fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

بعد نجاح ترامب وتقدم روسيا.. ما الخيارات المتوقعة لحرب أوكرانيا؟

0 36

بعد نجاح ترامب وتقدم روسيا.. ما الخيارات المتوقعة لحرب أوكرانيا؟

إذا عُدت رئيسًا لأقوى دولة في العالم ستنظرون إلى حدود روسيا وأوكرانيا، فلن تسمعوا طلقة ولن تروا جنديًّا يحارب، سأنهي كل شيٍ في لحظات”؛ كانت هذه هي الكلمات التي رددها مرارًا وتكرارًا دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الفائز في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، أثناء مناظراته ومؤتمراته الانتخابية. ولعل السؤال الأبرز بعد نجاح ترامب، هو كيف سيوقف ترامب الحرب؟ وإلى أي مدى يستطيع التأثير على الدولة العميقة داخل النظام الأمريكي؟ ومنها شركات صناعة السلاح، وهم المستفيد الأول من الحرب الروسية في أوكرانيا، وبالطبع لا يريدون إيقاف الحرب، ورغم الرغبة الروسية في عودة ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض، إلَّا أن ديمتري ميدفيدف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، صرَّح بأن دونالد ترامب لن يستطيع وقف حرب أوكرانيا مشيرًا إلى أن من يحكم أمريكا هي الدولة العميقة، وأن ترامب إذا حاول ذلك قد يكون جون كينيدي أخر ويتم اغتياله، وبالتالي فإن دونالد ترامب قد يلجأ لاتفاقية منسك التي انهارت عام 2015 بين الجانبين: الروسي والأوكراني بمشاركة ألمانيا وفرنسا والمنشقين داخل إقليم دونباس، من أجل وقف الحرب الأوكرانية، وهو ما يقلق أوكرانيا في ظل وعود ترامب بإنهاء الدعم العسكري والمالي لكييف، ولهذا يخشى زيلينسكي من إجباره على قبول تسوية للتنازل عن إقليم دونباس إلى روسيا؛ ولذا في هذا التقرير سنتطرق إلى آلية ترامب لإنهاء الحرب عبر اتفاقية منسك تزامنًا مع الرفض الأوروبي لاستمرار الحرب، والتقدم الروسي في أوكرانيا، وماذا يملك بوتين للضغط على كييف والغرب؟اتفاقية مينسك:تضمن اتفاق مينسك عدَّة معاهدات كان غرضها إنهاء الحرب في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، والبداية كانت بروتوكول مينسك في 5 سبتمبر 2014 بين أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، ووساطة فرنسا وألمانيا وعُرفت باتفاقية نورماندي التي سعت لوقف إطلاق النار في الإقليم دون الاعتراف بالمنشقين، وبعد فشلها وقَّع الأطراف السابقة اتفاقية مينسك الثانية في 12 فبراير 2015 لوقف إطلاق النار، والإفراج عن أسرى الحرب، ومنح الحكم الذاتي لمناطق معينة للمنشقين التابعين لروسيا داخل إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ورغم فشل الاتفاقية أيضًا وعدم تُنفَّذ بنود الاتفاقية بالكامل، إلّا أن اتفاقية مينسك الثانية ظلت باتفاق الأطراف الأساس لأي حل مستقبلي للصراع، وبعد الضغط الأمريكي على الحدود الروسية وقبول عضوية دول شرق أوروبا الحدودية مع روسيا داخل الناتو وإعلان أوكرانيا رغبتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي، اعترفت روسيا رسميًا في 21 فبراير 2022 باستقلال جمهوريات لوجانسك ودونيتسك، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أن اتفاقيات مينسك لم تعد موجودة، وأن زيلينسكي وحكومته مسئولين وحدهم عن انهيار أوكرانيا، وبدأ الاقتحام والقصف الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.