fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

قراءة في توقعات تأثير طوفان الأقصى على الانتخابات الأمريكية

60

قراءة في توقعات تأثير طوفان الأقصى على الانتخابات الأمريكية

ترتبط الولايات المتحدة الأمريكية بما يسمى دولة إسرائيل المحتلة بروابط وجودية، فلا يمكن فك هذه الرابطة؛ لأنها أصل واحد وفصيل واحد، فهي تعتبر فصيلًا مسلحًا ميليشاوي يغتصب أراضي الفلسطينيين لإقامة ما يسمى دولة إسرائيلية لتنفيذ كافة المخططات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، في سبيل خدمة الهيمنة الأمريكية على منابع الطاقة والموارد الطبيعية المختلفة.

فعلى مر التاريخ والأحداث نجد الولايات المتحدة الأمريكية منحازة إلى ما يسمى بدويلة الكيان الصهيوني، وذلك بغض النظر عن هوية وأصول الرئيس الأمريكي أين ما يكن مسماه، نجد توحيد الرؤية الأمريكية للكيان الصهيوني وتواجده بالشرق الأوسط، وبالعودة قليلًا نجد أنه في نوفمبر 1917 لم تجرؤ الحكومة البريطانية برئاسة جورج لويد على إصدار “وعد بلفور”؛ إلا بعد أن ضمنت موافقة الرئيس الأمريكي الديموقراطي وودرو ويلسون في سبتمبر 1917.

وفي عام 1948 كان الرئيس الديمقراطي هاري ترومان أول من اعترف بإسرائيل بعد 11 دقيقة فقط من إعلان إنشائها، بينما حمت إدارة ليندون جونسون، الديمقراطي أيضًا إسرائيل بعد توسعها وسيطرتها على فلسطين التاريخية بعد حرب 1967، ولكن مؤخرا بعد 7 أكتوبر 2023 تغيرت الكثير من المفاهيم الجماهيرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحدثت ثورة فكرية بخصوص القضية الفلسطينية بعقول الجمهور الأمريكي بمختلف أعراقه، ففي الحزب الديمقراطي نجد أنه يواجه اليوم تحديًا داخليًّا إذ تتجه مجموعات مهمة من قاعدته لدعم فلسطين؛ الأمر الذي يعتبر تغيرًا جذريًّا في موقف الحزب الذي يتمتع بقاعدة واسعة ومتعددة الخلفيات.

وقد أدى موقف بايدن الحالي والداعم بشدة لإسرائيل إلى انقسامات داخل قاعدة الحزب الديمقراطي في أمريكا، أثارت قلق مساعديه حيال تأثير ذلك الرفض المحتمل على فرص إعادة انتخابه.

وقد أبدت المجموعات الأكثر تأييدًا للقضية الفلسطينية، مثل: الناخبين الشباب، والأمريكيين من أصل إفريقي، واللاتينيين، الذين يشكلون جزءًا مهمًّا وكبيرًا من القاعدة الانتخابية للحزب الديمقراطي، وعدم موافقتهم على تعامل بايدن مع الصراع.

الانتخابات الأمريكية 2024:

يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في شهر نوفمبر 2024 لانتخاب الرئيس الأمريكي المقبل للبلاد، ويهيمن على النظام السياسي في الولايات المتحدة حزبان فقط، وإلى أحدهما ينتمي كل رؤساء أمريكا في العصر الحديث.

الحزب الديمقراطي:

هو الحزب السياسي الليبرالي، وهو الذي تتحدد أجندته إلى حد كبير من خلال الدفع من أجل الحقوق المدنية، وشبكة الضمان الاجتماعي واسعة النطاق، واتخاذ تدابير لمعالجة التغير المناخي، وهو حزب الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، الذي يسعى للفوز بفترة ولاية رئاسية ثانية في البلاد.

الحزب الجمهوري:

هو الحزب السياسي المحافظ في الولايات المتحدة، ويعرف أيضًا باسم الحزب القديم الكبير، ومن أبرز ما يدعو له منذ زمن، خفض الضرائب وتقليص حجم الحكومة، والحق في حيازة السلاح، وتشديد القيود على الهجرة والإجهاض(1).

القضية الفلسطينية وتأثيرها على الانتخابات الأمريكية:

على الرغم من أن الحزبين: الجمهوري والديمقراطي، يتسابقون عادةً في الانتخابات، على إظهار التأييد والاستعداد لدعم إسرائيل؛ إلا أنه سيكون من المرات القلائل التي سيكون للشأن الخارجي مكانة وأهمية في الانتخابات الرئاسة الأمريكية لكون المواطن الأمريكي عادة يصب جل اهتمامه تجاه الشؤون الداخلية إلا أن هذه الانتخابات على وجه الخصوص ستكون بيضة القبان فلسطين القضية لما أسقطته حرب غزة من حراك على الشارع الأمريكي، وجعلته يتفاعل في معظم الولايات مع هذه القضية التي أخذت تشكل أيقونة الحرية وصوت العدالة عند الجيل الشاب الأمريكي، كما عند الملونين بصورة خاصة حتى إنها أصبحت تشكل في معظم الولايات المتأرجحة ميزان الفصل وصوت الغلبة.

