fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الكيان الصهيوني تاريخ من المجازر والانتهاكات… المستشفى المعمداني أنموذجًا

166

الكيان الصهيوني تاريخ من المجازر والانتهاكات… المستشفى المعمداني أنموذجًا

جرائم وانتهاكات لا تتوقف بحق المدنيين العزل، فقصف مستشفى المعمداني بغزَّة؛ أعاد للواجهة من جديد تاريخ الكيان الصهيوني المحتل المملوء بالمجازر والانتهاكات، فمجزرة مستشفى الأهلي المعمداني بغزَّة، هي واحدة من المجازر التي ارتكبها الكيان المحتل تُضاف لتاريخه؛ فبعد أن فشل الكيان المحتل بتحقيق أهدافه المعلنة عسكريًّا بقطاع غزَّة المُحَاصر، وصمود الفلسطينيين في وجه مخططاته.

اتجه الكيان الصهيوني المحتل إلى أساليب ووسائل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، في استهداف المدنيين وترويع الأبرياء، وانتهاك حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وَسَط صمت دولي، بل وتأييد من بعض الدول الغربية، وإلصاق جرائم الكيان الصهيوني المحتل بفصائل المقاومة الفلسطينية، فدائمًا ما يلجأ الكيان الصهيوني المحتل، إلى ارتكاب أبشع المجازر بحق الشعوب العربية، ومستشفى المعمداني واحدة فقط من وَسَط عشرات المجازر الموثقة التي ارتكبها الكيان المحتل في المنطقة العربية.

فلماذا وكيف استهدف الكيان الصهيوني المحتل مستشفى المعمداني؟ وكيف كانت ردود الفعل العربية والعالمية؟ وما المجازر والانتهاكات الموثقة ضد الكيان الصهيوني المحتل؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، عن بعض النِّقَاط المهمة حول مجزرة مستشفى المعمداني في قطاع غزَّة، وأبرز الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق الشعوب العربية والمدنيين العزل، في هذه السطور الآتية.

مجزرة المستشفى الأهلي العربي “مستشفى المعمداني”:

في يوم 17 من أكتوبر عام 2023م، وعند حلول الساعة 7 مساءً بتوقيت فلسطين، وأثناء حرب الكيان المحتل على قطاع غزَّة؛ ارتكب الكيان الصهيوني المحتل واحدة من أبشع المجازر بحق الإنسانية، حيث أغارت طائرات حربية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى الأهلي العربي المعمداني في قطاع غزَّة المُحاصر، وأصابت الغارةُ الجوية العنيفة ساحة المستشفى الذي كان فيها العشرات من الجرحى فضلًا عن مئات النازحين المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال، وقد تسببت المجزرةُ الصهيونية في كارثة حقيقية؛ إذ مزقت أجساد الضحايا وجعلتهم أشلاء متفرقة ومحترقة، فيمَا تحول المستشفى إلى بركة من الدماء في واحدة من أبشع مجازر الإبادة الجماعية في القرن الواحد والعشرين وَسَط تأييد ودعم كامل من قبل ما تسمى إعلاميًّا: “بدول العالم الحر!”.

وكانت سلطات الكيان الصهيوني المحتل قد ادعت أنها وجهت إنذارًا بإخلاء المستشفى قبل قصفة، وهو أمر غير ممكن عمليًّا؛ وذلك بسبب اكتظاظ المستشفى بمئات الجرحى والمصابين الذين لجأوا إلى المستشفى بعد القصف الجوي المكثَّف لطائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف القطاع.

وبعد ادعاء سلطات الكيان المحتل أنها وجهت إنذارًا بسرعة إخلاء مستشفى المعمداني قبل قصفه، خرجت لتعُلن أنها لم تستهدف المستشفى، بل وزعمت أن الانفجار كان بسبب صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي -إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزَّة-. (سكاي نيوز عربية).

وعلى الرغم من أن الإحداثيات الجغرافية لموقع مستشفى المعمداني معروفة، وتوجه العديد من الجرحى والمصابين إلى المستشفى، فهو ليس مركزًا طبيًّا صغيرًا في إحدى الحارات الجانبية لقطاع غزَّة؛ إلا أن طائرات الكيان الصهيوني المحتل قد أغارت في وقت متأخر من يوم 14 أكتوبر على المستشفى بقصف جوي محدود، مستهدفة فَنَاء المستشفى؛ ما أدى إلى إصابة 4 من موظفي المستشفى.

