fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

سياسات ترامب تجاه المنطقة العربية بعد العودة إلى البيت الأبيض

0 38

سياسات ترامب تجاه المنطقة العربية بعد العودة إلى البيت الأبيض

تعد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه المنطقة العربية ملفًا معقدًا ومتعدد الأبعاد، خاصة مع عودته إلى البيت الأبيض في ظل تحديات عالمية كبرى وحروب متصاعدة في مناطق مختلفة؛ يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة العربية واقعًا سياسيًّا هشًّا يعاني من الانقسامات الداخلية والصراعات المتعددة؛ إلا أنها تظل لاعبًا اقتصاديًّا كبيرًا بفضل مواردها الطبيعية وأسواقها المؤثرة في الاقتصاد العالمي.ولطالما عُرف ترامب بنهجه الصريح والمباشر، وسعيه الدائم لتعزيز مصالح الولايات المتحدة، حتى وإن كان ذلك على حساب حلفائه التقليديين، وفي ظل مساعيه لتحسين الاقتصاد الأمريكي، يبرز السؤال حول كيفية استغلاله للثروات العربية، سواء من خلال صفقات تسليح ضخمة، أو فرض سياسات اقتصادية تخدم مصالح واشنطن بشكل مباشر.من ناحية أخرى: يجدر التوقف عند تشدد ترامب المعروف للصهيونية ودعمه اللا محدود لإسرائيل، وهو ما تجسد خلال فترة رئاسته السابقة عبر قرارات مثيرة للجدل؛ مثل: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ومع عودته، قد تتجه سياساته إلى مزيد من الانحياز لإسرائيل؛ مما يزيد من الضغوط على الدول العربية، ويعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.تهدف هذه الدراسة إلى تحليل سياسة ترامب تجاه المنطقة العربية في حال عودته إلى البيت الأبيض، مع التركيز على تأثير التحديات الدولية والواقع العربي الراهن على توجهاته، كما تسلط الضوء على مدى ارتباط سياساته بالأبعاد الاقتصادية والصهيونية، وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات العربية – الأمريكية.التأثيرات العالمية للانتخابات الأميركية:تُسيطر نتائج الانتخابات الأميركية على اهتمام المراقبين في مختلف أنحاء العالم؛ لما تحمله هذه النتائج من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على القضايا الدولية. إننا نعيش في عالم أصبح فيه قيمة النفوذ العالمي للولايات المتحدة موضع تساؤل؛ فإن القوى الإقليمية تسير في طريقها الخاص، والأنظمة الاستبدادية تعقد تحالفاتها الخاصة، والحروب المدمرة في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى تثير تساؤلات غير مريحة حول قيمة دور واشنطن، لكن أمريكا مهمة بفعل قوتها الاقتصادية والعسكرية، ودورها الرئيسي في العديد من التحالفات.وتحتفظ واشنطن بمكانتها كقوة محورية في النظام الدولي، حيث تُحدد نتائج الانتخابات سياسات تُؤثر في الوضع الإقليمي والدولي، خاصةً في ظل وضع غير مستقر عالميًّا ومحليًّا؛ حيث يقف العالم على حافة تغيرات كبرى قد تنزلق نحو فوضى أو صراع(1).علاقة الانتخابات الأميركية بسياسات الشرق الأوسط:تمثل السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط أحد أهم المحاور التي تتأثر بشكل واضح بتغير الإدارة الأميركية، فقد ارتبطت سياسات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتطورات كبرى في الشرق الأوسط؛ خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والعلاقة مع دول الخليج، والنزاع الإيراني – الإسرائيلي، وتمتد التأثيرات لتشمل صراعات ساخنة؛ مثل: الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد العنف في غزة ولبنان وسوريا، وغيرها من الملفات الشائكة.يعود اهتمام الشرق الأوسط بانتخابات الولايات المتحدة إلى أهمية دور واشنطن كحليف رئيسي لبعض الدول وكقوة موازنة في وجه بعض التحديات الإقليمية؛ مثل: النفوذ الإيراني والمواقف من الصراع العربي الإسرائيلي؛ كما أن نتيجة الانتخابات الأميركية لها تأثير بالغ على سياسات واشنطن في المنطقة؛ خاصة أن الشرق الأوسط يعدُّ نقطة محورية في السياسة الخارجية الأميركية، كما أن هذه التأثيرات تتوزع على جوانب عدة؛ منها: الأمن القومي الأميركي، وأسعار الطاقة، والتحالفات الإستراتيجية مع دول المنطقة، خصوصًا “إسرائيل”.كما أن القضايا المتعلقة بالإرهاب، وإمدادات النفط، والعلاقة الأميركية الإسرائيلية، كلها محاور حسَّاسة تندرج تحت تأثير الانتخابات، واستطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين الأصغر سنًّا في الولايات المتحدة يظهرون دعمًا متزايدًا لحقوق الفلسطينيين، وهو ما قد يشكل ضغطًا على المرشحين”.