fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

داعش خراسان.. هل يعيد هجوم موسكو إحياء استخدام داعش عالميًّا؟

53

داعش خراسان.. هل يعيد هجوم موسكو إحياء استخدام داعش عالميًّا؟

لقد تسبب الهجوم الإرهابي الذي وقع على مجمع تجاري في موسكو في 23 مارس الماضي في تبادل الاتهامات من طرفي النزاع: الروسي والأوكراني باستغلال المتطرفين والمرتزقة، والمقاتلين الأجانب في الدخول على خطِّ الصراع الذي ترتفع وتيرته شيئًا فشيئًا، والذي تبنّاه تنظيم داعش – ولاية خراسان؛ مما أسفر عن مقتل قرابة 150 شخصًا وعدد كبير من الإصابات.

الأمر الذي يؤكد أن الصراع الروسي الأوكراني قد ساهم أو أعطى تنظيم “داعش” الإرهابي وتنظيمات أخرى اهتمامًا لافتًا بالحرب الدائرة في الشرق الأوروبي، مما يعني أهمية الصراعات في عودة ونشاط الجماعات المتطرفة العابرة للحدود مرة أخرى، بعد ما كادت تتراجع عملياتها -ولو قليلًا- خلال الآونة الأخيرة.

إن الصراعات طويلة الأمد بين الدول دائمًا ما تتسبب في إنشاء أو إحياء شراسة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، حيث توفر المناخ والملاذ الآمن للجماعات الضبابية التي تعبث بمصير الدول وحياة الشعوب، وتتحرك بكل طلاقة وحرية، لا سيما بعد وقوع حادثة موسكو الدموية وقبلها حادث منفرد في ألمانيا، بجانب تهديد داعش للملاعب في فرنسا خصوصًا، وأوروبا عمومًا.

وهو ما يؤكد أن الإرهاب غير مرتبط بعقيدة أو دين كما يزعم أو يحاول الغرب في كل مرة إلصاقه بالإسلام على سبيل المثال؛ علمًا بأن المسلمين هم أكثر الناس تعرضًا لوحشية هذه التنظيمات، فما حدث في العراق كان ضد المدنيين وأهل السنَّة بالتحديد، وتفجير المساجد ومطار كابول في أفغانستان خصوصًا بعد وصول حركة طالبان إلى سدّة الحكم، وما يحدث في سوريا منذ سنوات، فضلًا عما يحدث في اليمن ضد الشعب بدعم إيراني حثيث ومباركة أمريكية لا ريب فيها أبدًا.

وهناك العديد من الشواهد حول العالم في اضطهاد المدنيين من مختلف الجنسيات والعقائد وبالأخص ضد المسلمين.

واللافت للنظر: في الهجوم الروسي، وهو جوهر حديثنا في هذا المقال، أن مسؤولًا أمريكيًّا لوكالة رويترز أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت لديها معلومات استخباراتية حول قيام تنظيم داعش بعمليات في موسكو، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى جراء هجوم مجمع كروكوس، ومع ذلك لم تُبلغ روسيا. (الشرق الأوسط).

شواهد عديدة وجسيمة أخرى لا يمكن حصرها قد وقعت ضد المسلمين خلال السنوات الماضية ولا تزال، نذكر منها أيضًا الإرهابي الأسترالي الذي نفذ مذبحة المسجد في نيوزيلندا قبل سنوات، والذي أقر في التحقيقات بأنه أراد من الهجوم على المسجد أن يقتل “أكبر عدد ممكن” من الأشخاص المسلمين، وفي العام الماضي 2023، قامت جماعة إرهابية بارتكاب مذبحة كبيرة ومفجعة، حيث تم تفجير مسجد في مدينة بيشاور في باكستان القريبة من الحدود مع أفغانستان، وغيرها من الجرائم التي لا تمت للإسلام بصلة حتى لو كان بعض منفذيها من المسلمين.

تسلط الورقة البحثية في مركز “رواق” للأبحاث والدراسات في هذا التقرير الضوء على بعض النقاط المهمة، وهي: تأثير الصراعات والحروب في عودة نشاط الجماعات المتطرفة؟ ما هو تنظيم “داعش – ولاية خراسان” وكيف نشأ؟ ما أبرز الهجمات التي نفذها تنظيم داعش خلال الفترات الأخيرة، خصوصًا ضد المسلمين؟ ما هي الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال السنوات الأخيرة؟ لماذا انتشر الرعب والقلق البالغ في أوروبا؟ هل ثمّة علاقة بين داعش وإسرائيل وأمريكا؟

ما هو تنظيم “داعش – ولاية خراسان”؟

ظهر تنظيم داعش – ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر 2014 وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، واستمد اسم “خراسان” من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان، وشهد عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لـ”داعش” نشاطًا، انخفاضًا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبًا.

