fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

تنسيق “روسي – إسرائيلي” على أعلى مستوى بداخل الأراضي السورية

111

تنسيق “روسي – إسرائيلي” على أعلى مستوى بداخل الأراضي السورية

لا يخفى على أحدٍ ما تؤول إليه الأمور على الأراضي السورية العربية، خاصة وبعد أن قام رئيس النظام السوري بشار الأسد ببيع الدولة إلى أصحاب المصالح مقابل البقاء عليه في السلطة، فلا تكاد تلتفت في الأراضي السورية؛ إلا أن تجد روسي أو إيراني أو ميليشاوي شيعي، كل هؤلاء دفع فاتورتهم الشعب السوري من تهجير وقتل وتعذيب، حتى إن الكيان الصهيوني أصبح يتحكم في الأراضي السورية على حسب كيفيته، ليس هذا وحسب، بل ينسق ضرباته في العمق السوري؛ وذلك لأنه أمن العقاب فأساء التصرف، بل وأن الطامة تأتي ضرباته مصحوبة بشيء من الشرعية والتي استمدها من الروس نتيجة التنسيق المتبادل بينهم، فلِمَ لا وسوريا أصبحت قطعة كيك يتقاسمها أصحاب المصالح إلا شعبها الأعزل.

ويواصل الكيان الصهيوني مساعيه لتوسيع دائرة التنسيق التي تربطه مع روسيا، لتعزيز ضرباته على الأراضي السورية، وكل هذه العمليات تصب في مصلحة إسرائيل وروسيا لتحقيق مصالحهم وأهدافهم، فكلاهما لا يعنيه سيادة البلد العربي أو ما يثار حول الحقوق والحريات، فقط يحكمهم لغة المصالح، ولعله من أبرز الادلة التنسيق الروسي الإسرائيلي في 3 نوفمبر (2021) والتي استهدفت منطقة ريف دمشق التي تضم مستودعات أسلحة، وذلك للمرة الثانية خلال أربعة أيام، بالتنسيق مع الجانب الروسي.

تفاهمات “روسية – إسرائيلية”:

قال محمد السعيد إدريس في صحيفة الخليج الإماراتية: “إن مؤشرات جديدة لتسوية الأزمة السورية بدأت تتكشف في الأسابيع الأخيرة، منذ مجيء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خَلَفًا لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي كانت شديدة الارتباك والتردد في تفاعلها مع الأزمة السورية، ما بين نوايا الانسحاب من سوريا، وبين تأكيد البقاء للسيطرة على النفط السوري”.

وأضاف إدريس: “وللحيلولة دون تمكين روسيا من جني ثمار تدخلها العسكري والسياسي في سوريا، ولدعم المطالب الإسرائيلية، وعلى الأخص إخراج إيران من سوريا، وإغلاق الحدود السورية – العراقية أمام إيران”.

ورأى الكاتب: “أن التوجُّه الإسرائيلي نحو روسيا بكثافة في الأسابيع الأخيرة جاء ضمن مخاوف إسرائيلية من مبادرة أمريكية لحل الأزمة السورية لا تنسجم مع المصالح الإسرائيلية”.

وتابع إدريس: “وبالذات في ضوء ما فهمه نتنياهو مِن وجود نوايا جادة لدى الإدارة الأمريكية الجديدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران متجاوزة كل التحفظات الإسرائيلية، وامتناع وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن عن تأييد اعتراف الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة”.

ويشير عبد الحميد صيام في صحيفة القدس العربي اللندنية إلى وجود علاقة “إستراتيجية وليست آنية” بين روسيا وإسرائيل، ويرى صيام أن “السر في هذه العلاقة هو الموقف من إيران بين أسباب أخرى. صحيح أن روسيا تزود إيران بصواريخ إس – 300 الإستراتيجية، وتحارب في سوريا إلى جانب حزب الله والميليشيات الشيعية المقبلة من إيران، لمنع نظام بشار الأسد من السقوط”.

ويضيف الكاتب: “إلا أن هذه المعادلة انتهت، وحُسِم الأمر في سوريا لصالح النظام الروسي، الذي أصبح صاحب الكلمة العليا والنهائية في البلاد، وأصبح من مصلحة روسيا أن تغلق ملف الوجود الإيراني في سوريا”.

وذهب الكاتب إلى أنه “مع مجيء الرئيس الأمريكي بايدن، واحتمال عودة الولايات المتحدة للاتفاقية النووية لعام 2015، فإننا سنشهد تحسنا كبيرا في العلاقة بين روسيا وإسرائيل، التي فترت قليلًا خلال سنوات ترامب الأربع”.

وتابع صيام: “خلال فترة أوباما، وكنوع من التعبير عن عدم رضى إسرائيلي لسياسته تجاه إيران، قام نتنياهو بزيارات لموسكو أكثر من واشنطن، وكان يستقبل في كل مرة استقبال الأبطال”(1).

