fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

رئيسي… الوريث الأمين لعرش الدولة الصفوية بعد مسرحية هزلية انتخابية!

63

رئيسي… الوريث الأمين لعرش الدولة الصفوية بعد مسرحية هزلية انتخابية!

 

فلا يخفى على أحدٍ ما قام به النظام الإيراني بتمهيد الطريق لفوز إبراهيم رئيسي بالرئاسة في إيران، وكذلك عمله على منع الإقبال المنخفض للناخبين إلى صناديق الاقتراع، ومنح رئيسي تصويتًا بالثقة من خلال فوز ساحق.

ولكن لابد للتاريخ أن يذكر دورة الانتخابات الرئاسية الإيرانية لهذا العام على أنها مملة؛ وذلك لأنه قد استبعد “مجلس صيانة الدستور” في وقتٍ مبكرٍ عدة شخصيات بارزة عن انتخابات 18 يونيو، ومن بينهم: رئيس “المجلس” السابق علي لاريجاني، ونائب الرئيس إسحاق جهانجيري، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

ونتيجة هذا القرار، أصبح رئيس السلطة القضائية ابراهيم رئيسي المرشح الأبرز من دون منافسة حقيقية.

رئيسي يفوز بالانتخابات الإيرانية

بعد الإعلان عن فوز إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة الإيرانية، تزايدت المخاوف من احتمالات فرضه سياسات داخلية متشددة، وتصعيده التوتر مع الولايات المتحدة ودول الخليج.

وبينما كان النهج المتشدد يسيطر على مؤسسات الدولة الإيرانية الرئيسية، باستثناء الرئاسة، فإن خروج الرئيس الإيراني حسن روحاني من الحكم ومجيء رئيسي الذي ينظر له على أنه واحد من أبرز رموز التشدد الإيراني للرئاسة، يثير تساؤلًا حول مقدار التغير في السياسة الإيرانية.

وجاء فوز إبراهيم رئيسي ليصبح الرئيس الثامن لجمهورية إيران، بعد أن حصل على نسبة 62% من أصوات المقترعين، حيث حصد 17 مليونًا و926 ألفًا و345 صوتًا، فيما حصل المرشحون: محسن رضائي على 3 ملايين و412 ألفًا و712، وعبد الناصر همتي على مليونين و427 ألفًا و201، وقاضي زادة هاشمي 999 ألفًا و718 صوتًا.

وكشفت الإحصائيات النهائية للانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران عن أدنى نسبة مشاركة تشهدها عملية انتخابية في تاريخ الجمهورية منذ تأسيسها عام 1979(1).

مَن إبراهيم رئيسي؟

هو رجل دين محافظ ومتشدد، قاضٍ، متهم بالتورط في إعدامات ليساريين. يرفع شعارات مكافحة الفساد والفقر، والدفاع عن الطبقات المهمشة، تلك بعض جوانب شخصية إبراهيم رئيسي الذي أعلن عن فوزه الكاسح بالانتخابات الرئاسية في إيران.

ولد رئيسي في مدينة مشهد (شمال شرق) في نوفمبر 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عُيِّن مدعيًا عامًّا في مدينة كرج قرب طهران، وهو لم يزل في العشرين من العمر، وذلك بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

أمضى رجل الدين الشيعي ذو العمامة السوداء، قرابة ثلاثة عقود في هيكلية السلطة القضائية للجمهورية الإسلامية، متنقلًا بين مناصب عدة، منها: مدعي عام طهران بين: 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية اعتبارًا من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعيًا عامًّا للبلاد.

في 2016، أوكل إليه المرشد الأعلى لجمهورية إيران آية الله علي خامنئي مهمة سادن “العتبة الرضوية المقدسة” في مدينة مشهد، وعيَّنه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي.

ويعمل رئيسي الذي يرى منتقدوه أنه يفتقر الى الكاريزما، بوحي الدروس الدينية والفقهية لخامنئي.

وَفْق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي الذي يعرف بردائه الديني، ونظارتين رفيعتين، ولحية مشذبة غزاها الشيب، بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية منذ العام 2018، خصوصًا في مدينة مشهد، مسقط رأسه.

