fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الحرب في أوكرانيا ومستقبل العلاقات الأمريكية مع الحلفاء… الوثائق المسربة

314

الحرب في أوكرانيا ومستقبل العلاقات الأمريكية مع الحلفاء… الوثائق المسربة

تلقَّى البنتاجون “وزارة الدفاع الأمريكية” ضربةً ضاريةً، حيث تم تسريب عدد كبير من الوثائق الأمريكية السرية وُصِفت بالخطيرة، وذلك في حال صحتها؛ إذ تم تداولها، ولا تزال على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، كما ظهرت صور للملفات السرية تُعد في غاية الأهمية، ما يعني أنه اختراق نجحت فيه الاستخبارات الروسية بحسب مراقبين أو أنها خدعة مضللـة مِن قِبَل واشنطن.

وعلى أية حال، فإن الوثائق تسببت في ذعر العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، ما يعني أن الحليف الأكبر لهم “واشنطن” بات غير موثوق به؛ إذ صرَّح نشطاء غربيون عمومًا -وفرنسيون على وجه الخصوص- بأن الولايات المتحدة ورطت دول أوروبا وشعوبها مع روسيا، كما أنه شريك لم يعد الوثوق به.

ولكن هذا التقرير يطرح عددًا من السيناريوهات والأسئلة المُلِحَّة، وهي:

ما مصير مستقبل العلاقات الأمريكية مع الحلفاء والدول الصديقة؟

هل اختراق البنتاجون كما تشير العدل الأمريكية حقيقي أم خدعة للدُب الروسي؟

ماذا عن الامتعاض الاسرائيلي والكوري الجنوبي بعد كشفهم إرسال أسلحة لأوكرانيا؟

هل هو سيناريو مقصود لعدم قدرة أوكرانيا على شنِّ الهجوم المضاد ضد روسيا؟

كُلها أسئلة مهمة سنُجيب عنها في التقرير التالي عبر مركز “رواق” للأبحاث والدراسات.

تشير التقارير والتحليلات العسكرية: إلى أن الجيش الروسي قد بسط السيطرة على قرابة من 15 إلى 20% من الأراضي الأوكرانية وخصوصًا في الشرق والجنوب الأوكراني، كذلك تسيطر روسيا بشكل شبه كامل على جميع الموانئ الأوكرانية والتحكم في عمليات تصدير الحبوب بالبحر الأسود إلى العالم الخارجي.

وبالتالي، تعاني أوكرانيا حاليًا من نقصٍ في العتاد والأسلحة، والمدافع والقذائف، وهذا ما وثقته شبكة الجزيرة بالصوت والصورة مع بعض الطيارين الأوكران في لقاء بأنه يستخدم مقاتلات قديمة بإمكانيات محدودة، ولكن لسد العجز في الجبهة مع روسيا، كما أعلن أمين عام الناتو شخصيًّا بأن الحلف يعاني نقصًا كبيرًا في القذائف المدفعية؛ بسبب الدعم لأوكرانيا.

من جهتهم: شكك قادة غربيون وأمريكيون في قدرة الجيش الأوكراني على استرداد أي مدينة قد سيطرت عليها روسيا خلال الربيع المقبل أو حتى ربما هذا العام، وذلك بسبب التأخر في إمداد أوكرانيا بالسلاح؛ نتيجة العجز الكبير في خطوط الإنتاج وسحب أوكرانيا لقذائف ومقاتلات بشكل مبالغ فيه أرهقت الدول الغربية.

ولكن مع انضمام فنلندا إلى حلف الناتو حيث تعد الدولة رقم 31، وبالتالي تمدد قوات الحلف إلى الشمال الشرقي، وهو ما يرفضه الجانب الروسي؛ إذ يعتبر الكرملين ذلك انتهاكًا للاتفاقيات التي وُقِّعت مع الحلف ضمن منظمة الأمن والتعاون مع أوروبا في عام 1999 وعام 2010؛ الأمر الذي ينذر بالصدام الوشيك بين الجيش الروسي وقوات حلف شمال الأطلسي.

وبالتزامن مع تلك الأحداث والتسريبات؛ إلا أن المخابرات الإسرائيلية والتابعة لكوريا الجنوبية أعلنت عن امتعاضها وقلقها إزاء تلك التسريبات؛ لأنها كشفت اتفاقات سرية مع واشنطن بإمداد أوكرانيا بالأسلحة، ولكن في الخفاء؛ حتى لا يسبب ذلك عداءً مع روسيا، ما يعني أن العلاقات الأمريكية مع الغرب والدول الصديقة باتت على المحك بسبب تلك الوثائق بصرف النظر عن دقتها بشكل كامل.