مواقف معلنة:

صرح نتنياهو في ختام زيارته لموسكو، بأنه اتفق خلال لقائه مع بوتين على إنشاء آلية للتنسيق لمنع سوء التفاهم وتجنب الصدامات غير المقصودة بين القوات الإسرائيلية والقوات الروسية في سوريا، ولهذه الغاية رافقه المسؤولون الأمنيون المعنيون بالأمر.

وحسب أقواله، أكَّد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل العمل لمنع نقل أسلحة فتاكة من سوريا وإيران إلى حزب الله، وصدّ المحاولات الإيرانية لتنظيم عمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان، واتخاذ كل الخطوات ضد الإرهاب وضد التهديد لأمنها. وطبقًا لما نشر في إسرائيل وموسكو، ردَّ بوتين على نتنياهو بأنه حسب المعلومات التي يملكها، فإن وضع الجيش السوري لا يسمح له تمامًا بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في الجولان، وهذا يعني أن بوتين أراد تهدئة المخاوف الإسرائيلية التي قد تدفع إسرائيل إلى القيام بأعمال عدائية في سوريا .

وعلى خلفية سعي بوتين إلى تهميش أي اعتراض إسرائيلي على السياسة الروسية حول سوريا والمنطقة، رأى حسبما نقل عنه “أن لإسرائيل مصالح مشروعة في سوريا”، وهو ما فسَّـرته إسرائيل بأن بوتين ينظر إليها بوصفها شريكًا طبيعيًّا في تحديد مستقبل المنظومة الإقليمية التي تتطلع روسيا إلى تزعمها، ويبدو أن إسرائيل تنساق وراء هذا التفسير؛ لذا تسعى إلى تجنيب خططها المستقبلية المتعلقة بالعمل في سوريا أي احتكاك أو صدامات مع روسيا، وضمنًا بسبب خلل في إدارة الأزمة.

ولعل هذا ما جعلها تطلب تشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين البلدين. وقد تجاوبت موسكو معها، على أمل تحييد التدخل الإسرائيلي في سوريا، أو على الأقل تقييده، وترأس اللجنة نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غراسيموف، ونظيره الإسرائيلي الجنرال يائير غولان، واجتمعت للمرة الأولى في تل أبيب (يوم 6/10)، وحسبما أُعلن في إسرائيل، اهتمت بالموضوعات الإدارية لتشكيل “آلية تنسيق أمني” بين الطرفين(2).

نقاط الإلتقاء بين المصالح الروسية والإسرائيلية في سوريا:

 

من وجهة النظر الإسرائيلية، يحمل الوجود الروسي في سورية تحديًا أمنيًّا كبيرًا محتملًا؛ لأنه قد يعوق حرية إسرائيل في العمل في سورية؛ خاصة في ظل العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران. ومع ذلك، فإن التعامل مع روسيا يسمح لإسرائيل بإبطاء وتيرة ونطاق نمو الوجود الإيراني في سورية، وضمان الحياد الروسي تجاه عملياتها.

على مستوى مبدئي أكثر: فإن سياسة إسرائيل مدفوعة بمَيل قيادتها التاريخي إلى تجنب الصراع مع القوى العالمية، وبصورة أكثر براغماتية: روسيا هي اللاعب الرئيس الوحيد في الصراع السوري، حيث يمكن معه أن يقوم التعاون الثنائي. إيران ونظام الأسد معاديان، وتركيا تحت حكم أردوغان قلّصت علاقاتها مع إسرائيل، وتميل إلى تجنب الاتصال، والتدخل الأميركي محدود للغاية.

وهكذا في حين أن مصلحة إسرائيل في التعاون مع روسيا تبدو راسخة، فمن الصعب فهم جاذبية الجانب الروسي، ما الذي يجعل روسيا شريكًا موثوقًا به، وهو ما دفع الخبراء الإسرائيليين إلى اقتراح مسألة: “هل بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل النظر في دور خاص لروسيا في سورية، كوسيلة للعمل مع موسكو للحد من الوجود الإيراني في البلاد”؟

أولًا: من المهم استمرار وجود العلاقات الروسية الإسرائيلية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، هناك إجماع في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي على أن قطع العلاقات مع إسرائيل في عام 1967 كان خطأ إستراتيجيًّا، هذه الخطوة الجذرية لم تمنح الاتحاد السوفيتي، أي: ميزة جدية في علاقاته مع الدول العربية، لكنها عرّت سياسته في الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك: على خلفية تدهور العلاقات مع الديمقراطيات الغربية، بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في عام 2014، تقدّر موسكو أي شريك غربي مستعد للدخول معها في حوار، حيث تقدِّم وسائل الإعلام الموالية للكرملين إسرائيل على أنها مثل هذا الشريك تحديدًا.

