تردد الحديث في الآونة الأخيرة عن إرسال قوات عربية إلى سوريا، خصوصا بعد طلب الولايات المتحدة ذلك من الدول العربية. وقد صاحب إعلان
وقد صاحب الإعلان عن هذه الرغبة الأمريكية تصريحات متضاربة من وزير الخارجية المصري؛ حيث إنه في البداية علق قائلًا: إن فكرة إحلال قوات بقوات أخرى “ربما عربية وارد” ومتداول على المستوى الإعلامي وأيضا في المداولات بين الدول[1].
لكن ما أن لبثت وزارة الخارجية المصرية أن أصدرت بيانًا توضح فيه تصريح
وحتى لا يتصور البعض أن عملًا كهذا يمكن أن يُمَثل استردادًا عربيًا لزمام المبادرة في الصراع السوري، حيث إن إرسال هذه القوات قد طُرح في سياق الإحلال محل قوات أجنبية وبالتالي يبقى هناك العديد من التساؤلات التي توضح حقيقة هذه الخطوة:
- ما هي الأهداف التي ستسعى تلك القوات إلى تحقيقها؛ هل هي أهداف عربية حيث تختلف رؤى الدول العربية لحل الأزمة في سوريا أو ستسعى إلى تحقيق أهداف أمريكا التي طلبت إرسال تلك القوات، وسوف تشرف عليها؟
- هل ستكون هذه القوات في مواجهة التنظيمات الإرهابية أو القوى الداعية للاستقلال والانفصال أو مواجهة الوجود الإيراني في سوريا؟
فمن الواضح أن المناطق المستهدفة بالوجود العسكري هي تلك المناطق التي تسكنها أغلبية من الأكراد السوريين المتوجسين من أي دور أجنبي غير الدور الأمريكي، ولا يمكنهم الوثوق أبدا بجيوش تمثل دولا وقفت في الضد من طموحاتهم[3]، وهو ما يعني صداما محتملا بين القوات العربية وبين تلك القوات الكردية.
ويبقى أن القوات العربية إذا ما تواجدت على الأرض السورية ستمثل استنزافًا حقيقيًا ومستمرا لدول تلك القوات؛ سواء عسكريا أم اقتصاديا. وهو ما يصب مباشرة في مخططات استنزاف وإضعاف دول المنطقة، بما يضر بأمن المنطقة القومي ويمثل استمرار لحالة الفوضي الإقليمية لأن هذه القوات ستكون هدفًا لكل الأطراف بما فيها الجماعات الإرهابية بالاضافة إلى أن إيران ستجد فيها ساحة مثالية بعد اليمن لتصفية حساباتها مع السعودية والإمارات، ومهما بلغت الحماية الجوية الأمريكية من نفوذ وحضور، فإنها لن تحول دون شن هجمات منظمة على هذه القوات .
[1]وزير الخارجية المصري يعلق على فكرة إحلال قوات عربية في سوريا
[2] القاهرة توضح تصريحات شكري بخصوص إرسال قوات مصرية إلى سوريا