fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

تغطية إخبارية لفاعليات قمة العشرين

234

تغطية إخبارية لفاعليات قمة العشرين

 

فتعهد قادة مجموعة العشرين في ختام أعمالها الافتراضية التي نظمتها المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض بضمان توزيع اللقاحات الخاصة بعلاج فيروس “كوفيد – 19″، بصورة عادلة، وبتكلفة ميسرة.

وقال المنظمون: “إن دول مجموعة العشرين ضخَّت 11 تريليون دولار لحماية الاقتصاد العالمي، وأسهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة كورونا”، فيما طالبت المنظمات الدولية بمبلغ 28 مليار دولار لمواجهة الوباء بما في ذلك 4.5 مليار دولار بشكلٍ عاجلٍ؛ لسد العجز التمويلي لدى منظمة الصحة العالمية، وللمساعدة في عمليات الشراء والتوزيع العالمي للقاحات والأدوية، والاختبارات بالدول الفقيرة أو منخفضة الدخل.

وأعلن البيان الختامي للقمة موافقة القادة على مبادرة لتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول الأكثر فقرًا (5.7 مليار دولار) حتى منتصف عام 2021، كمدفوعات خدمة دين خلال هذا العام والتركيز على دعم اقتصاداتها.

ختام قمة العشرين يُمثِّل بداية لأقوى اقتصاد وتجمع عالمي بمقتضاه قد يتم إيجاد نوع من المساعي لمكافحة كوفيد – 19 ووضع حدٍّ للخروج من أزمة الركود الذي يهدد الاقتصاد العالمي، ما جعل البعض يصفها بقمة المستقبل وليست قمة اللحظة الفارقة، حيث سعت الرياض إلى إيجاد قبول عام بين القادة المشاركين لوضع حزمة صلبة يمكنها التصدي لآثار ما بعد الجائحة والتعامل مع الآثار النفسية والاقتصادية التي خلفتها الجائحة.

رغم وجود الانكماش الاقتصادي بسبب جائحة كورونا؛ إلا أنه لم يغب عن الأنظار أن التعافي غير متكافئ، وأن القلق بشأن الاقتصاد العالمي ما زال يهيمن على الأجواء؛ لكن تأكيد قادة المجموعة بأنهم عازمون على الاستمرار؛ للحفاظ على الهيكل المالي العالمي، وحماية الوظائف وومعدلات النمو والتشغيل حتى لا تتأثر الدول الفقيرة أو ذات الاقتصادات الناشئة، بهدف التنمية المستدامة، لكنها حذرت من أن إخفاق أي جزء من الاقتصاد العالمي عن تلبية طموحات شعبه، سينعكس عاجلًا أم آجلًا على المنظومة الاقتصادية الدولية ككل.

وأشار قادة العشرين إلى الالتزام بتعزيز إجراءات التأهب لمواجهة الجوائح العالمية والوقاية منها واكتشافها والاستجابة لها، والالتزام بالامتثال الكامل للوائح الصحية الدولية مشددين على الدور المهم لأنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها، وعلى رأسها: “منظمة الصحة العالمية”.

كما اتفق قادة دول مجموعة العشرين على “تلبية الاحتياجات التمويلية العالمية المتبقية”؛ لضمان عدم اقتصار اللقاحات على الدول الأكثر ثراء، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لإطلاق حملات تلقيح واسعة النطاق، ضد فيروس كورونا المستجد الذي أودى بقرابة 1.5 مليون حالة وفاة، وأكثرمن 60 مليون إصابة حول العالم.

هذا وقد طالب عدد من قادة مجموعة العشرين، بالتوزيع العادل وتوفير اللقاحات الجديدة للدول الفقيرة، واتخاذ إجراءت أكثر طموحًا لهزيمة الوباء.

الملك سلمان: قمنا بتحقيق الكثير … وسنستمر بالعمل سويًّا كي نرتقي لمستوى التحديات الناجمة.

  • وأكَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على روح التعاون التي لطالما كانت حجر الأساس لنجاحات مجموعة العشرين، مضيفًا: “لقد قمنا بتحقيق الكثير هذا العام، وأوفينا بالتزامنا بالاستمرار بالعمل سويًّا كي نرتقي لمستوى التحديات الناجمة عن وباء فيروس كورونا بهدف حماية الأرواح، وسبل العيش، والفئات الأكثر عرضة للخطر، وقد تبنينا سياسات مهمة من شأنها تحقيق التعافي، وصولًا إلى اقتصاد قوي ومستدام، وشامل ومتوازن، وتفعيل الجهود الرامية إلى جعل النظام التجاري العالمي صالحًا للجميع، وتهيئة الظروف لتحقيق التنمية المستدامة”.

