fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

خطاب حسن نصر الله بشأن طوفان الأقصى… البروباغندا الكاذبة لأذرع إيران

134

خطاب حسن نصر الله بشأن طوفان الأقصى… البروباغندا الكاذبة لأذرع إيران

‏ظهور دعائي تشويقي أثار جدلًا واسعًا، وسخرية وامتعاض الكثيرين، أقل ما يقال عنه: إنه برميل من البارود الطائفي الذي أحرق المنطقة تنفيذًا لمخطط إيران في ضرب الجيوش العربية وأهل السُنّة على وجه التحديد، إنها كلمة وداع المهزوم، هكذا قد فضح حسن نصر الله نفسه في خطابه عن نصرة القدس الذي استبقته مراحل مخاض اصطناعية كما وصفها البعض، حيث كشفت عن خيبة أمل المخدوعين به وفشل “البروباغندا الكاذبة” التي سبقت الخطاب لتتحول إلى سخط وشماتة واسعة النطاق، إنها إيران وأذرعها تلك التي سُلطت فقط من أجل هدم دول المنطقة، وكيف كانت مرنة عطوفة تخفي ما لا تُعلن عن علاقاتها مع العدو الصهيوني… فلما الاستغراب يا سادة؟

لقد كان خطاب زعيم حزب الله اللبناني بمثابة التأكيد على أجندة إيران ووفق مصالحها في المنطقة، كما قد حرص في خطابه ضمنيًّا أو ما بين سطوره أن ينأى وبحزبه وبإيران عن العملية الفلسطينية من جهة، وأن يُفخِّم من صواريخ ميليشيا الحوثي وأنها استهدفت الكيان المحتل من جهةٍ أخرى، رغم علم الجميع بمدى محدودية هذه الصواريخ وفي أي مكان تُقصف، وذلك إما لضعفها أو للبعد المكاني، والدليل أنه تم إسقاطها قبل الوصول للهدف من قِبل الاحتلال والمسيرات الأمريكية.

الحقيقة. أن هناك قراءة أخرى أو شقٌ آخر للخطاب، وهو: أنه ما كان لـ حسن نصر الله أن يتحدث أبدًا عن صواريخ الحوثي أو الميليشيات العراقية إذا ما اعتبرناها مفيدة وحققت المطلوب، وهو الجار الأقرب للعدو الإسرائيلي، فرشقة صواريخ لحزب الله بُغية الدفاع عن القضية في حال إذا كان صادقًا كانت ستكون الأجدى والأنفع لإلحاق الضرر بالعدو الذي يقتل الأطفال في غزة، ولكن ما حدث من زعيم حزب الله فقط هو حديث مصالح لتجميل نفسه وصاحب دولة الفقيه الذي يدين له بالولاء.

في هذا التقرير بمركز “رواق” للأبحاث والدراسات، نحاول أن نفهم طبيعة وسياسة حزب الله في لبنان وأحد أذرع إيران في المنطقة، الهدف الذي قد أنشئ من أجله، كيف رفع المتوهمون والمنساقون من سقف توقعاتهم في دخول حزب الله على خط الجبهة لنُصرة فلسطين، وكيف كان خطاب نصر الله كاشفًا وواضحًا في أنه أحد أذرع إيران ومخططاتها في المنطقة، وعدم الاكتراث بما يحدث في غزة من جرائم وقتل الأبرياء الذي يعد بالآلاف جُلهم من النساء والأطفال، كذلك لماذا نفى نصر الله مسؤولية إيران عن “طوفان الأقصى” رغم أنها حقيقة، وهل بالفعل دخل على خط الصراع مع الاحتلال كما يزعم، هل يجلس العدو الإسرائيلي للتفاوض مع حماس بعد عملية 7 أكتوبر؟

ما موقف إيران الحقيقي من القضية الفلسطينية والسلطة الموحدة؟

نقول لمن يرى في إيران موقفًا صلبًا ومُنصفًا للقضية الفلسطينية: عليكم مراجعة أنفسكم، فإليكم بعض البراهين وهي: أن الموقف المصري والعربي تاريخيًّا من القضية الفلسطينية مبنيُّ على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. وأن الشعب الفلسطيني الأعزل له قيادة يعترف بها العالم أجمع، وبناءً على ذلك قد تم توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. أيضًا: أن موقف الدول العربية مبني على حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الصهيوني، ولكن الجمهورية الإيرانية لها موقف آخر عكس ذلك تمامًا بسبب أجندتها المختلفة.

