fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

جرائم أمريكا في العالم عبر التاريخ… من إسقاط الأنظمة إلى الإبادة الجماعية!

176

جرائم أمريكا في العالم عبر التاريخ… من إسقاط الأنظمة إلى الإبادة الجماعية!

السلوك الأمريكي المتطرف في دعم العدوان الصهيوني وآلة القتل الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بالمال والسلاح والغطاء السياسي اللا محدود، ليس جديدًا على واشنطن، بل إنه محطة جديدة في سلسلة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية عبر التاريخ؛ فأمريكا منذ نشأتها وحتى اليوم تسعى لتنفيذ أغراضها ومصالحها دون الالتفات لحريات وحقوق الدول والشعوب، ولطالما كشفت أمريكا عن وجهها القبيح ومبادئها المزيفة وسلوكها المنحرف في شن الحروب وإطلاق الصراعات، وحملات الإبادة والقتل وإسقاط الأنظمة، والتي تكررت كثيرًا على مدار قرون منذ قتل الهنود الحمر السكان الأصليين للأراضي الأمريكية واحتلال وطنهم وحتى غزو العراق وأفغانستان ويدها الملوثة اليوم بدماء الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يواجهون القتل كل يوم بسلاح وموافقة أمريكية؛ ولذلك سوف نستعرض في هذا التقرير أبرز جرائم الولايات المتحدة، ونظهر مقتطفات من سجلها الدامي والمكتظ بمختلف الانتهاكات في أغلب دول العالم وفي أمريكا نفسها.

دولة العنصرية:

في كتاب “500 عام من السجون فى أمريكا” يؤكد الكاتب سكوت كريستياتسون أن أمريكا ثاني أكثر دولة فى العالم بعد روسيا، تسجن مواطنيها وتنتهك حقوق الإنسان، وانتشر فيها العنصرية والفقر وارتفاع نسب الجريمة والانحلال تاريخيًّا وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن أغلب المؤسسات والنوادي والمقاهي والمطاعم كانت لا تسمح للسود بالجلوس، وحتى يومنا هذا يمنع المسئولون تصويت ملايين الأمريكيين من الآسيويين والأفارقة، وعرقيات أخرى في الانتخابات الرئاسية، كما اتسم تاريخ الشرطة الأمريكية بالتمييز ضد السود.

انقلابات واعتقالات:

يضيف الكاتب سكوت كريستياتسون: إن مفهوم حقوق الإنسان فى أمريكا يعني دعم الأنظمة الحليفة لها حتى وإن كانت ديكتاتورية، طالما ذلك يحقق مصالح واشنطن، وأن الديمقراطية والحرية تعني فتح معتقل جوانتانامو لممارسة أقصى أساليب التعذيب، واحتلال العراق وأفغانستان لأسباب واهية ومزاعم كاذبة، وفرض قيود شديدة على تحركات ودخول المسلمين لأمريكا، مبينًا أن واشنطن قادت 75حربًا وانقلابًا عسكريًّا في شتى بقاع العالم عقب الحرب العالمية الثانية كالآتي:

–  دعمت إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر انقلابًا عسكريًّا في جواتيمالا عام 1954.

– قادت الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا انقلابًا عسكريًّا، أطاح برئيس الوزراء الإيراني، محمد مصدق، بعد ما أمم قطاع النفط، وتمت إزاحة مصدق فى انقلاب عام 1953.

– بعد 12 عام من الانقلاب الدموي في جواتيمالا، هيأت إدارة كنيدي في عام 1964 لانقلاب عسكري فى البرازيل، من أجل الشركات الأمريكية العملاقة المسيطرة على البرازيل.

– سعت الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة للإبقاء “اناستاسيو سوموزا” حاكم نيكاراجوا، رغم انتهاكاته لحقوق الإنسان.

– في مارس 1980 دعمت الحكومة الأمريكية العسكريين في السلفادور ضد الشعب ومارس العسكريين أبشع أنواع القتل والتعذيب ضد شعبها.

– فى ديسمبر عام 1969 اقتحم الأمريكيون بنما، وقتلوا الآلاف لإعادة السلطة إلى مانويل نوريجا، أحد كبار تجار المخدرات فى أمريكا اللاتينية، وعندما خرج نوريجا عن الدور المرسوم له، عادت واشنطن واختطفته بزعم تورطه في تهريب المخدرات إلى داخل أمريكا رغم أنه رئيس دولة.

