fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

قراءة في أبعاد اغتيال إسماعيل هنية في طهران

57

قراءة في أبعاد اغتيال إسماعيل هنية في طهران

لقد أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران تساؤلات عديدة حول النظام الأمني والاستخباراتي الإيراني الهش؛ لا سيما أن الحادث يأتي ضمن قائمة طويلة من الاغتيالات لشخصيات إيرانية أو مرتبطة بإيران داخل البلاد وخارجها، وقد اغتيل هنية يوم الأربعاء 31 يوليو، بينما كان في العاصمة طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

الأمر الذي قد وضع النظام والمرشد الإيراني في حرج ومأزق كبيرين أمام شعبه والعالم أجمع؛ لا سيما أن مَن اغتيل هذه المرة تعد شخصية سياسية كبيرة مثل هنية الذي أمِنَ على نفسه داخل طهران، ومع ذلك عاد جثة هامدة بعد ما اغتالته يد الغدر المشتركة ما بين الموساد الإسرائيلي وعملاء أمنيين في جهاز الأمن الإيراني.

تستعرض هذه الورقة البحثية في مركز “رواق” للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أبعاد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وكيف تم تنفيذ عملية الاغتيال في مبنى محصن تابع للحرس الثوري، تحليل في حالة الضعف والهشاشة في النظام الأمني والاستخباراتي في طهران، من هي وحدة “أنصار المهدي المسؤولة عن تأمين وسلامة المسؤولين رفيعي المستوى على الأراضي الإيرانية، لماذا اغتالت إسرائيل “هنية” في طهران بالتحديد وليس في قطر أو تركيا، وكيف تم استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية الاغتيال؟

فقد كشف مسؤولون إيرانيون لصحيفة “التلغراف” البريطانية، أن خطة الموساد الأساسية كانت اغتيال هنية خلال جنازة إبراهيم رئيسي الذي توفي برفقة وزير خارجيته ومرافقيه إثر تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان شمال غربي البلاد، في مايو الماضي. وأوضحا أن الموساد غيَّر خطة اغتيال هنية خلال جنازة رئيسي لاحتمال فشلها بسبب تواجد الحشود الكبيرة إلى موعد تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. (العربية).

عبوات ناسفة بواسطة عملاء أمن إيرانيين:

كما أعلن مسؤول في الحرس الثوري العثور على عبوات ناسفة إضافية بالمبنى الذي اغتيل فيه هنية، بحسب “التلغراف”. وكشف عن أن الموساد استأجر عملاء أمن إيرانيين لوضع العبوة الناسفة في غرفة هنية، حيث تم وضع عبوات ناسفة في ثلاث غرف في دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم زعيم حماس، ثم تم تفجيرها عن بعد من الخارج.

لقد وصلت أيدي الموساد الإسرائيلي إلى بعض من المسؤول في الحرس الثوري حيث استخدم الموساد استخدم أفراد أمن إيرانيين من وحدة “أنصار المهدي”، وهي المسؤولة عن سلامة المسؤولين رفيعي المستوى.

حيث قد شوهد العملاء وهم يتحركون خلسة أثناء دخولهم وخروجهم من عدة غرف في غضون دقائق، وفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات كاميرات المراقبة للمبنى. (العربية).

وبحسب صحيفة التلغراف: أن العملاء تسللوا إلى خارج البلاد لكن مصدرهم لا يزال موجودًا في إيران، ولكن المهم أيضًا أن مسؤول ثانٍ في قوات النخبة العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، اعتبر أن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران إذلال لإيران وخرق أمني كبير.

ثغرة متعمدة وخرق أمني:

الغريب في الأمر أن قيادة الحرس الثوري قامت بتشكيل مجموعة عمل للتوصل إلى أفكار لتصوير عملية الاغتيال على أنها لا تشكل خرقًا أمنيًّا. وعزا مقرَّبون من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول: إن الثغرة الأمنية ربما كانت متعمدة من الحرس الثوري للإضرار بسمعة الرئيس نفسه. (العربية).

لاسيما أن الحرس الثوري غير راضٍ عن بعض سياسات الرئيس الإيراني، وبحسب خبراء إيرانيين فإن المرشد علي خامنئي مهتم بمعرفة أسباب الخرق الأمني أكثر من سبب الانتقام نفسه.

