fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

روسيا وكوريا الشمالية.. هل يهدم تعاونهما نفوذ واشنطن وعنصرية سياسة العقوبات؟

47

روسيا وكوريا الشمالية.. هل يهدم تعاونهما نفوذ واشنطن وعنصرية سياسة العقوبات؟

  جمعت روسيا وحليفتها الشيوعية كوريا الشمالية علاقات قوية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم انخفاض مستوى العلاقات بسبب الهبوط الكبير في الدعم الروسي لكوريا الشمالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في تصاعد العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ على المستوى السياسي والعسكري بشكل كبير، لتجمعهم أهداف عسكرية واقتصادية وسياسية تهدف لمواجهة عقوبات الغرب والعزلة التي فرضتها واشنطن على كوريا الشمالية وتسعى إلى تطبيقها اليوم على روسيا. 

وعلى الرغم من أن المشهد الآن قد يُرى على أنه دعم كوري شمالي لروسيا بالأسلحة والصواريخ والمسيرات وحتى بآلاف المقاتلين، إلا أن الصورة بشكل عام تشير إلى شراكة بين البلدين تعود على كوريا الشمالية بدعم عسكري تكنولوجي من ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، في ظل عقوبات أمريكية صارمة على كافة المستويات ونقص حاد في الموارد التكنولوجية عسكريًّا واقتصاديًّا.

وفي المقابل، يمد كيم نظيره الروسي بوتين بآلاف الجنود والحاويات من السلاح والصواريخ، لسحق أوكرانيا في تحدٍ واضح للنظام الأمريكي؛ ولذا في هذا التقرير سوف نسلط الضوء على أوجه الاستفادة المتبادلة. 

شراكة دفاعية:

نص الاتفاق الدفاعي المشترك -معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة- الذي تم توقيعه بين روسيا وكوريا الشمالية، اللتين تجمعهما حدود واحدة، خلال قمة بيونغ يانغ بين الزعيم الكوري كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 19 يونيو 2024 على الآتي: “إذا تعرض أحد الطرفين لمواقف حرب بسبب غزو مسلح من دولة منفردة، أو عدة دول، فإن الجانب الآخر يقدم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات دون تأخير من خلال حشد جميع الوسائل المتاحة له التي في حوزته بما يتماشى مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين كوريا الشمالية والاتحاد الروسي”.

كما أكدت المعاهدة على عدم التوقيع على معاهدات مع دولة ثالثة تنتهك المصالح الأساسية للطرف الآخر أو تشارك في مثل هذه الأعمال. 

وبحسب كيم جونغ أون، فإن علاقات كوريا الشمالية مع روسيا تم ترقيتها إلى مستوى التحالف، فيما لم يُسمِّ بوتين المعاهدة بالتحالف، وكانت كوريا الشمالية وروسيا قد أبرمتا عام 2000 معاهدة ثنائية ارتكزت على التعاون في القطاعات غير العسكرية؛ كما وقعت كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي معاهدة الصداقة والمساعدة المتبادلة في عام 1961، وتضمنت المعاهدة بندًا واضحًا يسمى التدخل العسكري التلقائي، والذي يقضي بتقديم الطرفين القوات العسكرية وغيرها من المساعدات دون تردد حال تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح. 

رافق بوتين إلى كوريا الشمالية وفد رسمي ضم النائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ووزير الموارد الطبيعية، ووزير الصحة، ووزير النقل، ونائب وزير الدفاع، ومدير وكالة الفضاء الروسية، ومدير السكك الحديدية الروسية، وحاكم إقليم بريمورسك أوليغ كوزيمياك. وكانت آخر زيارة لبوتين إلى كوريا الشمالية عام 2000. وساعدت موسكو بيونغ يانغ في إطلاق أول قمر صناعي للاستطلاع إلى مداره في نوفمبر 2023، وشهد عام 2023 ارتفاع حجم التجارة بين البلدين 9 أضعاف، ليصل إلى 34.4 مليون دولار. 

