fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الحرب في غزة.. دور إيران في الصراع الروسي الأمريكي والأمن العربي

0 41

الحرب في غزة.. دور إيران في الصراع الروسي الأمريكي والأمن العربي

في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة؛ تقدِّم موسكو الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية إلى جانب الدول العربية تارةً، وتعزز من تقاربها مع إيران لتعزيز مشروعها التوسعي في المنطقة تارةً أخرى؛ فإيران التي تستغل القضية الفلسطينية وحرب غزة لخدمة تطلعاتها في المنطقة، رأت فيها موسكو أداةً لخلق نزاع في الشرق الأوسط ما بين إيران والقوى الغربية، في ظل الانتشار العسكري الغربي في المنطقة.

ويبدو أن الرئيس بوتين يُحسن استغلال الفرص، فحرب غزة قد أعادت روسيا إلى مشهد الشرق الأوسط من جديد بصفتها داعمًا للقضية الفلسطينية إلى جانب دعم ما يسمى بمحور المقاومة، أذرع إيران التخريبية في المنطقة.

وفي ظل إدراك القيادة الروسية لخطورة حساسية العلاقات العربية الإيرانية، والانعكاسات السلبية التي قد تطال العلاقات الروسية العربية حال زيادة دعم موسكو لطهران؛ فإن الكرملين يرى في صراع الشرق الأوسط أداةً لتخفيف الضغط عن جبهة أوكرانيا دون الإضرار بالعلاقات الروسية العربية، بل وتعزيزها عبر دعم المواقف العربية الدولية إزاء القضية الفلسطينية.

فكيف يمكن قراءة الحرب على قطاع غزة في ظل الصراع الروسي الأمريكي؟ وكيف ألقت الحرب الباردة الجديدة وصراع موسكو وواشنطن بظلاله على العلاقات الروسية الإسرائيلية؟ وكيف يمكن قراءة الدعم الروسي للقضية الفلسطينية في ظل الحرب الحالية على القطاع؟ وكيف تستخدم موسكو إيران وأذرعها لإشغال الولايات المتحدة بالمنطقة؟ وما الإستراتيجية الروسية لإدارة العلاقات الروسية الإيرانية دون الإضرار بالعلاقات مع الدول العربية؟

يسلِّط مركز “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات، في هذا التقرير عبر دراساته وتحليلاته المختلفة الضوء على؛ السياسة الروسية في الشرق الأوسط في ظل الحرب على قطاع غزة وأبعاد التحركات الروسية المختلفة في المنطقة، وكيف ساهمت الحرب على غزة في تعزيز الدور الروسي في المنطقة في هذه السطور الآتية:

الحرب على قطاع غزة والصراع الروسي الأمريكي:

خلال العقد الأخير، شهد النظام الدولي تغييرات وتطورات متسارعة؛ إذ بعد هيمنة أمريكية استمرت قرابة الـ3 عقود، برزت القوى المختلفة الساعية لمزاحمة النفوذ الأمريكي والحد من دور الولايات المتحدة في القضايا الدولية المختلفة، مثل: الأمن الأوروبي والعلاقات الدولية في شرق آسيا والدور الأمريكي في القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ولا شك أن السنوات الخمس الأخيرة قد سرعت من وتيرة تغيير النظام الدولي الحالي، فيما يعرف بالحرب الباردة الجديدة، وربما تدفع تلك التطورات والتغييرات المتسارعة تدريجيًا وعلى المدى الطويل، نحو تغيير النظام العالمي القائم إلى نظام آخر تختلف فيه قواعد إدارة العلاقات الدولية عما كان معروفًا سلفًا طيلة الفترة الممتدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية على قمة هذا النظام.

ورغم التكهنات التي يسوقها المراقبون حول ماهية النظام الدولي وطور التشكيل وماهيته، فإن من أبرز ملامحه، وفق ما هو متفق عليه، أنه لن يكون هناك محل لانفراد الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بقيادته، وإنما ستزاحمها في ذلك قوى أخرى صاعدة؛ فالاتحاد الروسي منذ العام 2008م أخذ في توسيع نفوذه عبر القارات، وأعاد تعزيز العلاقات العربية الروسية من جديد.

