fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

علاقة الإمارات بالدعم السريع.. ولماذا تدعم أبو ظبي الميليشيا المتمردة في مواجهة الجيش السوداني؟

113

علاقة الإمارات بالدعم السريع.. ولماذا تدعم أبو ظبي الميليشيا المتمردة في مواجهة الجيش السوداني؟

كشفت الحرب السودانية الدائرة لأكثر من عام منذ منتصف إبريل 2023 وحتى الآن، حجم الدعم الإماراتي عسكريًّا وماليًّا وإعلاميًّا -وحتى دبلوماسيًّا- لميليشيا الدعم السريع من أجل إسقاط الجيش السوداني وتقسيم السودان، حيث تُقدِّم الإمارات للميليشيا المتمردة كل أنواع الدعم العسكري؛ بدايةً من الأسلحة الثقيلة والإمدادات الحربية والمُسيّرات.

وتستخدم عدة موانئ ومطارات، بل وحكومات لتوصيل الإمدادات والدعم للميليشيا المتمردة، بل وتدفع نفقات تجنيد مرتزقة أفارقة للانضمام للميليشيا من كل حدبٍ وصوبٍ لقتل السودانيين وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين داخل الولايات السودانية التي تحتلها الميليشيا، وفي مقدمتها: إقليم دارفور.

ووفقًا لتقارير إخبارية وأممية وخطابات أمريكية رسمية، وتصريحات على لسان وزراء وضباط بالجيش السوداني ومجلس السيادة: تستخدم الإمارات إمدادات الإغاثة للمدنيين في السودان كستارٍ لإمداد ميليشيا الدعم السريع بالسلاح والذخيرة، مؤكدين: أن الإمارات أرسلت مئات من شحنات الذخيرة والسلاح الخفيف والثقيل عبر رحلات بحرية وجوية؛ لذا فإننا في هذا التقرير سوف نوضح شكل وحجم وأسباب الدعم الإماراتي للميليشيا المتمردة ضد دولة وجيش وسيادة شعب السودان، ومتى بدأت علاقة الإمارات بالميليشيا وقائدها حميدتي؟ وإلى أين وصلت هذه العلاقة؟ وما المصالح المتبادلة بين الدولة الإماراتية المارقة وقائد الميليشيا المتمرد؟

الدعم السريع:

ميليشيا الدعم السريع هم مرتزقة وأفراد من أصول عربية من سكان إقليم دارفور في السودان، وغيرها من الدول المحيطة، جمعهم الرئيس السوداني السابق عمر البشير وكوَّن منهم قوات لحمايته ولمساعدته على قمع الاحتجاجات داخل إقليم دارفور، وقتل السودانيين من ذوي الأصول الإفريقية داخل الإقليم؛ رغم أنهم في الأساس أصحاب الأرض والثروات.

وأُطلق على ميليشيا الدعم السريع اسم: الجنجويد، ومعناها: الرجل الذي يركب الخيل، ويحمل السلاح الآلي ويقتل به.

هذه الميليشيا ارتكبت كل أنواع العدوان والإبادة الجماعية، والاغتصاب، والقتل والتطهير العرقي، والتهجير القسري من داخل إقليم دارفور إلى دول؛ مثل: تشاد الحدودية مع السودان، وقتلت الميليشيا وشردت مئات الآلاف من السودانيين داخل ولايات إقليم دارفور الـ5.

وبعد سقوط البشير ظلت هذه القوات كيانًا مستقلاً يملك أسلحة ثقيلة وقوات بأعداد كبيرة تُكافئ تسليح وقوة الجيش، ويتولى قيادة الميليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ عام 2010. وبعد سقوط البشير، بات حميدتي نائبًا لعبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، وحصل حميدتي على هذا المنصب فقط؛ لأنه زعيم لقوات كبيرة الحجم والتسليح. واختلف حميدتي لاحقًا مع عبد الفتاح البرهان حول خطة دمج الدعم السريع داخل الجيش، والجدول الزمني لدمج القوات والمكانة الممنوحة لضباط الدعم السريع في التسلسل الهرمي للجيش، ولمن سيكون القرار والكلمة على القوات؛ البرهان قائد الجيش أم حميدتي قائد الميليشيا؟

هذا ما أغضب حميدتي فأعلن التمرد على الجيش السوداني في 15 إبريل 2023، وما كان من الجيش السوداني إلا الدفاع عن الشعب وسيادته وثرواته، وشرعية الدولة السودانية من الميليشيا المتمردة ومَن يدعمها في الخفاء.

