حزب الله والحوثي والحشد الشعبي.. كيف أصبحت الحركات المسلحة أداة في هدم الدول وليس للدفاع عنها؟

حزب الله والحوثي والحشد الشعبي.. كيف أصبحت الحركات المسلحة أداة في هدم الدول وليس للدفاع عنها؟

لقد نُكِبت منطقة الشرق الأوسط بوابل كبير من الصراعات المسلحة، كلمة السر في هذا الصراع، وعدم الاستقرار هي الحركات المسلحة أو المليشيات التابعة لدول أخرى؛ مثل: إيران أو الغرب، تلك الجماعات التي تعمل لهم بالوكالة.

الأمر الذي جعل من الشرق الأوسط ساحة للفوضى والحروب؛ على عكس الجيوش النظامية التي تعمل من أجل الدولة الشرعية وحمايتها والدفاع عنها.

وهناك ميليشيات مسلحة تُنازع الدولة الشرعية حقها في احتكار العنف، تلك التي تعمل كأذرع لحساب أجندات خاصة ومكاسب شخصية تمولها دول كدولة الفقيه، راعية الفتن وعدم الاستقرار في المنطقة العربية؛ مثل: السودان ولبنان، والعراق، واليمن، والصومال. ومن بين تلك الصراعات أيضًا هناك جماعات عرقية تحارب من أجل استقلال كامل أو جزئي؛ كما أن هناك جماعات مسلحة تحارب الأنظمة الموالية لدول أخرى؛ مثل: منطقة الساحل الإفريقي.

إن الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط له مؤشرات عديدة، وعلى كل من هذه المؤشرات فإن أداء المنطقة يعد هو الأسوأ. والدليل وفق مؤشرات دولية أن نصف اللاجئين والنازحين أو أكثر حول العالم هم من منطقة الشرق الأوسط، وتُمثل سوريا المصدر الأكبر لهؤلاء، هذا بجانب أفغانستان وجنوب السودان واليمن والعراق.

وعلى مقياس الدول الفاشلة التي تسمى أو يطلق عليها بـ “الدول الهشة”، فإن دول المنطقة تحتل مراتب متقدمة في الفوضى وعدم توافر الاستقرار وغياب العنصر الأمني الكامل.

والأهم أنه لا توجد ثمَّة مؤشرات أو بشائر حتى الآن توحي بأن الصراعات المسلحة في المنطقة ستجد طريقها للحل في المدى المنظور أو القريب؛ نتيجة الجماعات أو الأذرع التي تعبث بأمنها لحساب مصالح دول أخرى، وعلى رأس هذه الدول دولة الفقيه أو المرشد علي خامنئي.

وحتى لا نكون منفِّرين، قد توجد بعض المؤشرات، ولكنها ضئيلة على أن بعضًا من هذه الصراعات سوف تتجه في الفترة المقبلة إلى مرحلة من التهدئة. وإن كنا نستبعد أن هذا ربما لا يسري بالضرورة على الدول التي بها أذرع تعمل لحساب مصالح دول أخرى؛ لذا نقول: إن كثيرًا من الصراعات في الشرق الأوسط مرشحة بشكل أكثر نحو مزيدٍ من التصعيد والتوتر. وهذا ما نسلط عليه الضوء في التقرير التالي بمركز “رواق” للأبحاث والدراسات الإستراتيجية.

على سبيل المثال: ومما ذكرناه ورسخنا له في مقدمة هذا التقرير حول أهداف الجماعات المسلحة وتبعاتها وتأثيراتها على النظام الرسمي أو الشرعي للدولة، وأجندتها التي تعمل من أجلها، ومنها سجل مليشيا الحشد الشعبي الشيعي في العراق والانتهاكات التي ترقى إلى جرائم تطهير عرقي بحق السنة بالتحديد في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش، ودور حزب الله الكارثي في لبنان، وجرائم الحوثي في اليمن، وذلك بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

جرائم الحشد الشعبي بالمناطق السنية في العراق:

لقد اتهمت أطراف سنية عراقية ومنظمات حقوقية وهيئات دولية، على رأسها الأمم المتحدة، الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة خلال الفترة ما بين 2014 و2016. تنوعت بين التعذيب والإخفاء القسري وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب ونهب مدن وبلدات قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها. (الجزيرة).

وبالتالي لم تسلم حتى مساجد السنة من التدمير والحرق على أيدي الحشد الشعبي، إضافة إلى تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لتلك المدن.

وفيما يلي أبرز انتهاكات الحشد الشعبي في بعض المدن العراقية استنادًا إلى تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية غربية.

جرائم الحشد الشعبي في الفلوجة:

اتهمت منظمات حقوقية، بينها “هيومن رايتس ووتش”، مليشيا الحشد الشعبي بارتكاب جرائم عدة في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) عام 2016، بعد انسحاب تنظيم داعش الإرهابي منها. تراوحت بين التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل. وأجرت المنظمة سلسلة من اللقاءات تثبت ادعاءات قيام عناصر من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي بإعدام نحو 17 شخصًا من الفارين من منطقة السجر (شمال شرق الفلوجة).

وفي منطقة الصقلاوية شمال غرب الفلوجة، أرفقت المنظمة تقارير تشير إلى أن بعض المدنيين تعرضوا للطعن حتى الموت وآخرين سُحلوا بعد ربطهم بالسيارات في منطقة. وكذلك في مطلع يونيو/حزيران 2016 دعت المنظمة الحقوقية الحكومة العراقية إلى التحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على المدينة. (الجزيرة).

الدمار الذي خلَّفه الحشد الشعبي في الفلوجة:

لقد تعرض مدنيون عراقيون، وفق منظمة الأمم المتحدة، لانتهاكات تشمل القتل على أيدي مليشيات عراقية في محيط الفلوجة. وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد في بيان له يوم 7 يونيو/حزيران 2016 إن لدى المنظمة تقارير محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي جماعات تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة.

