fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

المصالحة الفلسطينية وإزدواجية جماعة الاخوان

168

وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق المصالحة الفلسطينية، في أكتوبر الماضي في القاهرة، بحضور رئيس جهاز المخابرات المصرية حينها اللواء خالد فوزي، حيث اتفقت الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على كافة التراب الفلسطيني، في قطاع غزة ورام الله.

وقد كان من المستهدف أن تستمر هذه المرحلة 4 أشهر لكن ثمة العديد من العقبات التي واجهت هذا الاتفاق هناك، مهددة بعدم إمكانية استكماله أو تطبيقه على أرض الواقع؛ مثل مطالبة حماس دمج الموظفين الذين عينتهم حكوماتها مع الموظفين القدامى الذين عينتهم السلطة، وهو ما ترفضه فتح، كما تطالب ببقاء جميع موظفيها في القطاع العام، فيما تسعى فتح لحلول أخرى مثل إحالة العدد الأكبر منهم إلى تقاعد خاص يتولى فيه صندوق دولي تمويل مستحقاتهم المالية، إضافة إلى تسلمها السلطة للمعابر كاملة، إلا أن حماس تصر على بقاء موظفيها بمواقعهم في المعابر، وبقاء مكاتب أجهزة الشرطة والأمن بالإضافة إلى الحديث عن مصير سلاح المقاومة.

وفي واحدة من أوضح صور الازدواجية والتعامل بمنطق البراجماتية المطلقة من قبل الإخوان في تعاطيها وتعاملها مع هذا الخبر، والمشهد الخاص بالاحتفالات التي أقامتها حماس عقب الإعلان عن الاتفاق واستضافة الوزير اللواء خالد فوزى رئيس المخابرات العامة المصرية السابق، والتي تم فيها استقباله بشكل رسمي واحتفالية شعبية بجانب رفع صور للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وهو الأمر الذي اعتبرته الجماعة أمرًا مقبولًا، ووجدت له مبررًا شرعيًا لتروج لفعلها من أنه قياس على صلح الحديبية، وأنه من فقه وحسن التعامل مع الواقع ومراعاة المصالح والمفاسد في حين لا يزال التشنيع والاتهام لحزب النور بالخيانة والعمالة والمشاركة في الدم، لا لشيء إلا لأنه أعمل القواعد الشرعية للمصالح والمفاسد، ورفض الانجرار خلف الجماعة  وخطابها ومخططاتها التي سعت فيه إلى الاصطدام بالدولة ومؤسساتها بالإضافة إلى المجتمع، في حين تحرك حزب النور من منطلق إعمال القواعد الشرعية للمفاسد والمصالح وإعلاء المصالح العليا على مصالحه الضيقة.

التعليقات مغلقة.