fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

بيان والد “عمر الديب” الشاب الإخواني الذي أظهرته داعش وكشف خداع الإعلام الإخواني

156

بعد بدء القوات المسلحة عمليتها العسكرية الأخيرة في سيناء من أجل تطهيرها من البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية قامت داعش بنشر مقطع فيديو لها يتوعدون فيه المصريين بالقتل والتفجيرات إذا شاركوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لكن من الأمور المهمة التي تناولها الفيديو وشغلت الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي تلك المشاهد التي يعلن فيها عمر إبراهيم الديب، ابن القيادي الإخواني إبراهيم الديب مبايعته لأبي بكر البغدادي، وتكليفه بمهام إرهابية بالقاهرة.

وقد صاحب عملية قتل عمر الديب الكثير من البلبلة من الإخوان والقنوات الفضائية التابعة لهم والمواقع الإخبارية والصفحات التابعة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ من أن عمر إبراهيم الديب مختفٍ قسريًا لدى الأجهزة الأمنية، وأنها قامت بتصفيته في عملية مداهمة لشقة بمنطقة أرض اللواء بالجيزة. وهو الأمر الذي دأبت عليه جماعة الإخوان من التوسع في اتهام السلطات المصرية بممارسة جريمة الاختفاء القسري والقتل خارج حدود القانون للمعارضين وهو الأمر الذي تدعمه بعض منظمات حقوق الإنسان بالخارج وتحاول الضغط على مصر من خلال هذا الملف.

وجاء البيان الصادر عن إبراهيم الديب والد عمر ليكشف النقاب عن أمور خطيرة، حيث اعترف الدكتور إبراهيم الديب، القيادي الإخواني الهارب إلى تركيا، بصحة ما بثه تنظيم داعش الإرهابي عن انضمام نجله له، على خلاف ما أشاعته الجماعة من القبض عليه واختفائه قسريًا على مدار الأشهر الماضية على قنواتها في تركيا.

وقال الديب في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»:

«لم أكن أبدًا على علم بهذا التوجه المفاجئ والصادم لي عن ابني عمر، والذي فجعني للمرة الثانية بعد موته، وما جاء في هذا الفيديو المشؤوم».

وهذا الفيديو وما تبعه من اعتراف لوالد الشاب عمر إبراهيم الديب من صحة الفيديو يضع أيدينا على ملفين هامين:

  • 1- كشف كذب وزيف جماعة الإخوان في كثير من حالات الاختفاء القسري، واستخدام هذا الملف في التشهير بمصر في المحافل الدولية، وعلى الرغم من هذا الكشف يمكن لبعض الأطراف استغلال هذه الحالة لإنكار حوادث التعديات والتجاوزات الأمنية في بعض الحالات تجاه المعارضين.
  • 2- سريان حالة الدعشنة (الانضمام داعش أو انتشار التكفير) بين شباب الإخوان، وذلك نتيجة طبيعية للخطاب الإخواني الذي تم تصديره عبر منصة اعتصام رابعة وما تلاها، وعبر المنابر الإعلامية للجماعة، والتي كانت تنطلق منها فتاوى التكفير والعنف؛ حيث إن التوجه خطوة نحو التطرف؛ فإن النتيجة تكون لصالح الأشد تطرفًا، ولذا استفادت داعش من الخطاب الإخواني والتعبئة التي قامت بها في صفوف التيار الإسلامي عبر منابرها الإعلامية المختلفة.

فقد حاولت جماعة الإخوان استخدام الجماعات التكفيرية والجهادية كأداة ابتزاز للدولة بل والعالم، وذلك عبر الإيحاء بأن البديل عنها سيكون الجهاديين المتطرفين، بل وشاركت في مثل هذه العمليات عبر ما عرف بـ “العمليات النوعية” التي أشرف على عملها عضو مكتب الإرشاد محمد كمال، وصدرت رموز الغلو والتطرف باعتبارهم قادة ومناضلين يحتذا بهم.

وهو ما كان له أسوء الأثر على الحالة الإسلامية بشكل عام؛ حيث تتغلغل الجماعة وتؤثر في صفوف أغلب أبناء التيار الإسلامي، خاصة مع حسن تسويق الجماعة لمظلوميتها.

ورغم كارثية مسار الإخوان على الدعوة إلى الله؛ فإننا نجد كثيرًا من الدعاة لا يتصدى لانحرافهم ولا يُظْهِر فساد منهجهم

مع أن بعض هؤلاء كانوا يحذرون من الإخوان لأمور فرعية وهامشية، إلا أننا نجد منهم الآن صمتًا مطبقًا في الوقت الذي اشتدت فيه فتنة الجماعة حيث صار لهم أدوات إعلامية ضخمة تمولها دول غنية، وهو ما ساهم في تفجر هذه الموجة الإرهابية واتساع نطاقها، وحدوث حالة تدفق على التيارات الجهادية، بخلاف موجة إرهاب الثمانينات والتسعينات، والتي تصدى لها عامة العلماء والدعاة بصلابة وهو ما أسهم في تحصين عامة الشباب الناشئ وقتها من الانجرار وراء دعاة الفتنة وقتها.

التعليقات مغلقة.