fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الحرب على غزة.. موقف إيران وعملائها بين الوهم والحقيقة

78

الحرب على غزة.. موقف إيران وعملائها بين الوهم والحقيقة

حكومة إسرائيلية عازمة على احتلال كامل قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع؛ والولايات المتحدة تراقب، وإيران الساعية لنفوذ إقليمي أكبر تبحث عن مزيد، وما يسمى بمحور المقاومة، ذراع إيران الخارجي، متأهب لمزيد من التوسع والإرهاب في المنطقة؛ وغضب شعبي، في جميع أنحاء المنطقة، بل وحتي العالم.

دخلت منطقة الشرق الأوسط حاليًا أخطر مراحلها؛ ففي ظل حرب الكيان المحتل على قطاع غزة، يراقب العالم احتمالية توسع نطاق الحرب، لتشمل منطقة الشرق الأوسط بكاملة، مع تداعيات قادرة على إيقاف نشاط العالم الاقتصادي بكاملة، وإدخاله في دوامة ركود قد لا يخرج منها أبدًا، في ظل تهديدات إيرانية منذ عقود بمحو الكيان المحتل، وطرد القوى الغربية من المنطقة، ولكن ما إن بدأت الحرب، حتى اختفت التهديدات الإيرانية التي كانت تتوعد الكيان المحتل، واختفت معها تصريحات المسؤولين الإيراني، وقادة الحرس الثوري الذين توعدوا الكيان المحتل بالدمار على مدار عقود.

فبعد دخول الحرب في قطاع غزة شهرها 6 أين إيران وأذرعها مما يحدث؟ وكيف تستغل إيران ميلشياتها الإقليمية للتأثير على الصراع الجاري في المنطقة؟ وهل ستخوض إيران حربًا ضد إسرائيل حقًّا؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، على بعض النقاط المهمة حول الحرب في قطاع غزة وموقف إيران ووكلائها من الحرب، وكيف ترى إيران حرب غزة فرصة لتحقيق مكاسب جديدة في المنطقة؛ في هذه السطور الآتية.

حرب الكيان المحتل على قطاع غزة:

عقب أشهر من الحرب على قطاع غزة بقصف مكثف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يهدأ منذ إعلان الحرب على قطاع غزة، بهدف القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية، كما يقول الكيان المحتل؛ وحروب مشتعلة حتى اللحظة في عدة محاور في قطاع غزة، بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي؛ وضبابية تحيط بمستقبل المنطقة، مع تجاوز عدد القتلى من الجانب الفلسطيني الآلاف.

وعلى مستوي البنية التحتية يستمر الكيان المحتل بقصف البنية التحتية والمباني السكنية، وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الكيان المحتل أسقط على قطاع غزة من المتفجرات حتى نهاية ديسمبر 2023م، ما يعادل حجم 3 قنابل نووية، من التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية. (المرصد الأورومتوسطي).

وعن طول الحرب، فإن وزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت”، يقول بأنها ستستمر لأشهر عدة، ما يعني بأن الكيان المحتل مستمر في احتلاله لقطاع غزة دون توقف.

الموقف الإيراني من الحرب الإسرائيلية على غزة:

ومنذ بَدْء حرب الكيان المحتل على قطاع غزة اتجهت أنظار الجميع إلى إيران؛ ممن يترقب تدخلها، أو تدخل أذرعها ووكلائها في المنطقة الحرب ضد الكيان المحتل؛ كون طهران تبنت على مدار سنوات طويلة، بعد أن دمرت العديد من الدول العربية الفتية بالمنطقة التي ظلت تقاتل لعقود على مدار النصف الثاني من القرن العشرين الكيان المحتل.

تبنت شعار “محور المقاومة” ووحدة الساحات، وكون إيران أيضًا تمتلك هي ووكلاؤها في المنطقة: آله عسكرية وبرامج صاروخية، ومسيرات، وما إلى ذلك من العتاد الحربي؛ الذي ظلت إيران على مدار 4 عقود ماضية، تؤكد قدرتها على الوصول إلى عمق الكيان المحتل.