فالرئيس الجمهوري الفائز مؤخرًا سيسعى إلى تعزيز تحالفات الولايات المتحدة مع قوى الاعتدال في المنطقة؛ مثل: مصر والسعودية والإمارات، فترامب سيعمل على ترتيب أوراق الشرق الأوسط بحيث يتم استعادة السيطرة على إيران، ويعمل على منع التواجد العسكري والسياسي المباشر للصين في المنطقة، ومن المتوقع أن يسعى ترامب إلى مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة وتحجيم نفوذها، بينما يواصل تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع إسرائيل.وبفوز ترامب مرة أخرى، يتوقع البعض استمرار نهجه المعتمد على “الضغوط القصوى” في التعامل مع الخصوم، ما يُعزز من احتمال تشكل تحالفات جديدة أو “ناتو عربي” مع دول الخليج وإسرائيل لمواجهة التحديات الإقليمية(2).رجال الساسة الأمريكية الجدد الواقفون في صف ترامب والمشكلين للسياسة الجديدة:في أحدث التسميات، عيَّن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب إيلون ماسك، رئيس شركتي تسلا وسبيس إكس، في وزارة “الكفاءة الحكومية”، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.وقال ترامب في بيان: “هذان الأمريكيان الرائعان (ماسك وراماسوامي) سيمهدان الطريق معًا أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات، وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا”.وماسك، حليف ترامب خلال الحملة الانتخابية، أنفق أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة الرئيس الجمهوري على الفوز.ويهدف رجال الأعمال الثلاثة الأثرياء ترامب وماسك وراماسوامي في حال توافقهم، إلى إجراء خفض بقيمة 2 تريليون دولار في ميزانية الحكومة الفدرالية البالغة ما بين 6,5 إلى 7 تريليون.وأضاف ترامب: “أتطلع إلى أن يقوم إيلون وفيفيك بإجراء تغييرات على البيروقراطية الفدرالية، مع رؤية للكفاءة، وفي الوقت نفسه، تحسين حياة جميع الأمريكيين”.بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع:كما أعلن ترامب ترشيح بيت هيغسيث (44 عامًا) الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي ومقدم البرامج في شبكة “فوكس نيوز”، لتولي منصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة.وخدم هيغسيث، وهو من المحاربين القدامى، في العراق وأفغانستان، وخاض انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية مينيسوتا عام 2012؛ إلا أنه لم ينجح فيها قبل أن ينضم إلى قناة فوكس نيوز.وقال ترامب في بيان إنه “مع قيادة بيت، سيأخذ أعداء أميركا حذرهم… جيشنا سيكون عظيمًا مرة أخرى، وأمريكا لن تتراجع أبدًا”.وقد يتيح تعيين هيغسيث تنفيذ ترامب لوعوده الانتخابية بالتخلص من قيادات في الجيش الأمريكي اتهمهم بدفع سياسات يعارضها المحافظون؛ كما من المتوقع أن يصطدم هيغسيث برئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي . كيو براون، الذي سبق أن اتهمه هيغسيث “بتبني المواقف المتطرفة للسياسيين اليساريين”.وينتاب القلق بالفعل مسؤولين في البنتاغون من أن ترامب قد يتخلص من العسكريين والموظفين المدنيين الذين يرى أنهم غير مخلصين.وكان ترامب قد صرح لفوكس نيوز في يونيو بأنه سيقيل جنرالات، وصفهم بأنهم “مستنيرون”، وهو: مصطلح يشير إلى أولئك الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية، ولكن يستخدمه المحافظون لانتقاد سياسات تقدمية، وقد يكون هيغسيث مؤيدًا للتخلص من هؤلاء.مايك والتز مستشارًا للأمن القومي:أعلن ترامب تسمية مايك والتز (50 عامًا)، النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة، وهو من “الصقور” المتشددين في ملفات السياسة الخارجية، مستشارًا للأمن القومي في الإدارة المقبلة.وقال ترامب: إن والتز “معروف على المستوى الوطني بقيادته في مجال الأمن القومي”، و”خبير بشأن التهديدات التي تمثّلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي”، مشددًا على أنه “مدافع شرس عن برنامجي للسياسة الخارجية، أمريكا أولا”.وخلال مقابلة له، اقترح والتز من أجل تحقيق الانتصار على روسيا “إغراق سوق النفط بالخام الأمريكي لخفض الأسعار”؛ كما أعرب عن قلقه خلال محاضرة في “مؤسسة رونالد ريغان” من “البناء العسكري على غرار ألمانيا النازية في حقبة الثلاثينيات” للصين.وركز والتز أيضًا في خطاب المؤتمر الوطني الجمهوري على رغبته في رؤية “مساءلة” بشأن الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021 في عهد الرئيس جو بايدن.