الانتخابات الحالية التي ستبدأ مشوارها الفعلي في شهر مارس 2024 لحسم بطاقة التأهل الرئاسي عندما يعكف الحزبين لاختيار مرشحي الرئاسة في ست ولايات رئيسية تمهيدا لتقديم مرشحي الحزبين للرئاسة الأمريكية في مؤتمر الحزب الجمهوري الذي اختار مدينة ميلواكي من ولاية ويسكونسن لعقد مؤتمره بينما اختار الحزب الديموقراطي مدينة شيكاغو بولاية إلينوي لانعقاد مؤتمره.

وهذا يعني أن مرحلة اقرار السياسات قد بدأت وفترة إعداد البرنامج العام للمرحلة المقبلة قد تمت وتنتظر جميعها التعديلات التي ستجريها هذه المؤتمرات عليها بناءً على الاقتراحات التي تأتي من المندوبين لكلا الحزبين اللذين يبلغون في مؤتمر الحزب الديموقراطي “3945” مندوبًا وعند الحزب الجمهوري “2429” مندوبًا؛ هذا إضافة لتصورات الحواضن الداعمة لكلا الحزبين، وهو ما يعني أن أعضاء المؤتمر سيكون لهم تأثير كبير على مجريات البيان العام للسياسة العامة للحزب وعلى رسم التصورات وبيان التوجهات في مسائل عدة بما في ذلك مسألة تقييم الأداء الرئاسي عن الحزب الديموقراطي(2).

الجمهوريون يلعبون بورقة الحرب الإسرائيلية:

وعلى الرغم من المديح الذي ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لموقف بايدن الداعم لإسرائيل، لكن هذا لم يمنع المرشحين الجمهوريين للرئاسة من إلقاء اللوم على الرئيس بايدن؛ بسبب هجوم حركة المقاومة “حماس”.

وألقى المرشحون الجمهوريون للرئاسة لعام 2024 باللوم على إدارة بايدن، مشيرين إلى أن هذه التطورات دليل آخر -إلى جانب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتمدد الصين في بحر جنوب الصين- على ضعف الولايات المتحدة على المسرح العالمي، واتهموا بايدن بالمسؤولية عن ذلك(3).

استطلاع للرأي:

وأظهر استطلاع أجرته شبكة إن بي سي نيوز انخفاض معدل التأييد لبايدن إلى 40٪، مع عدم موافقة 57٪ على دعمه، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق في شعبيته.

ويظهر الناخبون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا انخفاضًا كبيرًا في نسبة تأييد بايدن، حيث انخفضت من 46٪ إلى 31٪، وفي ملفات السياسة الخارجية على وجه التحديد، أظهر الاستطلاع موافقة 33٪ فقط من جميع الناخبين على طريقة تعامل بايدن، بانخفاض 8 نقاط عن سبتمبر، بينما رفض 62٪ منهم سياسة بايدن. وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، فإن 34٪ فقط من إجمالي الناخبين يوافقون على نهج بايدن، بينما لا يوافق عليه 56٪، وتعكس هذه الاستطلاعات مناخًا سياسيًّا مليئًا بالتحديات للرئيس بايدن الذي يواجه انخفاض معدلات تأييده بين الفئات السكانية الرئيسية، واستياءً متزايد من تعامله مع قضايا حاسمة مثل السياسة الخارجية(4).

صوت الشارع الأمريكي:

وقد حثّ ناشطون مدافعون عن السلام، الناخبين في الولايات المتحدة على كتابة “وقف إطلاق النار” على بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية، اعتراضًا على سياسة الرئيس جو بايدن “الداعمة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة” حسب قولهم.

وتتيح حملة “صوّت بوقف إطلاق النار”، التي أطلقتها مجموعات محلية معارضة للحرب، للأمريكيين التعبير عن غضبهم من استمرار الدعم الأمريكي للحرب في غزة وذلك خلال الانتخابات التمهيدية التي تجري في نيوهامبشر.

وتتوجه الحملة إلى أولئك الذين يرغبون بتوجيه رسالة تنديد للبيت الأبيض، خصوصًا بعد أن تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين الـ25 ألف شخص، إلى جانب أكثر من 60 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال في الشهر الثالث من 2024.

وجاء في منشور للحملة على منصة “إكس”: “على مدى الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، راقب العالم تدهور الأوضاع في حرب غزة فيما رفضت إدارة بايدن جميع المطالب للدعوة إلى وقف لإطلاق النار ووضع حد للدعم الأمريكي لإسرائيل”.