– عام 1992 تعللت الولايات المتحدة بالفوضى التي حلت فى الصومال برحيل سياد بري، ومارست القتل على الصوماليين باسم تهدئة الأوضاع وإطعام الجوعى فى عملية -إعادة الأمل-، والحقيقة أنها كانت تؤمن لنفسها موطئ قدم في القرن الإفريقي البالغ الأهمية إستراتيجيًّا لها وللكيان الصهيوني.

– استخدمت الولايات المتحدة هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ذريعة لزيادة وتيرة الانتهاكات والعدوان ضد الإسلام والمسلمين في العالم بشكل عام، وفي الغرب وأمريكا بشكل خاص، وباتت هجمات سبتمبر2001 ذريعة للهجوم على دول إسلامية بعينها، بل وكانت مستهدفة ومعدَّة مسبقًا، وعلى امتداد السنوات العشرين الأخيرة تضاعفت الجرائم ضد المسلمين المهاجرين إلى الولايات المتحدة 17 مرة.

– بعد 11 سبتمبر 2001 بدأت واشنطن موجة عنف شديدة على دول عربية وإسلامية تحت مسمى الحرب على الارهاب، بدأت باحتلال أفغانستان في نوفمبر 2001 ثم احتلال العراق في إبريل 2003.

جرائم أمريكا:

تأسست الولايات المتحدة الأمريكية في الثاني عشر من مايو عام 1784 بفضل الحروب التي شنَّتها على الهنود الحمر السكان الأصليين، وقتلت منهم ملايين لم يتم تحديدهم على وجه الدقة، والمؤكد أن قتل ملايين من الهنود الحمر لاحتلال وطنهم كان أكبر إبادة بشرية عبر التاريخ وحتى اليوم، ومنذ ذلك تمارس واشنطن أكثر ما برعت فيه، وهو الإبادة والقتل والترهيب وإسقاط الأنظمة وغيرها من الانتهاكات التي لا تنتهي، ومنذ عام 1833 وحتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، شنت واشنطن عشرات الحروب في عدة دول دون وجه حق، واقترفت ما لا يحصي من الجرائم والانتهاكات إما بنفسها أو بمساعدة الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، ومن تلك الدول نيكاراجوا والبيرو والمكسيك وبنما وكولومبيا، وهايتي وتشيلي وهندوراس، والفلبين والصين، وكوبا ولبنان، وروسيا والصين وكوريا الشمالية، وفيتنام وكمبوديا ولاوس وإيران، واليونان وليبيا وجرينادا، والعراق وفلسطين ومصر والصومال والسودان، والبوسنة والهرسك، وغيرها، وعبر السطور التالية أهم جرائمها عبر التاريخ:

– 1914 سرقت واشنطن كل أموال البنك المركزي في هايتي بحجة استرداد ديونها، وعام 1915 احتلت كلَّ هاييتي، وبقيت فيها إلى عام 1934.

– 1916 تدخلت أمريكا في الدومينكان ضد الثوار وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها حتى عام 1924م.

– 1917 احتلال كوبا.

– 1918 المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

– 1932 احتلال الصين.

– 1933 احتلال نيكارجوا.

– 1934 احتلال هايتي.

– عام 1945 انتهت الحرب العالمية الثانية بقصف واشنطن مدينتي هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين في اليابان، وقتلت 220 ألف شخص نتيجة القصف أو الإشعاع.

– 1965 دخل الجيش الأمريكي فيتنام ومارس فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية لدرجة إسقاط أطنان السموم من الطائرات الأمريكية على الأراضي والمزارع والحيوانات فوق كل أراضي فيتنام، ورغم كل الأسلحة التي استخدمتها واشنطن في فيتنام، إلا أنها هُزمت شر هزيمة.

– 1981 نشرت أمريكا صواريخها في كل أوروبا.

– 1991 العدوان علي العراق.

– 1995 العدوان علي البوسنة.

– 1998 احتلال الصومال وأستخدام العنف المفرط ضد مواطنيها.

– 1999 الهجوم على السودان.

– 2001 حرب ضد يوغوسلافيا تحت غطاء حلف شمال الاطلسي الناتو، واستمر القصف 78 يومًا، وانهارت يوغوسلافيا.

– 2001 الهجوم على أفغانستان.

– 2003 الهجوم على العراق واحتلاله دون وجه حق.

– 2023 دعمت أمريكا الكيان الصهيوني بالكثير من الأسلحة لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة، كما أيدت القصف الوحشي على المدنيين، وأرسلت حاملتي طائرات وغواصة نووية بالشرق الأوسط لردع أي طرف قد يتدخل لمنع الاحتلال الصهيوني من قتل الفلسطينيين.

