fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

تحليل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. مستقبل السياسة الخارجية والبرنامج النووي في عهد ما بعد رئيسي

70

تعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية حدثًا سياسيًّا مهمًّا يؤثر على مستقبل البلاد في عدة مجالات، بما في ذلك السياسة الخارجية والبرنامج النووي، وتزداد أهمية هذا الموضوع في ضوء التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها إيران، وهنا سنستعرض لكم الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ونحلل مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية وبرنامجها النووي بعد الرئيس إبراهيم رئيسي.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية:

تُجرى الانتخابات الرئاسية في إيران كل أربع سنوات، وتُعد واحدة من أبرز المناسبات السياسية في البلاد، ويحق للمرشحين الترشح بعد مراجعة أهلية من قِبَل مجلس صيانة الدستور، الذي يتحكم بشكل كبير في تحديد من يحق له المنافسة، وتتميز الانتخابات الإيرانية بوجود تيارين رئيسيين: التيار المحافظ والتيار الإصلاحي.

ويدلي الإيرانيون بأصواتهم اليوم الجمعة لاختيار رئيس للبلاد من بين مرشحين؛ معظمهم من غلاة المحافظين في انتخابات مبكرة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

التيار المحافظ:

يهيمن التيار المحافظ في الوقت الحالي على المشهد السياسي الإيراني، ويمثل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي أبرز وجوه هذا التيار، يُعرف رئيسي بتوجهاته الصارمة وتبنيه لسياسات داخلية متشددة؛ إضافة إلى دعمه لزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، ويتوقع الكثيرون أن يكون للتيار المحافظ حظوظ قوية في الانتخابات، نظرًا لتحكمه في مؤسسات الدولة وتوجهاته المتسقة مع النظام الحاكم(1).

التيار الإصلاحي:

من جهة أخرى، يسعى التيار الإصلاحي إلى تحقيق تغييرات تدريجية في النظام السياسي الإيراني، وتخفيف القيود على الحريات العامة بحسب زعمه، وتحسين العلاقات مع الغرب؛ إلا أن هذا التيار يعاني هذا التيار من تراجع في التأثير خلال السنوات الأخيرة، لكنه لا يزال يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تطمح إلى التغيير والإصلاح.

وقد لعب التيار الإصلاحي دورًا مهمًّا في فترة رئاسة محمد خاتمي (1997-2005) وحسن روحاني (2013-2021)، حيث حاول كلاهما تحسين العلاقات مع الغرب وتخفيف التوترات الإقليمية والدولية(2).

تأثير الانتخابات على المجتمع الإيراني:

تلعب الانتخابات دورًا مهمًّا في تشكيل الرأي العام الإيراني والتأثير على مستويات المشاركة السياسية، وتتأثر نسبة المشاركة في الانتخابات بعوامل عدة، منها الثقة في النظام الانتخابي ومدى شعور الناخبين بأن أصواتهم تحدث فرقًا، فالانتخابات الرئاسية الماضية شهدت نسبة مشاركة منخفضة نسبيًّا، مما يعكس حالة من الإحباط بين الناخبين، خاصة بين الشباب الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان.

وعلى الرغم من هذه الحقائق؛ إلا أن دولة الفقيه تتحكم في مقاليد الحكم وخامنئي هو المتحكم الأول والأخير في مصير الشعب الإيراني والذي تخطى تأثيره إلى شعب بعض الدل الرئيسية في المنطقة من خلال الأذرع الشيعية التخريبية بها(3).

مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية:

تعتمد السياسة الخارجية الإيرانية بشكل كبير على خامنئي والرئيس والمحيطين به من صناع القرار، وتتميز السياسة الخارجية الإيرانية بالتعقيد والتنوع، حيث تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية، وتتأثر بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، هذا بالإضافة إلى محاولات نشر المد الشيعي في منطقة الشرق الأوسط وهو الحلقة التخريبية.

العلاقات مع الولايات المتحدة:

وشهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية تدهورًا ملحوظًا خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات قاسية على إيران، ومع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، تزايدت الآمال بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، لكن التقدم كان بطيئًا ومحدودًا.

