fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

تغيير العقيدة النووية الإيرانية وتداعياتها على البرنامج النووي والأمن الإقليمي

39

تغيير العقيدة النووية الإيرانية وتداعياتها على البرنامج النووي والأمن الإقليمي

لطالما انتهجت إيران سياسات غامضة حيال برنامجها النووي؛ إذ على الصعيد الرسمي، تؤكد طِهران أن برنامجها النووي سلمي لأهداف علمية وبحثية وطاقية، ولا تسعى إلى تطوير أسلحة وقنابل نووية وذرية، ولا أن تصبح قوة نووية في المنطقة، وتروِّج طِهران دائمًا في وسائل إعلامها المختلفة، لفتوى المرشد الأعلى بتحريم استخدام الأسلحة النووية، لكن وعلى أرض الواقع فإن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفي تمامًا ما تروج له طِهران عن سلمية برنامجها النووي، فقد تجاوزت إيران في تخصيبها لليورانيوم الحد الأقصى للحصول على الطاقة النووية السلمية.

إضافة لتطوير إيران لبرنامج صاروخي بمديات متعددة، قادر على حمل رؤوس حربية نووية وزعزعة استقرار المنطقة والعالم؛ هذا إلى جانب التدخلات الإيرانية في كلٍّ من: سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومحاولات إثارة الفتن والقلاقل في السُّعُودية والبحرين والأردن، وغيرها؛ ما أثار التساؤلات عن واقع الأهداف الإيرانية من وراء برنامجها النووي، وتداعياته على أمن المنطقة والعالم، وجاء التصريح الأخير لقائد هيئة حماية المنشآت النووية في إيران العميد “أحمد حق طلب” باحتمالية مراجعة العقيدة والسياسات النووية الإيرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة في السابق، لتعكس حقيقة الأهداف الإيرانية من وراء برنامجها النووي.

فمَا تفاصل تصريحات الساسة الإيرانيين الأخيرة حول تغيير العقيدة النووية الإيرانية؟ وما دوافع وأبعاد التصريحات الإيرانية؟ وما مستقبل المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب؟ وهل تسفر السياسات الإيرانية عن إطلاق سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط؟

يسلط مركز “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات، في هذا التقرير عبر دراساته وتحليلاته المختلفة الضوء على تفاصيل التصريحات الإيرانية بتغيير العقيدة النووية للبلاد، وتداعيات امتلاك إيران لترسانة نووية على الأمن الإقليمي والعالمي، في ظل عدوانية طهران تجاه العديد من دول المنطقة في السطور الآتية:

تفاصيل التصريحات الإيرانية بتغيير العقيدة النووية:

في الآونة الأخيرة تكررت عدة تصريحات لمسؤولين إيرانيين بخصوص البرنامَج النووي الإيراني، آخرها كان تصريح “كمال خرازي” مستشار المرشد الإيراني الأعلى “علي خامنئي” حيث قال: “إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا تعرضت لتهديد وجودي من قِبَل الكيان المحتل”، مشيرًا إلى قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي”، وفي تصريحات لوسائل إعلام، ذكر خرازي: “أن طهران لم تتخذ قرارًا بعد بصنع قنبلة نووية، ولكن إذا أصبح وجود إيران مهددًا، فلن يكون هناك أي خِيار سوى تغيير عقيدتها العسكرية”. (الجزيرة).

وتأتي تصريحات الساسة الإيرانيين، في ظل سلوك إيراني عدائي مزعزع للاستقرار في المنطقة، وبرنامج نووي أثار العديد من الشكوك حول طبيعة أهدافه؛ أكانت سلمية أم عسكرية؟ وجاءت تصريحات “رافائيل غروسي” مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة، لتحذر من قدرة إيران على امتلاك قنبلة نووية، حيث قال: “إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يزداد بما في ذلك المخصب بنسبة 60%، القريبة من المستوى المطلوب للأسلحة النووية، معربًا عن قلقه من تصريحات مسؤولين إيرانيين بشأن تغيير العقيدة النووية”. (الشرق الأوسط).

