fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين .. واقع مهين

904

اضطهاد مسلمي الإيغور في الصين

ففي صمت إسلامي ودولي، تسعى الصين لاقتلاع المسلمين من وطنهم.

توجد في الصين 56 قومية، منها: هان، ومان، ومنغوليا، وهوي، والتبت، وتشوانغ، ومياو، ويي، والصين تستخدم لفظة (هو)، والتي تشير إلى كل القوميات غير قومية الهان في شمال وغرب الصين القديمة.

في الصين بقيت قومية الهان هي القومية الغالبة رغم انتقال البلاد من الإمبراطورية إلى العهد الاشتراكي، فكل من الأباطرة وقادة الحزب الشيوعي وقواعده الشعبية من قومية الهان، فالهان هم الجماعة الإثنية الرئيسية التي تسكن الصين حيث استمر حكم الهان لأكثر من 400 سنة – وحتى الآن.

ومن بين هذه القوميات الستة والخمسين يوجد عشر قوميات تعتنق الإسلام، هي قومية هوي، وقومية الويغور، وقومية القازاق، وقومية دونغشيانغ، وقومية القرغيز، وقومية سالار، وقومية الطاجيك، وقومية الأوزبك، وقومية باوان، وقومية التتار([1]).

وصل الإسلام إلى الصين في القرن الأول الهجري -السابع الميلادي تقريبًا- على يد قتيبة بن مسلم الباهلي، حيث إنّ الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما قاما بإرسال الكثير من البعثات لدعوة الناس في تركستان الغربية (وهي الآن بلاد الدول الإسلامية داخل الاتحاد السوفيتي سابقًا)، فدخل في الإسلام الكثير من سكانها.

ثم انتقلت الدعوة إلى تركستان الشرقية، وكان ذلك النصر الأكبر في نشر الدين الإسلامي، وتركستان الشرقية (هي بلاد الإيغور المسلمين الآن في الصين) في آخر خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي، حيث أصبحت جميعها مسلمة، ثم انتقلت البعثات المختلفة من هذا الإقليم إلى الصين لدعوتهم إلى الإسلام، وفي نفس الوقت استمر إرسال البعثات الإسلاميّة في عهد الخلافة العباسيّة؛ مما أدى إلى دخول السكان إلى الإسلام أفواجًا.

وكان للتجارة دور كبير في نشر الإسلام في الصين، حيث إن التجّار كانوا يُعتبرون سفراء الدولة الإسلامية في المناطق التي يصلون إليها، فكانوا يعملون بالتجارة، ويدعون إلى عبادة الله تعالى وحده ويرغبون الناس بالإسلام من خلال شرح عاداته وآدابه، ومنهم مَن استقر في الصين وتزوج من الصينيات، وبنوا الكثير من المساجد والمدارس لتسهيل حياتهم، ممّا زاد من انتشار الإسلام فيما بين الناس([2]).

بداية الاضطهاد:

كان الجميع يعيشون في الصين في تلك المرحلة بكلّ حبٍ وتعاونٍ، فلا إكراه في الدين الإسلامي؛ لذلك كان المسلمون يتعاملون مع البوذيين والوثنيين بالإحسان، مع احتفاظهم بالهوية الإسلامية، وعاش الجميع في استقرارٍ، ولكن بدأت المشاكل واضطهاد المسلمين عندما تولى جنكيز خان الحكم، فبدأ بالقتل والذبح والتهجير، وخاصةً أن الدولة الإسلامية كانت تعاني في تلك الفترات من الضعف الشديد([3]).

كيف دخل الإسلام إلى الصين في عهد أسرة يوان (المغول):

676هـ -1286 م، 769 هـ -1377م، نهض المسلمون في عصر المغول نهضة سريعة، وزاد نفودهم وشغلوا مناصب عديدة في الدولة، وتقلد شمس الدين عمر عدة مناصب، منها: (حاكم) ولاية يونان في سنة (673 هـ – 1274 م)، وعمل أثناء حكمة على تثبيت أقدام المسلمين بهذه الولاية، وكذلك عمل أولاده الذين تولوا مناصب مهمة بالدولة، وبلغ عدد الحكام المسلمين 30، وتولى المسلمون حكم 8 ولايات، وكانت الصين مقسمة إلى 12 ولاية.

