fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم.. مأساة الروهينجا المسلمين في ميانمار

87

الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم.. مأساة الروهينجا المسلمين في ميانمار

أن لا يكون لك ذنب إلا أنك مسلم تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ هذا هو الفعل الذي بسببه يُعاقب ملايين المسلمين الروهينجا في ميانمار بالقتل والتعذيب، ويتعرضون لكثير من أنواع العدوان والانتهاكات والعنف على يد قوات الجيش والشرطة والشعب البوذي العنصري دون أي جريمة أو إثم يذكر، ويواجه الروهينجا هذا الاضطهاد والاستبداد على مدار عقود، وهو ما جعل الأقلية المسلمة تفر من الإبادة والقتل في ميانمار إلى العيش في مخيمات اللاجئين ببنجلاديش ودول أخرى عبر رحلات أُطلق عليها: رحلات الموت؛ لما يتخللها من صعوبات وحالات قتل وغرق واستغلال، وتتعرض أقلية الروهينجا لكل هذه المآسي رغم أنها في الأصل هي صاحبة الوطن، وتاريخًا لم يكونوا جزءًا من ميانمار، بل كانوا أهل دولة إسلامية مستقلة تُدعى “أراكان” جنوب شرق آسيا على ساحل خليج البنغال، حتى احتلتها ميانمار عام 1784؛ ولذا في هذا التقرير سوف نسعى لتوضيح من هي أقلية الروهينجا المسلمة، وكيف يتعرضون منذ أكثر من نصف قرن لمأساة على يد الإرهاب العسكري لجيش ميانمار وعنصرية البوذيين هناك أمام أعين المجتمع الدولي دون أدنى محاولة لحمايتهم، ورفع آلة القتل عنهم، وما رحلات الموت التي يعانونها سنويًّا وتُفقدهم المئات من ذويهم غرقى داخل بحر أندامان وخليج البنغال؟

 ميانمار والروهينجا:

ميانمار أو بورما هي دولة تقع جنوب شرق آسيا، تحدها من الشمال الشرقي الصين، ومن الشمال الغربي الهند وبنجلاديش، ومن الجنوب الشرقي تايلاند ولاوس وكمبوديا، ومن الجنوب الغرب خليج البنغال، وعاصمتها نايبيداو بعد ما كانت رانجون أكبر مدينة في العاصمة.

وتتكون ميانمار حاليًا من 14 ولاية ومقاطعة، وتسمى: اتحاد بورما أو ميانمار، ويبلغ عدد سكان ميانمار أكثر من 55 مليون نسمة منهم 10 مليون نسمة من المسلمين أي: أن المسلمين يشكلون 20% من عدد سكان ميانمار، وللعلم فإن بعض المصادر منها الحكومية تسعى لتقليص أعداد المسلمين في ميانمار، ويزعمون أن أعدادهم أقل من ذلك.

أما الروهينجا فهم منذ قرون وحتى اليوم يعيشون في إقليم أراكان -يسمى راخين حاليًا- نسبةً إلى دولة أراكان التي كان يقطنها الروهينجا واحتلتها بورما كما ذكرنا عام 1784، وكلمة روهينجا مأخوذة من كلمة “روهانج”، وهي اسم دولة أراكان قديمًا، وباتت تطلق على المسلمين المواطنين الأصليين في أراكان المحتلة، وإقليم أراكان الذي كان دولة مستلقة فيما مضى يقع أقصى الجنوب الغربي من ميانمار والإقليم بكامله يطل على ساحل خليج البنغال حتى حدود ميانمار مع بنجلاديش، وهذا ما قد يفسر لماذا تكون بنجلاديش وِجهة الروهينجا الأولى، وتبلغ مساحة إقليم أراكان -الذي يسمى راخين اليوم- 50 ألف كيلومتر مربع أي: عُشر مساحة ميانمار تقريبًا، وعدد سكانه قرابة 6 مليون نسمة تزيد نسبة المسلمين فيهم عن 90%، مع التوضيح أن ملايين المسلمين هاجروا من ميانمار بالفعل عبر خليج البنغال، ويعيش أغلب من فر في رحلات الموت من ميانمار في بنجلاديش، وبعضهم يخوض رحلة أشد قسوة من أجل الوصول إلى ماليزيا وسنغافورة.