ولكن ما إن اشتعلت الحرب، ونظر عديد السياسيين والمراقبين إلى إيران حتى نفى المرشد الأعلى في طهران “علي خامنئي”، أن يكون لإيران أي دور في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالرغم من ذلك، حركت إيران بعضًا من أذرعها في المنطقة، للقيام بعمليات طفيفة، لا جدوي منها، ولا تستهدف الكيان المحتل بشكل مباشر، أو أيًا من مصالحة في المنطقة. (مركز الشرق الأوسط).

وإنما تلحق مزيدًا من الأضرار بالاقتصادات العربية المتأزمة أصلًا، من خلال عمليات إرهابية للحوثيين بالبحر الأحمر، أو ضربات محدودة هنا وهناك، لزعزعة استقرار المنطقة، وإظهار قدرة إيران، على التحكم بقرار الحرب والسلم، في العديد من دول المنطقة العربية، ولكن ما إن تهاجم القوى الغربية الأراضي العربية، سواءً في سوريا أو العراق؛ حتى تنأى إيران بنفسها، وتتملص من وكلائها، وتلقى بشعار “وحدة الساحات” عُرْضَ الحائط؛ وتهدف طهران من خلال هذه السياسة، إلى تحقيق أي مكاسب ممكنه، في ظل الصراع المحتدم، دون تدخلها في الحرب.

وخلال فبراير 2024م، وعندما كاد نطاق الحرب يتسع؛ بعد أن استهدفت ميلشيات إيرانية في العراق قاعدة البرج 22 العسكرية الأمريكية في الأرْدُن، وتوجيه الولايات المتحدة سلسلة من الضربات العسكرية في سوريا والعراق.

زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “إسماعيل قاآني”، بغداد في زيارة سرية، مطالبًا قادة الأذرع الإيرانية في المنطقة، بوقف العمليات العسكرية التي تستهدف القوى الغربية في المنطقة. (سكاي نيوز عربية).

وقد أدت الزيارة إلى توقف جميع الهجمات التي كانت تشنها الأذرع الإيرانية ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وبذلك نأت إيران وأذرعها عن الصراع الدائر في قطاع غزة، وأخرجت نفسها ووكلاءها من المشهد تمامًا، وعلى مدار أشهر الحرب الـ6 لم يكن لإيران أي دور في المنطقة، بل اختفت تمامًا كل الأصوات الإيرانية، التي كانت تتوعد وتهدد بمحو إسرائيل والدفاع عن فلسطين.

حزب الله اللبناني والحرب في قطاع غزة:

منذ 7 من أكتوبر الماضي تشهد الحدود اللبنانية الجنوبية مع الكيان المحتل، عدة اشتباكات ومناوشات محدودة بين الحين والآخر، أدت هذه الاشتباكات إلى سقوط ضحايا على الجانبين: اللبناني والصهيوني؛ ووصل عدد قتلى الجانب اللبناني 252 شخصًا منذ بَدْء الاشتباكات. (روسيا اليوم).

وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة في جَنُوب لبنان؛ إلا أن حزب الله، لا يبدو أنه يرغب في التدخل في الحرب بشكل كامل، على الرغم مما يمتلكه من عتاد حربي هائل، وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها أن إيران لا تريد أن تلقى بحزب الله، وكيلها الخارجي الأهم في المنطقة، في حربًا ضد الكيان المحتل، لا ترى إيران مصلحتًا فيها؛ إضافة إلى أن طهران تعتمد بشكل كبير على قوة ميلشيات حزب الله اللبناني في تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة، وتعزيز قواتها الإقليمية؛ ولن تلقى إيران بوكيلها الأهم في المنطقة في حرب ستنضم لها الولايات المتحدة بالتبعية، تفقد من قوة إيران الإقليمية وورقتها الأقوى حزب الله اللبناني الكثير.

كما أن لبنان، يعاني من مشاكل داخلية اقتصادية وسياسية كبيرة؛ بالإضافة إلى أن دخول حزب الله الحرب ضد الكيان المحتل الذي هدد بأن الحرب على لبنان، ستكون مدمرة؛ من المؤكد أنها ستفقد حزب الله شعبيته، وتُقود قاعدة دعمه.