ويتوقف مستقبل هذه العلاقات بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، كما يمكن أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى تغيير جذري في كيفية تعامل إيران مع الولايات المتحدة، سواء باتجاه مزيد من التوتر أو نحو فتح قنوات حوار جديدة(4).

العلاقات مع دول الخليج:

تتسم العلاقات الإيرانية مع دول الخليج بالتوتر، بسبب التنافس الإقليمي والنزاعات في اليمن وسوريا والعراق، وتسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم جماعات مسلحة حليفة، بينما تعمل دول الخليج، وخاصة السعودية، على مواجهة هذا النفوذ، فقد تشهد الفترة القادمة محاولات لتهدئة التوترات وتحسين العلاقات، خاصة إذا ما اختارت القيادة الإيرانية الجديدة تبني سياسات أكثر اعتدالًا.

وقد تكون هناك فرص لتحسين العلاقات من خلال مبادرات دبلوماسية أو تفاهمات إقليمية تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة(5).

العلاقات مع الصين وروسيا:

تعتمد إيران بشكل كبير على دعم الصين وروسيا لمواجهة الضغوط الغربية، وتعززت العلاقات الإيرانية مع هاتين الدولتين في السنوات الأخيرة، حيث وقعت إيران اتفاقيات اقتصادية وعسكرية إستراتيجية مع كلٍّ منهما، كما يعتبر استمرار هذه العلاقات مهماً لإيران لتحقيق التوازن في سياستها الخارجية وتجنب العزلة الدولية.

وتوفر الصين وروسيا لإيران دعمًا اقتصاديًّا وعسكريًّا حيويًّا، مما يساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية والعسكرية الناتجة عن العقوبات الغربية(6).

التحالفات الإقليمية والدولية:

تسعى إيران إلى بناء تحالفات إقليمية ودولية لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، وتلعب التحالفات مع دول، مثل: سوريا وحزب الله في لبنان دورًا مهمًّا في إستراتيجية إيران الإقليمية، كما تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها مع الدول النامية والمنظمات الدولية لتعزيز موقفها في مواجهة الضغوط الغربية.

كما تسعى إلى تمهيد الطريق أمام ميليشياتها التخريبية في كل ربوع العالم، وذلك في محاولة منها لإقناع العالم أنها تستطيع على أن تكون طرف فعَّال في المعادلة الدولية.

البرنامج النووي الإيراني:

يعتبر البرنامج النووي الإيراني من أكثر الملفات إثارة للجدل على الساحة الدولية، وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الطاقة، بينما تتهمها الدول الغربية بالسعي لتطوير أسلحة نووية، والحقيقة أنه لخدمة أهدافها الشيطانية في المنطقة.

الاتفاق النووي:

قد تم التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) في عام 2015، وكان يهدف إلى تقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 أعاد الملف النووي إلى الواجهة وأدى إلى تصاعد التوترات.

وتمثل العودة إلى الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق جديد تحديًا كبيرًا للقيادة الإيرانية الجديدة(7).

مستقبل البرنامج النووي بعد رئيسي:

تحت رئاسة الراحل إبراهيم رئيسي، تبنت إيران موقفًا أكثر تشددًا تجاه الغرب فيما يتعلق بالبرنامج النووي، حيث استمرت في توسيع أنشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، ويعكس هذا التوجه رغبة إيران في زيادة أوراق الضغط في المفاوضات.

التأثيرات الإقليمية والدولية للبرنامج النووي:

تمثل الأنشطة النووية الإيرانية مصدر قلق كبير لجيرانها في المنطقة والدول الغربية، وتخشى العديد من الدول أن يؤدي تطوير إيران لبرنامج نووي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، مما يزيد من عدم الاستقرار، كما أن امتلاك إيران لبرنامج نووي قوي يمكن أن يعزز موقفها التفاوضي ويمنحها قدرة أكبر على التأثير في السياسة الإقليمية والدولية(8).