سلاح وذخائر وجنود:

بحسب بيانات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي -الناتو- وكوريا الجنوبية، فإن الجيش الكوري الشمالي أرسل آلاف الجنود إلى روسيا تحت مسمى التدريب، حيث انتقل الجنود بداية من أغسطس الماضي من منطقة وونسان في كوريا الشمالية إلى مدينة فلاديفوستوك شرقي روسيا. واستنادًا إلى الاستخبارات الكورية الجنوبية، فإن جارتها الشمالية أرسلت 12 ألف جندي، كثير منهم من القوات الخاصة، بينهم 500 ضابط و3 جنرالات وموظفون فنيون، لمؤازرة روسيا أمام الأوكران. 

وذكرت التقارير أن وحدات كوريا الشمالية موجودة بالفعل في منطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا، وتتلقى تدريبها في 5 قواعد عسكرية تحت إشراف يونس يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي. وقبل الدعم الكوري الشمالي لروسيا بآلاف الجنود، قدمت بيونغ يانغ لموسكو دعمًا واسعًا ومتنوعًا بالأسلحة والذخائر لشهور، وذلك بجانب التقنية للنظام الدفاعي والصواريخ الباليستية. 

وبحسب تأكيد الاستخبارات الأمريكية، فإن نظام بوتين اشترى كميات هائلة من قذائف المدفعية والصواريخ وترسانة من الذخائر، تُقدر بأكثر من 10 آلاف حاوية من الذخيرة والأسلحة والصواريخ، ومنها الصواريخ الباليستية ومتعددة الأغراض، وقذائف المدفعية، وذخائر للأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ سبتمبر 2023. 

أوجه الاستفادة المتبادلة:

رغم وجود بعض الأمور التي تعكر صفو العلاقات المتنامية بين الجانبين الكوري الشمالي والروسي، مثل: استمرار التزام روسيا بكثير من العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ، رغم كونها غير ذات تأثير كبير؛ إلا أن مستوى العلاقات بين البلدين تنامى ووصل لمستوى كبير في فترة زمنية قصيرة. ولعل ذلك يعود إلى حاجة البلدين إلى هذا التعاون في ظل وجود قدر كبير من الضغوط والأهداف المشتركة. 

فوائد الدعم الكوري الشمالي إلى روسيا:

– روسيا وجدت في كوريا الشمالية سبيلًا لتغطية عجز الذخيرة والقذائف والصواريخ التي تُستهلك يوميًّا. 

– أرسلت كوريا الشمالية آلاف المقاتلين لدعم نظام بوتين. 

– الدعم الكوري الشمالي إلى موسكو فرصة لإرسال إشارة إلى واشنطن بأن روسيا ليست وحدها في مواجهة الغرب. 

– تعزيز العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية وسيلة لابتزاز الولايات المتحدة وحلفائها في ظل إثارة عامل الحرب النووية، بعد ما وصل عدد الرؤوس الحربية النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية إلى 50 رأسًا نوويًّا عام 2024، بزيادة 20 رأسًا عن العام الماضي، وامتلاك بيونغ يانغ للعديد من المواد الانشطارية لإنتاج 90 رأسًا نوويًا جديدًا. 

أهداف كوريا الشمالية من هذا الدعم السخي للجيش الروسي:

– تفتقر كوريا الشمالية إلى وسائل صد هجمات الصواريخ طويلة المدى، وهو ما تستطيع روسيا تقديمه لبيونغ يانغ من أجل تحديث أنظمة الدفاع الجوي.   

– تستطيع بيونج يانج استخدام عائدات مبيعات الأسلحة إلى روسيا في تمويل برنامجها لتطوير الأسلحة، وبناء قدراتها الهجومية؛ سواء المدفعية الثقيلة وتكنولوجيا الصواريخ النووية والباليستية والنووية عابرة القارات وغيرها.

– النظام الكوري الشمالي لديه الكثير ليكسبه من نشر قوات في أوكرانيا، مثل الخبرة في ساحة المعركة والتدريب الفني، واكتساب معلومات استخباراتية عملية حول عمل أسلحتها.