تحالف الموارد.. علاقة الميليشيات بالإمارات:

علاقة الإمارات بقادة ميليشيا الدعم السريع – الجنجويد سابقًا – وعلى رأسهم: محمد حمدان دقلو، القائد الحالي للميليشيا المتمردة ونائب مجلس السيادة السوداني سابقًا، لم تبدأ منذ اشتعال الحرب فقط، بل تشكَّلت هذه العلاقة منذ سنوات، وتحديدًا مع سقوط نظام البشير عام 2019، كما أن حميدتي وميليشيا الدعم السريع شاركوا في حرب اليمن عام 2015 (عاصفة الحزم) التي أطلقتها السعودية والإمارات بمشاركة قوات عربية على ميليشيا الحوثيين الشيعية في اليمن.

وبعد سقوط البشير، أرسلت الإمارات أكثر من 2000 سيارة نصف نقل من طراز تويوتا لميليشيا الدعم السريع، بجانب المدرعات الصغيرة وناقلات الجنود. ومنذ انهيار نظام البشير، بات حمدان دقلو وميليشياته يتحكمون بشكل كامل في قطاع المعادن، وفي مقدمته: اليورانيوم والنفط ومناجم الذهب، ومنها: مناجم جبل عامر التي تتحكم فيها الميليشيا في ولاية شمال دارفور، بجانب مناطق التنقيب في جنوب كردفان ومناطق نهر النيل شمال الخرطوم.

وتحول الدعم السياسي والعسكري من الإمارات للميليشيا إلى تحالف لتجنيد الموارد والجنود؛ فالإمارات تمد الميليشيا بكل احتياجاتها العسكرية واللوجيستية وحتى الدبلوماسية من أجل إسقاط الجيش لأسباب عدة؛ أبرزها: رغبة “أبو ظبي” في تنحية الإسلاميين من داخل الجيش عن الحكم والسلطة.

وفي المقابل: تَجْمَع الميليشيا الذهب والمعادن، وتقوم بتهريبها لبيعها في الإمارات.

ووفقًا لإعلان وزارة المعادن السودانية؛ فإن الفاقد من الذهب تجاوز 48 طنًّا خلال الستة أشهر الأولى من عام 2018، بنسبة فاقد 77% من الإنتاج الكلي. وتخطى التحالف كونه مصالح وقناعات سياسية إلى الإقرار بوجود شراكة بين “حميدتي” وأمراء بارزين في الإمارات، بجانب وجود خطط استثمار طويلة الأجل بين الإمارات والميليشيا، خاصةً داخل الحدود السودانية مع ليبيا؛ لما فيها من احتياطي هائل من النفط ومناجم الذهب واليورانيوم داخل وادي العطرون؛ كل هذه الأطماع الإماراتية في ثروات السودان أكدها الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، قائلًا: “أسباب الحرب في السودان تعود إلى أطماع بعض الدول في الموانئ السودانية والأراضي الزراعية والموارد المعدنية”.

كيف يصل الدعم الإماراتي للمتمردين؟

تقوم الإمارات بتجنيد مرتزقةً من دول غرب ووسط إفريقيا، خاصةً تشاد، للقتال في صفوف ميليشيا الدعم السريع. وتستخدم الإمارات القبائل العربية في إقليم دارفور؛ لأنها تشكل الحاضنة الاجتماعية لميليشيا الدعم السريع؛ لما لها من علاقات وثيقة مع القبائل العربية في تشاد ودول غرب ووسط إفريقيا.

ووفق شهادات مواطنين من تشاد جرى تجنيدهم، وقاتلوا في صفوف ميليشيا الدعم السريع، هناك نمطان للتجنيد:

الأول: عبر خداع الشباب باسم: التجنيد في الجيش التشادي.

والثاني: بالاتفاق مع شباب للقتال داخل ميليشيا الدعم السريع مقابل راتب محدد.

ويتم نقل المرتزقة إلى مدينة أم جرس أقصى شمال تشاد؛ لأنها على الحدود مع السودان، لتدريبهم للانضمام إلى الميليشيا، ويُمنح كل فرد في المجموعة 400 أو 500 دولار كراتب شهري، بحسب موقع رصيف 22، ووكالات سودانية، مثل: “ألترا سودان”.