وخدم والتز في أفغانستان خلال مسيرته التي استمرت 27 عامًا في الجيش الأمريكي، كما لديه خبرة واسعة في الكونغرس حيث كان عضوًا في لجنة القوات المسلحة والاستخبارات ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.مارك روبيو لوزارة الخارجية:ما من تأكيد نهائي حتى الآن، لكن يبدو أن ترامب ذاهب باتجاه تعيين السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو بمنصب وزير الخارجية.نيويورك تايمز نقلت عن ثلاثة مصادر قولهم: إن القرار ليس نهائيًّا، لكن يبدو أن ترامب استقر على اسم روبيو الذي كان على لائحة ترشيحات ترامب لمنصب نائب الرئيس.وتردد اسم روبيو باستمرار على مدار الأسبوع الماضي كواحد من المرشحين الأوفر حظا لقيادة الدبلوماسية الأمريكية، إلى جانب السفير السابق لدى ألمانيا ريك غرينيل.ويعرف عن روبيو (53 عامًا) نهجه المتشدد حيال الصين، كما أنه يدعو إلى تشديد العقوبات على إيران. وشغل سابقا منصب الرئيس المشارك للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.ومن شأن تعيين روبيو ووالتز أن يضعهما في مرتبة مهندسي السياسة الخارجية للولايات المتحدة في إدارة ترامب، ترامب الذي كان وعد خلال حملته بوضع حد للحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط وتجنب أي انخراط عسكري أمريكي جديد في نزاعات مسلحة.لي زيلدين لوكالة حماية البيئة:ورشح ترامب عضو الكونغرس السابق لي زيلدين للإشراف على السياسة البيئية للولايات المتحدة. وتوجه زيلدين بالشكر إلى ترامب على ترشيحه في منشور على منصة إكس قائلًا: إنه سيعمل على “استعادة هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة وتنشيط صناعة السيارات لدينا؛ لإعادة الوظائف الأمريكية، مع حماية الوصول إلى هواء ومياه نظيفين”.وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه مديرًا لوكالة حماية البيئة، قال ترامب: إن زيلدين سيُكلف باتخاذ “قرارات سريعة لإلغاء إجراءات تنظيمية” بهدف التراجع عن حمايات بيئية أقرتها إدارة بايدن.ويعد ترامب من المشككين في ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد كانت سياسة الديمقراطيين بشأن سياسة التغير المناخي مثارًا لسخريته. وعام 2016 عندما ترشح أول مرة للرئاسة، تعهد بالتخلص من وكالة حماية البيئة “في كل أشكالها تقريبًا” وترك “أجزاء صغيرة” منها فقط عاملة.توم هامون لوكالة الهجرة ومراقبة الحدود:توم هامون كان خيار ترامب لشغل منصب رئيس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود، وهو من المقربين من ترامب، وممن ينتهجون سياسات متشددة، ويوصف بأنه من “الصقور”.وشغل هامون نفس المنصب خلال عهدة ترامب الأولى، وسيكون مطالبًا بتنفيذ خطة الرئيس الجمهوري في مجال الهجرة؛ أي: إبعاد الملايين من المكسيكيين والهايتيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي خلال السنوات الأربع الماضية. وكتب ترامب في تغريدة على موقع “تروث سوشيال” الذي يملكه: “يسعدني أن أعلمكم بأن توم هامون سيلتحق بالإدارة التي سأقوم بتعيينها وستوكل له مهمة مراقبة الحدود وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين”. وأضاف: “أعرف توم جيدًا ومنذ زمن بعيد. لا يوجد أحد أحسن منه لمراقبة حدودنا”.وخلال مؤتمر الحزب الجمهوري، قال هامون: “لدي رسالة لملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين سمح لهم جو بايدن بالدخول إلى بلادنا: عليكم أن تبدؤوا في حزم أمتعتكم من الآن”.مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لإسرائيل:وكسفيره إلى إسرائيل، اختار ترامب حاكم أركنساس السابق، مايك هاكابي، لهذا المنصب. وقال ترامب في بيان: “يسعدني أن أعلن أن الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، تم ترشيحه ليكون سفير الولايات المتحدة في إسرائيل”. وأضاف: إن هاكابي “يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.ومن المرجح أن يعمل هاكابي ضمن الجهود الأمريكية للمساعدة في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار.ووصفت القناة 12 الإسرائيلية هاكابي بأنه “حليف كبير لإسرائيل ومعارض لحل الدولتين”، وذكرت بتصريحات سابقة له، من بينها ما قاله عام 2015 حول أن مطالبة إسرائيل “بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن”.وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي، فور إعلان نبأ تعيينه، مقطع فيديو لهاكابي يعود لعام 2017 يقول فيه: “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال”.