ويبرز الدور الروسي واهتمام موسكو المزايد بقضايا العالم المختلفة والشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ إذ تراقب موسكو عن كثب حالة التصعيد التي يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وتحركات الأذرع الإيرانية في المنطقة بزعم مواجهة المصالح الغربية والإسرائيلية؛ وتعمل موسكو على إدارة الصراع الحالي في الشرق الأوسط بما يضمن تعزيز دورها في المنطقة.

ومع اشتداد الأوضاع الإنسانية سوءًا خلال الأشهر الأخيرة؛ باتت موسكو أقرب لتقديم دعم سياسي واسع للسلطة الفلسطينية والمقاومة، وانعكس هذا الموقف في الدعم الروسي للقضية الفلسطينية والتحركات السياسية العربية في المحافل الدولية؛ إلى جانب الإدانة الرسمية من جانب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ووزير الخارجية “سيرجي لافروف” لنمط معالجة الغرب للحرب الحالية على غزة.

حيث رأت موسكو “أن ما يدور في غزة من أحداث، إنما يعبر عن مدى فشل سياسات واشنطن في الشرق الأوسط”؛ لأنها وفقًا لتصريحات بوتين “احتكرت القرار بشأن التسوية، وأبعدت الأطراف الأخرى”، بل ذهب بوتين أبعد من ذلك بالقول: “إن جوهر المشكلة هو عدم السماح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته”. (الجزيرة).

فالرئيس الروسي يسعى إلى فتح جبهة مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة والقوى الغربية في الشرق الأوسط، وإن كانت هذه الجبهة على مستوى التحركات السياسية والإعلامية فقط؛ إلا أنها ستخفف من حدة الضغط الذي تتعرض له موسكو في أوكرانيا وشرق أوروبا.

وبالتالي، وبالنظر إلى أهداف الكيان المحتل والولايات المتحدة في الحرب الحالية على قطاع غزة، والمتمثلة في تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع وتصفية القضية الفلسطينية، إلى جانب التخطيط لإنشاء قناة بن غوريون كجزء من المشروع الأمريكي الغربي “الممر الكبير” الرابط بين الهند وأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، والذي من شأنه أن يعزز من الدور الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة؛ فلا يمكن الفصل بين التحركات الروسية والأمريكية في ظل الحرب الحالية على قطاع غزة، وبين الحرب الباردة الجديدة ما بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، بالنظر إلى تشابك وتعقد المصالح والتطلعات في الشرق الأوسط.

تداعيات الصراع الروسي الأمريكي على العلاقات الروسية الإسرائيلية:

بعد ضم الاتحاد الروسي لشبه جزيرة القرم عام 2014م، بدأت أولى بوادر الشك لدى الكرملين في قيمة محاباة الكيان المحتل، ودور اللوبي اليهودي في روسيا وصلاته بنظيره في الغرب تجاه دعم مصالحها، وصولًا إلى تبدد هذه الأحلام بعد يوم 24 فبراير 2022م عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وانقلاب النخب اليهودية على الكرملين وترك الكثير منهم البلاد والهجرة إلى الغرب والكيان المحتل، وشنهم هجومًا قاسيًا على بوتين وسياساته، وصولًا لتنظيم معارضة خارجية ضد حكمه.

وأدى موقف النخب اليهودية المناهض للكرملين، ودعم إسرائيل السياسي والاقتصادي والإعلامي للرؤية الغربية تجاه الحرب في أوكرانيا، والسماح لعدد من الخبراء الإسرائيليين بالتطوع للقتال بجانب الأوكرانيين، وتحول تل أبيب لملاذ للمعارضين الروس، إلى شعور الحكومة الروسية بالاستياء من سياسات تل أبيب. (مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية).

وقد وفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فرصة مثالية لموسكو، للرد على سياسات تل أبيب عبر تصريحات بوتين ولافروف السابقة واستقبال وفد حماس، رغم تصنيف إسرائيل وبلدان غربية للحركة على أنها (إرهابية) كردٍّ على احتضانهم للميلشيات المسلحة الأوكرانية التي تصنفها موسكو بأنها تنتمي للأيديولوجية “النازية”.

