fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

محاولة اغتيال ترامب ومساعي الديموقراطيين لتغيير مرشحهم بايدن.. دراسة تحليلية للمشهد السياسي في الولايات المتحدة وأبعاد الاتهامات الموجهة لإيران بمحاولة اغتيال ترامب

0 36

محاولة اغتيال ترامب ومساعي الديموقراطيين لتغيير مرشحهم بايدن.. دراسة تحليلية للمشهد السياسي في الولايات المتحدة وأبعاد الاتهامات الموجهة لإيران بمحاولة اغتيال ترامب

خلال الأسابيع الأخيرة، شهد الداخل الأمريكي تطورات لافتة؛ من بين هذه التطورات: محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق والمرشح الجمهوري الحالي للانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، والتي باءت بالفشل مع إصابة ترامب وتحييد المهاجم.

بالإضافة إلى ذلك: تم اختيار “جي دي فانس” نائبًا لترامب في السباق الانتخابي الحالي، كما برز أيضًا انسحاب المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي، جو بايدن، من السباق الانتخابي بعد مساعٍ وضغوطات من الديمقراطيين.

هذه التطورات اللافتة في المشهد السياسي الأمريكي سيكون لها تداعيات على الانتخابات الرئاسية، التي تشهد سباقًا محتدمًا بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ فضلًا عن اهتمام الرأي العام العالمي بتطورات الداخل الأمريكي لما لها من تأثير على القضايا الدولية؛ مثل: الحرب في قطاع غزة والصراع الروسي الأوكراني. وكان من اللافت توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بالوقوف وراء محاولة اغتيال ترامب.

فما تفاصيل محاولة اغتيال دونالد ترامب وتداعياتها المختلفة على الانتخابات الأمريكية؟ وكيف استغل الجمهوريون محاولة الاغتيال لاستقطاب الشريحة الأكبر من الناخبين الأمريكيين؟ وما دوافع اختيار ترامب “جي دي فانس” نائبًا له؟ وما أسباب الاتهامات الأمريكية لإيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال؟ ولماذا يسعى الديمقراطيون لتغيير مرشحهم بايدن؟ ومن هم أبرز البدائل المطروحة أمام الديمقراطيين؟

يسلط مركز “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير، عبر دراساته وتحليلاته المختلفة، الضوء على تطورات السباق الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة في ظل محاولة اغتيال ترامب الفاشلة وانسحاب المرشح الديمقراطي بايدن من السباق الانتخابي، في السطور التالية”

تفاصيل محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب:

خلال وجوده في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، التي تُعد من الولايات المتأرجحة بين دعم الجمهوريين والديمقراطيين، في 14 من يوليو الجاري، تعرض الرئيس الأمريكي الأسبق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب لحادث إطلاق نار أسفر عن إصابته إصابة طفيفة في الأذن؛ غادر ترامب ولاية بنسلفانيا ليظهر بعد أيام في مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن. (بي بي سي عربي).

وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي الحادث بأنه “محاولة اغتيال”. وكشفت التحقيقات عن هوية الجاني، موضحًا أنه يدعى “توماس ماثيو كروكس”، كما أوضحت السلطات الأمنية أن المتهم هو جمهوري يبلغ من العمر 20 عامًا، وكان قد قدم في الماضي مساهمة مالية صغيرة لمجموعة متحالفة مع الديمقراطيين.

وبالنظر إلى الدوافع المختلفة والتطورات التي سبقت محاولة الاغتيال، يمكن القول: إن زيادة حدة الانقسام الداخلي والتنافس والاستقطاب في الداخل الأمريكي، وآراء المتابعين والمراقبين للمناظرة التي حصلت بين بايدن وترامب، والتي ظهر خلالها ترامب بموقف قوي وأقرب إلى الفوز بالسباق الانتخابي، جميعها عوامل قد أثارت استياء شريحة واسعة من الناخبين الأمريكيين الذين كانوا يتطلعون لتجنب سيناريو انتخابات عام 2020.