وينحدر مسلمي الروهينجا من أصول مختلفة، مثل: العرب والمورو والأتراك والفرس والمنغول والباتان والبنغال، وأغلبهم يشبه الهنود، ويتحدثون لغة “الروهنجيان”، وهي خليط ما بين اللغة العربية والفارسية والأردية والبنغالية، وهي ليست مكتوبة، ودخل الإسلام إلى أراكان في القرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، وكوَّن شعب الروهينجا مملكة دام حكمها 350 عام من 1430م إلى عام 1784م، وكثير من البراهين والآثار تؤكد وجود الإسلام والمسلمين منذ قرون في إقليم أراكان، مثل: العملات النقدية التي تتضمن شعارات إسلامية مثل كلمة التوحيد -لا إله إلا الله- والمساجد مثل مسجد سندي خان الذي بني منذ 560 عام ومسجد الديوان موسى الذي بُني عام 1258م، ومسجد ولي خان الذي بني في القرن الخامس عشر الميلادي.

واحتل الحاكم البوذي بوداباي دولة أراكان عام 1784م خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، وتشجيع البوذيين الماغ ذوي الأصل الهندي على ذلك طِوال فترة احتلالهم، وبعد ما احتلت بريطانيا ميانمار عام 1824م، وجدت مقاومة شرسة من المسلمين فحرضت البوذيين ضد المسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام م1942 فتكوا خلالها بحوالي مائة ألف مسلم في أراكان! وبعد ما منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار عام 1948م واشترطت عليها منح الاستقلال لكافة العرقيات، إلا أن ميانمار لم تفِ بهذا الشرط، واستمرت في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين (الروهنجيا) ومارسوا فيهم أبشع وأشد الانتهاكات منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

الأكثر اضطهادًا:

لم تقف معاناة الروهينجا في ميانمار عند الاضطهاد أو العنف أو التعذيب، بل يواجهون حرب ممنهجة لإبادتهم جميعًا، ويمارس جيش ميانمار الذي يتكون أكثر من 80% منه من البوذيين في حق المسلمين الروهينجا كل الجرائم التي قد يتخيلها عقل، بداية من الحرمان من كافَّة الحقوق الأساسية والمكتسبات البدائية حتى الحرق والقتل! وتصف منظمة العفو الدولية مسلمي الروهينجا بأنهم الأقلية الأكثر اضطهادًا وتعرضًا للإبادة في العالم، ووصفتهم الأمم المتحدة عام 2009 بأنهم “أكثرُ شعبٍ بلا أصدقاءَ في العالَم”؛ وأنهم على مدار سنوات يتعرضون للإبادة والتهجير والاغتصاب، والمصادرة، والمنع من الزواج، وإسقاط الجنسية، والحرق علنًا في الشوارع، ويستخدمون كعمال بالسخرة على الطرقات وفي المعسكرات العسكرية دون أجر، وأن الجيش البورمي هو من يقود حملات الإبادة والقتل ضدهم.

ويقول دكتور محمد يونس رئيس منظمة تضامن الروهينجا: إن بورما تخطط لإخراج المسلمين تدريجيًّا من أراكان -وطنهم المحتل-، وجعلها مستوطنة للبوذيين الجبليين، وأن البوذيين والعسكريين لن يتركوا الروهينجا يعيشون أي حياة داخل أراكان -راخين حاليًا- أو خارجها.

قانون الجنسية 1982:

سن جيش ميانمار قانونًا جديدًا للجنسية في ميانمار عام 1982م، واستطاعوا بموجب هذا القانون أن يحرموا الروهينجا من امتلاك العقارات، وممارسة أي أعمال تجارية، أو تقلد الوظائف في الجيش والحكومة، وجميع الحقوق الإنسانية الطبيعية والأساسية مثل حق التصويت في الانتخابات البرلمانية أو تأسيس المنظمات أو الجمعيات الخرية أو السياسية، بجانب تطبيق خطط إرغامهم على ترك الإسلاك والفرار من البلاد، وفي مقدمة هذه المخططات أعمال الشغب والفوضى التي يُقتل خلالها المسلمون وتُنهب ثرواتهم ومدخراتهم وأملاكهم، وضرب وإذلال سكان القرى سواء كانوا كبار في السن أو صغار، بجانب إجبار الجيش للروهينجا علىتقديم الأرز والدواجن والماعز وحطب النار، ومواد البناء بالمجان طوال العام إلى الجنود والضباط، وهيئات التنفيذ القانونية، وإجبارهم على العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات أو بناء ثكنات عسكرية أو شق طرق، وغير ذلك من الأعمال الحكومية أو في بناء الطرق والسدود سخرة دون مقابل؛ بالإضافة إلى خطط التغيير الديموغرافي بإحداث تغييرات جذرية في التركيبة السكانية لمناطق المسلمين، بالاستمرار في بناء منازل نموذجية للمستوطنين البوذيين شمال إقليم أراكان، وذلك منذ عام 1988م وحتى اليوم.

