fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

هل ملّكت إيران الحوثيين صواريخًا بالستية فقط أو تكنولوجيا تصنيعها أيضًا؟

163

تمثل الصواريخ البالستية التي يطلقها الحوثيون تجاه المملكة العربية السعودية خطرًا دائمًا على الأمن القومي العربي وليس المملكة وحدها؛ فمع استمرار وتطور الأزمة اليمنية ودعم إيران المستمر لجماعة الحوثي، وتوفير الغطاء السياسي والعسكري والاقتصادي لهم، تحوَّلت جماعة الحوثي من أزمة يمنية داخلية إلى تهديد دائم ومستمر  للمنطقة، خصوصًا بعد انضواء جماعة الحوثي ضمن المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة.

وعلى الرغم من التفوق العسكري (نظريًا) للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلا أن الوضع على الأرض مختلف تمامًا؛ ومما ساهم في تفاقم الأزمة هو امتلاك الحوثيين لصواريخ بالستية، تطلقتها بشكل مستمر على المملكة، مستهدفة مناطق تشكِّل عمقًا استراتيجيًا وجغرافيًا كالعاصمة الرياض. فعلى الرغم من أن تلك الصواريخ لم تسبِّب أي إصابات أو خسائر تُذكر، عدا تلك الأخيرة التي سقط ضحيتها بعض الضحايا؛ إلا أنهم سقطوا جراء تصدي الدفاعات الجوية السعودية لهذه الصواريخ، وليس نتيجة إصابة مباشرة لهذه الصواريخ.

وفي هذا الإطار برز على السطح بعض التساؤلات التي تمثل مؤشرًا حساسًا في هذه الأزمة:

هل بالفعل تمتلك جماعة الحوثي تكنولوجيا تصنيع هذه الصواريخ البالستية أو أنها تمتلك فقط الصواريخ التي تمدها بها إيران؟

وفي هذا السياق نفى الحرس الثورى الإيرانى، أن طهران أمدت جماعة الحوثي في اليمن بقدرات باليستية. كما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن البريجادير جنرال يد الله جواني، مساعد القائد العام للحرس الثوري في الشؤون السياسية، قوله: “الجميع يعلم أن كل طرق إرسال الأسلحة لليمن مغلقة”.  في حين أنه أكد على توصُّل اليمنيين إلى القدرة على إنتاج أسلحتهم الدفاعية بأنفسهم بما في ذلك الصواريخ[1].

وقد ذكرت صحيفة الجريدة الكويتية نقلًا عن مصدر في الحرس الثوري الإيراني أن العراقيل الكبيرة التي تواجه تهريب الصواريخ  إلى الحوثيين، وخوف إيران من العقوبات الدولية عليها، دفعتها إلى الاتجاه لمساعدة المتمردين في تصنيع صواريخ باليستية داخل اليمن، مثلما فعلت في لبنان وسوريا[2]، وأنها  تساعد الحوثيين في هذا المجال من خلال توفير محركات خاصة بالصواريخ الباليستية، وتكنولوجيا صناعتها، فضلًا عن تزويدهم بالوقود الجامد، موضحًا أن فرقًا هندسية تابعة للحوثيين تلقَّت تدريبات في طهران على أيدي مهندسين من “حزب الله”، خبراء في صناعة تلك الصواريخ وسط ظروف مشابهة للموجودة في اليمن.

وقد استطاع الحوثيون الحصول -عبر السوق السوداء- على عشرات من محركات الصواريخ، ومعظمها روسي الصنع أو من كوريا الشمالية، كما أن مواصفاتها تطابق تلك التي تستوردها إيران من هذين البلدين لصناعة صواريخها الباليستية، وأن “فيلق القدس” المسؤول عن العمليات الخارجية في “الحرس الثوري” دفع ثمن تلك المحركات وكلفة تهريبه، وأن صواريخ الحوثيين تحتاج أيضًا إلى رقاقات إلكترونية للاختفاء من رادارات الدفاعات الجوية، وأن عددًا من هذه الرقاقات تم تهريبه إلى اليمن، لكنه قليل.

ومع استمرار عدم الحسم العسكري للأزمة اليمينة يصبح تطوير جماعات مسلحة لقدراتها العسكرية و امتلاكها لتكنولوجيا تصنيع الصواريخ البالستية انتصارًا للمشروع الإيراني و تطلعاتها التوسعية بالمنطقة، وتكرارًا لنموذج حزب الله؛ خصوصًا مع وضوح اقتراب المملكة السعودية للقبول بالحل السياسي مع توارد بعض الأنباء بوجود محاولات لفتح أفق مفاوضات سياسية غير مباشرة بين المملكة و بين الحوثيين.

[1] اليوم السابع

[2] العربية

التعليقات مغلقة.