– نجاح الأسلحة الكورية الشمالية في أوكرانيا يعني قدرة بيونج يانج على تسويق أسلحتها على الأقل للأنظمة القريبة منها مثل إيران والصين وبالطبع استمرار التعاون مع روسيا.

– المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ كارل شوستر، يؤكد أن القوات الخاصة الكورية الشمالية حال عودتها ناجحة من أوكرانيا، يعني أنها ستعود بخبرة ميدانية حية ضد خصم متأهب، بجانب المال والتكنولوجيا والخبرة.

– نجاح جنود كوريا الشمالية في أوكرانيا يعني اعتراف دولي بهؤلاء الجنود، فقد يُصبحوا مرتزقة مطلوبين، أو قاعدة لتصدير الجنود المدربين تدريبًا جيدًا؛ خاصةً وأن كوريا الشمالية تمتلك أحد أكبر جيوش العالم، بأكثر من 1.2 مليون جندي.

– حصلت كوريا الشمالية حتى الآن بالفعل على بعض التكنولوجيا لتطوير برنامجها للأقمار الاصطناعية، بجانب مساعدات غذائية ونفطية، وظهرت بوادر الدعم الفني الروسي في الإطلاق الناجح لأول قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري لكوريا الشمالية، وهو قمر “ماليجيونج 1”.

– تقول دارسي دراودت الباحثة في مركز كارنيغي، أن الاشتباكات التي تخوضها القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا يمكن أن تكسبها خبرة قتالية وتجربة اختبار لأنظمة أسلحتها المتقدمة، مما قد يؤدي إلى “تحولات جذرية في التوازن الأمني في شبه الجزيرة الكورية”.

– توضح إيزابيل فالكون، نائبة مدير مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية والمتخصصة في السياسات الأمنية الروسية، إن الشراكة بين موسكو وبيونغ يانغ تعتبر وسيلة لإظهار أنهما ليستا معزولتين على الساحة الدولية، وأنه هناك احتمال بأن يسعى الثلاثي (روسيا، الصين، وإيران) إلى تعزيز التعاون العسكري التقني بينهم، وهو احتمال مثير للقلق بالنسبة للدول الغربية.

– يعتقد أندرو يو الباحث في معهد بروكينغز، أن روسيا مستعدة للانخراط في “سياسة الكتل” واستعادة مفهوم “الحرب الباردة الجديدة”، وأن الصين الداعم الرئيسي للنظام في كوريا الشمالية ترحب بهذه التطورات مع فكرة إنشاء “مركز للأمن العسكري” يتركز حولها في آسيا.

تقارب يهدد المصالح الأمريكية:

رغم الوجود الروسي المتزايد في قلب إفريقيا والذي جاء على حساب أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك العلاقات الروسية الضخمة مع مصر والسعودية والجزائر وليبيا والسودان وغيرهم داخل الشرق الأوسط، والتسليح الروسي لهذه الدول الكبيرة في المنطقة، كبديل عن الجانب الأمريكي الذي لا يعطي سلاحًا دون حسابات إلَّا للكيان الصهيوني، فإن التحالف الكوري الشمالي مع روسيا بوجه عام وفي أوكرانيا بشكل خاص، يُعد التحدي الأقوى في مواجهة أمريكا والغرب، ويمثل تهديد واضح للسياسة الأمريكية ومصالحها عالميًا، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، تحديدًا بعد القلق والخوف الأمريكي الغربي من اتفاقية “التعاون الإستراتيجي الشامل” بين موسكو وبيونج يانج، والذي ظهر على لسان مسئولي كوريا الجنوبية واليابان وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، والمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، ونوضح في السطور التالية بعض مخاطر التقارب الروسي مع كوريا الشمالية على المصالح الأمريكية كالآتي:

– التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، قد يكون مقدمة تحول جذري في المعادلة الإستراتيجية الأمنية في منطقة شمال شرقي آسيا، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وما قد يُمثله هذا من خطر على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها في هذه المنطقة وفي أوروبا.