كما أصدر تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في العراق) يوم 9 يونيو/حزيران 2016 بيانًا أكد فيه تورط مليشيا الحشد الشعبي في ارتكاب “مجزرة المحامدة” التي لقي فيها عشرات الأشخاص حتفهم، واختطاف أكثر من ستمئة شخص وإخفائهم قسرًا.

وذكر شهود عيان وأسرى حرروا من قبضة الحشد الشعبي أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة سجنوا في معتقلات مجهولة “إخفاء قسري”، وقتل العشرات منهم تحت وطأة التعذيب. ولم تسلم المساجد من الانتهاكات، حيث قالت مصادر في الدفاع المدني بمحافظة الأنبار في يوليو/تموز 2016 إن مليشيا الحشد فجرت خمسة مساجد ونهبت مئات المنازل ثم أحرقتها في الفلوجة.

الأمر نفسه أكده الشرطي قصي عبد العزيز الذي تحدث في يونيو/حزيران 2016 على قناة الجزيرة وقال إن مليشيا بدر التي تنتمي إلى الحشد الشعبي نفذت، بعد دخولها الفلوجة، عمليات حرق ونهب للعديد من منازل المدنيين في الأحياء التي كانت القوات العراقية قد استعادتها من تنظيم الدولة، مضيفًا أن المليشيات سرقت الأدوية من مستشفى الفلوجة. (الجزيرة).

إحراق مسجدين في الأنبار بتوجيهات طائفية بأمر مباشر من إيران:

شجبت هيئة علماء المسلمين في العراق في مايو / أيار 2016 بشدة إحراق المليشيا لمسجدين في بلدة الكرمة. وقالت الهيئة في بيان إن هذه العملية “جاءت تنفيذًا لتوجيهات طائفية بأمر مباشر من إيران”. وكانت مصادر في الحشد العشائري وشهود عيان قد ذكروا أن مليشيات الحشد الشعبي فجرت جامع الكرمة الكبير، وأحرقت دائرة الجنسية والأحوال المدنية وسط الكرمة، كما أحرقت جامع إبراهيم الحسون في منطقة الرشاد شرقي البلدة.

وفي يونيو / حزيران 2016 إن مختطفين من أهالي الكرمة والصقلاوية في محيط الفلوجة تعرضوا إلى تعذيب وانتهاكات على يد الشرطة الاتحادية ومليشيا الحشد الشعبي.

جرائم ممنهجة في تكريت:

أكد المركز الوطني للعدالة (غير حكومي) عام 2015 أنه يملك دلائل موثقة على أن ثمانية آلاف منزل داخل تكريت (160 كلم شمالي بغداد) تعرضت للنهب والسلب ثم التدمير بالعبوات الناسفة. واتهم الشيخ فلاح حسن الندى، أحد شيوخ قبيلة البوناصر في تكريت، مليشيا الحشد الشعبي بمنع أهالي تكريت من العودة إلى منازلهم.

وقال مسؤولون أمنيون بمحافظة صلاح الدين (شمال العاصمة بغداد) في يوليو / تموز 2016: إن عناصر من مليشيا حزب الله التابعة للحشد الشعبي اختطفت ستين نازحًا من أهالي الشرقاط شمال تكريت. وأن قوة من مليشيا حزب الله داهمت مركزًا للتحقيق مع النازحين من أهالي الشرقاط واقتادت ستين نازحًا إلى جهة مجهولة، مبينة أن هذه الحادثة ليست الأولى.

جرائم الحشد في محافظة ديالي:

أوضح شهود عيان عام 2014 أن ميليشيات محسوبة على الحشد الشعبي ارتكبت جرائم كبيرة بإحراق منازل وإتلاف الحقول الزراعية ومنع أبناء الطائفة السنية من العودة إلى منازلهم. واتهم مؤتمر عشائر محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، عناصر الحشد الشعبي بتدمير مئة مسجد في المحافظة عام 2014. (الجزيرة).

وفي أغسطس / آب 2014، قتلت مليشيات الحشد الشعبي نحو سبعين مصلّيًا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد مصعب بن عمير بمحافظة ديالى. وقبل ذلك جرت عمليات عنف عديدة، لا سيما في بعقوبة والمقدادية.

وفي نهاية فبراير / شباط 2016 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش هذه المليشيا بقتل عشرات العراقيين السنّة في قضاء المقدادية بديالى، عقب تفجير مزدوج تبناه تنظيم الدولة. كما اتهم سكان في سامراء بمحافظة صلاح الدين المليشيات بخطف مدنيين.

وقال محافظ ديالى السابق عمر الحميري في أكتوبر / تشرين الأول 2016: إن أكثر من 250 من مساجد أهل السنة دُمرت كليًا أو جزئيًا في محافظة ديالى.

ارتكاب الفظائع في محافظة صلاح الدين:

لم تسلم الممتلكات المدنية من انتهاكات الحشد الشعبي في بلدة آمرلي التابعة لمدينة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش التي دعت الحكومة إلى كبح جماح المليشيات. وقالت المنظمة في تقرير لها، إن لديها ما يثبت أن مليشيا الحشد الشعبي نهبت ممتلكات المدنيين السنّة الذين فروا بسبب القتال، وأحرقت منازلهم ومحالهم، ودمرت على الأقل قريتين تدميرًا شاملًا.

وأشارت إلى أن المليشيا التي أمكن التعرف إليها عن طريق المركبات والشارات تضم “فيلق بدر”، و”عصائب أهل الحق”، و”كتائب حزب الله العراقي”، و”سرايا طلائع الخراساني”. وكلها منضوية تحت لواء الحشد الشعبي.

كما كشفت مصادر أمنية وعشائرية في آمرلي يوم 18 يونيو / حزيران 2016، أن مليشيا شيعية اقتحمت سجنًا في المنطقة وأعدمت 12 سجينًا جميعهم من العرب السنة.

إن دولة العراق الغنية بالنفط، والتي كانت في مقدمة الدولة العسكرية الكبرى قبل احتلالها على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية الذين يعملون وينفذون مهامهم مثل المرتزقة تمامًا، قد جعل من العراق دولة ممزقة وقسمت إلى طوائف، وهو ما لم يحدث قبل مقتل صدام حسين، بغض النظر عن بعض سياساته التي عليها كثير من علامات الاستفهام؛ إلا أنها كانت دولة قوية ومتماسكة في عهده.