وعلى الرغم من سلمية البرنامَج النووي الإيراني من الناحية الرسمية؛ إلا أنه وبالنظر إلى التقدم الجاري والسريع في البرنامَج النووي الإيراني، والمستويات والكميات التي تنتجها إيران من اليورانيوم المخصب منذ عام 2021م، والتصريحات المختلفة القادمة من إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلا يمكن لطهران تجاهل أو تبرير ما حققته في مجال برنامجها النووي أمام العالم.

إذ وبحسب وكالات غربية عدة؛ فإن إيران باتت قادرة على إنتاج 3 قنابل نووية، وإذا ما عدنا إلى الفترة التي سبقت قصف الكيان المحتل القنصلية الإيرانية في دمشق، في وقت سابق من شهر إبريل 2024م، سنجد أن نبرة الحديث ارتفعت في إيران حول قدرتها على تطوير سلاح نووي وضرورته الملحة.

ففي يناير 2024م، تم سؤال “محمد إسلامي”، الرئيس الحالي لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية، في بث مباشر للتليفزيون الإيراني، عما إذا كان الوقت قد حان لإيران لامتلاك أسلحة نووية، وفي حين جادل إسلامي ضد امتلاكها، مستشهدًا بفتوى المرشد الأعلى، فإن مجرد طرح السؤال على التلفزيون الرسمي يشير إلى الجدل الداخلي المتزايد حول فائدة الأسلحة النووية وجدواها، في ظل صراعات إيران المتعددة في المنطقة.

ويبدوا أن طهران تسعى إلى انتهاج طريق بيونغ يانغ في الردع النووي؛ إذ إن عدائية إيران اتجاه دول المنطقة، وتحديدًا دول الخليج العربي قد دفعت دول المنطقة إلى التوجس من البرنامَج النووي الإيراني وتعزيز تحالفاتها مع القوي الغربية، وترى إيران في السلاح النووي أداة للردع واستقرار النظام الحاكم في طهران من جهة، ووسيلة لتعزيز النفوذ في الشرق الأوسط والهيمنة الإقليمية من جهة أخرى.

أبعاد التصريحات الإيرانية حول العقيدة النووية:

وعلى الصعيد الرسمي؛ فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تؤكد الطبيعية السلمية للبرنامج النووي الإيراني، كما لم تثبت الوكالة أيضًا أن طبيعة البرنامَج النووي الإيراني عسكري؛ إلا أن عديدًا من الخبراء والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، يعتقدون أن المستوى الحالي لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتراكم المخزون من اليورانيوم في إيران ليس له أي مبرر سلمي على الإطلاق.

ومن ناحية أخرى: عادة ما تصف طهران بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية التي تشترك في القلق في شأن الأنشطة النووية الإيرانية، بأنها بيانات وتصريحات سياسية، واللافت في الموضوع أنه لهذه اللحظة، فإن المسؤولين الإيرانيين ولإثبات ادعاءاتهم بأن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية، يستنجدون بفتوى المرشد “علي خامنئي”، في ديسمبر 2010م؛ إذ إن للمرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” القول الفصل في كل ما يتعلق بالسياسية الإيرانية بما فيها “برنامَج إيران النووي”، وفي عالم السياسية لا يمكن التعويل على فتوى المرشد.

وبالنظر إلى توقيت التصريحات المتتابعة للساسة الإيرانيين حول العقيدة النووية الإيرانية؛ إذ أتت بعد أسابيع قليلة من مسرحية المناوشات الإسرائيلية الإيرانية الهزلية الأخيرة، وتعرض أصفهان لهجوم نسب إلى الكيان المحتل قبل أسابيع قليلة بالرغم من عدم تأكيد الأخير، وجمود المفاوضات النووية مع الغرب؛ فيمكن القول: إن ادعاء “تغير العقيدة النووية” بينما لا تزال طبيعة الأنشطة النووية الإيرانية محل شك، قد يكون من أجل استفزاز الغرب لاستئناف المفاوضات أو بالفعل تهديدًا صريحًا، لكن هذا لا يعني أبدًا قَبُول مزاعم النظام الإيراني بأن طبيعة العقيدة النووية كانت سلمية لهذه اللحظة.

