fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

زيارة الرئيس لسلطنة عمان في ضوء السياسة الخارجية لمصر

257

اكتسبت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان، خلال الفترة من 4 – 6 فبراير، ومباحثاته مع السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، أهمية كبيرة على المستويين المحلي والإقليمي، وقد أعلنت الرئاسة على لسان السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن: “زيارة السيسي لعمان ستناقش العلاقات الثنائية وكيفية الدفع بها إلى الأمام وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة حجم التبادل التجاري بين البلدين“.

ويمكن اعتبار أهم نتائج الزيارة كالتالي :-

  • استكمال جهود استعادة الدور الريادى للدولة المصرية بالمنطقة.
  • تكتسب الزيارة أهمية من باب التعاون السياسي والاقتصادى بين الجانبين.
  • لقاءات السيسي مع الفئات المجتمعية والاقتصادية في عمان سيكون لها انعكاس مميز على الاقتصاد المصرى.
  • الاتفاق على دراسة إنشاء صندوق استثمارى مشترك بين مصر وعمان يعزز من تحسن الوضع الاقتصادى والتجاري في مصر وعمان.
  • فتح فرص استثمار واعدة أمام المستثمرين العمانيين فى مصر.
  • بحث مشاكل المنطقة والوضع بالخليج، وفتح الطريق أمام نمو العلاقات بين الجانبين الفترة المقبلة.
  • زيادة معدلات التبادل التجارى بين الجانبين في المجالات اللوجيستية، وتوفير البنى التحتية العصرية من الطاقة والمياه والكهرباء والطرق.

ومن المؤشرات على أهمية وحساسية تلك الزيارة هو مدة الزيارة، فمن المعتاد أن الزيارات الرئاسية لدول الخليج تستغرق سويعات أو يوما في حين أن تلك الزيارة استمرت لمدة 3 أيام.

أما عن الظلال والآثار الإقليمية المتعلقة بالزيارة فيمكن رصد ما يلي :-

تبعت زيارة الرئيس لعمان زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يعد مؤشرًا على أن بعض الموضوعات التي تم التباحث حولها بين مصر وعمان ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وهو ما تم تسميته بالقضايا الإقليمية، والتي يمكن أن تكون أزمة اليمن وحالة عدم التوافق بين عمان والإمارات أحد محاورها.

خصوصًا في ظل العلاقات الجيدة والقوية بين سلطنة عمان وإيران والحوثيين حيث يسود انطباع أن عمان تلعب دورًا في دعم الحويثين كما صرح حاكم محافظة مأرب شمالي اليمن لصحيفة “الحياة” السعودية أن السلطات المحلية احتجزت ثلاث سيارات تحمل لوحات عُمانية، كانت تحاول تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.

وقد نقل مقال آخر نشره موقع “إنتليجنس أون لاين” الإلكتروني عن مسؤولين سعوديين اتهموا عُمان بالتغاضي عن المهرّبين في محافظة ظفار الغربية. ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، كان يتمّ تخزين الأسلحة المزودة من إيران في جزر صغيرة قبالة ساحل ظفار ونقلها إلى مطار المحافظة في صلالة حيث يمكن للحوثيين استلامها.

في حين ينتاب عمان القلق تجاه ما تصفه من تدخلات إماراتية في الداخل العماني؛ حيث اتهمت مسقط الإمارات علنًا بإدارة شبكة تجسس داخل مكاتبها العسكرية والحكومية، وهي تهمة نفتها أبو ظبي. ويعتقد الدبلوماسيون أن العملية تركزت على جمع المزيد من المعلومات عن علاقات السلطان الوثيقة مع طهران.

وقد رجح د. طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، فيما نشره موقع “المصريون”، أن الزيارة ركزت على تحقيق أربعة أهداف، منها إعادة ترتيب الأولويات المصرية والخليجية فى إطار الملفين القطري والإيراني، وفتح الحوار مع مسقط للمّ الشمل، وتوحيد الصف العربي قبل قمة الرياض المرتقب انعقادها أواخر مارس المقبل، ومحاولة حلحلة الموقف الخليجي تجاه الأزمة القطرية، وإثبات الدور المصري وسط مجلس التعاون الخليجي”.

ومن جانب آخر أيضا يمكن أن تلعب سلطنة عمان دورًا جديدًا في التهدئة وتخفيف حدة الأجواء بين دول المقاطعة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) التي تقاطع قطر قبيل القمة العربية بالرياض في مارس المقبل، ومحاولة إيجاد تفاهمات وتسويات مقبولة تؤدي إلى حلحلة الأزمة والدخول في طريق إنهاء الأزمة مع قطر خصوصًا في ظل الظرف الراهن من تداعيات إقليمية والحراك نحو إقرار واقع إقليمي جديد بتحالفات وموازين قوى جديدة.

وتأتى تلك المحاولات استباقًا للقمة المتوقع عقدها بين أطراف الأزمة في كامب ديفيد كما دعا إليها الرئيس الأمريكي ترامب.

ووفق السياسة الخارجية المصرية المتبعة يبدو أن مصر لا تسعى إلى إذكاء الخلافات المعلنة بينها وبين دول المنطقة المختلفة حتى وإن اختلفت معها في التوجهات والسياسات كقطر وتركيا.

التعليقات مغلقة.