تقدم روسي:ورغم طول أمد الحرب منذ فبراير 2022 وحتى اليوم والخسائر المادية والبشرية التي مُنِيَ بها الطرفان، والدعم العسكري والمالي الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا وفرض العقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتجميد أصولها المادية لدول بنوك أوروبا والغرب، تماسكت روسيا أمام الدعم غير المحدود لكييف واستطاعت تشغيل مصانعها الحربية، واستعانت بأصدقائها الشيوعيين في الصين وكوريا الشمالية وغيرها من حلفائها لإمدادها بالصواريخ والذخيرة بأنواعها وسط استمرار الحرب لسنوات، والشهور الماضية حققت روسيا مكاسب ثابتة في إقليم دونباس واستقبل بوتين 10 آلاف جندي كوري شمالي للقتال ضد أوكرانيا، وبجانب سيطرة موسكو على عشرات القرى منذ بداية عام 2024، وقتلى كُثر تستعيدهم أوكرانيا من حدودها الشرقية في إقليم دونباس بشكل يومي، يعلن قادة الجيش الأوكراني بشكل متكرر أنهم يواجهون أعنف الهجمات الروسية، ومن القرى التي احتلتها روسيا منذ أكتوبر الماضي بلدة ماكسيميليانفكا بجانب قريتين في دونيتسك، وبلدة نيفسكوي في لوجانسك وكراسني يار في دونيتسك، وقريتَي زوريان وزولوتا نيفا في منطقة دونيتسك، جنوب مدينة بوكروفسك التي تُعد مركزًا لوجستيًّا للجيش الأوكراني، مما يُحسن تكتيكيًا مواقع القوات الروسية، كما دخل الجيش الروسي ضواحي مدينة توريتسك شرق أوكرانيا، بعد أقل من أسبوع من سقوط بلدة أوغلدار، وسيطر الجيش الروسي في نوفمبر 2024 على بلدات أنطونوفكا وكوراخوفكا وفيشنيوفويه وكريمينايا وماكسيموفكا في دونيتسك.وبحسب ما نقلته إندبندنت البريطانية عن مراقبي الحرب، فإن القوات الروسية تحقق “تقدمًا تكتيكيًّا كبيرًا وسريعًا” في سيليدوف شرقي أوكرانيا، وأن البيانات على الأرض توضح أن القوات الروسية تقدمت منذ سبتمبر 2024 بأسرع معدل لها منذ مارس 2022، على الرغم من سيطرة أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك الروسية، وأكدت الإندبندنت أن الجيش الروسي يسيطر على 300 ميل مربع من أراضي أوكرانيا، وأنه وفقًا لمركز دراسات الحرب الأمريكي، فإن التقدم الروسي في سيليدوف قد يتسبب في انسحاب القوات الأوكرانية من المنطقة لتجنب الوقوع في فخ، وبحسب المدون العسكري الأوكراني يوري بودولياكا الموالي لروسيا، فإن دفاعات أوكرانيا انهارت فجأة، وشمل التقدم الروسي إقليم دونباس، ومنطقة لوهانسك التي تسيطر عليها روسيا بالكامل تقريبًا، وأضافت القاهرة الإخبارية أن روسيا باتت تسيطر على العديد من الأراضي المهمة، آخرها منطقة أفدييفكا الحيوية شرق أوكرانيا، في ظل انكماش دفاعي أوكراني وتراجع خطير ومستمر.ترامب وبوتين:رغم صعوبة الأزمة الأوكرانية كونها تجسد صراع أكبر بين قطبين عالميين أمريكا وروسيا؛ إلَّا أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تتوافر لديه عدَّة خيارات لإنهاء هذه الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل مباشر أو غير مباشر، والتركيز على الأزمات الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل علاقة ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يتباهى بها ويصفها بصداقة قوية، وانتقاد ترامب مرارًا لحجم الدعم العسكري والمالي الأمريكي الهائل لكييف في حربها مع موسكو، وتأكيده أن أوكرانيا هي ‏ المتسبب في اندلاع الحرب مع روسيا، وبالتالي فإن ترامب يستطيع وقف قطار المساعدات العسكرية والمالية إلى أوكرانيا، ولكن هذا يعني القضاء على الجيش الأوكراني وحكومة كييف سريعًا على أيدي الروس، وهو السيناريو الأفضل لروسيا والأصعب على ترامب والأكثر خسارة لأمريكا وأوروبا؛ لأنه يعني التهام روسي لأوكرانيا وإعلان انتصار ساحق لنظام بوتين وكثير من الخسائر للغرب، ووفقًا لوكالة “بلومبرج”، فإنه إذا أوقف ترامب تزويد نظام كييف بالمساعدات العسكرية، وفشل في إجبار روسيا على وقف الهجوم، فإن أوكرانيا ستواجه هزيمة منكرة، وبحسب شبكة إيه بي سي الأمريكية، فإن ولاية ترامب الثانية تعني استعدادًا أكبر لإبرام صفقة مع روسيا وإنهاء الحرب وتحسين العلاقات الأمريكية الروسية، وما يرفع من مؤشرات ذلك الخيار التقدم الروسي الكبير شرق