ومن الممكن اعتبار التصريحات الإيرانية الأخيرة نوعًا من أساليب الردع، أو تصدير الأزمات الإيرانية الداخلية إلى الخارج، في ظل سخط الشارع الإيراني على السياسات الحكومية التي أدت إلى زيادة الفقر والإخفاقات المتتالية؛ إذ إن رسم صورة للشعب الإيراني بوجود تهديد خطير تتعرض له إيران من قبل الولايات المتحدة والكيان المحتل والقوى الغربية، قد يهدأ من حدة الاحتقان الداخلي في إيران.

وبالنظر إلى انقسام الدوائر السياسية الإيرانية ما بين أصوليين وإصلاحيين؛ فإن السلطة في إيران ليست موحدة، فمن الممكن ألا تتفق جميع مراكز صنع القرار المختلفة على تغيير العقيدة النووية للبلاد؛ إلا إذا كانت الخلافات الظاهرية هي مجرد خدعة بهدف التمويه وممارسة تشويش متعمد على الخصوم عبر هذه الرسالة، خاصة أنه لا ينبغي علينا أن ننسى أن الحرس الثوري الإيراني والأشخاص المحيطين بالمرشد الإيراني قد احتكروا السلطة في إيران طيلة عقود عدة

مع ذلك سيظل المجتمع الدولي متشككًا في نوايا إيران، وقدرتها على متابعة مثل هذا الخطاب والتهديد بتغيير عقيدتها النووية، ويبدو أن الجهات الفاعلة العالمية ستستمر في مراقبة تصرفات إيران عن كثب، وعمليات التطوير المستمرة في البرنامَج النووي وسيكون هناك تخوف مستمر بشأن التداعيات المحتملة لأي خطوات إيرانية من شأنها أن تطلق سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط.

المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب:

وفي الوقت الحالي هناك 9 دول فقط حول العالم تمتلك ترسانات نووية متنوعة برية وبحرية وجوية، وهي “روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والصين، وبريطانيا، والهند، وباكستان، وكوريا الشِّمالية”؛ إضافة إلى الكيان المحتل الذي “لم يؤكد ولم ينفِ أبدًا” حيازته السلاح النووي إلا تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين بين حين وآخر. (اندبندنت عربية).

ويبدو أيضًا: أن احتمال لجوء إيران إلى التهديد النووي يعكس خوفها من عودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض؛ لذا فهي حاولت كسب نِقَاط في المفاوضات مع الغرب، وخاصة مع الولايات المتحدة عبر التهديد والتصعيد في المنطقة

وقد دفعت التصريحات الإيرانية الأوروبيين رغم التردد الأمريكي، إلى التحرك على صعيد المِلَفّ النووي الإيراني؛ مع طرحهم مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران مع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي بدأ أعماله مطلع يونيو الجاري؛ ورغم أن واشنطن تنفي رسميًّا أي ضغوطات للحد من جهود حلفائها الأوروبيين للضغط على إيران للتفاوض؛ إلا أنها تخشى أن يفاقم تحرك كهذا التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل. (سي إن إن عربية).

وفي خطوة لإدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للتهدئة مع إيران قبل حلول موعد الانتخابات، جرت قبل حادثة مصرع الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” ووزير خارجيته “أمير حسين عبد اللهيان” في حادث تحطم الطائرة التي كانت تقلهم أواخر مايو الماضي، مباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني في العاصمة العمانية مسقط، عبر الدور العربي الذي يقوم به المسؤولين في وزارة الخارجية العُمانية.