 السيناريوهات المحتملة لمستقبل البرنامج النووي:

يمكن أن تتراوح السيناريوهات المحتملة لمستقبل البرنامج النووي الإيراني بين استمرار التوتر والتصعيد أو العودة إلى الدبلوماسية والمفاوضات، ويعتمد هذا بشكل كبير على هوية الرئيس الجديد وتوجهاته، وكذلك على التغيرات في السياسة الدولية والتوازنات الإقليمية، ومن الممكن أن نطلق على الانتخابات أنها مسرحية هزلية محكوم عليها من قبل، وأن الرئيس القادم سيكون الابن البار بخامنئي، ومهما كان السيناريو المتوقع تنفيذه فسيكون وفق أوامر خامنئي؛ لأنه الدولة الإيرانية هي دولة الفقيه كما يترك عليها.

السيناريوهات المحتملة:

السيناريو الأول: استمرار النهج المتشدد.

إذا فاز مرشح محافظ في الانتخابات الرئاسية القادمة، فمن المتوقع أن يستمر النهج المتشدد في السياسة الخارجية وسياسة الميليشيات التخريبية والبرنامج النووي.

وقد تتصاعد التوترات مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة؛ مما يزيد من عزلة إيران ويعقد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى استمرار العقوبات وتفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

السيناريو الثاني: عودة إلى الدبلوماسية:

في حال فوز مرشح إصلاحي، قد نشهد تغييرات في السياسة الخارجية الإيرانية باتجاه مزيد من الانفتاح والدبلوماسية، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى استئناف المفاوضات النووية مع الغرب وتحسين العلاقات مع دول الخليج، مما يخفف من الضغوط الاقتصادية ويتيح لإيران فرصة أكبر لتحقيق الاستقرار الداخلي.

وهذا السيناريو يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الغربية ودول المنطقة، مما يعزز من النمو الاقتصادي والتنمية.

السيناريو الثالث: توازن بين التشدد والدبلوماسية:

يمكن أن يتبنى الرئيس القادم سياسة تجمع بين التشدد والدبلوماسية، حيث يستمر في تعزيز القدرات النووية كوسيلة للضغط، لكنه في الوقت نفسه يفتح قنوات حوار مع الغرب ودول المنطقة، وهذا السيناريو يتطلب مرونة وحنكة سياسية لتحقيق التوازن المطلوب.

وقد يكون هذا النهج الأكثر واقعية، حيث يتيح لإيران استخدام قوتها النووية كأداة تفاوضية مع الحفاظ على قنوات مفتوحة للحوار والدبلوماسية.

السيناريو الرابع: التغيرات الداخلية وتأثيرها على السياسة الخارجية:

يمكن أن تؤدي الانتخابات الرئاسية أيضًا إلى تغييرات داخلية تؤثر على السياسة الخارجية في حال حدوث تغيرات داخلية كبيرة، مثل تحسين حقوق الإنسان وتخفيف القيود على الحريات العامة، قد تشهد إيران تحسينًا في علاقاتها مع الغرب وزيادة في الدعم الدولي.

هذه التغيرات يمكن أن تساهم في تخفيف العقوبات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد(9).

الخاتمة:

الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعتبر حدثًا محوريًّا يحدد مستقبل البلاد على الصعيدين: الداخلي والخارجي، وهي عبارة عن مسرحية بحبكة درامية لخدمة أهداف الخميني ومخططاته.

كما يتوقف مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية وبرنامجها النووي على قدرة القيادة الجديدة على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية، وتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والضغوط الخارجية.

ولا تعتبر إيران دولة كباقي الدول تحب التعايش في سلام، ولكنها دولة تعيش على ركام الشعوب وبقايا الدول، وليس العراق ببعيد، ولا سوريا من الماضي، ولكنها دول تعتبر رئيسية في المنطقة وجدنا ميلشيات إيران وأذرعها تعمل بكل جهد لتخريب البلاد والعباد، واستكمال لمسلسل التخريب وجدنا ما وجدنا في اليمن من محاولات للتسلق واستغلال القضايا العربية والإسلامية للتسلل إلى قلوب وعواطف الشعوب، ولكن مهما جرى وحصل فستبقى الحقيقة حقيقة وهي لا إيران شيعية ولا خمينية إيران ستعود وستكون سنيه.