وجاءت قوات الحشد الشعبي الذي زاد الطين بلة، وقبلها تنظيم داعش الإرهابي، وسرقة النفط والمتاجرة فيه بالتعاون مع دول غربية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما نشرته تقارير دولية وأممية حينذاك حول تجارة داعش في النفط وبيعه بجانب سبي النساء، وهو ما قامت به قوات الحشد الشعبي تمامًا المدعومة من دولة الملالي، فهي الوجه الآخر لداعش، وما قامت به في اضطهاد السنة بالتحديد يتردد حتى كتابة هذه السطور.

كذلك نقول إن ما حدث في العراق حتى الآن ما هي إلا أدوار قسمت بين إيران، العدو الظاهر لأمريكا والصديق الخفي لها في نفس الوقت، حيث تم استبدال القوات الأمريكية بإيران وذراعها “الحشد الشعبي” في العراق. وهو ما جعلها دولة غنية بالنفط والموارد الطبيعية إلى دولة تعاني، والمواطن بها يئن.

تقرير حقوقي يفضح جرائم الحوثي في اليمن:

لقد نجحت دولة المرشد الإيراني في تمزيق اليمن أيضًا على غرار ما فعلته في العراق. فقد فضح تقرير حقوقي يمني جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية، في قصف الأعيان والمنشآت المدنية في 14 محافظة يمنية. وكشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن الميليشيات المدعومة من إيران دمرت 27541 منشأة مدنية في 14 محافظة، خلال 3 سنوات. (الجزيرة).

وتحظر المادة 147 من اتفاقية جنيف عام 1949، استهداف الأعيان المدنية وتدميرها. كما جرمت المادة 25 من لائحة لاهاي لعام 1907 قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية بأي وسيلة.

تدمير مرافق حكومية:

إن التقرير الذي تناول الفترة من 30 يونيو 2018 حتى 30 ديسمبر 2021، أكد أن المنشآت السكنية كانت الأكثر تضررًا، حيث سجلت 20996 حالة اعتداء بحق منازل المدنيين. تنوعت بين تدمير كلي وجزئي واقتحام وتفتيش واحتلال ونهب وعبث بالمحتوى مارسته الميليشيات الإرهابية.

كما أكد أن الهجمات الحوثية العشوائية دمرت ممتلكات عامة وخاصة، شملت مرافق تعليمية وصحية وخدمية ومقرات حكومية، ومشاريع ومنشآت حيوية، ومعالم أثرية وسياحية، ودور عبادة، وطرقًا وجسورًا، ومنازل ومجمعات سكنية، ومقرات أحزاب وهيئات ومنظمات محلية ودولية، ومصانع وشركات استثمارية ومحلات تجارية، ومزارع وآبار مياه، وغيرها.

ووفق التقرير، فإن الهجمات العشوائية التي تشنها الميليشيات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة استهدفت أحياء سكنية مكتظة بالسكان وأسواقًا شعبية ومحلات تجارية. وأوضح أن الأعيان المدنية في محافظتي تعز ومأرب كانت الأكثر تضررًا إثر القصف بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة.

وطالب التقرير بضرورة تشكيل لجنة حصر لحجم الأضرار والخسائر التي لحقت الأعيان المدنية، لا سيما “الممتلكات الخاصة”، على يد آلة التدمير الحوثية المدعومة إيرانيًّا. (الجزيرة).

ووصف مسؤولون يمنيون، الهجمات الحوثية ضد المدنيين والأعيان المدنية بأنها “جرائم حرب حظرتها كل المواثيق والقوانين الدولية”. وبحسب المسؤولون فإن التصميم الإيراني وراء فكرة أن الحوثي مشروع يجب أن يستمر ويمتد وعدم التعامل مع أي دعوات أو حل سياسي، هو السبب في تعنت الحوثي.

نخلُص في ذلك إلى أن مشروع إيران التوسعي الرافض لأي حل هو من يقف وراء ذلك، وأن ارتباط الميليشيات الحوثية بطهران يجعلها حبيسة للتوجهات الإيرانية.

الحوثي يقوّض دعوات السلام في اليمن:

وطيلة نحو 10 سنوات تنامت الهجمات الإرهابية التي تشنها ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث ظلت الأعيان المدنية تحت طائلة القصف العشوائي، مما عرّض حياة الملايين من اليمنيين لخطر الموت. (سكاي نيوز).

ويقول المركز القانوني اليمني: إن القانون الدولي الإنساني يقوم على مبادئ، أهمها ضرورة التمييز بين الأعيان العسكرية والأعيان المدنية. و”المادة 25 من ملحق اتفاقيات جنيف بشأن النزاعات المسلحة أكدت أن المنازل والمدارس والملاعب والمستشفيات والأعيان الثقافية وغيرها، أعيان مدنية وليست عسكرية ولا يجوز التعرض لها أو استهدافها عسكريًّا”.

وتقول الشبكة اليمنية للحقوق والحريات: إن الميليشيات الانقلابية ارتكبت أكثر من 3419 جريمة وانتهاكًا بحق المدنيين في محافظة إب، خلال الفترة بين أول يناير 2020 و31 ديسمبر 2021.

وذكرت في تقرير سابق أن الجرائم أسفرت عن مقتل 213 مدنيًا من بينهم أطفال ونساء ومسنون، وإصابة 189 آخرين، فضلاً عن الاعتداء بالضرب على 121 شخصًا من بينهم 26 طفلاً و21 امرأة و18 مسنًّا.

إن استمرار التصعيد في اليمن ومعاناة اليمنيين ومنع الرواتب عن الموظفين والعاملين يؤكد بأن الميليشيات لا تريد أن تكون طرفًا في أي طاولة حوار تنهي الحرب، أو جزءًا من عملية لبناء السلام في اليمن وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أن استمرار استهداف الأعيان المدنية والمدنيين والمنشآت الاقتصادية في اليمن والسعودية بالصواريخ الباليستية وكروز والطائرات المسيرة يعكس موقف الحوثي الرافض للسلام بعد دعوة مجلس التعاون الخليجي لحوار يمني يمني لإحلال السلام في البلاد.