وأضافت “لذا، ننقل معركتنا إلى الميدان الذي يهتم به الديموقراطيون أكثر من أي مكان آخر: الانتخابات، بينما سيفوز جو بايدن بشكل مؤكد تقريبًا بترشيح الحزب الديمقراطي في وقت لاحق هذا العام، عليه أن يعرف بأن الطريق للوصول إلى ذلك سيكون طويلًا وصعبًا إذا رفض الإصغاء إلى ناخبيه”.

وفي استطلاع للرأي نظمته جامعة كوينيبياك الرائدة في قياس نبض الشارع الانتخابي، أعرب 66٪ من الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا عن عدم موافقتهم على رد فعل “إسرائيل” على هجوم حماس في 7 أكتوبر(5، 6).

4 عوامل تعكس أهمية الانتخابات الأمريكية القادمة:

هناك العديد من العوامل التي عكست اهتمام الداخل الأمريكي بالحرب الإسرائيلية على غزة منذ عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، وهو ما يمكن الإشارة إليه في العناصر التالية:

أولًا: الانقلاب الشعبي والمظاهرات الأمريكية:

يعكس خروج مظاهرات في المدن والولايات الأمريكية سواء للتنديد بالموقف الأمريكي من الحرب الإسرائيلية على غزة والمطالبة بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أو تلك الداعمة لإسرائيل بأن القضية الفلسطينية أضحت ضمن أولويات الجمهور الأمريكي بعد أن ظلت لفترات ممتدة قاصرة على اهتمامات النخب باعتبارها ضمن قضايا السياسة الخارجية التي لا تحظى باهتمامات الناخب الأمريكي في سياق المنافسات الانتخابية المتنوعة.

وقد عزز من ذلك الاهتمام بما يحدث في غزة التحول في المعالجة الإعلامية الغربية والأمريكية في تناول أبعاد الحرب، بعد أن ظلت لفترة منحازة بشكل مطلق للرواية الإسرائيلية بكل ما فيها من مغالطات وتضليل.

يضاف إلى ذلك بعض الأعمال النوعية التي لاقت اهتمام الناخبين والجمهور الأمريكي وتفاعله معها، ومنها وفاة الطيار الأمريكي بوشنل من سلاح الجو الأمريكي 27 فبراير 2024 بعد أن أضرم النار في نفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن، وهو يردد لن يكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية، في إشارة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وكذلك إرسال موظفين بالخارجية والبيت الأبيض والكونجرس رسائل إلى بايدن لوقف الحرب، كما رفع بعض المتظاهرين منهم خلال المظاهرات المؤيدة لفلسطين لافتات كتب عليها: “الكونجرس، موظفوك يطالبون بوقف إطلاق النار”.

ثانيًا: ثورة عقلية في تفكير الشباب الأمريكية للأحداث:

أفرزت الحرب الإسرائيلية على غزة متغيرًا مهمًّا يرتبط باهتمام الشباب الأمريكي بما يحدث في غزة، وقد شكَّل المكون الشبابي في المظاهرات التي تطالب بوقف الحرب العنصر الأكبر، وهو ما يعكس أن الرواية الفلسطينية بدأت تشق طريقها بشكل صحيح إلى إدراك الشباب الأمريكي بعد أن نجح اللوبي اليهودي لعقود ممتدة في دعم الرواية الإسرائيلية المزعومة.

وبرغم المآسي التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بعد سقوط ما يربو على 30 ألف شهيد وما يزيد على 70 ألف جريح؛ إلا أن إعادة التعريف بالحقوق الفلسطينية المشروعة داخل المجتمعات الغربية على أسس صحيحة دون تزييف، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية يمثل أحد أهم مكاسب تلك الحرب، بما أدى إلى اتجاه العديد من الدول الغربية، لتعدل من مواقفها وتبنيها لوقف الحرب ورفض استهداف المدنيين ومطالبة إسرائيل بقبول حل الدولتين، بل والتهديد بإعلانه من جانب واحد، كما شهدت لقاءات داخل الكونجرس الأمريكي خلال جلسات الاستماع لمسؤولين حول الحرب رفع لافتات من قِبل ناشطين شباب بها صور للأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، وأخرى تطالب بوقف الحرب والدماء في غزة.

ولا شك أن تلك التفاعلات الشبابية سيكون لها تأثيرها على اتجاهات المعنيين بالقضية الفلسطينية والداعمين للحقوق والحريات بشكل عام من الناخبين الأمريكيين خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة نوفمبر 2024.

