fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

مستقبل قطاع غزة بعد الحرب… سيناريوهات متعددة

174

مستقبل قطاع غزة بعد الحرب… سيناريوهات متعددة

في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، يستمر الحديث في وسائل الإعلام عن سيناريوهات اليوم التالي، بعد أن تضع الحرب أوزارها، ومستقبل القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني وتسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007.

فتارة تتحدث وسائل إعلام عن أن الولايات المتحدة تبحث عن قيادة فلسطينية بديلة، وتارة أخرى يجري الحديث عن نشر قوات دولية تتولى إدارة الملف الأمني، فيمَا تتواتر أحيانًا أنباء عن مطالبة الكيان المحتل بانتداب مصري على القطاع، كما يُثار خِيار رابع يتمثل في نشر قوات عربية في القطاع الساحلي الضيق.

ورغم أن أيا من تلك الخيارات لم تُطرح حتى الآن بشكل رسمي، فإن الفلسطينيين يتعاملون معها بكثير من القلق والتوجس؛ خاصة مع التحذيرات المصرية والأردنية من احتمالية تهجير الفلسطينيين، وفرض مشروع “إسرائيل الكبرى” على الأرض.

فمَا السيناريوهات المتوقعة لما بعد الحرب؟ وما أهداف الكيان المحتل في قطاع غزة؟ وما موقف السلطة الفلسطينية من مقترحات عودتها إلى حكم غزة؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النِّقَاط المهمة حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وأبرز السيناريوهات المقترحة في السطور الآتية.

أهداف حكومة الكيان الصهيوني المحتل من الحرب على غزة ومدى واقعيتها:

تحرير الأسرى الذين تسميهم سلطات الكيان المحتل رهائن، وإنهاء حكم حركة حماس لقطاع غزة والقضاء عليها؛ هي أهداف رئيس حكومة الكيان المحتل “بنيامين نتنياهو” من الحرب كما قال وكما يقول دائمًا، ولتحقيق هذه الأهداف دعمته الولايات المتحدة وأوروبا، والعديد من دول العالم المنطوية تحت لوائهم.

وبحسب آراء المراقبين والخبراء التي عملنا على جمعها، فإن مهمة الكيان الصهيوني المحتل لن تكون بهذه السهولة، ومستقبل الحرب التي شنها الكيان المحتل على غزة فيها من الغموض ما يكفي؛ ولأن فصائل المقاومة الفلسطينية لديها الكثير في جعبتها، فيصعب على المراقبين التنبؤ بما قد يجري غدًا؛ ولذلك سنعرض عليكم في هذا البحث أبرز السيناريوهات التي رُوَّجت لها وسائل الإعلام، وتصريحات المسئولين حولها، وموقف المعنيين منها.

والبداية من الأهداف المُعلنة من الحرب: هل يمكن القضاء على حركة حماس؟ وهنا سنقدم لكم رأيين متعارضين: الأول يقول لا يمكن القضاء على حماس، فحماس فكرة والفكرة لا تموت، حتى ولو مات أصحابها، ولكم من العبر الكثير، فيكفي ما جرى من حرب الأمريكيين على أفغانستان، حينما أعلن الأمريكان للعالم أنهم ذاهبون للقضاء على القاعدة وطالبان؛ فلا القاعدة انتهت، بل توسعت وانتشرت في دول عدّة، ولا طالبان انتهت، بل عادت للحكم من جديد. (الجزيرة).

وحتى الكيان الصهيوني المحتل له تجاربه السابقة في قطاع غزة في حروب عدَّة ومتعددة أعلن أن الهدف منها إضعاف حماس، وفي كل مرة كانت تعود حركة حماس أكثر قوة؛ وكذلك في جَنُوب لبنان، حيث أعلن الكيان الصهيوني المحتل في العام 2006م، أنه ذاهب للقضاء على حزب الله، ودمر وقتل ثم عاد الكيان المحتل وصار حزب الله أكثر قوة.

