fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

حي الشيخ جرَّاح… والانتفاضة الثالثة

182

حي الشيخ جرَّاح… والانتفاضة الثالثة

  • عصابات الاحتلال الصهيوني تسعى لتهويد القدس وابتلاع فلسطين
  • العدو استهدف البنية التحتية، ويضرب المنشآت المكتظة بالسكان في قطاع غزة
  • صواريخ المقاومة ترد باختراق القبّة الحديدية، وتكشف العمق الصهيوني لأول مرة منذ 73 عامًا
  • نتنياهو يهدد بعمليات عسكرية أوسع؛ استرضاءً لليمين المتطرف… وعباس: لا أمن ولا استقرار إلا بتحرير القدس
  • أمريكا تنظر إلى القضية الفلسطينية بأعين إسرائيلية، والبيت الأبيض يسبح في بالون الاختبار

أشعل سكانُ حي الشيخ جرَّاح والمرابطون في ساحات المسجد الأقصى شرارةَ المقاومة، وانتفاضة القدس الثالثة ضد ميليشيا العدو الصهيوني المتغطرس؛ ردًّا على جرائم حرب، وعمليات تطهير عرقي تمارسها قوات الاحتلال بصفةٍ مستمرةٍ؛ فضلًا عن تهويد القدس الشرقية، ومنع الصلاة في المسجد الأقصى، والتوسع في بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي والمنازل، وتجريف المزروعات، وهدم البيوت وأسر واعتقال آلاف الفلسطينيين؛ بداعي المقاومة أو الدفاع عن بلادهم.

جرائم حرب لا تسقط بالتقادم؛ فالاحتلال الصهيوني لم يكف يومًا عن ممارساته القمعية بحق شعب أعزل يريد العيش والدفاع عن مقدساته، فحكومة رئيس وزراء الاحتلال قامت بإلغاء الانتخابات خوفًا من صعود المقاومة ومِن ثَمَّ فشل المشروع الصهيوأمريكي، والذي سعى له من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن هبَّة “سيف القدس” كسرت درع “حارس الأسوار”، واستطاعت المقاومة أن تقلب الطاولة بالكثير من المفاجآت، وهو استنادًا على وقائع وليس تمنيات، فقواعد الاشتباك بين ميليشيا الاحتلال الصهيوني والمقاومة قد تغيَّرت وتبدلت ملامحها، فلم يعد الكيان الغاصب بمنأى أو بعيدًا عن صواريخ المقاومة، ولم تعد القبَّة الحديدية كما كانت، بل اخترقتها صواريخ جديدة ومتطورة آخرها كان “عياش بمدى يفوق  250كم”، و”بدر 3″ والذي يحمل رؤوس متفجرة بزنة 350 كجم”.

حتى إن مستوطنات ومطارات العدو باتت هدفًا مفتوحًا أمام مرمى المقاومة، بمعدل يزيد عن 500 صاروخ يوميًّا، وفي بعض الحالات تخطى حاجز الـ”1000″ ، وهو معدل أعلى بكثير عما كانت عليه المواجهات السابقة، ما دعى بحكومة العدو إلى عقد اجتماعات طارئة لبحث الرد على التهديدات الوجودية التي تواجه كيانهم المزعوم.

وأكثر ما يقلق العدو هو: تعانق صواريخ المقاومة مع انتفاضة القدس المحتلة، وتفاعل الفلسطينيين في الداخل، وفي مقدمتهم: عرب 48، ومَن هم على خط التماس، ما يُنذر بحرب أهلية داخل الجمتمع الصهيوني، وبدا ذلك واضحًا على المجتمع الفلسطيني الذي واجه دبابات وجحافل الاحتلال بصدوره العارية.

الاحتلال الصهيوني يرتكب جرائم حرب، ويمارس تطهيرًا عرقيًّا ضد الفلسطينيين:

تقارير الإسكوا، وهيومن رايتس ووتش: ذكرت أن ما يحدث في الأراضي المحتلة هو تمييز عنصري، واضطهاد في معاملة الفلسطينيين، فاق الجرائم التي حدثت من قبل في جنوب إفريقيا؛ فكل الأرض العربية المحتلة تحت إمرة عصابات الاحتلال، الذي يسمح لأي مواطن إسرائيلي في العالم بالاستيطان في الأراضي المحتلة، بينما لا تسمح للمواطن الفلسطيني صاحب الأرض والبيت في العودة من بلاد المهجر.