ثالثًا: من وجهة نظر عملية، هناك تنافس على النفوذ بين روسيا وإيران في سورية، لا يقلّ عن التعاون بينهما، بالنسبة إلى موسكو من الواضح أنه إذا تغلب التأثير الإيراني على النظام في دمشق، فقد يتحدى المكاسب غير المتوقعة المحتملة من مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب، وعندها قد يكون الوجود الروسي ذاته في سورية في خطر أيضًا؛ لأنه يتعارض مع الفكرة الإيرانية عن “الهلال الشيعي”، ربّما يدرك الأسد نفسه أن مصلحته الحيوية هي الحفاظ على التوازن بين روسيا وإيران، ولن يكون مهتمًا بجرّ إيران إلى حرب مع إسرائيل.

وبالتالي: فإن الهدف الإسرائيلي المتمثِّل في الحدِّ من النفوذ الإيراني في سورية جذاب للكرملين، وعلى نحو غير متوقع، قد يخدم حتى مصالح نظام الأسد.

يسمح الوضع الحالي لروسيا بكسب نقاط بصفتها جهة فاعلة قادرة على التفاوض مع إسرائيل، على عكس إيران التي تتجاهل هذا الخيار بشكل أساسي، وتستخدم روسيا أيضًا التعاون مع إسرائيل جزئيًّا لشرح سلبية نظامها المضاد للطيران في سورية، وتقليل الضرر الذي يلحق بصورتها المهنية.

بعبارة أخرى: قد يؤدي تغيير السياسة والمحاولة الحقيقية لوقف الهجمات الإسرائيلية إلى الإضرار بصورة روسيا، كمصنع أسلحة متقدم.

في الوقت نفسه يحرص كلٌّ من الجانبين على تجنب الاصطدام وجهًا لوجه.

في هذا السيناريو، ستتراجع إسرائيل إلى الوضع غير المستقر الذي كان سائدًا في أوائل السبعينيات، عندما كانت المواجهة مع الطائرات السوفيتية والدفاع الجوي تجري على حدودها، مع التهديد بوقوع تصادم أكثر فتكًا مع قوة عالمية.

وستعاني روسيا بدورها أضرارًا جسيمة لصورتها إذا دمَّر الإسرائيليون أنظمة دفاعها الجوي، كما حدث عام 1982 في لبنان، ومع ذلك فإن إسرائيل ليست معنية بإثبات عجز روسيا عن منع استمرار الهجمات الإسرائيلية؛ لأن ذلك قد يجعل الموقف الروسي تجاه إسرائيل أكثر عدائية؛ لكل هذه الأسباب فإن الوضع الحالي للتعاون المحدود الذي يواجه تحديات متكررة، يظهر كسيناريو “مُربح” لكلا الجانبين.

بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، هناك أسباب أخرى أقلّ مركزية تتعلق بالعلاقات الشخصية والسياسة الإقليمية ودور الولايات المتحدة، قد تكون مسؤولة عن التعاون بين روسيا وإسرائيل في سورية.

أولًا: لا بد من الإشارة إلى العلاقة الشخصية الطيّبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (حتى حزيران / يونيو 2021) بين عامي: 2015 و2020، التقى الزعيمان شخصيًا ما لا يقل عن 16 مرة، وأحيانًا في غضون بضعة أيام، كانت هذه الاجتماعات مكرسة في أغلب الأحيان للتعاون في سورية.

وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن التغيير الأخير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي -مع وصول نافتالي بينيت إلى السلطة- لن يؤثر في طبيعة التعاون مع الروس، كان دور نتنياهو أساسيًّا في إنشاء وتصميم قناة للحوار مع الكرملين، على مدى العقد الماضي.

لا يُعرَف الكثير عن هذه العلاقة، ومع ذلك يبدو أن نتنياهو تلاعب بمهارة مع حساسيات بوتين.

لقد استخدم باستمرار رواية وجود مليون إسرائيلي ناطق بالروسية كـجسر يربط بين الدولتين بما يتماشى مع الدعاية المحلية الروسية حول نفس الموضوع، على سبيل المثال: في إحدى المرات، أحضر نتنياهو معه إلى موسكو الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس والتراث: زئيف إلكين، وهو من مواليد خاركيف بأوكرانيا، حيث عمل كمترجم في المحادثات الخاصة بين نتنياهو وبوتين.

ثانيًا: قد يتأثر الاستعداد الروسي للتعاون مع إسرائيل، والبقاء على الحياد تجاه أعمالها في سورية، بمكانة إسرائيل في الشرق الأوسط.