ومن هذا المنطلق وبالنظر إلى التجارِب السابقة، يرى الكثيرون عدم واقعية أهداف الكيان الصهيوني المحتل، بل إنه سيعود منهزمًا كما في كل مرة، ولكن هنالك رأي آخر يختلف مع هذا الرأي، ويقول: إن مسألة القضاء على حماس ممكنة من دون الحاجة للقضاء على الفكرة، ويستند أصحاب هذا الرأي على ما جرى في الحرب العالمية الثانية؛ حين قضى الغرب على النازية ليس بالقضاء على فكرتها، بل بالقضاء على النازيين أنفسهم، وتدميرهم، وسحقهم، هم ومَن معهم في حرب راح ضحيتها الملايين، وكانت نتيجتها بناء نظام عالمي جديد، والفاشية والنازية ليست جزءًا منه. (بي بي سي عربية).

ويستند أصحاب هذا الرأي أيضًا على ما جرى لتنظيم داعش بالموصل والرقة؛ حينما قام تحالف دولي بشن ضربات بالتزامن مع تحركات على الأرض للجيش العراقي في الموصل، وقوات سوريا الديموقراطية في الرقة، وفعلًا تمكنوا من القضاء على حكم داعش في تلك المدن. (بي بي سي عربية).

إذًا هنالك رأيان، كل منهما له ما يدعمه من أمثلة، ولكن ومن وجهة نظر تحليلية للصراع الدائر في قطاع غزة، فهو لا يتشابه مع أي من آراء وأمثلة المراقبين المطروحة؛ فحركة حماس والفصائل المسلحة بقطاع غزة هي مقاومة مسلحة مشروعة لشعب يعاني من احتلال مستمر، ويقاتل لتحرير أراضية المحتلة، وهو حق شرعي.

وبالنظر إلى التاريخ، فلم تتمكن أي سلطة احتلال من القضاء على حركات المقاومة المسلحة؛ ولا يمكن القضاء أبدًا على حركات المقاومة أو حتى إضعافها، فمن يقاتلون ويقاومون هم أبناء الأرض المحتلة؛ ولذلك يرى البعض عدم واقعية أهداف الكيان الصهيوني المحتل في الحرب الدائرة مع قطاع غزة.

سيناريوهات فشل الكيان المحتل في تحقيق أهدافه:

هددت ضربات المقاومة الفلسطينية مسار تقدم ونجاح عملية التوغل البري لقوات الاحتلال داخل غزة، وفتحت بابًا لتقييم إستراتيجيات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومدى جديتها واحتمالات نحاجها، التي طالتها شكوك عدة من قِبَل خبراء عسكريين من الحلفاء الأمريكيين، أو من بين الصفوف الإسرائيلية ذاتها.

وترى العديد من مراكز البحث والدراسات -بما فيها الغربية-: أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يحرز أي تقدم أو نصر حقيقي يذكر في قطاع غزة، كما ولم يتمكن من هزيمة المقاومة الفلسطينية أو تحرير الأسرى، إلى جانب تزايد الإدانات الدولية مع ارتفاع سقوط الضحايا المدنيين.

وفي تقرير حديث صدر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاء فيه “أن سيناريوَ فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، هو الأكثر رعبًا بالنسبة للكيان الصهيوني المحتل، ففشل الكيان المحتل سيؤدي إلى رد فعل عنيف داخل الكيان المحتل وخارجه”، وأضاف التقرير: “أن سلطات الكيان المحتل تعتقد أنها بحاجة إلى حرب برية واسعة النطاق ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لاستعادة قدراتها على الردع” موضحًا التقرير: “أن أي وقف لإطلاق النار دون تحقيق الهدف المعلن بالقضاء التام على حماس، يعني هزيمة الكيان المحتل رسميًّا” (هسبريس).

وبعد مرور 66 يوم منذ بَدْء الحرب، لم يتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أي من أهدافه المعلنة، كما لم يتمكن حتى الآن من إلحاق أي ضرر جسيم بالبنية التحتية للمقاومة الفلسطينية.