ولذلك فقد حملت تلك العوامل انعكاسات واضحة على المشهد السياسي المرتبط باستهداف المرشح الجمهوري ترامب. وكان من اللافت توظيف ترامب لمحاولة الاغتيال لتحقيق مزيد من الاستقطاب للفوز بالسباق الانتخابي.

ترامب وتوظيف محاولة الاغتيال:

وقد بدا ذلك جليًّا في رفض ترامب الاحتماء بعناصر الأمن عقب تعرضه لإطلاق النار. حاول كشف أكبر قدر ممكن من جسده للجمهور، ولوح لمؤيديه وأخبرهم بأنه بخير، وحثهم على القتال من أجل “الولايات المتحدة الأمريكية”، بحسب تعبيره.

ولم تتوقف منشورات ترامب على منصة “تروث” منذ محاولة اغتياله؛ فبعد أن طمأن جمهوره بأنه بخير، طالب الأمريكيين بالاتحاد ومنع “انتصار الشر”، ودعا أنصاره إلى الصمود بإيمان والاتحاد في مواجهة قوى الشر.

وتابع قائلًا: “في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين، وأن نظهر شخصيتنا الحقيقية كأمريكيين، وأن نبقى أقوياء ومصممين، ولا نسمح للشر بالانتصار” (المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية).

باتت صورة الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب التي جرى التقاطها بعد بضع دقائق من محاولة اغتياله، والتي يظهر فيها محاطًا بأفراد الخدمة السرية، بوجه يشوبه الدم ويرفع قبضة إلى الأعلى، في إشارة إلى رجل يتحدى “الموت المحتمل”، ذات تأثير واسع في الشارع الأمريكي. إذ باتت تتصدر الصحف الأمريكية وتُطبع على القمصان، ويتداولها الكثير على منصات التواصل الاجتماعي. بل ذهب البعض لربط صورة ترامب “الأيقونية” باللقطة الأشهر في التاريخ العسكري الأمريكي، والتي وثقت وضع العلم فوق فوهة “إيو جيما” البركانية في عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تحولت إلى رمز للتضحية والفداء في الولايات المتحدة.

يمكن القول: إن ترامب يحسن استغلال الفرص والمواقف؛ ولذلك عمل على الظهور بموقف قوي لأجل أمريكا؛ وتأتي محاولة الاغتيال لتعزز من مزاعمه الخاصة بوجود مؤامرة لاستهدافه وإقصائه عن المشهد السياسي، وهي المسألة التي ستدعم قوته في توظيف حشود مناصريه كتهديد سياسي ضد خصومه. وقد ظهر هذا التوظيف في أكثر من مناسبة، أشهرها حادثة اقتحام الكابيتول هيل في يناير 2021، وقد عمل على تكرارها أثناء مناهضته للمسار القضائي الذي يجري على خلفية لائحة طويلة من الاتهامات؛ الأمر الذي يعني أن حادث بنسلفانيا يأتي في سياق قدرة ترامب على توظيف العقبات والمشكلات التي يواجهها في سبيل تعزيز شعبيته بالاستناد إلى وجود مؤامرة ضده تستهدف إبعاده لمجرد كونه يعبر بحق عن صوت الشعب الأمريكي.

وقد ارتفعت شعبية ترامب في ظل تلك التطورات بحسب استطلاع أجرته “هارفارد هاريس”، أظهر أن ترامب يتقدم على بايدن بنحو 6 نقاط مئوية، 47% لترامب مقابل 41% لبايدن، بينما 12% مترددون. (روسيا اليوم).

ردود الفعل واتهام إيران:

علَّق الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاولة اغتيال ترامب بالقول: “أنا ممتن لسماع أنه (ترامب) آمن وبصحة جيدة، أصلي من أجله ومن أجل عائلته ومن أجل جميع الذين كانوا ضمن التجمع”، مضيفًا: “لا يوجد مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا، علينا أن نتحد كأمة واحدة لإدانته”، كما علَّق الرئيس الأمريكي السابق، الديمقراطي باراك أوباما، قائلًا: “لا مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا” (فرنسا 24).

