مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

إيران والتغيير السياسي السوري.. قراءة في خطاب التصعيد الإيراني

0 26

إيران والتغيير السياسي السوري.. قراءة في خطاب التصعيد الإيراني

بعد سقوط دمشق بيد المعارضة السورية المسلحة وهروب بشار الأسد إلى موسكو، ظهر المرشد الإيراني علي خامنئي في لقاء مع مجموعة من الإيرانيين، وُصفوا بأنهم من “مختلف الفئات”، للتعبير عن غضبه واستيائه من انهيار نظام الأسد، ولشرح موقفه وموقف الدولة الإيرانية تجاه التطورات المتسارعة في سوريا.

وقد نشر خامنئي سلسلة من التغريدات عبر منصة “إكس” (تويتر)، عبّر فيها عن رؤيته للأحداث، متهمًا أطرافًا إقليمية، لا سيما تركيا، بالوقوف وراء ما جرى، مع التركيز على دور أمريكا وإسرائيل بوصفهما المحركين الرئيسيين للأحداث.

وأوضح خامنئي أن عجز إيران عن دعم نظام الأسد يعود -بحسب وصفه- إلى تدخل الطيران الأمريكي، الذي أعاق وصول الإمدادات الإيرانية إلى سوريا، ومع ذلك، أشار في تغريدة أخرى إلى أن الجيش السوري وقوات التعبئة كان يجب أن يتحملا مسؤولية الدفاع عن النظام، بدلًا من الاعتماد الكامل على القوات الإيرانية.

وبالنظر إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين، يظهر تضاربٌ واضحٌ في المواقف، لكن تصريحات خامنئي تظل الأكثر أهمية؛ لكونه رأس النظام وصاحب القرار الأول؛ باعتباره المرشد الأعلى والولي الفقيه.

وفي هذا التقرير، سنتناول بالدراسة والتحليل ما وراء هذه التصريحات، وسنُفكك أبعادها الإستراتيجية والأيديولوجية، كما سنسلط الضوء على أسباب قلق خامنئي والنخب الإيرانية من التغيرات العميقة في سوريا، والتي شكّلت، من وجهة نظرهم، زلزالاً سياسيًّا يتجاوز تأثيره أحداثًا كبرى؛ مثل: مقتل حسن نصر الله، أو هاشم صفي الدين، أو إبراهيم رئيسي.

ومع ذلك، يكمن التحدي الأكبر بالنسبة لخامنئي في تهديد نظرية الحكم الإيرانية القائمة على “ولاية الفقيه” التي تأسست عام 1979م؛ إذ إن ضعفها في الأطراف والحواضن الشعبية قد ينعكس على المركز ذاته، مما يمثل تهديدًا وجوديًّا للنظام الإيراني.

بناءً على ذلك: يهدف التقرير إلى استعراض السيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذا المأزق العميق، وتحليل الخيارات المتاحة أمام النظام الإيراني في مواجهة هذه التحديات.

التغيير السوري ومخاوف إيران الإستراتيجية:

شهدت سوريا خلال العقد الماضي تحولات سياسية وعسكرية عميقة، انتهت بسقوط نظام الأسد وفرار قياداته العليا، وهو ما شكل صدمة كبرى للنظام الإيراني الذي كان يعتمد على سوريا كجسر إستراتيجي يصل طهران بسواحل البحر الأبيض المتوسط.

في هذا السياق، يظهر خطاب خامنئي كوسيلة لتبرير التدخل الإيراني في الشأن السوري، حيث أشار إلى أن الحكومة الانتقالية السورية “مجموعة مثيري شغب دربتهم حكومات أجنبية”.

هذه التصريحات تعكس قلقًا إيرانيًّا عميقًا من فقدان نفوذها الإقليمي ومن احتمالية تحول سوريا إلى منصة لقوى دولية أخرى.

دلالات خطاب خامنئي: قراءة في الرسائل الإيرانية:

عندما يتحدث خامنئي، فهو لا يعبر عن رأيه الشخصي فحسب، بل ينقل موقفًا رسميًّا يشمل القيادات العسكرية والأمنية الإيرانية، ويحتوي الخطاب الأخير على عدة رسائل:

1. رسالة للداخل الإيراني: محاولة لتوحيد الصفوف وطمأنة الشعب الإيراني بأن النظام لا يزال قويًّا وقادرًا على الدفاع عن مصالحه.