ستيفن ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط:كما أعلن ترامب اختيار المستثمر العقاري والمتبرع لحملته الانتخابية ستيفن ويتكوف (67 عامًا) ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط.وجاء في إعلان ترامب أن “ويتكوف قائد يحظى بالاحترام في مجال الأعمال التجارية والعمل الخيري، وقد جعل كل مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارًا”، مضيفًا: “سيكون ستيف صوتًا لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعا فخورين”.وفقًا لموقع “واشنطن إكزامينر”، لا يملك ويتكوف أي خبرة ديبلوماسية، وهو بعيد كلّ البعد عن كونه سياسيًّا أو موظفًا حكوميًّا. ويتكوف صديق ترامب منذ أكثر من 20 عامًا، وقد جمع ثروة من العقارات تماما مثل ترامب، كان جزءًا من حملة ترامب منذ خطابه عن “صديقه المقرب” في المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو / تموز الماضي، وساعد في جمع التبرعات له بين المتبرعين اليهود(3).ماذا يعني فوز ترامب لإفريقيا؟ردود الأفعال الإفريقية تجاه فوز ترامب: شهدت رسائل التهنئة الصادرة عن رؤساء الدول الإفريقية تباينًا ملحوظًا، فمصر سارعت بتقديم التهنئة، كما فعلت جنوب إفريقيا التي عبّر رئيسها عن تطلعه لتعزيز العلاقات خصوصًا في ظل رئاستها لمجموعة العشرين عام 2025، ولطالما كانت العلاقات بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة قوية خلال الإدارات الجمهورية؛ إلا أن موقف جنوب إفريقيا من قضية إسرائيل قد يؤثر سلبًا في هذه العلاقة.أعرب الرئيس النيجيري بولا تينوبو عن أمله في تعزيز العلاقات الاقتصادية، بينما عبّرت رئيسة مجلس النواب الأوغندي أنيتا أمونج عن سعادتها بانتصار ترامب، مشيرة إلى انتهاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، في كينيا، جاء التهنئة من نائب الرئيس ريجاثي جاتشاغوا بعد تردد، وأشاد بالشراكة التاريخية مع الولايات المتحدة.القرن الإفريقي شهد أيضًا تحركات سريعة، حيث قدم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تهنئة مباشرة، وكذلك رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي كان على علاقة متوترة بإدارة ترامب السابقة.ثانيًا: أسباب التخوف الإفريقي من فوز ترامب: عودة ترامب للبيت الأبيض أثارت قلقًا في إفريقيا، خاصةً أن سياساته تركز على الانعزالية والتراجع عن الانخراط في شؤون القارة. لم يقم ترامب بزيارة إفريقيا في ولايته الأولى، ومن المتوقع أن تستمر هذه السياسة الانعزالية.التخوف الإفريقي من سياسات ترامب يتجلى في ثلاث نقاط رئيسية:1. الحمائية: من غير المتوقع أن يدعم ترامب تسهيل وصول المنتجات الإفريقية إلى الأسواق الأمريكية عبر برامج مثل قانون فرص النمو الإفريقي (AGOA). ورغم أنه قد لا يُلغيه، إلا أنه سيكون صارمًا في تطبيقه.2. التوجهات العنصرية: توحي حملات ترامب بميوله العنصرية، وقد ينظر للقارة الأفريقية على أنها مصدر للفقر والمشكلات بدلًا من كونها مكانًا مليئًا بالفرص.3. الانعزالية الاقتصادية: شعار “أمريكا أولًا” يعني تقليص التعاون التنموي؛ مما قد يُضعف وصول الدول الإفريقية إلى المساعدات، وخاصة الدول ذات الدخل المتوسط.ثالثًا: انعكاسات متوقعة على الاقتصاد الإفريقي في ظل رئاسة ترامب:السياسات التجارية والمنافسة مع الصين: سياسة ترامب الاقتصادية التي تعتمد على الحمائية قد تؤدي إلى فرض رسوم جديدة على الواردات وإعادة سلاسل التوريد إلى الولايات المتحدة، مما يزيد من تكاليف التصدير لإفريقيا، ويؤثر سلبًا على التجارة العالمية، في حال حدوث حرب تجارية أخرى مع الصين، قد تتعرض الدول الإفريقية التي تعتمد على الشراكات التجارية الكبرى للخطر.مستقبل قانون AGOA: قانون AGOA الذي كان جوهرًا للتجارة الأمريكية – الإفريقية منذ عام 2000 قد يكون مهددًا بالإلغاء، مما سيقلل من فرص التصدير بدون رسوم جمركية؛ إن إلغاء هذا القانون سيؤثر على دول مثل جنوب إفريقيا، والتي تعتمد بشكل كبير على هذا الاتفاق لاستيراد وتصدير منتجاتها للولايات المتحدة.السياسات النقدية والتضخم: تدخل ترامب في سياسة الاحتياطي الفيدرالي قد يؤدي إلى زيادة التضخم، وبالتالي زيادة أسعار الفائدة، ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي، الدول الإفريقية التي تعاني بالفعل من ارتفاع تكاليف الديون ستجد نفسها تحت ضغوط إضافية مع تزايد تكاليف خدمة الديون.