وترسم الوثائق المسربة، والتي حمل بعضها عبارة ونصوص: “سري للغاية”، صورة موضحة للحرب في أوكرانيا، كما تقدِّم أيضًا معلومات حول الصين وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ونُقِل عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قولهم: إن الوثائق حقيقية، وبحسب الوثيقة المسربة أرسلت بريطانيا 50 جنديًّا من القوات الخاصة إلى أوكرانيا.

قوات خاصة غربية تعمل داخل أوكرانيا:

كشفت الوثائق أيضًا، المؤرخة في 23 مارس إلى وجود عدد صغير من القوات الخاصة الغربية العاملة داخل أوكرانيا دون تحديد أنشطتها، وتحتفظ المملكة المتحدة بأكبر وحدة 50، تليها لاتفيا 17، وفرنسا 15، والولايات المتحدة 14، وهولندا وحدة 1.

ويرى مراقبون وخبراء: أن الدول الغربية كالعادة تمتنع عن التعليق على مثل هذه القضايا الشائكة، لكن هذه التفاصيل من المرجح أن يتم استغلالها من قبل الاستخبارات الروسية، حيث تحدد الوثائق الموعد الذي ستكون فيه دستة من الألوية الأوكرانية الجديدة- التي يتم تجهيزها لشن هجوم المفترض في غضون الأسابيع المقبلة؛ ذلك أنها تذكر بتفاصيل دقيقة عدد الدبابات والسيارات المدرعة وقطع المدفعية التي يتم تزويدها من قِبَل الحلفاء الغربيين لأوكرانيا، كما تحتوي إحدى الخرائط على جدول زمني يقيِّم الظروف الأرضية في عموم شرقي أوكرانيا مع تقدم الربيع “بي بي سي”.

لماذا تريد أوكرانيا مئات الدبابات من الغرب؟

بحسب صحيفة الواشنطن بوست: فإن إحدى الوثائق تعبر عن الشكوك حول فرص أوكرانيا في النجاح في هجومها المضاد في الربيع المقبل، مشيرة إلى أن المشاكل في تأمين قوات كافية والحفاظ عليها قد ينجم عنها “مكاسب متواضعة على الأرض، حيث تم تحليل الصعوبات الأوكرانية في الحفاظ على دفاعاتها الجوية الحيوية، مع تحذيرات بأن كييف قد تعاني من نضوب في الصواريخ المهمة خلال الأشهر المقبلة.

كما تتضمن الوثائق أرقام الخسائر البشرية، حيث تشير إحداها إلى أن ما يصل إلى 223 ألف جندي روسي سقطوا ما بين قتيل وجريح، وأن العدد يصل إلى 131 ألف في الجانب الأوكراني، وهو ما شكك في خبراء وحتى من الجانب الأوكراني نفسه.

وفي ذات الوقت، نفى بعض المسؤولين الأوكرانيين دقة الوثائق الأمريكية، مشيرين إلى أنها قد تشكِّل حملة تضليل روسية، ولكن هناك مؤشرات على الإحباط والغضب لدى الجيش، في حين غرَّد المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك، قائلًا: “نحتاج إلى قَدْر أقل من التأمل في التسريبات، وقدر أكبر من الصواريخ بعيدة المدى من أجل إنهاء الحرب على نحو مناسب.”

هل خططت مصر سرًّا لتزويد روسيا بالصواريخ؟

كما تزعم الوثائق: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ المسؤولين المصريين بضرورة إبقاء إنتاج الصواريح لصالح روسيا سرًّا، وهو ما نفته الخارجية المصرية تمامًا، وأوضحت أنها أكاذيب باطلة لا أساس لها من الصحة.

كعادتها في نشر الأكاذيب والصحافة الصفراء: زعمت صحيفة الواشنطن بوست على حقِّ الاطلاع على وثيقة أخرى تعود إلى منتصف فبراير، حيث ادَّعت أن مصر كان لديها خطط لإنتاج 40 ألف صاروخ سرًّا لصالح روسيا “بي بي سي”.