ونحن هنا لن نذهب بعيدًا، حيث إن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الأخيرة بالرياض التي عقدت في 11 نوفمبر الجاري والتي حضرها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يُبرهن على أن لطهران توجهات مختلفة عن باقي الدول العربية والإسلامية من القضية الفلسطينية، وهو أن خارجية إيران أعلنت عن تحفّظين، وهما: الأول: يتعلق بحصرية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني؛ ذلك أنها تعتبر أن فصائل أخرى غير منضوية تحت سقف المنظمة لها صفة تمثيلية لفلسطين والفلسطينيين.

أما الأمر الثاني يتعلق بمسألة المطالبة بحلّ الدولتين لما يعني ذلك من اعتراف بإسرائيل وحدها رغم أنها المعتدية والتي تحتل الأرض، وهو أمر ما زالت الجمهورية الإسلامية رافضة له بالنسبة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومعترف بها.

ما يجب أن نقوله: إن موقف العالم العربي أو مسألة المبادرة العربية وحلّ الدولتين تُعد من الأدبيات السياسية داخل منظمة التعاون الإسلامي، بما يجعل من التحفظ الإيراني خارج الإجماع المعتمد عربيًّا وإسلاميًّا، ما يعني ويدلل لنا أن إيران لها قراءة مختلفة بشأن القضية الفلسطينية وفي طريقة حلها.

سلوك إيراني منعزل عن المشهد الدولي والعربي تجاه القضية:

وهو ما يعني أنه سلوك منعزل عن المشهد الدولي الذي يعترف بتمثيلية المنظمة الفلسطينية، ويدافع عن قضية حلِّ الدولتين، مما يؤكد أن تحفظ طهران على مسألة حلِّ الدولتين يأتي على نقيض التوافق والمواقف العربية، كما أن التحفظات التي تسربت من طهران ربما لا تنفي التطور الذي أبداه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تمرير مسألة التمثيل وحلّ الدولتين في البيان الختامي لقمة الرياض فقط كواجهة من واجهات البراغماتية التي تود إيران أن تكون سمة سياساتها الخارجية الجديدة أي أنها بمثابة مناورات سياسية ليس إلا لخدمة أيدولوجيتها في المنطقة.

ويبدو جليًّا وواضحًا أيضًا: أن مواقف إيران من مسائل كثيرة في العالم تتأرجح ما بين الأفكار العقائدية والسياسات، والتكتيكات البراغماتية، كما أن المُراقب للمشهد جيدًا يرى القفز بين الأيديولوجية لمواقف المرشد الإيراني علي خامنئي المتمسّك نسبيًّا بمتون جمهورية ولاية الفقيه، وبين الموقف المتناقض في مواقف حكومة إبراهيم رئيسي التي تعبر عنها في مسألة مقاربة الحرب في غزة، ومواقف وتصريحات زير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

لقد ادعى حسن نصر الله بعد خطابه المخيب للآمال في حرب العدو الصهيوني على غزة والضفة زاعمًا: نحن في “قلب المعركة” منذ 8 أكتوبر، أي: منذ اليوم الثاني للمواجهات في غزة؛ فأين هذا التواجد؟ وما الضربات الموجعة وعدد القتلى في صفوف الاحتلال رغم تعرض مزارع شبعا لضربات صاروخية متتالية حتى كتابة هذه السطور من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عملية طوفان الأقصى:

وفضح حسن نصر الله نفسه وحزبه أيضًا بالقول: إن عملية طوفان الأقصى فلسطينية بالمطلق لم نعلم عنها شيئًا، ثم مضى بشكل واسع ليعدد مكاسب مزعومة لغزة من تحركاته وبالوناته في الحدود مع إسرائيل، حيث زاعم أن دفع إسرائيل بجزء كبير من جيشها إلى الحدود اللبنانية هو أفضل لغزة من تفرغ الجيش لها، زاعمًا في الوقت نفسه أن ثلث الجيش الإسرائيلي متواجد على حدود لبنان وليس في غزة، وكأن ذلك إنجازه ومستطاعه الوحيد، ولو اعتبرنا أن كلامه صحيح فهل أثر ذلك في القصف العنيف والمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين؟ في حين أن صواريخ حزب الله وقواته مجاورة للاحتلال الصهيوني من الجهة الشمالية.