جرائم الحوثي برًّا وبحرًا في محافظات اليمن:

لقد رصد تقرير حقوقي يمني، مؤخرًا، ارتكاب مليشيات الحوثي نحو 504 جرائم إرهابية بحق الملاحة البحرية قبالة اليمن، في انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب. وكشف التقرير، وفق “سكاي نيوز عربية”، ارتكاب الميليشيات المدعومة إيرانيًّا، نحو 5091 جريمة إنسانية ضد المدنيين العزل في 18 محافظة. تراوحت بين الإخفاء القسري والاعتقالات والتعذيب.

ومنذ 2014، وحتى كتابة هذا التقرير، فقد حولت المليشيا الحوثية المدن اليمنية إلى حمامات دماء، عن طريق القصف الوحشي للأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية وزجّ عشرات الآلاف من عناصرها والأطفال في محارق الحرب، فضلاً عن أعمال قرصنة متصاعدة في البحر الأحمر، كان آخرها اختطاف السفينة المدنية “روابي” التي تحمل علم الإمارات في 5 يناير الجاري.

جرائم الحوثي البحرية:

لا يخفى على أحد ما يحدق في منطقة البحر الأحمر واستهداف السفن، والتي كانت لها تبعات سلبية حتى على الدولة المصرية وليس اليمن فحسب، وهذا ما ذكره صراحة منذ وقت قريب جدًّا الرئيس السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي. (سكاي نيوز).

وقال التقرير الصادر عن الملتقى الوطني لحقوق الإنسان باليمن: إنه خلال 7 سنوات من سيطرة الحوثيين على صنعاء تتعرض السفن التجارية بالبحر الأحمر لاعتداءات إرهابية متواصلة، ما يهدد 13% من حجم حركة التجارة الدولية سنويًّا، قبالة مناطق سيطرة الانقلابيين، بحسب تقديرات منسوبة لبيانات رسمية.

ووثق التقرير ارتكاب آلاف الجرائم خلال نشاط المليشيات في أعمال القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن. وارتكب الحوثيون سلسلة من الانتهاكات ترقى لجرائم الحرب بالمخالفة للقانون الدولي والقوانين المحلية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادق عليها اليمن.

وبلغت تلك الجرائم البحرية الحوثية، نحو 504 انتهاكات، بينها 183 حالة استهداف لسفن الشحن التجارية الدولية والسفن العسكرية، و49 حالة استخدام شواطئ البحر الأحمر لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.

كما سجلت استهداف الموانئ اليمنية والسعودية بنحو 17 انتهاكًا، وزراعة 192 لغمًا حوثيًّا في مياه البحر الأحمر، وارتكاب 63 اعتداء على الصيادين ونهب ممتلكاتهم.

إيران تقوم بتدريب مليشيات الحوثي على اختطاف السفن:

إن مليشيات الحوثي استخدمت ميناء الحديدة كقاعدة عسكرية لإطلاق عملياتها بالبحر الأحمر، وحولت ميناءي رأس عيسى والصليف لقواعد تدريب لقراصنتها، وهنا يجب تحرك دولي “لإغلاق ميناء الحديدة وإخراج الحوثيين”. وقامت إيران بتدريب مليشيات الحوثي على اختطاف السفن وتعطيل الملاحة الدولية وتزودهم بمعلومات عن طرق الملاحة وعبور السفن. (سكاي نيوز).

وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية المليشيات بـ”نهب عتاد الجيش”، والاحتياطي النقدي والخزينة العامة، ووضع الملايين دون خط الفقر والمجاعة. ويرصد التقرير وقائع الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات ضد المدنيين في 18 محافظة يمنية خلال 2021، حيث جاءت بإجمالي 5091 جريمة، وطالت 21 حقًّا من حقوق الإنسان الأساسية.

وتنوعت تلك الجرائم بين القتل والتعذيب والاختطاف، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وزرع الألغام بأنواعها المختلفة البرية والبحرية.

وجاءت محافظة تعز في المقدمة من حيث الانتهاكات، ثم يليها شبوة، وصنعاء، ومأرب، والحديدة، وإب، وعدن، وصعدة؛ معقل الإرهابيين الحوثيين.

انتهاكات فظيعة للحوثي بحق المدنيين:

وتصدر انتهاك حق السلامة الجسدية القائمة بنحو 1938 حالة؛ من بينها 983 جريمة اعتداء جسدي و442 حالة اعتقال وإخفاء قسري واحتجاز تعسفي، فضلاً عن 153 جريمة تعذيب و17 حادثة اختطاف.

وجاء في المرتبة الثانية من الجرائم الحوثية ضد المدنيين باليمن، انتهاك الحق في الحياة؛ ومنه القتل خارج إطار القانون بنحو 998 جريمة. حيث توزعت ما بين 765 انتهاكًا للحق في الملكية، وانتهاك الحق في السكن بواقع 521 حالة ضد المدنيين، فضلًا عن انتهاك حرية التنقل والسفر بواقع 229 حالة، والحق في العمل 184 واقعة انتهاك، وجريمة انتهاك الحق في المحاكمة العادلة بـ 66 واقعة.

وفيما ارتكبت المليشيات 69 جريمة ضد حرية الرأي والتعبير، و63 خاصة بحرية التجمع، بلغ انتهاك الحق في حرية الدين نحو 39 حالة، و16 جريمة اعتداء جنسي، وكان العقاب الجماعي ضد المدنيين 12 جريمة. (سكاي نيوز).