وقد استمرت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق قريبة جدًّا من المستشفى، ما دفع آلاف النازحين للفرار منه، فالمستشفى كان يؤوي أكثر من 6,000 نازح نزحوا من المناطق المنكوبة هربًا من قصف الكيان الصهيوني، ثم بعد وصول ضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمناطق القريبة منه فرَّ الكثير وظل حوالي 1000 من النازحين الفلسطينيين يحتمون في فَنَاء المستشفى، ليأتي الاستهداف المباشر لطائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المستشفي مساء يوم 17 من أكتوبر، وتسبب في سقوط أكثر من 500 قتيل فلسطيني ومئات الجرحى والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال.

ويرى بعض المراقبين: أن استهداف مستشفى المعمداني كان تطبيقًا لسياسة الكيان الصهيوني المحتل في تخيير الفلسطينيين بين مغادرة قطاع غزَّة أو الموت تحت قصف الطائرات الحربية والصواريخ؛ فلا يخفي الكيان الصهيوني المحتل رغبته في تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزَّة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وفرض واقع جديد على المنطقة.

ردود الفعل الرسمية والشعبية:

كان من المزمع عقد قمة رباعية في العاصمة الأردنية عمان في يوم 18 أكتوبر تجمعُ بين ملك الأرْدُن عبد الله بن الحسين، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ وذلك بهدف بحث التطورات الحاصلة في قطاع غزَّة وسبل وقف إطلاق النار، وعقب ارتكاب الكيان الصهيوني لمجزرة مستشفى المعمداني تم إلغاء القمة، وتوجه الرئيس الأمريكي إلى الكيان المحتل لإظهار دعم الولايات المتحدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى المستوى الشعبي عمت المظاهرات الغاضبة والتنديد بالمجزرة عديدًا من الميادين والساحات العربية والعالمية طوال الساعات التي تلت المجزرة؛ ففي لبنان خرجت المظاهرات من المخيمات الفلسطينية، وشملت التظاهرات مدن بيروت وطرابلس اللبنانية؛ شارك فيها اللبنانيون والفلسطينيون على حد سواء، كما خرجت الجماهير التونسية هي الأخرى إلى الميادين تنديدًا بـالإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيمَا احتشد مئات التونسيين أمام منزل السفير الفرنسي في شارع الحبيب برقيبة وَسَط العاصمة التونسية، مطالبين بوقف مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، وطرد السفير الفرنسي الداعم للكيان الصهيوني المحتل.

وخرج مئات الليبيين أيضًا في مظاهرات غاضبة وَسَط العاصمة الليبية طرابلس ومنها اتجهوا صوب السِّفَارة الإيطالية منتقدين الدعم والتأييد الغربي لجرائم جيش الاحتلال؛ أما غربًا ففي مدينة مصراتة الليبية أيضًا تجمهر المئات بالقربِ من قاعدة الكُلِّيَّة الجوية حيث تتواجد القوات الإيطالية مطالبين بطردها من البلاد خاصَّة وأن إيطاليا ومعها أغلبُ الدول الأوروبيَّة تقف في صفِّ الكيان الصهيوني المحتل.

كما نظم عدد كبير من المواطنين في مصر مظاهرات في ميدان التحرير -أكبر ميادين محافظة القاهرة المصرية-، دعمًا للقضية الفلسطينية، ونصرة لأهالي غزَّة ورفضًا لتهجيرهم، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة وداعمة للشعب الفلسطيني، وأعربوا عن رفضهم التام لتهجيرهم من قطاع غزَّة.

وكانت بعض الكيانات السياسية، في وقت سابق قد دعت المصريين للخروج في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة في 20 من أكتوبر الماضي، للتعبير عن رفضهم لتصرفات الكيان الصهيوني المحتل وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، ورفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو أي مكان آخر.

أما على المستوى الرسمي فكانت ردود الفعل الدولية كالتالي:

أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني المحتل بقصف مستشفى المعمداني، وأضاف قائلًا: “أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفي بنزلائه العزل عن عمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم”. (روسيا اليوم).