2. رسالة للمجلس العسكري السوري: تحذير مبطن من أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تحول سياسي يعارض مصالحها.

3. رسالة للمجتمع الدولي: تأكيد استمرار إيران في سياستها التوسعية رغم الانتكاسات التي تعرضت لها في سوريا ولبنان.

السياسة الإيرانية في مواجهة الهزيمة الإستراتيجية:

لم تقبل إيران بسهولة خسارتها في سوريا، البلد الذي كان يمثِّل شريانًا حيويًّا لمشروعها السياسي والعسكري الفاشل في المنطقة، فخلال سنوات الحرب، قدمت طهران دعمًا هائلًا لنظام الأسد بلغ نحو 50 مليار دولار، شملت مساعدات اقتصادية وعسكرية.

ومع ذلك، فإن سقوط النظام السوري يمثل هزيمة إستراتيجية لإيران، ليس فقط على مستوى النفوذ الجغرافي، ولكن أيضًا على مستوى الدعم المعنوي لحلفائها الإقليميين، خاصة حزب الله في لبنان.

دلالات خطاب خامنئي.. انحسار ولاية الفقيه وأزمة المشروع:

إنَّ ما بعد السابع من أكتوبر 2023م ليس كما قبله بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين، وبالتالي بالنسبة للإيرانيين أيضًا، فقد اتُخذ قرارٌ بتصفية المشروع الإيراني، ومواجهته حتى ولو أدَّى الأمر إلى مواجهة حاسمة في المركز نفسه، بحسب ما هو معلن، ولكن تبقى هناك خفايا سياسية وموائمات.

وقد جاءت أحداث غزة ثمَّ أحداث لبنان، وأخيرًا أحداث سوريا، والتي قُتِل فيها عددٌ كبير من قادةٍ حركيين ودينيين وعسكريين مقرَّبين من طهران؛ مثل: حسن نصر الله وهاشم صفي الدين وفؤاد شكر، ومن قبل هؤلاء وبعدهم مقتل عدد كبير من الجنرالات والمستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، واستهداف بعضهم في اليمن.

وأدَّت كل تلك الأحداث إلى إظهار مدى هشاشة المشروع الإيراني، وعدم قُدرة الإيرانيين على الرد، أو حتى صياغة إستراتيجية تحفظ مشروعهم، الذي استثمروا فيه مليارات الدولارات، واستغرقوا أكثر من أربعين سنة، دون رغبة من عموم الشعب الإيراني، فكان القرار مركزيًّا من الولي الفقيه وحاشيته المقرَّبة.

وتلك الأحداث لها دلالتان مهمتان؛ هما:

1. هشاشة المشروع وشيخوخة الفاعلين: هذا العجز الإيراني وتهافُت محورها بسرعة، وإن رجَعَ إلى عامل خارجي يتمثَّل في قلق الإقليم كلّه من المشروع الإيراني ومن ثمَّ مواجهته، فإنَّه يرجع في ذات الوقت إلى عامل داخلي هو أشدّ خطورةً وأكثر خطرًا، ويهدِّد الدولة الإيرانية في صيغتها الإسلامية المعاصرة المزعومة، وهو شيخوخة النظام وكوادره ومنظِّريه، وعدم قُدرة نُخَب الحُكم على إفراز أفكار جديدة وجيل جديد يؤمن بالثورة ومبادئها، أو يحمل الراية من بعدهم.

2. انحسار ولاية الفقيه: وهذه الهشاشة تنعكس على أمر مهم آخر، وهو المرتبط بانحسار نظرية ولاية الفقيه في الداخل الإيراني، بعد تهميش الأذرع الخارجية، وإضعافها بشِدَّة واحتراقها وظهور حقيقتها بين بلدان العالم.

فولاية الفقيه المُطلَقة -بقراءتها الخمينية- هي نظرية شاملة، بحيث لا تحدّها الحدود ولا المذاهب، فهي ليست مرتبطةً بالجغرافيا الإيرانية، أي عابرة للحدود، وبالتالي يسمِّي خامنئي نفسه بـ”ولي أمر الإسلام والمسلمين”، وليس ولي أمر الإيرانيين وحدهم أو الشيعة فقط.