وزعمت الصحيفة بالكذب: أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ المسؤولين بضرورة إبقاء الإنتاج والشحنات سرًّا “لتجنب المشاكل مع الغرب”.

وواصلت الصحيفة كذبها بالقول بأن الرئيس “سيأمر بالعمل بنظام الورديات إذا اقتضى الأمر؛ لأن ذلك هو أقل ما يمكن لمصر أن تفعله لترد الجميل لروسيا على المساعدة غير المحددة التي قدمتها سابقًا”، ولكن من غير الواضح ما المساعدة السابقة التي يشير إليها.

وعلى أرض الواقع إنه لا يوجد مؤشر أو دليل مادي مطلقًا على أن مصر مضت قدُمًا بصفقة البيع المقترحة إلى روسيا، ويرى مراقبون أنه من غير المعروف ما إذا كان هذا نتيجة لتحذير مباشر من واشنطن، لكن مصر هي واحدة من أكبر الحاصلين على المساعدات الأمنية الأمريكية، والتي تصل قيمتها إلى مليار دولار سنويًّا؛ الأمر الذي يمنح الإدارة الأمريكية ميزة كبيرة. “بي بي سي”.

ومن جهته: وصف الكرملين المزاعم تلك بأنها “مجرد إشاعة كاذبة أخرى”.

وقالت التسريبات الأمريكية: إن كوريا الجنوبية كانت منقسمة إزاء بيع أسلحة للاستخدام في أوكرانيا، ولكنَّ المستشارين ممزقون بين الاستجابة للضغط الأمريكي بإرسال ذخيرة إلى أوكرانيا وبين الالتزام بسياسة بلادهم التي تقضي بعدم تسليح دول في حالة حرب، حيث اقترح أحد المستشارين إرسال القذائف المدفعية إلى بولندا بدلًا من أوكرانيا؛ لتجنب الظهور بمظهر من استسلم للولايات المتحدة.

وفي إطار صفقة لإعادة التزويد تمت العام الماضي، أصرت سيول على أن الولايات المتحدة لا يمكنها تمرير القذائف المدفعية إلى أوكرانيا، وكانت سيول مترددة في تسليح أوكرانيا؛ لخوفها من إثارة غضب الدب الروسي.

وأثارت عملية تسريب الوثائق مخاوف أمنية في سيول، مع تساؤل سياسيي المعارضة عن كيفية اعتراض الولايات المتحدة لمثل هذه المحادثات عالية المستوى. “بي بي سي”.

اختبارات صينية لأسلحة تجريبية تفوق سرعة الصوت:

وقالت صحيفة الواشنطن بوست: إن الوثائق كشفت عن معلومات مفادها بأن بكين اختبرت أحد صواريخها التجريبية -وهو الصاروخ “دي أف – 27” الذي تفوق سرعته سرعة الصوت- في 25 فبراير الماضي، وحلق الصاروخ لمدة 12 دقيقة قطع فيها مسافة 2,100 كيلومتر، بحسب الوثائق المسربة.

وأفادت الصحيفة: بأن الصاروخ التجريبي كان يتمتع “بإمكانية عالية” لاختراق منظومات الدفاع الأمريكية ضد الصواريخ الباليستية، وشملت تحليلاتهم أيضًا تفاصيل تتعلق بسفينة حربية صينية جديدة وعملية إطلاق لصاروخ فضائي في مارس من شأنها تعزيز قدرات الصين في رسم الخرائط.

“بي بي سي”:

وثائق البنتاجون تحرج واشنطن:

سلطت مجموعة من وثائق البنتاغون السرية التي تم الكشف عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، ضوءًا جديدًا على حالة الحرب في أوكرانيا، حيث أظهرت مدى عمق اختراق الولايات المتحدة للجيش والاستخبارات الروسية، وكشفت أن واشنطن تتجسس على بعض أقرب حلفائها، مثلما تفعل مع خصومها “سكاى نيوز”.

وقدمت الوثائق المسربة تقييمًا لقوة آلة الحرب الروسية، كما أشارت إلى أن الجيش الأوكراني “في حالة يرثى لها”، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

تجسس على الحلفاء:

أظهرت التقارير الاستخباراتية: أن الولايات المتحدة تتجسس على القادة العسكريين والسياسيين لأوكرانيا، فضلًا عن حلفاء أميركيين مهمين آخرين، بما في ذلك إسرائيل وكوريا الجنوبية، وأدَّت الوثائق المسربة بالفعل إلى تعقيد العلاقات مع الدول الحليفة، مما أثار الشكوك حول قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على أسرارها “سكاى نيوز”.