تجاهل قضية تغير المناخ: عدم اهتمام ترامب بقضية المناخ وعودة استخدام الفحم والنفط كسياسات اقتصادية يتعارض مع الجهود العالمية للحد من التلوث، هذه السياسات قد تؤثر سلبًا على إفريقيا التي تعاني من آثار تغير المناخ، وتعتمد على التزام العالم بخفض انبعاثات الكربون للحفاظ على بيئة صحية ومستدامة(4).ماذا يعني فوز ترامب لدول الخليج العربي؟عودة “الحليف المثالي” وصفت صحيفة نيويورك تايمز تأثير فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات على دول الخليج، مشيرة إلى أن عودته إلى البيت الأبيض قوبلت بترحيب واسع من جميع عواصم مجلس التعاون الخليجي. يُنظر إلى فوز ترامب على أنه فرصة لتعزيز التناغم شبه التام بين الولايات المتحدة ودول الخليج؛ خاصة في مجالات الأمن والمصالح الاقتصادية(5).ومن بين العوامل المهمة التي ينبغي وضعها في الاعتبار: مدى قدرة قادة بعض دول مجلس التعاون الخليجي ــوعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطرــ على إثبات قدرتهم على التأثير على ترامب خلال فترة ولايته الثانية.وبعد بدء ولاية ترامب الأولى في عام 2017، ضغطت الرياض وأبو ظبي على فريق ترامب لدعم حصار قطر وإخضاع إيران لـ”أقصى قدر من الضغط”، لكن الديناميكيات في الخليج تختلف بشكلٍ كبير اليوم. وفي حال سعى ترامب إلى تكثيف العدوان الأمريكي تجاه طهران، فمن المشكوك فيه أنه سيتلقى الدعم من دول الخليج العربية التي اتخذت نهجًا جديدًا تجاه إيران منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض في يناير / كانون الثاني 2021. ومن أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والتنويع، تركز دول مجلس التعاون الخليجي على الحفاظ على الأمن والاستقرار في الخليج قبل كل شيء. ومن الناحية العملية: فإن هذا يستلزم تخفيف التوترات داخل أسرة مجلس التعاون الخليجي والحفاظ على الانفراج الحالي مع إيران من خلال الحوار والدبلوماسية.وهناك سبب وجيه للاستنتاج بأن أعضاء مجلس التعاون الخليجي وجماعات الضغط لديهم في واشنطن سيسعون لإقناع ترامب بتجنب الإجراءات تجاه الجمهورية الإسلامية التي قد تجعل الدول العربية الخليجية أكثر عرضة للضعف في حالة حدوث حرب محتملة تشمل إيران.وهم أيضًا يرغبون في أن تضغط الإدارة القادمة على إسرائيل لتقليل حروبها في غزة ولبنان، والتي تعد من العوامل الرئيسية لعدم الاستقرار الإقليمي الذي يهدد مصالح حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الأوثقاء في الخليج.وما قد يكون ديناميكية مثيرة في واشنطن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في شهرين ونصف هو صدام بين جماعات الضغط الخليجية والمؤيدة لإسرائيل، حيث يحاول الأولون إقناع ترامب بتهدئة التوترات في الشرق الأوسط بينما يسعى الآخرون لحملة “الضغط الأقصى 2.0” ضد إيران ومحور المقاومة.و بافتراض أن ترامب سيقود مرة أخرى كرئيس يتعامل بمقايضات لا توجهها المبادئ، بل الرغبة في إبرام صفقات مربحة، سيكون من المهم رؤية ما يمكن أن يفعله قادة دول الخليج العربي للتأثير على ترامب بطرق يمكن أن تؤدي إلى تحولات كبيرة في سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة(6).تأثير عودة ترامب على الصراع الأميركي – الصيني الروسي:أحد المحاور الرئيسية في السياسة الأميركية الخارجية يتمثل في إدارة التنافس مع الصين وروسيا، حيث اعتمد ترامب خلال ولايته الأولى على السياسات الاقتصادية كوسيلة للضغط على الصين، من خلال فرض ضرائب على واردات السلع الصينية، وتقييد استثماراتها في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر ترامب في اتباع سياسات مشابهة تجاه الصين، مما يعزز من احتمالية توتر الأوضاع الاقتصادية بين البلدين.أما بالنسبة لروسيا، فقد أعلن ترامب نيته إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر الدبلوماسية، معتبرًا أن الأعباء المالية لتلك الحرب تثقل كاهل الولايات المتحدة. وإذا تم هذا السيناريو، فقد يشهد العالم تقاربًا أميركيًّا روسيًّا غير مسبوق في السنوات الأخيرة؛ إلا أن ذلك سيعتمد على موافقة المؤسسات التشريعية الأميركية، مثل الكونغرس، الذي سبق أن فرض قيودًا على قرارات ترامب المتعلقة بالانسحاب من حلف “الناتو” خلال ولايته الأولى(7).