تفاصيل مرعبة عن جرائم الحوثي في حجة:

لقد كشف المركز الأمريكي للعدالة (منظمة حقوقية غير حكومية)، عن ارتكاب ميليشيا الحوثي، أكثر من 30 ألف انتهاك بحق المدنيين في محافظة حجة، شمالي غرب اليمن، خلال الفترة من يناير 2015 وحتى ديسمبر 2021. وأفاد تقرير حديث أصدره المركز، أن انتهاكات الميليشيا الحوثية تنوعت بين الحق في الحياة والسلامة الجسدية، والحق في الحرية، وتدمير ونهب الممتلكات الخاصة والعامة، وانتهاكات حق الطفولة والمرأة، وانتهاك الحق في التعليم، وانتهاكات أخرى.

ووثق التقرير المعنون بـ”محافظة حجة.. حقوق مصادرة.. وحريات منتهكة”، مقتل (329) مدنيًّا، بينهم 164 مدنيًّا بطريقة مباشرة منهم 18 طفلًا و15 امرأة، ومقتل 131 مدنيًّا بالقصف العشوائي الذي طال القرى والمناطق الآهلة بالسكان، ومقتل 34 بالألغام الفردية التي زرعتها الميليشيا في مناطق عدة بالمحافظة.

ورصد التقرير إصابة ما يفوق (800) مدني بنيران ميليشيا الحوثي، منهم 462 إصابة بالقصف العشوائي و263 إصابة بطلق ناري، بينما تسبب انفجار ألغام في إصابة 26 امرأة و58 طفلًا.

وأكد أن الميليشيا اختطفت واعتقلت أكثر من 2507 مدنيين، تعرض منهم للإخفاء القسري 605، ولا يزال بعضهم مخفيين حتى اليوم، فيما تعرض 1252 مدنيًا للتعذيب النفسي والجسدي. وأجبرت الميليشيا 3118 أسرة يمثلون (13814 فردًا) على النزوح قسرًا خارج المحافظة. كما أوضح أن ميليشيا الحوثي جندت قرابة 6 آلاف طفل دون سن الخامسة عشرة، قتل منهم 674 طفلًا في جبهات القتال.

كما فجرت 31 منزلًا في المحافظة، وأقدمت على نهب ومصادرة 185 منزلًا، وتعرض 594 منزلًا للقصف، منها 167 دمرت بشكل كلي و426 دمرت جزئيًّا؛ إضافة إلى اقتحام وتفتيش ونهب 373 منزلًا، إضافة إلى 6635 حالة نهب للممتلكات الخاصة.

وارتكبت الميليشيا الحوثية، 7424 حالة منع ونهب للمساعدات الإنسانية ومصادرتها وتحويلها لصالح مقاتلي الجماعة والعاملين معها، أو فرض رسوم على من يتسلمها لصالح دعم القوافل الغذائية لمقاتليها، وفقًا للتقرير.

انتهاكات كبيرة تتعلق بالعملية التعليمية:

أشار المركز الأمريكي للعدالة إلى تغيير الميليشيا أسماء 31 مدرسة بأسماء قياداتها، إضافة إلى تسخير الإذاعات المدرسية في عموم المحافظة للتحريض على العنف والكراهية والحشد الطائفي.

ولفت إلى تحويل ميليشيا الحوثي 34 منشأة حكومية إلى مقار خاصة وتدمير 15 مقرًّا حكوميًّا بشكل كلي و19 بشكل جزئي، بجانب 21 انتهاكًا طال الأعيان المدنية والثقافية، منها حالتا تفجير و6 حالات حولتها إلى مواقع عسكرية و12 حالة إلى مقرات للأنشطة والفعاليات.

وتطرق تقرير المركز للانتهاكات المتعلقة بالعملية التعليمية، حيث حرمت الميليشيا الطلاب من 45 منشأة تعليمية، وأسهمت بشكل أساسي في قطع المرتبات عن 17 ألف تربوي ومعلم وأجبرت 2045 منهم على حضور دورات ثقافية. (العربية).

هنا نذكِّر بأنه لا يختلف حال اليمن التعيس الآن كثيرًا عما حدث في العراق على أيدي ميليشيا الحوثي، فالحرب الأهلية وتقسيم اليمن تنفيذًا لأجندات غربية تقوم بها إيران في المنطقة، وهو ما يريده الغرب تمامًا، وهو تحويل الدول العربية إلى أشباه دول ليتفرغ الاحتلال الصهيوني وتنفيذ جرائمه في فلسطين واستباحة الأقصى.

وما حدث منذ سقوط الرئيس علي عبد الله صالح كان مخططًا له منذ سنوات، وهذا ما تحدث عنه تقارير دولية ومفكرون، حيث تم استبدال الرئيس صالح، وبالطبع هذا ليس دفاعًا عنه، بمليشيا الحوثي التي تعمل لحساب إيران لتوسيع مشروعها الشيعي الصفوي، وهذا بالضبط هو بُغْية الدول الغربية وأمريكا.

حيث يقوم الحوثي بتجنيد الأطفال الإجباري والطوعي وإغرائهم بالمال من أجل القتال في صفوفه ضد الشعب اليمني السني، ونهب ثرواته من الذهب والنفط، وهو ما حول اليمن إلى دولة ممزقة انتشرت فيها المجاعات والأمراض، وعلى رأسها مرض الكوليرا، وللأسف يقع الكثير من الشباب والأطفال في براثن مخططات إيران وذراعها في اليمن.

أيضًا إن قيام الحوثي باستهداف السفن الغربية أو الإسرائيلية في البحر الأحمر بحجة الدفاع عن غزة، هدفه فقط الشو الإعلامي وجذب الشباب وتعاطفهم مع تصرفاته ومن أجل نسيان جرائمه في اليمن. والدليل لو أرادت إيران وأذرعها حقًا الدفاع عن غزة لوجهت ضربات حقيقية إلى دولة الاحتلال ولأرسلت مقاتلين إلى غزة، وليس توجيه ضربات وهمية لا تُثمن ولا تُغني من جوع ومتفق عليها مسبقًا مع الإدارة الأمريكية.

إن مليشيا الحوثي يمثل كارثة بكل المقاييس على الشعب اليمني، والذي حوله إلى لاجئ ونازح هربًا من العنف والقصف والقتل والتنكيل واغتصاب النساء وتجنيد الأطفال للقتال في صفه، وليس من أجل حماية الوطن ومؤسساته والجلوس للمفاوضات التي دعت إليها كثيرًا المنظمات الدولية والدول العربية.