نماذج على مأساة الروهينجا:

– فرض شروط على زواج المسلمين الروهينجا منها موافقة الدولة على الزواج، ودفع مبالغ باهظة ورشاوى، وتصل عقوبة الزواج بغير إذن إلى السجن 10 سنوات.

– لا تلد الزوجة إلا مولودين فقط ومن يولد له أكثر من ولدين يوضع أولاده على القائمة السوداء، وهي تعني أنهم غير معترف بهم وليس لهم حقوق، وتتعرض العائلة لعقوبات كبيرة تضطرهم إلى إخفاء أولادهم أو تسجيلهم بأسماء أجدادهم وأقاربهم.

– يُحظر على الروهينجا استضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، ويُمنع منعًا باتًا أن تتحول الاستضافة إلى نوم في بيت الروهينجا ولو ليلة واحدة، وإلَّا تُعد جريمة كبرى، بُهدم بسببها المنزل ويُعتقل صاحب المنزل ويُطرد هو وأسرته من البلاد.

– يُحرم أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات، ومن يُسافر خارج البلاد يُحذف قيده من سجلات القرية، ويُعتقل إذا عاد ويُرغم الطلاب المسلمين في المدارس الحكومية على الانحناء للعَلَم البورمي، ولا يسمح للمسلمين بالانتقال من مكان إلى آخر دون تصريح، ولا يُسمح لهم بالسفر للخارج إلا بإذن رسمي، ويُعتبر السفر إلى عاصمة الدولة أو أية مدينة أخرى جريمة يُعاقب عليها.

– يطرد الجيش والحكومة عبر ميليشياتهم الروهينجا من البلاد؛ إما بشكل فردي متواصل أو بشكل جماعي عبر حرائق وأعمال شغب وقتل كبرى، كما حدث في أعوام: 1942 – 1962- 1978- 1988- 1991- 2011- 2012- 2017؛ حيث تم طرد أكثر من 2 مليون روهينجي وقتل مئات الآلاف.

ووفق قانون الجنسية الذي صدر عام 1982 يُقسَّم المواطنون إلى مواطنين من الدرجة الأولى، وهم: الكارينون والشائيون والباهييون والصينيون والكامينيون، وإلى مواطنين من الدرجة الثانية، وهم: خليط من أجناس الدرجة الأولى، وإلى مواطنين من الدرجة الثالثة، وهم: المسلمون حيث صُنِّفوا على أنهم أجانب دخلوا بورما لاجئين أثناء الاحتلال البريطاني حسب مزاعم الحكومة فسُحبت جنسيات المسلمين وصاروا بلا هوية وحُرموا من كل الأعمال، وصار بإمكان الحكومة ترحيلهم متى شاءت.

– تصادر حكومة وجيش ميانمار أراضي المسلمين وقوارب صيد السمك دون سبب واضح.

– فرض الضرائب الباهظة على كل شيء والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يُمثِّلُهم بسعر زهيد بهدف إبقاء المسلمين فقراء أو لإجبارهم على ترك الديار البلاد.

– منع المسلمين من شراء الآلات الزراعية الحديثة لتطوير مشاريعهم الزراعية.

– إلغاء العملات المتداوَلة بين وقت وآخر من دون تعويض ودون إنذار مسبق.

– إحراق محاصيل المسلمين الزراعية وقتل مواشيهم من وقت لآخر.

– عدم السماح للمسلمين بالعمل ضمن القطاع الصناعي في أراكان.

– حظر طباعة الكتب الدينية أو إصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الجهات الحكومية، وهو أمر مستحيل تقريبًا.