في عهد أسرة مينغ:

اندمج المسلمون في المجتمع الصيني منذ عهد المغول، ولكنهم حافظوا على تقاليدهم الإسلامية، واكتسب الإسلام أتباعًا جددًا بالمصاهرة بين الأُسر من أصل عربي أو إيراني وبين الأسر الصينية، وظل المسلمون محتفظون بمناصب مهمة في الدولة، وكان للإسلام احترام عظيم، وظهرت الفنون الإسلامية في الفن المعماري الصيني، كذلك يوجد نظرية ذكرها الباحث الصيني هوي تشانغ أن مؤسس أسرة مينغ الصينة الإمبراطور هونغ وو، كان مسلمًا؛ لأنه لم يصرح بأنه معتنق أي ديانة من الديانات المحلية، كذلك له 100 رسالة يمدح الإسلام، كذلك أمر ببناء المساجد في المدن الصينية مع أن الإسلام آنذاك لم يكن منتشرًا، وشجع على إحضار أسر عربية وإيرانية إلى الصين، وأمر بنقش مدح وذكر فضائل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كذلك كان 10 من قادة جيوشه مسلمين، ومنهم: يوتشن تشانغ يو لان، ويقال: إن إسلامه جاء بسبب أنه عندما انضم لأول فرقة متمردة كان أحد قادتها مسلمًا فأقنعه بالإسلام([4]).

المسلمون في عهد المانشو (المنشوريون):

تغيرت أوضاع المسلمين في هذا العصر، فكان عهد ظُلم واستبداد؛ وذلك لجهل الموظفين المنشوريين بعادات المسلمين، وظهرت عدة (انتفاضات) في شمال الصين، وشينجيانغ، وفي ولاية يونان، وراح ضحيتها الآلاف من المسلمين.

وزاد الاضطهاد للمسلمين عندما تولى جنكيز خان الحكم، فبدأ بالقتل والذبح والتهجير، وخاصةً أن الدولة الإسلامية كانت تعاني في تلك الفترات من الضعف الشديد([5]).

وفي العصر الحاضر:

لا تدع الصين وسيلة ولا طريقة لاضطهاد مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية إلا واتبعتها.

وآخر ما ابتدعته الصين لاضطهاد مسلمي الإيغور ذي الغالبية الساحقة في إقليم تركستان الشرقية الذي أطلقت عليه الصين اسم: “شنيجيانغ” منذ احتلالها له عام 1949م: القيام بحملة لإجبار المسلمين الإيغور في الإقليم على معايشة ملحدين صينيين واستضافتهم في بيوتهم؛ والتي يبدو أنها تندرج ضمن مخططها لإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالمنطقة ذات الغالبية المسلمة.

الاسم الكاذب المخادع الذي أطلقته السلطات الصينية على حملتها الجديدة هو: “القرابة التوأمية“، وهو في الحقيقة شعار مفضوح ومكشوف تخفي وراءه الحكومة الصينية مآرب أخرى لم تعد تخفى على أحد أهمها:

  • – إحداث تغيير ديمغرافي في الإقليم لصالح أتباع الصين من “الهان”، وغيرهم من الملحدين.

وانطلاقًا من هذه الحقيقة كشف حساب “تركستان” في تغريدة على موقع “تويتر” الهدف الحقيقي من وراء الحملة الصينية الأخيرة على مسلمي الإيغور قائلًا:

“إن الحملة الصينية تأتي أولًا لإجبار المسلمين الإيغور على تبني المستوطنين الملحدين من الصينيين واستضافتهم في بيوتهم”.