والمؤسسة الدينية اليهودية الرسمية في روسيا، التزمت الصمت اتجاه الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم قَبُول السلطات الروسية لموقفها الحيادي وإن كان سلبيًّا في غير صالحها؛ إلا أنها فوجئت بخروج حاخام موسكو الأكبر “بنحاس غولدشميت” من البلاد ومعارضته لبوتين، وطلبه من اليهود الروس مغادرة البلاد والهجرة إلى الكيان المحتل. (مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية).

وردًّا على ذلك اتخذت الحكومة الروسية عدة إجراءات لتصفية وكالة الهجرة اليهودية (سخنوت)، وحاليًا تستغل روسيا بنشاط في وسائل إعلامها، ما يحدث من جرائم إسرائيلية ضد المدنيين وضربها لأهداف مدنية؛ مثل: المستشفيات، لإظهار النفاق الغربي، عند مقارنة دعمه اللامحدود للكيان المحتل مقابل ادعاء وقوفه بجانب أوكرانيا للتصدي للعدوان الروسي.

ويبدو أن سياسات موسكو الإعلامية قد أتت أكُلها؛ إذ خرج الملايين عبر العالم في أوروبا وأمريكا اللاتينية، بل وحتى الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل، في مظاهرات حاشدة؛ رفضًا للدعم المقدم للكيان المحتل.

بجانب أن الحرب في الشرق الأوسط مع إمكانية توسعها، تستنزف قدرات واشنطن والغرب العسكرية والدبلوماسية والإعلامية، وتكلف الولايات المتحدة الكثير في انتشارها العسكري في المنطقة، وهو ما يمنح الكرملين مزيدًا من الشعور بالراحة، والقدرة على تثبيت أقدام جيشه على الأراضي التي استحوذت عليها في جَنُوب شرق أوكرانيا.

الدعم الروسي للقضية الفلسطينية:

تحركت روسيا سريعًا مع بداية الأزمة في الشرق الأوسط؛ إذ كانت روسيا السباقة في استقبال وفد حركة حماس في موسكو وذلك في ذروة الحرب، بل في بدايات اندلاعها؛ وهو ما فسره مراقبون على أنه دعم صريح للحركة الفلسطينية في مواجهة الكيان المحتل، الذي رد مباشرة في الإعلان عن موافقته على استقبال الرئيس الأوكراني “فلاديمير زيلينسكي” بعد أن رفض استقباله بداية بحجة التوقيت غير مناسب، إلا أن الكيان المحتل لم يستقبله حتى الآن. (مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة).

كما أبدت روسيا تمسكًا سريعًا وسباقًا بحل الدولتين، وهو ما سارعت للتذكير به في المحافل الدولية، وتشير إلى تقاعس الولايات المتحدة على مدى 75 عامًا في إنتاج الحل العادل والمنطقي للقضية الفلسطينية؛ ثم لحقت بها دول كثيرة من بينها الصين ودول عربية وغير عربية أخرى من أمريكا اللاتينية وبقية بقاع العالم.

إضافة إلى ذلك: استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” في جلسات مجلس الأمن وذلك بدافع تعطيل مشاريع القرارات التي تمنح الكيان المحتل الحق بالدفاع عن نفسه، في المقابل إنكار حق الفلسطينيين بذلك؛ ناهيك عن رفض القرارات التي تصنف حماس منظمة إرهابية أو اتهامها باستهداف المدنيين، أو تلك التي تدعو إلى استمرار الحرب وترفض وقف إطلاق النار.