وكانت حركة “طالبان” والقوات الأمريكية قد ألحقتا خسائر فادحة بالتنظيم، وقالت واشنطن: إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان مثل “داعش – ولاية خراسان” تراجعت منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في 2021. (الشرق الأوسط)

أبرز الجرائم التي نفذها تنظيم داعش – ولاية خراسان:

تقارير دولية تحدثت عن تاريخ دموي من الهجمات لداعش – ولاية خراسان، منها هجمات استهدفت المساجد والمسلمين داخل أفغانستان وخارجها، وفي وقت سابق من العام الحالي، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص.

كما أعلن داعش – ولاية خراسان مسؤوليته عن تفجير مطار حامد كرزاي الدولي في كابول في 1 يناير 2023، على بعد حوالي 200 متر بالقرب من مطار كابول الدولي المدني؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص في أفغانستان، حيث وقع الحادث عند نقطة تفتيش خارج المطار العسكري.

وفي سبتمبر من عام 2022، أعلن مسلحون من التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول، وكان التنظيم أيضًا مسؤولًا عن هجوم على مطار كابول الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديًّا أمريكيًّا، وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأمريكية الفوضوية من أفغانستان.

كما حذرت تقارير أمريكية من أن تنظيم داعش – ولاية خراسان يمكن أن يهاجم مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان خلال أقل من ستة أشهر ومن دون سابق إنذار.

ويحاول داعش – خراسان لعب دور في جهود الاستقطاب ومخططات التمويل في مناطق تابعة لطاجيكستان، حيث اعتقل عدد من عناصره في دول مختلفة بتهمة تجنيد الأعضاء، وجمع الأموال في الهند وبريطانيا والولايات المتحدة وباكستان.

وذكر عسكريون أمريكيون في الشرق الأوسط أن تنظيم داعش – ولاية خراسان يمكن أن يقوم بهجوم على مصالح أمريكية وغربية في منطقة الشرق الأوسط ضد أهداف أمريكية بالخصوص بعد الهجوم الذي نفذه في التجمع التجاري في روسيا. (الشرق الأوسط).

سيناريوهات إعادة نشاط داعش – خراسان:

لقد نجح التنظيم في تنفيذ بعض العمليات خلال العامين الماضيين في كل من إيران وجزر المالديف، واستهدف مصالح لروسيا والصين ودولًا في آسيا الوسطى، وجرى إحباط عمليات كان من المخطط تنفيذها في ألمانيا وتركيا وقطر والهند.

حيث بات واضحًا تنوع أهداف داعش عالميًّا ومن خلال أذرعه؛ مثل: داعش – ولاية خراسان، وذلك بالنظر إلى الحملات الدعائية الموجهة التي يشنها ضد دول بعينها مستخدمًا جهازًا إعلاميًّا يُدار من قبل مؤسسته الإعلامية الرئيسية وتبث بالعربية والإنجليزية والفارسية والطاجيكية والأردية والبشتو والأوزبكية.

وتشير بعض المعطيات إلى أن التنظيم يحاول خلال الفترة المقبلة تركيز دعايته الإجرامية العالمية الجديدة على جملة من الأهداف الأجنبية إلى جانب طالبان الأفغانية، وهو ما حدث بالفعل في دول؛ مثل: طاجيكستان وأوزبكستان والهند وباكستان في المقدمة، خصوصًا أن تقارير دولية تحدثت عن استفادته بشأن سعيه لتأسيس خلافة إسلامية عالمية حسب زعمه.

وذلك انطلاقًا من استعادة منطقة خراسان التاريخية التي تضم أفغانستان وآسيا الوسطى من تدوير المقاتلين المنضمين للحرب في أوكرانيا الذين مثلوا إضافة نوعية مهمة وكبيرة لباقي أعضاء هذا التنظيم الإرهابي.

ومنذ اشتعال الصراع في أوكرانيا، فقد كثف داعش – خراسان من ضخ مقاتليه الذين التحقوا بالحرب انطلاقًا من مركز نشاطهم الأصلي في سوريا باتجاه دولهم الأصلية لإحياء مسارح العمليات في شمال القوقاز ودول آسيا الوسطى؛ مثل: أوزبكستان وطاجيكستان.