ثم تحولت السلطات الصينية بعد ذلك من توطين الملحدين في أرض وبيوت المسلمين إلى حملات التهجير القسرية لمسلمي الإيغور عن موطنهم الأصلي “تركستان الشرقية”، وتوطين الصينيين الهان والملحدين؛ لإحداث تغيير كبير في التركيبة السكانية للإقليم المسلم، فبينما كانت نسبة المسلمين في الإقليم في بداية الحملة عام 1949م 97%، تناقصت هذه النسبة بسبب الإجراءات الصينية المتعسفة إلى حوالي 45% فقط!

وكان ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية أن دأبت منذ احتلالها للإقليم المسلم على تشجيع العاطلين عن العمل من أبناء الصين على الهجرة والعمل في تركستان، مع تقديم الحوافز المغرية لهم، وتهيئة المسكن، بل تعدى الأمر إلى إرسال الآلاف من المحكوم عليهم في قضايا سياسية أو جنائية إلى المنطقة المسلمة.

ومُضيًا في التغيير الديمغرافي المطلوب عملت على بناء مدن جديدة لهؤلاء المستوطنين، حتى بلغت نسبة الصينيين في بعض المدن الكبرى، مثل: “أرومجي”، و”أقصو”، و”قولجا”، و”قورلا”، و”التاي”، و”قومول”، و”بوريتالا”، و”شيهنزة”، و”كاراماي”، و”كويتون”، و”صانجو”، و”أران”، وغيرها، وغيرها، نحو 90%.

وعمدت الصين إلى مصادرة منازل وأملاك الإيغور الذين هربوا من الظلم والقهر.

كما تم هدم العديد من المساجد بدعوى “عدم وجود من يرتادها” للصلاة فيها، وألقى القبض على العديد من الأثرياء الإيغور وزُجَّ بهم في السجون بزعم “الفساد وإرسال أموال لدعم النشاطات الدينية المرتبطة بالخارج”، ناهيك عن سياسة إذلال العلماء والمثقفين والناشطين وإيداعهم في السجون تحت مزاعم واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة.

ووصل اضطهاد السلطات الصينية لمسلمي الإيغور إلى حد التدخل في حرية اختيار اللباس وأسلوب حياة الفرد والعلاقات الاجتماعية وحرية التنقل والسفر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حتى تحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح، وتزداد هذه الحملات شراسة وبشاعة كمًّا وكيفًا.

ولم تكتفِ الصين بهذه الإجراءات المستمرة منذ أكثر من 65 عامًا، بل صعَّدت مِن حملتها القمعية ضد مسلمي الإيغور في الداخل والخارج، أما خارجيًّا فقد بدأت السلطات الصينية مؤخرًا بمصادرة جوازات السفر الخاصة بالإيغور من أجل منعهم من السفر والحيلولة دون اتصالهم بالعالم الخارجي، كما يتعرض حوالي ثلاثة ملايين شخص من الإيغور المهجرين في جمهوريات آسيا الوسطي وتركيا ودول أخرى إلى المضايقات والتهديدات من قبل السلطات الصينية بشكل مستمر([6]).  

الصين تعامل الإسلام كمرض نفسي:

يتم احتجاز أكثر من مليون مسلم الآن في معسكرات الاعتقال الصينية، وفقًا لتقديرات استشهد بها مسئولو الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

قال سجناء سابقون للصحفيين من الأويغور: إنه خلال عملية تلقين دامت عدة أشهر، أجبروا على نبذ الإسلام، وانتقاد معتقداتهم الإسلامية الخاصة، وتلاوة الأغاني الدعائية للحزب الشيوعي لساعات كل يوم.

هناك تقارير إعلامية عن إجبارهم على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول، وهو أمر محظور على المسلمين، فضلًا عن تقارير عن التعذيب والموت.

إن الحجم الهائل لنظام معسكر الاعتقال، الذي تضاعف وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) بشمال غرب الصين في غضون العام الماضي هو أمر مذهل؛ تصفه اللجنة التنفيذية في الكونغرس الأمريكي بشأن الصين بأنها “أكبر احتجاز جماعي لأقلية من سكان العالم اليوم”.