واستدرك: “الأهم من ذلك: أننا قد نجحنا في تقديم رسالة تبعث بالاطمئنان والأمل لمواطنينا، وجميع الشعوب حول العالم من خلال بيان القادة الختامي لهذه القمة”.

وتابع خادم الحرمين الشريفين: “سيكون لجهودنا الجماعية والفردية دور حاسم في التغلب على التحدي العالمي القائم أمامنا حاليًا، وبالنظر نحو المستقبل، فإننا سنعمل من خلال تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل الآفاق الجديدة، على إرساء الأسس لتحقيق الهدف العام لنا وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”.

وأوضح الملك سلمان أنه: “نظرًا لمكانة المملكة الإقليمية والدولية ولموقعنا الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات، ويشكِّل حلقة وصل بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، فإن الرياض سوف تستمر في لعب دور رئيسي في مجموعة العشرين؛ لتحقيق التعاون العالمي وإيجاد الحلول لأكثر التحديات العالمية إلحاحًا في القرن الحادي والعشرين بالتعاون مع شركائنا في المجموعة وبقية الدول.

برلين تعرب عن قلقها حيال بطء المحادثات الهادفة:

  • وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “قلقها” حيال بطء المحادثات الهادفة إلى تزويد الدول الأكثر فقرًا بلقاح مضاد لوباء “كوفيد – 19″، بينما شددت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، على ضرورة تأمين “مزيد من التمويل”.
  • وحث بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني ، قادة مجموعة العشرين، على اتخاذ إجراءات أكثر طموحًا لهزيمة الوباء والتصدي لتغير المناخ.

وجدد رئيس الوزراء البريطاني طلبه حول “التغلب على الوباء واستعادة النمو والوظائف”، والتزام بلاده بإتاحة الوصول العالمي المنصف للقاحات فيروس كورونا، مشجعًا على تكثيف ودعم مبادرة COVAX ؛ لضمان عدم وضع الدول النامية خارج سباق الحصول على لقاح .

وفي جلسة حول “بناء مستقبل شامل ومستدام وقادر على الصمود” رحَّب رئيس الوزراء البريطاني بالتزامات  Net Zero “صافي انبعاث الكربون المتعادل” من عدد من دول مجموعة العشرين، وحذر جونسون استباقًا لقمة “طموح المناخ” التي تستضيفها المملكة المتحدة في 12 من ديسمبر 2020 من المجازفة بفشل الأجيال القادمة إذا لم تتخذ الدول خطوات جريئة للحدِّ من انبعاثاتها .

بيانات الدول المتقدمة كشفت الوجه الغائب عن الحقيقة لدول العالم الثالث أو الناشئ؛ فالمعاناة مؤثرة واشتدت قسوتها مع تفشي الجئاحة فزاد الفقروالتهميش، واشتد التغول الرأسمالي بصورته الوحشية وبدت الاشتراكية العرجاء تفاقم من دائرة الهشاشة الاجتماعية.

ترامب يشارك وتأثيره عند أدنى مستوى له:

  • وشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة دول مجموعة العشرين التي ترأستها السعودية، ويعد تأثير ترامب على المسرح العالمي عند أدنى مستوياته بعد خسارته الانتخابات.

موسكو تطالب بتوفير 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي:

  • أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ فشدد على أن البشرية واجهت تحديات غير مسبوقة خلال عام 2020، وأن الجائحة تسببت في أزمة اقتصادية نظامية لم يشهدها العالم منذ الكساد الكبير، وطالب بتوفير اللقاحات، وحث الحكومات الحفاظ على سلامة الناس التنافس المحتمل، كما حذر من زيادة البطالة والفقر، وقال: لا بديل عن منظمة التجارة العالمية اليوم، لكنها تحتاج إلى التحديث وعلى مجموعة العشرين الاستمرار في بحث سبل إصلاحها

وطالب بوتين بتخصيص 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي لتقليص الأضرار الناجمة عن الجائحة أتاح لروسيا تفادي خسائر غير قابلة للمعالجة.

باريس: مبادرة ACTA نجحت في توفير 10 مليارات دولار.

  • أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال: ناقشنا مبادرة – ACTA – التي حصدت ما يقارب من 10 مليارات دولار منذ الانطلاق، وهذا يعد نجاحًا وخطوة إلى الأمام من أجل تسريع وتيرة البحث والإنتاج التقني والصحي بالعالم، متوقعًا ظهور لقاح آمن وفعال قبل نهاية 2020.