مجازر بحق المدنيين والأطفال.. لماذا يكره السوريون حزب الله؟

بالرغم من اختلافنا مع إيران الشيعية وحزب الله، إلا أننا كأهل السنة لا نفرح بتغلب الصهاينة أو اليهود على المسلمين الشيعة لأنهم أقرب لنا في الدين. ولكن فوجئنا عقب الإعلان عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بخروج الآلاف في شوارع دمشق وبعض المدن السورية في مسيرات احتفالية، يهتفون فرحين بالعملية، رغم أنها تمّت على يد إسرائيل. وهو ما يؤكد حجم الويل والعذاب ومرارة الظلم والقتل والتنكيل التي تمت لأهل سوريا على أيدي ميليشيا حزب الله اللبناني.

لذا فإذا بحثت عن الخلفية والمسببات لهذه المسيرات ستجدها متعلقة بالأشهر الأولى لانطلاق المظاهرات ضد النظام السوري، ودخول المئات من عناصر الحزب إلى سوريا بين عامي 2011 و2012، ووجودهم في المواقع الحيوية بالعاصمة دمشق ومواقع بحلب شمال البلاد، خصوصًا نبل والزهراء، إضافة إلى كفريا والفوعة شمال شرق إدلب، وانتشارهم بلباس مدني وعسكري على أبواب الكليات في جامعتي دمشق وحلب، وذلك للمشاركة في قمع المظاهرات وضرب الطلاب وسحلهم. (العربية).

وبعدها تدخلهم بأوامر من نصر الله للمشاركة العسكرية وارتكابهم جرائم حرب يندى لها الجبين، مثل مجزرة الحولة الشهيرة عام 2012 التي قتل فيها 112 من السوريين المدنيين، بينهم نساء وأطفال ذبحًا بالسكاكين وحراب البنادق.

مجازر حزب الله في سوريا التي تسرّبت عام 2013:

ولا ننسى ما ذكره المدعو الجنرال حسين همداني، الذي قاد قوات شيعية مشتركة بسوريا وقُتل هناك، في مذكراته “رسالة الأسماك”، أن حزب الله كان أكثر حماسة للدخول في المعارك بسوريا من إيران نفسها، بل إن الأمين العام حسن نصرالله، هو من شجّع إيران على التدخّل، عندما طالبها بخطة تحرّك عسكرية وسياسية ضد الحراك الثوري في سوريا منذ كان سلميًّا.

وأبرز المجازر التي تسرّبت عام 2013 مقاطع مصوّرة، كانت في بلدة العتيبة بريف دمشق، حيث نفّذ عناصر الحزب مجزرة استُشهد فيها أكثر من 175 مدنيًا كانوا يحاولون مغادرة الغوطة المحاصرة. (العربية).

وفي أكتوبر عام 2013 كشف مقطع فيديو قيام عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني بإعدام جرحى سوريين عقب المعارك التي جرت في مدينة القصير السورية، وانتهت بسقوط المدينة في أيدي الجيش السوري النظامي وعناصر حزب الله. ومن خلال الأصوات يتّضح حديث بعض عناصر حزب الله باللهجة اللبنانية خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية للجرحى، وكان الفيديو يحتوي على مشاهد قاسية جدًّا تُظهر توسل الجرحى السوريين لعناصر حزب الله بالحفاظ على حياتهم؛ إلا أن ذلك كان يُقابل بوابل من الرصاص بلا رحمة.

وفي 2013 أيضًا، هدَّد عناصر من ميليشيا الحزب بدخول مسجد خالد بن الوليد في حمص ونبش قبره. وما إن مضى عام عليه، حتى اقتحموه ودمروا الضريح ونهبوه، وكتبوا على جدرانه عبارات شيعية طائفية، ولم يتوقفوا عند ذلك، بل رفعوا الأذان بصيغته الشيعية الإيرانية، مستفزين جميع الأهالي المحاصرين.

قوات نصر الله تقتل حيًا في سوريا ذبحًا حتى النساء والأطفال:

وفي العام نفسه تم تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لعنصر من ميليشيا الحزب، وهو يتوعّد بقتل آخر سنّي ويسبّ أهل السنّة ويصفهم بألفاظ همجية وطائفية، وتوعّد باحتلال الكعبة المشرّفة. وأشار إلى الضحايا الذين قُتلوا على أيديهم بـ”دعسوا على الجثث”. (العربية).

واتهم تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، حزب الله عام 2014 بارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية وصلت إلى حد الذبح وقتل جميع أبناء الحي حتى النساء والأطفال. تنوعت بين الإعدامات الميدانية بالرصاص واغتصاب النساء وقتل الأطفال، وكبار السن، والتنكيل بالجثث وحرقها.

ومع التدخّل الروسي عام 2015 تدخّل الآلاف من عناصر حزب الله بأوامر من نصر الله، بل من إيران، وحاصروا مدينة مضايا وحرموا أهلها من الطعام والدواء، وهو ما أدى إلى وفاة الكثير من الأطفال والمرضى وكبار السن، وقتلوا المئات، ثم فرضوا التهجير على من تبقى من الأهالي، من أجل تغيير ديموغرافية الأرض لصالح الشيعة مقابل السنة.

فيما بعد قام عناصر الحزب بأوامر من حسن نصر الله، وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل بتسوية قرى وبلدات بأكملها بالأرض، وقتلوا أهلها، وطردوا سكان مدينة القصير شرق حمص، واحتلوها بشكل كامل.

لم تكن عمليات التهجير التي قام بها عناصر حزب الله في القصير وحمص الأخيرة، بل كرَّروها عشرات المرات، وكانت العملية الأبشع في مدينة دير الزور شرقي سوريا، ودرعا في الجنوب؛ إضافة إلى القلمون غرب دمشق، والبادية السورية، حيث هجَّروا السكان الأصليين وجلبوا أنصارهم من العراق.