حمَّل نتنياهو نتائج فشله في الشأن الداخلي على أصحاب الأرض، وصب جام غضبه على الفلسطينيين داخل الأراضي العربية المحتلة، لكنه فوجئ بـ”القدس تنتفض”، وحي الشيخ جرَّاح يرفض الاستسلام، والمرابطين على أهبة الاستعداد، فماذا يريد العدو من جراء هذا التصعيد؟!

وهل نحن أمام ربيع القدس؟

وأين هي منظومة القبة الحديدية التي فشلت في اعتراض صواريخ المقاومة؟

وإلى أين يتجه التصعيد في قطاع غزة؟

ما نراه ونشاهده من جرائم حرب وتطهير عرقي يحدث على مدار عقود ضد شعب أعزل مكلوم يثور على عدو استباح أرضه ودنَّس مقدساته، وارتكب مئات المذابح والمجازر، وأحرق ودمَّر بلدات على سكانها، وسفك دماء المصلين داخل الحرم القدسي الشريف، وتعرض لعمليات سلب ممتلكات، وتطهير عرقي، لم يجد رد فعل سوى الشجب والاستنكار والإدانة بأشد العبارات، وهي مصطلحات غير فاعلة أمام عدو لم يتوانَ عن استخدام أعتى الأنظمة العسكرية وأكثرها تطورًا.

ومنذ أن وطأت عصابات الاحتلال الأرض العربية، استولت على مقدرات الشعب الفلسطيني الأعزل، وتقاربت بأجهزتها المخابراتية والعنكبوتية مع قادة وساسة ومسئولين من خارج الحدود؛ بُغية تغيير بّوصلة العداء، وإن حققت نتائج في هذا الأمر لبعض الوقت، لكن سيظل للشعوب العربية والإسلامية رأي آخر؛ فقد تفاعلت سابقًا مع الانتفاضات والهبَّات، وساندت المقاومة والحراك الشعبي ضد اعتداءات العدو منذ هبّة البراق 1929، وحريق المسجد الأقصى  أغسطس 1969، مرورًا بالانتفاضة الأولى والثانية، 1987، و2000، وهبّة السكاكين 2015، حتى محاولات المستوطنين وعصابات الاحتلال الأخيرة باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وطرد سكان حي الشيخ جرَّاح ومصادرة منازلهم، بدعاوى كاذبة كونها كانت مملوكة في السابق لصهاينة. 

مَن هو الشيخ جرَّاح؟

تشير المراجع وبعض كتب التاريخ إلى أن الشيخ جراح هو في الغالب الأمير/ حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو أحد أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي. وقيل: طبيبه الخاص، وورد في كتاب: “الأُنس الجليل في تاريخ القدس والخليل” لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، عبد الرحمن بن محمد المقدسي العُمري “860-928هـ” معلومات ترجح هذا الرأي.

حي الشيخ جرّاح له أهمية خاصة؛ إذ يقع خارج أسوار البلدة القديمة في القدس مباشرة وبالقرب من باب العامود الشهير بمسافة 2 دونم، ما يعادل “2000م”، ويدعي مستوطنون امتلاكهم أراضٍ، وتريد السلطة القضائية للاحتلال انتزاع اعتراف بملكية الأرض لصالح  هؤلاء المستوطنين، باعتبار أن السكان الحاليين هم مستأجرون محميون، والجيل المقبل ليس له الحق في الأرض.

المستوطنون يركنون في دعاواهم القضائية للاستيلاء على منطقة حي الشيخ جرّاح إلى عقود ملكية غير موثقة وغير صحيحة، والحكومة الأردنية فنَّدت ذلك تمامًا، وحتى وإن تم الحصول على بعض الممتلكات من الأراضي الفلسطينية فهي نسبة ضئيلة للغاية، ولا تزيد عن 1% من مساحة أرض فلسطين، ولا تزيد عن 261.400 دونم -والدونم هو وحدة قياس ويساوي 1000 م.

