fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

مستجدات الاتفاق النووى الإيراني وعلاقته بالتفاهمات الأمريكية الإيرانية

135

أبرمت ايران مع امريكا وروسيا و الصين و انجلترا و فرنسا و المانيا اتفاقا حول برنامجها النووي عام 2015 و الذي تم بمقتضي هذا الاتفاق رفع جزئي للعقوبات المفروضة علي ايران خصوصا الاقتصادية منها. و هو ما استفادت منه طهران استفادة كبيرة جدا و اعطاها بداية لانطلاقة جديدة في برامجها المختلفة سواء السياسية او العسكرية و التى نشطت بشكل كبير كنتيجة حتمية لهذا الاتفاق.

لكن بعد وصول دونالد ترامب الي البيت الابيض زادت حدة انتقاداته لهذا الاتفاق مع ايران ؛ و التى يمكن ان تعتبر ضمن ادوات الضغط الاميريكية علي طهران من اجل تحقيق بعض التفاهمات مع الولايات المتحدة في بعض الملفات الشائكة و العالقة بين البلدين .

حيث لوح ترامب كثيرا الي رغبته في الانسحاب من هذا الاتفاق ، حيث أكد أن هذه هي “المرة الأخيرة” التي سيوافق فيها على قرار تجميد العقوبات بموجب الاتفاق النووي، إذ يحتاج القرار إلى تجديد الموافقة عليه كل 120 يوما. قائلا انه علي الرغم من رغبتي الشديدة في الانسحاب من الاتفاق إلا أنني لم أفعل ذلك بعد، وحددت مسارين للتقدم: إما إصلاح الأخطاء الكارثية في الاتفاق أو ستنسحب منه الولايات المتحدة“.

و تعتبر اهم انتقادات الادارة الجديدة للولايات المتحدة هي :

  • بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجيا اعتبارا من 2025.
  • البرنامج البالستي الإيراني غير محظور بموجب اتفاق فيينا .
  • توسعات ايران بالمنطقة و تهديداتها لمصالحها بالمنطقة و تخوفات اسرائيل من توسع نفوذ ايران بالمنطقة و دعمها لحركات مثل حزب الله و حماس.

و علي الرغم من موقف ترامب و تصريحاته تجاه الاتفاق النووى مع ايران الا ان هذا التوجه لا يجد دعما من باقي اطراف الاتفاق و هو ما ادركته ايران بوضوح حيث علق وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قائلا: ان سياسة ترامب وإعلانه اليوم محاولات يائسة لإضعاف اتفاق متعدد الأطراف وصلب، وانتهاك لبنوده، الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض، وعلى الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق مثل إيران بدلا من تكرار شعارات مبتذلة“.

 و تعتبر من اكثر بنود الاتفاق خطورة علي دولة المنطقة هي عدم انهاء كامل البرنامج النووى الايراني خصوصا العسكري منه و الذي وصلت فيه طهران الي مراحل متقدمة من امتلاك التكنولوجيا النووية و قرب امتلاك ايران للقنبلة النووية ؛ و ليس هذا فقط هو التهديد الكبير لكن الاخطر منه هو امتلاكها و تطويرها تكنولوجيات انتاج الصواريخ البالستية و هو ما يشكل تهديدا حقيقيا و مباشرا علي اي دولة لها نقاط تماس مع إايران او حلفاءها و اذررعها بالمنطقة

و هو ما بدا جليا في اليمن بعد تسريب ايران بعض الصواريخ البالستية الي الحوثين و تم اطلاقها تجاه المملكة السعودية  و هذا الوضع السئ يطال كافة دول المنطقة خصوصا بعد توسع و تغول طهران في العديد من العواصم العربية  كالعراق و سوريا و ليبيا و اليمن و محاولاتها المستمرة للتواجد في القرن الافريقي و السودان.

 فتخوفات او انتقادات ترامب للاتفاق لا يأتى في سياق المواجهة مع ايران بشكل مباشر بقدر ما هي ورق ضغط سياسية علي ايران لايجاد مساحة من التفاهم مع الولايات المتحدة ومحاولة التوصل الي صيغة من التفاهم في قضايا تمس المصالح الامريكية بالمنطقة خصوصا مع علم الولايات المتحدة بعدم جدوي فرض اي عقوبات جديدة علي ايران بعد الاتفاق وموقف الدول الاخرى منه و التى سعت بعد الموافقة علي الاتفاق علي البحث عن مصالحها المشتركة خصوصا الاقتصادية مع طهران و هو ما بدا واضحا من الزيارات السياسية والاقتصادية لوفود و مسئولي تلك الدول الي طهران عقب ابرام الاتفاق.

في النهاية تحاول الولايات المتحدة الضغط علي طهران في محاولة للحد من نفوذها بالمنطقة و تهديدها للمصالح الامريكية ظاهريا و حلفاءها بشكل اكبر خصوصا بعد تحافها القوى مع روسيا؛ في حين من المخزي ان الدول العربية و الاقليمية بالمنطقة لا تمثل اي ثقل او تعليق او رد علي هذا الاتفاق سواء سابقا او حاليا و هو ما يظهر انها خارج نطاق الحسابات و الاتفاقات بالمنطقة خصوصا مع حالة الضعف و التشرذم و الانكفاء الداخلي لكل دولة منهم في مشاكلها الداخلية و هو ما اعطى المزيد من المساحات لايران و الغرب في المنطقة بما اصبح يمثل تهديدا حقيقيا و مباشرا لدول المنطقة.

التعليقات مغلقة.