– عدم السماح للمسلمين بإطلاق لِحاهُم أو لبس الزيّ الإسلامي في أماكن عملهم.

– تصادر الحكومة ممتلكات الأوقاف والمقابر المخصصة لدفن المسلمين وتُوزّعها على غيرهم أو تحولها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير والمواشي.

– يتعرض كبار رجال الدين للامتهان والضرب، ويتم إرغامهم على العمل في معسكرات الاعتقال.

– يُمنع استخدام مكبرات الصوت في الآذان منذ نهاية شهر رمضان 1403هـ – 1983.

– تتدخل الحكومة بطريقة غير مشروعة في إدارة المساجد والمدارس بهدف فرض إرادتها عليها.

– يُمنع المسلمون من أداء فريضة الحجّ باستثناء قلة من الأفراد الذين تعرفهم الحكومة وترضى عن سلوكهم.

– منع ذبح الأضاحي.

– هدم المساجد وتحويلها إلى أماكن للرقص والسهر، وخمَّارات ودُور سكن، أو تحويلها إلى مستودعات وثكنات عسكرية، ومتنزهات عامة، ومصادرة الأراضي والعقارات الخاصة بالأوقاف الإسلامية وتوزيعها على الماغ البوذيين، وتمنع بناء المساجد الجديدة أو ترميم وإصلاح المساجد القديمة.

– حملات التنصير وخاصة بعد إعصار نرجس الذي ضرب بورما عام 2008 حيث بلغ عدد ضحايا هذا الإعصار على الأقل 78 ألف قتيل و56 ألف مفقود، وملايين المشردين.

– محاولات مستميتة لطمس الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسرًا، وفرض الثقافة البوذية والزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات والتسمي بأسماءٍ بوذية.

– رفع سن الزواج للفتيات لـ 25 عامًا والرجال 30 عامًا، وتأخذ عقود الزواج إجراءات طويلة.

– إعطاء حُقَنْ منع الحمل لنساء الروهينجا في حالات كثيرة، ومنع المُطلق والأرمل من الزواج إلا بعد مرور سنة، ومن يخالف ذلك يُعرِّض نفسه للسجن والغرامات الباهظة أو الطرد من البلد.

– يُؤخذ النساء عنوةً من منازلهن ويجبرن على العمل في معسكرات الجيش دون مقابل، وتُلزم القوانين الفتيات المسلمات غير المتزوجات بالعمل لمدة 6 أشهر في معسكرات الجيش دون أجر، وخلع حجابهن، وتنتهك حرماتهن.

رحلات الموت:

بسبب المأساة التي ذكرنا بعضها في النقاط السابقة قامت حملات تهجير جماعية كان أكبرها أعوام 1978 و 1991 و 2017، ويعيش أغلب من بقى حيًّا بعد رحلات الموت -للفرار من ميانمار إلى بنجلاديش التي بات يقطنها مئات الآلاف من الروهينجا- معاناة بالغة أيضًا، كما يعيش قرابة 200 ألف روهينجي في 9 مخيمات في تايلاند، ونجح مئات الآلاف من الروهينجا في الوصول إلى السعودية وباكستان وماليزيا وليبيا وتايلاند والإمارات وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، وغيرها، ويسافر الروهينجا باستخدام قوارب صغيرة من سواحل إقليم أراكان لعبور بحر أندامان وخليج البنغال متجهين نحو بنجلاديش أو أيٍّ من الدول السابقة، وخلال الرحلة تتعرض القوارب للغرق عبر أمواج البحر لعدة أسباب خلاف الأسباب الطبيعية، مثل: سوء المعاملة والاستغلال أثناء الرحلة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ووفقًا إلى تقرير أممي فإن واحدًا من الروهينجا لقي حتفه أو اختفى من بين كل 8 أشخاص حاولوا القيام بهذه الرحلة عام 2023، وهو ما يجعل بحر أندامان وخليج البنغال أحد أكثر المناطق المائية فتكًا في العالم”، وما يقرب من ثلثي أولئك الذين قاموا بهذه الرحلات كانوا من الأطفال والنساء، وما يقرب من مائتين من الروهينجا قد لقوا حتفهم غرقًا في بحر أندامان في حادث واحد في نوفمبر 2023، وتؤكد الأمم المتحدة أن سلطات تايلاند تقوم بدفع قوارب الروهينجا التي تصل سواحلهم إلى المحيط ولكن بعد فصل محركات القوارب ليواجهوا الموت المحقق في المحيط.