العلاقات الأميركية – الإيرانية تحت إدارة ترامب:يمثل الملف الإيراني أحد الملفات الأكثر تعقيدًا في السياسة الأميركية؛ فقد اعتمدت إدارة ترامب في السابق على فرض عقوبات اقتصادية قاسية، واستهداف مباشر وغير مباشر للنفوذ الإيراني في المنطقة، خاصةً في العراق وسوريا ولبنان. وتُشير بعض التحليلات إلى أن إدارة ترامب قد تواصل تلك السياسات، عبر دعم تل أبيب لتوجيه ضربات لإيران وميليشياتها في المنطقة، مما يضع الشرق الأوسط أمام مرحلة جديدة من التوترات، قد تتزايد فيها احتمالات المواجهة المباشرة أو غير المباشرة.وفي حال اتخذت الإدارة الجديدة قرارًا بتصعيد الضغط على إيران، قد يمتد الصراع ليشمل جبهات أخرى؛ مثل: العراق، حيث تتواجد فصائل مدعومة من إيران. وبحسب خبراء، فإن “الضغط الأقصى” قد يكون وسيلة فعالة للحد من نفوذ إيران؛ إلا أن الأمر سيحتاج إلى توازن دقيق بين الضغط العسكري والدبلوماسي، لتفادي الانزلاق في صراع شامل.إمكانية تشكيل تحالف “ناتو عربي” في الشرق الأوسط:تشير بعض التقارير إلى أن العلاقات المتينة بين ترامب وبعض القادة العرب قد تُثمر عن تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، وهو ما يطلق عليه البعض “الناتو العربي”. وقد يشمل هذا التحالف دول الخليج إلى جانب إسرائيل، ويهدف إلى توحيد الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة، مثل: النفوذ الإيراني في المنطقة. وتأتي فكرة “الناتو العربي” ضمن إطار “صفقة القرن” التي حاولت إدارة ترامب السابقة دفعها لتحقيق السلام بين الدول العربية وإسرائيل، وتعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات المشتركة.يقول توم حرب، عضو “الحزب الجمهوري” الأميركي ومدير “التحالف الأميركي شرق أوسطي للديموقراطية”، إنه من المتوقع أن تشهد المنطقة تطورات كبيرة تحت إدارة ترامب، حيث سيسعى لتأسيس نظام أمني عربي – إسرائيلي يكون بمثابة الحصن المنيع ضد التهديدات الإيرانية، ولتعزيز الاستقرار في منطقة تعاني من الحروب والنزاعات المستمرة.السياسة الأميركية تجاه سوريا ولبنان:من المتوقع أن تؤثر عودة ترامب على الملفين السوري واللبناني بشكل كبير، فقد تكون هناك توجهات لدعم الجيش اللبناني وتعزيز السيادة اللبنانية، بهدف مواجهة “حزب الله”، الذي يُعتبر خصمًا لإسرائيل وحليفًا لإيران. أما بالنسبة لسوريا، فقد تواصل الولايات المتحدة سياساتها تجاه دعم الفصائل الكردية، وممارسة الضغط على النظام السوري، بهدف التأثير على النفوذ الإيراني في سوريا.وفي هذا السياق، تُمثل تركيا عنصرًا محوريًّا، حيث تُعتبر طرفًا مؤثرًا في المعادلة السورية بسبب وجودها العسكري في بعض المناطق الشمالية. لذا فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا قد تكون عاملًا حاسمًا في تحديد سياسة واشنطن تجاه سوريا، خاصةً في ظل الصراع التركي-الكردي، والتوتر بين أنقرة وواشنطن حول شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية S-400(8).ماذا يعني فوز ترامب في الانتخابات الأميركية لأسواق العملات والأسهم والسندات؟

بحسب توقعات شركة Edison للأبحاث، يُنظر إلى الدولار الأميركي والعملات المشفرة على اعتبارهما مستفيدين من فوز ترامب، لكن الإدارة قد يكون لها تأثيرات أيضًا على أسواق الأسهم والسندات وغيرها.أسواق العملات:من المتوقع أن تعزز رئاسة ترامب الدولار الأميركي، حيث يتوقع المستثمرون أن تؤدي سياسات الرئيس السابق إلى ارتفاع التضخم والنمو مقارنة بما كان سيصبح عليه الحال في حالة فوز الديمقراطية كامالا هاريس بالانتخابات. ويعني ذلك أن الاحتياطي الفدرالي سيحتاج إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمنع الاقتصاد من الإنهاك، وهو ما سيكون بدوره له تأثير صعودي للدولار، بحسب وكالة رويترز.في الوقت نفسه، من المرجح أن تؤدي خطط ترامب لفرض الرسوم الجمركية على التجارة، وإجبار الحلفاء الأوروبيين على دفع المزيد مقابل الدفاع عنهم، والشك في المؤسسات المتعددة الأطراف، إلى تراجع النمو في أماكن أخرى من العالم، مما يعزز جاذبية الدولار. ويتوقع محللو Citi أن يرتفع الدولار بنسبة 3% بعد فوز ترامب.كما يتوقع المحللون انخفاضًا حادًّا في اليورو، ربما إلى ما دون مستوى الدولار الرئيسي، إذا فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة ونفذ تخفيضات الضرائب المحلية التي تعهد بها.ويتوقع المحللون أيضًا: أن يتراجع اليوان الصيني بشكل أكبر، كما حدث في الفترة 2018-2020 عندما انخفض بسرعة؛ كما يعني ارتفاع عائدات الدولار عودة عمليات التداول بالاقتراض، حيث بيعت عملات؛ مثل: الين الياباني والفرنك السويسري بكثافة بالفعل في الفترة التي سبقت الانتخابات.