ماذا عن معركة باخموت؟

وعن معركة باخموت الضارية، ركزت الوثائق المسربة على لحظات متصلة بالمعركة، بما في ذلك مناورتان للجيش الروسي عبر الحقول والقرى الواقعة إلى الشمال الغربي والجنوب الغربي للمدينة، بهدف تطويق القوات الأوكرانية بقطع طرق الإمداد، ووصفت الوثائق، المداولات العسكرية الأوكرانية الداخلية التي تطرقت لكيفية الرد، حيث قرر القادة العسكريون نشر وحدات النخبة من وكالة المخابرات العسكرية لصد الروس.

كما حدَّدت الوثائق المسربة أيضًا، النقص الحاد الذي يواجهه الجيش الأوكراني، وقالت الوثائق بصريح العبارة: “القوات الأوكرانية في 25 فبراير كانت محاصرة كليًا من قبل القوات الروسية في باخموت”.

فاغنر القوة الضاربة:

لا تزال مجموعة فاغنر التي يترأسها يفعيني بريجوجين، المعروفة بمهاراتها في ساحة المعركة، قوة بارزة، لا ينحصر تأثيرها في أوكرانيا، بل يمتد إلى جميع أنحاء العالم، وفقًا للوثائق، وتقول الوثائق: إن فاغنر تعمل بنشاط لإحباط المصالح الأمريكية في إفريقيا والعمل في هايتي.

ووفقًا لإحدى الوثائق السرية: التقى مبعوثون من فاغنر سرًّا بـ “جهات اتصال تركية” في فبراير الماضي، متسللين إلى أراضي الناتو بحثًا عن أسلحة ومعدات لاستخدامها في أوكرانيا “سكاى نيوز”.

الموساد في مأزق:

بحسب شبكة “سي إن إن”: فإن الوثائق المسربة شملت معلومات سرية حول إسرائيل بشأن استعداداتها لإرسال أسلحة قتالية إلى أوكرانيا، كما احتوت وثائق البنتاغون المسربة على تأكيد بأن قيادة الموساد، جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي، شجعت المواطنين وموظفيه على المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ووفقًا لواشنطن بوست، قالت وثيقة مسربة وصفت بأنها سرية للغاية: إنه في فبراير، دعا كبار قادة جهاز التجسس الموساد مسؤولي الموساد والمواطنين الإسرائيليين للاحتجاج على الإصلاحات القضائية المقترحة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، بما في ذلك عدة دعوات صريحة لمعارضة الحكومة الإسرائيلية”.

وبحسب الصحيفة: فإن التدخل المباشر في السياسة الإسرائيلية من قِبَل الموساد، وهو جهاز تجسس خارجي يُمنع من الخوض في الشؤون الداخلية، يعتبر اكتشافًا خطيرًا من نوعه لتدخلات الجهاز “سكاى نيوز”.

أمريكا تحقق في التسريبات:

من جهتها قالت وزارة العدل الأمريكية: إنها بدأت تحقيقًا في تسريب عدة وثائق عسكرية أمريكية سرية على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى، وإنها فتحت تحقيقًا لمحاولة تحديد مصدر تسريب وثائق سرية مرتبطة خصوصًا بالغزو الروسي لأوكرانيا “دوتش فيله”.

كذلك، فالتسريبات لا تشمل فقط تقارير ووثائق متعلقة بالصراع في أوكرانيا، لكنها تتعلق أيضًا بتحليلات حساسة جدًّا بشأن حلفاء الولايات المتحدة، وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس: “تواصلنا مع وزارة الدفاع حول ذلك وفتحنا تحقيقًا، ولكن نمتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات”.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين: إن هذه الوثائق جرى تزوير بعضها، لكن معظمها أصلية وتتوافق مع تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية متداولة في البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية، وَفْق المصدر نفسه، وبحسب سائل إعلام أمريكية، قد تكون هذه التسريبات مفيدة لموسكو، حيث إن هذه الوثائق تظهر مدى اختراق أجهزة المخابرات الأمريكية لأجزاء معينة من الجهاز العسكري الروسي، وبعضها يحتوي معلومات تتعلق بالمناقشات الداخلية للحكومات المتحالفة مع الولايات المتحدة “دوتش فيله”.

