fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

نظام سويفت ورقة الضغط الأوروبية على الدب الروسي

71

نظام سويفت ورقة الضغط الأوروبية على الدب الروسي

أعلنت الدول الغربية في إطار تشديد عقوباتها المالية على روسيا ردًّا على غزوها أوكرانيا، استبعاد موسكو من نظام “سويفت” المالي العالمي، حيث تمثِّل جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) شبكة مؤمَّنة للتراسل لضمان المدفوعات السريعة عبر الحدود، وقد أصبحت آلية أساسية لتمويل التجارة العالمية.

وستجد البنوك الروسية المحرومة من الاستفادة من نظام سويفت صعوبة في التواصل مع البنوك الأخرى على المستوى الدولي حتى في دول صديقة، مثل: الصين؛ مما سيؤدي إلى إبطاء حركة التجارة، ويزيد من كلفة المعاملات.

نظام سويفت:

نظام “سويفت” هو نظام مالي عالمي يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود، وكلمة سويفت – SWIFT – هي اختصار لـ”جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973، ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.

ولكن سويفت هو ليس البنك العادي الذي تقابله في أي شارع، فهو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها، ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية؛ إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.

ويعتقد أن المدفوعات الروسية تمثِّل واحدًا في المئة من حجم التعاملات عبر نظام سويفت​(1).

مالك نظام سويفت المالي:

أُنشئ نظام سويفت من قِبَل بنوك أمريكية وأوروبية، كانت ترغب في ألا تسيطر مؤسسة واحدة على النظام المالي وتطبق الاحتكار، والشبكة الآن مملوكة بشكل مشترك لأكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية.

ويشرف عليها البنك الوطني البلجيكي بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا، ويساعد نظام سويفت في جعل التجارة الدولية الآمنة ممكنة لأعضائها، وليس مِن المفترض أن تنحاز إلى أي طرف في النزاعات.

ومع ذلك، تم حظر إيران من سويفت في عام 2012، كجزءٍ مِن العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، وخسرت طهران جرَّاء ذلك، ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30 في المئة من التجارة الخارجية.

وتقول سويفت: إنها لا تملك أي تأثير على العقوبات، وأن أي قرار بفرضها يقع على عاتق الحكومات(2).

تداعيات صعبة:

وفي حال تم فصل روسيا عن هذا النظام المالي، فإنّ حركتها المالية تصبح صعبة جدًّا ولا تستطيع القيام بالتحويل واستقبال الأموال، بما يؤثِّر على عمليات الاستيراد والتصدير، ومختلف الأنشطة الاقتصادية للبلاد، ما يضع الشركات الروسية وعملاءها حتى الأوروبيين منهم، في أزمةٍ واسعةٍ تتأثر بها صادرات الطاقة أيضًا.

يعمل نظام سويفت على مطابقة أوامر العملاء بين الجهات المتداخلة بالعمليات المالية، والتصديق عليها كما في التحويلات النقدية الخاصة بالعمليات ونتائج التسويات المالية.

ووَفْق تصريحات أدلى بها الخبير الاقتصادي سليمان العساف “تمثِّل مسألة حجب دول عن نظام سويفت -كما حدث في وقتٍ سابقٍ مع إيران وكبَّدها خسائر هائلة- يمثِّل أداة ضغط اقتصادي لها تداعيات شديدة الصعوبة على الوضع الاقتصادي والعملة”(3).

لماذا ينقسم الغرب حول سويفت؟

إن إزالة روسيا من هذا النظام من شأنه أن يضر بالشركات التي تزود روسيا بالسلع وتشتري منها، ولا سيما ألمانيا، فروسيا تعد المزود الرئيسي للنفط والغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي، ولن يكون العثور على إمدادات بديلة أمرًا سهلًا، ومع ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل، فإن المزيد من الاضطراب هو أمر تريد العديد من الحكومات تجنبه.

وسيتعين على الشركات الدائنة لروسيا إيجاد طرق بديلة لتحصيل الأموال، ويقول بعض الناس: إن مخاطر حدوث فوضى مصرفية دولية كبيرة للغاية، وكان أليكسي كودرين، وزير المالية الروسي السابق، قد قال: إن الانقطاع عن نظام سويفت قد يؤدي إلى تقليص الاقتصاد الروسي بنسبة خمسة في المائة.

لكنَّ هناك شكوكًا حول التأثير الدائم على الاقتصاد الروسي؛ فقد توجَّه البنوك الروسية المدفوعات عَبْر دولٍ لم تفرض عقوبات مثل: الصين التي لديها نظام مدفوعات خاص بها، وهناك بعض الضغط من المشرعين الأمريكيين لفرض حظر، لكن الرئيس بايدن يقول: إنه يفضل عقوبات أخرى، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى تضرر اقتصادات ودول أخرى(4).

خسائر غربية:

لن يضر استبعاد روسيا من سويفت موسكو فقط، ولكن قد يمتد إلى الدول الأوروبية التي تتعامل معها في علاقات تجارية ومالية.

وتحصل الدول الأوروبية على 40% من إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا، وتكون المدفوعات عبر نظام سويفت، وهو ما يعني أن هذه المدفوعات قد تتأثر، في ظلِّ ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.

وتقول بي بي سي: إنه سيتعين على الشركات المستحقة في روسيا إيجاد طرق بديلة لتحصيل الأموال، فيما يرجح البعض حدوث مخاطر فوضى مصرفية دولية كبيرة للغاية(5).

نظام روسي بديل:

يُعرف هذا النظام الروسي الذي تم العمل عليه في العام 2014 باسم: إس . بي . إف . إس “SPFS” ، وهو نظام رديف كان البنك المركزي الروسي قد اعتمده في العام 2017 بديلًا لـ”سويفت”، كما استعدت روسيا بشبكة إنترنت خاصة بها .

وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، قد علَّق قبل أسابيع على التهديدات الغربية بفصل موسكو عن شبكة “سويفت” قائلًا: “يقومون بترويعنا باستمرار بهذا الأمر، وهو ما دفعنا لإنشاء نظام خاص بنا لنقل المعلومات، تحسبًا من الحالات الطارئة … ويمكن أن يحدث الشيء نفسه مع الإنترنت”(6).

1_البيان

2_ بي بي سي

3_ سكاي نيوز

4_ d.w

5_حفريات

6_ مصراوي

التعليقات مغلقة.