لماذا يهاجم داعش خراسان روسيا؟

بالطبع يُمثل الهجوم الذي نفَّذه داعش – ولاية خراسان في التجمع التجاري في روسيا تصعيدًا كبيرًا، ولكن وفق تقارير استخباراتية، ذُكِرَ أن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات القليلة الماضية، كذلك اهتمام التنظيم بالشأن الروسي على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارًا انتقادًا لبوتين.

وعلى ما يبدو، ووفق الرواية الأمريكية، أن أعضاءً في التنظيم وعددًا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى، الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو، لكن الأقرب للهجوم أنه حدث بدعم أمريكي غربي على خلفية الصراع في أوكرانيا بهدف نشر الذعر والخوف لدى المواطنين الروس، وإلهاء الحكومة، بما فيها الجيش، بالشأن الداخلي الروسي أكثر من الحرب في أوكرانيا. (الشرق الأوسط).

مؤشر الإرهاب العالمي 2022:

لقد أصدر معهد الاقتصاد والسلام (IEP) النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي (GTI 2022)، متضمنًا رصد تأثير الإرهاب في 163 دولة يعيش فيها 99.7% من سكان العالم، وتحليل اختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية للإرهاب، والاتجاهات الطويلة المدى لنشوء الإرهاب، وتطوره بمرور الوقت.

كذلك، تحليل الدوافع الجيوسياسية المرتبطة بالإرهاب، والأهداف الفكرية للجماعات الإرهابية، والسياسات التي يطبقها الإرهابيون، والوسائل التي يتخذونها، ومستقبل الإرهاب، والاستجابات السياسية المطلوبة لمواجهته.

يعتمد مؤشر الإرهاب العالمي لعام GTI 2022 على قاعدة بيانات موقع (Terrorism Tracker)؛ مما يعني أن الحوادث الإرهابية المسجلة في المؤشر قد تختلف عن نظيرتها المسجلة في قواعد البيانات الأخرى؛ فهو يستبعد من الأعمال الإرهابية بعض الأنشطة العنيفة؛ مثل: الأعمال الحربية، سواء كانت تقليديةً أو غير نظامية، إضافة إلى العنف الإجرامي الموجه لتحقيق الربح فقط، حتى لو كان يحاكي الأعمال الإرهابية؛ مثل: الخطف، والقتل، وتفجير السيارات. ويستبعد الاضطرابات المدنية، وأعمال العنف الفردية المنعزلة، والسلوك العنيف المعادي للمجتمع.

ويقيس المؤشر تأثير الإرهاب حسب عدد الهجمات والقتلى والجرحى والرهائن والحوادث، باستخدام نظام تقييم مدته 5 سنوات؛ لتحديد مستوى التأثير لأي سنة معينة، وهو ما يسمح برصد التأثير المستمر للإرهاب على الدول نفسها.

حصيلة الوفيات الناتجة عن العمليات الإرهابية:

بحسب المؤشر، فقد انخفض العدد الإجمالي للوفيات الناتجة عن الإرهاب إلى 7,142 قتيلًا في عام 2021، بنسبة تراجع قدرها 1.2% عن العام السابق، و33% منذ الذروة في عام 2015، الذي قُتل فيه 10,699 شخصًا في الهجمات الإرهابية. (مركز التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب)

وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات، ارتفع عدد الهجمات من 4,458 هجمة في عام 2020م إلى 5,226 هجمة في عام 2021، بزيادة قدرها 17%، مسجلة أكبر عدد من الهجمات منذ عام 2007، وبلغت الأعمال الإرهابية منها (المنسوبة إلى تنظيم إرهابي) 52% فقط.

كما سجلت موزمبيق أكبر انخفاض في الوفيات بسبب الإرهاب، من 507 حالات وفاة في عام 2020 إلى 93 في عام 2021. ومن البلدان الخمسة التي شهدت أعلى مستويات في الإرهاب، فقد سجلت أربع دول زيادة في عدد الوفيات هي: أفغانستان، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر. في حين انخفض العدد الإجمالي للوفيات في الصومال فقط.

وكان عام 2021 هو العام الأول الذي تدخل فيه ميانمار والنيجر إلى قائمة الدول العشر الأعلى في عدد الوفيات بسبب الإرهاب، وسجلت هذه الدول 85% من جميع الوفيات الناتجة عن الإرهاب في ذلك العام.

الدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال السنوات الأخيرة:

ظلَّت البلدان العشرة الأكثر تأثرًا بالإرهاب دون تغيير إلى حدٍّ كبير، فقد حافظت أفغانستان والعراق على موقعيهما في قمة أكثر البلدان تأثُّرًا بالإرهاب للعام الثالث على التوالي.