ولكي تتم عمليات التهجير كان لا بد من تبديل المواقع، وعقد الصفقات المشبوهة. وقد رأينا ذلك واضحًا في الصفقة التي تمّت مع تنظيم داعش، حين نقلوا عناصر التنظيم في أوتوبيسات إلى شرق سوريا، بينما احتلوا هم الغرب. ولقد بلغ عدد القتلى السوريين أكثر من 500 ألف، تحت شعار الثورة وفلسطين والحسين، وتحت شعارات الخلافة التي رفعها داعش.

حزب الله وعملية اغتيال رفيق الحريري:

لم يسلم الداخل اللبناني، وليس خارجيًا فقط، من جرائم مليشيا حزب الله التي تدعي الدفاع عن المسلمين في غزة، ويجب ألا ننسى أن حسن نصر الله هو صاحب مقولة: “السلاح لحماية السلاح”. فسلاح المقاومة الشريف يقصد به نصر الله سلاح حزبه الذي اجتاح بيروت وجبل لبنان عام 2008، والذي شارك في اغتيال شخصيات وطنية، ليس أولها رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، بحسب حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وليس آخرها الوزير محمد شطح، واللواء وسام الحسن. هو نفسه السلاح الذي قتل به آلاف السوريين وحاصر مدنهم وقراهم حتى مات بعضهم جوعًا. (المجلة).

إن جرائم حسن نصر الله بحق اللبنانيين وتقويض الدولة هو أحد الذين أسهموا فيها، ليس في سوريا وحدها، بل في وطنه لبنان. وكان من بعض جرائمه، قتل وإصابة 241 لبنانيًا في لحظة واحدة، في عملية اغتيال رفيق الحريري، واغتيال عدد من الشخصيات الوطنية في لبنان.

لقد استخدم حزب الله شعارات فلسطين والقدس والتحرير والثورة، لكنه كان يهدف إلى السيطرة على لبنان وتحويلها إلى محافظة إيرانية، والعمل كذراع لها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، بل والعمل كأداة تنفيذ لها في أوروبا وأمريكا اللاتينية. وعلى هذا يكره السوريون حزب الله.

كما كان يتمتع أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله بقدرة كبيرة على قلب الحقائق وتزوير الوقائع، يعتمد على نظرية غوبلز، ولكنه يعرف أن جمهوره حتى غير قادر على تصديق بعض ما يقول، وإنْ صدّق بعض الكلام الآخر. (المجلة).

حزب الله يعرقل تفكيك مصانع الكبتاغون (المخدرات):

لقد عجزت الدولة اللبنانية بسبب وجود حزب الله في تفكيك مصانع الكبتاغون وتفكيك شبكات المخدرات؟”، مضيفًا: “لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف بنجس المخدرات، وهذا سلوكنا وموقفنا”. (المجلة).

تجارة “حزب الله” بالمخدرات بشكل عام تعود إلى أكثر من ثلاثين عامًا، عندما بدأت “إدارة مكافحة المخدرات” المسؤولة عن “مركز عمليات مكافحة الإرهاب” التابع لـ”شعبة العمليات الخاصة” تحت مظلة وزارة العدل الأمريكية بمتابعة نشاط “حزب الله” المتعلق بالإتجار في المخدرات وتبييض الأموال، والتي ينتج عنها تمويل عمليات توصف بالعمليات الإرهابية منذ نحو ثلاثين عامًا، عندما أوقفت بيع شحنات تقدر بالأطنان من الكوكايين كان يجريها شركاء الحزب بالتعاون مع كارتل المخدرات الكولومبي “لا أوفيسينا دي انفغادو”.

ولقد كانت عملية “كاساندرا” التي وثقت وكشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية عنها قبل أعوام قليلة، والتي أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لـ”حزب الله” تورطت في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا. وقد شاركت في العملية المذكورة أجهزة أمن من سبع دول، على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، ليست هذه العملية إلا واحدة من فضائح تورط حزب الله في الإتجار بالمخدرات وتبييض الأموال. (المجلة).

إن ما فعله حزب الله وقواته في سوريا لا يختلف كثيرًا عن جرائم بشار الأسد، بل ربما كان أشد وطأة وتنكيلًا، وجرمًا بالمواطن السوري عن جرائم النظام. وهو ما يعني حماية نظام ولائه للدولة الإيرانية، وإلا لكان قد رضخ لمطالب الشعب من أجل عدم إراقة الدماء وللحفاظ على الدولة المتماسكة القوية مثلما كان في السابق.

نقول: إن سوريا كانت من الدول العربية القليلة التي كانت غير مدينة للخارج، وكانت بها الخيرات والنفط وزراعة الحبوب بكثرة لجودة تربتها وأراضيها، وعلى رأسها القمح. وبفضل النظام وقوات حزب الله حولت إلى دولة بلا حدود تعبث بها جميع الاستخبارات العالمية، وعن سرقة مقدراتها وخيراتها ومنها النفط فحدث ولا حرج.

ولا ننسى أن سوريا تمثل أكبر أزمة لجوء حول العالم، حيث بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسرًا 13.8 مليون شخص داخل وخارج البلاد بحلول نهاية عام 2023، بسبب الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد طوال الـ 12 عامًا الماضية، وتنافس وتناحر الدول الكبرى على أرضه وجعل المواطن غريبًا.

أضف إلى ذلك: إنه لو كان حزب الله نافعًا حقًّا لنفع بلاده لبنان المتأزم التي حولها إلى دولة بلا رأس بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، حيث يعرقل انتخاب رئيس حتى كتابة هذا التقرير، لكنه استغل موقعه والدعم الإيراني له، ليس من أجل الشعب اللبناني؛ بل من أجل تمكين إيران من لبنان وسوريا.

وقبل انتهاء كتابة هذا التقرير، فقد تم الإعلان عن انسحاب قوات حزب الله حتى شمال نهر الليطاني، حيث قد اشترطت إسرائيل انسحاب عناصر حزب الله إلى شمال الليطاني لوقف النار. وهو ما يعني ترك مساحة كبيرة فارغة في المنطقة الحدودية من الأراضي اللبنانية لقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة ولدولة الاحتلال الصهيوني.

