fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

النووي الإيراني… هل يُشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط؟

95

النووي الإيراني… هل يُشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط؟

الذرة من أجل السلام… مشروع أمريكي تحوَّل بعد عشرات السنوات إلى الخطأ الذي لا يُغتفر الذي ارتكبته واشنطن قبل أكثر من 50 عامًا؛ مشروع أرادت أمريكا نشر التكنولوجيا والعلوم النووية عبره لأهداف سلمية، وليكسب الجميع منه، لكن الواقع تغير.

قنابل نووية باتت تتحرك في مختلف أنحاء العالم، وقلق مستمر لواشنطن لن يتوقف، ولسان حال الأمريكان اليوم: ماذا فعلنا بأنفسنا وبالعالم؟! نووي لدى إيران وضعتْ أمريكا حجر الأساس له، وبات فيما بعد صداعًا لها!

تهديد نووي واغتيالات؛ حروب تقرع طبولها بهدوء، وخطر يهدد الشرق الأوسط بالكامل، مَن سيُنهي ذلك البرنامج؟ وهل حقًّا صنعت إيران قنبلتها النووية أم أنها تريد النووي من أجل أهداف سلمية؟!

يركز موقع “رواق” للأبحاث والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النقاط المهمة حول البرنامج النووي الإيراني، وسعي دول منطقة الشرق الأوسط إلى تطوير برامج نووية مشابهة.

بداية البرنامج النووي الإيراني:

في خمسينيات القرن الماضي، بدأ العالم يتنفس قليلًا بعد سنوات قليلة من نهاية الحرب العالمية الثانية التي دمرت دولًا كاملة، وأعادت أخرى لنقطة الصفر، وبعثرت في ذات الوقت أوراق الكوكب كله، لكن وفي جزء من الكوكب، وفي موقع إستراتيجي، كانت هناك دولة تبني مشروعها الطموح بدعم من واشنطن القائد الجديد للكوكب، والذي دخل حربه الباردة للتو مع الاتحاد السوفيتي.

إيران تطلق مشروعها النووي؛ لم يحدث ذلك في عهد جمهورية الخميني، بل في عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي؛ الذي وضعت واشنطن دولته ضمن برنامجها الأكبر الذي عُرِف باسم: “الذرة من أجل السلام”.

حكومات أوروبية غربية ومعهم الولايات المتحدة شاركوا في تدشين برنامج إيران النووي، فقد وصل أول المفاعلات النووي إلى طهران قادمًا من واشنطن؛ وذلك كهدية قُدِّمت للدولة الصديقة حينها؛ إذ أرسلت واشنطن مفاعل للأبحاث النووية السلمية شيد وشغل في جامعة طهران عام 1967م؛ هدية كانت بداية لمشروع أكبر قدَّمته أمريكا لطهران ينص على بناء 5 – 7 مفاعلات كهرونووية؛ لكن الكلفة العالية للمفاعلات الأمريكية دفعت شاه إيران لرفض العرض، واتجه بدلًا من ذلك إلى شركة في ألمانيا الغربية آنذاك.

إذ تقرر حينها بناء مفاعلين كهرونوويين في مدينة بوشهر جنوب البلاد، وبالفعل بدأ العمل فيهما عام 1974م وكما جرت العادة مع الشاه لابد للأحلام أن تتحطم؛ 5 أعوام فقط مرت على المشروع الحلم وأنجز منه أكثر من 80% بدعم مستمر من واشنطن، حتى جاءت لحظة الصفر وتغير كل شيء، رحل الشاه وتوقف المشروع النووي لإيران، وما جاء بعد ذلك كان صداعًا مستمرًا لن يتوقف لواشنطن. (الجزيرة).