تدعي بكين باستهداف “المتطرفين” من الأويغور، ولكن حتى الآن أصبح الاستهداف للهوية الإسلامية، مثل: “لحية طويلة – وجود المصحف الشريف – إقامة الصلوات – إلخ”.

وأشارت المجلة إلى أنه تم إرسال الأويغور إلى المعسكرات في وقت سابق من هذا الشهر، وعندما واجهت لجنة تابعة للأمم المتحدة مسئولًا صينيًّا بارزًا حول المعسكرات، قال: “إن هناك أشياء مثل مراكز إعادة التعليم”، وادعى أنها مجرد مدارس مهنية للمجرمين.

ظلت الصين تبيع رواية “إعادة تعليمهم وتأهليهم” لإصابتهم بمرض نفسي، نتيجة “التطرف الديني” والأيديولوجية الإرهابية العنيفة، وبالتالي يجب عليهم الحصول على العلاج من المستشفى كمرضي نفسيين.

يقول جيمس ميلوارد، أستاذ التاريخ الصيني في جامعة جورج تاون:

“إن الاعتقاد الديني يُنظر إليه على أنه من الأمراض”، مضيفًا: إن بكين غالبًا ما تدعي أن الدين يغذي التطرف والانفصالية؛ لذا فإنهم الآن… يطبِّقون ذلك على جميع السكان الأويغور لقتل جراثيم التطرف.

لطالما خشيت الصين من أن يحاول الأويغور إقامة وطنهم القومي في شينجيانغ، والذي يشار إليه باسم تركستان الشرقية، وقد ادعى المسئولون الصينيون أنه من أجل قمع تهديد النزعة الانفصالية والتطرف للأويغور، فإن الحكومة تحتاج إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء الأويغور الذين يظهرون علامات على أنهم متشددون، ولكن على شريحة كبيرة من السكان.

التشبيه الطبي هو إحدى الطرق التي تحاول الحكومة تبرير سياستها للاعتقال على نطاق واسع… تستخدم العديد من الوثائق الحكومية الأخرى هذا النوع من اللغة الطبية.

وقال ريان ثوم:

حتى المدنيين المكلفين بتنفيذ حملة القمع في شينجيانغ يتحدثون عن “استئصال أورامها“.

وقال ثوم وغيره من الخبراء:

هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الصين تشبيهات طبية لقمع أقلية دينية.

لم يفاجأ طاهر أمين، وهو أكاديمي من الأويغور يقيم في الولايات المتحدة، قال: إن لديه العديد من أفراد أسرته في معسكرات الاعتقال، وسمع أن دينه (الإسلام) يوصف بأنه “مرض”، وهو يرى أنه جزء من محاولة الصين للقضاء على الأقليات العرقية المسلمة واستيعابها بالقوة في الأغلبية الصينية من الهان.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مسلمين من مجموعات عرقية أخرى، مثل/ القازاق، والقرغيز، قد تم إرسالهم إلى المعسكرات([7]).  

الكاتب والباحث الإستراتيجي: Brahma Chellaney، براهما تشيلاني مؤلف كتاب: “الطاغوت الآسيوي” كتب: اضطهاد المسلمين في الصين – بداية انهيار “الطاغوت الصيني”؟

اضطهاد أقلية الإيغور المسلمة إبادة ثقافية جماعية وسط صمت دولي مُريب.

يضطهد النظام الصيني المسلمين الصينيين بذريعة “مكافحة الإرهاب” وحماية مصالح الصين الاقتصادية، وسط صمت العالم ودول إسلامية.