– ترتكز الخطورة في تقديم التكنولوجيا الروسية المتطورة المرتبطة بتصميمات الرؤوس الحربية النووية، أو الطائرات والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وأقمار الاستطلاع العسكرية وتكنولوجيا الإطلاق وغيرها إلى النظام الكوري الشمالي، وما يمثله من تهديد أمني على اليابان وكوريا الجنوبية، وعشرات الآلاف من القوات الأمريكية المتمركزة هناك، وفي نقل هذه التكنولوجيا فيما بعد لدول أخرى داخل الشرق الأوسط.

– وتتعلق المخاوف باستخدام روسيا لمقعدها في مجلس الأمن الدولي كحائط صد لحماية كوريا الشمالية من قرارات العقوبات، كما لا ترغب واشنطن في إعادة نَشْر الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، بعدما سحبتها عام 1991وتسعى إلى دَفع كوريا الشمالية للتخلي عن برامجها النووية والصاروخية.

– نجاح التقارب بين موسكو وبيونج يانج يعني تغيير الوضع الجيو إستراتيجي بالمنطقة، وانهيار سياسة العقوبات الأمريكية التي تمارسها بشكل عنصري ضد من يخالفها.  

– بحسب تأكيد صحيفة جارديان البريطانية، فإنه حتى لو امتنع بوتين عن إعطاء كوريا الشمالية ما تحتاجه من تكنولوجيا، فتبقى مكاسب بيونج يانج من التعاون مع روسيا كبيرة للغاية ومنها استخدام عائدات مبيعات الأسلحة لموسكو في تمويل برنامج تطوير الأسلحة والصواريخ، والحصول على المساعدات الاقتصادية الروسية، بجانب المكاسب الميدانية من الوجود العسكري لجنود كوريا الشمالية في أوكرانيا، وهو انتصار على العقوبات الأمريكية.

– المشتريات الروسية من الأسلحة الكورية الشمالية قد تُشجع آخرين لكي يحصلوا عليها، كما أن استمرار توافد القذائف الكورية إلى روسيا يعني مواصلة روسيا قصف أوكرانيا.

– نجاح الأسلحة الكورية الشمالية في أوكرانيا، يعني اتجاه جزء من سوق السلاح العالمي نحو الشرق المتمثل في روسيا وكوريا الشمالية والصين وإيران.

– يؤكد فيكتور تشا رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن المفاوضات بين بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي منذ الحرب الكورية، وأنها تقوّض أمن أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

– يرى ليف إريك إيسلي الأستاذ في جامعة إيوها في سول، أن هذه العلاقة سوف تعزز مكانة كوريا الشمالية على المسرح العالمي وتصب في مصلحة كيم جونغ أون وترفع من أسهم شرعيته داخليًا، وتظهر أن بيونج يانج لديها خيارات تكسر أهمية سياسة العقوبات لدى واشنطن.

العقوبات:

فرضت أمريكا العديد من العفويات على كوريا الشمالية منذ تجربة بيونج يانج النووية عام 2006، ورغم هذه العقوبات على كوريا الشمالية والعزلة والحصار الاقتصادي لهذه الدولة الفقيرة، لم تستطيع واشنطن لقرابة العقدين من الزمان منع بيونج يانج من مواصلة برامجها العسكرية وتجاربها الصاروخية، وعلى نفس السياق، وقَّعت أمريكا عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022، إلَّا أن نظام بوتين نجح في تخطي العقوبات ولجأ لعدة مسارات أعانته على مواجهة عقوبات وسياسة الغرب، ومن بين هذه المسارات علاقة روسيا بحلفائها الشرقيين الصين وإيران وأخرهم كوريا الشمالية التي دعمت بوتين سياسيًا وعسكريًا بالذخيرة والصواريخ وحتى الجنود، وبالعودة إلى العقوبات فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن رفضه استمرار فرض العقوبات والقيود السياسية والإجراءات غير المشروعة التي تؤدي فقط إلى تقويض النظام الاقتصادي والسياسي العالمي، سواء المفروضة على كوريا الشمالية أو غيرها، مؤكدًا أن سياسة واشنطن الاستفزازية السبب في ذلك، واستخدمت روسيا الفيتو في مجلس الأمن، لمنع التجديد السنوي لتفويض لجنة خبراء تراقب تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية ضد البرامج النووية والصاروخية ، وأوضح بوتين أن القوى العالمية بحاجة إلى اتباع نهج جديد للتعامل مع كوريا الشمالية. 