النقطة المهمة هي: أنه كلما زاد ابتعاد إسرائيل عن المنطقة قلَّ اهتمام روسيا بالتعاون، وتحظى العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين بأهمية خاصة، في هذا الصدد، للدور الذي قد تلعبه هذه الدول في إعادة بناء سورية بعد الحرب.

تأمل روسيا الوقوف إلى جانب الممالك السنية في هذه العملية، بصفتها رعاة أثرياء وأثقال موازنة لإيران، قد تكون العلاقات بين إسرائيل ومصر أو تركيا ذات صلة أيضًا في هذا الصدد.

أخيرًا -وليس آخرًا-: يمكن للولايات المتحدة أيضًا تحدّي التعاون الإسرائيلي الروسي في سورية، ويمكن أن يحدث هذا في حالة المواجهة المتزايدة بين الولايات المتحدة وروسيا، وخاصة في الشرق الأوسط. لكن في إسرائيل، لا يوجد خلط بين الشراكة الإسرائيلية الروسية المحدودة والعملية من جهة، والتحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى(3).

أمور مهمة للجانب الإسرائيلي:

1- التخفيف من وطأة الواقع الأمني الجديد الذي فرضته روسيا في المنطقة، بقرارها إنشاء واستخدام بنية عسكرية لها في المنطقة الساحلية السورية، وسعي إسرائيل إلى ضمان هامش “تحرك حر في سوريا ولبنان عند الحاجة” في مناطق بعيدة عن الانتشار الروسي، من دون المجازفة بالتصادم مع الروس، فضلًا عن رغبة إسرائيل في إبقاء منطقتي الجولان وحوران جنوب سوريا خاليتين من أي قوة خارجية.

2- تدرك إسرائيل أنه سوف تترتب على الوجود العسكري الروسي في سوريا تداعيات على مسار التطورات الميدانية لمصلحة محور “الأسد – حزب الله – إيران”، فضلًا عن استمرار احتمال أن تنتقل إلى حزب الله بطارية صواريخ “أرض – جو”(SA22)، المتحركة والسريعة التي حصلت عليها سوريا من روسيا عام 2006، ونشوء مشكلة جديدة أمام إسرائيل بفعل الوجود العسكري الروسي في الساحل السوري، الذي سيصعب على إسرائيل استهداف صواريخ “أرض – بحر” من طراز “ياخونت” التي باعتها روسيا لسوريا، التي تهدد سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في حال وقوع حرب.

3- تسعى إسرائيل إلى ترسيم حدود جديدة للعمل والسلوك في مواجهة سوريا وحزب الله، حيث تعتقد أنها أصبحت أمام قيود إضافية، وخاصة مع انضمام منظومات دفاع جوي روسي (وربما صواريخ S-300) إلى الطائرات الروسية المقاتلة، وطائرة تجسس متقدمة من طراز “أليوشن 20″، وبالتالي: تهيئة ظروف تحول دون تمكُّن إسرائيل من تكرار أعمالها العدوانية ضد أهداف ومنشآت لسوريا أو لحزب الله في سوريا، كما أن المنظومات المتطورة التي سيبدأ الجيش الروسي بتشغيلها للتشويش على الرادارات ووسائل الاتصال، وزيادة النشاطات البحرية الروسية في البحر المتوسط، قد تؤثر جميعها، بل قد تشل منظومات إسرائيلية مخصصة للإنذار وجمع المعلومات والسيطرة والتحكم والاتصالات، وستُوجِد مشكلات لأساليب العمل العسكرية الإسرائيلية؛ ولهذا من المرجح أن تعمد إسرائيل إلى التلويح باستخدام قدرتها التشويشية أيضًا في منحى المقايضة، تحت عنوان: “التنسيق الإلكترو مغناطيسي”(4).

الخلاصة:

إن الجانب الإسرائيلي يعي جيدًا أن المصلحة هي اللعب مع الدول العظمى، وأن تقاسم الشطائر يكون في مصلحة مَن هم على الطاولة، والتواجد الإسرائيلي في الأراضي السورية يحميه من التهميش؛ خاصة وأن هناك العديد من اللاعبين الرئيسيين، وأن التواجد الروسي سيعقبه تغيير في الخطة الشرق أوسطية والتي تخلت عنها أمريكا في ظلِّ حكم ترامب ولم تفصح عنها إدارة بايدن الحالية، ولكن المعلوم: أن النفوذ الأمريكي في انكماش؛ خاصة وبعد الانسحاب من العراق وأفغانستان، كل هذه العوامل تصب في مصلحة روسيا وتعاظم نفوذها في الشرق الأوسط، وإسرائيل تعي الدور الجديد الذي تلعبه روسيا في الشرق الأوسط، وبالتالي: التنسيق يتم بين الطرفين على أعلى مستوى.

1_ بي بي سي

2_ مركز الإمارات للدراسات

3_ مركز حرمون للدراسات المعاصرة

4_ إرم

التعليقات مغلقة.