ويقرِّب لنا الصورة:

منذ أكثر من عامين، تشن الصين حملة قمع غير مسبوقة ضد الأقليات المسلمة في البلاد، من خلال اعتماده على سياسة الاعتقال الجماعي، يتبع الحزب الشيوعي الصيني نموذج الاتحاد السوفييتي، لكن معسكرات الاعتقال في الصين أكبر بكثير وأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية من سابقاتها السوفييتية، وقد صُمِّمت لمعاقبة -ليس فقط- المنشقين السياسيين، بل مجتمع المؤمنين بأكمله.

على الرغم من أن الباحثين المستقلين وجماعات حقوق الإنسان يطلعون بنشاط على الأساليب المستخدمة هناك (على سبيل المثال: يُجبر المسلمون على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول)، فإن السلطات الصينية تسعى لمواصلة هجومها على الإسلام دون عقاب؛ رغم ذلك لم تواجه الشركات الصينية المشاركة في هذا الاضطهاد أي عقوبات دولية أو تتحمل أي تكاليف.

إجبار المسلمين على التخلي عن الهوية الإسلامية:

يُعَدّ الرئيس الصيني شي جين بينغ الجاني الرئيسي، حيث أمر في عام 2014 بتغيير السياسة التي مهدت الطريق للقمع الحالي ضد الأويغور العرقيين، والكازاخستانيين، وقبائل القرغيز، وهوي والمجموعات الإسلامية الأخرى.

يبدو أن الاستيعاب القسري للمسلمين من خلال ثقافة “الهان” المهيمنة في البلاد هو أساس نظام أو “فكر شي جين بينغ”، وهي “العقيدة” الكبرى التي أدخلها “شي جين بينغ” للتأثير على الهويات الإسلامية، قام شي -الذي حظي بقدر أكبر من السلطة من أي زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ- بإعادة تعيين تشن كوانجو، أبرز مسئول في الحزب الشيوعي الصيني من التيبت إلى شينجيانغ، ليلتحق بالمكتب السياسي القوي، على الرغم من أن سجل تشن في الإشراف على انتهاكات حقوق الإنسان معروف للغاية، إلا أن إدارة ترامب لم تطبق بعد توصية اللجنة الحزبية لعام 2018 بمعاقبته ومسئولين صينيين آخرين يديرون سياسة المعتقلات الصينية، بشكل عام فإن المصالح المالية والتجارية، ناهيك عن التهديد بالانتقام الصيني، قد منعت معظم الدول من إدانة سياسات الصين المعادية للمسلمين([8]).

نزيل سابق يكشف عن اقل أساليب التعذيب:

قال: إن البدلة الحديدية وكرسي النمر ليسا إلا بعض أدوات التعذيب فيها. الحكومة لم تعد تنفي وجود المعسكرات، لكنها ترفض اتهامات التعذيب.

تحدث خيرت ساماركان -الشاب البالغ من العمر 30 عامًا- عن أساليب التعذيب التي كان يستخدمها حراسه، البدلة الحديدية، أقل الأداة التي يعذب بها الناس، كان يحشر داخل هذا الكورسيه (الحديدي) ويضطر للبقاء فيها لمدة ساعات!

شهادات دولية ضد الطغيان الصيني للمسلمين

طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس “بكين” بمزيدٍ مِن الشفافية، فيما يتعلق بالصراع مع الأويغور وبحقوق الإنسان، مؤكدًا على أن ألمانيا لا يمكن أن ترضى بوجود معسكرات إعادة التأهيل.

أما صوفي ريتشاردسون، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، فرع الصين، فلخصت مأساة حقوق الإنسان في الصين قائلة: “ترتكب الحكومة الصينية في شينجيانغ انتهاكات بحجم لم نشهده منذ عقود، هناك حديث لا يتوقف من قبل الأويغور مع خبراء أجانب، عن الاعتقالات التعسفية والتعذيب.

واستخدمت الأمم المتحدة هي الأخرى كلمات حادة لانتقاد هذا الوضع، حيث وصفت لجنة الأمم المتحدة ضد التمييز العنصري، المعروفة اختصارا بـ CERD، شينجيانغ على سبيل المثال بأنها: “منطقة خالية من القانون”.

