fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

حصار وقصف الغوطة الشرقية

119

تمثل الغوطة الشرقية حلقة من حلقات الازمة السورية منذ اندلاعها في 2011. حيث تتعرض الغوطة الي حصار مستمر منذ عام 2013 من قبل بشار الاسد و الميلشيات التابعة له ؛ حيث شهدت الغوطة العديد من المذابح خصوصا مع استخدام ميلشيات و قوات الاسد للاسلحة الكيمياوية في القصف كما حدث فيما يسمى بـ  مجزرة الكيميائي عام 2013، والتي قتل فيها نحو 1300 مدني، بالرغم من تمكنه من السيطرة على بعض مدن الغوطة وبلداتها في السنوات الماضية عبر ما تسميه المعارضة بـ”اتفاقات التهجير” بعد القصف والحصار، فإن نظام بشار الأسد والمليشيات الموالية له فشلت في اقتحام معظم مناطق الغوطة أو السيطرة عليها عسكريا مما دفع النظام السوري بتوجيه و حشد قوات من الحرس الجمهوري تارة وقوات النخبة في الجيش تارة أخرى فضلا عن مشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني في مرات عديدة في محاولات اقتحام الغوطة لكن دون جدوى.

و مؤخرا يسعي بشار الاسد و حلفاؤه الي تغيير ديموغرافية الغوطة من خلال اتباع الاسلوب الناجع مع غيرها من المدن و البلدات كحلب و المعضمية و داريا و غيرها ابتداءا من الحصار الخانق لها و التجويع ثم القصف المستمر .

و تأتى الاهمية الاستراتيجية للغوطة للاسباب التالية:

  • متاخمتها للعاصمة دمشق و تخوف النظام لاخترافها من المعارضة و مقاتيليها عبر الأنفاق تحت الأرض التى اثبتت المعارضة قدرتها علي إخراج آلاف المدنيين ونقل الأدوية عبر أنفاق كانت تربط حرستا بحيي برزة والقابون سابقا و هو تكتيك يخشاه الاسد و مليشياته و حلفاءه.
  • رغبة النظام في إبعاد المعارضة عن مطار دمشق الدولي الذي وصلت قذائفها إليه في سنوات ماضية، إضافة لتأمين قواعده العسكرية وفروعه الأمنية التي تتعرض لهجمات مستمرة آخرها هجوم المعارضة الشهر الماضي على فرع المركبات قرب حرستا.
  • يسعى النظام الي السيطرة على الغوطة لأنها تعتبر “سلة غذاء دمشق”، وذلك لوجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهو من عوامل صمود سكانها المحاصرين فيها.

و تسيطر المعارضة حاليا علي نصف مساحة الغوطة الشرقية التي تقدر بنحو 110 كيلومترات مربعة؛  و تعتبر اهم الفصائل التي تسيطر علي مختلف الاحياء و المناطق بالغوطة هي فصيلا فيلق الرحمن وجيش الإسلام، كما توجد حركة أحرار الشام في حرستا بعد أن أعلن فصيل ثوار حرستا انضمامه إليها. وما يميز الغوطة أنها المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من الدخول إليها.

و ترجع اهمية الحملة الاخيرة علي الغوطة الشرقية و احياءها الي ان نظام بشار الاسد و حلفاءه يسعون الي تطبيق الإستراتيجيه التي أطلقها عام 2013 والقاضية بتأمين حزام العاصمة دمشق، وهي الإستراتيجية التي تتقاطع مع أهداف إيران وروسيا في سوريا للسيطرة على مناطق ما يعرف بـ”سوريا المفيدة”.  و هي الاستراتيجية التي نجحت في مدن و احياء مختلفة مثل برزة والقابون ومناطق الزبداني ووادي بردى ، لكنها لم تنجح حتى الان في حي جوبر ومدن الغوطة التي تسيطر عليها المعارضة.

التعليقات مغلقة.