أوكرانيا، فبحسب مستشار البنتاجون السابق دوغلاس ماكغريغور، فإن ترامب يدرك أن روسيا انتصرت في الصراع الأوكراني ولا يوجد خلاف حول ذلك، كما يؤكد جيمس ستافريديس القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، أن ترامب سيجبر أوكرانيا على الاعتراف بالمناطق الجديدة في روسيا كجزء من الاتفاق لإنهاء الصراع، وكرر ترامب قبل وبعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة، أنه سيتحدث أو يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أعلن بوتين استعداده لاستئناف التواصل مع ترامب، مضيفًا: “نحن مستعدون لاستعادة العلاقات مع أمريكا والكرة في ملعب واشنطن”.وقال سيرجي بيرسانوف محلل الشؤون الدولية: إن روسيا تعتبر ترامب مفاوض مناسب لها، وأن ترامب اتخذ في فترة ولايته السابقة نهجًا أكثر واقعية في السياسة الخارجية، وكان يحدُّ من مشاركة واشنطن في الصراعات الدولية ويفضل التركيز على المصالح الداخلية للبلاد. وأكد جوناثان واتشيل المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية: أن بوتين وترامب لديهما علاقة قريبة وقدرة على الحوار، موضحًا: أن مقاتلين كوريا الشمالية يحاربون إلى جانب روسيا، والأسلحة الإيرانية تستخدم على الساحة الأوكرانية، والصين لا تلعب دورًا لتخفيف النزاع، مشددًا على أن ترامب يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، وعلى الجانب الأخر يرى آصف ملحم مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات، أن الأزمة بين روسيا وأمريكا عميقة ومعقدة لدرجة كبيرة، ومسرحها الكبير أوروبا ونقطة الانفجار والسخونة المرتبطة بها أوكرانيا، وأنه في معسكر ترامب نفسه عدة تيارات، وأن هناك تيارًا يدعم صناعة السلاح وهو مستفيد من هذه الحرب، وهناك من يدعم القطاع النفطي، وهو استفاد بعد إخراج روسيا من سوق النفط، وأن هناك معسكرًا آخر يقول: إنه يريد التقارب مع روسيا لإضعاف تحالفها مع الصين، ولكن روسيا تعي هذه اللعبة جيدًا، مؤكدًا: أن روسيا لا تخوض كل هذه الحرب بتبعاتها من أجل مساحة صغيرة من أوكرانيا، بل لإعادة بناء النظام الدولي.مضيفًا: أن هذا شيء حقيقي؛ خاصة وأن أمريكا هي أكثر من يعزز الصراعات في العالم، متوقعًا أن ترامب لن يكون قادرًا على فعل أي شيء سوى الاستمرار بدعم أوكرانيا، ولكن بشكل أقل دون أي استقبال لزيلنسكي في البيت الأبيض والكونجرس، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المؤسسات العسكرية بدأت تنشئ مصانع في أوكرانيا وتبيع أسلحتها، وأنه قد يتغير شعار ترامب إلى العقوبات الاقتصادية على روسيا رغم علاقة ترامب وبوتين الجيدة. وقال: ألكس يونجر الرئيس السابق للمخابرات البريطانية: إنه إذا قطع ترامب إمدادات الأسلحة عن أوكرانيا، فإن الحرب ستنتهي بكل شروط روسيا وهو أسوأ كابوس قد يواجهه الغرب، وأن بوتين ينتظر أفضل خطة بديلة، وهي انتظار انتهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا، أما صحيفة الديلي ميل فتؤكد أن ترامب يسعى إلى تجميد الصراع في أوكرانيا بـ “منطقة منزوعة السلاح تمتد بطول 1300 كلم، وهو ما قد يرفضه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ودول أوروبا، ويصرون على أن كييف ينبغي لها أن تستمر في الحرب.ماذا بيد روسيا؟تمتلك روسيا عدة أدوات مكنتها من مواصلة ما أطلقت عليه العملية العسكرية في أوكرانيا، والنجاح في مواجهة الدعم الأمريكي الأوروبي لأوكرانيا بالمال والسلاح والذخيرة، ولذلك فإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا لم يكن بغرض دعمها من أجل الفوز على روسيا، لثقة واشنطن أن ذلك صعب للغاية إن لم يكن مستحيل؛ لأسباب كثيرة، منها: قدرة موسكو على الاستمرار في الحرب والتقدم حتى ولو بشكل بطيء، وتتمثل الأدوات التي تمتلكها روسيا للاستمرار في الهجوم على أوكرانيا كالآتي:- النفط والغاز الروسي أحد عوامل روسيا التي تضخ إيراداتها في الاقتصاد وتشغيل مصانع السلاح لإنتاج الذخيرة بأنواعها.