ومع ذلك يقول المحللون: إن الفرنك السويسري سيجد الدعم، وذلك بفضل الصادرات ذات القيمة العالية للبلاد التي تحميه من التعريفات الجمركيةومع توقع أن تتخذ إدارة ترامب موقفًا أكثر مرونة فيما يتعلق بتنظيم العملات المشفرة، فإن عملة بتكوين المشفرة هي أيضًا الفائز المحتمل الآخر. ارتفعت أكبر عملة مشفرة في العالم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال تعاملات يوم الأربعاء.سوق الأسهم:يشير تعهد ترامب بتقليل القيود التنظيمية وخفض الضرائب على الشركات الكبرى، وزيادة إنتاج النفط وسياسة الهجرة الصارمة إلى نمو وتضخم أكبر، وهو ما يُنظر إليه على أنه أمر إيجابي للأسهم. ومن المرجح أن تستفيد قطاعات؛ مثل: البنوك والتكنولوجيا والدفاع والوقود الأحفوري.ويقدر Goldman Sachs أن خطة ترامب لخفض معدل ضريبة الشركات من 21% إلى 15% من شأنها أن ترفع مكاسب S&P 500 بنحو 4%.ومع ذلك، لم يتضح بعد إلى أي مدى ستنجح خطة ترامب لخفض الضرائب في الكونغرس. وفي الوقت نفسه: فإن سياساته الحمائية وموقفه الصارم تجاه الصين من شأنه أن يرفع التكاليف ويقلل الربحية ويضر بالشركات المتعددة الجنسيات.خارج الولايات المتحدة، فإن الدولار القوي وارتفاع أسعار الفائدة الأميركية والتوترات التجارية يعني أن القطاعات الدفاعية ستحقق نتائج أفضل وأن الشركات المتعددة الجنسيات المعرضة للأسواق الأميركية ستتضرر.ومن المرجح أن تكون القطاعات المعرضة لتغييرات التعريفات الجمركية، مثل أشباه الموصلات والسيارات والطاقة النظيفة، متقلبة.حذر بنك Barclays من احتمال انخفاض نسبي “أحادي الرقم” في الأرباح الأوروبية في حالة اشتعال الصراعات التجارية. ومن المرجح أن يكون لقطاع الدفاع في أوروبا نتائج متباينة، بعد أن قال ترامب إنه سينهي حرب أوكرانيا، لكنه ذكر أيضًا أن الحلفاء الأوروبيين بحاجة إلى إنفاق المزيد على الدفاع.سوق السندات:أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن حجم ديون الحكومة الأميركية والعجز المالي الذي يضيف إليها، مع مخاوف من أنها ستدفع تكاليف الاقتراض أو عائدات سندات الخزانة إلى الارتفاع.وفقًا لأحد التقديرات، قد تضيف خطط الإنفاق التي وضعها ترامب 7.5 تريليون دولار إلى العجز على مدى 10 سنوات، وهو ما يفوق بكثير ما اقترحه هاريس. ارتفعت عائدات سندات الخزانة بنحو 50 نقطة أساس في أكتوبر/ تشرين الأول، عندما كانت الأسواق تتوقع احتمالات أعلى لفوز ترامب.ومن شأن الضغوط التضخمية الناجمة عن سياسات ترامب أن تترك للاحتياطي الفدرالي مجالًا أقل لخفض أسعار الفائدة، وبالتالي قد تبقي العائدات على سندات الخزانة مرتفعة.ومن المرجح أيضًا: أن يؤدي فوز ترامب إلى قمع النمو في أوروبا وآسيا، حيث تفرض التعريفات الجمركية والسياسات الأخرى ضغوطًا على تلك الاقتصادات. ومن المتوقع أن تعمل الضغوط المتزايدة على اليورو والين والفرنك السويسري والعملات الأخرى، وارتفاع التضخم، على تقليص المساحة المتاحة للبنوك المركزية هناك لخفض أسعار الفائدة حسب الحاجة. ويتوقع المحللون ارتفاع العائدات العالمية(9).أثر سياسة ترامب المرتقبة على الداخل الأميركي:بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية، تُعتبر السياسة الداخلية الأميركية أيضًا محورًا مهمًّا في سياق الانتخابات، حيث تُشكل الأزمات الاقتصادية والسياسية قضايا محورية تؤثر على تفاعل المجتمع الأميركي. ويُشير بعض المحللين إلى أن ترامب سيعمل في حال فوزه على تقليل معدلات التضخم المالي، وتوفير فرص عمل جديدة، كجزء من رؤيته لإعادة أميركا إلى مسارها الاقتصادي السابق، وتعزيز مصالح الطبقة الوسطى التي تُعد قاعدة رئيسية لدعمه السياسي.5- تحديات رئيسية سيواجهها الرئيس الأمريكي الجديد: 1- الحفاظ على النمو مع إعادة توجيه الاقتصاد:أولًا: يتعين على الرئيس القادم أن يجد وسيلة للحفاظ على النمو مع إعادة توجيه الاقتصاد للاستفادة من محركات الرخاء في المستقبل، بما يشمل إزالة القيود الحالية على المحركات الاقتصادية مثل التصنيع والخدمات، وتعزيز مصادر النمو في المستقبل من خلال دعم الانتشار الذكي للابتكارات بمجال الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والطاقة الخضراء والدفاع والرعاية الصحية والأمن الغذائي.كما أضاف رئيس كلية “كوينز” بجامعة “كامبريدج” أنه ينبغي تقييم كلٍ من قانون خفض التضخم وقانون الرقائق الإلكترونية لتصحيح المسار من أجل تحقيق أهداف إعادة الهيكلة.