أما رد الفعل الأمريكي فجاء عبر وزارة خارجيتها “لا نعلم بعد من المسؤول عن القصف الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزَّة، ولكن نتوقع من إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي في الحرب”. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أدانت الضربة الصاروخية لمستشفى “المعمداني” في قطاع غزَّة واعتبرته جريمة وتجرُّدا من الإنسانية.

وقد اقتصرت معظم التصريحات الرسمية وردود الفعل الدولية على الإدانة.

مجازر الكيان الصهيوني المحتل بحق الشعوب العربية:

منذ الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني المحتل عام 1947م ولم تتوقف المجازر الصهيونية ضد الشعوب العربية والمدنيين العزل، بل حتى إن المجازر والجرائم الصهيوني قد بدأت قبل الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني المحتل مع هجرة اليهود إلى فلسطين وتأسيسهم لميلشيات وجماعات صهيونية مسلحة، مثل ميلشيات: الإتسل، وشتيرن، والهاجاناه، والبلماح، وهذه الميلشيات والعصابات الصهيونية قد ارتكبت أكثر من 57 مجزرة موثقة بحق الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من أن الكيان الصهيوني المحتل عضو بالجمعية العامة للأمم المتحدة ويجب أن يلتزم بالقانون الدولي الإنساني، وأن يحاسب قانونيًّا وجنائيًّا على تلك المجازر والانتهاكات الموثقة، أمام المحكمة الجنائية الدولية، والمجتمع الدولي؛ إلا أن الدول الغربية، وعلى رأسها: الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، يقدمون كافة أشكال الدعم السياسي في مجلس الأمن الدولي، للتغطية على جرائم وانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعوب العربية، وهو ما رآه الكيان الصهيوني المحتل غطاءً وتأييدًا لارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات بحق المدنيين العزل.

جرائم العصابات الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين:

في 6 من مارس عام 1937م ارتكبت عصابات الإتسل وشتيرن مجزرة بمدينة حيفا الفلسطينية حيث شنت عناصر من العصابات الصهيونية هجومًا على سوق حيفا أسفر عن مقتل 18 فلسطينيًا وإصابة 38 آخرين جميعهم من المدنيين.

وفي 6 من يوليو عام 1938م عادت عصابات الإتسل إلى سوق حيفا لترتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين، حيث فجر أفراد عصابة الإتسل الصهيونية سيارتين ملغومتين في سوق حيفا، مما أدي إلى مقتل 21 مواطنًا فلسطينيًّا وجرح أكثر من 52 آخرين، وكان جميعهم أيضًا من المدنيين العزل. (فلسطيننا).

وفي 29 من ديسمبر عام 1947م شنت ميلشيات الأرغون الصهيونية المسلحة هجومًا على منطقة باب العمود إحدى أبواب مدينة القدس، باستخدام بِرْمِيل متفجر؛ مما أدي إلى مقتل 14 فلسطينيًا وجرح وإصابة 27 آخرين؛ وقد أعادت تلك العصابة هجومها على باب العمود مرة أخرى في اليوم التالي أي في 30 ديسمبر 1947م مما أدى إلى مقتل 14 فلسطينيًّا.

وفي 31 من ديسمبر عام 1947م شنت عصابات البلماح هجومًا على قرية بلد الشيخ مما أدى إلى مقتل 60 مدنيًا.

وفي قرية الحسينية التي تقع في الركن الجنوبي من سهل الحولة، ارتكبت مليشيات البلماح الصهيونية مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في 21 من إبريل عام 1948م؛ حيث شنت هجومين عنيفين وقامت بنسف 12 منزلًا وسرقت المواشي والمحصول الزراعي بالقرية؛ إضافة إلى قتل 15 فلسطينيًا وإصابة 20 آخرين.

وفي الهجوم الثاني قامت ميلشيات البلماح الصهيونية بقتل 30 فلسطينيًّا، ونزح المئات من الأهالي إلى خارج القرية هربًا من هجمات الميلشيات الصهيونية الإرهابية على القرية، فقامت ميلشيات البلماح بمطاردة الأهالي النازحين وفتحت النار عليهم لتقتل منهم 60 فلسطينيًّا.