وإذا ما تحدثنا عن لغة الأرقام والمعارك على الأرض، فكانت كلمة زعيم حزب الله كاشفة وفاضحة له، حيث أحد ذراع إيران المُسلط لضرب جيوش الدول العربية لزعزعة الاستقرار والأمن، إذ جاء في مقتضى رسائله الأولى: نحن في المعركة أساسا ولا جديد نحمله أو دخول متوهم تنتظرونه فما بعد قلب المعارك إلا الذيول، والرسالة الثانية: حماس نفذت عمليتها بمفردها ولا علاقة لنا أو نتحمل مسؤولية!

خطاب دعائي مثير للجدل:

الحقيقة الواضحة: أن الخطاب قد ظهر بشكل دعائي شبيه بأفلام هوليوود بُغية التشويق ليس أكثر، كما فضحت كلمته العديد من المروجين والمتوجسين على نطاق واسع، فقد توقعوا بالعديد من الاحتمالات التي ستظهر في خطابه، وكانت أبرز هذه الاحتمالات هي:

–  إما أن يدشن الخطاب فوريًّا دخولًا قويًّا ومؤثرًا في مسار المعركة ولو دفاعًا عن مصير يتوقعه، وفعلًا لديه وأحلافه من العدة والعتاد والحدود – مقارنة بحماس وقوى المقاومة – ما بقدرته إحداث تحول جذري واسع في مسار المعركة، ولكن لم يحدث شيء.

–  أو أن يعطي الرجل مهلة معينة متفق عليها من الباطن لقوى الاحتلال لتتوقف عن قصف غزة، ويظهر نفسه بطل النصر والسلم المزعوم.

–  أو أن يرافق خطابه توافقًا على إعلان هدنة ووقف إطلاق نار في فلسطين. (المصدر).

لكن الحقيقة أن خطاب الرجل لم يتضمن شيئًا من ذلك أبدًا، وظهر الرجل عاجزًا مترددًا وهو الذي كانت خطاباته منصة الترويج الأهم طيلة السنوات الماضية، وفي تقديري: أن خطاب حسن نصر الله لم يقنع أي أحد لاسيما عندما تحدث عن إنجازات مزعومة في جبهات الحدود مع إسرائيل، والأهم للغاية أن خطابه قد كشف بشكل واضح وصريح تلقيه تهديدات أنه إذا دخل الحرب سيتم استهداف إيران!

إيران في مقدمة أولويات حسن نصر الله:

نجد هنا في الخطاب “بيت القصيد”؛ مما يعني أن ما يهُم زعيم حزب الله في المقام الأول هو إيران فقط، ولتذهب فلسطين ولبنان إلى الجحيم فداءً لظل المرشد الأعلى في طهران.

كما وصف البعض خطاب حسن نصر الله عن نُصرة فلسطين بأنه انتحار وإعلان “شهادة وفاة” لحزب الله، وفي نفس الوقت فضح أذرع إيران في المنطقة، لقد سقطت هذه الورقة الزائفة كليًّا وهي التي أُحرق بها أنظمة وشعوبًا عربية تعاني وانتشرت بها الأمراض والأوبئة، وقذفوا بهذه البلدان إلى الجحيم وويلات الحروب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس، واليمن وسوريا والعراق نموذجًا لعبث المرشد وأذرعه. (المصدر).

ويرى مراقبون: أن خطاب زعيم حزب الله اللبناني، يظهر أن الحزب لا يريد توسيع نطاق الاشتباك في الجبهة مع إسرائيل، على الأقل في المرحلة الحالية، وذلك لأسباب تتصل بإيران وحساباتها ولو حتى على سبيل إشغال إسرائيل بجبهة أخرى تتمثل في حزب الله الملاصق لحدود قوات الاحتلال لتخفيف الضغط على الجبهة في غزة.