- في الوقت الذي ارتفع النمو الاقتصادي الروسي رغم محاولات الغرب لاستنزافه.- تمتلك روسيا أحد أكبر مصانع العالم لإنتاج الأسلحة والذخيرة بأنواعها ووفقًا لحديث الجنرال فيليب بريدلاف القائد السابق لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، لصحيفة The Hill، فإن المجمع الصناعي العسكري الروسي، وصل إلى طاقته القصوى أثناء حرب أوكرانيا وينتج من الأسلحة ما يفوق ما تنتجه كل دول الغرب مجتمعة.- استطاعت روسيا مقاومة كل الأسلحة الأمريكية والأوروبية والدعم الغربي بداية من الدبابات التقليدية أو المسيِّرات، وحتى الخسائر الروسية جراء أسلحة الغرب تُعد منخفضة مقابل التدمير الذي لحق بأوكرانيا على مستوى البنية التحتية والمؤسسات وخاصة قطاعي الطاقة والاتصالات.- تحصل روسيا على دعم عسكري واقتصادي وحتى دبلوماسي من حلفائها في الهند والصين وإيران وكوريا الشمالية وغيرهم داخل إفريقيا والشرق الأوسط.- الوضع الحالي في ظل وجود ترامب قد يتضمن خلاف أمريكي أوروبي حول طريقة التعاطي مع أزمة أوكرانيا، وهو ما يصب في مصلحة روسيا؛ خاصةً أن أوروبا لن تستطيع دعم أوكرانيا وحدها، كما أن دول أوروبا اكتشفت بعد حرب أوكرانيا أنها تعاني من نقص شديد في مستوى وحجم ونوع التسليح.- يواجه الغرب انقسامات علنية بسبب أوكرانيا، بعد إعلان ألمانيا رسميًّا رفضها استهداف كييف للعمق الروسي، كما رفضت ألمانيا إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وحذر حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتطرف من استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، وتتعالى الأصوات الأوروبية إلى ترك أوكرانيا والتركيز على قضايا أوروبا الاقتصادية بعد فشل القوات الأوكرانية في استغلال الدعم الغربي؛ بالإضافة إلى أن أوروبا هي أكثر المتضررين من توقف خطوط الغاز الروسي، وواشنطن أكثر المستفيدين من نزيف روسيا وزيادة إنتاج مصانع السلاح الأمريكية بعد إشعال النزاع واستمراره.- بحسب الاستخبارات الأوكرانية، فإن روسيا نشرت أكثر من 12 ألف جندي كوري شمالي في مناطق قريبة من الحدود مع أوكرانيا، وتحديدًا في كورسك، وتم تسليحهم ببنادق هجومية طراز “إيه كيه-12” وقذائف هاون ومدافع رشاشة، وبنادق قنص، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وقاذفات قنابل يدوية مضادة للدبابات، ومعدات للرؤية الليلية وأسلحة هجومية أخرى، في مناطق قريبة من الحدود مع أوكرانيا.- تمتلك روسيا حاليًا شراكة دفاعية ومعاهدة شراكة إستراتيجية شاملة تم توقيعها بين روسيا وكوريا الشمالية، وارتكزت الاتفاقية على التعاون في القطاعات غير العسكرية، وتضمنت المعاهدة بندًا واضحًا يسمى التدخل العسكري التلقائي، والذي يقضي بتقديم الطرفين القوات العسكرية وغيرها من المساعدات دون تردد، كما دعمت موسكو بيونج يانج بعدة أنواع من الأسلحة والذخائر والصواريخ، وكميات هائلة من قذائف المدفعية والصواريخ، تُقدر بأكثر من 10 آلاف حاوية منذ سبتمبر 2023.- احتمالات انهيار دفاعي للجيش الأوكراني شرقًا في إقليم دونباس، بعد قصف روسي متواصل لشهور وخاصة قبل وبعد دخول القوات الأوكرانية إلى مدينة كورسك بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة والقذائف المدفعية واستهداف محطات الطاقة والكهرباء والمياه ومناطق تجمع الجنود ومراكز تصنيع المُسيرات وملاجئ في عدة مدن في مقدمتها كييف وخاركيف، ونجاح الجيش الروسي في تحقيق مكاسب كبيرة والتوغل والسيطرة على عشرات القرى شرق أوكرانيا في عام 2024، وهو ما أشارت إليه صحيفة التايمز البريطانية بأنه فشل دفاعي أوكراني كامل.