fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

موقف إخوان السودان من انتخاب الرئيس الحالي “عمر البشير” لفترة ولاية جديدة

363

أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان “علي جاويش”، أن الجماعة لن تقدم مرشحًا في انتخابات الرئاسة المقبلة، المقرر إجراؤها عام 2020، لأنها “جماعة قليلة العدد”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “الترشح للرئاسة يحتاج لأموال كثيرة وجماهير عريضة، ونرى من الخطأ الترشح لهذا الأمر”.

وبشأن موقفهم من ترشح “البشير” للرئاسة، قال: “لو ترشح رسميًا، سينظر الإخوان لمزاياه، وإذا ما وجدنا أنه يرفع شعارات إسلامية واضحة وبرنامجًا يلتزم بالإسلام فسننتخبه، وإذا لم نجد سنترك الأمر مفتوحًا لأفراد الإخوان بانتخاب من يرونه مناسبًا، أما إذا لم نجد شخصًا مناسبًا فلن يتم التصويت لأي أحد، ونترك الحرية للجميع أن يقرروا ما يشاؤون“.

والنظر إلى هذا الموقف الباهت من الجماعة تجاه الحدث يكشف عن الطريقة المزدوجة التي يتعاملون بها مع الأحداث، وهذا مما ينبغي تسجيله في الذاكرة السلفية لأنه مفيد على الأقل في باب إلزام الخصم بأقواله ومحاكمته لأفعاله.

فالملاحظ في تصريحات الجماعة هناك أنهم لم يذكروا مساوئ للرئيس الحالي، ولم يطالبوه بإصلاحات، ولم يخاطبوا أبناءهم بضرورة التغيير، على الرغم من أنهم لو أرادوا اتهام البشير أو انتقاده فهناك قائمة من الانتقادات بل الاتهامات الصريحة التي تلتصق به دون عناء.

فإذا كان الإخوان في مصر يتهمون النظام مثلًا ببيع الأرض ممثلة في جزيرتي تيران وصنافير، فالبشير قديمًا تخلى عن جنوب السودان كاملة، وسمح لهم بالانفصال وتم الاعتراف بهم كدولة مستقلة، وحديثًا أعطى جزيرة سواكن شديدة الأهمية والحيوية للجانب التركي لمدة غير معلومة.

وفي باب الاقتصاد وتردي الأوضاع المعيشية، فلا أدل من تدني قيمة الجنيه السوداني، حيث أصبح الدولار الواحد يساوي 41 جنيهًا سودانيًا، فضلًا عن انتشار الجهل وتدهور التعليم والصحة والمرافق وغيرها.

إلا أن المثير للعجب أن الإخوان لا يملُّون من دغدغة عواطف الجماهير، واستغلال قضية الشريعة استغلالًا سياسيًا سيئًا، فالمتحدث الإخواني يحاول إيهامنا بأن المحدد الأساسي لهم في اختيار البشير هو أنهم سيختبرونه في كونه يرفع شعارات إسلامية واضحة وبرنامجًا يلتزم بالإسلام أم لا؟! وكأنَّ البشير لم يدخل قصر الرئاسة بعد، وكأنهم لم يعرفوه طوال السنوات السابقة التي قضاها في الحكم، وفي الوقت نفسه رغم معرفتهم بحقيقته إلا أنه لو استجاب لهم ببعض الشعارات التي ترضيهم، سوف يعتبرون ذلك مبررًا كافيًا لتدعيمه وانتخابه!!.

التعليقات مغلقة.