وفي إطار التراشق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حمَّل عدد من أعضاء الحزب الجمهوري ومؤيدي ترامب حملة الرئيس بايدن مسؤولية محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق.

وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو، والذي بات نائب ترامب، جي دي فانس: “ما حدث اليوم ليس حادثة معزولة”. وأضاف فانس: “الفرضية الأساسية لحملة بايدن هي أن الرئيس ترامب استبدادي فاشي ويجب إيقافه بأي ثمن”.

يعكس تجنب الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب الهجوم على بايدن والديمقراطيين عقب محاولة الاغتيال، إلى جانب قرارات حملة بايدن بوقف هجومها على ترامب، رغبة كلا الحملتين والحزبين في تهدئة حدة المشاحنات والاتهامات التي اشتدت خلال الأشهر الأخيرة وكان لها وقع سلبي على الشارع الأمريكي.

مثلت اتهامات الاستخبارات الأمريكية لإيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال مفاجأة للشارع الأمريكي، بحسب مراقبين؛ إذ قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة بوليتيكو: “إن الاستخبارات الأمريكية كثفت عملها في الأشهر الأخيرة، وأصبح المسؤولون أكثر اطلاعًا على نوايا طهران في الأسابيع المقبلة، وقد تكون هناك محاولات جديدة لاغتيال ترامب”.

على الرغم من أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن محاولة اغتيال ترامب كانت حدثًا فرديًا؛ إلا أن هناك العديد من الدوافع والعوامل التي قد تدفع إيران إلى اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. فمنذ اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، مطلع عام 2020، بناءً على أوامر الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب، خططت الاستخبارات الإيرانية على مدار السنوات الماضية لاغتيال الرئيس الأمريكي.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: إن إيران مصممة على محاسبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على دوره في اغتيال الجنرال سليماني، لكنها ترفض أي اتهامات بتورط طهران في محاولة اغتيال ترامب الأخيرة. وذكرت شبكة “سي إن إن”، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن أجهزة المخابرات الأمريكية تلقت معلومات تفيد بأن إيران خططت “للقضاء” على ترامب، مما دفع السلطات الأمريكية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية للرئيس السابق.

بالنظر إلى فترة رئاسة ترامب السابقة، والتي شابها صراع محتدم مع إيران وممارسة سياسة الضغوط القصوى، والتي كان لها تداعيات اقتصادية وسياسية سلبية على الداخل الإيراني مع تدهور الأوضاع الاقتصادية الداخلية وخروج العديد من التظاهرات الغاضبة جراء الوضع الاقتصادي المتردي؛ فإن الشارع الإيراني وصانعي القرار في طهران متخوفون من عودة الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب إلى البيت الأبيض من جديد.

جي دي فانس والانتخابات الأمريكية:

خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأمريكي في ميلووكي بولاية ويسكونسن الأمريكية، اختار دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، جي دي فانس، نائبًا له لخوض السباق الانتخابي في 5 من نوفمبر المقبل. وكتب الرئيس السابق على منصة “تروث سوشال”: “بعد مداولات وتفكير مطول، قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو العظمى”، مشيدًا بأوراق اعتماد فانس وخبرته في مجال الأعمال.

رشح مؤتمر الحزب الجمهوري لاحقًا بشكل رسمي فانس نائبًا لترامب في انتخابات الرئاسة، ويُعد فانس من السياسيين الأمريكيين الطموحين؛ إذ تخرج من كلية القانون ودخل غمار السياسة في الحزب الجمهوري وتدرج فيه إلى أن أصبح عضوًا في الكونغرس. وهو من دعاة سياسة “أمريكا أولًا”، لكنه مؤيد قوي لإسرائيل وللتطبيع العربي معها؛ كما أنه مؤيد بشدة للتيار المسيحي في الولايات المتحدة، ويرى أن بلاده لا تزال أكبر دولة ذات أغلبية مسيحية في العالم، ويعتبر أن هذا التيار الديني هو السبب وراء الدعم الأمريكي لإسرائيل.