وتطرح وسائل إعلام إيرانية عدة اسمه كخلف محتمل للمرشد الأعلى خامنئي الذي سيتم الثانية والثمانين من العمر في يوليو المقبل.

ورئيسي هو أيضًا عضو في مجلس الخبراء الذي تعود إليه صلاحية تسمية المرشد.

متزوج من جميلة علم الهدى، أستاذة علوم التربية في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان تحملان شهادات في الدراسات العليا. جعله هذا الارتباط العائلي نسيبًا لحجة الإسلام أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد، ثاني كبرى مدن إيران، وإحدى المدن المقدسة لدى الشيعة لاحتضانها مرقد الإمام الرضا.

إعدامات يساريين:

ويربط معارضون في الخارج ومنظمات حقوقية غير حكومية، باستمرار بين رئيسي وحملة الإعدامات التي طالت سجناء ماركسيين ويساريين عام 1988، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران. وكان هذا الملف من الأسباب التي أوردتها وزارة الخزانة الأميركية لدى إعلانها فرض عقوبات عليه في 2019.

وردًّا على أسئلة وُجِّهت إليه عامي: 2018 و2020 على خلفية تلك الحقبة، نفى رئيسي ضلوعه في هذه الإعدامات، لكنه أبدى تقديره لـ”الأمر” الذي أصدره الراحل روح الله الخميني، مؤسس جمهورية إيران؛ لتنفيذ الإجراءات بحق أولئك الموقوفين.

كان رئيسي من المؤيدين للشدة التي تعاملت بها السلطات الإيرانية مع احتجاجات “الحركة الخضراء” التي تلت إعادة الانتخاب المثيرة للجدل للرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009. وقال في تلك الفترة: “مَن يتحدث إلينا عن التعاطف الإسلامي والسماح، نجيبه: سنواصل مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنقتلع جذور الفتنة”(2،3).

مراقبون يتحدثون:

قال ستة محللين يتابعون التطورات السياسية في إيران: إن فوز واحد من غلاة المحافظين في انتخابات الرئاسة أدَّى إلى ميل ميزان القوى الداخلية لصالح رجال الدين المعادين للغرب، واستبعاد المسؤولين المنتخبين بالتصويت الشعبي.

وقال المحللون: إن طهران ربما تسعى في يوم من الأيام لإضفاء صفة الدوام على هذا التحول.

وذكر المسؤولون والمحللون: إنه رغم أن فوزه لا يؤذن بأي تغيير في مسعى إيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 والخروج من تحت طائلة العقوبات فإنه يشير إلى احتمال أن يخلف رئيسي خامنئي في منصب الزعيم الأعلى، ويضع كل أسلحة الدولة تحت سيطرة غلاة المحافظين المرتابين في الغرب.

ورغم أن الزعيم الأعلى، لا الرئيس، هو صاحب القول الفصل في كل أمور الدولة فإن التغيير الذي شهدته الرئاسة سيبعد النفوذ المعتدل في عملية صنع القرارات السياسية الذي كان الرئيس البراجماتي الحالي حسن روحاني يمثله منذ 2013.

ويقول المحللون: إن نص الدستور على اختيار الرئيس عن طريق انتخابات مباشرة ربما يكون مجالًا مستهدفًا للتغيير.

وربما يسمح انتخاب رئيسي، الذي تتفق آراؤه فيما يبدو مع آراء خامنئي في كل القضايا الرئيسية، للزعيم الأعلى بالاستمرار في التغييرات التي ترسخ سلطة المؤسسة الدينية وهو هدف يعتقد بعض المحللين أن خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا يسعى إليه منذ مدة طويلة.

وقال علي فتح الله نجاد -المحلل ومؤلف كتاب: (إيران في نظام عالمي جديد بازغ)-: “هذا الانتخاب كان انتقاء في الواقع؛ لأنه منع أي سباق تنافسي”.

وأضاف: “انكشف الطابع الحقيقي للجمهورية الإسلامية من حيث إن المؤسسات الدينية جبارة، والمؤسسة الجمهورية مجرد واجهة عاجزة”.