هل الاستخبارات الروسية وراء التسريبات؟

قال مسؤولون أمريكيون لرويترز: إنه من المرجح أن تكون روسيا أو عناصر موالية لها وراء تسريب تلك الوثائق العسكرية الأمريكية السرية على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى، وقال المسؤولون: إن الوثائق جرى تعديلها على ما يبدو لتقليل عدد القتلى والمصابين في صفوف القوات الروسية.

وأضافوا: إن تقييماتهم غير رسمية، ولا ترتبط بتحقيق يجري في عملية التسريب نفسها، وطلب المسؤولون الأمريكيون عدم نشر هوياتهم نظرًا لحساسية الأمر، وامتنعوا عن مناقشة تفاصيل الوثائق “دوتش فيله”.

الخلاصة:

– نستخلص من هذا التقرير أن النظام الدولي سوف يشهد تغيرًا لا محالة؛ عاجلًا أم آجلا، اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

– عدم ثقة الحلفاء بشكل كبير في الولايات المتحدة، وإن لم يظهر ذلك في العلن من بعض الدول، وبالتالي سوف تتجه البوصلة ناحية الشرق بعض “دول آسيا”.

– فقد أظهرت الوثائق المسربة بصرف النظر عن دقتها، إما إخفاقًا واختراقًا واضحًا وهذا ما أعلن عنه صراحة الرئيس بايدن، وبالتالي تفوق الاستخبارات الروسية على نظيرتها الأمريكية، وإما أنها خدعة، لكنها ستحدث تشققات كبيرة في العلاقات بين واشنطن والدول الصديقة، وهو ما عَبَّر عنه نشطاء غربيون.

– في تقديري: إن أوكرانيا ربما يأتي يوم لا تعد فيه دولة مهمة بالنسبة للغرب، وبالأخص بالنسبة لواشنطن؛ فالولايات المتحدة دخلت حربًا تُعتبر بالوكالة مع روسيا على الأراضي الأوكرانية لإنهاك موسكو عسكريًّا واقتصاديًّا؛ ليس إلا.

– كما مِن المرجح أيضًا: أن تتفرغ الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة بشكل أكبر لأزمة تايوان، وبالتالي فهى قد لا تغرب في الصراع في آنٍ واحدٍ مع دولتين عظميين: “الصين – روسيا”؛ لأن تايوان هى الشغل الشاغل لواشنطن، بل والعالم أجمع، حيث امتلاكها أكبر مصانع لـ”الرقائق الإليكترونية” حول العالم التي تستخدم في صناعات مهمة ودقيقة؛ بدءًا من البطاريات والسيارات والدبابات، وصولًا إلى الطائرات.

– ثبت بالدليل وبالواقع على الأرض: أن روسيا نجحت في مواجهة الغرب بما في ذلك واشنطن وتمويل الحرب، وهو ما دلل عليه قادة وعسكريون غربيون بأن كييف ليس لديها القدرة على استعادة مدينة واحدة خلال الربيع، وربما خلال العام الحالي بأكمله في ظل تأخر الدعم العسكري بسبب نفاذ الذخيرة، مع استمرار التقدم الروسي، لا سيما بعد ما حققه في “باخموت” التي تشهد معارك ضارية، ولا تزال منذ ثمانية أشهر، والسيطرة على 90% من المدينة، بما في ذلك بعض المصانع المهمة: كالفولاذ والصلب.

– إن صدامًا وشيكًا قد يقع بين الجيش الروسي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” في حال استمرار الاستفزاز الغربي لموسكو ومواصلة نشر قواته شرق أوروبا مع الحدود الروسية.

– قد تشهد العلاقات الأوروبية خلال الفترة المقبلة تقدمًا مع بعض النمور الأسيوية “الصين – الهند – إندونيسيا”، وإحدى دول أمريكا اللاتينية “البرازيل”، وهذا ما يعمل عليه حاليًا الرئيس لولا داسيلفا بعد زيارته للصين، وتراجعًا مع الولايات المتحدة الأمريكية.

المصادر:

– بي بي سي.

– سكاي نيوز.

– دوتش فيله.

– الكاتب نفسه.

https://www.bbc.com/arabic/world-65242187
https://www.skynewsarabia.com/world/1611544-%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%BA%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86
https://www.dw.com/ar/%D9%85%D8%A7-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7/a-65265861

التعليقات مغلقة.