مقذوف في غرفة هنية بالطابق الرابع:

بحسب وكالة “فارس” الإيرانية التابعة للحرس الثوري أفادت، بأن التحقيقات أثبتت مسؤولية تل أبيب عن التخطيط والتنفيذ لاغتيال هنية، وكانت غرفة هنية في الطابق الرابع من دار الضيافة بمنطقة الزعفرانية، ما يعني أن الخرق تم بعملية دقيقة للعملاء على حساب الجهاز. (العربية).

ووفق الوكالة الإيرانية أن غرفة هنية تعرضت لمقذوف ما أدى لتحطم أجزاء من سقف ونوافذ سكنه، ومقتله مع أحد حراسه. ويدير دار الضيافة ويحميها الحرس الثوري الإيراني التابع للمرشد، وهو جزء من مجمع كبير يُعرف باسم “نيشات”، في حي راق في شمال طهران.

وبالرغم من أن إسرائيل لم تعترف علنًا بمسؤوليتها عن عملية التصفية، لكن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين أطلعوا الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى على تفاصيل العملية في أعقابها مباشرة، وفقاً لما نقلته “نيويورك تايمز” (العربية).

حيث إن عبوة ناسفة تم تهريبها سرًّا إلى دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم، هي ما أدى إلى مقتل هنية، وأن القنبلة تم تفجيرها عن بعد بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة، كما أدى الانفجار إلى مقتل حارس شخصي.

استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية الاغتيال:

لا شك أن حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي تم بأيدي الموساد الإسرائيلي بتفجير عبوة ناسفة زرعت مسبقًا في غرفة نومه بمقر إقامة الحكومة الإيرانية الرسمي في طهران، لهو خير دليل على ترهل الجهاز الأمني الإيراني المخترق.

والدليل أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية كيف علم بدقة في أي منشأة وأي غرفة بالضبط يقيم فيها هنية أثناء زياراته لطهران، حيث إن القنبلة زرعت في الغرفة مسبقًا، وكانت عبارة عن جهاز عالي التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي في التفجير.

حيث تم تنفيذ عملية التفجير عن بعد من قبل عملاء الموساد الذين كانوا على الأراضي الإيرانية بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن هنية كان موجودًا بالفعل في الغرفة. (العربية).

عقيدة الاغتيال والغدر المترسخة لدى الموساد:

المهم في عملية اغتيال هنية هو أن عقيدة الاغتيالات لدى الموساد مترسخة وليست بالأمر الحديث، وإنْ كانت قد زادت في السنوات العشرين الأخيرة، كما أن عمليات الاغتيال لشخصيات إيرانية كانت تتم خارج إيران، سواء بأيدي إسرائيلية أو غيرها.

ولعل من أبرز هذه العمليات تلك التي سقط فيها قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من يناير / كانون الثاني 2020، في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيّرة قُرب مطار بغداد.

وفي العاصمة السورية دمشق، في الأول من إبريل/ نيسان 2024، دمّرت ضربة جوية مبنى ملحقًا بالقنصلية الإيرانية، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث اتهمت السطات في سوريا إسرائيل بالوقوف وراء العملية، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري رفض التعليق على عملية الهجوم. (بي بي سي).

إهانة مقصودة للنظام الإيراني:

لقد أتى اغتيال إسماعيل هنية بعد أيام معدودة فقط من تصريح رئاسة المخابرات الإيرانية، في مقطع فيديو متداول، بأن “جميع أذرع الموساد الموجودة داخل إيران تمّ قطعها، وبالتالي فإن ما حدث في عملية الاغتيال يؤكد أنها “إهانة مقصودة” لجهاز المخابرات الإيرانية”.

لذلك نقول. سواء تمّت عملية الاغتيال بمسيّرة من داخل إيران أو بعبوة قابلة للتفجير عن بُعد، ففي كل الأحوال هناك اختراق شديد وخلل أمني كبير، كما يدلل على هشاشة الأمن الداخلي الإيراني، وكذلك إذا كانت بصاروخ أرض-أرض موجّه من داخل إيران، أو بواسطة مسيّرة تحمل عبوة متفجرة صغيرة.