وبعد أن تحولت المليشيات الصهيونية الإرهابية إلى جيش رسمي للكيان الصهيوني المحتل؛ هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم البريج في قطاع غزَّة في 28 من أغسطس عام 1953م، ليرتكب مجزرة جديدة ويقتل 20 فلسطينيًّا في المخيم.

حروب الاستنزاف مع مصر:

خلال حرب الاستنزاف بين مصر والكيان الصهيوني المحتل، التي بدأت في عام 1967م واستمرت حتى عام 1970م؛ حاول الكيان الصهيوني المحتل تحطيم الروح المعنوية للمصريين.

حيث شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومين ضد المدنيين في مصر؛ كان الهجوم الأول في 12 من فبراير عام 1970م حيث أغارت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مصنع في منطقة أبو زعبل المصرية، وهو ما أسفر عن مقتل 70 عاملًا مصريًا وإصابة 69 آخرون؛ وظن العدو الغاشم أنه إذا انكسرت الجبهة الداخلية ومقاومة الشعب المصري العظيم، ستتوقف حرب الاستنزاف وغارات الصاعقة المصرية في سيناء.

وكان الهجوم الثاني في صباح يوم 8 من إبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلًا مصري وإصابة 50 آخرين، وتدمير مبنى المدرسة تمامًا. (المصري اليوم).

نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت الكيان الصهيوني المحتل بأنه شن الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف وأخذت مصر بالتحضير العسكري للرد على هذا الهجوم، في حين برر الكيان الصهيوني المحتل هجومه الغاشم بأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.

وقد كان واقع الهجوم عنيفًا وأليمًا، وأشعل حالة من الغضب والاستنكار العارم، فلم يكن أحد يتخيل أنه يمكن استهداف مدرسة أطفال في منطقة ريفية بعيدة تمامًا عن أي وحدات عسكرية ليأتي الرد العسكري المصري على هذه المجازر في 30 من مايو عام 1970م حيث نفذت عناصر من الكتيبة 83 صاعقة واللواء 135 مشاة هجومًا عسكريًّا استهدف إحداث خسائر بشرية للعدو والعودة بأسرى أحياء، فيمَا عرف إعلاميًّا لدى الكيان الصهيوني المحتل “يوم السبت الحزين”. (اليوم السابع).

جاء الكمين ردًّا على مجزرتي: مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونتج عن هذه العملية العسكرية المصرية خسائر بشرية كبيرة في الجيش الإسرائيلي مع أسر عدد من ضباطه وجنوده، وفشل الكيان الصهيوني في كسر الروح المعنوية للمصريين، فضرب مصنع أبو زعبل، ومدرسة بحر البقر؛ زاد من إصرار الجيش والشعب المصري على الأخذ بالثأر، واكتمال منظومة الصواريخ المصرية، وأجرى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر زيارة سرية إلى الاتحاد السوفيتي حينها، واتفق مع السوفيات على تزويد الجيش المصري بأحدث الصواريخ للدفاع عن العمق المصري في القاهرة والإسكندرية وأسوان.

وخلال الفترة من فبراير حتى مايو 1970م، تمكن الجيش المصري وبدعم مالي كبير من الشعب المصري من بناء مواقع جديدة للصواريخ المصرية بشكل حديث، وباستعدادات وإمكانات لا يمكن أن تحققها إلا دولة عظمى.

واستطاع المصريون “عمالًا، وفنيين، وضباطًا وجنودًا” بالاشتراك مع شركات المقاولات الكبرى المصرية خلال 40 يومًا فقط، جمع 40 مليون جنيه لبناء قواعد الصواريخ بمعدل مليون جنيه في اليوم الواحد، وأمكن قبل منتصف مارس 1970 دخول بطاريات الصواريخ الجديدة إلى مواقعها وفق أحدث النظم الهندسية، تمهيدًا لحرب 6 من أكتوبر عام 1973م، وهو ما يؤكد للعدو الصهيوني إصرار الشعب المصري على الرد عن كل جرائمه.

وبدخول البطاريات العمل في منتصف مارس 1970 تمت تغطية العمق، وشعر الكيان الصهيوني المحتل أن معركة الطيران الذي أراد أن يحسم بها المعركة لن تكسر مقاومة الجبهة الداخلية بغارات العمق فشلت؛ خاصة بعد ضرب أبو زعبل ومدرسة بحر البقر.