حيث لم يذهب لا من قريب أو من بعيد أو التلويح إلى إعلان حرب مع إسرائيل وتوسيع نطاق العمليات المحدودة للغاية إذا ما توقفت عن قصف المدنيين العُزل في الضفة وغزة. (سكاي نيوز).

الجبهة المشتعلة في الشمال بين حزب الله وجيش الاحتلال فرقعة إعلامية:

قال سياسيون: إن حديث حسن نصر الله كما جاء بالخطاب عن “تطور الأمور في الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث في غزة وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وتحذير العدو من بعض التمادي الذي طال بعض المدنيين، وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني، ما هو إلا كلام مُستهلك يقع ضمن ما ذكره من ادعاءات ومزاعم لا تثمن ولا تغني من جوع على الجبهة المشتعلة بين المقاومة وجيش الاحتلال.

أضاف سياسيون: أن الجبهة الشمالية بين حزب الله وقوات الاحتلال لم تقدم شيئًا في ساحة المعركة رغم تلقي حزب الله بعض الضربات الصاروخية من الجيش الإسرائيلي، وهو ما دلل عليه خطاب حسن نصر الله عن عدم نية قواته الدخول في حرب مع الكيان الإسرائيلي.

وأكد مراقبون: أن خطاب نصر الله لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات منه، رغم الحديث عن تشتيت الجهد الإسرائيلي بالقدرات العسكرية ودخول المعركة، حيث يرى الخبراء أن دخول المعركة يختلف عن دخول الحرب في الجبهة الشمالية لإسرائيل هناك مصطلح متفق عليه ضمنيًّا، وهو التصعيد المقيَّد، وهو دليل عن عدم أي تشتيت للعدو من الجبهة الشمالية من جهة (حزب الله)، الأمر الذي يدلل أن الجبهة الشمالية في حالة اشتباك وتوتر غير صحيح بالمرة.

كما أن الجبهة الوحيدة التي دخلت الحرب ولا تزال حتى اللحظة منذ 7 أكتوبر عملية طوفان الأقصى هي جبهة غزة، وما يدعيه حسن نصر الله وإيران بالدخول على خط الجبهة غير صحيح، تلتها بعد ذلك جبهة الضفة الغربية وهي الأخرى مقاومة فلسطينية خالصة 100%؛ مما يعني حديث حسن نصر الله عن أن كل الخيارات مطروحة وربط الجبهة الشمالية بعاملين هما جبهة غزة والسلوك الإسرائيلي تجاه المدنيين إفلاس سياسي وعسكري لقوات حزب الله، وأن الحديث عن أن الحزب سيتحرك لاحقًا وفقًا لشروط بعينها بعد مرور أكثر من شهر ونصف من باب الشو الإعلامي الذي أظهر حقيقة حزب الله للمُغيبين. (سكاي نيوز).

حسن نصر الله يتحرك وفق مصالح إيرانية بحتة:

ويرى مسئولون لبنانيون: أن تحرك حزب الله أو إطلاق أي صواريخ صوب العدو الإسرائيلي لن يتم إلا لحسابات ومصالح إيرانية، بجانب أن البعض أو الغالبية ترى عدم دخول لبنان في تلك الحرب لأسباب اقتصادية صعبة وظروف اجتماعية وسياسية طاحنة، والخسارة الأكبر ستكون للشعب اللبناني وليس حزب الله الذي يخشى مصالحه ومصالح المرشد في إيران.

وشدد المسئولون اللبنانيون: أن حزب الله لن يتحرك لأسباب فلسطينية، لكن يتحرك فقط لأسباب أو أجندة إيرانية، لكن معركة حماس هي لأسباب فلسطين واضحة، ومنها انتهاكات الاحتلال تجاه المدنيين والمقدسات. وتابعوا: “حزب الله على عكس الكلام الذي يقال والتصريحات الإعلامية، فهو فيلق في الحرس الثوري الإيراني وموجود لهذا السبب في المنطقة”.