وتجاوزت بوركينا فاسو سوريا ونيجيريا لتكون رابع أكثر البلدان تأثُّرًا بالإرهاب، وانتقلت باكستان من المرتبة الثامنة إلى المرتبة العاشرة، وتراجعت نيجيريا درجتين لتحتلَّ الترتيب السادس بين الدول الأكثر تأثُّرًا بالإرهاب.

وكانت النيجر وميانمار من أحدث الدول المنضمَّة إلى قائمة البلدان العشرة الأكثر تأثُّرًا بالإرهاب، حيث احتلَّتا المركزين الثامن والتاسع على التوالي. وكانت نيجيريا وسوريا والصومال هي الدول التي سجلت تحسنًا في النتيجة من عام 2020 إلى عام 2021، من بين الدول العشر الأكثر تأثُّرًا بالإرهاب.

لماذا تخشى أوروبا هجمات “داعش خراسان”؟

من الواضح أن الهجوم الذي تبنَّاه تنظيم “داعش خراسان” وأودى بحياة قرابة 140 شخصًا في التجمع التجاري في موسكو، قد أثار مخاوف غربية واسعة النطاق، خصوصًا من موجة جديدة من العمليات الإرهابية التي تطل برأسها داخل القارة العجوز، وسط سعي لتشديد الإجراءات الأمنية، وتنشيط أجهزة الاستخبارات لجهودها في ردع تلك الخطط.

ومن تلك المخاوف التي عبَّر عنها صراحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إن جماعة “داعش خراسان” التي تقف وراء إطلاق النار في موسكو حاولت أيضًا ارتكاب عدة أفعال في فرنسا في الآونة الأخيرة.

وعلى خلفية الهجوم في روسيا، قررت السلطات الفرنسية رفع مستوى التأهب الأمني إلى القصوى كإجراء احترازي، في الوقت الذي قال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال إن باريس رفعت تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته “في ضوء إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم موسكو والتهديدات التي تلقي بظلالها على بلادنا.”

قلق بالغ في أوروبا.. لماذا؟

فقد اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن تنظيم “داعش خراسان”، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو، وقبل ذلك في عمليات بأفغانستان وباكستان وإيران، وضع نصب عينيه مهاجمة أهداف في أوروبا وخارجها.

كما يحاول تنظيم “داعش خراسان” التوسيع من عملياته في السنوات الأخيرة، مع شن ضربات عابرة للحدود، ومنها داخل باكستان وبعض الدول الأخرى، وعدد متزايد من المحاولات في قلب أوروبا نفسها، حيث جرى إحباط معظم تلك الهجمات قبل وقوعها، مما دفع المخابرات الغربية إلى تقييم أن المجموعة ربما تكون قد وصلت إلى الحدود المميتة لقدراتها. (مركز التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب)

وبحسب الصحيفة، فإن هناك قلقًا واضحًا من أن الهجمات في موسكو وإيران قد تشجع تنظيم “داعش خراسان” على مضاعفة جهوده لضرب أوروبا، خاصة في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا ودول أخرى تعرضت لهجمات متقطعة خلال العقد الماضي، وفي يوليو الماضي، نسقت ألمانيا وهولندا اعتقالات استهدفت 7 أفراد من الطاجيك والتركمان والقرغيز المرتبطين بشبكة داعش خراسان، الذين يُشتبه في تخطيطهم لهجمات في ألمانيا.

وآنذاك، تم إلقاء القبض على 3 رجال في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، بسبب خطط لمهاجمة كاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة الجديدة 2023، مع مداهمات أسفرت عن 3 اعتقالات أخرى في النمسا، وواحد في ألمانيا يوم 24 ديسمبر الماضي، للاشتباه في دعمهم لداعش خراسان.

الأمر الذي يؤكد أن التهديد الذي يشكله داعش لا يزال مصدر قلق كبير في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، وأن معظم الهجمات التي نفذها داعش على مستوى العالم حدثت بالفعل من قبل مجموعات من داعش خارج أفغانستان، وإن كانت قد تحدث عبر أجندة واضحة من بعض الدول ضد الأخرى، وهجوم موسكو يعد نموذجًا والأقرب لهذه الفرضية.