وتُقلع طائرات المرتزقة والإمدادات العسكرية والأسلحة الثقيلة من مطار حسن جاموس الدولي في تشاد، وتهبط في منطقة قريبة من ولاية شمال كردفان التي تبعد 215 كم عن الخرطوم، ويتم نقل المجندين والأسلحة والذخائر في سيارات دفع رباعي إلى الخرطوم، وحسب تأكيد المواطنين المُجندين، يتم التجنيد داخل تشاد بتعاون مع ضباط في الجيش التشادي وبدعم مالي من دولة الإمارات.

ويؤكد جنود تشاديون يعملون في مطار مدينة أم جرس: أن الإمارات تزوّد الدعم السريع بالأسلحة الحديثة، والذخيرة والطائرات المسيَّرة، وتقوم بإجلاء جرحى ميليشيا الدعم السريع وعلاجهم.

وتهبط طائرات الشحن الإماراتية بشكل شبه يومي، وتستهدف عمليات التجنيد الممولة إماراتيًّا شباب القبائل العربية، وتستثني القبائل الإفريقية.

وقد نظَّم سكان مدينة أم جرس وقفة احتجاجية للتنديد بالعمليات التي وصفوها بالمشبوهة داخل مطار المدينة، واتَّهموا الإمارات بالعمل على تغذية الصراع في السودان عبر استغلال مطار مدينتهم في نقل الأسلحة والأموال والذخيرة إلى ميليشيا الدعم السريع تحت غطاء الدور الإنساني. وحذَّر رئيس الحزب التشادي المعارض يحيى ديلو جرو من أن العلاقات بين المجلس العسكري التشادي والإمارات علاقات سامَّة تتطلب قدرًا من الشفافية حتى يعرف الشعب التشادي السبب الحقيقي لوجود هذه الدولة في تشاد، مؤكدًا: أنه يجب ألا تكون التنمية ذريعة للتمويل والاتجار الغامضَين. ووفقًا لضابط في الجيش التشادي: يجري التجنيد الإماراتي للمرتزقة وفق تعليمات من الرئاسة التشادية وبإشراف من كبار الجنرالات داخل الجيش، ويستهدف القبائل العربية، وبشكل خاص قبائل الماهرية والمسيرية وأولاد راشد، وهي قبائل تنتمي إليها غالبية ميليشيا الدعم السريع.

ستار الإغاثة:

تؤكد صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمد ميليشيا الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة والمُسيِّرات، والدعم المادي اللازم لتجنيد المرتزقة بدلًا من المساعدات الإنسانية، مشددة على تورط مقصود من الإمارات في حرب السودان التي وضعت اقتصاد السودان على حافة الانهيار وتسببت بمقتل الآلاف ونزوح الملايين داخليًّا وخارجيًّا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوغنديين أنهم اكتشفوا عشرات الصناديق في شحنة طائرة شحن إماراتية حطت في مطار عنتيبي في أوغندا مطلع يونيو تحتوي على أسلحة متنوعة وذخائر، وتشير السجلات الرسمية لهذه الرحلة إلى أن الإمارات أرسلتها وهي تحمل مساعدات للاجئين الذين فروا من الصراع في السودان، ولكن بدلًا من المساعدات الإنسانية، قال مسؤولون أوغنديون للصحيفة الأمريكية: إنهم اكتشفوا عشرات الصناديق في شحنة الطائرة تحتوي على أسلحة ثقيلة وذخائر.

ووفقًا للمسؤولين الأوغنديين، فقد مُنحت الطائرة الإماراتية الإذن بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس شرق تشاد على الرغم من اكتشاف مخزون الأسلحة، وغادرت الإمدادات العسكرية الإماراتية مطار أم جرس في الأسبوع الأخير من يوليو الماضي متوجهة إلى منطقة “الزرق” شمال دارفور السودانية، والتي تعد معقلًا لميليشيا الدعم السريع.

كما تؤكد الصحيفة أن مديري المسؤولين الأوغنديين أعطوهم أوامر بوقف فحص الرحلات القادمة من الإمارات العربية المتحدة، وبحسب “وول ستريت جورنال” لم يعد مسموحًا لضباط المطار تفتيش الطائرات الإماراتية المتجهة إلى تشاد، وأنها باتت مسؤولية وزارة الدفاع التشادية، وتم تحذير الضباط والعمال من التقاط أي صور لأي شحنة إماراتية متجهة إلى تشاد.

