fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

أحداث النيجر بين المطامع الفرنسية والظهور الروسي

91

أحداث النيجر بين المطامع الفرنسية والظهور الروسي

بدأت القصة قديمًا عندما استعمرت كلٌّ من فرنسا وبريطانيا  كثيرًا من دول إفريقيا، واستباحوا خيراتها، وبعد عقود من الاستعمار والاستغلال نالت دولها الاستقلال، إلّا أنه كان استقلالًا صوريًّا، وبالرغم من خروج جنودهم وآلياتهم العسكرية، إلًا أن فرنسا ظلَّت تسيطر على الأوضاع في إفريقيا وتستنزف ثرواتها، وتتدخل عسكريًّا ضد مصالح تلك الدول ويقتلون المدنيين، ويعبثون بالأرض التي كثيرًا ما أحسنت إليهم، ولا زال بعضها يدر إليهم النفع والرخاء، كما اعتمدت فرنسا عبر سنوات في إفريقيا أسلوب الفرنسية الإفريقية الذي يعتمد على التبعية الاقتصادية والعسكرية وفرضت على الدول الإفريقية رغم الاستقلال عملة الفرنك الفرنسي، واستحوذت على الموارد الطبيعية.

وتدخلت القوات العسكرية 5 مرات على مدار عقدين في عددٍ من الدول الإفريقية؛ كل هذه عوامل ساهمت في سخط الجيل الحالي في دول إفريقيا ضد فرنسا بجانب ما رسخ في الأذهان من جرائم الاستعمار في الماضي.

وطرقت كلٌّ من روسيا والصين إفريقيا من بوابة الاقتصاد والتنمية والاستثمارات، ورأت روسيا أن صلاحية فرنسا في إفريقيا قد انتهت، وأخرجت باريس من دولة تلو الأخرى ملوحة بيد الصداقة مع العسكريين الأفارقة وقادة الانقلابات هناك، ولم تدعم روسيا هذه الدول اقتصاديًّا بقدر العون العسكري والسياسي، إلَّا أن دول إفريقيا بما فيهم شعوبهم رأوها ملاذًا أقرب إليهم من فرنسا، وأزاحت روسيا فرنسا من مالي وبوركينافاسو وإفريقيا الوسطى وحاليًا النيجر، بجانب الوجود القوي لموسكو في مدغشقر وموزمبيق، وغينيا بيساو، والكونغو وأنجولا وزيمبابوي وغينيا وتشاد، وليبيا والسودان.

النيجر:

النيجر بلد حبيس تقع في غرب إفريقيا، ويحدها من الجنوب نيجيريا وبنين، ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي، ومن الشمال كلٌّ من الجزائر وليبيا، وتشاد من الشرق، وتبلغ مساحتها مليون و270 ألف كم مربع، وهي أكبر دول في غرب إفريقيا من حيث المساحة، وعدد سكانها تقريبًا 27 مليون نسمة 96% منهم مسلمون، وبها أكثر من ربع مليون لاجئ من مالي وبوركينافاسو بجانب 300 ألف نازح من النيجر نفسها، وعاصمتها مدينة نيامي ويمر بالنيجر “نهر النيجر”، وتغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، وتعاني الجفاف والتصحر، ورغم ما تملكه النيجر من الذهب واليورانيوم، وكثير من المعادن إلّا أنها أحد أفقر دول العالم وأقلها نمو.

ماذا حدث في النيجر؟

في الـ 26 من يوليو الماضي 2023 انقلبت  قوات الحرس الوطني على رئيس النيجر محمد بازوم الذي يتولى السلطة منذ إبريل 2021، وأعلن 9 قادة للحرس الوطني يرأسهم القائد أمادو عبد الرحمن الانقلاب عبر التليفزيون الرسمي واحتجاز الرئيس بازوم في القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي هو وأسرته ووزير خارجيته حسومي مسعودو، الخميس 27 يوليو، وفرضوا حظر تجوال في البلاد وعطلوا الدستور وأغلقوا الحدود، وشكلوا مجلس عسكري انتقالي يقود النيجر بقيادة الجنرال عمر تشياني قائد الحرس الوطني، الذي يعد وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية المدبر الأول للانقلاب بعد ما علم بنية الرئيس بازوم إقالته، وتبع الانقلاب دعم رئيس أركان جيش النيجر عبد الصديق عيسى للانقلاب حقنًا للدماء وفق قوله، ونصَّب اللواء عبد الرحمن تشياني نفسه رئيسًا للحكومة الانتقالية والمجلس العسكري، وأكد المجلس العسكري اعترافه بـ”بازوم” كرئيس شرعي للبلاد -قيد الاحتجاز-.