أرقام ضحايا الجرائم الأمريكية:

تسبب العدوان الأمريكي في قتل ملايين قد لا تحصى حول العالم، بجانب المعتقلين والجرحى النازحين والللاجئين والمفقودين، ففي فيتنام قتلت واشنطن أكثر من 4 ملايين، و75 ألف قتيل في نيكاراجوا، وثلاثة ألاف قتيل في بنما، وأكثر من 300 ألف قتيل في طوكيو وحدها؛ بالإضافة لأكثر من 200 ألف قتيل في هيروشيما ونجازاكي بعد إسقاط القنبلتين الذرّيتين، و250 ألف قتيل في قصف درسدن الألمانية، و200 ألف قتيل في جواتيمالا، و35 ألف قتيل في السلفادور و50 ألف قتيل في كولومبيا، و200 ألف قتيل في تيمور الشرقية، ومليون قتيل في إندونيسيا و600 ألف قتيل في كمبوديا، وفي العراق منذ عام 1990 وحتى الانسحاب الأمريكي، قُتل أكثر من 4.6 مليون عراقي منهم 2 مليون طفل قتيل الذي، بجانب قرابة 6 ملايين لاجئ.

وإلى جانب المجازر وحملات الإبادة الأمريكية في العراق تسببت واشنطن في قتل ملايين الفلسطينيين بالدعم المباشر بالمال والسلاح منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لأراضي فلسطين عام 1948، وحتى العدوان الصهيوني المتوحش على قطاع غزة اليوم، وتتحدث الأرقام عن أكثر من مليون ونصف شهيد فلسطيني شاركت واشنطن بالسلاح والمال والغطاء السياسي القذر عبر حق الفيتو في مجلس الأمن، وغيرها من القرارات العدوانية لحماية إسرائيل من أي محاسبة قانونية أو جنائية، كما قتلت أمريكا ما يقرب من 5.6 مليون أفغاني منهم 2 مليون طفل، وقرابة 6 مليون لاجىء، وفي الحرب الكورية بين كوريا الجنوبية والشمالية، أودت الحرب بحياة 5 ملايين كوري من المدنيين والعسكريين، مع العلم أن أعداد القتلى لم تشمل فقط القتلى بالرصاص، بل كل القتلى إثر الإصابات والجروح وتأثيرات الحرب حتى بعد نهايتها مثل الأمراض والأوبئة والفقر والجوع، وغيرهم.

أشهر مجازر ارتكبتها أمريكا:

ارتكب الجيش الأمريكي خلال عدوانه على دول العالم العديد من الجرائم والمذابح، كما حدث في العراق وأفغانستان، والفلبين وفيتنام وكوريا، وغيرهم، ما جعل واشنطن أكثر دول العالم ارتكابًا للمجازر وجرائم الحرب.

– مجزرة مي لاي، هي مجزرة وقعت خلال العدوان على فيتنام على أيدي الجنود الأمريكيين، يوم 16 مارس 1968 عندما حاصروا قرية ماي لاي، وجمعوا القرويين العزل وأطلقوا عليهم الرصاص في بيوتهم وقتلوا كافة السكان. 

– مجزرة قندهار، وقعت يوم 11 مارس 2012، وقتل الجيش الأمريكي 16 مدنيًّا وإصابة ستة آخرين في منطقة بانجواي في ولاية قندهار بأفغانستان، و9 من الضحايا كانوا أطفال، و11 من القتلى من عائلة واحدة، وأُحرِقت بعض الجثث جزئيًّا.

– مجزرة بالانجيجا، حيث قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الفلبينيين غالبيتهم من المدنيين وذلك ابتداء من أواخر شهر سبتمبر عام 1901 م حتى مارس عام 1902، وتم قتل كل فلبيني يبلغ من العمر أكثر من عشر سنوات.

– معركة بود داجو الأولي أو جبل داجو، وأعد الجيش الأمريكي مذبحة لـ “المورو المسلمين” في الفلبين، وكان جميعهم من القرويين، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال.

– فضيحة سجن أبو غريب عام 2004، التي كشفت عن انتهاكات الجيش الأمريكي الجسدية والنفسية والتعذيب والاغتصاب والقتل بحق العراقيين في سجن “أبو غريب”، ووفق نيويورك تايمز تم إدانة الرقيب مايكل سميث بالسجن 8 سنوات خُففت لاحقًا إلى 8 شهور فقط، وغيره من الضباط الذين لم يدانوا إلَّا بالغرامة المالية.