وانتصر الجيش والشعب المصري على العدوان الغاشم، وكسرت يد الكيان الصهيوني المحتل التي لم تمتد لأي هدف مدني بعد هذه التغطية من قواعد الصواريخ الثابتة والمتحركة في الداخل وبطول خط المواجهة.

جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان:

مجزرة حانين عام 1967م: قام جيش الكيان الصهيوني المحتل، بمجزرة حانين في 26 نوفمبر من عام 1967، بعد حصار للقرية دام 3 أشهر، ثم اقتحمت قواته القرية وأقدمت على قتل السكان بالفؤوس ونهب محتويات المنازل وإشعال النار فيها، وفي نهاية المجزرة سويت البيوت بالأرض باستثناء غرفة واحدة دون سقف لا تزال شاهدًا على المجزرة. (وكالة أنباء تركيا).

مجزرة “يارين” عام 1974م: عمدت قوة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التسلل باتجاه البلدة، فنسفت 17 منزلًا وقتلت 9 مواطنين.

مجزرة العباسية عام 1978م في 15 من مارس 1978: قصف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي مسجدًا في بلدة العباسية التجأ إليه عدد من العائلات فقتل 112 مواطنًا معظمهم من النساء والأطفال.

مجزرة سحمر عام 1984م: ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في بلدة سحمر، حيث اقتحمت الدبابات والآليات البلدة وعملت على تجميع الأهالي في ساحة البلدة، ومن ثم أطلقت النار عليهم مما أسفر عن مقتل 13 مواطنًا وإصابة 12 بجروح.

جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في سوريا:

لم يسلم الشعب السوري أيضًا من مجازر وانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي طالت العديد من شعوب المنطقة العربية؛ حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة “الدردارة” بالقطاع الجنوبي من الجولان السوري المحتل، خلال حرب عام 1973م، وأسفرت المجزرة عن مقتل 11 شابًا سوريًّا حينها. (وكالة أنباء تركيا).

الخلاصة:

– مجزرة مستشفى المعمداني الأخيرة، هي واحدة من ضمن مئات المجازر التي ارتكبها جيش الكيان الصهيوني المحتل بحق المدنيين العزل، وما عرض في هذا البحث هو فقط عينة بسيطة لتاريخ مليء بالمجازر والانتهاكات.

– على المجتمع الدولي أن يضع حدًّا لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت قبل الإعلان عن قيام “دولة إسرائيل المزعومة” عام 1947م؛ بجرائم ارتكبتها ميلشيات وجماعات صهيونية إرهابية مسلحة، فالصمت الدولي على هذه الجرائم يقابل بالمزيد والمزيد من الجرائم والمجازر والانتهاكات بحق المدنيين العزل.

– إن جيش الاحتلال الإسرائيلي جيش إرهابي، فقد نشأ في البداية كميلشيات وجماعات صهيونية إجرامية، تشكلت من المهاجرين اليهود في فلسطين، وأخذت بارتكاب المجازر والانتهاكات الواحدة تلوا الأخرى، في القرى والمدن والبلدات الفلسطينية حتى جاء العام 1947م، وتحولت هذه المليشيات الإرهابية إلى جيش رسمي للكيان الصهيوني المحتل، وتوسعت جرائمه، وامتدت إلى الدول العربية في لبنان ومصر وسوريا.

– لا فرق بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وتنظيمي داعش والقاعدة، فجميعهم جماعات إرهابية تنتهك القانون الدولي الإنساني، وترتكب المجازر والجرائم بحق المدنيين العزل؛ ولكن المفارقة تكمن في تحالف المجتمع الدولي للوقوف أمام جرائم داعش والقاعدة، في حين يتلقى الكيان الصهيوني المحتل الدعم الكامل والتأييد من قِبَل الدول الأوروبية والغربية، وهو ما يشجع الكيان الصهيوني المحتل، على الاستمرار في ارتكاب تلك المجازر والانتهاكات.

المصادر:

اليوم السابع

سكاي نيوز عربية

روسيا اليوم

الوطن نيوز

بي بي سي عربية

المصري اليوم

فلسطيننا

وكالة أنباء تركيا

التعليقات مغلقة.