ويمكن الإشارة هنا إذا كان الموساد الإسرائيلي قد تمكَّن من القيام بذلك في مكان شديد التأمين، فإن ذلك لا يُظهر عمق اختراق المخابرات الإسرائيلية لإيران فحسب، وإنما يظهر كذلك مدى هشاشة المخابرات وأجهزة الأمن الإيرانية.

أضف إلى ذلك: أن أجهزة الأمن في كل الدول لديها قدراتها؛ وكما أن إسرائيل لديها قدرات داخل إيران فمن المفترض أن طهران لها قدراتها هناك، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل حقًّا لإيران قدرات داخل إسرائيل وإلى أى مدى وإن كان موجودا فلماذا لم يصدر القرار السياسي للأجهزة الأمنية الإيرانية لكي ترد بالمثل؟

هل ترد إيران على اغتيال هنية.. متى وكيف؟

نجيب ونقول: إنه من الواضح أن قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية أضعف من أن ترد على العمليات النوعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني على أراضيها، لذلك لو صدر مثل هذا القرار السياسي، لكنا رأينا العديد من الشخصيات السياسية والأمنية بل وحتى العلمية الإسرائيلية يتم اغتيالها سواء في الداخل الإسرائيلي أو خارجه.

نؤكد أيضًا: أن ما أعلنه وزير الاستخبارات الإيرانية إسماعيل خطيب، وفي أغسطس / آب 2023 بأن قوة أجهزة الاستخبارات في إيران كبيرة لدرجة أن لديها جواسيس في فرنسا والسويد وإنجلترا والعديد من البلدان الأخرى، بحسب موقع إيران إنترناشيونال، يثبت أن هناك ثمَّة مبالغة من المسؤول الإيراني.

لأن الضربات الأمنية التي تلقتها أجهزة إيران على أراضيها خلال السنوات الأخيرة وليست الأشهر، تمثل فشلًا كارثيًّا على الصعيدين: سواء الاستخباراتي أو الأمني الإيراني، كما يضع الحرس الثوري الإيراني في حرج شديد، كما يؤكد أن كل أمواله مسخرة فقط لزعزعة أمن واستقرار بعض البلدان العربية. (بي بي سي).

والدليل ما تردد عن قيام السلطات الإيرانية باعتقال نحو 20 شخصًا، بينهم ضباط بارزون في المخابرات، ومسؤولون في الجيش وآخرون، في أعقاب اغتيال هنية، وحجم هذا الاختراق الأمني “المحرج” بحسب نيويورك تايمز عن مسؤولَين إيرانيَين.

والغريب: أن إيران تمتلك أنظمة الدفاع الجوي إس – 300 الروسية المتطورة؛ الأمر الذي يثير بعض التساؤلات حول إمكانية اختراق الحدود الإيرانية من الخارج بكل سهولة في يوم مهم مثل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.

حيث تستطيع أنظمة الدفاع الجوي إس – 300 التصدي للطائرات أو المسيرات ذات الحجم الكبير، ولكنها في الحقيقة عجزت عن التصدي للمسيرات الصغيرة أو المسيّرة رباعية المراوح (كوادكوبتر)، صغيرة الحجم، حيث لا تستطيع أجهزة الرادار أن ترصدها وفق خبراء عسكريون.

وقد أنشأت إيران وزارة الاستخبارات والأمن القومي في إيران، في عام 1983 كوسيلة لدمج بعض الوحدات الاستخباراتية من حقبة الثورة الخمينية وفي عام 1989، أصبحت مسؤولة عن تنسيق أقسام الاستخبارات بأكملها، والتي تتكون من 16 جهازاً يعمل في مجال الاستخبارات ومكافحة التجسس. (بي بي سي).

إذ تعمل وزارة الاستخبارات والأمن القومي تحت سلطة رئيس البلاد، ولكن يجب اختيار الوزير المسؤول عنها بموافقة علي خامنئي المرشد الأعلى.