داعش والأزمة الأوكرانية والعدوان على غزة.. ما العلاقة؟

نعم، لقد تسببت الأزمة في أوكرانيا في نشاط التنظيمات الإرهابية بشكل كبير، ليس في الشرق الأوروبي فحسب، بل داخل فرنسا وربما في جميع أنحاء أوروبا، لاسيما من قِبل داعش خراسان، وهو ما حذر منه الرئيس الفرنسي ماكرون من هجمات محتملة، داعيًا إلى رفع مستوى حالة الاستعداد والتأهب الأمني داخل البلاد.

كما رسخت تلك الحرب تهيئة المناخ المناسب في تخطيط وتكتيكات التنظيمات المتطرفة عمومًا، وداعش عبر ذراعه في ولاية خراسان على وجه الخصوص، حيث وجد لنفسه منفذًا وملاذًا وأجواءً مفتوحة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة؛ الأمر الذي يوحي أو ينذر بالخطر الداهم الذي تشكله هذه الجماعات المتطرفة، إذ يُظهر الاتجاه الأخير للهجمات والخطط التي تم إحباطها في جميع أنحاء أوروبا بشكل لا لبس فيه أن الخطر من منظمات مثل “داعش خراسان” مباشر ومتطور.

كما ساهمت الحرب في غزة والعدوان الصهيوني على نشاط التنظيم في سوريا على سبيل المثال، في ظل اتساع رقعة الصراع على خلفية الهجوم الإيراني على إسرائيل والرد بعدها بأيام قليلة، صحيح أنها ضربات تمثيلية الهدف منها الاستعراض والدعاية ليس إلا، لكنها تعطي أجواءً مهمة لخطط التنظيمات الإرهابية حول العالم وسهولة تحركها ما بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا عبر البحار والطرق غير الشرعية.

وما يدل على ذلك هو ما تتعرض له غزة وشعبها من انتقام صهيوني، ومعقل التنظيم متواجد في سوريا ولم يُحرك ساكنًا، لأنه له أهدافه الأخرى بالطبع، ليس من بينها مصير أهل غزة أو المسلمين عمومًا. (مركز التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب).

هل ثمّة علاقة بين داعش وإسرائيل وأمريكا؟

يمكن القول: إنه أحيانًا ينقلب السحر على الساحر، ولا ننسى أن داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة هي في الأساس صناعة صهيوأمريكية بامتياز، ولكنها تنقلب أحيانًا على نفسها، وها نحن رأينا استباحة دماء الأبرياء لسنوات، مثلًا في شبه جزيرة سيناء، والآن الحرب الضروس على غزة والعدوان الصهيوني الغاشم على المدنيين، ولم نجد قذيفة واحدة أو صاروخًا من هذه الجماعات الظلامية صوب الكيان المحتل.

ولا ننسى أيضًا وفي ظل سلسلة التهديدات والاعتداءات في الدول المجاورة، بما في ذلك الأحداث المنسقة في 19 مارس الجاري في ألمانيا، إلى جانب حوادث أخرى في النمسا والأحداث المتكررة في ألمانيا وهولندا، تؤكد أن هذا التهديد ليس مقتصرًا على فرنسا وحدها، ولكنه يمتد عبر القارة الأوروبية بأكملها. إن ثمّة علاقة بين التنظيم الإرهابي والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، حيث لم يتم توجيه اللوم إلى واشنطن، تلك التي كانت تسقط الأسلحة والذخيرة في سوريا على معاقل داعش وادعت أنها وقعت بالخطأ.

داعش يهدد الألعاب الأولمبية في أوروبا:

تحذيرات كبيرة وواسعة داخل دول أوروبا من أن دورة الألعاب الأولمبية الوشيكة في باريس تمثل هدفًا بارزًا بشكل خاص للكيانات الإرهابية التي تهدف إلى الظهور على نطاق واسع، ويتفق مع هذا الطرح تقارير أمريكية بشأن دورة الألعاب الأولمبية في باريس، قائلة إنها ستكون هدفًا إرهابيًّا ممتازًا.

وتشير التدابير الأمنية الحالية في القارة العجوز والاستجابات الحكومية إلى احتمالية وقوع هجمات مقبلة، في حال تراجعت هذه التجهيزات الأمنية أو غفلت قليلاً، مما يؤكد خطورة هذه التهديدات؛ ففي الوقت الذي تقف فيه أوروبا في منعطف حرج وتواجه مستوى مرتفعًا من التهديد، تصبح ضرورة اليقظة التي لا تتزعزع والاستعداد الشامل أمرًا بالغ الأهمية. (سكاي نيوز).