1_ العربي

2_ الجزيرة

3_ معهد واشنطن للدراسات

4_ مركز أبعاد

5_ بي بي سي

6_ إيران  إنترناشيونال

7_ الحرة

8_ جادة إيران

9_ مركز المستقبل

تحليل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. مستقبل السياسة الخارجية والبرنامج النووي في عهد ما بعد رئيسي

تعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية حدثًا سياسيًّا مهمًّا يؤثر على مستقبل البلاد في عدة مجالات، بما في ذلك السياسة الخارجية والبرنامج النووي، وتزداد أهمية هذا الموضوع في ضوء التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها إيران، وهنا سنستعرض لكم الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ونحلل مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية وبرنامجها النووي بعد الرئيس إبراهيم رئيسي.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية:

تُجرى الانتخابات الرئاسية في إيران كل أربع سنوات، وتُعد واحدة من أبرز المناسبات السياسية في البلاد، ويحق للمرشحين الترشح بعد مراجعة أهلية من قِبَل مجلس صيانة الدستور، الذي يتحكم بشكل كبير في تحديد من يحق له المنافسة، وتتميز الانتخابات الإيرانية بوجود تيارين رئيسيين: التيار المحافظ والتيار الإصلاحي.

ويدلي الإيرانيون بأصواتهم اليوم الجمعة لاختيار رئيس للبلاد من بين مرشحين؛ معظمهم من غلاة المحافظين في انتخابات مبكرة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

التيار المحافظ:

يهيمن التيار المحافظ في الوقت الحالي على المشهد السياسي الإيراني، ويمثل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي أبرز وجوه هذا التيار، يُعرف رئيسي بتوجهاته الصارمة وتبنيه لسياسات داخلية متشددة؛ إضافة إلى دعمه لزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، ويتوقع الكثيرون أن يكون للتيار المحافظ حظوظ قوية في الانتخابات، نظرًا لتحكمه في مؤسسات الدولة وتوجهاته المتسقة مع النظام الحاكم(1).

التيار الإصلاحي:

من جهة أخرى، يسعى التيار الإصلاحي إلى تحقيق تغييرات تدريجية في النظام السياسي الإيراني، وتخفيف القيود على الحريات العامة بحسب زعمه، وتحسين العلاقات مع الغرب؛ إلا أن هذا التيار يعاني هذا التيار من تراجع في التأثير خلال السنوات الأخيرة، لكنه لا يزال يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تطمح إلى التغيير والإصلاح.

وقد لعب التيار الإصلاحي دورًا مهمًّا في فترة رئاسة محمد خاتمي (1997-2005) وحسن روحاني (2013-2021)، حيث حاول كلاهما تحسين العلاقات مع الغرب وتخفيف التوترات الإقليمية والدولية(2).

تأثير الانتخابات على المجتمع الإيراني:

تلعب الانتخابات دورًا مهمًّا في تشكيل الرأي العام الإيراني والتأثير على مستويات المشاركة السياسية، وتتأثر نسبة المشاركة في الانتخابات بعوامل عدة، منها الثقة في النظام الانتخابي ومدى شعور الناخبين بأن أصواتهم تحدث فرقًا، فالانتخابات الرئاسية الماضية شهدت نسبة مشاركة منخفضة نسبيًّا، مما يعكس حالة من الإحباط بين الناخبين، خاصة بين الشباب الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان.

وعلى الرغم من هذه الحقائق؛ إلا أن دولة الفقيه تتحكم في مقاليد الحكم وخامنئي هو المتحكم الأول والأخير في مصير الشعب الإيراني والذي تخطى تأثيره إلى شعب بعض الدل الرئيسية في المنطقة من خلال الأذرع الشيعية التخريبية بها(3).

مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية:

تعتمد السياسة الخارجية الإيرانية بشكل كبير على خامنئي والرئيس والمحيطين به من صناع القرار، وتتميز السياسة الخارجية الإيرانية بالتعقيد والتنوع، حيث تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية، وتتأثر بالعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، هذا بالإضافة إلى محاولات نشر المد الشيعي في منطقة الشرق الأوسط وهو الحلقة التخريبية.

العلاقات مع الولايات المتحدة:

وشهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية تدهورًا ملحوظًا خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات قاسية على إيران، ومع وصول الرئيس جو بايدن إلى السلطة، تزايدت الآمال بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، لكن التقدم كان بطيئًا ومحدودًا.