ثورة الخميني في إيران:

العام 1979م ثورة تندلع في إيران وتطيح بالشاه وحلمه معًا؛ الخميني يهبط بطائرته في طهران قادمًا من باريس، ليعلن قيادة الثورة واستحواذه على الدولة؛ هذا المشهد ليس بسيطًا، فقد كان يحمل معه عدوًّا جديدًا لواشنطن، وأين الدولة الصديقة القديمة؟

أما عن النووي فأخذ خطًا مختلفًا في مسيرته الطبيعية؛ ففي البداية توقف العمل على المشروع النووي بالكامل، خصوصًا في مفاعل بوُشهر وأمر روح الله الخميني حينها بحل أبحاث الأسلحة النووية السلمية للبرنامج معتبرًا أن هذه الأسلحة والأبحاث النووية محظورة بموجب الأخلاق والفقه الإسلامي.

ورغم أن الخميني أوقف المشروع بفتوى، لكنه أعاده بعد ضربه؛ سنوات قليلة فقط واندلعت الحرب العراقية الإيرانية والتي أعادت البلدين لنقطة الصفر، ونفذ خلالها صدام حسين الرئيس العراقي آنذاك الغارة الأهم؛ حيث قصف المفاعلين النوويين لطهران عام 1987م، ولم يعتقد هو الآخر أنه سيُعيد إحياء مشروع كانت واشنطن تبحث عن شخص يلقي به في سلة المهملات، ويبعد إيران عنه بأي شكل، لكن الضربة العراقية أتت بنتائج عكسية لصدام حسين وأمريكا، فالهدية التي بعثتها واشنطن سيُعاد إحياؤها، وستبقى بيد الأعداء لا الأصدقاء؛ إذ قررت إيران بعد الضربة إجراء أبحاث جديدة حول المشروع النووي ليسمح بعد الدراسة بإعادة تشغيل المشروع مرة أخرى. (بي بي سي عربية).

مخاوف إيران الأمنية والسعي المستمر للتسلح النووي:

السلاح النووي هو سلاح الأسلحة، والقوة الأكثر تدميرًا التي عرفها البشر طوال تاريخهم، ومن دون أي مقارنة مع أي سلاح آخر، وبعد الحرب العالمية الثانية وما رآه الناس من القوة التدميرية الهائلة في قنبلتي: ناجازاكي وهيروشيما اللتين أجبرتا اليابان على الاستسلام، بعد ذلك أصبح هذا السلاح قوة ردع، وليس قوة هجوم.

واستمر الحال عقودًا على سلاح تمتلكه الدول الخمس العظمى في العالم، المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وهم: (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا)، حتى التحق بهم دولتان، هما: الهند وباكستان، واستطاعت كوريا الشمالية، والكيان الصهيُوني تطوير ترسانات نووية هم أيضًا.

فالسلاح النووي سلاح ذو حدين، فقد يُستخدم لمنع نشوب حروب جديدة، وقد يؤدي إلى دمار شامل؛ خاصة إذ كان تحت تصرف أيديولوجية إرهابية متطرفة. وبين هذا وذاك يمكن لإيران تقليص تلك المخاوف في حاله امتلاكها السلاح النووي، فبمجرد امتلاك السلاح النووي تشعر الدولة التي تملكه بعلو المكانة والإحساس بالاطمئنان، والذي يمنحها الحرية السياسية جراء الحصول على القوة الرادعة.

وفي حالة حصول إيران على السلاح النووي، فسوف يعطي النظام الإيراني الثقة بالنفس بحيث يستطيع أن يُفعِّل الدبلوماسية أكثر مما هو عليه الآن؛ خصوصًا في القضايا العالقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو على الصعيد الإقليمي، والذي تبحث فيه إيران لنفسها عن مكانة أكبر، ودور فعال يليق بمطامحها الإقليمية.

ويمكن إيجاز بعض النتائج التي ستتوفر لإيران حال امتلاكها السلاح النووي:

– أن الرادع النووي سيتيح لإيران القدرة على منافسة القوى الإقليمية الأخرى، مثل: الكيان الصهُيوني، والهند وباكستان، والسعودية ومصر، والتي تنمو قدراتها العسكرية التقليدية وغير التقليدية نموًّا ملحوظًا، ومِن ثَمَّ فإنه سيزيح عن كاهل الاقتصاد الإيراني العبء الفظيع الذي يرهقه، والذي يقود إليه استمرار السباق في قطاع الأسلحة التقليدية؛ خاصة مع مصر والسعودية، اللتين تتزعمان العالم الإسلامي الذى يتسم بغالبيته السُّنية.