ويعيش غالبية المُهجَّرين أو الفارين الروهينجا في بنجلاديش في مخيمات للاجئين على الحدود بين بنجلاديش وميانمار، أوضاع إنسانية كارثية يشح فيها الماء والغذاء والدواء وحتى الأمان، في مخيمات غير آدمية تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، مثل: الحمى والملاريا والأمراض الجلدية، والإسهال المزمن بجانب موت النساء بسبب الولادات المتعثرة داخل الخيام، وكل من يسعى للخروج من المخيمات يواجه الاعتقال التعسفي والطرد القسري من قِبَل السلطات البنغالية، وتؤكد منظمةُ أطباء من أجل حقوق الإنسان في تقرير لها أن مئات الآلاف من الروهينجا في بنجلاديش يُعانون حياة مُتدهورة إنسانيًّا ويتعَرَّضون لخطر المجاعة ويعاني آلاف الأطفال سُوء تغذية حادٍّ، منوهة إلى حملات حكومة بنجلاديش لبث الكراهية والتحريض ضد الروهينجا كما تعرضت بعض المخيمات للحريق الذي نتج عنه آلاف القتلى والجرحى من الروهينجا، وتزيد معاناة اللاجئين الروهينجا في تايلاند عن إخوانهم في بنجلاديش.

الخلاصة:

ألوان وأنواع من الاضطهاد والعدوان والتنكيل عاشتها ولازالت تعانيها أقلية الروهينجا المسلمة في إقليم أراكان -راخين حاليًا- على يد البوذيين من العسكر والمدنيين داخل ميانمار، بداية من احتلال وطنهم ونهب ثرواتهم وحتى قتل مئات الآلاف منهم، وتهجير الملايين خارج ديارهم وأراضيهم، دون أدنى سبب أو جرم يُذكر؛ فقط لأنهم مؤمنون موحِّدون بالله عز وجل، ورغم أننا اليوم في عصر السماوات المفتوحة والتكنولوجيا التي جعلت من العالم قرية صغيرة باتت فيه مأساة الروهينجا يعلمها الجميع، إلا أن المجتمع الدولي لا يزال صامتًا تجاه معاناتهم والجحيم الذي يعيشون فيه على يد البوذيين داخل إقليم أراكان المغتصب، وعاجزًا عن وقف أنين الجوع والفقر والمرض داخل خيام الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش وتايلاند، وفاشلًا في التصدي لسماسرة رحلات الموت في بحر أندامان وخليج البنغال، وكأن التجاهل والنسيان باتا مصير قضية الشعب الروهينجي المسلم الذي يعد الأكثر اضطهادًا في العالم.

المصادر:

كتاب أراكان السكان البلاد التاريخ، الدكتور محمد يونس، منظمة تضامن الروهينجا أركان-بورما.

الفتح- الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم.. الروهينجا فرُّوا من الإبادة والقتل إلى مخيمات اللاجئين ببنجلاديش- ديسمبر ٢٠٢١.

الأمم المتحدة- مفوضية اللاجئين: لا ينبغي أن تصبح أزمة لاجئي الروهينجا “أزمة منسية”- 14 مايو 2021.

الألوكة- الروهينجا.. حكاية شعب بلا وطن- 11 أبريل 2012.

الفتح- رحلات الموت.. دعوات لإنقاذ الروهينجا خلال الهجرة غير الشرعية فرارا من العنصرية والاضطهاد- 24 يناير 2024.

الفتح- حريق دمر مخيم كوكس بازار للاجئين الروهينجا في بنغلاديش- 6 مارس 2023.

الألوكة- ميانمار: الروهينجا أكثر أهل الأرض تعرضا للاضطهاد- 12 فبراير 2015.

الألوكة- ميانمار: مسلمو الروهينجا مفقودون في البحر- 18 نوفمبر 2014.

BBC- مسلمو الروهينجا: لماذا يضع أفراد هذه الأقلية حياتهم تحت رحمة مهربي البشر؟- 23 فبراير 2023.

التعليقات مغلقة.