وفي إشارة إلى قرار السلطات تقييد عدد المرشحين بشدة في الانتخابات، وصف بعض المطلعين على بواطن الأمور، ومنهم مسؤولون كبار سابقون في الحكومة فوز رئيسي بأنه “انقلاب سياسي” يهدف إلى استبعاد كلِّ الفصائل الأخرى من المسرح السياسي.

ولم يتيسر على الفور التواصل مع مسؤولين إيرانيين للتعليق على التغييرات الدستورية المحتملة أو الاتهامات بالاستئثار بالسلطة.

انفراد بالسيطرة:

يرى علي واعظ مدير مشروع إيران بمجموعة إدارة الأزمات أن المؤسسة تفضِّل “رئيسًا طيعًا مخلصًا سبق اختباره” لن يعارض التغييرات الدستورية التي يرتاب أن الحكام الدينيين يرغبون في تطبيقها.

فهو يقول: “هم على الأرجح يمهدون الأرض لبعض التغييرات الهيكلية (للدستور)؛ ولهذا الغرض تحتاج للانفراد بالسيطرة على كل أدوات السلطة بما في ذلك على سبيل المثال تغيير النظام من رئاسي إلى برلماني”.

وستمثِّل مثل هذه الخطوة أكبر تعديل دستوري منذ 1989 في نهاية حكم الزعيم الثوري الراحل آية الله روح الله الخميني عندما تم إلغاء منصب رئيس الوزراء وتدعيم منصب الرئيس.

ويعد النظام السياسي الإيراني مزيجًا مركَّبًا من سلطة المؤسسة الدينية الشيعية، ورئيس منتخب وبرلمان. ويدير الرئيس أمور الحكم اليومية، لكنه مسؤول أمام خامنئي المناهض بشدة للغرب.

ويملك مجلس من غلاة المحافظين، يتألف من رجال الدين ورجال القضاء ويقف مع خامنئي في خندق واحد، ويفضل فرض قيود اجتماعية وسياسية صارمة، سلطة الاعتراض على القوانين والبت في أهلية المرشحين لخوض الانتخابات.

وفي حين أن خامنئي لم يعلن من قبل قط ما إذا كان النظام يحتاج للتحسين فقد أبدى استعداده للتغيير.

فقبل عشر سنوات قال الزعيم الأعلى: إنه “لا مشكلة” في تحويل الشق الجمهوري في إدارة البلاد من الرئاسة التي يتم شغلها عن طريق الانتخاب المباشر إلى نظام برلماني، ومنح النواب سلطة انتخاب رئيس الوزراء.

وفي الثالث من يونيو الجاري بدا أن خامنئي يذهب إلى مدى أبعد في كلمة بثها التلفزيون إذ قال: “ربما يحين وقت في المستقبل تصبح فيه الانتخابات بلا معنى، وربما تظهر أشكال أخرى من الحضور الشعبي والتعبير”.

وعلى مرِّ العقود حَدَث توتر بين الرؤساء الذين يستمدون سلطاتهم المباشرة من صندوق الانتخابات ورجال الدين المستندين إلى الشريعة الدينية ولهم الكلمة الأخيرة.

وقال المحللون الستة: إن إبدال الرئيس المنتخب بالتصويت الشعبي برئيس وزراء يختاره برلمان يهيمن عليه غلاة المحافظين سيعزز قبضة الزعيم الأعلى على المؤسسة.

وأضاف: أن مثل هذا التحول قد يتيح مزيدًا من النفوذ في رسم السياسات لرجال الدين غير المنتخبين والمعادين للتجارة والاستثمار مع الغرب ودول الخليج العربية.

كذلك فإن التلاحم بين القائمين على السلطة -وكلهم من غلاة المحافظين- سيضمن انتقالًا سلسًا للسلطة بعد وفاة خامنئي.

وقال هنري روم -المحلل بمجموعة أوراسيا-: “انتخاب رئيسي كان علامة استفهام على مسعى أطول أجلًا من جانب غلاة المحافظين لتدعيم سلطتهم قبل خلافة خامنئي”.