– أن الرادع النووي يوفر لإيران درجة عالية من الشعور بالأمان، وبصورة تجعل من السهل عليها التمدد على اتجاهها الغربي أكثر في المنطقة العربية، وهو الطريق السهل لها، حيث إنها محاطة بقوى نووية من الجهات الأخرى: الهند وباكستان. وقد يكون هذا التمدد دون الحاجة في الدخول في حروب تقليدية مع الدول العربية على ساحل الخليج العربي.

ومِن الشواهد على ذلك: فرض سيطرتها على الجزر الإماراتية، وقد تكون المرحلة التالية: البحرين، والخطوة التي تليها لبنان عن طريق حزب الله. وهذا غير مستبعد بسبب طبيعة الأيديولوجية التوسعية المتطرفة التي ينتهجها النظام الإيراني.

– أن الإعلان عن امتلاك إيران مقدرة الردع النووية، سيخلق مناخًا جديدًا تصبح معه الحرب شيئًا مدمِّرًا وكارثيًّا على شعوب المنطقة، بل حتى على العالم بأسره.

وتسعى إيران من خلال مشروعها النووي إلى امتلاك الأسلحة النووية لتحقيق أهدافها التوسعية، ولا تخفي إيران نواياها بهذا الخصوص، إذ يعمل المشروع النووي الإيراني، وبرنامج إيران الصاروخي على قدم وساق لتحقيق هذا الهدف.

وأي تساهل ستبديه الدول العظمى في التفاوض مع إيران ستكون له عواقب كارثية على المنطقة والعالم، فغير الأذكياء فقط يعتقدون أن دول المنطقة يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام امتلاك إيران لهذا السلاح، ما سيطلق سباق تسلح نووي جديد في العالم.

ومن الناحية النظرية: فإن امتلاك إيران لسلاح نووي لا يمنع التعايش بينها وبين دول المنطقة بناءً على قاعدة: “توازن الرعب”، كما هو الحال في العلاقة بين الهند وباكستان اللتين لم تشهد العلاقة بينهما أي مواجهة عسكرية كبيرة منذ امتلاكهما معًا للسلاح النووي، على عكس الفترة التي سبقت ذلك، والتي شهدت عدة مواجهات عسكرية كبرى.

وإن مخاوف دول الشرق الأوسط من برنامج إيران النووي، لا يعني أنها راغبة في اندلاع مواجهة عسكرية تقودها الولايات المتحدة، قد تُلقي بتداعيات ثقيلة على المنطقة؛ إذ صرح مسؤولون إيرانيون عدة مرات: أن أي حرب تقودها أمريكا ضد إيران ستجر كل دول المنطقة، وذلك لعدة أسباب، لعل مِن أهمها:

أذرع إيران المنتشرة في العديد من دول المشرق والخليج العربي: كميليشيا حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، وفي وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الانفتاح، بعد أن واجهت دولها عقد مليء بالصراعات والنزاعات.

وكانت السياسة الإيرانية اتجاه دول المنطقة المساهم الأكبر في هذه الصراعات والنزاعات، من خلال تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتدرك حكومات دول الشرق الأوسط: أن إيران دولة عدائية تسعى لتصدير ثورتها المتطرفة من خلال تحريض الطائفة الشيعية بالدول العربية، وزعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وتنتهج دول المنطقة سياسات حسن الجوار واحترام القانون الدولي، وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤنها.

ويشير البعض في هذا الخصوص: إلى أن التحسن الكبير الذي جرى في مسار العلاقات الإيرانية – الخليجية خلال الفترة الماضية، وخاصة العلاقات السعودية – الإيرانية، جاء بينما تتعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بشكل كبير، وتتواتر التقديرات الاستخباراتية الغربية والإسرائيلية حول اقتراب طهران من امتلاك السلاح النووي.