إيران والمرحلة الانتقالية في سوريا: تحديات وفرص:

ولا شك أن سوريا شهدت تحولات كبرى بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى موسكو، وبرزت هذه التحولات بشكل أكثر وضوحًا مع صعود أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، إلى الواجهة كقوة مؤثرة في المرحلة الانتقالية الجديدة.

هذه التحولات وضعت إيران أمام معادلة معقدة، حيث باتت تواجه تحديات جدية تهدد نفوذها الإقليمي، إلى جانب فرص قد تستغلها لإعادة تموضعها في الساحة السورية.

ففي ظل التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق، تجد إيران نفسها أمام اختبار إستراتيجي لإعادة صياغة علاقتها مع دمشق.

ويبرز تساؤل جوهري حول ما إذا كانت الإدارة السورية الجديدة ستقبل الحفاظ على علاقات وثيقة مع طهران، أم ستختار نهجًا مختلفًا يتماشى مع تطلعاتها الجديدة.

فعلى مدار عقود، شكلت العلاقة بين إيران وسوريا نموذجًا للتحالف الإستراتيجي، حيث كانت دمشق أحد أركان “محور المقاومة المزعوم”؛ إلا أن هذه العلاقة، التي وصفتها بعض الأوساط بالهيمنة الإيرانية، أصبحت موضع مراجعة جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد وصعود هيئة تحرير الشام.

ففي الوقت الراهن، تعتمد على “المشاورات” بدلًا من “المفاوضات الرسمية” مع الإدارة الجديدة في سوريا، ويفسر ذلك بأنه مؤشر على حذر طهران وترقبها لمواقف السلطات الجديدة التي تسعى لإعادة ترتيب أوراقها داخليًّا وخارجيًّا.

الفوضى كعامل تهديد وفرصة:

ويظهر قلق إيران من الفوضى المحتملة في سوريا، حيث وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الوضع بـ”الفوضوي”، لكنه أبدى ثقته في أن “الشرفاء الأقوياء” قادرون على التصدي لهذا السيناريو. هذه التصريحات تعكس رغبة طهران في الحفاظ على نفوذها الإقليمي، مع إعادة تكييف إستراتيجيتها لتتناسب مع المتغيرات الجديدة.

ومن أبرز المؤشرات على التغيير في العلاقة بين البلدين، الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق عقب سقوط النظام السابق.

هذا المشهد غير المسبوق يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه النفوذ الإيراني في سوريا.

كما أن تعليق شركات الطيران الإيرانية رحلاتها إلى دمشق يشير إلى تعقيدات في التنسيق مع الإدارة السورية الجديدة.

ورغم هذه التطورات، أكدت طهران رغبتها في الحفاظ على وحدة سوريا ومنع انتشار الإرهاب؛ إلا أن هذا الموقف يعكس إدراك إيران لأهمية سوريا الإستراتيجية وتأثيرها على دول الجوار؛ مثل: العراق والأردن وتركيا.

صراع القوى الإقليمية والدولية:

تبقى سوريا ساحة تنافس بين قوى إقليمية ودولية متعددة، فالدول العربية ترفض السيطرة التركية على سوريا.

فإيران حاولت في الماضي تشجيع بشار الأسد على التعاون مع تركيا، لكنه رفض ذلك، على عكس الإدارة السورية الجديدة قد تكون أكثر استعدادًا لإعادة النظر في خياراتها، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد إيران للتكيف مع هذه التوجهات الجديدة.

التحديات التي تواجه إيران:

1. فقدان الحليف الإستراتيجي:

شكل سقوط بشار الأسد ضربة موجعة لإيران، حيث فقدت أحد أبرز حلفائها الإقليميين الذي كان يمثل جسرًا لتنفيذ إستراتيجياتها في المنطقة، الأسد كان ركيزة أساسية في دعم الميليشيات الموالية لطهران مثل حزب الله اللبناني، وضمان استمرار الممر الإيراني الممتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.