المحادثات النووية:

لإدراك رجال الدِّين أن فرص النجاح السياسي تعتمد على معالجة المصاعب الاقتصادية، فقد تعمد رئيسي قول إنه يؤيد المحادثات التي تجريها إيران مع القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي والخروج من تحت طائلة العقوبات الأمريكية النفطية والمالية.

فقد ازداد كفاح الإيرانيين العاديين لتدبير قوت يومهم صعوبة منذ ثلاث سنوات عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات ساحقة على طهران.

وقد حذَّر عدة مسؤولين علانية من عودة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، والتي ذكّرت رجال الدين الحاكمين بمدى تعرضهم للغضب الشعبي بسبب الاقتصاد.

وقال كليمنت ثيرم -الخبير في الشأن الإيراني بمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا بإيطاليا-: “إحياء الاتفاق النووي سيؤدي على الأرجح إلى زيادة في النمو الاقتصادي الإيراني… وهذا سيمنح رئيسي حماية كبيرة في عامه الأول أو عاميه الأولين في المنصب”.

كما يخشى المنشقون أن تؤذن رئاسة رئيسي بمزيد من القمع في الداخل، فقد كانت لرئيسي وهو على رأس القضاء سلطة كبيرة في بلد لطالما استخدم نظامه القضائي القوي في التضييق على المعارضة السياسية.

وفي 2019 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي بتهمة ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان؛ وذلك للدور الذي تردد أنه لعبه في إعدام آلاف من المسجونين السياسيين في 1988. ولم تعترف إيران قط بهذه الإعدامات.

وقال رئيسي: إنه بوصفه أحد رجال القانون “دافع دوما عن حقوق الإنسان”، مضيفًا: إن العقوبات الأمريكية فُرِضت عليه لأدائه مهمته كقاضٍ، ولم يسبق أن تطرق رئيسي علانية إلى هذه الاتهامات(4).

سياسة خارجية متشددة:  

قال صالح القزويني في رأي اليوم اللندنية: إنه “لا يمكن التكهن بالسياسة التي سينتهجها الرئيس الايراني القادم، مع بقاء الوضع على شكله الحالي” في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.

يتوقع الكاتب “سياسة خارجية إيرانية معتدلة وإلى حدٍّ ما مرنة، ولكن لا تصل إلى مستوى المرونة التي انتهجتها حكومة روحاني”، وذلك إذا فاز رئيسي في الانتخابات.

ويضيف: أن إيران ستشهد “سياسة خارجية متشددة، تطبق مبدأ التعامل بالمثل بكل دقة” حال فوز مرشح ينتمي للتيار المحافظ المتشدد.

ويرى الكاتب: أن هناك ملفات “لا يطالها التغيير الذي يطرأ على الحكومات، كالقضية الفلسطينية أو العلاقة مع حزب الله أو فصائل المقاومة”.

يرى فؤاد مطر في الزمان العراقية: أن السياسة الإيرانية، بعد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، صارت “نوعًا من التلاعب بالأقدار الفلسطينية والاستقرار العربي والمصالح الخليجية”، خلافًا لما شهدته العلاقة الإيرانية – العربية في بعض سنوات رئاسة خاتمي من “نوعية من الإنفراج المعقود عليه الأمل في تحقيق تفهُّم يؤسس لتفاهم”.

وقال ظافر العجمي في الوطن البحرينية: “الجوانب المضيئة في برنامج المرشح، عبد الناصر همتي، تعطي بصيص أمل في أنه يستحق صوت الخليجيين، لكن الجانب المظلم من القمر هو أن همتي كان رجل «البروباغندا» و«غوبلز» الحرب العراقية الإيرانية”.

ويرى أن “الجانب المضيء من القمر في سيرته أنه قد ضمن برنامجه ما يشير إلى التقرب للخليج”، لكن رياض قهوجي يرى، في مقاله بالنهار العربي اللبنانية، أن “أساس المشكل مع إيران لم يكن برنامجها النووي … إنما مشكلاتها مع جيرانها بدأت منذ السنوات الأولى بعد الثورة الإسلامية، بعد ما بدأت تطبيق سياسة تصدير الثورة وما ترافق مع ذلك من تدخلات في شؤون جيرانها، وبداية إنشاء مجموعات مسلحة لتوسيع نفوذها في المنطقة”.