لا شك أن تهديد داعش خراسان أو غيرها من الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، وفي القلب منها “داعش خراسان”، يتجاوز الحدود الوطنية، مما يستلزم إستراتيجية أمنية تشمل الاعتبارات المحلية والدولية على حدٍّ سواء؛ لحماية المصالح الأوروبية والدولية عمومًا. وعلى الرغم من الاتجاه نحو هجمات منعزلة من جانب جهات فاعلة منفردة، فإن احتمال وقوع ضرر جسيم من هؤلاء الأفراد لا يزال يشكل مصدر قلق بالغ في أوروبا.

وبحسب تقارير دولية؛ فإن الأمر يتطلب معالجة طموحات داعش العالمية بشكل فعال من الدول الأوروبية في تعزيز قدراتها على التكيف استجابةً لتكتيكات الإرهاب المتطورة، ويستتبع ذلك وضع إطار أمني شامل وذكي قادر على التصدي ليس للخلايا الإرهابية المنظمة فحسب، بل أيضًا على تحييد التهديدات الانفرادية.

علاقة الغرب وأوكرانيا بتنفيذ هجوم موسكو:

لقد خرجت تصريحات من مسؤولين روس تقول: إنه من الصعب للغاية تصديق أن تنظيم “داعش” كان لديه القدرة بمفرده، في ظل ما توصلت إليه التحقيقات في موسكو، على شنّ الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، والذي أسفر عن مقتل 143 شخصًا على الأقل. (سكاي نيوز).

وذكرت التحقيقات في موسكو: أن أوكرانيا تقف وراء الهجوم على مركز “كروكوس سيتي”، وأن الهجوم هو الأكثر دموية الذي تشهده روسيا منذ 20 عامًا، حيث نشرت وزارة الطوارئ الروسية قائمة بأسماء 143 شخصًا لقوا حتفهم في إطلاق النار العشوائي، وبعدها أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن المذبحة.

وفي المقابل، نفت أوكرانيا أي صلة لها بالهجوم، لكن الخارجية الروسية قالت إن الغرب سارع إلى إلقاء المسؤولية على “داعش” كوسيلة لصرف اللوم عن كييف والحكومات الغربية التي تدعم كييف، ومن أجل درء الشبهات عن الغرب بشكل جماعي، كانوا بحاجة ماسة إلى التوصل إلى شيء ما، لذلك لجأوا إلى تنظيم داعش. (سكاي نيوز).

داعش والعداء مع حكومة طالبان:

بعد ما تأسس تنظيم داعش خراسان في عام 2015 على يد أعضاء لهم عداء مع حكومة “طالبان”، حيث شهدت الجماعة انخفاضًا في عدد مقاتليها إلى النصف تقريبًا، أي قرابة 2000 مقاتل، بحلول عام 2021 نتيجة لمزيج من الغارات الجوية الأمريكية و”الكوماندوز” الأفغانية التي قتلت العديد من قادتها، حسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

لقد برز اسم الجماعة بعد وقت قصير من وصول “طالبان” إلى الحكم في أفغانستان عام 2021 وأثناء الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان، نفذ التنظيم تفجيرًا انتحاريًّا في المطار الدولي بكابول في أغسطس 2021، أدى إلى مقتل 13 جنديًا أمريكيًّا وما يصل إلى 170 مدنيًّا أفغانيًّا وجنسيات أخرى.

رفع الهجوم مكانة التنظيم، وبات تهديدًا كبيرًا لقدرة “طالبان” على الحكم في أفغانستان، ومنذ ذلك الحين، تخوض “طالبان” معارك ضارية ضد “داعش خراسان” في أفغانستان.

وفي منشور على حسابه الرسمي على تليغرام في يناير الماضي، قال تنظيم “داعش خراسان” إنه كان وراء هجوم أدى إلى مقتل 84 شخصًا في كرمان بإيران، خلال موكب تأبيني لقاسم سليماني الذي قُتل بغارة أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020. (العربية).

بعد هجوم موسكو الدامي.. روسيا تتوعد:

لقد أرسل الرئيس بوتين قوات روسية إلى سوريا، قيل إنها بهدف محاربة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، ولكن الحقيقة كانت للحفاظ على قبضة بشار الأسد على السلطة وتأكيد النفوذ الروسي في المنطقة، الأمر الذي يعارض بشكل مباشر مصالح داعش والأماكن التي تسيطر عليها في سوريا.