ثالثًا: الدعم المستمر وتجاهل أراء الشارع:

أدى الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل خلال حربها على غزة، إلى تغير ملحوظ في اهتمامات الناخب الأمريكي وترتيب أولوياته، الذى جاء دعمًا عسكريًّا مكثفًا برًّا وجوًّا وبحرًا، وتدفق المسؤولون رفيعو المستوى، لزيارة إسرائيل وإظهار التضامن معها، أبرزهم: الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، وغيرهم من الوزراء والمسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وقد تجلى ذلك التغير في أن غالبية الفعاليات الانتخابية التي نظمتها حملة الرئيس بايدن اقتحمها نشطاء أدانوا تورطه فيما يحدث في غزة وتقصيره في عدم الضغط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها ضد الأطفال والنساء، وهو ما يشير إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أضحت على أجندة قضايا الناخب الأمريكي على المستوى الداخلي، ولم تعد من القضايا المحصورة في اهتمامات النخب بقضايا السياسة الخارجية الأمريكية.

رابعًا: دور الجاليات العربية والإسلامية:

وفقًا للمعهد الأمريكي العربي فإن الجالية العربية والإسلامية يقدر عدد أعضائها بـ3.7 مليون شخص ينتشرون في مناطق جغرافية متنوعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ويقطن معظمهم في مناطق حضرية بولايات لوس أنجلوس، وديترويت، ونيويورك، وشيكاغو، وواشنطن، ونيوجيرسي، وميتشجان التي يوجد بها نسبة كبيرة من الأمريكيين المسلمين وذوي الأصول العربية، التي تشير التوقعات بأنها سيكون لها دور حاسم في الانتخابات المقبلة قد تؤدي إلى أن يخسر بايدن الانتخابات، لرفضها موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة، وباعتبارها واحدة من الولايات الخمس المتأرجحة ما بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري(7).

الخلاصة:

هذه المؤشرات باتت تزعج الديمقراطيين إزاء مستقبل الانتخابات؛ لأن القضية الفلسطينية وتحديدًا الحرب على غزة، باتت أقرب ما تكون لتصبح “مسألة انتخابية” في الولايات المتحدة؛ الأمر الذي يعني أن الموقف من غزة وفلسطين قد يكون سببًا في نجاح أو سقوط مرشح الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية في أمريكا؛ لذا يتوقع أن تكون الإدارة الأمريكية أكثر جدية خلال فترة ما قبل الانتخابات في إظهار دعمها لجهود احتواء الحرب وممارسة ضغوط على حكومة نتنياهو، كما ظهر في الانتقادات التي وجهها له السيناتور اليهودي تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، لكن هذا التحول لا يعني أن واشنطن بصدد التخلي عن أهداف الحرب نفسها، وهو ما يعني أن جهود “بايدن” لاسترضاء الناخبين الداعمين لفلسطين ستكون على الأرجح غير كافية.

يبقى المنافس الأول لما ذكرناه قوة جماعات الضغط الإسرائيلية وخبرتها في تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين، وأبرزها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) التي تعد المدافع الرئيسي عن المصالح الإسرائيلية، كما أنها تمتلك تأثيرات مباشرة على الناخبين وتفضيلاتهم، وعلى القضايا التي سيتبناها المرشح الذي ستقرر دعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة أو من خلال التوجه نحو معاقبة أعضاء بمنع وصولهم إلى الكونجرس بغرفتيه النواب والشيوخ أو إعادة انتخابهم، ورصد تمويل لتحقيق ذلك الهدف؛ نظرًا لدعمهم فلسطين، من أبرزهم: ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طالب.

مع ذلك فما زال من المبكر ترجيح مآل الانتخابات الرئاسية؛ فالناخبون لا يتأثرون بقضية واحدة وإنما يفكرون في قضايا متعددة عند اتخاذ القرار، ومجمل القول إن تفضيلات الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر 2024، وإن كانت ترتبط بقضايا الداخل بالأساس، وما سيطرحه المتنافسون في السباق الرئاسي؛ إلا أن الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها لا سيما فيما يرتبط بجريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بدأت تجد صداها داخل المجتمع الأمريكي بعد تدويلها من قِبَل دولة جنوب إفريقيا، وربما ستكون لها تأثيراتها على اتجاهات تصويت الناخبين وتحديدًا من الجاليات العربية والإسلامية.

الأمر الذي يحتاج للبناء عليه من قبل تلك الجاليات، التي لا تزال تعاني ضعفًا مؤسسيًّا يحتاج لتأطير عملها بشكل أكثر فاعلية يمكنها من تبنى قضاياها، ودعمها وتمويل الناخبين سواء على مستوى الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية أو حتى على مستوى الولايات ومجالسها التشريعية المنتخبة.

1_ بي بي سي

2_ وكالة عمون

3_ مؤسسة روزا لوكسمبورغ

4_ الجزيرة

5_ أسباب

6_ يورو نيوز

7_ القاهرة الاخبارية

التعليقات مغلقة.