤصّل ونؤكد على عدة مخرجات أو بنود مهمة للغاية التي تهدف إلى شلّ وتقويض الدولة السودانية والتي توحي بخطر التقسيم، وذلك في حال استمرت الحرب وقوات الدعم في جرائمها ضد المدنيين، نوجزها في النقاط الآتية:
– قيام قوات الدعم السريع السودانية بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو خصوصًا بعد اتهامه لمصر بالمشاركة في الحرب في بلاده إلى جانب الجيش السوداني، حيث عمدت قوات تتبع له إلى إيقاف الصادرات المتجهة إلى مصر من المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان وهو ما يُعد تحولًا خطيرًا يهدد الوضع الاقتصادي مما يزيد من معاناة المواطنين.
– كذلك هو مؤشر ربما يرمي إلى أن السودان يمضي نحو التقسيم، بعدما عززت هذه الخطوة أيضًا مخاوف كثيرة من السودانيين من احتمالية تقسيم بلادهم على غرار ما جرى في دول مجاورة، وذلك بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ إبريل / نيسان من العام 2023 والتي أضحت البلاد بموجبها مناطق خاضعة للجيش وأخرى للدعم السريع.
– لا سيما في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور ما عدا مدينة الفاشر بالإضافة إلى مناطق واسعة في إقليم كردفان والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار.
– أيضًا أن الشواهد والمؤشرات تدل على أن قادة وقوات الدعم السريع على الأرض تمضي في اتجاه التقسيم أو الحكم الذاتي على أقل تقدير، خصوصًا بعدما صرح الباشا طبيق، وهو أحد مستشاري قائد قوات الدعم السريع، أن الحاجة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قواتهم أصبحت ضرورة قصوى، حيث زعم بالقول: إن “هذه الخطوة يجب أن تجد الترحيب والاعتراف الفوري من المجتمع الدولي للحفاظ على بقاء الدولة السودانية موحدة”.
– الحل يكمن في تريث العقلاء بقوات الدعم السريع حمايةً للوطن والمواطن وليس في التقسيم كما يزعم بعض قادتها وإنشاء حكومة في المناطق التي سيطرت عليها، حيث يجب تغليب مصلحة الوطن قبل كل شيء وعلى الجيش أيضًا أن يبدي مرونة في التفاوض للحفاظ على السودان ومقدراته ووقف القتل الممنهج تجاه الأبرياء وأبناء الوطن الواحد.
وبناءً على هذه المعطيات على الأرض وما تم التطرق إليه في هذا التقرير، نقول: إن إنشاء قوات جديدة في شرق السودان تحت مسمى: “الأورطة الشرقية” خطأ كبير يسهم في زيادة تعقيد المشهد الأمني المُعقد بالأساس في ظل الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة، كما أنها عودة في ثوب جديد لقوات الدعم السريع التي تمردت على الجيش الرسمي والحكومة الشرعية بدعم إقليمي وغربي، والسبيل يكمن في الجلوس للحوار بين طرفي النزاع.
الخلاصة:
– إن مخاوف السودانيين باتت تتزايد وتحذر من إنشاء جماعات مسلحة وحتى إن كانت تدعم الدولة في الوقت الحالي، ولكن بعدها من يضمن استمرار ولائها للدولة وعدم التمرد.
– كذلك زيادة مخاوف تسليح القبائل والعائلات مما يُعدّ تهديدًا للأمن القومي، لأن انتشار السلاح يُفضي إلى مزيد من العنف وتصفية الحسابات بين أبناء البلد الواحد، وليس مستبعدًا أن تتمرد مثلما فعلت قوات الدعم السريع التي ارتكبت العديد من الجرائم والمجازر والاغتصاب والعنف ضد المدنيين والنساء والأطفال.
– نعم: لقد أكدت قادة جماعة “الأورطة الشرقية” في عدة مناسبات ووفق بيانات تم نشرها مؤخرًا أنهم على تواصل مع قائد المجلس الأعلى للبجا، ليطمئنوا جميع المكونات المحلية بأن التحركات الأخيرة تهدف إلى تعزيز الجيش، وليست موجهة ضد أي فصيل سوداني، إلا أن وجودها في المشهد يظل ضبابيًّا حتى يحدث العكس ويتم تفكيكها مرة أخرى بعد انتهاء الصراع بين الجيش والدعم السريع.
– على طرفي الصراع أن يعيا جيدًا أن أعداد السودانيين الذين قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر خلال الحرب الحالية المستمرة حتى الآن تجاوزت 130 ألفًا، وأعداد القتلى والجرحى مرشحة للزيادة إن لم تتوقف الحرب الدامية، وأن ما تقوم به قوات الدعم السريع يؤكد أنها تعمل لحساب مصالح دول إقليمية وقوى كبرى وليس من أجل المواطن كما تزعم.
– إن استمرار الصراع ومع تشكيل جماعات مسلحة ينذر بتدخل دول مجاورة مثل إثيوبيا تريد تغذية الصراع في السودان كما ينذر بالعديد من المخاطر والتدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، لا سيما أن أبي أحمد يدعم قوات حميدتي المتمردة على الدولة، وهو ما يؤدي إلى صراع قبلي في إقليم الشرق الذي يضم أكثر من 7 حركات مسلحة أخرى.
– إن سيادة السودان ومخاطر التدخل الأجنبي على المحك، ولا شك أن تشكيل تلك الجماعات بغض النظر عن مسمياتها هي أو غيرها التي تدعم كلا طرفي الصراع في السودان كما ينذر بمخاطر التدخل الأجنبي، لأن ارتباطاتها مع جهات خارجية قد تُستخدم كوسيلة لتمرير مصالح إقليمية على حساب الأمن السوداني، كما يُخشى أن تصبح هذه القوات أداة لخلق حالة من عدم الاستقرار كما فعلت الدعم السريع.
– بالأخير: السودان بحاجة ماسة وسريعة للاصطفاف والبحث عن حلول تُوقف الحرب، وإلى من يدرك جيدًا معاناة المواطنين شيوخًا ونساءً وأطفالًا ما بين قتلى وجرحى واغتصاب للنساء من قبل قوات الدعم المتمردة التي تسعى في الأرض فسادًا، ولقد وصفت الأمم المتحدة أن الصراع في السودان يُعتبر من أفظع الصراعات الأهلية في العصر الحالي، ولكن العدوان الصهيوني على غزة قد غطى بشكل كبير على هذه الجرائم وحرب الإبادة بحق المدنيين وتهجيرهم من منازلهم قسريًّا.
المصادر:
كلمات مفتاحية: الأورطة الشرقية – خطر التقسيم- مليشيا جديدة – ثوب الدعم السريع