لذلك، هناك فرضية أخرى تقول: إن التورط ضد داعش في سوريا قد ساهم في تحفيز داعش خراسان لاستهداف روسيا، واعتبارها خصمًا مباشرًا بسبب تصرفاتها في سوريا. بجانب ذلك، تضم صفوف تنظيم داعش في خراسان مسلحين من آسيا الوسطى، الذين يتحملون مظالمهم التاريخية ضد روسيا، ما يغذي دوافع المجموعة لتنفيذ مثل هذه الهجمات على الأراضي الروسية. (العربية).

كيف يستثمر “داعش” الحرب الروسية – الأوكرانية؟

بالطبع، دائمًا ما تكون الصراعات والحروب ضمن أسباب تصاعد التطرف والإرهاب حول العالم أو في داخل الدول، حيث توافر حالة كبيرة من الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار، لاسيما مع اندلاع الصراع المتنامي بين روسيا والغرب الذي من شأنه إضعاف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

أظهر “داعش” شماتة واضحة في طرفي الحرب، واعتبر ذلك بمثابة “عقاب إلهي” و”سنة كونية”، وفق بيانات دولية قد نُشرت عن تنظيم داعش.

كما أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية جاءت مع من يرى أنها ستوفر ملاذًا آمنا وبؤرة إرهابية بدأت تتشكل في أوكرانيا، لاسيما من جانب المقاتلين الروس والشيشان الذين لديهم عداء تاريخي تجاه موسكو؛ نتيجة حروبها في أفغانستان والشيشان وسوريا، وبين من يذهب إلى أن انشغال القوى الكبرى بالجبهة الأوكرانية سيعزز فرص صعود التنظيم في معاقله الأساس في سوريا والعراق والشرق الأوسط مرة أخرى، لاسيما عقب إعلان “البيعة” لزعيم جديد للتنظيم وتنامي فرع التنظيم في أفغانستان المعروف باسم “ولاية خراسان”.

إن اتساع دائرة الصراع ليست في خدمة أحد، وحتى الدول الكبرى، لاسيما بعد سياسة الدعم والاحتواء التي ادعتها أمريكا وطريقة الحرب بالوكالة، حيث يُخرج الأمور عن السيطرة، كما أن استمرار الحرب في الشرق الأوروبي حاليًا يُعد سوقًا يخلق مزيدًا من الجماعات المتطرفة، ومنها التي تعمل بأجندة وبدون.

وقد يرى تنظيم داعش في استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا انعكاسًا لواقع النظام الدولي القائم والمتغيرات المرتبطة به، وسعيه إلى تفكيك أبعاد المشهد في ضوء رؤيته لذاته كـفاعل ضمن الفاعلين بالنظام الدولي. كما لا يمكن استبعاد توسع نطاق الحرب، كونها بداية لنمط جديد من الحروب التي يمكن أن تمتد إلى مختلف البلدان الأوروبية.

هل تصبح أوكرانيا حاضنة للإرهاب؟

لقد حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من التهديد الذي يشكله “داعش” للسلام والأمن الدوليين، الذي ناقشه مجلس الأمن الشهر الفائت، والأخطار الأمنية بشأن المقاتلين العائدين إلى أوروبا. (اندبندنت).

وفي ظل ارتفاع وتيرة الحرب في أوكرانيا، فقد أوصى التقرير الأممي الأحدث بضرورة إبقائهم تحت المراقبة المستمرة. لكن مع اشتعال الحرب في أوكرانيا، تجددت التحذيرات من خطورة تحول البلد الأوروبي الذي تمزقه الحرب إلى ملاذ آمن للنشاط الإرهابي في المنطقة التي عانت خلال السنوات الأخيرة هجمات مميتة “للذئاب المنفردة” المنتسبين إلى التنظيم الأكثر وحشية في تاريخ الإرهاب العابر للحدود.

وفي وقت سابق، حذر تقرير للبرلمان الأوروبي من وجود مقاتلين لـ “داعش” وخلايا أصولية في المناطق المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا، كما أن المناطق المتنازع عليها من قبل الانفصاليين الروس والقوات الأوكرانية، والأماكن التي فقدت أوكرانيا السيطرة عليها، ملاذًا للجماعات المتطرفة. وأشار التقرير إلى أن السلطات الأوكرانية لم تنكر هذه المعلومات.

وفي ظل استمرار الصراع، تتوافر فرصة لعناصر التنظيم العائدة لأوكرانيا ولأوروبا للانتقال والتمركز في المنطقة. كما سيمثل العداء لروسيا ونظام حكم قديروف في الشيشان فرصة للتنظيم لتوسيع نفوذه وإثبات أنه ما زال على قيد الحياة بعد مقتل زعيمه مؤخرًا. (اندبندنت).