وبعد إعلان الانقلاب خرجت بيانات من عدة دول أوروبية وغربيةن على رأسهم: واشنطن وباريس يدينون الانقلاب ويطالبون الحرس الوطني بالتراجع والإفراج عن الرئيس بازوم، كما أصدرت هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” إنذارًا مدته سبعة أيام للجيش في جمهورية النيجر لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه، كما زار رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي إيتنو الرئيس بازوم في القصر الرئاسي من أجل وساطة لحل الخلاف دون جديد، كما اعتقل المجلس الرئاسي سياسيين بارزيين من بينهم وزيرة التعدين في الحكومة المطاح بها ورئيس الحزب الحاكم ووزير النفط ساني محمد وهو ابن الرئيس الأسبق محمد إيسوفو.

قرارات وتصريحات أعقبت الانقلاب:

أوقف المجلس العسكري في النيجر صادرات الذهب واليورانيوم إلى فرنسا، كما علقت فرنسا وبعض الدول الأوروبية وواشنطن وكندا مساعداتها للنيجر، وشددت كلٌّ من مالي وبوركينا فاسو على أن أي هجوم على النيجر سيعد هجوم عليهما، كما أكدت شركة Orano متعددة الجنسيات المملوكة لفرنسا، استمرار سيطرتها على 3 مناجم يورانيوم بالنيجر، وأن عملها لم يتأثر بالانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، وأنه الموظفين يعملون في موقع تعدين “أرليت” وسط الصحراء وهو أقرب للجزائر من النيجر ويقوم بحماية الموقع 300 جندي من نيجيريا، وأخرجت كلٌّ من فرنسا وإيطاليا رعاياهم من النيجر، كما ظهر تسجيل صوتي لقائد فاجنر يفجيني بريجوجين يقول فيه: إن الأحداث في النيجر كانت جزءًا من حرب الأمة ضد المستعمرين السابقين -فرنسا- الذين يحاولون كبح جماح شعوب الدول الإفريقية وملئها بالإرهابيين والعصابات المختلفة، مما يخلق أزمة أمنية هائلة.

انقلاب النيجر يهدد دول عربية:

أول الدول العربية التي يهددها انقلاب النيجر هي ليبيا بسبب الحدود الجنوبية الشاسعة مع شمال النيجر، وبسبب الفوضى وضعف المؤسسات الليبية فإن أي تطور للأحداث أو صراع في النيجر قد يؤدي لدخول آلاف النازحين والميليشيات، ومنها: داعش والقاعدة إلى ليبيا، وكذلك السودان لقربها الجغرافي من النيجر رغم عدم وجود حدود، كما أن قبيلة المحاميد التي ينحدر منها كثير من مقاتلين ميليشيات الدعم السريع، لها امتداد كبير في جنوب النيجر، وموريتانيا تواجه خطر أنها محاطة بدول كلها تقريبًا قام فيها انقلاب على السلطة الشرعية، وهي الوحيدة التي يقودها نظام دستوري وسط هذه الانقلابات.

والجزائر تواجه خطر زيادة أعداد المهاجرين إليها من النيجر؛ لأنها البلد الأغنى بين دول الساحل الإفريقي، كما أن نيامي ممر مهم للجزائر بإفريقيا الوسطى، والمشروعات بين الجزائر والنيجر مهددة بسبب الانقلاب، كما أن مشروع الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر مهدد هو الآخر بعد الانقلاب، وتلك التهديدات عائق كبير أمام التدخل العسكري الذي يأمله الغرب في النيجر لإعادة الأوضاع كما كانت، وظهر ذلك عبر تحذيرات الجزائر للجميع بأنها ترفض التدخل العسكري، كما رفضت استعمال فرنسا للمجال الجوي الجزائري.

روسيا وفرنسا:

فرنسا منذ انتهاء الاستعمار في إفريقيا، بدلت الاستعمار بالسيطرة على حكومات كثير من الدول الإفريقية، وكانت تقدم لهم دعمًا ماديًّا وأمنيًّا مقابل ثرواتها من الذهب واليورانيوم والمعادن والنفط، ومناجم مالي وإفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو والنيجر، وغيرها في الدول الإفريقية منذ عشرات السنين وحتى اليوم جعلت فرنسا ضمن أكبر احتياطيات الذهب في العالم، وبمرور السنوات أزاحت روسيا النفوذ الفرنسي، وسيطرت هي على عدد كبير من تلك الدول، وهي: وإفريقيا الوسطى ومدغشقر وموزمبيق، وغينيا بيساو، والكونغو الديمقراطية، وأنجولا وزيمبابوي، وبوركينا فاسو وغينيا، وتشاد ومالي، وبوركينافاسو، بجانب الوجود القوي في ليبيا والسودان، واليوم يربط كثير من المحللين موسكو بما يحدث في النيجر بسبب ما حدث في السنوات السابقة من انقلابات في الدول المجاورة، والتي كانت تتحكم فيها فرنسا وآلت السيطرة لروسيا على يد قوات فاجنر.