2. صعود الجولاني وهيئة تحرير الشام:

مع صعود الجولاني وقوته المتزايدة، وجدت إيران نفسها أمام عدو أيديولوجي وعسكري جديد، فرغم أن هيئة تحرير الشام لا تحمل العداء الطائفي المباشر فقط، إلا أنها تمثل قوة مناهضة للمشروع الإيراني في سوريا، وتستند إلى خطاب شعبي يعادي التدخلات الإيرانية.

3. تراجع دور الميليشيات الإيرانية:

أدى سقوط النظام السوري إلى تقويض فاعلية الميليشيات المدعومة من إيران، التي كانت تعتمد بشكل أساسي على دعم النظام وغطائه الجوي واللوجستي، ومع التغيرات الميدانية، وجدت هذه الميليشيات نفسها معزولة ومكشوفة أمام خصومها.

4. الضغوط الدولية والإقليمية:

عززت التطورات الجديدة في سوريا الدعوات الإقليمية والدولية لاحتواء النفوذ الإيراني، الدول الخليجية وتركيا، على وجه الخصوص، ترى في هذه التحولات فرصة لتقليص دور طهران، مما يعرض المصالح الإيرانية لمزيد من العزلة والضغوط.

المتغيرات الإقليمية وانعكاساتها على إيران:

تدرك إيران أن سقوط النظام السوري وزوال تأثير حزب الله في الجنوب اللبناني يمثلان بداية تحول سياسي كبير في المنطقة، هذه التحولات تفتح الباب أمام قوى دولية وإقليمية أخرى لتعزيز نفوذها على حساب المشروع الإيراني، ما يثير مخاوف طهران من أن تكون وجهة التغيير المقبلة هي الداخل الإيراني ذاته.

حزب الله: خطاب جديد في مواجهة الواقع:

تعديل الخطاب السياسي:

وسط هذه التحولات، بدأ حزب الله اللبناني بتعديل خطابه السياسي تجاه الأزمة السورية، بدلاً من التركيز على مواجهة “التكفيريين”، تحول الخطاب إلى التأكيد على المصالح المشتركة مع الحكومة السورية.

هذا التغيير يعكس رغبة الحزب في التكيف مع المعطيات الجديدة لتأمين دوره في المشهد الإقليمي.

إيران: تغيير الموقف تجاه سوريا:

الانسحاب العسكري:

مع تصاعد التوترات في سوريا، قررت إيران سحب مستشاريها وقواتها تدريجيًّا من الأراضي السورية. هذا الانسحاب يمثل خسارة كبرى لمحور المقاومة، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت بنية إيران العسكرية داخل سوريا.

أحمد الشرع: لاعب جديد في دمشق:

تحول الجولاني إلى شخصية محورية:

أحمد الشرع، المعروف سابقًا بأبي محمد الجولاني، تحول من كونه أحد المطلوبين دوليًّا إلى شخصية محورية في المشهد السوري. استقباله لوفود دولية، بما في ذلك المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، يعكس تغييرًا في مكانته ودوره في المستقبل السياسي للبلاد.

رسائل الشرع:

من خلال تحركاته الدبلوماسية وتصريحاته، يسعى الشرع إلى تعزيز صورته كشريك موثوق للمجتمع الدولي، مما يعيد تعريف ديناميكيات السلطة في سوريا.

إيران تفتح قنوات اتصال مع القيادة السورية الجديدة لتجنب تصعيد التوترات:

ونقلت وكالة “رويترز”، عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن طهران شرعت في إقامة قنوات اتصال مباشرة مع جهات في القيادة الجديدة بسوريا، وذلك بهدف تقليل التوترات ومنع تحول العلاقات بين البلدين إلى مسار عدائي.

قلق إيراني على النفوذ الإستراتيجي:

يشعر المسؤولون الإيرانيون بالقلق من تأثير التغيير في السلطة بدمشق على نفوذهم الإقليمي؛ خاصةً وأن سوريا تمثل العمود الفقري لإستراتيجيتهم في الشرق الأوسط. وأكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن الموقف ليس “دافعًا للذعر”، وأن الجهود تتركز على استخدام السبل الدبلوماسية للتواصل مع شخصيات في القيادة الجديدة التي تُظهر مواقف قريبة من طهران.