الأردن تفنّد مزاعم المستوطنين والأنوروا تؤكد أحقية الفلسطينيين في الأرض:

كانت القدس الشرقية خاضعة للأردن قبل أن يحتلها هذا الكيان الغاصب المسمَّى: بـ”إسرائيل” عام 1967، ويضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي حتى تاريخه، وتروج تل أبيب أمام العالم: أن الأمر قضائي، والمحكمة ستقول كلمتها؛ بينما هو في حقيقة الأمر وجودي، وما يحدث هو تفريغ وإخلاء قسري للسكان؛ لعمل تغيير ديموجرافي في القدس الشريف، فضلًا عن أن المملكة الأردنية الهاشمية أظهرت وثائق رسمية ثبوتية لصالح الفلسطينيين قبل وبعد النكبة “1948”، وأن هذه المواثيق يمكنها أن تُفند الادعاءات الكاذبة للكيان المحتل باعتراف منظمة الأنورا.

نتنياهو يسعى لإرضاء اليمين المتطرف:

يسعى الاحتلال إلى مزيدٍ مِن القمع بمصادرات أخرى في منطقتي: سُلوان، وكوبانية أم هارون جنوب القدس مستغلًا قانونه المعيب المزعوم بـ”إدارة أملاك الغائبين لعام 1950″ حيث لا يسمح للفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم في إسرائيل عام 1948 باستعادتها، ويسمح بنقل الأصول إلى ملكية الدولة”.

الهدف من ذلك هو الإسراع في تهويد القدس الشرقية وتنفيذ مخطط الحوض المقدس الذي تسعى إليه تل أبيب منذ زمن لإرضاء اليمين المتطرف، وبدا ذلك واضحًا خلال عمليات الاقتحام الأخيرة لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين والمرابطين.

ورغم تنفيذ العدو هجمات صاروخية من البر والجو والبحر ضد مناطق مكتظة بالسكان وتدميره لأبراج وبنايات سكنية، ومنشآت حيوية وإستراتيجية في غزة، وغيرها، مستخدمًا في ذلك زوارق بحرية، وطائرات الدرون، و F-16؛ لإحداث تدميركبير في البنية التحتية للقطاع، لكن المقدسيون وسكان حي الشيخ جرَّاح يراهنون على صمود المرابطين، والذود عن القدس الشريف بكل غالٍ وثمين، فضلًا عن تمسك أهالي حي الشيخ جرَّاح بمنازلهم وعدم الخروج منها، أو تركها لقطعان الاحتلال، فضلًا عن لم شمل الفصائل والمقاومة التي أمطرت عمق الاحتلال برشقات صاروخية الموجة تلو الأخرى؛ حتى إن منظومة القبة الحديدية فشلت وتعرَّت تمامًا أمام ضربات المقاومة، ودوت مكبرات الصوت وصافرات الإنذار في تل أبيب، وبن جوريون؛ لإخلاء الشوارع من المارة، والاختباء في الملاجئ.

ومهما تكن الخسائر؛ فإن قواعد الاشتباك بين فصائل المقاومة والاحتلال الصهيوني قد تبدّلت وتغيَّرت، فالمحتل لم يعد في مأمن، وصواريخ المقاومة كشفت عمق العدو، وأسقطت قتلى وجرحى، وأحدثت إصابات بالغة في المنشآت، حتى إن بنيامين نتنياهو جُنَّ جنونه، وأخذ يهدد بالتوسع في استخدام القوة.

 3 سيناريوهات أمام لعدو:

  • السيناريو الأول: التوسع في استخدام القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وبالتالي: عليه تحمل نتائج ذلك، والذي قد يوسع دائرة المواجهة مع أطراف أخرى: كحزب الله.
  • السيناريو الثاني: حرب برية في قطاع غزة.
  • السيناريو الثالث: هدنة عسكرية.

خيارات المقاومة:

لم تكن المقاومة الفلسطينية يومًا هي البادئ، بل دومًا هي رد الفعل، وتنطلق من نقطة الدفاع، وربما تراهن على:

  • صمود المقدسيين والمرابطين بدفاعهم عن المسجد الأقصى.
  • اصطفاف الشعب الفلسطيني وتوحيد كلمته.
  • انتفاضة جديدة ضد العدو الصهيوني لإفشال مخططاته الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة وابتلاع الدولة الفلسطينية.
  • عمق العدو الصهيوني لم يعد كما هو، وبات مكشوفًا وفي مرمى صواريخ المقاومة التي اخترقت القبَّة الحديدية، وباتت مستعدة ولا تخشى من التفوق النوعي أو العسكري للعدو.