كما أن التظاهرات التابعة للمجلس العسكري في النيجر التي حاصرت مقر الجمعية الوطنية والسفارة الفرنسية في نيامي كانت ترفع أعلام روسيا وفاجنر، وتردد هتافات مناوئة لفرنسا، وتطالب برحيل قوات قوة برخان الفرنسية، كما وجَّه المتظاهرون التحية لروسيا وبوتين وأحرقوا العَلَم الفرنسي قائلين: “لدينا اليورانيوم والماس والذهب والنفط ونعيش مثل العبيد! لسنا بحاجة للفرنسيين للحفاظ على سلامتنا فلتسقط فرنسا”.

بالإضافة إلى أن قادة الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى كانوا من ضمن المدعوين في مؤتمر روسيا وإفريقيا في سان بطرسبرج، كما وقفوا خلف بوتين في المناورات البحرية في سان بطرسبرج في نفس يوم الانقلاب في النيجر.

اليوارنيوم والذهب ودور موسكو:

النيجر مصدر رئيسي لإمداد فرنسا باليوارنيوم والذهب، ومعادن أخرى، ويرجح خبراء أن تكون قرارات تعليق تصدير الذهب واليورانيوم من النيجر ومالي وبوركينافاسو، جزءًا من خطة لرفع الأسعار وتأمين المزيد من التدفقات النقدية لإدارة هذه البلاد، وفتح المجال أمام روسيا والصين للمزيد من التمدد في إفريقيا، ويشير مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الإفريقي، محمد علي كيلاني إلى أن تغيُّر القيادة في النيجر من دوره أن يكون في صالح روسيا، كما حدث في مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى؛ خاصةً بعد التقارب الروسي الجزائري الأخير، كما لم يستبعد المحلل السياسي أبو بكر عبد السلام وجود دور روسي في انقلاب النيجر في ظل تصاعد سيطرة روسية بدلًا عن فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، وحمَّل المحلل السياسي المقيم في باريس نزار الجليدي في تصريحات صحفية، فرنسا مسؤولية تراجعها السريع في غرب إفريقيا؛ لأنها تخلت عن التزاماتها تجاه دول غرب إفريقيا (في إشارة لوعود التنمية والأمن)، فأحدثت فجوة كبيرة لصالح روسيا بجانب رغبة النيجر ودول أخرى بالتغيير، والاتجاه نحو الشرق.

ويؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي الفرنسي دومينيك كارايول: إن نجاح انقلاب النيجر يعني سقوط النفوذ الفرنسي في الساحل الإفريقي؛ خاصةً بعد خروجها من دول الجوار، مثل: ليبيا ومالي وبوركينا فاسو، ونيجيريا وتشاد، وإفريقيا الوسطى.

جرائم فرنسا في إفريقيا -مالي نموذجًا-:

احتلت فرنسا مالي عام 1892 وارتكبت مجازر بحق سكانها الأصليين، وأعلنت اسمًا جديدًا لمالي وقتها: “السودان الفرنسية”، وحاولت تطهيرهم عرقيًّا، وبعد عشرات السنين من الجرائم والعنصرية وأعمال القتل، ونهب مقدرات مالي، حصلت مالي على الاستقلال بعد سنوات من المقاومة ضد الاستعمار، ورغم استقلال مالي عام عام 1960، إلّا أن باريس ظلت تحافظ على علاقتها القوية بالحكومات المتتابعة على مالي وتؤمن مصالحها الاقتصادية، وتركت آلاف القوات الفرنسية على طول الساحل الإفريقي على الحدود مع مالي ودول الساحل، وتسيطر على كل ما تستخرجه مالي وغيرها من دول إفريقيا من المعادن واليورانيوم والذهب، ما يعني أن ذلك الاستقلال كان صوريًّا.