وفي حال فشل الكيان الصهيوني المحتل في القضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة؛ فستزيد سلطات الاحتلال الحصار على القطاع حتى خنقه، والمطالبة بهدنة طويلة الأمد كما اقترحت حماس، وتضمنها وتكفلها مصر ودول أخرى: كقطر، وذلك بعد إتمام صفقة كبرى لتبادل الأسرى بين حماس وسلطات الاحتلال، وهذا في حال فشل الكيان المحتل -كما ذكرنا- بتحقيق أهدافه المعلنة.

موقف السلطة الفلسطينية من عودة سلطتها إلى قطاع غزة:

في حالة ما إذا تمكن الكيان المحتل من تحقيق أهدافه المعلنة في قطاع غزة، فهنا ستكون السيناريوهات كالتالي:

أولًا: أن يتولى الكيان المحتل نفسه السيطرة على القطاع، بمعنى إعادة احتلاله من جديد؛ وهذا الخِيار غير مُحبَّذ حتى للأمريكيين حلفاء الكيان الصهيوني المحتل، فتل أبيب جربت ذلك أي إعادة احتلال قطاع غزة عام 2005م، وخرجت منه بعد شهور؛ فهذا من شأنه أن يعزز شعور المقاومة لدي سكان قطاع غزة ويخلق مقاومة جديدة ربما تكون أشد قوة من حماس نفسها، كما أن ذلك سيكلف حكومة وسلطات الاحتلال الكثير من المال والقتلى والخسائر والجهد، ولذلك يرى بعض المراقبين أن خِيار إعادة احتلال قطاع غزة من جديد مستبعد، وسيضر بسلطة الكيان المحتل.

أما الخِيار الثاني فهو ما ذكره وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في زيارته لرام لله، عن عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة من جديد؛ بمعنى أن يعود القطاع تحت إدارة السلطة الفلسطينية كما كان القطاع قبل اعتلاء حماس هرم الحكم هناك عام 2007م، وهذا الخِيار قالت السلطة بداية: إنها لن تقبل به إلا بشروط مسبقة، منها خريطة طريق جادة نحو حل الدولتين، ورفع الحصار الإسرائيلي، والوصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ثم عقب ذلك نقلت صحف عالمية عن رأس السلطة في رام لله عباس أو مازن، قبوله بمقترح عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ويرى مراقبون: إنه حتى ولو قبلت السلطة الفلسطينية عودة سلطتها إلى قطاع غزة، فإن سلطتها قد تكون هشة ومهمشة، لا سيما في ظل غيابها عن قطاع غزة لأكثر من 15 عامًا، وفي ظل افتقادها للشعبية بين سكان القطاع، كما أن السلطة الفلسطينية، أضعف من أن تتمكن من الإشراف على قطاع متهالك خدميًّا ومتفجر شعبيًّا كقطاع غزة. (سكاي نيوز عربية).

مساعي الكيان المحتل والولايات المتحدة لما بعد الحرب:

أما الخِيار الثالث الذي يطرحه المراقبون، فهو قيام سلطة مدنية من أهالي قطاع غزة نفسه، مشكَّلة من رؤساء بلديات وزعامات عشائرية، وقادة رأى ومجتمع؛ يشرفون بأنفسهم على إدارة قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام لله، وهذا الخِيار لا يبدو واقعيًّا فخلال أكثر من 15 عامًا من حكم حماس لقطاع غزة، لا صوت يعلو في غزة فوق صوت المقاومة والكفاح ضد المحتل، وليس هنالك مَن هو قادر على اعتلاء السلطة من أبناء غزة سواها.

لذا ومن هذا الخِيار، سننتقل إلى الخِيار الرابع الذي أيضًا طرحة الأمريكيون على الطاولة، وهو: أن تقوم قوات عربية تقودها مصر وتمولها السُّعُودية والإمارات وقطر بتولي إدارة غزة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة والقوى الدولية؛ بمعنى أن تدخل هذه القوات العربية وتنصب سلطة في غزة من أبناء غزة ربما أو من أي تيار فلسطيني آخر، وتعمل على حماية هذه السلطة المشرفة على القطاع، وتفرض الأمن في قطاع غزة. (روسيا اليوم).

