fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

رؤية تركيا اللوجستية لعام 2053

89

رؤية تركيا اللوجستية لعام 2053

في الذكرى الـ 600 لفتح مدينة إسطنبول، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أدوغان عن طموحاته ورؤيته في الخطة الرئيسية للنقل واللوجستيات، والتي دخلت حيز التنفيذ لتحقيق رؤية 2053، وبالوقوف على هذه الرؤيا وجدنا أن مجمل تصريحات الرئيس التركي تنص على أنه توقَّع أن يصل حجم التجارة العالمية، إلى 25 مليار طن في عام 2023 و95 مليار طن في عام 2050، ولك مقارنة بما هو عليه الحال اليوم، والذي يبلغ اليوم حوالي 12 مليار طن.

كما توقع أردوغان أيضًا: أن يتضاعف الطلب على النقل عالميًّا في عام 2025؛ ولهذا فإن الخطوات المهمة التي اتخذتها تركيا في مجال النقل في العشرين عامًا الماضية، ستجعل من تركيا القوة اللوجستية العظمى في جغرافيا واسعة”.

رؤية أردوغان في حكم البلاد:

عبَّر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”: عن إصراره على عدم مغادرة السلطة، مشيرًا إلى أنه سيخوض انتخابات 2023، ومن بعدها 2053.

قال الرئيس التركي خلال افتتاحه لعددٍ من المشاريع في ولاية قارمان التركية: إن “حزب العدالة والتنمية لن يدع أي شخص يفقده تجارته التي استمرت على مدار 20 عامًا، وأن الهدف هو 2023، ثم 2053، لا وطن لنا غير هذا الوطن، ليس لدينا دولة أخرى، ولا نستسلم إلا لله، ولا نثق إلا في الأمة”(1).

وعلى هذا الأساس يخطط أردوغان لبلاده لما بعد 2053، وذلك لاعتباره أنها ستكون له دون غيره، وبالفعل قام باتخاذ عدة تدابير وخطط لتنفيذ مشروعاته المستقبلية، وقد أعلن عنها.

رؤية تركيا اللوجستية لعام 2053:

قال وزير النقل والبنية التحتية عادل قرة إسماعيل أوغلو: “عندما نصل إلى 2053، سنزيد شبكة الطرق المقسمة إلى 38 ألفًا و60 كيلومترًا، وشبكة الطرق السريعة لدينا إلى 8 آلاف و325 كيلومترًا”.

وفي نطاق الخطة الرئيسية للنقل والخدمات اللوجستية، سينفَّذ عديد من المشاريع الضخمة خلال الـ30 عامًا القادمة.

ومن الأهداف الرئيسة في هذه الخطة: زيادة مستوى خدمة الطرق إلى الحد الأقصى؛ إذ ستهدف المشاريع المستقبلية إلى إنشاء شبكات نقل “غير منقطعة ومريحة”.

ومن المتوقع: أن تلبي هذه الاستثمارات الطلب المتنامي بشكل آمن ومريح، وفي الوقت المناسب، وذلك مِن خلال نقل الركاب والبضائع في تركيا التي ينمو اقتصادها ويزدهر مع تأثير اقتصادات السوق، وعبرها إلى القارات الثلاث التي تتوسطهم (آسيا وأوروبا وإفريقيا)(2).

مثلث التجارة برؤية أردوغان:

قال رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الوزراء: إن مثلث التجارة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، الذي تقع ضمنه تركيا، يوفِّر فرصًا كبيرة للبلاد؛ خاصة في مجال النقل.

وأضاف: أن تركيا ضخت بالفعل استثمارات كبيرة بقيمة 172 مليار دولار أمريكي في 5 قطاعات نقل رئيسية منذ عام 2003، مشيرًا إلى أن الاستثمارات في السكك الحديدية جاءت في المقدمة، حيث تم توسيع شبكة السكك الحديدية من 10959 كم إلى 13022 كم وصولًا إلى 28590 كم بحلول عام 2053.