لماذا نفى نصر الله مسؤولية إيران عن “طوفان الأقصى” رغم أنها حقيقة؟

ويرى مراقبون: أن نفي الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، مسؤولية إيران عن “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وما استتبعه ذلك من حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة المحاصر هي حقيقة واضحة، ولكن النفي والتأكيد عليه يؤكد عدم اكتراث حزب الله بالقضية كما يزعم، كما يدلل أيضًا على الخشية والخوف على إيران من الكيان المحتل أو الداعم الأكبر له الذي لا يعرف حقوق الإنسان الذي يتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب. (سكاي نيوز).

كما يشير الخطاب إلى أن إيران لا تدعم حركات المقاومة بكل السبل كما زعم حسن نصر الله، ولكن بالفعل أن المواجهات مع الاحتلال الصهيوني كانت لأسباب فلسطينية خالصة، مثل الحصار، وانتهاك المقدسات الإسلامية، وقتل واعتقال الفلسطينيين والأبرياء، ومحاولة تهجيرهم قسريًّا كما يحدث الآن من الشمال إلى الجنوب.

ذلك أن خطاب زعيم حزب الله قد أظهر ما في جعبة إيران وحسن نصر الله، فهي فقط محاولة لإخراج إيران من معادلة الحرب، بعد ما تحدثت تقارير غربية وإسرائيلية عن مشاركة إيرانية في عملية حماس، لذلك في رأيي أن الاشتباكات المحدودة التي تقع بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي الحالية لا ترقى إلى مرتبة الحرب مطلقًا، وربما قد تكون عبارة عن شبه تنسيق مُسبق بين الطرفين لحفظ ماء الوجه أو لمحاولة إقناع العالم العربي والإسلامي بأن إيران وأذرعها هي الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية. (سكاي نيوز).

أمريكا تنشر قوات بالمتوسط… من المقصود؟

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، نشرت الولايات المتحدة قوات جديدة لها في منطقة شرق المتوسط، بداية من إرسال حاملة طائرات، وصولًا لإرسال “قوة الرد السريع”، التابعة لمشاة البحرية الأميركية.

ويرى عسكريون: أن واشنطن تهدف من تلك التحركات إلى تقديم الدعم الكامل لإسرائيل، وتحقيق رسالة ردع من الإدارة الأمريكية لكافة الأطراف المعنية بحرب غزة في المنطقة، والتحذير من الدخول في “حرب إقليمية “خارجة عن السيطرة.

وبحسب الخبراء، فإن قرار الحشد يعكس مخاوف الولايات المتحدة من أن القتال في غزة يمكن أن يتصاعد إلى صراع إقليمي أكثر خطورة؛ لذا فإن المهمة الأساسية لتلك السفن والطائرات الحربية هي إقامة قوة تردع حزب الله أو إيران أو غيرهما عن استغلال الوضع، لكن القوات التي ترسلها الولايات المتحدة قادرة على أكثر من ذلك.

ولكن في تقديري: أن إرسال حاملتا الطائرات الأمريكية له زوايا أخرى، وهو أنه قرار قد يكون غير معني بإيران أو حزب الله أكثر من مخاوف واشنطن من دول عربية بالمنطقة على رأسهم مصر، حيث الجيش الأقوى بالشرق الأوسط والمنطقة بأثرها والجيش الأول والقادر على ردع العدو الإسرائيلي باعترافه بعض جنرالاته أنفسهم، بجانب زيادة الضغط الشعبي والعربي على الحكومات جراء المذابح والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين ما يدفع إلى توسيع الحرب على غزة إلى حرب إقليمية شاملة أو على الأقل أكثر اتساعًا.

وقد ذكر مسؤول دفاعي أمريكي للشبكة الأمريكية إنه من غير الواضح كم من الوقت ستبقى فورد في المنطقة بمجرد وصول المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور، وإلى جانب حاملات الطائرات، تقدم الولايات المتحدة بعض الأفراد والذخائر التي تشتد الحاجة إليها في إسرائيل.

حيث أعلن أوستن وزير الخارجية الأمريكية: أن خلية عمليات خاصة صغيرة تساعد الآن إسرائيل بالاستخبارات والتخطيط، وتقدم المشاورات للجيش الإسرائيلي بشأن الاجتياح البري، ومع ذلك، لم تكلف تلك القوات بمهمة إنقاذ الرهائن، الأمر الذي من شأنه أن يضعهم على الأرض للقتال في الصراع، وهذا أمر لم توافق عليه إدارة بايدن، وفقًا للمتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الذي قال: إن الإسرائيليين لا يريدونه.