وأشار إلى أهمية الاستعداد لاختبار مدى جاهزية إنتاج اللقاح على الساحة الدولية ليشمل الجميع، مشددًا على أهمية رسم سياسة واضحة وشفافة مبنية على التعاون الدولي تجاه كيفية الاستفادة من اللقاح.

بكين تدعو لتوفير الكود الصحي:

  • فيما تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، بأن بلاده ستفي بالتزاماتها فيما يتعلق بمساعدة ودعم الدول النامية الأخرى من خلال جعل لقاحات فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19) منفعة عامة متاحة وميسورة التكلفة.

وقال: إن الصين ستسعى جاهدة لجعل اللقاحات منتجًا عامًّا يمكن للناس في جميع أنحاء العالم استخدامه كما يمكنهم تحمل تكلفته، مشددًا على أن الصين تدعم بفعالية التعاون الدولي للقاح فيروس كورونا (كوفيد19)، وأن بلاده.

ودعا بينج إلى إقامة آلية دولية؛ للاعتراف المتبادل بالكود الصحي، معربًا عن ترحيبه بمشاركة المزيد من الدول.

وأوضح أنه يتعين أن تقوم الآلية على نتائج اختبارات الحمض النووي واستخدام رموز الاستجابة السريعة المعترف بها عالميًّا، مؤكدًا أنه من الضروري تعزيز التكامل في السياسات والمعايير وبناء “قنوات سريعة” لتسهيل التبادل المنظم للأفراد.

واعتبر بينج، أن وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) أظهر أوجه القصور في الحوكمة العالمية، ما يعكس ضرورة أن نتبع مبدأ التشاور المكثف، والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، والالتزام بالتعددية، والانفتاح والتسامح، والتعاون متبادل المنفعة، والتقدم مع العصر، مع ضرورة أن تؤدي مجموعة العشرين دورًا قياديًّا أكبر في هذا الصدد.

وأكد بينج أن المهمة الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي هي تعزيز نظام الصحة العامة العالمية للوقاية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد -19) وغيره من الأمراض المعدية والسيطرة عليها، داعيًا إلى تعزيز دور المنظمة والوقاية من الأوبئة العالمية والاستجابة لها، والحفاظ على صحة الإنسان وسلامته، وبناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية.  

و(بحسب الموقع الرسمي للقمة) فقد سلط البيان الختامي الضوء على تحذير من أن التعافي الاقتصادي العالمي سيظل “غير متوازن وغير مؤكَّد بدرجةٍ كبيرةٍ”، وسيحمل “مخاطر هبوط متزايدة”، ودعا البيان الختامي إلى ضرورة تنسيق الإجراءات العالمية والتضامن والتعاون متعدد الألطراف في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى؛ لمواجهة التحديات الراهنة واغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، من خلال تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.

ولفت البيان إلى أن جائحة كورونا أثَّرت بصورة غير مسبوقة على الأرواح وسبل العيش، والاقتصادات، في صدمة لا نظير لها، كشفت أوجه الضعف في إجراءات التأهب والاستجابة وأبرزت تحدياتنا المشتركة.

المملكة تسلِّم الراية لإيطاليا:

يبقى أن نقول: إن المملكة العربية السعودية وقبل أن تسلِّم راية القمة المقبلة لدولة إيطاليا، أن الرياض قدَّمت خلال ترٍأسها لقمة العشرين وعلى مدارعام كامل العديد من اللقاءات والتوصيات والمشاورات بشأن تداعيات فيروس كورونا، حتى إنها دعت لقمة طارئة في 26 من مارس 2020، وخرجت بتوصيات مفادها: ضخ 11 ترليون دولار، وأسهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة كورونا، كما أوصت بإرجاء فوائد الدين للدول ذات الاقتصادات الناشئة أو الفقيرة.

ولم تدَّخِر الرياض جهدًا خلال ترأسها عام قمة الشعرين، بل استنهضت قواها وعملت خلال عام على بث روح الأمل والتفاؤل لدى قادة المجموعة وحتى الشعوب، وتُوج ذلك بالإعلان عن العديد من اللقاحات والأمصال المضادة لفيروس كورونا، ويحسب لقادة العشرين تشجيع ضرورة التوصل إلى لقاحات مضادة لكورونا، كما يحسب لمجوعة العشرين تواصلها الدائم مع منظمة الصحة العالمية.

وواصلت المملكة العربية السعودية أعمالها وتحضيراتها حتى انتهت مجموعة العشرين الافتراضية على حزمة من التوصيات، مِن أهمها: التوزيع العادل للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد حول العالم، وقبل ذلك دعت الشعوب والحكومات إلى التصدي للآثار السلبية لـ”كوفيد -19″.

التعليقات مغلقة.