وقال الرئيس التركي: إن حصة السكك الحديدية في نقل الركاب من المقرر أن تزيد من 1 بالمائة إلى 6.2 بالمائة، وهي نسبة أعلى من المتوسط الأوروبي، مضيفًا: أن حكومته تهدف إلى بلوغ نسبة 22 بالمائة من شحن البضائع عبر السكك الحديدية في عام 2053.

وأضاف: أن تركيا ستعمل أيضًا على الارتقاء بمستوى خدمات الطرق باستثمارات جديدة، وتوسيع شبكة الطرق المقسمة على مستوى البلاد من 28650 كم إلى 38 ألف كم وشبكة الطرق السريعة من 3633 كم إلى 8325 كم بحلول عام 2053.

وأوضح أنه سيتم نقل ما يقرب من 255 مليون طن من البضائع عبر الموانئ التركية في العام المقبل وترمي البلاد إلى الوصول بهذا الرقم إلى حوالي 421 مليون طن في عام 2053، ولتحقيق هذا الهدف، سيتم رفع عدد الموانئ من 217 حاليًا إلى 255 في عام 2053.

وأكد الرئيس على أهمية مشروع قناة إسطنبول من حيث الحد من حركة السفن في مضيق البوسفور، وأوضح أن عدد المطارات سيرتفع من 56 إلى 61 مطارًا في السنوات المقبلة(3).

أهمية النقل:

يؤكد البروفيسور إركوت أكارتال الأستاذ بجامعة “يدي تبه” أن تزايد أهمية النقل وشركات توصيل الطلبات، يوفر ميزة كبيرة لتركيا.

ويعتقد أن تركيا توشك أن تصبح المركز الأهم بسلسلة التوريد العالمية، قائلًا: إن هناك احتمالًا قويًّا لحدوث انتعاش على شكل (V) في سلاسل التوريد الفترة القادمة(4).

التحديات والمصاعب:

وحول هذا الأمر قالت “عايشم أولوصوي” رئيسة المجلس الإدارية لجمعية “مُقدمي خدمات النقل واللوجستيك الدولية” في تصريحاتٍ للأناضول إلى التحديات والمصاعب التي تواجه قطاع النقل اللوجستي والإمداد حول العالم، والمتمثلة بتقلبات أسعار صرف العملات وغلاء أسعار الوقود، وما ينتج عن ذلك من تغيُّر متواصل في أسعار المعدات ومستودعات التخزين.

واستطردت “أولوصوي” إلى أن عدم ثبات الأسعار ينتج عنه اضطراب أداء الشركات، وأن الجانب اللوجستي يحوز على حصة كبيرة من تكاليف الإنتاج حول العالم.

يُشار إلى أن بعض الشركات العالمية في قطاعات الأثاث والمنسوجات والأدوية، والتعبئة والتغليف إنتاجها واستثماراتها نحو تركيا مؤخرًا عقب الاضطرابات الخطيرة التي تعرضت لها حركة التجارة العالمية(5).

الخلاصة:

تخطط الولايات المتحدة لبناء بنية تحتية بقيمة 2 تريليون دولار والصين بنحو 590 مليون دولار، كشفت تركيا عن خططها الطموحة باستثماراتها البالغة 172 مليار دولار في 5 قطاعات رئيسية من 2003 إلى نهاية 2021.

وقال: “لهذا الغرض، سنزيد عدد الموانئ لدينا من 217 حاليًا، إلى 255 في عام 2053. ومن ناحية أخرى: فإن مشروع “قناة إسطنبول” له أهمية حاسمة من حيث للحد من حركة السفن في مضيق البوسفور، وزيادة قوة بلدنا من منطلق موقعها الجغرافي السياسي”.

وإلى جانب مشاريع الطرق والسكك الحديدية والمطارات، أشار أردوغان إلى أن الموانئ تكتسب أهمية متزايدة من حيث تكامل وسائط النقل وخاصة في ربط ممرات النقل الدولية.

1_ العربية

2_ تي آر تي

3_ الصين عربي

4_ الجزيرة

5_ TDA

التعليقات مغلقة.