مسار مغاير” للملف النووي:

توقع معلقون أن تأخذ المفاوضات بشأن الملف النووي “مسارًا مغايرًا” في حال فوز إبراهيم رئيسي.

يتساءل قهوجي: “بغضّ النظر عمن يكون في الحكم في إيران، هل يمكن لأي اتفاق جديد أن يستمر إلى فترة طويلة، ما لم يكن هناك تغيير في سياسية إيران التوسعية ووضع قيود على برنامجها للصواريخ البالستية؟ هل يمكن لأي اتفاق لا يحظى بدعم اللاعبين الإقليميين أن يبقى إلى ما بعد انتهاء ولاية بايدن، وانتخاب رئيس جمهورية جديد في البيت الأبيض؟”.

ويرى أنه “إذا ما استمرت خطوات بناء الثقة بين الطرفين، فقد تشهد المحادثات في فيينا تطورًا إيجابيًّا بعد الانتخابات الإيرانية، قد يؤدي الى اتفاق نووي جديد خلال الصيف الحالي”.

ويتوقع علي حمادة في النهار العربي أن “تأخذ المفاوضات النووية في فيينا مسارًا مغايرًا للمسار الحالي”، حال فوز مرشح التيار المحافظ إبراهيم رئيسي.

قال محمد خروب في الرأي الأردنية: إن إيران “ستكون في قبضة المعسكر المحافظ، على نحو شبه كامل” إذا ما فاز رئيسي.

ويشير إلى أن عدم توصل المتفاوضين في فيينا إلى صيغة، لإحياء الاتفاق النووي، “دفع البعض للشك بوجود رغبة إيرانية / أمريكية بتجبير هذا الإنجاز للرئيس الإيراني الجديد”.

رئيس لا ترهبه الضغوطات:

كتب عباس خامه يار -المستشار الثقافي الإيراني في لبنان- فى مقال منشور بصحيفة الأخبار اللبنانية: “تكثر الدعوات والإشاعات والافتراءات المغرضة الرامية إلى تثبيط عزيمة الشعب الإيراني، للإحجام عن المشاركة في الانتخابات كما في المرات السابقة، في ظل ظروف حساسة تمرُّ بها البلاد داخليًّا وخارجيًّا، وتعويل الإيرانيين على تغيير قادم في السنوات الأربع الأخيرة، وخاصة أمام الجشع والعدوانية الأمريكية”.

وقال: إن بلاده “تتطلع إلى وصول رئيس جمهورية رسالي ملتزم وشجاع لا ترهبه الأعاصير والضغوطات، فمن سيصل إلى رئاسة الجمهورية له دور عظيم في ترسيم السياسات الكبرى للبلاد؛ خاصة أن إيران تعرّضت لأبشع الضغوط والعقوبات الأمريكية والأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يجعل انتخاب الرئيس القوي والأمين على مقدرات الشعب، مطلبًا تاريخيًا للسير بإيران نحو المزيد من الاقتدار والصمود والاكتفاء الذاتي، كخيار أوحد للمحافظة على المبادئ والمنجزات التي حققتها إيران طيلة الـ 42 عامًا الماضية”.

لكن محمود بارجو كتب في العربي الجديد اللندنية: “يشير استبعاد المرشحين على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى أنّ النظام يفقد بشكل متزايد شهيته للمخاطرة”.

وأضاف: “يشعر المتشدِّدون بعدم الأمان الشديد، ويعتقدون أنّه حتى التحدّي البسيط لديه القدرة على التحول بسهولة، إلى عواقب غير متوقعة ونتائج لا يمكن التنبؤ بها”.