كما عملت الولايات المتحدة على إقناع شركات الدفاع الأمريكية بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمها إلى إسرائيل، ومن أهم هذه الأسلحة ذخائر نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”.

هل باتت المفاوضات وشيكة بين العدو الإسرائيلي وحماس؟

في تصوري، وبالرغم من الدعم الأمريكي الغربي اللامحدود للكيان المحتل الغاشم وما يرتكبه من إبادات جماعية بحق الأبرياء والمدنيين، نساء وأطفال، شيوخ وكبار؛ إلا أنه في رأيي، بجانب ضعف النتائج التي حققها جيش الاحتلال الصهيوني في العملية البرية على غزة مع حركة المقاومة “حماس”؛ سوى النيّل من الأبرياء العزل، إلا أن الحل السياسي سيكون هو الملاذ الوحيد أمام الاحتلال الصهيوني وأنه سيحاول مستقبلًا الجلوس مع حماس ولو حتى بشكل غير مباشر عبر السلطة الفلسطينية ووسطاء دوليين.

قال اللواء محمد الشهاوي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: إن الغرب كان يحاول إلصاق عملية “طوفان الأقصى” بإيران، بما يتبعه ذلك من تحركات دولية وعقوبات ضدها.

ويوضح الشهاوي، أن التصريحات حول دور “المقاومة” في عدة دول، منها: سوريا والعراق ولبنان، بمنزلة تهديد مباشر لإمكانية التصعيد أكثر وأكثر ضد إسرائيل، بما يحول الأوضاع لـ”حرب إقليمية”، وهو خيار وارد، ولكن تلك التحركات تأتي من قناعة لرفض العدوان على غزة وربما بعيدا عن إقحام إيران بالدخول على خط الحرب “على حدِّ وصفه”. (سكاي نيوز).

وتشير بعض التقارير: أن معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة “حماس” قد تمتد لأكثر من جبهة وهو ما قد يمثل حصارًا للكيان المحتل الذي يسهب في قتل الأبرياء وسفك الدماء تحت غطاء ومخطط صهيوني أمريكي غربي منذ عقود لتوسيع إسرائيل الكبرى المزعومة من النهر إلى الفرات. (موقع نبض الإمارات).

الأمر الذي يجعل الشعوب العربية والإسلامية، والحركات المقاومة والمناهضة للاحتلال ترى أنها أمام معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال مع بني صهيون، لاسيما في ظل الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد الأقصى، علاوة على آلاف الأسرى في سجون الاحتلال من الفلسطينيين الأبرياء المدافعين عن الأرض والعرض.

2.5 مليون فلسطيني يعانون إزاء الازدواجية والظلم الدوليين:

لاسيما أن نحو مليوني ونصف المليون مواطن فلسطيني يعيش منذ 20 عامًا في حصار خانق بغزة دون أن أي تحرك دولي أو أممي، إلا بعد عملية طوفان الأقصى حزنًا على الأسرى من قوات الاحتلال بعد ما كانت القضية الفلسطينية كادت أن تكون في طي النسيان وآخر اهتمامات العالم، حيث إن ما حدث في غزة في السابع من أكتوبر الماضي 2023 كان لابد أن يحصل وذلك لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم وحق الشعب الفلسطيني في تقرير حق المصير.

ويؤكد مراقبون: أن عملية طوفان الأقصى كان قرار وتنفيذ فلسطيني بنسبة 100%، لافتين إلى أن السرية هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر، وأن إخفاءها لم يؤثر على باقي الجبهات، كما أن أداء حركة حماس أكد على الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى.

ويرى عسكريون، أن ما فعلته حماس خاصة وفصائل المقاومة عمومًا في عملية طوفان الأقصى كانت لها نتائج إستراتيجية مهمة وأعطت زخمًا دوليًّا كبيرًا، حيث ستترك آثار على الحاضر والمستقبل أمام الكيان المحتل، مشددين في الوقت ذاته أن ما تفعله حكومة نتنياهو لن يؤثر على نتائج العملية، وأنها أضعف من بيت العنكبوت.