وأظهرت روسيا حكمة كبيرة في التعاطي مع مواطنيها الروس المسلمين في دول القوقاز؛ من بين أولئك الغاضبين من الجرائم الإسرائيلية في غزة الذين رفضوا لجوء الإسرائيليين إلى مناطقهم في داغستان وخلافها من الجمهوريات الروسية الإسلامية في القوقاز؛ إذ تفهمت موسكو غضب هؤلاء في حينه، وعالجت الأزمة بفائق الهدوء والدبلوماسية، فاستطاعت من خلال ذلك إعادة الإسرائيليين إلى حيث أتوا من دون أن تتعرض لمواطنيها، وهذا الموقف انعكس ارتياحًا لدى المسلمين الروس، الذين شعروا بأن حكومتهم المركزية في موسكو أدت وتؤدي القسط المطلوب منها اتجاه القضية الفلسطينية.

كل هذه المواقف، إن كان في الداخل الروسي أو في الأروقة الدبلوماسية بالأمم المتحدة، أو في المقاربة السياسية لهذا المِلَفّ؛ أكسبت روسيا عطفًا عربيًا وإسلاميًا حول العالم؛ إذ شعر المسلمون بأن ثم دولة عظمى تمتلك حق النقض “الفيتو” داخل مجلس الأمن تقف خلفهم.

روسيا والأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط:

تتلاقى المصالح (الأمريكية الإسرائيلية – والإيرانية) في الكثير من الأحيان في منطقة الشرق الأوسط، لكنها تتعارض في أحيان أخرى؛ إذ يبدو أن الولايات المتحدة والكيان المحتل وإيران قد اتفقوا على تدمير الدول العربية وإشعال الفتن والصراعات والعنف الطائفي والمذهبي في المنطقة.

فباتت الميلشيات والجماعات المسلحة في سوريَا والعراق ولبنان واليمن، هي التي تسيطر على الساحة السياسية والإعلامية، وتتحكم بحكم الأمر الواقع في القرار السياسي في العديد من عواصم تلك الدول، ما يضمن تمزق الدول العربية وتناحرها داخليًّا.

كما أن تعارض المصالح والرؤى والأهداف الإيرانية والأمريكية في الشرق الأوسط، يؤدي إلى شد وجذب بين حين وآخر؛ إذ عملت إدارة الرئيس الجمهوري الأسبق “دونالد ترامب” على تعزيز وزيادة الهيمنة الأمريكية في المنطقة، والحد من النفوذ الإيراني المتنامي؛ إذ اتجهت واشنطن لفرض عقوبات شاملة على إيران، واغتيال “قاسم سليماني”، في حين خففت إدارة الرئيس الأمريكي الديموقراطي الحالية “جو بايدن” من العقوبات والضغوطات والعزلة المفروضة على إيران.

وبالتالي فيمكن وصف العلاقات الأمريكية الإيرانية، بمراحل من الصدام والتهدئة، ولكنها تبقى محورية في إضعاف الدول العربية والمنطقة ككل؛ وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تستغل إيران الأوضاع الحالية والغضب العربي والإسلامي لاستقطاب المقاتلين إلى صفوف ميلشياتها لتعزيز قوتها الإقليمية، عبر توجيه ضربات شكلية على عدة أهداف أمريكية وإسرائيلية، وتسليط البروباغندا الإعلامية على نجاحات زائفة.

وترد الولايات المتحدة والكيان المحتل على التهديدات الإيرانية، بالانتشار العسكري في الشرق الأوسط؛ فالقوات الأمريكية قد عززت من تواجدها في منطقة الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط، ما رأت فيه موسكو فرصة للحد من الضغط العسكري على الجبهة الأوكرانية.

إذ إن الولايات المتحدة، قد قدمت حزم مختلفة من مساعدات لأوكرانيا آخرها كان في إبريل الماضي بقيمة 61 مليار دولار، إلى جانب الانتشار العسكري الأمريكي في بحر إيجة وشرق ووسط أوروبا؛ ومع اشتعال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب تحركات الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط، سحبت الولايات المتحدة مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “جيرالد فور” من إيطاليا إلى شرق المتوسط، ووجهت جزءًا من مساعداتها الخارجية إلى الكيان المحتل.