وبجانب تأكيدات “وول ستريت جورنال” عن الدعم العسكري واللوجستي والدبلوماسي لميليشيا الدعم السريع، تقدمت سارا جاكوبس، عضو الكونجرس الأمريكي، بمشروع قرار لمجلس النواب يطالب بقطع إمداد الإمارات بالأسلحة الأمريكية، وذلك على خلفية دعمها لميليشيا الدعم السريع في حرب السودان على المتمردين، موضحة: أن الدعم المستمر من الإمارات لميليشيا الدعم السريع يطيل أمد الحرب في السودان، وأنه على الولايات المتحدة استخدام نفوذها لوقف هذه الحرب عن طريق قطع الأسلحة عن الإمارات حتى تتوقف عن تزويد ميليشيا الدعم السريع بالسلاح تحت ستار الإغاثة، وذلك خلافًا لموقفها المعلن.

كما أرسل الكونجرس الأمريكي خطابًا موقعًا من: (وجيسون كرو، وكولن ألريد، ودينا تيتوس، وخواكين كاسترو، وسيدني كاملاجر دوف، وجيمس بي ماكغفرن، وشيلا تشيرفيلوس ماكورميك، ودان كيلدي، وباربرا لي) إلى دولة الإمارات حول الدعم الإماراتي بالسلاح والمال إلى ميليشيا الدعم السريع يحث فيه بن زايد وحكومته على إعادة النظر في سياستها تجاه دعم ميليشيا الدعم السريع لفترة طويلة بالمال والسلاح.

وأشار الكونجرس في خطابه إلى دور الإمارات في دعم مقتل أكثر من 15 ألف شخص، ونزوح أكثر من 5 ملايين سوداني داخليًّا وفرار قرابة 2 مليون شخص من البلاد إلى دول الجوار السوداني، وتحمل المدنيون وطأة هذا الدعم الإماراتي للميليشيات التي دمرت، ولا زالت تُبيد بشكل منهجي قرى ومجتمعات معينة، وتهاجم المجموعات العرقية المسلمة الإفريقية من إثنية المساليت، واغتصاب وترويع النساء والفتيات والاختطاف والنهب من المنازل والشوارع، وأنماط العنف والإبادة الجماعية التي قامت بها ميليشيا الدعم السريع.

كما اعترفت واشنطن في خطاب الكونجرس أنها تشارك الإمارات العربية المتحدة مخاوفها بشأن العودة المحتملة لمسؤولي عهد البشير إلى السلطة – إشارة إلى الإسلاميين وتحديدًا الإخوان المسلمين المتمثلين في العديد من ضباط ومسؤولي الجيش السوداني –.

ورغم ذلك، أكد خطاب الكونجرس: أن تقديم الدعم الإماراتي إلى ميليشيا الدعم السريع لن يؤدي إلَّا إلى تعميق الصراع على أسس قبلية وعرقية، ويزيد من خطر انهيار السودان أو تقسيمه؛ بجانب مخاطر عدم الاستقرار الإقليمي واتساع نطاق النزاع. وحذر خطاب الكونجرس إلى الإمارات من أن أفعال الإمارات تُنفِّر الشعب السوداني الذي لن يقبل انتصار ميليشيا الدعم السريع.

استنكار سوداني:

استنكرت السودان مرارًا وتكرارًا الدعم الإماراتي المستمر على مدار مدة الحرب إلى ميليشيا الدعم السريع، وطالبت رسميًّا مجلس الأمن بالتدخل لوقف العدوان الإماراتي على السودان وشعبه وأراضيه وثرواته. وقال وزير الخارجية السوداني أن تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الإمدادات الأسلحة والعتاد العسكري الإماراتي لميليشيا الدعم السريع من دولة الإمارات، وأن رحلات الدعم الإماراتي لميليشيا الدعم السريع بلغت أكثر من 400 رحلة، رصدتها الأجهزة الوطنية والدولية المتخصصة، بتفاصيل الطائرات الناقلة والمسارات التي اتخذتها وتواريخ وصولها وتفريغها معززة بصور الأقمار الصناعية، كما أكد الوزير السوداني أن تشاد تسمح بدخول الممتلكات المنهوبة من المواطنين السودانيين والاتجار فيها علنًا في تشاد، مشددًا على أن الدعم التشادي لمليشيا الدعم السريع الإرهابية أوضح من شمس النهار. وأشار إلى جهود تشاد في توصيل الدعم العسكري الإماراتي للميليشيا، وكذلك بتسهيل تجنيد المرتزقة الجدد المنضمين للميليشيا.