وهي أول جولة من الحوارات غير المباشرة بعد اللقاءات الثنائية التي تمت منتصف يناير الماضي 2024م، وحضر المباحثات عن الجانب الأمريكي “بريت ماكغورك” مستشار الرئيس “جو بايدن” لشؤون الشرق الأوسط “وأبرام بالي” القائم بأعمال المبعوث الأمريكي لإيران. (مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية).

ولم يتم الكشف عن أسماء الوفد الإيراني الذي حضر إلى عُمان؛ وسعى الأمريكان إلى طرح موضوع تهدئة الأوضاع وإيقاف التصعيد في المنطقة، والبدء بمفاوضات جديدة حول إنهاء مِلَفّ البرنامَج النووي الإيراني وتوقيع اتفاق جديد يرضي جميع الأطراف؛ وهذا الرأي يتلاءم والمصالح الإيرانية التي تسعى للحفاظ على نظامها السياسي وحلحلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الداخل الإيراني، عبر رفع الحصار الاقتصادي وإطلاق الأموال المجمدة والحد من عزلة النظام الإيراني الدولية.

الانتخابات الأمريكية والبرنامج النووي الإيراني:

ترى إدارة الرئيس الأمريكي – “جو بايدن” – الديموقراطية الحالية؛ أنها بحاجة إلى دور حاسم لبعض قضايا المنطقة، وأهمها: العِلاقة مع إيران؛ لتحقيق مكاسب انتخابية تفضي إلى فوز الرئيس الأمريكي بايدن بولاية ثانية، وهي ما تتناغم مع المنفعة الإيرانية في التوجس من فوز ترامب بالانتخابات القادمة، وهو الذي يتوعد النظام الإيراني بالتصدي لمشروعه السياسي في التمدد والنفوذ وتصعيد العقوبات الاقتصادية ضده. (العربية).

ويطالب النظام الإيراني بضمانات أمريكية بعدم العودة للعقوبات الاقتصادية والانسحاب من أي اتفاق للبرنامج النووي، وهذا ما لم تفعله الإدارة الأمريكية الحالية التي لا تزال تلاقي ضغوطًا سياسية كبيرة من أعضاء الحزب الجمهوري بعدم توقيع أي اتفاق مع إيران، وطرح الموضوع عبر المناظرات القادمة بين الرئيسين بايدن وترامب، وبغية إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني.

فقد غضت الإدارة الأمريكية الطرف عن قيام إيران بتصدير النفط والغاز عبر العديد من الوسائل والطرق التي تتبعها في التغلب على العقوبات، ولا زالت الصين تستقبل يوميًّا ما يقارب 1500 بِرْمِيل من النفط وبأسعار تفضيلية، وكذا الحال مع الهند، مع السماح بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪، على أن يبقى الحال كما هو حتى نهاية الانتخابات الأمريكية. (سكاي نيوز عربية).

ويبدو أن الولايات المتحدة وإيران خلال الفترة الأخيرة قد توصلوا إلى طريقة لإدارة خلافاتهم عبر التغاضي الأمريكي عن السلوك الإيراني، والحد من تصعيد الأذرع الإيرانية في المنطقة؛ بهدف تحقيق بايدن للفوز في الانتخابات الأمريكية القادمة.

فيمكن القول: إن مجمل الأحداث والوقائع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، إنما تعكس حقيقة الدور الأمريكي القائم على توظيف هذه الأحداث بما يتلاءم والحفاظ على دوره في المنطقة، والتمسك بأهدافه في التهدئة وعدم التصعيد واتباع أساليب براغماتية تتوافق والسياسة الإيرانية، بما يحقق للطرفين مزيدًا من الوجود والنفوذ وفق الرؤية الاستراتيجية والأهداف العليا للطرفين.