وبات حزب الله يدرك تمامًا، أنه لا يستطيع تحمل جلب المزيد من الخراب على لبنان، كما أن دخول حزب الله الحرب ضد الكيان المحتل، لا يعني دخول إيران وباقي أذرعها في المنطقة الحرب إلى جانب حزب الله، ففي حرب عام 2006م، لم يكن لإيران أي دور يذكر في الحرب، بل حتى لم تحرك طهران ساكنًا؛ لذلك يقوم حزب الله بضربات محدودة غير مؤثرة، تستهدف أبراج اتصالات وتمركزات صغيرة على الحدود، لا جدوي منها، لكن هذه الإستراتيجية محفوفة بالمخاطر، وسوء تقدير واحد كفيل بتوسع الصراع؛ فبهذه الطريقة بدأت حرب لبنان عام 2006م، عندما قام حزب الله بغارة على الحدود مع الكيان المحتل، واختطف جنديين من جيش الاحتلال الإسرائيلي لتندلع حربًا استمرت 34 يومًا قتل وجرح خلالها العديد من اللبنانيين المدنيين.

ومؤخرًا شهدت هذه الجبهة عدة تصعيدات غير مسبوقة؛ فقد شن الكيان المحتل في 11 من نوفمبر، أول غارة في العمق اللبناني، استهدفت الغارة البعيدة عن الحدود مع الكيان المحتل، شاحنة كانت تقف في منطقة الزهران.

واعتبرت هذه الغارة هي الأولى في العمق اللبناني منذ بَدْء الحرب في غزة، في ظل مناوشات خفيفة، أعتاد الطرفان ألا يتجاوز نطاقها الحدود، وأعقبتها تصعيدات من قبل الكيان المحتل في لبنان بغارات طالت العديد من الأهداف، بعمق تجاوز 30 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية في فبراير ومارس الماضيين.

إيران لن تدخل أي حرب:

وفي الوقت نفسه، هدد وزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت”، بتحويل بيروت إلى غزة ثانية؛ مؤكدًا على أن حزب الله، يقترب من ارتكاب الخطأ الكبير، وجاء على لسان قيادي في حزب الله، نقلًا عن صحيفة التايمز البريطانية، “أن الحرب اقتربت كثيرًا من لبنان، وأن حزب الله اللبناني مستعد لها”.

تحركات حزب الله اللبناني والتي تأتي بأوامر إيرانية؛ تنذر بإلقاء لبنان في الهاوية في ظل عدم ثقة اللبنانيين في حزب الله وإيران، كما أن تدخل الولايات المتحدة سيكون واردًا، وما يعكسه الوضع الآن في لبنان، أن حزب الله لن يستخدم ترسانته العسكرية، ويتدخل في حرب غزة؛ وفي حال إذا ما خرجت الأمور عن نطاق السيطرة في الجبهة اللبنانية، فإن إيران ستتملص من حزب الله، وتترك لبنان يواجه الكيان المحتل والولايات المتحدة.

وهو ما أكدته مصادر لموقع العربية الإخباري عن طبيعة التنسيق الجاري بين إيران وحزب الله في لبنان؛ إذ زار قائد فيلق القدس الإيراني “إسماعيل قاآني”، بيروت في فبراير الماضي، لبحث المخاطر التي قد تنشأ إذا ما شن الكيان المحتل والولايات المتحدة هجومًا عسكريًّا شاملًا على لبنان، وهو هجوم، سيلحق ضررًا جسيمًا بالبنان، وبالشريك الإقليمي الرئيسي لطهران، أي: حزب الله. (العربية).

كما اجتمع “قاآني”، مع “حسن نصر الله”، زعيم ميلشيات حزب الله للمرة الثالثة، منذ بَدْء حرب الكيان المحتل على قطاع غزة، وكشفت وكالة رويترز أنه في حالة ما إذا شن هجومًا شاملًا على لبنان؛ فإن ذلك سيضغط على إيران في الداخل للتدخل في الحرب في حين طمأن نصر الله قاآني؛ مؤكدًا بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع الكيان المحتل أو الولايات المتحدة، وأن حزب الله سيقاتل بمفرده؛ وقال نصر الله لضيفه: “هذه معركتنا”.