وأوضح عوض أن أجهزة الحكومة السودانية المختصة رصدت وصول مركبات عسكرية لتشاد عن طريق ميناء دوالا الكاميروني، وتابعت وجهتها النهائية إلى ميليشيا الدعم السريع.

مضيفًا: أن حكومة تشاد الحالية ارتهنت نفسها للقوى الخارجية – الإمارات – التي تسببت من قبل في نشر الدمار والقتل وعدم الاستقرار في دول عديدة بالمنطقة من أجل مصالح ذاتية ضيقة لبعض المسؤولين التشاديين، تنكرًا للعلاقات التاريخية ومبادئ حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وقال الفريق إبراهيم جابر: عضو مجلس السيادة السوداني، إن المساعدات الإماراتية إلى ميليشيا الدعم السريع التي تدخل عبر تشاد تشمل دعمًا ماليًّا وتهريب سلاح منذ يونيو الماضي. مضيفًا: أن مجلس السيادة تواصل مع الإمارات وتشاد لتوضيح حقيقة وأسباب الدعم الذي تقدمه أبوظبي لميليشيا الدعم السريع. موضحًا: أن الجيش السوداني وأجهزة الدولة لا يزالان يرصدان حتى الآن المسارات المختلفة لإمداد ميليشيا الدعم السريع بالأسلحة، إما عبر البحر المتوسط ثم ليبيا ثم غرب السودان، أو عبر أوغندا ثم تشاد ثم المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا حميدتي.

وبجانب الدعم العسكري والمالي، تقدم الإمارات للميليشيا دعمًا إعلاميًّا عبر قناة سكاي نيوز – البريطانية الإماراتية – التي تبث نشاطها من داخل مدينة أبوظبي؛ فقد نددت السودان أكثر من مرة بالمحتوى الذي تقدمه قناة سكاي نيوز من داخل الإمارات، وأعلنت الحكومة السودانية، ممثلة بوزير الإعلام جراهام عبد القادر، الثلاثاء 2 إبريل 2024، تعليق بث عدة قنوات على رأسها “سكاي نيوز عربية” داخل البلاد، بسبب عدم التزامها بالمعايير المهنية والشفافية في العمل الإعلامي، ودعم محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي وميليشيا الدعم السريع والتستر على جرائم ميليشيا الدعم السريع في مقابل إلصاق الشائعات بالجيش السوداني.

ونشرت وكالات الأنباء الرسمية نص الشكوى التي جاء فيها: أن الإمارات قدمت مختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي والمالي، إلى جانب الإمداد بالسلاح والعتاد وجلب المرتزقة من شتى الدول. واتهم الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الإمارات بأنها دولة مافيا سلكت طريق الشر بدعمها ميليشيا الدعم السريع. ودبلوماسيًّا، تدخلت الإمارات لإعاقة محاولات السودان لإدانة دعم أبوظبي لميليشيا الدعم السريع داخل مجلس الأمن. ووفقًا لصحيفة “التايمز” البريطانية، تم إلغاء أربعة اجتماعات وزارية إماراتية مع بريطانيا؛ بسبب غضبهم من موقف بريطانيا المنحاز للسودان داخل مجلس الأمن، وعدم دفاعها عن الإمارات.

وتؤكد التايمز أن الإمارات تضغط على الولايات المتحدة وبريطانيا وأعضاء آخرين بشدة في مجلس الأمن لإلغاء أي اجتماع طارئ حول السودان وميليشيا الدعم السريع.

وقالت وزارة الخارجية السودانية: إن المندوب البريطاني غير مسار جلسة مجلس الأمن الدولي في 29 إبريل الماضي. وقالت: إن بريطانيا “تنكرت للأخلاق”، مؤكدة أن جلسة مجلس الأمن في 29 إبريل الماضي كان يفترض أن تناقش “العدوان الإماراتي” على السودان، المتمثل في الرعاية متعددة الأوجه لميليشيا الدعم السريع. وأوضح بيان الخارجية السودانية: أن بريطانيا تدخلت لتغيير طبيعة الاجتماع ليصبح اجتماعًا عن الأوضاع في السودان عامة ومنطقة الفاشر خاصة.