ويتوقف مستقبل هذه العلاقات بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، كما يمكن أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى تغيير جذري في كيفية تعامل إيران مع الولايات المتحدة، سواء باتجاه مزيد من التوتر أو نحو فتح قنوات حوار جديدة(4).

العلاقات مع دول الخليج:

تتسم العلاقات الإيرانية مع دول الخليج بالتوتر، بسبب التنافس الإقليمي والنزاعات في اليمن وسوريا والعراق، وتسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم جماعات مسلحة حليفة، بينما تعمل دول الخليج، وخاصة السعودية، على مواجهة هذا النفوذ، فقد تشهد الفترة القادمة محاولات لتهدئة التوترات وتحسين العلاقات، خاصة إذا ما اختارت القيادة الإيرانية الجديدة تبني سياسات أكثر اعتدالًا.

وقد تكون هناك فرص لتحسين العلاقات من خلال مبادرات دبلوماسية أو تفاهمات إقليمية تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة(5).

العلاقات مع الصين وروسيا:

تعتمد إيران بشكل كبير على دعم الصين وروسيا لمواجهة الضغوط الغربية، وتعززت العلاقات الإيرانية مع هاتين الدولتين في السنوات الأخيرة، حيث وقعت إيران اتفاقيات اقتصادية وعسكرية إستراتيجية مع كلٍّ منهما، كما يعتبر استمرار هذه العلاقات مهماً لإيران لتحقيق التوازن في سياستها الخارجية وتجنب العزلة الدولية.

وتوفر الصين وروسيا لإيران دعمًا اقتصاديًّا وعسكريًّا حيويًّا، مما يساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية والعسكرية الناتجة عن العقوبات الغربية(6).

التحالفات الإقليمية والدولية:

تسعى إيران إلى بناء تحالفات إقليمية ودولية لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، وتلعب التحالفات مع دول، مثل: سوريا وحزب الله في لبنان دورًا مهمًّا في إستراتيجية إيران الإقليمية، كما تسعى إيران إلى تعزيز علاقاتها مع الدول النامية والمنظمات الدولية لتعزيز موقفها في مواجهة الضغوط الغربية.

كما تسعى إلى تمهيد الطريق أمام ميليشياتها التخريبية في كل ربوع العالم، وذلك في محاولة منها لإقناع العالم أنها تستطيع على أن تكون طرف فعَّال في المعادلة الدولية.

البرنامج النووي الإيراني:

يعتبر البرنامج النووي الإيراني من أكثر الملفات إثارة للجدل على الساحة الدولية، وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الطاقة، بينما تتهمها الدول الغربية بالسعي لتطوير أسلحة نووية، والحقيقة أنه لخدمة أهدافها الشيطانية في المنطقة.

الاتفاق النووي:

قد تم التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) في عام 2015، وكان يهدف إلى تقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 أعاد الملف النووي إلى الواجهة وأدى إلى تصاعد التوترات.

وتمثل العودة إلى الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق جديد تحديًا كبيرًا للقيادة الإيرانية الجديدة(7).

مستقبل البرنامج النووي بعد رئيسي:

تحت رئاسة الراحل إبراهيم رئيسي، تبنت إيران موقفًا أكثر تشددًا تجاه الغرب فيما يتعلق بالبرنامج النووي، حيث استمرت في توسيع أنشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، ويعكس هذا التوجه رغبة إيران في زيادة أوراق الضغط في المفاوضات.

التأثيرات الإقليمية والدولية للبرنامج النووي:

تمثل الأنشطة النووية الإيرانية مصدر قلق كبير لجيرانها في المنطقة والدول الغربية، وتخشى العديد من الدول أن يؤدي تطوير إيران لبرنامج نووي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، مما يزيد من عدم الاستقرار، كما أن امتلاك إيران لبرنامج نووي قوي يمكن أن يعزز موقفها التفاوضي ويمنحها قدرة أكبر على التأثير في السياسة الإقليمية والدولية(8).