– قطع رؤوس اليابانيين، بدأت حملة قطع الروؤس لقتلى الجيش الإمبراطوري الياباني على يد الجيش الأمريكي خلال حرب المحيط الهادي من عام 1941 إلى 1945، تعبيرًا عن حصولهم على الهدايا التذكارية في زمن الحرب، كما تم جمع عدد من جماجم الجيش الإمبراطوري الياباني في كل ثكنة مدمرة.

– هجوم عزيز أباد، في أغسطس 2008، قامت القوات الأمريكية بغارة جوية على قرية عزيز أباد بولاية هيرات بأفغانستان، وأدت الغارة إلى مقتل 90 مدنيًّا.

– مجازر الحرب الكورية، قصفت طائرات عسكرية أمريكية بقتل ما بين 300 إلى 400 مدني في الأيام ما بين 26 إلى 29 يوليو 1950، أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ في قرية نوجن – ري بكوريا الجنوبية، ولم يتم التعرف على أغلب القتلى والمفقودين حتى اليوم.

– الحرب على الإرهاب، العديد من جرائم الحرب على يد الجيش الأمريكي في حق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عُزل واغتصاب النساء والرجال وقتل أسرى حرب وتعذيبهم وانتهاك آدميتهم، وحملات إبادة جماعية، واستخدام أسلحة محرمة دوليًّا. 

– مجزرة قرية “حديثة”، في 19 نوفمبر عام 2005 حيث قتل مشاة البحرية الأمريكية 24 مدنيًّا عراقيًّا بينهم نساء وأطفال.

– قصف يوغوسلافيا، حيث قصفت قوات الناتو بدعم أمريكي عام 1999 قرابة 5000 مدني.

الخلاصة:

إن الولايات المتحدة الأمريكية تجسد دور الشيطان الواعظ منذ نشأتها وحتى اليوم، وقد لا أكون مبالغًا إن شعرت أنني ظلمت الشيطان حين شبهته بتلك الدولة المقيتة المسماة: “أمريكا”؛ فهي أكبر قاتل عرفه التاريخ -قتلت مئات الملايين- واستعمرت ودمرت وأبادت العديد من الأنظمة وأقامت أخرى وفق مصالحها وأغراضها غير المشروعة، ورغم بشاعة كل ما ذكرناه من جرائم في هذا التقرير، إلا أنها ليست سوى بعض الأمثلة على الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية دون أدنى وجه حق، بل وانتهكت فيها كل معايير الآدمية وحقوق الإنسان، بل إن واشنطن هي أكثر من دهست مبادئ الحرية والديمقراطية أو القانون، وحولت العالم إلى بركة من القتلى والمرضى والفقراء والجواسيس، بل هي الدولة الوحيدة التي ألقت القنابل الذرية على النساء والأطفال في اليابان، وأفنت حياة الآلاف من أطفال المسلمين في العراق وأفغانستان بالفسفور الأبيض، واليوم تقتل أطفالنا في غزة بقذائف الصواريخ دون أدنى وازع من ضمير أو حمرة خجل.

المصادر

الجزيرة- أمريكا.. الدولة التي لا تخضع للمساءلة- 6 إبريل 2020.

اليوم السابع- أمريكا.. تاريخ طويل من الإرهاب والجرائم ضد الشعوب- 16 أغسطس 2013.

نورنيوز- تاريخ أمريكا الأسود.. هذه هي الحروب التي شنّتها منذ نشأتها- 18 نوفمبر 2023.

دار ضفاف (بغداد)-موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية- 10 مايو 2017.

المصري اليوم- أشهر 10 جرائم حرب ارتكبها الجيش الأمريكي- 10 أكتوبر 2014.

المصري اليوم- من إبادة الهنود الحمر لدعم العدوان على غزة.. جرائم الحروب الأمريكية تكشف حقيقة سياستها- 21 أكتوبر 2023.

يمني برس- أرقام وحقائق عن أشهر جرائم امريكا عبر التاريخ- 13 نوفمبر 2017.

 CGTN العربية – الجرائم الأمريكية بحق المسلمين والعرب. ماذا يقول مستخدمو الإنترنت العرب عن هذه الجرائم- 15 إبريل 2021.

الصين اليوم- الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مدمر لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط- 1 نوفمبر 2022.

التعليقات مغلقة.