الخلاصة:

ونستطيع أن نستخلص من هذا التقرير إلى عدة نقاط؛ توضِّح كيف تساند الإمارات ميليشيا الدعم السريع، وتقدم لها كافة الإمدادات العسكرية والبشرية والمادية كما يلي:

– حجم الدعم الإماراتي المستمر لأكثر من عام إلى ميليشيا الدعم السريع الذي يهدف بالأساس إلى تقسيم السودان، وتفكيك الجيش السوداني؛ بات مفضوحًا وجليًّا للجميع.

– بهذا الدعم، أضحت الإمارات شريكًا أساسيًّا -إن لم تكن السبب الرئيسي- في إشعال فتيل الحرب، وقتل آلاف السودانيين من الأطفال والنساء، وانهيار كل قطاعات الدولة السودانية.

– أصبحت الإمارات سببًا لمأساة المدنيين؛ الذين يواجهون القتل والعنف والسرقة والنهب، والاغتصاب، والإبادة والتدمير الممنهج للقرى والمدن على يد الميليشيا المتمردة، المدعومة بالمال والسلاح من حكومة الإمارات.

– صارت الإمارات -التي تسرق ذهب ومعادن السودان وتمول مرتزقة الدعم السريع بالجنود والعتاد- مسؤولة أيضًا عن خسائر السودان الاقتصادية الهائلة جرَّاء النزاع المستمر منذ منتصف إبريل 2023، وما تبعها من تهريب ثروات السودان المعدنية على يد الميليشيا المتمردة.

– الدعم الإماراتي المستمر إلى ميليشيا الدعم السريع قد يؤدي على هذا المنوال إلى سقوط الجيش السوداني ومن بعده انهيار مؤسسات الدولة، وتقسيم السودان إلى دولتين أو دويلات واتساع نطاق الصراع، ما قد يؤدي إلى مخاطر جمَّة تترتب على هذه الحرب داخل الشرق الأوسط وتهدد أمن الدول المحيطة بالسودان، وفي مقدمتهم مصر.

مصادر:

الاستقلال -تسعى إلى تفكيك الجيش.. لماذا تدعم الإمارات قوات “الدعم السريع” في السودان؟- مايو 2023.

ألترا سودان -تقرير: الإمارات تزود الدعم السريع بالأسلحة تحت غطاء الإغاثة- 13 أغسطس 2023.

رصيف 22 -دور الإمارات في نقل السلاح والمجنّدين إلى الدعم السريع السوداني- 21 أكتوبر 2023.

ألترا سودان -السودان يجدد الاتهامات لتشاد بدعم الدعم السريع- 4 مايو 2024.

الجزيرة -وول ستريت جورنال: الإمارات أرسلت أسلحة إلى الدعم السريع بدلا من المساعدات إلى السودانيين- 10 أغسطس 2023.

ألترا سودان -أرض السودان.. تضاريس غارقة بثروات المعادن النفيسة- 12 مايو 2024.

السودان اليوم -ثروات تحت أرض الصراعات في دارفور: انتعاش اقتصاد الحرب-22 يوليو 2022.

المرسال -هل الثروات الطبيعية في السودان هي سبب الصراع.. أم الصرع هو سبب تهريبها؟- 9 أغسطس 2022.

السودان اليوم -ثروات تحت أرض الصراعات في دارفور: انتعاش اقتصاد الحرب- 22 يوليو 2022.

أهل مصر -الصراع في السودان.. أرقام مذهلة عن احتياطات الذهب والثروات الطبيعي30 إبريل 2023.

السفير العربي -السودان: لماذا تدعم الإمارات قائد مليشيا؟- 7 نوفمبر 2017.

سودان إندبندنت -خطاب من الكونغرس إلى الإمارات حول دعم الدعم السريع بالسلاح والمال- 19 ديسمبر 2023.

CNN -حميدتي.. من هو قائد قوات الدعم السريع؟ وكيف عزز سلطته في السودان؟- 15 إبريل 2023.

Euro news -ما خلفيات وقف السودان بث قنوات “العربية” و”الحدث” و”سكاي نيوز”؟- 3 إبريل 2024.

التعليقات مغلقة.