 السيناريوهات المحتملة لمستقبل البرنامج النووي:

يمكن أن تتراوح السيناريوهات المحتملة لمستقبل البرنامج النووي الإيراني بين استمرار التوتر والتصعيد أو العودة إلى الدبلوماسية والمفاوضات، ويعتمد هذا بشكل كبير على هوية الرئيس الجديد وتوجهاته، وكذلك على التغيرات في السياسة الدولية والتوازنات الإقليمية، ومن الممكن أن نطلق على الانتخابات أنها مسرحية هزلية محكوم عليها من قبل، وأن الرئيس القادم سيكون الابن البار بخامنئي، ومهما كان السيناريو المتوقع تنفيذه فسيكون وفق أوامر خامنئي؛ لأنه الدولة الإيرانية هي دولة الفقيه كما يترك عليها.

السيناريوهات المحتملة:

السيناريو الأول: استمرار النهج المتشدد.

إذا فاز مرشح محافظ في الانتخابات الرئاسية القادمة، فمن المتوقع أن يستمر النهج المتشدد في السياسة الخارجية وسياسة الميليشيات التخريبية والبرنامج النووي.

وقد تتصاعد التوترات مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة؛ مما يزيد من عزلة إيران ويعقد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى استمرار العقوبات وتفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية، مما يزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

السيناريو الثاني: عودة إلى الدبلوماسية:

في حال فوز مرشح إصلاحي، قد نشهد تغييرات في السياسة الخارجية الإيرانية باتجاه مزيد من الانفتاح والدبلوماسية، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى استئناف المفاوضات النووية مع الغرب وتحسين العلاقات مع دول الخليج، مما يخفف من الضغوط الاقتصادية ويتيح لإيران فرصة أكبر لتحقيق الاستقرار الداخلي.

وهذا السيناريو يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الغربية ودول المنطقة، مما يعزز من النمو الاقتصادي والتنمية.

السيناريو الثالث: توازن بين التشدد والدبلوماسية:

يمكن أن يتبنى الرئيس القادم سياسة تجمع بين التشدد والدبلوماسية، حيث يستمر في تعزيز القدرات النووية كوسيلة للضغط، لكنه في الوقت نفسه يفتح قنوات حوار مع الغرب ودول المنطقة، وهذا السيناريو يتطلب مرونة وحنكة سياسية لتحقيق التوازن المطلوب.

وقد يكون هذا النهج الأكثر واقعية، حيث يتيح لإيران استخدام قوتها النووية كأداة تفاوضية مع الحفاظ على قنوات مفتوحة للحوار والدبلوماسية.

السيناريو الرابع: التغيرات الداخلية وتأثيرها على السياسة الخارجية:

يمكن أن تؤدي الانتخابات الرئاسية أيضًا إلى تغييرات داخلية تؤثر على السياسة الخارجية في حال حدوث تغيرات داخلية كبيرة، مثل تحسين حقوق الإنسان وتخفيف القيود على الحريات العامة، قد تشهد إيران تحسينًا في علاقاتها مع الغرب وزيادة في الدعم الدولي.

هذه التغيرات يمكن أن تساهم في تخفيف العقوبات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد(9).

الخاتمة:

الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعتبر حدثًا محوريًّا يحدد مستقبل البلاد على الصعيدين: الداخلي والخارجي، وهي عبارة عن مسرحية بحبكة درامية لخدمة أهداف الخميني ومخططاته.

كما يتوقف مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية وبرنامجها النووي على قدرة القيادة الجديدة على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية، وتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والضغوط الخارجية.

ولا تعتبر إيران دولة كباقي الدول تحب التعايش في سلام، ولكنها دولة تعيش على ركام الشعوب وبقايا الدول، وليس العراق ببعيد، ولا سوريا من الماضي، ولكنها دول تعتبر رئيسية في المنطقة وجدنا ميلشيات إيران وأذرعها تعمل بكل جهد لتخريب البلاد والعباد، واستكمال لمسلسل التخريب وجدنا ما وجدنا في اليمن من محاولات للتسلق واستغلال القضايا العربية والإسلامية للتسلل إلى قلوب وعواطف الشعوب، ولكن مهما جرى وحصل فستبقى الحقيقة حقيقة وهي لا إيران شيعية ولا خمينية إيران ستعود وستكون سنيه.

1_ العربي

2_ الجزيرة

3_ معهد واشنطن للدراسات

4_ مركز أبعاد

5_ بي بي سي

6_ إيران  إنترناشيونال

7_ الحرة

8_ جادة إيران

9_ مركز المستقبل

التعليقات مغلقة.