ويشير الكاتب إلى أن “هذا العزوف عن المخاطرة الانتخابية قد تصاعد باطراد على مدى العقد الماضي؛ من رفض هاشمي رفسنجاني في انتخابات 2012 وأحمدي نجاد في انتخابات 2017، إلى رفض واسع النطاق لمعظم المحافظين المعتدلين والإصلاحيين في الانتخابات المقبلة”(5).

العلاقات مع الدول العربية:

وكتب رئيسي في موقع تابع له: إن التعاون الوثيق وتبادل المنافع مع جميع الجيران ووضع الأساس لذلك بهدف الحفاظ على الإنجازات وتعميق السلام والاستقرار الإقليميين، هي من الأولويات الأولى لسياسته الخارجية تجاه الدول العربية ودول الجوار.

ويعتقد الرئيس المنتخب أن “السياسة الخارجية للنظام هي التفاعل مع جميع الدول وخاصة الجيران، وسوف نتفاعل مع أولئك الذين لا ينوون أن يكونوا أعداءً، بطريقة ودية وكريمة وموثوقة”، بحسب ما صرَّح به في مايو أثناء تسجيله للانتخابات الرئاسية.

وأشار بهمن إلى أن السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية واضحة داخليًّا وخارجيًّا، ولن نلاحظ تغييرًا خاصًّا فيها، وما سنراه هو المزيد من التضامن والرغبة في تنفيذ هذه السياسات الكلية، التي شهدنا الانقسام في نهج الحكومة الحالية تجاهها خلال السنوات الثماني الماضية.

وأضاف بهمن في حديثه للجزيرة نت: إنه ستزداد بالطبع علاقات إيران مع الدول العربية والدول المجاورة، مثل: العراق وسوريا واليمن وفلسطين؛ لأنها معترف بها كجبهة المقاومة في سياسة إيران الخارجية، وستكون لها أولوية خاصة لحكومة رئيسي. كما ستعمل الحكومة الجديدة على توثيق العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، وخاصة دول الجوار(6).

الاتحاد الأوروبي يعلن استعداده للعمل مع إيران بعد فوز رئيسي:

أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم السبت أنه مستعد للعمل مع إيران بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: “مِن المهم أن تستمر الجهود الدبلوماسية المكثفة لإعادة (الاتفاق النووي) إلى مساره الصحيح”(7).

مَن هَنَّأ رئيسي على الفوز بالانتخابات الإيرانية مِن المنطقة؟

العراق:

أجرى الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اتصالين هاتفيين مع رئيسي لتهنئته على الفوز بالرئاسة، وَفْقًا لما ذكرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

وأفاد بيان للرئاسة العراقية بأنه خلال الاتصال الهاتفي بين صالح ورئيسي “جرى التأكيد على أهمية العلاقات المشتركة والراسخة التي تجمع البلدين، والروابط القوية بين الشعبين الصديقين، وأهميّة مواصلة العمل من أجل تعزيز هذه العلاقات والتنسيق المشترك من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة”.

وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي أن الكاظمي تلقَّى دعوة من رئيسي لزيارة طهران.

وأكد الكاظمي على “عمق العلاقات المتميزة بين الشعبين العراقي والإيراني، وتطلعه إلى توثيق أواصر التعاون المشترك، والعمل على توفير الأمن والاستقرار للشعبين ولسائر شعوب المنطقة”.

تركيا:

أعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن تمنياته بالنجاح لرئيسي في منصبه الجديد، كما أعرب عن “ثقته في أن التعاون بين تركيا وإيران سيزداد قوة خلال فترة رئيسي”، وَفْقًا لما نقلته وكالة أنباء “الأناضول” التركية الرسمية.

وقال أردوغان: “سأكون سعيدًا بزيارة إيران عقب تخطي جائحة كورونا بمناسبة الاجتماع المقبل لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى”، مؤكدًا استعداده للعمل مع الرئيس الإيراني الجديد لتعزيز التعاون والعلاقات بين البلدين.

الإمارات:

بَعَث رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، ونائب الرئيس رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ببرقيات تهنئة إلى إبراهيم رئيسي بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وَفْقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وقال الشيخ محمد بن راشد، عبر حسابه على تويتر: “نبارك لفخامة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي فوزه بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دورتها الثالثة عشر، متمنين للجمهورية الإسلامية ولعلاقاتنا الثنائية معها دوام الاستقرار والاستمرار والازدهار”.