الصراعات ونشاط الجماعات المتطرفة.. ما العلاقة؟

إن الهجوم الذي شنه “داعش الإرهابي” الأسبوع الماضي ضد حافلة مبيت عسكرية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي في سوريا، والذي يعدّ الأكبر من نوعه خلال الشهور الأخيرة، ليس فقط من حيث الخسائر التي خلّفها، بل جرى أيضًا بمشاركة ما بين 10-12 داعشيًّا، واستخدام سيارات ودراجات نارية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن الهجوم استغل سوء الأحوال الجوية وغياب غارات الطائرات الروسية التي كانت تكثف ضرباتها قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية.

مما يؤكد أن التنظيم سوف يستفيد من الناحية العملياتية نتيجة انشغال روسيا بإعادة توجيه قواتها العسكرية في سوريا للجبهة في أوكرانيا. وعلى سبيل المثال، بدأت وحدات صائدي الدواعش التي تنضوي تحت مظلة شركة “فاغنر” الروسية في التوجه للقتال في أوكرانيا، مما سيتيح فرص تعزيز نشاط تنظيم داعش ليس في أوروبا الشرقية فقط أو روسيا، إنما في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا. وكان آخرها الهجوم الكبير الذي أسقط حصيلة كبيرة من عناصر الجيش في بادية تدمر بريف حمص الشرقي. (اندبندنت).

الخلاصة:

نستخلص من هذا التقرير: أن الصراعات والحروب لهما تأثيرات قوية للغاية في عودة ونشاط الإرهاب والجماعات المتطرفة العابرة للحدود، كما أن هناك ثمّة علاقة بين داعش والصهيوأمريكية، والدليل ما يحدث في غزة الآن في ظل عدم أي تحرك من هذه الجماعات الظلامية المأجورة التي تدّعي الإسلام، والتي تحاول تشويهه وفق أجندات دولية واستخباراتية، والإسلام من أفعالها النكراء براء.

إن تنظيم داعش – خراسان قد نشط في شرق أفغانستان أواخر 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، حيث استمد اسم “خراسان” من اسم منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. ولكن المهم أنه يعدّ أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لـ”داعش” نشاطًا على الأقل في الآونة الأخيرة، سواء في عملية موسكو الدموية الأخيرة أو قبلها ببعض المساجد في أفغانستان.

من الواضح أن عملية داعش خراسان في روسيا زادت وسوف تزيد من القلق والذعر في القارة العجوز، كما ستجعل من الأراضي الأوكرانية التي تعجّ بالفوضى وعدم الاستقرار ملاذًا لهذه الجماعات، وهو ما ساعدها في تنفيذ حادث التجمع التجاري في موسكو، رغم شبهة مساعدتها من قِبل أجهزة أجنبية.

إن التورط الروسي ضد داعش في سوريا يمكن أن يكون قد ساهم في تحفيز داعش- خراسان لاستهداف روسيا، واعتبارها خصمًا مباشرًا بسبب تواجدها في سوريا. كما تضم صفوف تنظيم داعش في خراسان مسلحين من آسيا الوسطى، الذين يتحملون مظالمهم التاريخية ضد روسيا، مما يغذي دوافع التنظيم لتنفيذ مثل هذه الهجمات على الأراضي الروسية.

لقد ساهمت الحرب الروسية – الأوكرانية والصراعات الدائرة هناك في تصاعد وتيرة التطرف والإرهاب حول العالم، حيث توافر حالة كبيرة من الفوضى وانعدام الأمن، وكذلك في إحياء شراسة تنظيم داعش من جديد.

بالأخير.. إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية هي “بيت القصيد”، وحتى لو أرادت بالفعل القضاء على الإرهاب، فإنها تغذي الإرهاب ونشاط الجماعات المتطرفة بشتى الطرق لضرب استقرار الدول. فما تقوم به واشنطن في دعم الكيان الصهيوني كفيل بنشر الإرهاب في الشرق الأوسط، وكذلك الحرب مع روسيا بالوكالة مما جعل من أوكرانيا ملاذًا لداعش. كذلك ما يحدث في دول منطقة الساحل الإفريقي عبر سياسة فرنسا وأمريكا هناك، كلها تحركات وسياسات تعدّ هي الأساس في نشر الإرهاب الدولي العابر للحدود.

المصادر:

العربية

الشرق الأوسط

سكاي نيوز

مركز الفكر الإسلامي لمكافحة الإرهاب

اندبندنت

التعليقات مغلقة.