هشاشة أمنية وعجز إيراني مذهل:

لا شك أن فكرة عجز إيران عن حماية أرضها وحلفائها الرئيسيين يمكن أن تكون قاتلة للنظام الإيراني، وأن عملية اغتيال شخصية كبيرة مثل إسماعيل هنية تشي للأعداء بأنه إذا تعذّر عليهم إسقاط دولة خامنئ فبإمكانهم قطع رأسها، لذلك وبرغم ما نفذته دولة الاحتلال على الأراضي الإيرانية، فإن طهران تضع ذلك في حساباتها عندما تفكر في مواجهة موسعة وطويلة المدى مع إسرائيل. (بي بي سي).

كما أن الفشل الاستخباراتي وما يمكن أن نطلق عليه حقيقة بتغفيل أجهزة وجيش إيران وأجهزتها المخابراتية بشكل تام، ربما يوحي بأن إسرائيل أرادت بعملية اغتيال هنية في إيران إحراج مخابرات الأخيرة والكشف عما بها من مشكلات، تماماً كما حدث مع المخابرات الإسرائيلية في يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من قِبَل المقاومة الإسلامية (حماس) والذي ترك قيادة المخابرات الإسرائيلية في حالة من الصدمة والحرج الشديد حتى الآن.

وفي المقابل: تتوعد إيران كالعاة ردًّا على كل عملية تحدث بردٍّ مؤلم على إسرائيل، فهل يأتي هذا الرد محسوبًا في إطار التوازنات القائمة منذ سنوات أم من خلال التنسيق المسبق مع بعض الشركاء مثل الولايات المتحدة الأمريكية، أم سيخرج عن الإطار هذه المرة في ظل تصاعد التهاب المنطقة كما لم يكن منذ عقود؟ (الجزيرة).

إيران في مأزق كبير:

لقد تحدثت بعض وسائل الإعلام عن تهديدات إيران المبكرة بالانتقام من إسرائيل، ومن بينها تهديد من المرشد الإيراني علي خامنئي، وذكر أن الهجوم الإيراني أو هجوم حزب الله وكان من المفترض أن يكون الرد وشيكًا خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن لم تقع ثمة عمليات أو تحركات إيرانية ردًّا على اغتيال هنية.

بالطبع، إيران تواجه ظروف صعبة للغاية ومعضلة كبيرة، لأنه بينما يريد خامنئي والحرس الثوري الإيراني استعادة الردع الإيراني تجاه إسرائيل، فإن هناك عناصر في إيران تخشى أن يؤدي هجوم واسع النطاق هذا إن حدث أصلا إلى جر طهران إلى حرب مع إسرائيل، وربما حتى مع الولايات المتحدة الأمريكية. (الجزيرة).

وحتى لو تم اتخاذ قرار بشأن شكل وطريقة وكيفية الرد الإيراني، فإن التنسيق مع حزب الله وأعضاء آخرين في محور المقاومة عملية تستغرق وقتًا طويلًا.

كما أن من العوامل الأخرى أيضًا تصدي الحليف الأكبر للكيان المحتل لأي عدوان أو رد قد يحدث، والتي من المحتمل أن تؤثر على عملية صنع القرار في إيران تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة أكثر مما فعلت في إبريل / نيسان الماضي قبل هجوم إيران غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

تهديد أمريكي لحماية إسرائيل حليفتها في المنطقة:

فقد أعلن مايكل هورويتز رئيس قسم الاستخبارات في “شركة لو بيك للاستشارات الدولية” الأمريكية -التي مقرها البحرين-: إن المنطقة ربما تشهد ردًّا أكبر من الولايات المتحدة مما حدث في إبريل / نيسان، وربما يهدف إلى أن يكون في حجم التهديد الإيراني الأكبر من هجوم إبريل / نيسان؛ خاصة أن أمريكا أرسلت للمنطقة أصولًا هجومية؛ بالإضافة إلى أصولها الدفاعية وهي رسالة للردع.

وبالرغم من أن إيران رفضت دعوات الدول الغربية إلى ضبط النفس، وأصرت على أن لها حقًّا مشروعًا في الرد على مقتل إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية؛ إلا أن الرد الإيراني سيكون محدودًا وربما يسبقه تنسيق مع القوى الكبرى أو واشنطن بالتحديد. (الجزيرة).