كما أن تطورات الأحداث في الشرق الأوسط، قد جذبت الاهتمام الإعلامي العالمي؛ وجميعها عوامل قد أثرت على الأوضاع في أوكرانيا وأتت في صالح موسكو، وبالتالي فإن مصلحة موسكو في الوقت الحالي تقتضي دعم تحركات الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط لدفع الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى التخفيف من الانتشار العسكري في شرق أوروبا، وتوجيه مزيد من الدعم الأمريكي إلى الشرق الأوسط ما سيؤثر على تطورات الأوضاع وخطوط الجبهات في أوكرانيا.

العلاقات العربية الروسية والدعم الروسي للأذرع الإيرانية:

وتدرك القيادة الروسية استحالة وقوع صدام عسكري شامل ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم من جهة، وما بين إيران وأذرعها ووكلائها الإقليميين من جهة أخرى؛ فمعلوم طبيعة المشاحنات الغربية الإيرانية، فتحركات الأذرع الإيرانية واستعراضات إيران بإطلاق الصواريخ على الكيان المحتل في إبريل الماضي، جميعها تحركات تقف ورائها دوافع وتطلعات إيرانية طويلة الأمد لتعزيز الدور الإقليمي واستقطاب الدعم والمقاتلين والتأييد الشعبي، والتأثير على السياسات الشرق أوسطية ككل.

وبالتالي فإن روسيا تعمل في الوقت الحالي على محاولة إدارة الأزمة في الشرق الأوسط، بموازنة سياساتها الخارجية اتجاه المنطقة، عبر دعم القضية الفلسطينية والتحركات العربية في المحافل الدولية من جهة، وتقديم الدعم العسكري للميلشيات والأذرع الإيرانية في المنطقة من جهة أخرى.

إذ كشف مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار تحدثوا لموقع قناة “ماكو” التابعة للقناة 12 العبرية؛ أن الروس متورطون في تهريب أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات إلى حزب الله، لكنهم لم يؤكدوا أو ينفوا تلقي عناصر الحزب تدريبات في روسيا، ولا ما إذا كان الجنود الروس متورطين في مثل هذه التدريبات، خاصة لعناصر حزب الله في سوريَا. (إرم).

كما أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قد صرح في وقت سابق عن إمكانية تسليح أعداء واشنطن لاستهداف المصالح الأمريكية، في إشارة إلى الحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، أبرز الأذرع الإيرانية النشطة ضد المصالح الأمريكية؛ ردًّا على دعم واشنطن العسكري واسع النطاق لأوكرانيا. (اندبندنت عربية).

ويستبعد مراقبون أي تحرك روسي لتقديم دعم واسع النطاق لإيران وأذرعها؛ إذ من الممكن أن يكون الدعم الروسي على أساس استشارات ودعم محدود، نظرًا لمساعي الكرملين الجادة لتطوير وتعزيز العلاقات الروسية العربية، في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية على الاتحاد الروسي.

الخلاصة:

يبدو أن الاتحاد الروسي حتى اللحظة، لا يخطط للدخول بثقله الكامل على خط الأزمة في الشرق الأوسط؛ ويعتمد في إدارة الصراع الحالي، على فتح جبهة مواجهة جديدة سياسية وإعلامية مع الغرب في الشرق الأوسط.

كما أن موسكو لا تتوافر لديها خطة شاملة حول طبيعة مشاركتها المرتقبة أو الممكنة في وقف التصعيد في غزة وحدود هذه المشاركة وإمكانياتها، إلا من باب كون الأزمة الحالية تمثل بالنسبة لها فرصة مواتية لخدمة تحركاتها الدولية بشأن إعادة صياغة النظام الدولي من باب كسر احتكار الولايات المتحدة لحصرية صناعة القرار العالمي، حتى وإن كان في مِلَفٍّ تقليدي من ملفات الصراع في المنطقة؛ ولذلك تدعم موسكو القضية الفلسطينية والتحركات السياسية العربية من جهة، لتحظى بدعم عربي وإسلامي واسع، وتقدم دعمًا محدودًا لإيران وأذرعها من جهة أخرى، لإشغال واشنطن والقوى الغربية بالانتشار العسكري في الشرق الأوسط.

المصادر:

الجزيرة

مدار المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية

مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

إرم

اندبندنت عربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.