وهذا السيناريو يروج له الأمريكيون كثيرًا في وسائل الإعلام، ولكن القاهرة رفضته كليًّا، وقالت: إنها لا تود أن تلعب هذا الدور أبدًا، ففيه من المشكلات الكثير، على رأسها: أن مثل هذه الخطة قد تكون مقدمة لعملية تهجير كبرى لسكان قطاع غزة نحو شبه جزيرة سيناء المصرية، ومن الممكن أن تنشأ مقاومة من أبناء غزة ضد هذه القوات العربية المشتركة؛ لذا لن يود أحد التورط في هذا البركان أو الوقوف على صفيح ساخن قابل للانفجار في أي لحظة، ليتبقى خيار واحد أمام الكيان المحتل وداعميه، وهو: أن تقوم قوات دولية بالقدوم إلى القطاع بإدارة وإشراف الأمم المتحدة نفسها، لتتولى زمام الأمور هناك؛ تمامًا كما حصل في كوسوفو -على سبيل المثال- أعقاب حرب البلقان؛ هذا الخِيار هو الأقل تكلفة على الكيان المحتل والولايات المتحدة، ففي حالة ما إذا ظلت سلطة رام لله ترفض هذه المهمة بالإضافة إلى استمرار رفض الدول العربية لهذا الدور؛ إلى جانب تصدي سكان قطاع غزة لأي محاولة لإعادة احتلال القطاع من جديد، سيكون خِيار إشراف الأمم المتحدة على قطاع غزة، هو الخِيار الوحيد أمام الكيان المحتل والولايات المتحدة. (اندبندنت عربية).

مقترح انتداب مصري على قطاع غزة:

قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية: “إن بقاء الكيان المحتل في قطاع غزة بعد الحرب، يشكل مشكلة المشاكل”؛ ولذلك اقترحت الصحيفة، وجود مؤقت لمصر يضبط الأوضاع، ويشرف على إعادة إعمار القطاع بعد الحرب.

وفي الكيان المحتل والولايات المتحدة الأمريكية وبعد رفض المقترحات المتعلقة بالحكم في قطاع غزة بعد الحرب؛ أخذت مراكز البحث وأجهزة الاستخبارات، تبحث بهدوء وتحاول إيجاد الصيغة الأفضل لمصلحة الكيان المحتل لحكم وإدارة قطاع غزة بعد الحرب، والمقترحات التي يجري الحديث عنها لإدارة قطاع غزة بعد الحرب؛ خاصة عودة السلطة الفلسطينية ستكون وصفة لمشاكل وصراعات مستقبلية قد تضر بالكيان المحتل كما بينا أعلاه.

لذلك جاءت المقترحات الجديدة عن مراكز البحث وأجهزة الاستخبارات الغربية بأن تدخل مصر الصورة على شكل حصولها على انتداب على القطاع، على غرار الانتدابين البريطاني والفرنسي الذين كانا في الشرق الأوسط في القرن الماضي. وليس الهدف إعادة غزة إلى مصر، بل إعطاء مصر تفويضًا مؤقتًا للتواجد في غزة، بمعنى أوضح توريط مصر في هذا المستنقع لمصلحة الكيان المحتل. وستشرف مصر خلال هذه الفترة على بناء غزة بمساعدة مالية دولية لتكون مختلفة عما هي عليه اليوم.

وجاء في التقرير: “مصر تعرف غزة وأهل غزة يحترمون المصريين كثيرًا. تتمتع القاهرة بثروة من الخبرة والمعلومات حول غزة، وسوف تحافظ على النظام لصالح إعادة تأهيل القطاع” حَسَبَ ما جاء في التقرير.

وبقبولها هذا التفويض، يقول التقرير: “فإن مصر سوف تخلق استمرارية أمنية من غزة إلى سيناء، وهو ما من شأنه أن يحقق لها الاستقرار الذي تسعى إليه بشدة. وبذلك ستساهم في أمن مصر القومي. وستكون غزة مفتوحة للعالم بواسطة المعابر المؤدية إلى مصر، التي ستسيطر على سيناء وغزة”.