- يؤكد ماسي ناييم العسكري السابق في القوات الأوكرانية أن زيلينسكي قد يضطر إلى توقيع وثيقة استسلام في حال فشل خلال شهرين في تعبئة 160 ألف أوكراني، مضيفًا: أن الجنود المتواجدين حاليا على الخطوط الأمامية منهكون تمامًا، وتنقل مجلة التايم الأمريكية عن مساعد زيلينسكي، أن صفوف القوات الأوكرانية تضاءلت إلى حد أن مراكز التجنيد اضطرت لتعبئة أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 43 عام، وتحاول تجنيد المزيد من النساء، مما بعد خسائر فادحة.الخلاصة:بالرغم من نوايا ترامب التي أعلن عنها كثيرًا لإنهاء الحرب وتصريحه بميوله بأن أوكرانيا السبب في النزاع، وأنه يريد وقف الحرب من أجل التركيز على أزمات أمريكا الداخلية، وأحداث الشرق الأوسط، والمواجهة مع الصين، فإن دونالد ترامب لن يجد الطريق إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا سهلًا في حال أنه كان يريد ذلك فعلًا، وأمام العديد من الأدوات بيد بوتين لإنهاء الحرب لصالحه حتى ولو بعد حين، فإن أصحاب المصالح سواء داخل أمريكا أو الأوروبيين لا يريدون تحقيق رغبات ترامب بإنهاء الحرب، وتزامنًا مع التقدم الروسي الكبير شرق أوكرانيا، فإن ترامب لديه بعض الخيارات التي يستطيع من خلالها وقف الصراع بالشكل الذي يناسب أهداف واشنطن وأصحاب المصالح وكذلك دول أوروبا، ومنها الآتي:- إقرار اتفاقية مينسك وإجبار أوكرانيا على الاستسلام مقابل أقل الخسائر لكييف.- تعطيل أو إبطاء المساعدات الأمريكية إلى كييف مما يعني هزيمتها في النهاية، ولكن بمزيد من الخسائر الروسية ومزيد من مبيعات السلاح الأمريكية لأصحاب المصانع.- تجميد الصراع في أوكرانيا، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط المواجهة، وهو السيناريو الأكثر تعقيدًا.وبالتالي فإن الخيار المتوقع لمستقبل شكل الحرب الأوكرانية، والأقل خسارة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب، هو خسارة طويلة المدى لكييف تربح فيها روسيا الحرب، وتحقق شركات السلاح الأمريكية ثرواتها وتنتهي الحرب دون أن يضطر ترامب لعداوة المستفيدين، وبدون أن يوفر الوقت والمال والسلاح على الروس خلال أشهر أو سنوات إضافية من استنزاف السلاح والاقتصاد؛ أي: نهاية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأكبر خسائر لنظام بوتين.مصادر:- الجزيرة- أوكرانيا تواجه المجهول بعد أن تعهد ترامب خلال حملته بإنهاء الحرب- 7 نوفمبر 2024.- الجزيرة- شراكة دفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية وبوتين في فيتنام لحشد الحلفاء- 20 يونيو 2024.- الحرية- تقرير أمريكي: هجوم كورسك أفسد اكتساح روسي لشمال أوكرانيا- 15 سبتمبر 2024.- سكاي نيوز- “أصعب ملف”.. كيف سيتعامل ترامب مع حرب أوكرانيا؟- 7 نوفمبر 2024.- روسيا اليوم- في أمريكا واثقون بقدرة ترامب على مصالحة روسيا مع أوكرانيا بالتهديد- 6 نوفمبر 2024.- الجزيرة- ماذا يعني فوز ترامب بالنسبة للشرق الأوسط وأوكرانيا والصين؟- 3 نوفمبر 2024.- سكاي نيوز- كوريا الشمالية: ندعم رفاقنا الروس حتى “النصر في أوكرانيا”- 1 نوفمبر 2024.- الحرية- بعد التقدم الروسي شرق أوكرانيا.. هل كان اجتياح «كورسك» إلهاءً؟- 5 سبتمبر 2024.- الشروق- هل يصبح فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة هدية للكرملين على حساب أوكرانيا؟- 6 نوفمبر 2024.- اليوم السابع- “كابوس ترامب” يؤرق أوكرانيا والناتو- 5 نوفمبر.- الجزيرة- خبراء روس وأوكرانيون يقيّمون عودة ترامب للبيت الأبيض- 7 نوفمبر 2024.- الجزيرة- بالخرائط: إلى أين تقدمت روسيا في خط المواجهة مع أوكرانيا؟- 29 أكتوبر 2024.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.