إن ما حدث من تراجع لقوات حزب الله أمام جيش الاحتلال وما قام به في تفزيم لبنان وقتل الثوار في سوريا يؤكد أن الجماعات المسلحة ما هي سوى وبالٍ على الدولة الشرعية، ولو سخرت هذه الأموال للمواطن لما كان الحال في لبنان وسوريا، لكنها في النهاية أجندة تنفذ بحذافيرها من أجل إيران الشيعية والأجندة الغربية.

ختامًا.. ما الفرق بين الجماعات المسلحة والجيوش النظامية؟

نخلُص في هذا التقرير إلى أن الجماعات أو الميليشيا المسلحة لا تدعم الدولة كما تزعم أو الجيش النظامي في حفظ الأمن والاستقرار؛ بل هي وبالٌ على استقرار الدولة الشرعية وتقويضها. ولنا الأسوة في الجماعات التي تعمل لحساب أجندات خارجية وللدولة الإيرانية بالتحديد في المنطقة، فالتشدق بأن هذه الجماعات تعمل ضد الاحتلال الصهيوني كما نرى الآن من دعوات الحوثي والحشد الشعبي وقبلهما حزب الله غير صحيح البتة، فلا يحمي الدولة إلا جيشها النظامي وشعبها ضد أي عدوان خارجي.

إن الجماعات المسلحة تلك ما هي إلا أداةٌ تعمل لحساب دول أو أجهزة استخبارات دولية تستخدمها وقت الحاجة وتستغني عنها أو تنقلب عليها في أوقات أخرى. فقط هي تمثل وقودًا في تهديد دول الشرق الأوسط الواسع، كما تسهم في عودة جماعات الإرهاب للنشاط في المنطقة من جديد؛ مما يستلزم أقصى درجات الحذر والحيطة، ومواصلة العمل من أجل الحفاظ على التهدئة ومنع دول بعينها من استمرار التدخل في شئون الدول المجاورة عن طريق أذرعها التي يتم تمويلها.

الخلاصة:

– نستخلص من هذا التقرير: أن الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج هي عائقٌ في استقرار الدولة، ورأينا ذلك جليًّا في إنشاء مليشيات حزب الله اللبناني والحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق.

– إن الميليشيا المسلحة لا تساعد الحكومة أو الجيش النظامي كما تزعم؛ بل هي وبالٌ على استقرار الدولة الشرعية. ولنا الأسوة في الجماعات التي تعمل لحساب أجندات خارجية وللدولة الإيرانية بالتحديد في المنطقة، فالتشدق بأن هذه الجماعات تعمل ضد الاحتلال الصهيوني، كما نرى الآن من دعوات الحوثي والحشد الشعبي وقبلهما حزب الله غير صحيح البتة، فلا يحمي الدولة إلا جيشها النظامي وشعبها ضد أي عدوان خارجي.

– نؤكد أن منطقة الشرق الأوسط تعرضت ولا تزال لوابل كبير من الصراعات المسلحة. كلمة السرّ في هذا الصراع وعدم الاستقرار هي الجماعات المسلحة أو المليشيات التابعة لدول أخرى والتي تعمل بالوكالة. الأمر الذي جعل المنطقة ملتهبة وأقل استقرارًا حول العالم.

– إن الاستقرار الإقليمي في المنطقة يعد هو الأسوأ. والدليل وفق مؤشرات دولية أن نصف اللاجئين والنازحين أو أكثر حول العالم هم من منطقة الشرق الأوسط، وتُمثل سوريا المصدر الأكبر لهؤلاء، هذا بجانب أفغانستان وجنوب السودان واليمن والعراق. وعلى مقياس الدول الفاشلة، التي تسمى أو يطلق عليها بـ “الدول الهشة”، فإن دول المنطقة تحتل مراتب متقدمة في الفوضى وعدم توافر الاستقرار.

– نعم لقد حوّلت ميليشيا إيران وأذرعها في المنطقة دولاً عربية إلى شبه دُول تغمُرها الفوضى والحروب الأهلية والصراعات لتطبيق سياسة دولة الفقيه بحجة الديمقراطية ومواجهة الكيان الصهيوني، وهو غير صحيح. فاللقاءات غير المباشرة مستمرة بين طهران وإسرائيل والإدارة الأمريكية، ولكل منهما مشروعه في الشرق الأوسط، فإسرائيل وأمريكا لهما مشروعهما التوسعي وإضعاف الدول العربية. وفي المقابل: فإن إيران لها أيضًا نفس الهدف، وهو توسيع مشروعها الصفوي الشيعي وهدم وإضعاف الدول العربية.

– إن ما فعله حزب الله وقواته في سوريا لا يختلف كثيرًا عن جرائم بشار الأسد، بل ربما كان أشد وطأة وتنكيلًا وجرمًا بالمواطن السوري عن جرائم النظام نفسه. وهو ما يعني حماية نظام ولائه الكامل للدولة الإيرانية، وإلا لكان قد رضخ لمطالب الشعب من أجل عدم إراقة الدماء وللحفاظ على الدولة لتبقى متماسكة.

– بالأخير.. لقد نجحت دولة المرشد الإيراني في تمزيق العراق ولبنان وسوريا واليمن. وقد فضحت المنظمات الدولية هذه الأذرع أو المليشيات التابعة لإيران وجرائمها في الدول العربية. والبقية تأتي إن لم ينتبه شعوبها وحكوماتها وحكامها، من أجل مواجهة المدّ الشيعي الصفوي الذي لا يختلف كثيرًا عن مشروع أمريكا وإسرائيل التوسعي في تخريب منطقة الشرق الأوسط عمومًا والدول العربية على وجه الخصوص. والله من وراء القصد.

المصادر:

– سكاي نيوز

– العربية

– الجزيرة

– المجلة

إيرانالحشد الشعبيالحوثيالشرق الأوسطحزب الله
Comments (0)
Add Comment