وهذا يجب أن يكون مصحوبًا بنهج تنظيمي أكثر ديناميكية لتعزيز الإبداع وفهم أفضل لمخاطر تحقيق التوازن بين فقدان الوظائف والآثار الإيجابية لتعزيز المهارات.2- مواجهة العجز المرتفع للموازنة والارتفاع السريع للديون:يرى كبير المستشارين الاقتصاديين لدى مؤسسة “أليانز” أن التحدي الثاني يتلخص في التعامل مع العجز المرتفع في الموازنة وارتفاع الديون سريعًا؛ لأنه كان من غير المتصور ذات يوم أن تشهد الولايات المتحدة ثلاث سنوات تقريبًا من معدلات البطالة التي تقترب من 4% أو أقل، ويتراوح عجز الموازنة بين 6% و8% من الناتج المحلي الإجمالي، والدين الحكومي عند 120% من الناتج، وكلاهما يسير على مسار غير مستدام.وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بحجم الاختلالات، بل إن الإدارة القادمة بحاجة إلى توفير قدر أكبر بكثير من المرونة التشغيلية للمالية العامة. وهذا يتطلب إصلاح النظام الضريبي وترشيد الإنفاق وتحرير المزيد من الموارد للاستثمار.3- مقاومة الإفراط في استخدام الأدوات الاقتصادية:هناك ضرورة لمقاومة الرئيس الأمريكي الجديد الإفراط في استخدام الأدوات الاقتصادية التي يفضلها، فعليه الحد من استخدام التعريفات الجمركية والتخفيضات الضريبية.4- استعادة الزعامة الأمريكية:أما عن التحدي الرابع، ف أن الإدارة الجديدة ستكون بحاجة لاستعادة الزعامة الأمريكية الموثوقة في تغيير النظام الاقتصادي والمالي العالمي، وأن الأمر لا يتعلق بأيدلوجية عالمية، بل بمكافحة الانقسام والتفتت الذي يقوض النمو والأمن القومي.5- التواصل بشكل صحيح والإقرار بالمشكلات:تعلمت إدارة “بايدن – هاريس” هذا الدرس، ولكن بطريقة قاسية، عندما اتبعت خطى الفيدرالي عام 2021 عند وصف التضخم بشكل خاطئ بأنه أمر مؤقت فقط، لكن “ترامب” أدار الأمر بشكل أفضل في ولايته الأولى في أعقاب فوزه في انتخابات 2016 مباشرة، عندما تحدث بنبرة تصالحية بشأن الاقتصاد(10).خاتمة:أصبح ترامب والجمهوريون لهم السيطرة على السلطة السياسية والتشريعية دون مقاومة حقيقية من الحزب الآخر. وجرى ذلك أمام رئيس واقع في عشرات الاتهامات أمام المحاكم الأمريكية بكافة أنواعها، وبعد أن غير تمامًا من الصورة الشائعة عن الحزب الجمهوري الذى أسسه إبراهام لينكولن خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1860- 1865) ونقله إلى حالة من «الترامبية» السياسية التي تتطلب من أعضاء الحزب وأقطابه الولاء للرئيس وما يراه ضروريًّا لكى تكون أمريكا دولة عظيمة مرة أخرى!فقد تحدَّد المصير الأمريكي بالانتقال إلى نخبة أخرى لم تظهر ملامحها بعد؛ فكما جرى في تجربة ترامب الأولى فإنه وصل إلى البيت الأبيض دون رفاق يمكن تمييزهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الداخل والخارج. النخبة الجديدة على الأرجح لن تكون نخبة قائمة على مبادئ ومثل السابقين في الحزب الجمهوري، ولكنها سوف تكون «شعبوية» تعتمد على جماهير واسعة يمكن التلاعب بها في قضايا الداخل والخارج. ترامب لقى تحفظًا من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في أوروبا وشرق آسيا، لكنه وجد ترحيبًا ممن اعتقدوا بقدراته السحرية على وقف إطلاق النار في أوكرانيا والشرق الأوسط. والحقيقة هي: أن حاضر ترامب لا ينم عن أفكار ومبادرات تدفع في هذا الاتجاه؛ أما ماضية فإن معالجته للقضية الفلسطينية قامت على أسس اقتصادية تستند إلى تقديم المزيد من المساعدات وفرص العمل للشعب الفلسطيني.أمريكا الآن تدخل مرحلة جديدة من مصيرها الذى قررته عندما سلمت زمامها إلى شخصية عجيبة ينتظر منها خلال المرحلة القادمة أن تتعامل مع اتهامات وادعاءات ومحاكمات تحاول الاحتماء منها بأحكام المحكمة الدستورية العليا، التي نجح في دورته الرئاسية الأولى في أن يعطى الجمهوريون المحافظون الأغلبية فيها، وهم الذين يعتقدون بضرورة منح الاستقلال لرئيس الدولة من السلطات ما يكفي للقيادة!وتبقى الحقيقة: أن الانتخابات الأميركية تشكل حدثًا عالميًّا يتجاوز الحدود الجغرافية، بما تحمله من تأثيرات سياسية واقتصادية وأمنية على مختلف القضايا الإقليمية والدولية. ومن خلال هذا التحليل، يتبين أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تُدخل العالم في مرحلة جديدة من التحديات، تتطلب من الدول متابعة دقيقة وتكيفًا مستمرًا مع سياسات واشنطن المتغيرة.

المصادر:1_ بي بي سي2_ نداء الوطن3_ مونت كارلو4_ قراءات إفريقية5_ الحرة6_ يمن فيوتشر7_ الشرق الأوسط8_ الحل9_ سي إن بي سي بالعربي10_ أرقام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.