والدليل ما قامت به الإدارة الأمريكية في احتضان إسرائيل ودعمها وإسنادها الأمر الذي يكشف وهن وضعف وفشل هذا الكيان الغاشم السارق للأرض، وهو ما دعا إسرائيل إلى الطلب العاجل من أمريكا بإمدادها بالأسلحة الأموال منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى بعدما عرتها المقاومة الفلسطينية. (نبض الإمارات).

خطاب مُخيِّب للآمال وسقف التوقعات:

لقد خيَّب حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني توقعات الكثير من أنصاره الذين كانوا يعولون على خطابه آمالا عريضة فقط من وجهة نظرهم وليس للكافة في إعلان موقف حازم ردًّا على الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. (اليمن نيوز).

حيث ظهر رجل الدين الشيعي الموالي لإيران بعد قرابة شهر على إطلاق حركة حماس لعملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي، مكررًا ذات التهديدات، وبدلًا من الوعيد للانتقام في حال عدم توقف القصف على الأبرياء والنساء والأطفال ذهب ليبرر عدم دخوله الحرب! واللافت للنظر هو لعدم تعرض إيران للخطر حتى ذهب البعض بالقول “ليته سكتّ”. (اليمن نيوز).

ووصف سياسيون مصريون ويمنيون، خطاب حسن نصر الله باللاذع، ويعد عملية محو لسردية حزب الله أمام الاحتلال الصهيوني، وأشبه برجل حشد الناس ووقف أمامهم ليتبول على تاريخه أو صموده أثناء حرب لبنان مع قوات الاحتلال في عام 2006.

وسخر نشطاء وسياسيون يعرفون مشروع طهران التوسعي في المنطقة، حيث وصفوه بأنه خطاب لا يتخطى الحديث الـ”استعراضي”، وأنه خطاب “إيراني، لكن بلغة عربية”. وعلق البعض “نتابع خطاب نصر الله كما نتابع خطاب نتنياهو… كلاهما يقتل أطفالنا”. (اليمن نيوز).

كما وصف مراقبون خطاب حسن نصر الله الهزلي، بأنه هروب فاضح من المسؤوليات التي ادعى فيها “محور إيران” أنه جزء من المقاومة المزعومة، ليدلل أمام العالم والمجتمع الإسلامي أن قضية فلسطين بالنسبة لهذا “المحور” ليست سوى مظنَّة تحقيق مكاسب سياسية ذات أهداف خاصة، وبما يعني الإجهاز التام على مقولة “وحدة الساحات” التي طالما تحدث عنها أنصار هذا المحور. (اليمن نيوز).

خبير عسكري: حزب الله وإيران باعا غزة:

تحدث ساعة أو ما يزيد، ولكن في المجمل كان يعبر عن صوت إيران في المنطقة، ما يعني في خلاصة الخطاب أن حزب الله وإيران باعا غزة في حربها ضد الكيان الصهيوني، وأن التصريحات البراقة والوعيد هما مجرد خطابات بعيدًا عن الأفعال، هكذا عقب اللواء سمير فرج، المفكر الإستراتيجي والعسكري عن خطاب حصن نصر الله المخز بشأن الحرب على غزة.

ويضيف الخبير العسكري قائلًا: “إن أمريكا اغتالت رجل إيران القوي قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، وكل ما قامت به طهران هو ضرب حِتة قاعدة أمريكية في شمال سوريا، كما أن حسن نصر الله ظل يتوعد أمريكا. وقال: إنه يتدخل في التوقيت المناسب، ولكن الخطاب كان كاشفًا لكل هذه المزاعم”.

وتابع: هناك 3 أطراف فرحوا بخطاب حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، هما الشعب اللبناني؛ لأنه الذي يتحمل عبء ذلك وليست قوات نصر الله، وأمريكا التي هدفت من الأول عدم تدخل حزب الله في الحرب”، منوهًا إلى أن إيران تعاني مشكلات كبيرة وأموالها مجمدة في الخارج، ولا تستطيع تصدير منتجاتها البترولية بسبب القيود المفروضة عليها.