ويرى مراقبون: أن اجتماع فبراير الماضي في بيروت هذا يسلط الضوء على الضغوط التي تتعرض لها إستراتيجية إيران، المتمثلة في تصعيد كبير وفي نفس الوقت تحت السيطرة في المنطقة، لتحقيق بعض المكاسب فيما بعد، وفي نفس الوقت، إظهار القوة والدعم لغزة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

من خلال الجماعات المسلحة المتحالفة معها في العراق وسوريا واليمن، وبات واضحًا، أن قاآني ونصر الله؛ يريدان إبعاد إيران بشكل أكبر، عن عواقب دعم مجموعة من الجهات الفاعلة بالوكالة في الشرق الأوسط، في ظل تزايد احتمالات خروج الأوضاع عن السيطرة وإلقاء لبنان في هاوية حرب جديدة.

كيف تستخدم إيران أذرعها في المنطقة لتحقيق مصالحها؟

تتوسع إيران في المنطقة، عبر أذرعها ووكلائها، ودعمها المطلق؛ تحت شعار: “مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين”، وبالرغم من عدم خوض إيران أي حربًا مع الكيان المحتل؛ إلا أن الشعار الإيراني، يعني تبرير دائم لوجود الأذرع الإقليمية، بشكل مستمر علي الساحة، لكن في الآونة الأخيرة بات من الواضح: أن إستراتيجية طهران تجاه تل أبيب، لا تعني زوال هذا الكيان، لا سيما مع بروز مبدأ “حل الدولتين”، وتوقيع الخارجية الإيرانية، على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الذي عقد في الرياض في 11 من نوفمبر الماضي؛ والذي تضمن العمل على تبني حل الدولتين، كحل وحيد للصراع في فلسطين المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م، وتصدره المشهد السياسي الحالي. (أساس ميديا).

فوجود الكيان المحتل في فلسطين، يعني بالضرورة، شرعية وغطاء دائم للنفوذ الإيراني في المنطقة، ويساعد علي توسعته، لذا فإن حرب الكيان المحتل على قطاع غزة، تخدم بشكل أو بآخر علي الأهداف والطموحات الإيرانية في المنطقة؛ دون أن يقحم النظام الإيراني نفسه في تلك الحرب؛ والتي سيترتب عليها خسائر هائلة.

وهنا يأتي دور وكلاء إيران في المنطقة، للتدخل وخلق حاله من عدم الاستقرار في المنطقة؛ ما سيتطلب تدخل إيران لضبط الموقف، وبالتالي إبقاء إيران على حضورها في القضية الفلسطينية، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية فيما بعد.

استغلال إيران حرب غزة لتوسعة النفوذ الإقليمي وترتيب أوراق المنطقة:

بالنظر إلى حالة الغضب الشعبي في العالم العربي نتيجة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني، تحاول إيران استغلال حاله الغضب والاحتقان في الشارع العربي لتعزيز وتوسعة نفوذها في الشرق الأوسط؛ إذ ترى طهران في حرب غزة فرصة لممارسة المزيد من النفوذ على وكلائها، واستقطاب العديد من الداعمين لإيران، لتعزيز قوة أذرعها ووكلائها في المنطقة، وكان لافتًا في الأيام القليلة الماضية الضغوط الإيرانية التي تمارس على الأرْدُنّ عبر العراق؛ إذ لم تعد إيران تكتفي بوجودها العسكري في الجَنُوب السوري للضغط على الأرْدُن، وتهريب المخدرات والسلاح إليه.

فهناك ميلشيات عراقية تابعة للحرس الثوري الإيراني تسعى إلى وقف تزويد الأرْدُنّ بأي نفط عراقي بأسعار مخفضة، بموجب اتفاقات رسمية بين الجانبين، وبحسب الأمين العام لمجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية “يحيى السنبل”، نجحت هذه الميلشيات في وقف حركة نقل النفط العراقي إلى الأرْدُن طوال يومين. (الرافدين).