الخلاصة:

تصاعد العلاقات السياسية والعسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية، واتجاه البلدين نحو تعاون على مختلف المستويات يُعبر عن تحدٍ واضح للنظام الأمريكي وسياسته المعروفة في التعامل مع أعدائها فقط بفرض العقوبات والعزلة والحصار الاقتصادي والسياسي، وهو ما تطبقه واشنطن بالفعل على كوريا الشمالية منذ تجربتها النووية الأولى عام 2006، وتحاول واشنطن تنفيذه تجاه روسيا منذ الحرب الأوكرانية عام ، 2022 لكنها لم تنجح لأسباب عدة من بينها استعانة موسكو بأصدقائها للتغلب على الضغوط الغربية الحالية،  وبجانب العلاقة بين موسكو وبيونج يانج والتي تمخضت عن اتفاق سياسي وتجاري وأمني، وإرسال ملايين القذائف والذخائر والصواريخ، وآلاف الجنود إلى روسيا، فإن استخدام الفيتو الروسي لأول مرة لدعم كوريا الشمالية بمجلس الأمن في مارس الماضي، يشير إلى أن التعاون الروسي مع كوريا الشمالية تهدف أحد ركائزه إلى مواجهة عقوبات الغرب والعزلة التي فرضتها واشنطن على كوريا الشمالية منذ سنوات وتسعى إلى تطبيقها اليوم على روسيا، والحد من نفوذ واشنطن وعنصرية سياسة العقوبات التي لا تفرضها إلّا على أعدائها فقط، دون أي عقاب يُذكر على مجرمين كثر يمارسون العدوان يوميًّا على المدنيين، كما نرى مثالًا واضحًا في قطاع غزة الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة وموافقه وصمت أمريكي عنصري.

المصادر:

الجزيرة- شراكة دفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية وبوتين في فيتنام لحشد الحلفاء- 20 يونيو 2024.

المستقبل للأبحاث والدراسات- “ثنائية بوتين – كيم”: أهداف ودلالات توقيع روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية التعاون الإستراتيجي الشامل- 24 يونيو 2024.

الجزيرة- “أصدقاء روسيا القدامى”.. لماذا يزور بوتين كوريا الشمالية وفيتنام؟- 18 يونيو 2024.

الجزيرة- غارديان: تجدد العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية مبعث للقلق ليس لأوكرانيا وحدها- 2 أكتوبر 2023.

العربية- كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي إضافي للقتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا- 23 أكتوبر 2024.

الجزيرة- ما الذي تخشاه واشنطن من اتفاق الشراكة الروسي الكوري الشمالي؟- 20 يونيو 2024.

أبعاد للدراسات الإستراتيجية- روسيا وكوريا الشمالية تُكشِّران عن أنيابهما.

الجزيرة- أبرز العقوبات الأميركية على إيران وروسيا وكوريا الشمالية- 29 يوليو 2017.

INDEPENDENT عربية- تزايد القلق في الغرب من التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية- 18 يناير 2024.

الجزيرة- رسالة ودعوة واتفاقية دفاع.. تفاصيل ونتائج لقاء بوتين وكيم في بيونغ يانغ- 19 يونيو 2024.

الجزيرة- وول ستريت جورنال: خصوم أميركا يساعدون روسيا على إعادة بناء آلتها الحربية- 20 يونيو 2024.

cnn- ماذا ستستفيد كوريا الشمالية من نشر قواتها في أوكرانيا؟- 25 أكتوبر 2024.

العربية- ماذا تستفيد كوريا الشمالية من دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا؟- 19 أكتوبر 2024.

التعليقات مغلقة.