مخاوف دول المنطقة من المشروع النووي الإيراني:

هناك العديد من العوامل التي تجعل من الصعب على الولايات المتحدة أو دول المنطقة قبول التعايش مع إيران نووية، وذلك لعددٍ من الأسباب، لعل من أهمها:

أن النظام الإيراني يتبنى أيديولوجية تُشرعن له التدخل في شؤون دول المنطقة، كتصريحات أركانه بشكل متواصل، والتي لا تخفى العدائية تجاه دول الخليج العربي ومحاولات إيران المستمرة التدخل في الشأن الداخلي للبحرين لإشعال الفتن والصراعات فيها؛ فضلًا عن دوره في حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الإقليم منذ عام 2011، وفي ظل سلوكيات كهذه؛ فإن الحديث عن إرساء مبدأ: “توازن الرعب” بين القوى الإقليمية، قد لا ينطبق على إيران التي تنتهج سياسات عدائية تجاه معظم دول المنطقة، وبمجرد حصولها على السلاح النووي، فذلك قد ينعكس في تعزيز نفوذها، وتقوية الجماعات المُسلحة التابعة لها.

وأيضًا: إن امتلاك إيران السلاح النووي سوف يخلق حالة خطيرة من سباق التسلح النووي في المنطقة برمتها ربما تشمل السعودية وتركيا ومصر، وغيرها، وذلك لتحقيق التوازن العسكري والردع المتبادل بين هذه الدول وإيران.

موقف حلفاء إيران من مشروعها النووي:

على الرغم من التطور الكبير الذي لحق بعلاقات إيران مع كلٍّ مِن: روسيا والصين خلال الفترة الماضية، فإن البلدين لا يقبلان بامتلاك إيران السلاح النووي؛ لأنه يهدد مصالحهما في المنطقة.

ويمكن الإشارة في هذا الخصوص إلى تصويت روسيا لصالح 6 قرارات في مجلس الأمن الدولي ضد إيران بين عامي: 2006 و2010، وكذلك قامت بفرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.

ومن جهة روسيا فهي تُدرك التغيير الذي سيحدثه امتلاك إيران للسلاح النووي في موازين المنطقة، وذلك سيلحق الضرر في الكثير من مصالحها لا سيما في سوريا، وأما الصين، فهي حريصة على علاقاتها الإستراتيجية مع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها: السعودية والإمارات، ومن مصلحتها استقرار المنطقة على أساس علاقات طبيعية بين دولها، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي وقفت وراء وساطتها بين طهران والرياض مؤخرًا. (مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والسياسية).

المنشآت النووية الإيرانية:

تتوزع المواقع النووية الإيرانية على أربعة مناطق رئيسية؛ هي مراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم، ومن أبرزها: محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وهي منشأة محصنة تحت الأرض بالكامل، ومن بين أبرز المواقع الخاضعة لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ثاني المواقع هو مفاعل أراك؛ وهو منشأة نووية تعمل بالماء الثقيل، وتنتج البلوتونيوم المنضب الذي يدخل في صناعة السلاح النووي.

وثالثًا يأتي مفاعل بوشهر المطل على الخليج العربي، والمخصص لتوليد الكهرباء، ويعتبر الأكبر في البلاد بقدرة توليد تصل إلى ألف ميجاوات.

وأخيرًا يأتي مجمع أصفهان الذي يضم أربعة مفاعلات للبحوث النووية ومركزًا للتكنولوجيا النووية، ومعه منشأة لتخصيب اليورانيوم، ويعتبر من أبرز المواقع النووية في إيران.

نص الاتفاق النووي الإيراني في السابق على تشغيل 6 آلاف جهاز طرد مركزي من الجيل الأول فقط، مع تخفيض المخزون من اليورانيوم إلى 300 كيلوجرام.

وحدد الاتفاق النووي من درجة نقاء المواد الانشطارية التي يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم إليها عند 3.67%، ولكن بعد انسحاب الولايات المتحدة تشير التقارير إلى رفع إيران مخزونها من اليورانيوم إلى 372.3 كيلوجرام.