ويثير دينيس روس وآرون ميلر من معهد واشنطن احتمال أن تسيطر قوة مكونة من الدول العربية الخمس التي لديها اتفاق تطبيع مع إسرائيل على غزة. وهو احتمال وارد، ولكن سيطرة دولة واحدة مثل مصر على المنطقة بمفردها أفضل من الصعوبات بين الدول الخمس.

وأضاف التقرير: “أن قد يبدو اقتراح الانتداب المصري على غزة خياليًّا في هذه اللحظة، وربما يصعب تحقيقه؛ إلا أن المحادثات الهادئة مع القاهرة التي ستسلط الضوء على فوائد هذه الخطوة على أمنها القومي قد تدفعها إلى دراسة الاقتراح بجدية. وهذا سيعطي الأمل لغزة، التي ستصبح غير مهددة، ويقوي مصر في العالم العربي، ويهدئ مخاوفها بشأن نقل السكان الفلسطينيين إلى سيناء.

وتدرك مصر أهداف الكيان المحتل والولايات المتحدة، بتوريطها في قطاع غزة لمصلحة الكيان المحتل، ومساعيهم المستمرة لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية تحت مسميات الأمن القومي والعروض المالية الضخمة؛ لذلك جاء الرد المصري كالتالي: حيث جددت القاهرة رفضها القاطع لما يجري تداوله في أوساط الكيان الصهيوني المحتل والولايات المتحدة، بشأن دور مصر لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، في الوقت الذي شدد فيه دبلوماسيون مصريون على أن “الشعب الفلسطيني هو وحدة من يقرر مصيرة”.

الخلاصة:

ينظر الكثير من الفلسطينيين بعين القلق لما يتم الترويج له إعلاميًّا عن سيناريوهات ما بعد الحرب، فالكيان الصهيوني المحتل يصور للجميع عبر وسائل الإعلام، أنه قادر على إسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، وفي نفس الوقت رُوجت وسائل الإعلام الغربية والعالمية عن مقترحات وسيناريوهات متعددة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب؛ فيجرى الحديث عن عودة حكومة السلطة الفلسطينية من جديد إلى قطاع غزة، أو نشر قوات عربية أو دولية لإدارة القطاع؛ وكل ما يجرى الترويج له إعلاميًّا، أرى أنه يأتي فقط للتغطية على فشل الكيان المحتل في تحقيق أهدافه المعلنة، بعد أكثر من 66 يوم على الحرب على غزة.

يرى العديد من المراقبين، عدم واقعية أهداف الكيان الصهيوني المحتل من الحرب على غزة؛ فبعد أكثر من 66 يوم منذ بَدْء الحرب في 7 من أكتوبر الماضي، لم يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي أي إنجاز حقيقي يذكر على الأرض، وإنما زادت خسائره في العتاد والجنود، وبالنظر إلى الوقائع التاريخية؛ فلم تستطع أي سلطة احتلال في العالم أن تقضي على حركات المقاومة المسلحة؛ فلا يوجد أمام الكيان المحتل سوى التفاوض مع المقاومة لتحرير الأسرى، فقد أثبت جيش الاحتلال الإسرائيلي فشله الواضح للجميع منذ بداية الحرب.

إن موقف السلطة الفلسطينية من عودتها لإدارة قطاع غزة من جديد مرهون بعدة شروط، من بينها: خريطة طريق جادة نحو حل الدولتين، وهو ما ترفضه حكومة الكيان المحتل؛ ولذلك تسعى سلطات الكيان المحتل إلى توريط مصر وعدة دول عربية: كالسعودية والإمارات في هذه الأزمة، عبر نشر قوات عربية مشتركة في قطاع غزة، أو عبر اقتراح انتداب مصري على قطاع غزة، وهو ما تراه الدولة المصرية محاولات من قِبَل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، للتمهيد لتهجير الفلسطينيين نحو سيناء وتصفية القضية الفلسطينية.

المصادر:

الجزيرة

بي بي سي عربية

هسبريس

سكاي نيوز عربية

روسيا اليوم

إندبندنت عربية

التعليقات مغلقة.