أما تكاتف فصائل المقاومة، وفي مقدمتها: “حماس – ألوية الناصر صلاح الدين – الجهاد – سرايا القدس”؛ فقد يؤدي ذلك إلى تفاهمات بشأن نبذ الفٌرقة والخلاف، حتى إذا كان على المدى البعيد، يُعد من بين المكاسب التي حققتها الفصائل بعد رشقات الصواريخ المتتالية والتي وصلت تل أبيب، وعسقلان “أشدود”، ومطار اللد المسمى بمطار: “بن جوريون”، وسيدروت، وقاعدة حتسريم الجوية، والقدس المحتلة، حتى إن وزير طاقة الاحتلال أصدر أوامره بغلق حقل تمار شرق المتوسط بعد جنوح بعض الصواريخ جهة المتوسط.

وقريبًا ربما تطال مناطق أكثر اكتظاظًا بالسكان ومواقع إستراتيجية، ومدنًا أخرى مثل: حيفا، ويافا، وبئر السبع إذا اقتضت الضرورة ذلك، فالصواريخ أوجعت العدو وأظهرت تحمل المقاومة وقدرتها على الصمود والتحدي، ولا نستبعد أن تكشف المواجهات عن أسلحة وصواريخ ربما لم تستخدم.

وبالرغم مما حدث -أو سيحدث-؛ فإن الخسائر عنيفة وصعبة لكلٍّ من الجانبين، فالصهاينة يعانون ويتألمون، قال -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء:104).

وتوعد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتياهو فصائل المقاومة بأنهم “سيدفعون ثمنًا باهظًا جدًّا”؛ لهو خير دليل على أن صواريخ المقاومة رغم بساطتها؛ إلا أنها أوجعت العدو، واخترقت منظومة حمايته، وبات عمقه مكشوفًا ولم تُسعفه القبّة الحديدية التي كثيرًا ما تشدق بها.

انكسرت شوكة العدو بعد أن تغيرت قواعد الاشتباك، وأثبتت المقاومة الفلسطينية أن المفاوضات وحدها ليست كافية! فتاريخ حركات التحرر يشير إلى أن الاستعمار أوالاحتلال لا يرحل إلا تحت ضربات المقاومة، وليس على طاولة المفاوضات.

والعدو أصبح يتخوف من رشقات الصورايخ التي اخترقت القبّة الحديدية، وأجبرت قادته على الاختباء في الملاجئ، أوخلف الجدران، قال تعالى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) (الحشر:14).

البيت الأبيض ينظر إلى القضية الفسطينية بأعين إسرائيلية:

على الصعيد الدولي؛ فإن ما حدث من توتر يعتبر بالون اختبار أمام إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن والذي ينظر إلى القضية الفلسطينية بأعين إسرائيلية، معتبرًا أن ما يحدث ما هو إلا حراك قائم ويعود إلى عقود مضت بشأن حقوق الملكية، شأنه في ذلك شأن مَن سبقوه في البيت الأبيض، ولو كانت دولة أخرى غير إسرائيل لتعامل معها وَفْقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حتى إن وزيرالخارجية أنتوني بلنكين أكَّد على دعم بلاده لـ”إسرائيل”، و”حقها في الدفاع عن نفسها”، وبالتالي لم يرتقِ المجتمع الدولي إلى المسئوليات الملقاة على عاتقه في معاقبة هذا الكيان الغاصب.

 فحتى وإن جاءت تصريحات الديمقراطي جو بايدن بأنه لن يرضخ إلى الضغوط الشديدة إزاء القضايا العادلة؛ فلماذا صدقت إدارته مؤخرًاعلى صفقة أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار أميركي إلى إسرائيلK معتبرة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ الفصائل الفلسطينية التي تنطلق من قطاع غزة.

الإعلام الإسرائيلي يروج لمواطنيه بالتقاط صور الانتصار، وذلك لرفع الحالة المعنوية لدى المستوطنين، وفي نفس الوقت يخشى ردة الفعل العكسية في أن تتحول هبّة الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة عارمة خصوصًا وأن الاستجابة جائت من عموم الفصائل، وليست من غزة وحدها.