كيف جنَّد الموساد عملاء إيرانيين لوضع قنابل بمقر هنية؟

لقد قام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بتجنيد عملاء إيرانيين لزراعة عبوات ناسفة في 3 غرف بدار الضيافة التابعة للحرس الثوري الإيراني في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يقيم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ثم تم تفجيرها عن بعد من الخارج بواسطة الذكاء الاصطناعي. (سكاى نيوز).

ووفق صحيفة “التلغراف” البريطانية فإن الموساد قام بتجنيد عملاء أمن إيرانيين لوضع متفجرات في 3 غرف منفصلة في المبنى الذي أقام فيه إسماعيل هنية، وشوهد العميلان يتحركان خلسة أثناء دخولهما وخروجهما من غرف متعددة في غضون دقائق، وفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات من كاميرات المراقبة للمبنى.

ويقال: إن العملاء تسللوا إلى خارج البلاد، لكن لديهم مصدر لا يزال في إيران. وفي الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء، فجّروا المتفجرات من الخارج في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية. (سكاي نيوز).

إلقاء اللوم يُخيِّم على الحرس الثوري الإيراني:

وبحسب صحيفة التلغراف: أن هناك الآن لعبة إلقاء اللوم الداخلية تسيطر على الحرس الثوري الإيراني، حيث تتهم قطاعات مختلفة بعضها البعض بالفشل. وقال: إن قائد فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني كان يستدعي الناس لطردهم واعتقالهم وربما إعدامهم، لقد أذل الاختراق الجميع.

وقام المرشد الإيراني علي خامنئي باستدعاء جميع القادة عدة مرات في الحرس الثوري على مدار اليومين الماضيين، ويريد إجابات، وتشير تقارير إلى أن خامنئي يريد معالجة الاختراق الأمني الفاضح الآن أكثر أهمية من السعي للانتقام. (سكاي نيوز).

لماذا اغتالت إسرائيل “هنية” في طهران وليس في قطر أو تركيا؟

إن عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران جاءت مفاجئة؛ حيث كان الرجل الأبرز والأهم حاليًا في حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين، إذ كانت غير متوقعة بهذه السهولة، كما أنها تنمّ عن عملية استخباراتية بحتة في المقام الأول تمت بالتنسيق مع العدو الحقيقي المشارك في قتل المسلمين في غزة وهى الولايات المتحدة الأمريكية. (الفتح).

تشير عملية اغتيال هنية في طهران إلى عدة دلالات، أما الدلالة الأولى: وهي سهولة الاختراق الواضح والتسلل من قِبَل الجانب الصهيوني في الأراضي والأجواء الإيرانية، لاسيما أنها ليست العملية الأولى، فقد حدثت عدة اغتيالات سابقة في إيران من قِبَل الكيان المحتل، الدلالة الثانية: وهي تُوحي بوجود عدد كبير من العملاء في طهران الذين يعملون لحساب إسرائيل.

أما الدلالة الثالثة: وهي ربما ينمّ عن مدى التساهل والتراخي من قبل إيران في مقتل إسماعيل هنية؛ لأنه في النهاية شخصية مسلمة سنّية ليست شيعية ونعلم كم العداء الظاهر والباطن الشيعي لأهل السنة والجماعة، والشاهد في عملية الاغتيال هذه هو مدى الخلل والعجز في الدولة الإيرانية المترهلة وأجهزتها الأمنية المخترقة على الدوام. (الفتح).

هناك دلالة رابعة: وهي أن دولة الاحتلال كانت ولا تزال تستطيع اختراق أجهزة الأمن الإيرانية وقد رأينا ذلك في تنفيذ عدة اغتيالات سابقة على الأراضي الإيرانية، وبالتالي فإن إيران تعتبر الحلقة الأضعف بالنسبة لإسرائيل عن دولتي: قطر وتركيا، بالطبع عمليات إسرائيل لا تتم بمفردها؛ إنما بدعم حثيث من الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي والداعم الأكبر لإسرائيل، ولقد رأينا ذلك في استقبال الكونغرس لـ نتنياهو الدموي بحفاوة بالغة؛ بدلًا من إلقاء اللوم عليه وسؤاله عن قتل الأبرياء والأطفال والنساء في غزة؛ كون واشنطن المتحدث الأكبر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان المزعومة.