وبعثت بالرسالة الإيرانية المطلوب إرسالها إلى عمان، وغالبًا ما يهاجم نواب وقيادات في الفصائل المسلحة العراقية، بما في ذلك التيار الصدري، مشروع تصدير النفط إلى الأرْدُن، بحجة علاقة المملكة الأردنية مع إسرائيل، لكن خبراء في الاقتصاد يرون أن السبب الحقيقي لموقف هذه الميلشيات التابعة لإيران، يعود إلى تطوير العلاقات الاقتصادية للعراق مع الأرْدُن والمملكة العربية السُّعُودية ومصر، وبروز مشروع الشام الجديد، وتخشى الميلشيات الموالية لإيران في العراق من أن ينعكس ذلك سلبًا على إيران التي شهدت تراجعًا في حجم التجارة بينها وبين العراق، خلال الأشهر الماضية.

وفي ظل الحرب على غزة ونجاح إيران في استغلالها إلى حد ما لا سيما في اليمن ولبنان، تستخدم إيران أذرعها المختلفة في الداخل العراقي لضرب أي حكومة تسعى إلى إيجاد نوع من الاستقلالية العراقية، بعيدًا عن النظام الإيراني، وتأكيد العلاقات ذات الجذور التاريخية والطبيعية بين العراق ومحيطه العربي.

وترفض هذه الميلشيات الإيرانية أي حكومة عراقية، تعبر عن وجود نوع من الانتماء للعراق، بما في ذلك بين الشيعة العرب في بلاد الرافدين؛ وتعارض أي حكومة تسعى إلى علاقات حسن جوار ذات طبيعة متوازنة، بين بغداد وطهران، وتمارس أيضًا انفتاحًا على دول الخليج العربي والأردن.

الخلاصة:

– عملت إيران على مدار العقود السابقة، منذ ثورة الخميني في نهاية السبعينيات على استقطاب العديد من الداعمين والمؤيدين، لنظام المرشد من المنطقة العربية؛ لتأسيس ميلشيات وجماعات مسلحة، وشبكة من الأذرع الإقليمية على طول المنطقة وعرضها، واعتمدت إيران لتحقيق هذا الهدف شعارات مختلفة، كان أبرزها: محور المقاومة، “ومحو إسرائيل”، وتحرير القدس، وطرد القوى الغربية من المنطقة، وبدلًا من أن يكون نظام طهران عونًا للدول العربية التي خاضت حروبًا استمرت لعقود ضد الكيان المحتل، مثل: العراق ولبنان وسوريا، عملت طهران على تمزيق تلك الدول، وذرع الطائفية والفتن بين أبنائها، لتحتلها عبر وكلائها فيمَا بعد؛ وتحولها إلى مستعمرات ودول يسودها الخراب.

– كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حقيقة الشعارات الإيرانية، والعداء بين إيران والكيان المحتل، والذي هو عداء في العلن فقط؛ واتفاق على القتل والتدمير، وارتكاب الجرائم ضد الشعوب العربية؛ فكلا الطرفين إيران والكيان المحتل، ينشرون الفتن في الأراضي العربية في لبنان، ويسعون إلى إلقاء لبنان، إلى حافة حرب واقتتال داخلي وخارجي، لا يبقي ولا يذر؛ لتزداد سطوتهم غير المباشرة على لبنان فيمَا بعد.

– إيران لن تخوض أي حرب ضد الكيان المحتل؛ فلا يوجد لنظام طهران أي مصلحة في ذلك، وإنما تستخدم طهران أذرعها الإقليمية في تأجيج صراعات المنطقة لتحقيق مكاسب فيمَا بعد، في جولات التفاوض مع الغرب؛ سواء في المِلَفّ النووي أو تبادل محتجزين بين إيران والولايات المتحدة، وترى طهران في حرب الكيان المحتل على قطاع غزة، فرصة لتوسعة النفوذ، وبناء قاعدة شعبية أكبر، وسط الطائفة الشيعية في العالم العربي؛ ما سيمكن إيران فيمَا بعد من زيادة هيمنتها على المنطقة بحسب الرؤية الإيرانية.

المصادر:

المرصد الأورومتوسطي

مركز الشرق الأوسط

سكاي نيوز عربية

روسيا اليوم

العربية

أساس ميديا

مركز الأهرام للدراسات

الرافدين

التعليقات مغلقة.