كما رفعت مستوى التخصيب إلى 4.5% كما بدأت بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة، وأعادت تشعيل الآلاف من أجهزة الجيل الأول، وهي الأرقام والتطورات التي تشير إلى اقتراب إيران من القنبلة النووية أو أنها حقًا قد وصلت إليها في السنوات الأخيرة.

وبين الوقت والمفاوضات والنقاشات؛ تستمر إيران في برنامجها النووي الذي يهدد المنطقة بالكامل، مع مصير مجهول لا يعرف أحد إلى أين سيفضي في النهاية؟

سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط:

لا تخفي العديد من دول منطقة الشرق الأوسط نيتها في تطوير برامج نووية؛ إذ في سبتمبر من العام 2019م ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية “على غرار دول الجوار”.

وقال الرئيس التركي: إنه من غير المقبول ألا تسمح الدول المسلحة نوويًّا لبلاده بامتلاك أسلحة نووية، مضيفًا: “بعض الدول تمتلك صواريخ برؤوس حربية نووية، ليست واحدة أو اثنتين، لكنها تقول لنا: إنه لا يمكننا أن نمتلكها. وهذا ما لا يمكنني القبول به”.

وتابع: “إسرائيل على مقربة منا وكأننا جيران، إنها تخيف الدول الأخرى بامتلاكها لهذه الأسلحة، لا يمكن لأحد أن يمسها”.

ومعلوم أن تركيا لا تمتلك أي سلاح نووي، على اعتبار أنها ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي وقعتها عام 1980، كما أنها ضمن الموقعين على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.

ومن غير المؤكد إذا ما كانت تركيا تنوى فعلًا تطوير برنامج نووي على غرار إيران؛ أم أن أردوغان يسعى فقط من خلال هذا التصريح، إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية. (سكاي نيوز عربية).

أما عن المملكة العربية السعودية؛ فقد صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة أجراها مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، أن بلاده ستحصل على السلاح النووي إذ حصلت إيران عليه.

وأضاف: أن “حيازة السلاح النووي لا فائدة منه… وإن استعملته أي دولة نووية سيتعين أن تدخل في معركة كبرى مع باقي العالم”، لافتًا إلى أن “العالم لا يحتمل هيروشيما جديدة بسبب الأسلحة النووية.”

أما عن الكيان الصهيُوني، فيعتقد أنه امتلك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية بحلول عام 1967، مكنته من إنتاج كميات كبيرة من الرؤوس الحربية النووية، وهو الذي حدث مباشرة بعد نكسة 1967.

على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية، تشير التقديرات إلى أن الكيان الصهيُوني يمتلك من 75 إلى ما يصل إلى 400 سلاح نووي، والتي ذكر أنها تشمل أسلحة نووية حرارية في مدى المليون طن تي إن تي.

ويعتقد أيضًا: أن الكيان الصهيُوني يمتلك مجموعة واسعة من أنظمة مختلفة، بما في ذلك القنابل النيوترونية، والأسلحة النووية التكتيكية، وقنابل حقيبة السفر النووية.

ويعتقد أن الكيان الصهيُوني يقوم بتصنيع أسلحته النووية في مركز النقب للأبحاث النووية، الذي يقع في صحراء النقب جنوبي ديمونة.

وتحافظ الحكومة الصهيُونية على سياسة الغموض المتعمد بخصوص ما إذا كان لديها أسلحة نووية، وتكتفي بالقول بأنها “لن تكون أول من يدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط”.

ومع ذلك فإنه وفي عام 1998 اعترف رئيس وزراء الكيان الصهيُوني السابق شيمون بيريز بتطوير الكيان المُحتل لـ”قوة نووية” ليس لتكرار ما حدث في هيروشيما، وإنما لتنفيذ اتفاقية أوسلو. ومصطلح “قوة نووية” هنا قد يعني سلاح نووي أو مفاعل نووي كالذي في ديمونة، وقد كان محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر الكيان الصهيُوني كدولة تمتلك أسلحة نووية.