وفي عام 2013، استعان الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا الموالي لفرنسا بجيشها لمكافحة داعش والميليشيات الإرهابية وبالفعل أرسلت فرنسا وقوات أوروبية أكثر من 5 ألاف جندي، وبعدها أرسلت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام تخطت الـ13 ألف جندي إلى جانب جيش مالي، ولمدة 9 سنوات باءت بفشل القوات الفرنسية والأوروبية، بل وظهر دعم تلك القوات للميليشيات الإرهابية من أجل مصالحهم، وعام 2020 انقلب المجلس العسكري بقيادة باماكو على السلطة وعزل الرئيس كيتا الموالي لفرنسا وبعد محاولات من فرنسا لفرض عقوبات على المجلس العسكري، أعلن باماكو عدم الترحيب بالسفير الفرنسي والقوات الفرنسية، حتى خرجت القوات الفرنسية بالكامل وحل محلها فاجنر والوجود الروسي.

وارتكبت فرنسا العديد من الجرائم بحق المدنين التي وصلت لحد القصف بالطيران بحجة مكافحة الإرهاب كما حدث عندما قصفت القوات الفرنسية مدنيين يحتفلون بعرس وقتلت 19 شخصًا، وأعلنت الأمم المتحدة بعد التحقيق عام 2021 أن القصف كان للقوات الفرنسية هناك، وأنها ارتكبت جريمة إنسانية بحق العائلة، حتى أعلنت مالي عام 2022 طرد جميع القوات الفرنسية وفسخ جميع الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية مع فرنسا، وطرد السفير الفرنسي، وخرجت بعد ذلك كل القوات العسكرية الفرنسية بالتدريج، والـ 9 سنوات التي قضتها فرنسا في مالي بحجة مكافحة الإرهاب كان نتيجتها استنزاف المقدرات من المعادن واليورانيوم والذهب.

الخلاصة:

إن الفقر المضجع الذي عاشه الأفارقة تحت حكم أو سيطرة الفرنسيين واستنزاف ثرواتهم لعقود، بجانب الماضي الأليم من الاستعمار وما تضمنه من إذلال وقتل وبطش، جعل الأجيال الحالية ترضى بأن بديلًا يخلصهم من الحكم المستبد والنظام الغربي الذي لا تنتهي أطماعه، وقد تكون الدول التي سمحت للروس بإزاحة الفرنسيين والتربع مكانهم على علم بأن موسكو ليست بالمدينة الفاضلة، إلّا أن ما رأوه على يد الغرب لم يترك لهم خيارًا، كما أن مقاومة ومنافسة روسيا ومن ورائها الصين للمعسكر الغرب قد يجعل كثيرين مما كبروا على كره واشنطن وحلفائها الأوروبيين يؤيدون المعسكر الشرقي، رغم أطماعه وجرائمه هو الآخر.

ولذا فإن المتوقع أن تشهد إفريقيا مزيدًا من الميل في كفة الشرق -روسيا والصين- في المستقبل، وقد لا تكون النيجر النهاية -رغم عدم انتهاء الأحداث واستمرار بعض التوقعات لتدخل عسكري في النيجر رغم مخاطره، ورفض الكثيرين له حتى نيجيريا أكبر دول إيكواس وأقواها عسكريًّا-؛ خاصةً بعد رفع بعض المسلحين السلاح على الجيش في تشاد، وفي المقابل: قد لا يصمت الغرب على ذلك مما ينذر بصراع مستقبلي في القارة تحديدًا للنفوذ الصيني أيضًا بجانب روسيا.

مصادر:

بي بي سي- النيجر: مجرد انقلاب عسكري أم خلاف مصالح غربية في إفريقيا؟- 28 يوليو 2023

الجزيرة- النيجر وجاراتها السبع- 6 أغسطس 2023

العربية- أكبر 20 دولة تملك احتياطي ذهب في العالم… بينها دولتان عربيتان!- 21 أغسطس 2022

سكاي نيوز-بالأرقام… تعرف على الدول التي تملك “أكبر احتياطي من الذهب”- 11يونيو 2019

سكاي نيوز- هل يؤثر انقلاب النيجر على الوضع الأمني في منطقة الساحل؟- 1 أغسطس 2023

سكاي نيوز- الصراع الروسي الفرنسي… النيجر خط تماس جديد- 28 يوليو 2023

سكاي نيوز- ما علاقة صراع روسيا وفرنسا بما يحدث في النيجر؟- 26 يوليو 2023

فرانس 24 – ماذا يحدث في النيجر… وما الوضع الحالي؟- 28 يوليو 2023

بي بي سي- انقلاب النيجر: ما قصة الأعلام الروسية؟ وكيف تنظر فرنسا والجزائر لما يحدث؟- 4 أغسطس 2023.

التعليقات مغلقة.