وكشف اللواء سمير فرج، أن الكيان المحتل سوف ينتقم من المقاومة من خلال وقف وصول الضرائب إلى غزة، إضافة إلى منع الأموال القطرية والمقدرة بـ 30 مليون دولار والتي كانت تصل إلى حماس من خلال مطار بن جوريون بحماية إسرائيل. وأشاد فرج في الوقت نفسه بتوجهات القيادة السياسية التي حققت أماني الشعب المصري ولم ترضخ لأي مطالب خارجية، ورفضت الإملاءات التي تطالب بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

بعثة إيران لإسرائيل: لا تهاجمونا ولن نشتبك معكم:

وفي رأيي أن إعلان إيران عبر مندوبها في الأمم المتحدة، عن أن قواتها لن تشتبك مع الجيش الإسرائيلي ما لم يشن هجومًا عليها أو على مصالحها أو مواطنيها في المنطقة، ما هي إلا إضافة جديدة لفضح إيران ودفاعها المزعوم عن القضية الفلسطينية وأن هدفها الأسمى فقط هو المساهمة في تفكيك دول وجيوش المنطقة العربية.

وقد قالت بعثة إيران في الأمم المتحدة بنيويورك لوكالة “رويترز”: إن “القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها. جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها”.

الخلاصة:

– لقد حان الوقت أن نقول للواهمين والمُهللين لحزب الله وأذرع إيران في المنطقة: لا ترفعوا من سقف توقعاتكم؛ فقد انكشفت ادعاءات إيران والبروغندا الكاذبة في الدفاع عن القدس وغزة، والقضية الفلسطينية عمومًا.

– دائمًا ما نسمع الضجيج والتصريحات والخطابات من إيران وأذرعها، وعندما مات قاسم سليماني عرَّاب التخريب في المنطقة العربية لم تفعل طهران شيئًا؛ بل اتفقت مع الإدارة الأمريكية على توجيه ضربة صاروخية في الصحراء بعيدًا عن أي هدف.

– إن ما تروجه إيران، وكذلك حزب الله بأنهما قد دخلا على خط المواجهة أو الصراع مع الاحتلال غير صحيح، فالحدود الشمالية بين الاحتلال وحزب الله وبالتحديد “مزارع شبعا” خير برهان على ذلك، ولم نرَ فيها جديدًا رغم الضربات الصاروخية الإسرائيل التي تسقط بين الحين والآخر على الأراضي اللبنانية.

– إن من يتحسَّر فعليًّا ويتألم ويتوجع على ما يحدث في غزة وأهلها هي الشعوب العربية وأغلب الحكومات في المنطقة، وأهل السنة على وجه الخصوص؛ لأنها حرب ضد الإسلام، وما تقوم به مصر تحديدًا من معارك سياسة ودبلوماسية وخدمية والضغط من أجل تقديم المساعدات لأهالي غزة خير دليل على ما يحدث الآن.

– لقد قامت إيران بتوجيه صواريخها وأذرعها فقط لتخريب المنطقة العربية ونشر الفوضى وعدم الاستقرار، ولم تضرب صاروخًا واحدًا صوب تل أبيب، فعلينا أن ننتبه وألا ننخدع كثيرًا بالشعارات الكاذبة.

– لن يقف في وجه الاحتلال سوى الشعب الفلسطيني وتوحُده كلُحمة واحدة كما يحدث الآن، ومعه الدول العربية؛ لأنها قضية عربية وعقدية بامتياز، وقد أعلنها وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني بلينكن عندما زار تل أبيب مُهرولا وداعمًا للاحتلال المُجرم بعد عملية 7 أكتوبر الماضي أنه ذهب كـيهودي (صهيوني) وليس وزيرًا.

– بالأخير… علينا جميعًا أن ننتبه لمشروع طهران التوسعي الصفوي في المنطقة العربية، وأن دفاعها وحزب الله اللبناني عن القضية الفلسطينية لن يتجاوز سوى “استعراض القوة”، ودغدغة مشاعر” أهل السنة عبر الخطابات الكاذبة التي لا تُسمن، ولا تُغني من جوع.

المصادر:

سكاي نيوز

نبض الإمارات

اليمن نيوز

المصدر

تي آر تي عربي

مصراوي

التعليقات مغلقة.