معظم ما هو معروف عن البرنامج النووي للكيان الصهيوني يأتي من الإفشاء عن ذلك في عام 1986 عن طريق مردخاي فعنونو، وهو فني في مركز النقب للأبحاث النووية قام بتصوير بعض الأفلام، وقام بسرقة بعض الملفات المدرجة تحت صنف سري للغاية، وكان فعنونو قد زود صحيفة صنداي تايمز التي تصدر في لندن بتلك المعلومات في 5 أكتوبر من ذلك العام.

بعد انتشار الخبر قام جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد باختطافه وإيداعه بالسجن لمدة 18 سنة، 12 سنة منها في حبس انفرادي. وفي عام 2006 صرَّح رئيس حكومة الكيان الصهيُوني أولمرت عن امتلاك الكيان الصهيُوني لسلاح نووي.

والكيان الصهيُوني لم يوقع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ولكنه يزعم أنه يدعم إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

الخلاصة:

– إن البرنامج النووي الإيراني لم يبدأ مع ثورة الخميني، وإنما في عهد الشاه؛ ضمن مشروع الولايات المتحدة الأمريكية حينها “الذرة من أجل السلام”، والذي يقوم على التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية السلمية، وكانت إيران حينها حليفًا للولايات المتحدة، وتوقف المشروع النووي بعد ثورة الخميني، ولكنه عاد إلى العمل بعد الحرب العراقية الإيرانية.

– إن موقع إيران الجغرافي المجاور لقوتين نوويتين هما: الهند وباكستان؛ بالإضافة إلى سياساتها العدائية ضد دول المنطقة والتي قد جعلت لها الكثير من الأعداء؛ يجعلها تسعى لحيازة سلاح نووي لتحقيق قدر أكبر من النفوذ والردع في منطقة الشرق الأوسط.

– إن امتلاك إيران للسلاح النووي، سيشكل تهديدًا كبيرًا لكل دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؛ إذ يعد سلوك إيران وتدخلاتها في منطقة الشرق الوسط، ومحاولاتها تصدير ثورتها المتطرفة إلى دول الجوار؛ قد تدفع باندلاع حرب في منطقة الخليج ولا تخفي إيران عدائها لهذه الدول.

– كما أن سعى إيران إلى الحصول على السلاح النووي، سيدفع بالعديد من دول منطقة الشرق الأوسط إلى تطوير أسلحة نووية لتحقيق توازن إستراتيجي، وردع متبادل ما يهدد الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط بكاملها.

– لا تخفي العديد من دول المنطقة رغبتها بامتلاك الأسلحة النووية، وقد صرح العديد من المسئولين من دول الشرق الأوسط عن أن بلادهم ستطور تكنولوجيا نووية، كان على رأسهم: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

– إن البرنامج النووي الإيراني يُعَد -في حقيقته- لاستهداف دول أهل السُّنَّة والجماعة في المنطقة، ولم يسبق وأن وجدنا مِن قَبْل مِن الدولة الخمينية -دولة إيران- أيَّ نُصْرَة لقضايا الأمة، أو وقوف إلى جوارها في أي محنة مِن المحن التي تعرَّضت لها.

والواقع الحالي خير شاهد على ذلك؛ ففي الوقت الذي يتسلط فيه اليهود على المسلمين في فلسطين الآن، ويرتكبون المجازر الوحشية ضدهم، وعمليات الإبادة الممنهجة ضد المدنيين من العزل والنساء والأطفال والشيوخ؛ فإن إيران بما تملكه من ترسانة عسكرية قوية، لم تتحرك ولم تستخدم تلك القوة حتى مِن باب المناورة أو محاولة الردع المتبادل.

وبالتالي فهذا البرنامج هو -في حقيقته- برنامج طائفي؛ ربما إذا تم يكون المراد به تهديد الدول المجاورة، وعلى رأسها: مصر والسعودية، وليس أنه سيوجه إلى صدور الأعداء.

المصادر:

الجزيرة

بي بي سي عربية

مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والسياسية

سكاي نيوز عربية

التعليقات مغلقة.