ثمّة دلالة أخرى: وهي محاولة الحفاظ على العلاقات مع قطر وتركيا؛ كونهما دولتين عربية وإسلامية وبالتالي خشية الاحتلال من ردة الفعل العربي والإسلامي، وفي الوقت نفسه إدراك الكيان المحتل للعداء بين الشيعة وأهل السنّة. (الفتح).

نخلُص من هذه التطورات والأحداث سالفة الذكر في هذا التقرير، إلى أن هناك مخاوف كبيرة وازدياد حالة القلق من قبل النظام الإيراني، حيث بات يخشى الآن من مدى توسع النفوذ الإسرائيلي على أراضيه، حيث شعور كافة الأجهزة الأمنية بالخيبة والإحباط لإدراكهم قدرة الموساد على تنفيذ أي ضربات أو اغتيالات يريدها أن تطال شخصيات مهمة إيرانية أو غير إيرانية على أراضيها متى أراد ذلك.

كما أن إيران في حالة أمنية يرثى لها، وبالتالي فإن الرد المتوقع منها على الكيان المحتل سيكون محدودًا جدًّا في حال حدوثه أو عدم الرد أصلا، أو سيكون على شكل مسرحية هزلية، والتحركات والردود الإيرانية السابقة شاهدة على ذلك، وبالتالي يستوجب على طهران توفير أموال الشعب المطحون اقتصاديًّا بدلًا من تسخيرها للتقية ونشر التشيع في تأمين حدودها، وتطوير أجهزتها الأمنية والاستخباراتية المهترئة والمترهلة.  

الخلاصة:

– نستخلص من هذا التقرير: أن إيران تتلقى ضربات نوعية كبيرة من دولة الاحتلال على أراضيها؛ دون أى رد حقيقي أو يكون ردًّا عبر مسرحية هزلية لم تضف لطهران، سوى المزيد من الخزي والهزيمة النفسية.

أن تنفيذ عملية الاغتيال في مبنى محصن تابع للحرس الثوري لهو دليل واضح على حجم الضعف والهشاشة في النظام الأمني والاستخباراتي الإيراني، كما تعد ضربة كبيرة لـ وحدة “أنصار المهدي” المسؤولة عن تأمين وسلامة المسؤولين رفيعي المستوى على الأراضي الإيرانية.

– إيران باتت في حالة أمنية يرثى لها، وأن الرد المتوقع منها على الكيان المحتل في حال حدوثه سيكون محدود جدًّا، أو سيكون على شكل مسرحية هزلية والردود الإيرانية السابقة شاهدة على ذلك.

– لقد تعرضت إيران لظروف سياسية وأمنية صعبة للغاية، كما أنها في مأزق كبير، لا سيما أن هناك عناصر في إيران تخشى أن يؤدي هجوم واسع النطاق إلى جرّ طهران إلى حرب مع إسرائيل، وربما مع الولايات المتحدة الأمريكية.

عجز إيران عن حماية أرضها وحلفائها الرئيسيين تعتبر قاتلة للنظام الإيراني والحرس الثوري، وأن عملية اغتيال شخصية كبيرة بحجم إسماعيل هنية تشي للأعداء إن صح التعبير بأنه إذا تعذر عليهم إسقاط دولة خامنئ فبإمكانهم قطع رأسها.

– في كل الأحوال: إن اغتيال إسماعيل هنية بعد أيام معدودة فقط من تصريح رئاسة المخابرات الإيرانية، بأن “جميع أذرع الموساد الموجودة داخل إيران تمّ قطعها، دليل واضح على “إهانة مقصودة” لجهاز المخابرات الإيرانية والنظام الإيراني.

– هناك دلالات كثيرة في تنفيذ عملية اغتيال “هنية” في طهران؛ أبرزها على سبيل المثال: أن إيران تعتبر الحلقة الأضعف بالنسبة لإسرائيل عن دولتي قطر وتركيا الذي كان يتردد عليهما أيضًا، كما أنها ربما محاولة من دولة الاحتلال للحفاظ على العلاقات مع قطر وتركيا؛ كونهما دولتين عربية وإسلامية.

المصادر:

– العربية

– بي بي سي

– الجزيرة

– سكاي نيوز

– الفتح

التعليقات مغلقة.