وتشعر الأقليات السكانية القاطنة في الإقليم بالقهر الاقتصادي والسياسي والثقافي والاستغلال من قبل صيني الهان الذين يحكمون الإقليم.

تضييق الصين على الإعلام:

فريق وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وجد صعوبات كبيرة في التحرك بحرية، فبمجرد وصول المراسلين إلى المطار، يتم استقبالهم من قبل امرأة ورجلين، تقدم المرأة نفسها على أنها موظفة في “مكتب شئون الأجانب”، وتقول: إنها تريد “تسهيل الزيارة”، ويرفض الرجلان الإفصاح عن هويتهما، ويتتبعان المراسلين في سيارة داكنة اللون، ولم نتمكن من إجراء مقابلات إلا في ساعة متأخرة من المساء، وبعد الهروب المتعجل من الباب الخلفي لأحد المطاعم([9]).

نظام الصين الشيوعي يريد قلع الإسلام (المسلمين) من جذوره:

في مسعى متعمد تسعي السلطات” للقضاء “على الإسلام

فقد منعت الآذان عبر مكبرات الصوت في المساجد تحت عنوان” مكافحة التلوث السمعي “

إنهم يريدون قلع الإسلام من جذوره”، يقول رجل دين بارز رفض الكشف عن هويته، ويداه ترتعشان: “لم يعد من حق الأطفال أن يؤمنوا بالدين: فقط بالشيوعية والحزب“. كان يحضرون دروساً دينية خلال العطل المدرسية في المساجد القريبة من منازلهم.

أما اليوم فلم يعد بإمكانهم دخولها. ويقول الإمام مستذكرا الحملة الماوية المتشددة خلال سنوات 1966 – 1973، إن الأمر “يشبه العودة ببطء إلى زمن الثورة الثقافية”، عندما هدمت المساجد أو حُوِّلت إلى إسطبلات للحمير. وفي الصين، يمكن تمييز المسلمين برفضهم تناول لحم الخنزير وبالحجاب الذي ترتديه النساء اللواتي يقدمن لحم الخراف المطبوخ في المطاعم الحلال، أو القلنسوة البيضاء التي يعتمرها الرجال لدى ذهابهم إلى المسجد في وقت الصلاة، وبات أطفال بعمر 10 سنوات يقضون عطلتهم أمام التلفزيون في حين كانوا يدرسون خمس ساعات في اليوم في المسجد، وفي المدرسة يشجعونهم المدرِّسون على الانضمام إلى الحزب الشيوعي.

وتقول إحدى الأمهات المسلمات وهي تبكي أمام وعاء من الأرز: “نحن خائفون جدًّا، إذا استمرت الأمور على هذا النحو على مدى جيل أو جيلين ستختفي تقاليدنا”.

وتقول منظمة العفو الدولية: إن هذا هو الهدف بالتحديد؛ إذ إن السلطات تستهدف القُصَّر؛ لضمان زوال التقاليد الدينية، حيث بات مَن هم دون السادسة عشرة ممنوعين مِن تلقي الدروس الدينية([10]).

———

([1]) هان (مجموعة إثنية)

([2]) كيف دخل الإسلام إلى الصين

([3]) السابق

([4]) الإسلام في الصين

([5]) كيف دخل الإسلام إلى الصين

([6]) آخر حملات اضطهاد الصين لمسلمي الإيغور

([7]) الصين تعامل الإسلام كمرض نفسي

([8]) اضطهاد المسلمين في الصين – بداية انهيار “الطاغوت الصيني”؟

([9]) تحقيق حول معاناة مسلمي الأويغور

([10]) نظام الصين الشيوعي يريد قلع الإسلام من جذوره في إقليم لينشيا

بتصرف يسير في بعض المصادر (وما بين القوسين) من المركز.

تعليق 1
  1. احمد يقول

    اللهم احفظهم بحفظك وانصرهم على عدوهم

التعليقات مغلقة.