تداعيات امتلاك إيران السلاح النووي على الأمن الإقليمي والدولي

في ظل السلوك الإيراني المزعزع للأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي؛ فإن تراجع إيران عن عقيدتها الإيرانية، يعني ببساطة التراجع علنًا عن عقيدة عدم إنتاج سلاح نووي التي التزمت بالفتوى الشهيرة التي أصدرها المرشد الأعلى “على خامنئي” سابقًا. (بي بي سي عربية)، لكن معلوم أن إيران منذ وقت طويل، امتلكت التقنية النووية وتنتظر القرار السياسي بإنتاج أول قنبلة نووية والإعلان عنها، وشكوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي أكدت ذلك أكثر من مرة، وأشارت الوكالة إلى أن إيران تخصب اليورانيوم أكثر من المستويات المطلوبة، ويترتب على ذلك أن تصبح إيران دولة نووية علنًا.

وبالتالي أي تصعيد في المنطقة من شأنه أن يغير طبيعة الصراعات من استخدام للصواريخ والمسيرات والميلشيات والوكلاء في المنطقة، إلى مرحلة التهديد النووي لدول المنطقة، كما كان يحدث بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في الحرب الباردة أواسط وأواخر القرن الماضي؛ ما سيؤدي إلى إطلاق سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، فدول الإقليم لا يمكن أن تقبل بإيران نووية، وستعمل هي الأخرى على تطوير برامج نووية عسكرية خاصة بها.

كما تحمل التصريحات الإيرانية الأخيرة عن عقيدتها النووية؛ تصعيدًا مع المجتمع الدولي لأبعد مدى، وتأكيدًا على سياساتها بشأن الردع الإستراتيجي؛ من جهة أخرى: يمكن القول إن التصعيد في المنطقة، من شأنه أن يعجل من فكرة الوصول لاتفاق نووي قابل للتنفيذ، وقد يشمل تسويات عدة في المنطقة؛ أبرزها: مناوشات حزب الله اللبناني والكيان المحتل المستمرة.

الخلاصة:

– على الصعيد الرسمي؛ فإن البرنامَج النووي الإيراني برنامَج سلمي لأغراض بحثية وطاقية وعلمية، هذا ما تؤكده إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول العالم؛ أما على أرض الواقع، فإيران تعمل على تطوير ترسانة نووية عسكرية لتعزيز نفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية المحيطة، في ظل تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مِلَفّ إيران النووي، الذي تحدث عن تجاوز إيران للحد الأقصى للأنشطة النووية السلمية؛ هذا إلى جانب السياسة الإيرانية في المنطقة، وميلشياتها التي تنشط في أكثر من 4 دول عربية؛ ما زعزع الأمن الإقليمي العربي ودفع العديد من دول المنطقة إلى تعزيز تحالفاتها العسكرية والدولية، وأنتج حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

– لا يمكن القول بسلمية المشروع النووي الإيراني طوال السنوات الماضية في ظل فتوى المرشد الأعلى “علي خامنئي”، بتحريم الأسلحة النووية، بل إن إيران تستخدم شعار السلمية وفتوى المرشد وغيرها من التصريحات، من أجل الاقتراب من حيازة السلاح النووي، وتعكس تصريحات المسؤولين والساسة الإيرانيين الأخيرة، رغبة صانعي القرار في إيران بحيازة السلاح النووي، في ظل صراعات إيران المتعددة مع دول المنطقة، والعقوبات الاقتصادية المفروضة، والعزلة الدولية المستمرة.

– بالنظر إلى توقيت التصريحات الإيرانية الأخيرة، حول تغيير العقيدة النووية للبلاد؛ فيمكن القول: إن طهران تهدف إلى التصعيد لبدء حوار جديد مع الغرب، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، واحتمالية عودة الرئيس الجمهوري الأسبق “دونالد ترامب”، إلى البيت الأبيض والذي بدورة سيلجأ إلى ممارسة أقصى الضغوط الممكنة على النظام الإيراني، فيمَا أسماه ترامب سابقًا خلال فترة رئاسته: سياسات الضغوط القصوى على طهران.

المصادر:

الجزيرة

الشرق الأوسط

اندبندنت عربية

العربية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

العربية

سكاي نيوز عربية

بي بي سي عربية

التعليقات مغلقة.