قطر:

بعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ببرقية تهنئة إلى رئيسي، “متمنيًا له التوفيق، وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء”، بحسب وكالة الأنباء القطرية، كما بعث نائب الأمير الشيخ عبد الله بن حمد ورئيس الوزراء الشيخ خالد بن خليفة ببرقيتي تهنئة إلى رئيسي، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

الكويت:

بعث أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ببرقية إلى رئيسي، عَبَّر فيها عن “خالص تهانيه” بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، متمنيًا له “كل التوفيق والسداد، وموفور الصحة والعافية، وللجمهورية الإسلامية الإيرانية كل الرقي والازدهار”، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

سلطنة عمان:

أفادت وكالة الأنباء العمانية الرسمية بأن سلطان البلاد هيثم بن طارق بعث برقية تهنئة إلى رئيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

سوريا:

قال الرئيس السوري بشار الأسد، في برقية تهنئة إلى رئيسي: “أغتنم هذه المناسبة لأعرب لكم عن اهتمامنا وحرصنا على العمل معكم من أجل تعزيز مسار العلاقات الثنائية المبنية على عقود طويلة من الصداقة التاريخية والتفاهم المتبادل والمصالح المشتركة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

حزب الله:

قال الأمين العام لحركة “حزب الله” اللبنانية حسن نصر الله، في برقية تهنئة لرئيسي: إن “فوزكم أحيا آمال الشعب الإيراني وشعوب منطقتنا بالمستقبل، وبالقدرة على مواجهة التحديات والصعاب والتغلب عليها من خلال رئاستكم الثورية، وجهودكم المخلصة، وفي ظل خامنئي وإرشاداته الحكيمة والملهمة”، وَفْقًا لما نقلته قناة “المنار” التابعة لحزب الله.

وأضاف نصر الله: “لقد كنتم دائمًا عونًا للمظلومين والمعذبين والمستضعفين، كما كنتم داعمًا للمقاومين ومحور ‏المقاومة طيلة مراحل جهادكم وتصديكم للمسؤوليات المختلفة، وتابع بالقول: “يتطلع إليكم المقاومون والأحرار، ويرون فيكم حصنًا وسندًا قويًّا في مواجهتكم ومقاومتكم ضد المعتدين”.

الحوثيون:

بعث مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى باليمن الذي تسيطر عليه حركة “أنصار الله” (الحوثيون) برقية تهنئة إلى رئيسي. وقال: المشاط إن “نجاح العملية الانتخابية في الجمهورية الإسلامية في إيران يعتبر انتصارًا لمبادئ الثورة الإسلامية وترسيخًا لخيار مواجهة المشروع الصهيوأمريكي”، وَفْقًا لما نقلته قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.

حماس:

وجَّهت حركة حماس الفلسطينية، في بيان، التهنئة إلى إيران “قيادة وشعبًا” على “إنجاز ونجاح عملية الانتخابات الرئاسية”، كما هنَّأت رئيسي على فوزه بالانتخاب، وأعربت عن تمنياته له “بالتوفيق والسَّداد والنجاح في قيادة البلاد، خدمة للجمهورية الإسلامية في إيران، وتحقيق تطلعات شعبها نحو مزيد من التنمية والتقدّم والرَّخاء، ومواصلة وتعزيز مواقف إيران المشرّفة في التضامن مع فلسطين وقضيتها العادلة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني”، بحسب البيان(8).

السعودية والبحرين:

وباتت السعودية والبحرين البلدين الوحيدين بالخليج اللذين لم يعقبا بعد على النتيجة.

وقال خالد السليمان في صحيفة عكاظ السعودية: “تعددت الوجوه والرئيس هو (آية الله علي) خامنئي”(9).

1_ twi

2_ DW

3_ BBC

4_ رويترز

5_ BBC

6_ الجزيرة

7_ مصراوي

8_ CNN

9_ رأي اليوم

التعليقات مغلقة.