على الرغم من معارضته للغزو الأمريكي للعراق عام 2003؛ إلا أنه عمل في الشؤون العامة للجيش الأمريكي في العراق بعد الغزو، ويعتبر أن أمريكا لا تحسن إدارة الحروب في المنطقة. وقال أمام مجلس الشيوخ لاحقًا بعد الانسحاب الأمريكي ودخول إيران كفاعل أساسي في الساحة السياسية العراقية: “إن أمريكا بغزوها خلقت وكيلًا لإيران في الشرق الأوسط”، وأضاف: “رأيت عندما ذهبت إلى العراق أنني تعرضت للكذب، وأن الوعود التي قدمتها مؤسسة السياسة الخارجية في هذا البلد كانت مجرد مزحة”؛ كما يرى فانس أن الغزو الأمريكي تسبب في هجرة المسيحيين من العراق، وأن واشنطن قضت على واحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم (مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية).

عبر في أكثر من مناسبة عن دعمه للحرب التي يشنها الكيان المحتل على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي والتي لا تزال مستمرة حتى الآن؛ إذ دعا إلى تقديم دعم قوي للكيان المحتل حتى (تهزم) فصائل المقاومة الفلسطينية. ويرى أن هذه (الهزيمة) هي التي ستسمح بفتح بوابة التطبيع الإسرائيلي مع العرب.

يمكن القول: إن تصريحات جي دي فانس السياسية بين حين وآخر تتوافق مع السياسة الترامبية إلى حدٍّ ما، وتكمن العديد من الدوافع وراء اختيار ترامب لفانس نائبًا له؛ أبرزها: تركيز ترامب على الطبقة المتوسطة التي ترى أنها لم تحصل على ما وعد به الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بتوفير الوظائف، خصوصًا مع ما يحظى به جي دي فانس من تأييد وشعبية واسعة بين الطبقة العاملة في الولايات الصناعية الرئيسة شمال شرق الولايات المتحدة؛ حيث إن ترامب لطالما خاطب هذه الطبقة من المجتمع الأمريكي في الانتخابات الماضية، ولا يزال يخاطبها بقوة حاليًا.  

وفي ظل تبني جي دي فانس توجهات يمينية، إذ صرَّح في عدة مناسبات بأن الأنجلوساكسون (الأمريكيين البيض) هم من يمثلون الهوية الحقيقية للولايات المتحدة، وأن القادمين من الخارج عليهم أن يدخلوا أمريكا وَفْق شروطها، فإنها تنسجم مع سياسات إدارة ترامب السابقة خلال الفترة من 2017م إلى 2020م. ويمكن القول: إنه في حالة فوز ترامب بالسباق الانتخابي المقبل، فإن السياسة الأمريكية الخارجية تجاه إيران والصين ستكون أكثر حدة، في ظل ما يراه ترامب وفانس من منافسة اقتصادية غير عادلة مع الصين من جهة، وتحدي إيراني للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط من جهة أخرى.

انسحاب بايدن من السباق الانتخابي:

وفي ظل الصعود السريع لشعبية ترامب ونتائج استطلاعات الرأي التي تأتي في صالحه، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المناقشات والضغوطات المكثفة من قبل الديمقراطيين البارزين؛ مثل: الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وبعد الأداء الذي وُصف بالسيئ للرئيس الأمريكي بايدن خلال المناظرة الأولى مع دونالد ترامب، اضطر جو بايدن إلى الانسحاب من السباق الانتخابي، ليصبح بذلك من الرؤساء الأمريكيين القلائل الذين انسحبوا من السباق الانتخابي أثناء سعيهم لولاية رئاسية جديدة، ولكن بايدن هو أول رئيس أمريكي يُشَكَّكُ في صحته العقلية.

