fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الحرب التجارية بين أمريكا والصين

187

أثارت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصين عاصفة من الجدل والنقاش، وهو ما عقّبت عليه الصين من خلال فرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية.

حيث قال وزير التجارة الصيني تشونغ شان إن أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة ستجلب فقط كارثة للاقتصاد العالمي[1]، في الوقت الذي زادت فيه انتقادات بكين لفرض واشنطن رسوم جمركية على المعادن في ظل مخاوف من أنها قد تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي. وتأتي البداية حين فرضت الولايات المتحدة رسوم جمركية على وارادت صينية، بنسبة 25% على بضائع صينية تبلغ قيمتها 34 مليار دولار، كدفعة أولى من رسوم تستعد الولايات المتحدة لفرضها على الصين بقيمة 50 مليار دولار. وكانت أبرز المنتجات التي فُرض عليها رسوم: الحديد والصلب والألومنيوم.

ولم تنتظر الصين كثيرًا حيث قررت هي الأخرى فرض رسوم مماثلة بنسبة 25% على 545 منتجًا أمريكيًا بقيمة تبلغ أيضًا 34 مليار دولار، ضمنها منتجات زراعية كالفول الصويا والسيارات.

وترجع أسباب تصاعد وتيرة تلك الأزمة إلى سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي يتبعها لحماية البضائع الأمريكية، من خلال تشجيع عملية التصنيع في بلاده وفتح سوق العمل، وهو ما دفعه للإعلان عن فرضها رسومًا على الواردات الأمريكية من الحديد والصلب والألومنيوم بهدف حماية الصناعة المحلية في مارس الماضي. كما يهدف إلى تقليل العجز التجاري بين بلاده وبين الصين حيث تستورد أمريكا من الصين أكثر ما تُصدر لها. وتبلغ قيمة الصادارت الصينية لأمريكا نحو 500 مليون دولار.

وفي المقابل تريد الصين أن تحافظ على مصالحها التجارية، لتستمر على عرش أكبر الدول المصنعة في العالم، حيث إن لديها خطة تحت اسم “صنع في الصين”، لتصدر قائمة الدول في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وقال ترامب:

إن الرسوم تهدف إلى وقف “نقل التكنولوجيا الأمريكية غير العادل، وحقوق الملكية الفكرية إلى الصين” وحماية الوظائف[2].

ويرى بعض المحللين أن الحرب التجارية بدأت رسميا … إلا أنه إذا انتهاء الأزمة عند 34 مليار دولار، سيكون له أثر محدود على الاقتصادين، لكن إذا تصاعد إلى 500 مليار دولار مثلما قال ترامب فسيكون له أثر كبير على البلدين، وأنها ستعرقل التعافي الاقتصادي العالمي، وستؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية في حين ستشكل ضربة للعديد من الشركات متعددة الجنسيات والمستهلكين العاديين .. فبدلا من خدمة مصالح الشركات الأمريكية والشعب الأمريكي، ستثبت هذه الخطوة أنها ستكون ذات نتائج عكسية ومدمرة”[3].

ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تؤدي هذه القرارات إلى ارتفاع أسعار السلع والبضائع عالميًا[4].

أما داخليًا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أثار إعلان ترامب، ردود فعل غير ودية من رفاقه في الحزب الجمهوري، وحذروا أن هذه الإجراءات ستؤذي الأمريكيين وتكلفهم فرص عمل، وطالبت سلاسل تجارية كبرى مثل وولمارت وتارجت، ترامب بالتفكير بعناية بتأثير فرض الرسوم على أسعار السلع والعائلات الأمريكية.

ويرى محللون أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن استيراد المنتجات الصينية، على الأقل في الوقت الحالي، وفي حال تطبيق الرسوم الأمريكية على المنتجات المستوردة من الصين، فإن ذلك سيثقل كاهل الموطنين الأمريكيين.

______________________________

[1] reuters

[2] BBC

[3] تشن في شيانغ، أستاذ الاقتصاد بجامعة جياو تونغ في تصريحات لرويترز

[4] BBC

التعليقات مغلقة.