وصرح مسؤول إيراني آخر بأن التحدي الأكبر يكمن في إمكانية أن يؤدي خليفة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إخراج سوريا من فلك النفوذ الإيراني. وأضاف: “هذا السيناريو تحرص إيران على تجنبه بأي وسيلة”.

تداعيات سقوط الأسد على المصالح الإيرانية:

إذا أصبحت سوريا ما بعد الأسد معادية لإيران، فقد تفقد طهران طريقها البري الوحيد لإمداد “حزب الله” اللبناني، إضافةً إلى تعطيل وصولها إلى البحر المتوسط و”خط المواجهة” مع إسرائيل.

وأشار أحد كبار المسؤولين الإيرانيين إلى أن حكام طهران، الذين يواجهون تحديات عدة، من بينها احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة، يحرصون على ضمان استقرار علاقاتهم مع القيادة الجديدة في دمشق لتجنب أية تصعيدات إقليمية.

التحديات الاقتصادية والسياسية:

وحذرت طهران من استغلال الإدارة الأمريكية أي ضعف في النفوذ الإيراني بسوريا لتكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية. وتساءلت الصحف الإيرانية عن سيناريوهات المرحلة المقبلة، بما في ذلك مصير المبالغ الطائلة التي أنفقتها إيران لدعم نظام الأسد.

صحيفة “كيهان”، المحسوبة على مكتب المرشد الإيراني، وصفت ما يجري في سوريا بأنه “بداية لفوضى جديدة”. كما تحدثت عن الدور الأمريكي والإسرائيلي في استغلال الوضع الجديد لإضعاف النفوذ الإيراني.

من جهة أخرى: دعت صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية إلى مراجعة شاملة للأخطاء التي ارتكبتها إيران في سوريا، مطالبةً بتشكيل لجنة من خبراء مستقلين لتقييم الأوضاع.

مطالبات بمراجعة السياسة الإيرانية:

دعا محللون ومسؤولون سابقون إلى إعادة تقييم السياسة الإيرانية في سوريا. النائب السابق حشمت الله فلاحت بيشه، الذي ترأس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أكد ضرورة استرداد الديون الإيرانية لدى سوريا، مشيرًا إلى أن تكلفة التدخل الإيراني في سوريا كانت باهظة دون تحقيق عوائد إستراتيجية واضحة. (9).

درس عميق لإيران:

يرى خبراء أن الأحداث في سوريا تمثل فرصة لإيران لإعادة النظر في سياستها الخارجية، مؤكدين أن النهج القائم على القوة قد يزيد من تكلفة النفوذ الإقليمي لطهران.

بينما تحاول إيران تعزيز علاقتها مع القيادة السورية الجديدة، يبقى السؤال: هل ستنجح في الحفاظ على نفوذها أم ستضطر إلى التكيف مع واقع جديد في المنطقة؟

سيناريوهات التعاون أو التصعيد:

مع كل هذه التغيرات، يبقى المستقبل مفتوحًا على عدة سيناريوهات. هل ستشهد المنطقة تعاونًا جديدًا بين الأطراف المتنافسة لتحقيق الاستقرار، أم سيكون هناك تصعيد جديد يزيد من تعقيد المشهد؟ الإجابة تعتمد على قدرة القوى الإقليمية والدولية على التكيف مع التحديات والفرص الناشئة.

الخلاصة:

يكشف خطاب التصعيد الإيراني تجاه التغيير السوري عن مدى هشاشة المشروع الإيراني الإقليمي أمام التحولات الجيوسياسية.

وتعكس التصريحات الإيرانية قلقًا متزايدًا من فقدان النفوذ الإستراتيجي والمكاسب التي حققتها طهران خلال عقود من الزمن.

وفي ظل هذه المتغيرات، يبدو أن النظام الإيراني سيواصل تبني نهج التصعيد وإظهار القوة، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.

على المدى البعيد، قد يؤدي استمرار هذا النهج إلى عزل إيران أكثر على الساحة الدولية وتعريض مصالحها لمزيد من التهديدات.

المصادر:

1_ nytimes

2_ understandingwar

3_ mei.edu

4_ carnegieendowment

5_ iranwire

6_ washingtoninstitute

7_ crsreports

8_ الروابط العربية

9_ الشرق الأوسط

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.