وبالرغم من دعوات الديمقراطيين لبايدن بالانسحاب من السباق الانتخابي منذ أشهر، في ظل استطلاعات الرأي التي لا تأتي في صالح الديمقراطيين وتوقعات المراقبين المختلفة لنتائج الانتخابات القادمة؛ إلا أن قرار بايدن بالانسحاب قد جاء متأخرًا بحسب مراقبين. ويمثل انسحاب بايدن تحولًا كاملًا في الانتخابات الرئاسية والتوقعات والتحليلات التي طُرحت خلال الفترة الأخيرة؛ إذ عقب المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب ومحاولة اغتيال ترامب، وإصابة بايدن بفيروس كوفيد – 19، أظهرت نتائج استطلاعات الرأي تفوق ترامب على بايدن بشكل كبير، ما دفع الديمقراطيين إلى البحث عن بديل لمرشحهم بايدن للخروج من دائرة التوقعات المتشائمة.

وبالرغم من بروز عدة شخصيات ديمقراطية في وسائل الإعلام من بينهم حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية ميشيغان غريتشن ويتمير، وحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم (الجزيرة)؛ إلا أن قرار ترشيح كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، عن الحزب الديمقراطي كان الأنسب في تقديري، في ظل ما تتمتع به هاريس من نقاط قوة لمواجهة ترامب والجمهوريين.

وسريعًا ما توالت الانتقادات من قبل الجمهوريين لهاريس؛ إذ اعتبر فريق حملة دونالد ترامب أنها ستكون أسوأ من الرئيس بايدن، وتم تقديمها على أنها يسارية خطيرة والمهندس الرئيسي لأزمة الهجرة، وتم وصفها بكارثة لأمريكا؛ غير أن هاريس تمكنت سريعًا من إثارة القلق لدى الجمهوريين، في ظل ترحيب الشارع الأمريكي بالبديل الجديد والخروج من سيناريو انتخابات عام 2020م.

فحظوظ ترامب للفوز في السباق الانتخابي أمام بايدن تبقى أكبر من حظوظه ضد أي مرشح ديمقراطي آخر؛ فقد عملت حملة ترامب الانتخابية على انتقاد كل تصريحات وقرارات ومواقف الرئيس بايدن، والتشكيك في قدرته على إدارة البلاد. وبات على ترامب والجمهوريين إعادة ترتيب الأوراق من جديد بما يتناسب مع طبيعة المنافس الديمقراطي الجديد. وبالنظر إلى نقاط القوة لدى كامالا هاريس التي يتوجس منها الجمهوريون، فإلى جانب صغر السن، الذي يعتبر مطلبًا جماهيريًّا، وكونها امرأة، من المحتمل أيضًا أن تستقطب أصواتًا نسائية أكبر، وهو ما يشكل نقطة ضعف للحزب الجمهوري.

الخلاصة:

أدت التطورات الأخيرة في الداخل الأمريكي، والمتمثلة في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي، إلى جانب دخول كامالا هاريس لمنافسة الجمهوري دونالد ترامب، إلى دخول الانتخابات الأمريكية مرحلة جديدة وغير مسبوقة قبل أقل من 100 يوم تفصلنا عن موعد انطلاق الانتخابات في 5 نوفمبر المقبل؛ فاستغلال ترامب والجمهوريين لحادثة محاولة الاغتيال لاستقطاب الناخبين والداعمين ومحاولة الظهور بموقف المواجهة من أجل أمريكا، فضلًا عن تعيين جي دي فانس نائبًا لترامب كجزء من محاولة الحصول على دعم الطبقة الوسطى في الولايات الصناعية، قد رفع من حظوظ فوزه في السباق الانتخابي. غير أن مفاجأة بايدن بانسحابه من السباق الانتخابي ودخول هاريس بديلًا عنه، قد أربك حسابات الجمهوريين وفتح الباب أمام تغيير التوقعات إزاء الانتخابات الأمريكية، في ظل ما تتمتع به هاريس من نقاط قوة لمواجهة ترامب من جهة، وبناء ترامب حملته الانتخابية على نقد بايدن من جهة أخرى.

المصادر:

بي بي سي عربي

المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية

روسيا اليوم

فرنسا 24

مصراوي

مركز الروابط للبحوث والدراسات

الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.