والآن يحاول ائتلاف بينيامين نتنياهو توسيع دائرة الحرب بتحريض دموي ضد الفلسطينيين ويدفعه إلى حافة الهاوية، وأمام العدو خيارات صعبةP إما التوسع في جولة تصعيديةK وحرب مفتوحةK واقتحام بري بالدبابات والمجنزرات، لكن كيف ستكون النتائج، وهل تستطيع تل أبيب تحمل تبعات ذلك؟ خاصة وأن عناصر المقاومة ألمحت إلى تكتيكات جديدة قد تستخدمها إذا اقتضت الضرورة.

المجتمع الدولي ناشد إسرائيل بوقف هجماتها ضد الشعب الفلسطيني، لكن الاحتلال رفض ذلك، ما دعا بالريئس محمود عباس إلى الظهور التلفزيوني مؤكدًا على أن العدوان الإسرائيلي تجاوز الحدود ولم يحترم أي قوانين، وقال في خطاب متلفز: “إن القدس خط أحمر وقلب فلسطين وروحها، ولا سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بتحريرها الكامل”.

ونظمت الدول العربية والإسلامية تظاهرات مؤيدة “لسيف القدس”، اجتاحت ميادين عواصم بعض البلدان، مِن بينها: الأدرن، والجزائر، وتونس، ومراكش، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، والكويت، والعرق، وسوريا، حتى أمريكا، وفرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا، وبلدان أخرى، وهذا ما وضع إدارات بعض دول التطببيع في مأزق حرج أمام شعوبها.

مصر: لا بد من إنهاء عمليات القتل بشكل عاجل:

ومنذ اندلاع المواجهات العسكرية، كان لمصر دور فاعل وتدخل فاق التوقعات حيث دفعت مصر بالعديد من الشحنات والأجهزة الطبية والإغاثية إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، كما تم فتح معبر رفح منذ اندلاع المواجهات لاستقبال المصابين والجرحى، وتم إرسال رتلًا من شاحنات الأجهزة والسمتلزمات الطبية، والمساعدات الغذائية، والعديد من سيارات الإسعاف؛ إضافة إلى الوفود الطبية المتخصصة لمناظرة الضحايا والمصابين، وتحويل بعض الحالات الحرجة إلى المستشفيات الكبرى بالمحافظات والقاهرة لمتابعة الحالة الصحية لهم، وإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية اللازمة لهم.

ووجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخصيص 500 مليون دولار كمساهمة مصرية لإعادة إعمار غزة، وحث على ضرورة إنهاء العنف، ووقف أعمال القتل وبشكل عاجل، وعودة الهدوء إلى الأراضي المحتلة، وهو ما تم ما بعد 11 يومًا من المواجهات، وهي إجراءت كمرحلة أولى تمهيدًا لإعادة طرح القضية على المستوى الدولي، وبحث حلول نهائية لها.

مجلس الشيوخ: ما يحدث جريمة حرب:

ووصف مجلس الشيوخ المصري ما يحدث في الأراضي المحتلة بأنه يشكِّل جرائم حرب وإبادة جماعية بكل النصوص المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة.

الأزهر: كفى الصمت والكيل بمكيالين:

فيما أطلق الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حملة بكل اللغات؛ لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وكتب في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: “أدعو شعوب العالم وقادته إلى مساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة مِن أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته”.

وأضاف شيخ الأزهر: “أوقفوا القتل، وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين، إذا كنا نعمل حقًّا من أجل السلام… أدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته“.

وفي سياق متصل: أكَّد “الأزهر الشريف”: أن ما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة يبرهن على أن المحتل بكل ما صنع وما اتخذ من أساليب عنصرية على مدار عقود لم يستطع أن يفرِّق بين أبناء الشعب الفلسطيني الباسل؛ إذ إنه عند أول نداء ضد القمع والبطش الصهيوني تداعى الجميع فى كلِّ مكان ليقفوا صفًّا كالبنيان المرصوص في وجه العدوان والطغيان.

ختامًا:

فإن العدوان الإسرائيلي رغم قسوته وضراوته على الشعب الفلسطيني؛ إلا أنه أعاد للمقاومة هيبتها وعزتها، فقد استطاعت أن تُلقن قوات الاحتلال درسًا لن ينساه في الثبات على المبدأ، وكانت ندًّا قويًّا، وأجبرت الصهاينة على التهدئة ووقف إطلاق النار، والتي تمت بمساعٍ مصرية وعربية ودولية، ودخلت حيز التنفيذ فجر الجمعة 21 مايو 2021، قد تكون خطوة لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.

التعليقات مغلقة.